المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا قالع الباب


تاج العرب
17-07-2008, 06:10 PM
قصيدة ابن ابي الحديد المعتزلي في مدح امير المؤمنين عليه السلام




يا رسم لا رسمتك ريح زعزع .. وسرت بليل في عراصك خروع

لم ألف صدري من فؤادي بلقعاً .. إلا وأنت من الأحبة بلقع

جارى الغمام مدامعي بك فانثنت .. جون السحائب فهي حسرى ظلع

لا يمحك الهتن الملث فقد محا .. صبري دثورك مذمحتك الأدمع

ما تم يومك وهو أسعد أيمن .. حتى تبدل فهو أنكد اشنع

شروى الزمان يضيء صبخ مسفر .. فيه فيشفعه ظلام اسفع

لله درك والضلال يقودني .. بيد الهوى فأنا الحرون فاتبع

يقتادني سكر الصبابة والصبا .. ويصيح بي داعي الغرام فاسمع

دهر تقوض راجلاً ما عيب من .. عقباه إلا أنه لا يرجع

يا أيها الوادي أجلك وادياً .. وأعز إلا في حماك فاخضع

وأسوف تربك صاغراً وأذل في .. تلك الربى وأنا الجليد فاخنع

أسفي على مغناك إذ هو غابة .. وعلى سبيلك وهي لحب مهيع

أيام انجم قضعب درية .. في غير أوجه مطلع لا تطلع

والبيض تورد في الوريد فترتوي .. والسمر تشرع في الوتين فتشرع

والسابقات اللاحقات كأنها .. العقبان تردى في الشكيم وتمزع

والربع انور بالنسيم مضمخ .. والجو أزهر بالعبير مردع

ذاك الزمان كأنما ..قيظ الخطوب به ربيع ممرع

وكأنما هو روضة ممطورة .. او مزنة في عارض لا تقلع

قد قلت للبرق الذي شق الدجى .. فكأن زنجياً هناك يجدع

يا برق إن جئت الغري فقل له .. أتراك تعلم من بأرضك مودع

فيك ابن عمران الكليم وبعده ..عيسى يقفيه وأحمد يتبع

بل فيك جبريل وميكال واسرا.. فيل والملأ المقدس اجمع

بل فيك نور الله جل جلاله .. لذوي البصائر يستشف ويلمع

فيك الإمام المرتضى فيك الوصي .. المجتبى فيك البطين الأنزع

الضارب الهام المقنع في الوغى .. بالخوف للبهم الكماة يقنع

والسمهرية تستقيم وتنحني .. فكأنها بين الأضالع أضلع

والمترع الحوض المدعدع حيث لا .. واد يفيض ولا قليب يترع

ومبدد الأبطال حيث تألبوا .. ومفرق الأحزاب حيث تجمع

والحبر يصدع بالمواعظ خاشعاً .. حتى تكاد لها القلوب تصدع

حتى إذا استعر الوغى متلظياً .. شرب الداء بغلة لا تنقع

متجلبباً ثوباً من الدم قانياً .. يعلوه من نقع الملاحم برقع

زهد المسيح وفتكة الدهر الذي .. اودى به كسرى وفوز تبع

هذا ضمير العالم الموجود عن .. عدم وسر وجوده المستوع

هذي الأمانة لا يقوم بحملها .. خلقاء هابطة واطلس ارفع

تأبى الجبال الشم عن تقليدها .. وتضج تيهاء وتشفق برقع

هذا هو النور الذي عذباته .. كانت بجبهة آدم تتطلع

وشهاب موسى حيث أظلم ليله ..رفعت له لألاؤه تتشعشع

يامن ردت له ذكاء ولم يفز .. لنظيرها من قبل ألا يوشع

يا هازم الأحزاب لا يثنيه عن .. خوض الحمام مدجج ومدرع

يا قالع الباب الذي عن هزه ... عجزت أكف أربعون وأربع

لولا حدوثك قلت إنك جاعل .. الأرواح في الأشباح والمنتزع

لو لا مماتك قلت أنك باسط .. الأرزاق تقدر في العطاء وتوسع

ما العالم العلوي إلا تربة .. فيها لجثتك الشريفة مضجع

ما الدهر ألا عبدك القن الذي .. بنفوذ أمرك في البرية مولع

أنا في مديحك ألكن لا أهتدي .. وأنا الخطيب الهبزري المصقع

أأقول فيك سميدع كلا ولا .. حاشا لمثلك أن يقال سميدع

بل أنت في يوم القيامة حاكم .. في العالمين وشافع ومشفع

ولقد جهلت وكنت أخذق عالم .. أغرار عزمك أم حسامك أقطع

وفقدت معرفتي فلست بعارف .. هل فضل علمك أم جنابك أوسع

لي فيك معتقد سأكشف سره .. فليصغ أرباب النهى وليسمعوا

هي نفثة المصدور يطفئ بردها .. حر الصبابة فاعذلوني أودعوا

والله لولا حيدر ما كانت .. الدنيا ولا جمع البرية مجمع

من أجله خلق الزمان وضوئت .. شهب كنسن وجن ليل أدرع

علم الغيوب إليه غير مدافع .. والصبح أبيض مسفر لا يدفع

وإليه في يوم المعاد حسابنا ..وهو الملاذ لنا غداً والمفزع

هذا اعتقادي قد كشفت غطاءه .. سيضر معتقداً له أو ينفع


يامن له في أرض قلبي منزل .. نعم المراد الرحب والمستربع

أهواك حتى في حشاشة مهجتي .. نار تشب على هواك وتلذع

وتكاد نفسي تذوب صبابة .. خلقاً وطبعاً لا كمن يتطبع

ورأيت دين الإعتزال وإنني .. أهوى لأجلك كل من يتشيع

ولقد علمت بأنه لابد من.. مـهديكم وليـومه أتوقـع

يحميه من جند الإله كتائب .. كاليم أقبل زاخراً يتدفع

فيها لآل أبي الحديد صورام .. مشهورة ورماح خط شرع

ورجال موت مقدمون كأنهم .. أسد العرين الربد لا تتكعكع

تلك المنى أما أغب عنها فلي .. نفس تنازعني وشوق ينزع

ولقد بكيت لقتل آل محمد .. بالطف حتى كل عضو مدمع

عقرت بنات الأعوجية هل درت .. ما يستباح بها وماذا يصنع

وحريم آل محمد بين العدى .. نهب تقاسمه اللئام الرضع

تلك الضغائن كالإماء متى تسق .. يعنف بهن وبالسياط تقنع

من فوق أقطاب الجمال يشلها .. لكع على حنق وعبد أكوع

مثل السبايا بل أذل يشق من .. هن الخمار ويستباح البرقع

فمصفد في قيده لا يقتدى .. وكريمة تسبى وقرط ينزع

تالله لا أنسى الحسين وشلوه .. تحت السنابك بالعراء موزع

متلفعاً حمر الثياب وفي غد .. بالخضر في فردوسه يتلفع

تطأ السنابك صدره وجبينه .. والأرض ترجف خيفة وتضعضع

والشمس ناشرة الذوائب ثاكل .. والدهر مشقوق الرداء مقنع

لهفي على تلك الدماء تراق في .. ايدي أمية عنوة وتضيع