المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جريدة السفير: الشيعة و التشيع و الإمام الحسين , و ( الس


عاشق الزهراء
29-07-2008, 09:33 AM
واصف عواضة-السفير

ليس من السهل على الكثيرين من خارج الطائفة الشيعية تفهم ظاهرة عاشوراء، خصوصا للذين لم يتعمقوا في التاريخ الإسلامي. إذ كيف يمكن لواقعة يردها البعض إلى صراع على السلطة، أن تعيش حية على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان بمثل هذه الحيوية والحضور؟!

يولد الطفل في عائلة شيعية، فقيرة كانت أم ميسورة، فيفتح عينيه على مصيبة الحسين ومأساة كربلاء. يشرب المظلومية الحسينية مع حليب الأمهات، ويأكل من مائدة عاشوراء خبز الرفض والمقاومة عبر تاريخ طويل من الاضطهاد والانتفاضات.

ليس في تاريخ المسلمين الشيعة الكثير من فترات الاستقرار تدفعهم إلى اجتناب القلق والتآلف مع الطمأنينة. هم يشعرون دوما أن الهواجس تسكنهم كلما راجعوا تاريخهم السياسي والاجتماعي والإنساني. بطلهم التاريخي الإمام علي بن أبي طالب الذي يعتقدون انه كان الأولى بخلافة نبيهم محمد بن عبد الله. يحمل الإمام علي عند الشيعة كل صفات الرجل الرجل، سيف الرسول القاطع، الفقيه والأديب والشاعر والأمين والمؤتمن على رسالة الإسلام، الزاهد الزهود، نصير الفقراء والمساكين، الحاكم العادل الذي لا يطيب له عيش أو حياة، وفي حدود خلافته والٍ جائر أو محتاج حائر. هو القائل: «أعجب لمن لا يجد قوت يومه ولا يخرج على الناس شاهرا سيفه». ومن هذه الحكمة الراسخة يستمد الشيعة عادة وقود رفضهم ومقاومتهم وانتفاضاتهم.

تشكل معركة صفين مفصلا تاريخيا في حياة الطالبيين الشيعة. في هذه المعركة ارتضى علي بن أبي طالب نتائج التحكيم الذي فصل به عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري. لكن الشيعة في قرارة أنفسهم، لم يرتضوا هذه النتيجة حتى الآن، أو على الأصح لم يهضموا ما يعتبرونه خديعة العصر. يجدون في الحسين بن علي وريثا شرعيا لبطلهم الأول، ويقرؤون في كتاب كربلاء صبح مساء حتى غدا في ثقافتهم «أن كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء».

على مر التاريخ كان للمسلمين الشيعة أبطال كبار، كلهم يستمدون حضورهم من الحسين بن علي. وفي كل حقبة من الزمن كان للشيعة «حسينهم». يستحيل أن يأتلف الشيعة طويلا مع قائد يكون على خلاف مع الحسين، أو يكون بعيدا عن طيف كربلاء، في الشكل والمضمون والمحتوى السياسي والأخلاقي والإنساني. حتى إن المرجعيات السياسية الشيعية في لبنان منذ القدم لم تستطع مجافاة عاشوراء فأقامت مجالسها بصورة دائمة في العشر الأوائل من شهر محرم كل عام.

السيد حسن نصر الله واحد من الذين يجد فيهم المسلمون الشيعة في لبنان رسولا للحسين ووريثا شرعيا لثورته الراسخة في أذهانهم. لا يستمد السيد نصر الله كل هذا الحضور لدى أنصاره ومحبيه من عمامته السوداء وصلته بأهل بيت النبي فقط. لقد سبقه ويعاصره الكثيرون من أصحاب هذه العمّة، ومع ذلك لم يحظوا ولا يحظون بمثل هذا الحضور في قلوب الناس. للسيد محطات طويلة ومناقب كثيرة على مدى خمسة عشر عاما ويزيد من الزمن، جعلته في هذه المرتبة على أفئدة المحبين. ولعله من الصعب جدا على غير الشيعة فهم هذه المرتبة، واستيعاب هذا العشق الذي ظهر في يوم عاشوراء عندما هبط السيد على المحتشدين في الضاحية، فمالت إليه القلوب والأفئدة. لقد بات ظهوره عليهم من خارج الشاشة شحيحا. هم يفهمون ويتفهمون ذلك، لأنهم يخافون عليه حتى من نسمة الهواء، وليس من غدر غادر فقط. يغالي الشيعة أحيانا، لكن السيد يستأهل كل هذا الحب.

يشعر الشيعة (أو غالبيتهم) مع حسن نصر الله أنهم أقوياء أعزاء كرام. ليس صحيحا أن السلطة غايتهم وغوايتهم. غايتهم وغوايتهم أن يكونوا شركاء لا أجراء. لم يكن لبنان يعنيهم مرة بقدر ما يعنيهم اليوم. فعلى هضابه وروابيه وفي عمق أوديته وانبساط سهوله صرفوا خيرة شبابهم. ووراء كل صخرة من صخوره حكاية شهيد من شهدائهم تروي لتاريخ هذا الوطن أروع القصص. ولعل أكثر ما يؤلم الشيعة اللبنانيين اليوم أن تنسب هذه الدماء وهذه التضحيات إلى «عمالة» لإيران وسوريا، أو إلى غوغائية مذهبية على حد قول أحد «عباقرة السياسة» الجدد في لبنان.

اليوم يشعر الشيعة بشيء من الاطمئنان في بلد دفعوا الكثير في سبيله. إن أخطر ما يواجه لبنان في هذه المرحلة وفي أي مرحلة، أن تكون فيه مجموعة من أهله خائفة أو مخيفة. ولعل من مصلحة الجميع في لبنان، وفي هذه المرحلة بالذات، دفع الشيعة فيه إلى مزيد من الاطمئنان. والله من وراء القصد!

بنتُ علي
29-07-2008, 10:08 AM
ليس في تاريخ المسلمين الشيعة الكثير من فترات الاستقرار تدفعهم إلى اجتناب القلق والتآلف مع الطمأنينة

يشعر الشيعة (أو غالبيتهم) مع حسن نصر الله أنهم أقوياء أعزاء كرام

مقال حلو

بس حتى غير اللبنانيين يحبوا السيد ويحسوا بالكامة والقوة والعزة ..

ونخاف عليه ...

ومشاعرنا هنا شي موطبيعي

واحنا مانغالي في حبه ..لا ابدا

شكرا عاشق للنقل

تحياتي

همسة احاسيس
30-07-2008, 07:10 PM
يسلموووووووووووووو
شكر لكم