Dr.Zahra
05-08-2008, 08:27 PM
اخوتي الكرام احب ان اريكم بعض من معالم مديني ذي قار الحبيبه:D
أور ur (حالياً المقير) مدينة النور و الحضارة من اقدم المدن في العراق القديم. كانت بلدة زراعية في عصر العبيد (4000ق.م.) قبل ان يستوطن فيها السومريون بين (3500- 1850ق.م.) . و تعني اور لدى السومريين مدينة
النور .(1) كما ذكرت في العهد القديم المقدس اي التوراة بأسم (اور الكلدانية) باعتبارها موطن ابي الانبياء ابراهام (ابراهيم) الذي نشأ فيها ثم هاجر مع عائلته الى بلاد كنعان (سوريا) . و جاء في اعمال الرسل المباركة (8 : 4) " ان ابراهام ضعن في ارض الكلدان و ذهب ليسكن في حران " . و يعتقد ان ذلك حدث في حدود عام (1850ق.م.) لعله عام سقوط مملكة اور حسبما تشير الى ذلك المصادر اليهودية او في عام (1650ق.م.) كما يشير الى ذلك اطلس اكسفورد للتاريخ القديم . ما يدلل على ان مدينة اور كانت متقدمة حضارياً في العالم القديم لأنها انجبت الانسان الذي عرف الله بأنه الخالق الوحيد .
و ربما كان ابراهام احد احفاد النبي نوح الذي كان في مدينة شروباك القريبة الى أور باسم زيو سودرا او اوتانبشتي ** في زمن الطوفان الذي وجدت اثاره في اور و غيرها من مدن سهل شنعار و الذي يكون قد حدث نحو (3000ق.م.) (2). نشأت أور قريبة من نهر الفرات و من خطوط المواصلات التي تجتاز صحراء كنعان . اذ كان نهر الفرات في الألف الثالثة قبل الميلاد يمر بجانب مدينة أور ، و هناك رقم طينية تتحدث عن ان اور كانت تستخدم القوارب لنقل البضائع شمالاً و جنوباً الى الخليج (البحر المر) و كانت اور احدى مراكز تجميع الحاصلات الزراعية و مصنوعات الفخار و المعادن كالنحاس و القصدير .
كما أشارت بعض الرقم السومرية ان لأور ميناء تجري فيه السفن و القوارب متجهة الى البحر الاسفل و كان الفرات و دجلة يصبان منفصلين في الخليج . اما الان فتبعد أور غرباً عن الفرات زهاء (12كم) و تبعد عن مدينة الناصرية قرابة (15كم) مركز محافظة ذي قار المسماة بأسم أرض اور . حكم في هذه المدينة ثلاث سلالات ملكية عرفنا الشئ الكثير عن حياتهم بعد اكتشاف المقبرة الملكية في اور بكنوزها و ادواتها المنزلية و قيثاراتها و فنونها و أثاثها المأتمي و تماثيلها الصغيرة و اختام الملوك الاسطوانية . و عرفنا ان الملكة شبعاد shab-ad قد حكمت مملكة أور في حدود (2600ق.م.) و التي وجدت حليها و مجوهراتها في المقبرة الملكية الواسعة التي تعود معظمها الى هذه الفترة و التي احتوت على " حلى ذهبية لعلها الأقدم في بلاد الرافدين و مصاغات فضية و بعض الاحجار الكريمة مما يظهر ثروة أور بالإميليالى صناعة المجوهرات التي بدأت في هذه الفترة السحيقة من الزمن . و كانت الملكة شبعاد قد دفنت مع حاشيتها و مجوهراتها و ادوات الزينة و ادوات موسيقية تعود اليها . و كانت شبعاد ممددة في مدفنها الى جانب الملك ، و يعتقد ان التقاليد في تلك المدينة و في تلك الفترة تشير انه عند وفاة الملك فأن زوجته و حاشيتها يدفنون معه احياء وذلك من اجل استمرار تقديم الخدمة للملك في العالم السفلي "(3) . و لعل مصدر قصة دفن حاشية الملك احياء عند وفاة الملك قد ذكرت في قصة الف ليلة و ليلة . و من بين المكتشفات الآخرى في المقبرة الملكية حلى صدفية منحوتة مع رسوم فسيفسائية إميليالى الاختام الأسطوانية ما يدلل على مظاهر حضارية متميزة في تقاليد الملوك في بلاد الرافدين . و حكمت سلالة اور الاولى مدينة اور و ما جاورها من مدن مثل اريدو و لارسا ووصل
*أور الكلدانية التي ولد و نشأ فيها النبي ابراهيم هي غير قرية اور قرب حران كما تدعى بذلك المصادر اليهودية الحديثة .
