المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَءَاتُوا النِّسَآءَ صَدُقَـتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَىْء مِّنْهُ 00


محمدي
28-09-2006, 01:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على الأخوة المؤمنين والمؤمنات
تقيل الله أعمالكم بأحسن القبول ولاتنسوني من الدعاء
في هذه الأيام المباركة 000

هناك روابط قوية وروحية بين الزوج والزوجة خلال معايشتهما لبعضهما البعض من انطلاقة العقد الشرعي
الى نهاية العمر ان بقيا على حالهما وهو السائد في مجتمعاتنا المؤمنة والحمدلله وان كان هناك مايعيق مسيرة
الزوجين ويعيق هذه المسيرة الطيبة والعلاقة الروحية الأبدية
يختلف الناس في تنمية أرضية العلاقة بمختلف الأمزجة والفهم والنفسية والالتزام والقابلية والاستعداد
ومع هذا تبقى أواصر العلاقة نسبية من الواحد الى المئة كل بحسب طبعه الذي يفترض أن يكون طيبا وان لم يكن ينبغي تغييره الى الأفضل بالتدريج باتباع سلوك من نقتدي بهم وهم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام وبعدهم العلماء والصلحاء من الناس وممن حولنا من المؤمنين والمؤمنات ولافرق بين ان تقتدي المرأة بالرجل أو العكس فيما هو أصلح كما روي عن الامام الصادق سلام الله عليه
( كونوا دعاة صامتين بغير ألسنتكم)
وهذا نلمسه في كل مكان في المنزل او العمل او الشارع أو غير ذلك
ان تأكيد العلاقة بين الزوج والزوجة كرابطة قوية داعمة لحياة مستمرة جميلة مستقبلا له تأثير طيب على حياتهما وحياة أطفالهما على مر الأيام
وقد تبدأ هذه الرابطة من بداية تحديد المهر والعقد حتى أن القرآن ذكر هذا الارتباط عندما تهب المراة شيئا من مهرها لزوجها كما في هذه الآية الكريمة في قوله تعالى:
(وَءَاتُوا النِّسَآءَ صَدُقَـتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَىْء مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً)
وجاء في تفسير الأمثل لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي في تفسير ذلك قوله:
«النِّحلة» في اللغة تعني الدّين، كما أنّها بمعنى العطية أيضاً، يقول الرّاغب الأصفهاني في مفرداته: «واشتقاقه فيما أرى أنه من النحل نظراً منه إِلى فعله فكان نحلته أعطيته النحل».
و«صدقاتهن» جمع الصداق وهي بمعنى المهر (وآتوا النساء صدقاتهنّ نحلة) أي أعطوا المهر للزوجة كمّلا واهتموا بذلك كما تهتمون بما عليكم من ديون فتؤدونها كاملة دون.نقص (وفي هذه الصورة نكون قد أخذنا لفظة النِّحلة بمعنى الدَّين).
وأمّا إِذا أخذنا لفظة النِّحلة بمعنى العطية والهبة فيكون تفسير الآية المذكورة بالنحو التالي:
«أعطوا النساء كامل مهرهنّ الذي هو عطية من الله لهنّ لأجل أن يكون للنساء حقوق أكثر في المجتمع وينجبر بهذا الأمر ما فيهنّ من ضعف جسمي نِسبي
ثمّ بعد أن يأمر الله سبحانه ـ بصراحة ـ في مطلع الآية بأن تعطى للنساء مهورهن كاملة ودون نقصان حفظاً لحقوقهنّ، يعمد في ذيل هذه الآية إِلى بيان ما من شأنه إحترام مشاعر كلا الطرفين، ومن شأنه تقوية أواصر الودّ والمحبّة والعلاقة القلبية، وكسب العواطف إِذ يقول: (فإِن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً) أي لو تنازلت الزوجة عن شيء من المهر ووهبته للزوج عن طيب نفسها جاز للزوج أكل الموهوب له، وإِنّما أقرّ الإِسلام هذا المبدأ لكيلا تكون البيئه العائلية والحياة الزوجية ميداناً لسلسلة من القوانين والمقررات الجافة، بل يكون مسرحاً للتلاقي العاطفي الإِنساني، وتسود في هذه الحياة المحبّة جنباً إِلى جنب مع المقررات والأحكام الحقوقية المذكورة
( انتهى كلام صاحب تفسير الأمثل)
وقد نسمع أحيانا ان أحدهم يتقدم لخطبة فتاة وهو لايملك الا القليل فتقبل به او بعضهن تعطيه المال ان كانت ميسورة وهو يقوم بكل ماعليه من التزامات مادية لاكمال مسرحية الزواج وكله خير باذن الله سبحانه وتعالى ,وانه لايضيع أجر عامل من ذكر وأنثى
فأواصر العلاقة الحميمة لها تفرعات مختلفة كرابطة اسلامية جميلة ولها أبعاد كثيرة تتحكم فيها الأجواءالتي يعيشها الطرفان وكل له قابليته
وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى انه على كل شيء قدير
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرينِِ