عاشق الزهراء
06-07-2008, 11:32 AM
كان المرحوم السيّد مهدي بحر العلوم رضوان الله تعالى عليه قد حظي بشرف اللقاء مع مولانا المفدّى الإمام المهدي الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف مرّات عديدة. ونقلوا عنه ـ عندما كان مرجعاً للتقليد ـ أنّه سافر ذات مرّة من مدينة النجف الأشرف إلى مدينة الحلّة. وحين وصوله للحلّة استقبله الناس وكان كلّ واحد منهم يرجو السيّد أن ينزل في بيته. إلا أنّ السيّد سألهم عن عنوان واسم أحد كسبة المدينة، لكن أكثرهم لم يعرفه. وبعد أن بحثوا عنه تبيّن أنّ الذي سأل عنه السيّد هو كاسب عادي يملك دكّاناً بسيطاً في إحدى أحياء المدينة. فأخبروه بأنّ السيّد بحر العلوم يبحث عنك. ففرح الرجل، وعندما حضر سأله السيّد: هل تسمح لي أن أنزل في بيتك؟
فأجاب الرجل: أنت تمنّ عليّ بذلك، لكنّ بيتي صغير وبسيط جداً ولا يسع لاستقبال من يريد اللقاء بك.
فقال السيّد: سأنزل وحدي في بيتك وأجعل اللقاء بالناس في مكان آخر.
أمّا الناس فاعترضوا وقالوا للسيّد: هذا المكان لا يليق بكم كونكم أحد المراجع الكبار، ومحلّ تشرف كثير من الناس.
فأجابهم السيّد: سأحضر في أيّ وقت كان وفي أيّ مكان تنتخبونه أنتم للقاء الناس. فوافق الجميع على إصراره بتعجّب!
ثم بعد فترة من الزمن سألوا السيّد بحر العلوم عن سبب إصراره للنزول في بيت ذلك الكاسب البسيط. فقال رحمه الله: لقد أمرني سيدي ومولاي الحجّة بن الحسن عجّل الله تعالى فرجه الشريف بذلك.
قالوا: وهل سألت المولى عن سبب ذلك؟ قال: أنا مطيع له ولا يسعني سوى تنفيذ أمره.
قالوا: إنّ أهل البيت سلام الله عليهم كلامهم كلّه حكمة، فهل تستطيع أن تبيّن لنا سبب ذلك حسب قناعتك الشخصية؟
قال السيّد: عندما كنت ضيفاً عند الرجل أحببت كثيراً أن أجد فيه ما كان سبباً في رعاية المولى صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف له فوجدت حياته بسيطة وكان متديّناً بسيطاً، لكنه كان ملتزماً بالفرائض كلّها. وعندما أخبرته أنّي أُمرت من قبل المولى عجّل الله تعالى فرجه الشريف بالنزول في بيته، تعجّب وفرح وبكى!
ثم قال: إنّي كاسب بسيط وإنّ تركي العمل ليوم واحد يجعلني أبات ليله جائعاً، ولكن سعيت قدر استطاعتي أن أحافظ على ديني وألتزم بأحكامه وأخلاقه.
يقول السيّد بحر العلوم: وبعد أن ألححت عليه ذكر لي ما اعتبره سبباً لكلّ ما حظي به من الخير والبركات في حياته.
هذه القصّة لا خصوصية فيها، فكلّ إنسان سواء كان رجلاً أو امرأة، شابّاً أو كهلاً، متعلّماً أوغير متعلّم، قد أودع الله تعالى فيه قوّتين متضادتين إحداهما العقل والأخرى الرغبات، وهما من عجائب صنع الله جلّ شأنه. فكلّ واحد منّا يمكنه أن يحظى برعاية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وينال القرب منه بمقدار ما فضّل به معتقداته على أهواء نفسه وشهواتها
فأجاب الرجل: أنت تمنّ عليّ بذلك، لكنّ بيتي صغير وبسيط جداً ولا يسع لاستقبال من يريد اللقاء بك.
فقال السيّد: سأنزل وحدي في بيتك وأجعل اللقاء بالناس في مكان آخر.
أمّا الناس فاعترضوا وقالوا للسيّد: هذا المكان لا يليق بكم كونكم أحد المراجع الكبار، ومحلّ تشرف كثير من الناس.
فأجابهم السيّد: سأحضر في أيّ وقت كان وفي أيّ مكان تنتخبونه أنتم للقاء الناس. فوافق الجميع على إصراره بتعجّب!
ثم بعد فترة من الزمن سألوا السيّد بحر العلوم عن سبب إصراره للنزول في بيت ذلك الكاسب البسيط. فقال رحمه الله: لقد أمرني سيدي ومولاي الحجّة بن الحسن عجّل الله تعالى فرجه الشريف بذلك.
قالوا: وهل سألت المولى عن سبب ذلك؟ قال: أنا مطيع له ولا يسعني سوى تنفيذ أمره.
قالوا: إنّ أهل البيت سلام الله عليهم كلامهم كلّه حكمة، فهل تستطيع أن تبيّن لنا سبب ذلك حسب قناعتك الشخصية؟
قال السيّد: عندما كنت ضيفاً عند الرجل أحببت كثيراً أن أجد فيه ما كان سبباً في رعاية المولى صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف له فوجدت حياته بسيطة وكان متديّناً بسيطاً، لكنه كان ملتزماً بالفرائض كلّها. وعندما أخبرته أنّي أُمرت من قبل المولى عجّل الله تعالى فرجه الشريف بالنزول في بيته، تعجّب وفرح وبكى!
ثم قال: إنّي كاسب بسيط وإنّ تركي العمل ليوم واحد يجعلني أبات ليله جائعاً، ولكن سعيت قدر استطاعتي أن أحافظ على ديني وألتزم بأحكامه وأخلاقه.
يقول السيّد بحر العلوم: وبعد أن ألححت عليه ذكر لي ما اعتبره سبباً لكلّ ما حظي به من الخير والبركات في حياته.
هذه القصّة لا خصوصية فيها، فكلّ إنسان سواء كان رجلاً أو امرأة، شابّاً أو كهلاً، متعلّماً أوغير متعلّم، قد أودع الله تعالى فيه قوّتين متضادتين إحداهما العقل والأخرى الرغبات، وهما من عجائب صنع الله جلّ شأنه. فكلّ واحد منّا يمكنه أن يحظى برعاية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وينال القرب منه بمقدار ما فضّل به معتقداته على أهواء نفسه وشهواتها