** القراءة الجديدة لأسم اوتانشتم (انظر ملحمة كلكامش ترجمة و تحرير اندرو جورج 1999 بالانكليزية)
نفوذ حكم ملوكها الى مدينة كيش قرب باب ايلو (بابل). و برز من ملوكها الملك لوكال زاكيزي الذي حكم بلاد سومر بأكملها في الفترة (2400 – 2371 ق.م.) . أعقب ذلك سيطرة اقوام لعلهم الفراتيون العراقيون الذين سموا بالاكديين بقيادة سرجون الاكدي (2371 – 2316 ق.م.) الذي انطلق من عاصمته اكد او اكده في وسط العراق و استطاع ان يدحر الدويلات السومرية الواحدة تلو الآخرى حتى وصل مملكة اور فحاصرها فترة قصيرة حتى سقطت بيديه و بعد ان سيطر على بلاد ما بين النهرين زحف شمالاً و شرقاً حتى وصل البحر الاعلى (المتوسط) و سمى سرجون نفسه ملك سومر و أكد و ملك الجهات الاربع . ثم تلى فترة الاكديين غزو القبائل الكوتية للعراق الذي قدموا من خلف جبال زاكروس و احتلوا معظم شمال شرق العراق في الاعوام (2330 – 2120ق.م.) و جعلوا مدينة كاسور الاكدية التي تبعد (20كم) عن ارابخا (كركوك)، عاصمة لهم و سموها (نوزي او نوزو) و كانت نهاية الغزاة الكوتيين على يد الأمير السومري (اوتو – خيكال) امير مملكة اوروك الذي ثار على الكوتيين و جمع جيشاً عراقياً من المدن السومرية و هاجم عاصمتهم نوزي في زمن ملكهم (تريكان) و استطاع جيشه ان يدحر الكوتيين الذي فروا باتجاه الجبال عام (2114ق.م.) . و قد أسس الملك اوتو – خيكال سلالة اوروك الخامسة (2114 -1220 ق.م.) و أصبحت مملكة أور تابعة له ، لكن امير مملكة أور (اور – نمو) ثار عليه بعد ان تحالف مع الدويلات القريبة من مملكته ، و استولى على بقية المدن السومرية بالتتابع بما فيها أوروك ، و أسس سلالة سومرية جديدة في المملكة هي سلالة اور الثالثة (2111 – 2003ق.م.) و تبعه في الحكم ابنه شولكي ثم حفيده امر –سين و بعده جاء شو – سين و آخرهم ابي – سين . و كان الملك الشهير اورنمو قد بسط سيطرته اخيراً في عهده و خصوصاً بعد ان أقام العدل و أصدر تشريعات قانونية لتأمين الاحوال الأقتصادية و الاجتماعية و بذلك تعد أول قوانين سنت في العراق القديم و ربما في العالم بأسره (2111 – 2094ق.م.) . و قد احتوت شريعة اورنمو على (31) مادة قانونية ، كما ضمت مقدمة هذه الشريعة بما يشبه اصول القوانين الحديثة التي تتحدث عن مبررات اصدار ذلك التشريع . و مما جاء فيها ما يتعلق بالتجارة البحرية نصها : " بأنها يجب ان تكون خاصة لمراقبي الملاحة " . و أشارت المادة السادسة مثلاً انه " اذا طلق الرجل زوجته الأصلية ، عليه ان يدفع لها ( مناً ) من الفضة " (4) . و هذه القوانين العراقية الأولى تسبق قوانين (لبت – عشتار) ملك أيسن بقرن من الزمن تقريباً كما تسبق قوانين اشنونا بقرن و نصف تقريباً و تسبق ايضاً حمورابي بثلاثة قرون تقريباً . و كان الملك اورنمو قد اتخذ لقباً سياسياً و هو ملك سومر و أكد إميليالى لقب الامبراطور العراقي الأول سرجون الأكدي ( ملك الجهات الأربع ) . و قد تميز عهده و عهد احفاده بأحياء الثقافة و التراث السومري ن حيث خلفوا لنا نتاجا حضاريا وجد في الكتابات المسمارية التي دونت على رقم عثر عليها في مكتبة سبار ، كما سجل اعماله على مسلة حجرية وثقت منجزاته و حروبه التي قام بها و هي محفوظة في جامعة بنسلفينيا في امريكا . و كان اورنمو قد شرع ببناء زقورة ضخمة اكملها ابنه الملك شولكي فيما بعد و هي " ذات ثلاث طبقات مبنية من اللبن ( الطابوق غير المفخور) المغلف بطابوق مفخور مغمس بالزفت ، و هي تشبه هرماً مدرجاً ، و في قمة الزقورة معبد مقدس ، هو عند اهالي اور يعتبر حجرة نوم الالهة نانا (سين) الهة القمر ، و هي الالهة الحامية لمدينة اور و ملكتها السماوية . اما ابعاد الزقورة او المصطبة المدرجة ، فتبلغ الطبقة السفلى (64 x 46م) تقريباً اما ابعاد الطبقة الثالثة فهي (40x40) تقريباً. و هناك دعامات ناتئة نتوءاً خفيفاً من ثلاثة جدران . كما ان هناك ثلاثة سلالم كبيرة على الجانبين الشمالي و الشرقي في كل واحد منها (100) درجة احدها يقع على زاوية قائمة مع مركز الزقورة و الآخران يميلان مع جدرانها . و الثلاثة يلتقون فيما بين مدخل الطبقة الأولى و الثانية ، و من هذا المدخل يصعد سلماً واحداً نحو الطبقة العليا حيث يوجد باب غرفة الالهة الصغيرة و كان الجزء الأسفل من الزقورة قد بني من زمن اورنمو و هو ما يزال باقياً حتى الان بحالة مدهشة ، وما تبقى من الجزء العلوي يكفى لتمكيننا من اعادة تصور شكل الزقورة بدقة . و قد اظهرت اعمال التنقيب انه في الالفية الثالثة قبل الميلاد كان المعماريون السومريون عارفين بهندسة الاعمدة و الأقواس و البناء بالعقادة و القباب و غيرها مع كل الاشكال المعمارية الهندسية " (5). و الزقورة التي تكررت في المدن السومرية كانت تعتبر مركزاً للمدينة يمثلها الاله الذي يلتقي حوله جميع الناس ، مما يشير الى ان السومريين ربما جاءوا من ارض جبلية بحيث كانوا يضعون الهتهم في اعلى الجبال ، و ارادوا تمثيل ذلك على الارض المستوية في بلاد الرافدين . و لعل اعلى زقورة هي زقورة بابل التي تخربت و نقل طابوقها و استعمل للبناء فيما بعد التي يذكر ان ارتفاعها اكثر من خمسين متراً و من حسن الحظ انه لدينا وصفها في كتابات هيرودتس . لكن اكبر زقورة لا تزال موجودة بعد اعمارها هي زقورة مدينة (دور – كوريكالزو) عاصمة الاقوام الكاشية في موقع عكركوف شمال غربي بغداد . و قد امتد نفوذ الملك اورنمو الى بلاد عيلام (الأهواز) و سواحل البحر الأسفل و شمالاً حتى جبال طوروس ، و اتخذ لقب الملك سرجون ( ملك سومر و أكد و ملك الجهات الأربعة ) ، و هناك معبد ثاني بني في اور يدعى (داب- لال – ماخ ) يقع قبالة الزاوية الشرقية للزقورة ، بالإميليالى ذلك فقد وجد في المدينة ثلاثة معابد اخرى هي (نن – كال ) و (نون – ماخ ) و (كوك – جار – كر) . و يذكر ان آثار رصيف ميناء على الفرات القديم وجدت في جنوب غرب المدينة حيث ابتعد الفرات بضعة كيلومترات على الارجح في القرن الرابع قبل الميلاد . و من الجدير بالذكر ان الملك شو – سين الملك الرابع الذي دام حكمه زهاء تسع سنوات شغلها مثل اسلافه في مشاريع البناء و التشييد و الحملات الحربية ، و نال مثلهم ايضاً نصيباً من التقديس و التعظيم . ففي البناء قام بتجديد المعابد في اور و المدن السومرية الاخرى حيث دونت اخباره ، نذكر منها على سبيل المثال بناءه لمعبد الاله (شارا) في مدينة ( اوما) و قد استغرق بنائه سبع سنوات. وبرغم استتباب السلم في ارجاء المملكة السومرية التي كانت تشمل ما بين النهرين بأكملها ، فقد شن حملة اجتازت جبال زاكروس و استطاع فيها دحر تحالف الدويلات العيلامية . و عين في تلك المنطقة حاكماً من اور . كما ارسل حملة اخرى الى الجهات الشمالية الشرقية و سجل انتصاره في منحوتات وصفها في المدينة المقدسة نيبور . و في تلك الفترة بدأت الأقوام الأمورية او الكنعانية الشرقية تندفع من مملكة ماري الى بلاد ما بين النهرين (العراق) لذلك قام الملك شو – سين بأنشاء سور كبير وواسع على طول نهر الفرات الذي يجتاز بلدة توتل ( هيت ) و أقتضى هذا السور كسر ضفاف النهرين دجلة و الفرات لملأ الخندق الملاصق للسور ، و يبدأ السور الترابي في الموضع المسمى قنال canal ابكلات ، و كان طوله في حدود (275كم) و ان طرفه الغربي عند بلدة بالوكات ( الفلوجة ) و بحيرة الحبانية . و قد سمي هذا السور العظيم (مورق – تدنم ) اي سور الأموريين و يقصد السور الذي بني لصد الأموريين . لكن هذا السور تم تحطيم اجزاء منه تحت وطأة الاف العابرين من الأموريين المندفعين نحو بلاد سومر و اكد الغنية و المتحضرة و الكنوز التي يحلم بها الغزاة من خارج بلاد النهرين ، و اخيراً استطاعت هذه الحشود الغازية من دحر جيش ملك اور الأخير ابي – سين بعد ان دامت أمبراطورية اور زهاء القرن الواحد (2112 – 2004 ق.م. ) . و كانت هذه المملكة قد اصابها الضعف و التشتت قبل ذلك حينما قامت ثورات و عصيان لبعض المدن السومرية و انفصالها عن الحكومة المركزية في اور . و قد فسرت الكتابات في اور و نيبور سقوط امبراطورية اور الى غضب الالهة و خاصة انليل و الالهة العظام على اور و على الهها (ننا ) و ملكها فسلطت هذه الالهة على سومر القحط و المجاعة و الاعداء الغرباء و اشادت الى ذلك القصائد الحزينة التي نظمت في رثاء مدينة اور . و يعد سقوط مملكة اور و انحلال دويلات المدن السومرية نهاية للحكم السومري الذي سرعان ما حل حكم الأموريين الذي اطلق عليهم بالبابليين حينما كونوا لهم مملكة عاصمتها كانت بلدة ( باب – ايلو ) بابل . و اشتهر ملكها الثالث حمورابي الذي أسس امبراطورية عراقية ثالثة هي الأمبراطورية البابلية بعد ان استولى على المدن السومرية ثم و جاء الكاشيون الذي قدموا من خلف جبال زاكروس و حكموا بلاد بابل لمدة تقارب ( 250 ) عاماً . كانت المساكن الخاصة بالمواطنين في مدينة اور ، تعد بيوتاً مريحة و فسيحة قياساً الى بيوت المدن الاخرى اذ تتسع ليس فقط لأفراد العائلة بل الى الخدم و الضيوف ، و هي ذات طابع يؤمن للبيت الخصوصية ويتلائم مع المناخ الحار صيفاً و تتألف معظمها من طابق واحد متلاصقة مع بعضها و هي على شكل مربع او مستطيل مفتوح اي ذو مساحة مكشوفة في وسطها البئر الذي يستقي منه الماء . بعد ستماية سنة من اقامة معبد ننار (الهة القمر) حل الخراب فيه ، و في عام (650ق.م.) قام احد الملوك الآشوريون بأعادة بناء المعبد و كان قد فصلت غرفة الأستقبال عن موضع العبادة و هو أمر يختلف عن الطراز السومري (7). و شهدت اور في ايام الملك نبوخذنصر ازدهاراً نسبياً اذ اعاد بناء الاجزاء الرئيسية من المدينة ، اما الملك نابونائيد آخر ملوك بابل الذي كان شديد التدين ، فقد أعاد بناء المعبد و الزقورة ، و بنى له قصراً بجانبها كموضع للراحة و الصلاة بقرب الالهة ننار (سين) التي كان يبجلها كثيراً اذ يعتبرها سيدة الالهة . و قد وجد في احد المعابد المجاروة للزقورة تمثالاً مقطوع الرأس مصنوعاً من حجر الديورايت للملك انتمينا ملك لكش الذي كان يعد نفسه ملكاً على اور ايضاً و على معظم الدويلات السومرية في احد فترات ضعف مملكة اور . و في نفس الفترة وجد في معبد ننار لوح حجري محفور ببراعة عليه مشهدان : فالعلوي يمثل ملكاً و معه ابناؤه و هم يصبون سائلاً ما امام الاله الجالس على شكل تمثال . اما في المشهد السفلي فهناك كاهن يصب زيتاً او سائلاً و خلفه امرأة شبه عارية لعلها كاهنة المعبد (8). و قد اهتم بمدينة اور بعد زوال سلالة اور الثالثة الملك ورد – سوين (1834- 1823 ق.م. ) احد ملوك لارسا .
المصادر
1. قاشا ، بشار . اور مدينة ابراهيم الخليل . بين النهرين عدد (109 – 110 ) 2000 (ص76) .
2. الصيواني ، شاه محمد علي . اور بين الماضي و الحاضر . بغداد : المديرية العامة للآثار ، 1976 ( ص 12 – 18 ) .
3. رشيد ، فوزي . الشرائع العراقية القديمة . بغداد : دار الرشيد ، 1979 (ص25 – 34 ) .
4. الصيواني شاه . اور ... المصدر السابق (ص 21) .
5. محمد ، مشتاق طالب (مترجم) . مدن العراق القديمة مترجمة عن الموسوعة البريطانية . مجلة ميزوبوتاميا (ص 72 – 73)
6. woolley , Leonard . Ur of chaldees . London : Pelican , n.d. (PP.72 – 73 ).
7. باقر ، طه . مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة . بغداد : دار الشؤون الثقافية (ط2/ 1986 ) ص 390 – 392 .
8. woollay, L. Ur… Op.cit . (p.59)
المصدر:المدى
أور ur (حالياً المقير) مدينة النور و الحضارة من اقدم المدن في العراق القديم. كانت بلدة زراعية في عصر العبيد (4000ق.م.) قبل ان يستوطن فيها السومريون بين (3500- 1850ق.م.) . و تعني اور لدى السومريين مدينة
النور .(1) كما ذكرت في العهد القديم المقدس اي التوراة بأسم (اور الكلدانية) باعتبارها موطن ابي الانبياء ابراهام (ابراهيم) الذي نشأ فيها ثم هاجر مع عائلته الى بلاد كنعان (سوريا) . و جاء في اعمال الرسل المباركة (8 : 4) " ان ابراهام ضعن في ارض الكلدان و ذهب ليسكن في حران " . و يعتقد ان ذلك حدث في حدود عام (1850ق.م.) لعله عام سقوط مملكة اور حسبما تشير الى ذلك المصادر اليهودية او في عام (1650ق.م.) كما يشير الى ذلك اطلس اكسفورد للتاريخ القديم . ما يدلل على ان مدينة اور كانت متقدمة حضارياً في العالم القديم لأنها انجبت الانسان الذي عرف الله بأنه الخالق الوحيد .
و ربما كان ابراهام احد احفاد النبي نوح الذي كان في مدينة شروباك القريبة الى أور باسم زيو سودرا او اوتانبشتي ** في زمن الطوفان الذي وجدت اثاره في اور و غيرها من مدن سهل شنعار و الذي يكون قد حدث نحو (3000ق.م.) (2). نشأت أور قريبة من نهر الفرات و من خطوط المواصلات التي تجتاز صحراء كنعان . اذ كان نهر الفرات في الألف الثالثة قبل الميلاد يمر بجانب مدينة أور ، و هناك رقم طينية تتحدث عن ان اور كانت تستخدم القوارب لنقل البضائع شمالاً و جنوباً الى الخليج (البحر المر) و كانت اور احدى مراكز تجميع الحاصلات الزراعية و مصنوعات الفخار و المعادن كالنحاس و القصدير .
كما أشارت بعض الرقم السومرية ان لأور ميناء تجري فيه السفن و القوارب متجهة الى البحر الاسفل و كان الفرات و دجلة يصبان منفصلين في الخليج . اما الان فتبعد أور غرباً عن الفرات زهاء (12كم) و تبعد عن مدينة الناصرية قرابة (15كم) مركز محافظة ذي قار المسماة بأسم أرض اور . حكم في هذه المدينة ثلاث سلالات ملكية عرفنا الشئ الكثير عن حياتهم بعد اكتشاف المقبرة الملكية في اور بكنوزها و ادواتها المنزلية و قيثاراتها و فنونها و أثاثها المأتمي و تماثيلها الصغيرة و اختام الملوك الاسطوانية . و عرفنا ان الملكة شبعاد shab-ad قد حكمت مملكة أور في حدود (2600ق.م.) و التي وجدت حليها و مجوهراتها في المقبرة الملكية الواسعة التي تعود معظمها الى هذه الفترة و التي احتوت على " حلى ذهبية لعلها الأقدم في بلاد الرافدين و مصاغات فضية و بعض الاحجار الكريمة مما يظهر ثروة أور بالإميليالى صناعة المجوهرات التي بدأت في هذه الفترة السحيقة من الزمن . و كانت الملكة شبعاد قد دفنت مع حاشيتها و مجوهراتها و ادوات الزينة و ادوات موسيقية تعود اليها . و كانت شبعاد ممددة في مدفنها الى جانب الملك ، و يعتقد ان التقاليد في تلك المدينة و في تلك الفترة تشير انه عند وفاة الملك فأن زوجته و حاشيتها يدفنون معه احياء وذلك من اجل استمرار تقديم الخدمة للملك في العالم السفلي "(3) . و لعل مصدر قصة دفن حاشية الملك احياء عند وفاة الملك قد ذكرت في قصة الف ليلة و ليلة . و من بين المكتشفات الآخرى في المقبرة الملكية حلى صدفية منحوتة مع رسوم فسيفسائية إميليالى الاختام الأسطوانية ما يدلل على مظاهر حضارية متميزة في تقاليد الملوك في بلاد الرافدين . و حكمت سلالة اور الاولى مدينة اور و ما جاورها من مدن مثل اريدو و لارسا ووصل
*أور الكلدانية التي ولد و نشأ فيها النبي ابراهيم هي غير قرية اور قرب حران كما تدعى بذلك المصادر اليهودية الحديثة .
** القراءة الجديدة لأسم اوتانشتم (انظر ملحمة كلكامش ترجمة و تحرير اندرو جورج 1999 بالانكليزية)
نفوذ حكم ملوكها الى مدينة كيش قرب باب ايلو (بابل). و برز من ملوكها الملك لوكال زاكيزي الذي حكم بلاد سومر بأكملها في الفترة (2400 – 2371 ق.م.) . أعقب ذلك سيطرة اقوام لعلهم الفراتيون العراقيون الذين سموا بالاكديين بقيادة سرجون الاكدي (2371 – 2316 ق.م.) الذي انطلق من عاصمته اكد او اكده في وسط العراق و استطاع ان يدحر الدويلات السومرية الواحدة تلو الآخرى حتى وصل مملكة اور فحاصرها فترة قصيرة حتى سقطت بيديه و بعد ان سيطر على بلاد ما بين النهرين زحف شمالاً و شرقاً حتى وصل البحر الاعلى (المتوسط) و سمى سرجون نفسه ملك سومر و أكد و ملك الجهات الاربع . ثم تلى فترة الاكديين غزو القبائل الكوتية للعراق الذي قدموا من خلف جبال زاكروس و احتلوا معظم شمال شرق العراق في الاعوام (2330 – 2120ق.م.) و جعلوا مدينة كاسور الاكدية التي تبعد (20كم) عن ارابخا (كركوك)، عاصمة لهم و سموها (نوزي او نوزو) و كانت نهاية الغزاة الكوتيين على يد الأمير السومري (اوتو – خيكال) امير مملكة اوروك الذي ثار على الكوتيين و جمع جيشاً عراقياً من المدن السومرية و هاجم عاصمتهم نوزي في زمن ملكهم (تريكان) و استطاع جيشه ان يدحر الكوتيين الذي فروا باتجاه الجبال عام (2114ق.م.) . و قد أسس الملك اوتو – خيكال سلالة اوروك الخامسة (2114 -1220 ق.م.) و أصبحت مملكة أور تابعة له ، لكن امير مملكة أور (اور – نمو) ثار عليه بعد ان تحالف مع الدويلات القريبة من مملكته ، و استولى على بقية المدن السومرية بالتتابع بما فيها أوروك ، و أسس سلالة سومرية جديدة في المملكة هي سلالة اور الثالثة (2111 – 2003ق.م.) و تبعه في الحكم ابنه شولكي ثم حفيده امر –سين و بعده جاء شو – سين و آخرهم ابي – سين . و كان الملك الشهير اورنمو قد بسط سيطرته اخيراً في عهده و خصوصاً بعد ان أقام العدل و أصدر تشريعات قانونية لتأمين الاحوال الأقتصادية و الاجتماعية و بذلك تعد أول قوانين سنت في العراق القديم و ربما في العالم بأسره (2111 – 2094ق.م.) . و قد احتوت شريعة اورنمو على (31) مادة قانونية ، كما ضمت مقدمة هذه الشريعة بما يشبه اصول القوانين الحديثة التي تتحدث عن مبررات اصدار ذلك التشريع . و مما جاء فيها ما يتعلق بالتجارة البحرية نصها : " بأنها يجب ان تكون خاصة لمراقبي الملاحة " . و أشارت المادة السادسة مثلاً انه " اذا طلق الرجل زوجته الأصلية ، عليه ان يدفع لها ( مناً ) من الفضة " (4) . و هذه القوانين العراقية الأولى تسبق قوانين (لبت – عشتار) ملك أيسن بقرن من الزمن تقريباً كما تسبق قوانين اشنونا بقرن و نصف تقريباً و تسبق ايضاً حمورابي بثلاثة قرون تقريباً . و كان الملك اورنمو قد اتخذ لقباً سياسياً و هو ملك سومر و أكد إميليالى لقب الامبراطور العراقي الأول سرجون الأكدي ( ملك الجهات الأربع ) . و قد تميز عهده و عهد احفاده بأحياء الثقافة و التراث السومري ن حيث خلفوا لنا نتاجا حضاريا وجد في الكتابات المسمارية التي دونت على رقم عثر عليها في مكتبة سبار ، كما سجل اعماله على مسلة حجرية وثقت منجزاته و حروبه التي قام بها و هي محفوظة في جامعة بنسلفينيا في امريكا . و كان اورنمو قد شرع ببناء زقورة ضخمة اكملها ابنه الملك شولكي فيما بعد و هي " ذات ثلاث طبقات مبنية من اللبن ( الطابوق غير المفخور) المغلف بطابوق مفخور مغمس بالزفت ، و هي تشبه هرماً مدرجاً ، و في قمة الزقورة معبد مقدس ، هو عند اهالي اور يعتبر حجرة نوم الالهة نانا (سين) الهة القمر ، و هي الالهة الحامية لمدينة اور و ملكتها السماوية . اما ابعاد الزقورة او المصطبة المدرجة ، فتبلغ الطبقة السفلى (64 x 46م) تقريباً اما ابعاد الطبقة الثالثة فهي (40x40) تقريباً. و هناك دعامات ناتئة نتوءاً خفيفاً من ثلاثة جدران . كما ان هناك ثلاثة سلالم كبيرة على الجانبين الشمالي و الشرقي في كل واحد منها (100) درجة احدها يقع على زاوية قائمة مع مركز الزقورة و الآخران يميلان مع جدرانها . و الثلاثة يلتقون فيما بين مدخل الطبقة الأولى و الثانية ، و من هذا المدخل يصعد سلماً واحداً نحو الطبقة العليا حيث يوجد باب غرفة الالهة الصغيرة و كان الجزء الأسفل من الزقورة قد بني من زمن اورنمو و هو ما يزال باقياً حتى الان بحالة مدهشة ، وما تبقى من الجزء العلوي يكفى لتمكيننا من اعادة تصور شكل الزقورة بدقة . و قد اظهرت اعمال التنقيب انه في الالفية الثالثة قبل الميلاد كان المعماريون السومريون عارفين بهندسة الاعمدة و الأقواس و البناء بالعقادة و القباب و غيرها مع كل الاشكال المعمارية الهندسية " (5). و الزقورة التي تكررت في المدن السومرية كانت تعتبر مركزاً للمدينة يمثلها الاله الذي يلتقي حوله جميع الناس ، مما يشير الى ان السومريين ربما جاءوا من ارض جبلية بحيث كانوا يضعون الهتهم في اعلى الجبال ، و ارادوا تمثيل ذلك على الارض المستوية في بلاد الرافدين . و لعل اعلى زقورة هي زقورة بابل التي تخربت و نقل طابوقها و استعمل للبناء فيما بعد التي يذكر ان ارتفاعها اكثر من خمسين متراً و من حسن الحظ انه لدينا وصفها في كتابات هيرودتس . لكن اكبر زقورة لا تزال موجودة بعد اعمارها هي زقورة مدينة (دور – كوريكالزو) عاصمة الاقوام الكاشية في موقع عكركوف شمال غربي بغداد . و قد امتد نفوذ الملك اورنمو الى بلاد عيلام (الأهواز) و سواحل البحر الأسفل و شمالاً حتى جبال طوروس ، و اتخذ لقب الملك سرجون ( ملك سومر و أكد و ملك الجهات الأربعة ) ، و هناك معبد ثاني بني في اور يدعى (داب- لال – ماخ ) يقع قبالة الزاوية الشرقية للزقورة ، بالإميليالى ذلك فقد وجد في المدينة ثلاثة معابد اخرى هي (نن – كال ) و (نون – ماخ ) و (كوك – جار – كر) . و يذكر ان آثار رصيف ميناء على الفرات القديم وجدت في جنوب غرب المدينة حيث ابتعد الفرات بضعة كيلومترات على الارجح في القرن الرابع قبل الميلاد . و من الجدير بالذكر ان الملك شو – سين الملك الرابع الذي دام حكمه زهاء تسع سنوات شغلها مثل اسلافه في مشاريع البناء و التشييد و الحملات الحربية ، و نال مثلهم ايضاً نصيباً من التقديس و التعظيم . ففي البناء قام بتجديد المعابد في اور و المدن السومرية الاخرى حيث دونت اخباره ، نذكر منها على سبيل المثال بناءه لمعبد الاله (شارا) في مدينة ( اوما) و قد استغرق بنائه سبع سنوات. وبرغم استتباب السلم في ارجاء المملكة السومرية التي كانت تشمل ما بين النهرين بأكملها ، فقد شن حملة اجتازت جبال زاكروس و استطاع فيها دحر تحالف الدويلات العيلامية . و عين في تلك المنطقة حاكماً من اور . كما ارسل حملة اخرى الى الجهات الشمالية الشرقية و سجل انتصاره في منحوتات وصفها في المدينة المقدسة نيبور . و في تلك الفترة بدأت الأقوام الأمورية او الكنعانية الشرقية تندفع من مملكة ماري الى بلاد ما بين النهرين (العراق) لذلك قام الملك شو – سين بأنشاء سور كبير وواسع على طول نهر الفرات الذي يجتاز بلدة توتل ( هيت ) و أقتضى هذا السور كسر ضفاف النهرين دجلة و الفرات لملأ الخندق الملاصق للسور ، و يبدأ السور الترابي في الموضع المسمى قنال canal ابكلات ، و كان طوله في حدود (275كم) و ان طرفه الغربي عند بلدة بالوكات ( الفلوجة ) و بحيرة الحبانية . و قد سمي هذا السور العظيم (مورق – تدنم ) اي سور الأموريين و يقصد السور الذي بني لصد الأموريين . لكن هذا السور تم تحطيم اجزاء منه تحت وطأة الاف العابرين من الأموريين المندفعين نحو بلاد سومر و اكد الغنية و المتحضرة و الكنوز التي يحلم بها الغزاة من خارج بلاد النهرين ، و اخيراً استطاعت هذه الحشود الغازية من دحر جيش ملك اور الأخير ابي – سين بعد ان دامت أمبراطورية اور زهاء القرن الواحد (2112 – 2004 ق.م. ) . و كانت هذه المملكة قد اصابها الضعف و التشتت قبل ذلك حينما قامت ثورات و عصيان لبعض المدن السومرية و انفصالها عن الحكومة المركزية في اور . و قد فسرت الكتابات في اور و نيبور سقوط امبراطورية اور الى غضب الالهة و خاصة انليل و الالهة العظام على اور و على الهها (ننا ) و ملكها فسلطت هذه الالهة على سومر القحط و المجاعة و الاعداء الغرباء و اشادت الى ذلك القصائد الحزينة التي نظمت في رثاء مدينة اور . و يعد سقوط مملكة اور و انحلال دويلات المدن السومرية نهاية للحكم السومري الذي سرعان ما حل حكم الأموريين الذي اطلق عليهم بالبابليين حينما كونوا لهم مملكة عاصمتها كانت بلدة ( باب – ايلو ) بابل . و اشتهر ملكها الثالث حمورابي الذي أسس امبراطورية عراقية ثالثة هي الأمبراطورية البابلية بعد ان استولى على المدن السومرية ثم و جاء الكاشيون الذي قدموا من خلف جبال زاكروس و حكموا بلاد بابل لمدة تقارب ( 250 ) عاماً . كانت المساكن الخاصة بالمواطنين في مدينة اور ، تعد بيوتاً مريحة و فسيحة قياساً الى بيوت المدن الاخرى اذ تتسع ليس فقط لأفراد العائلة بل الى الخدم و الضيوف ، و هي ذات طابع يؤمن للبيت الخصوصية ويتلائم مع المناخ الحار صيفاً و تتألف معظمها من طابق واحد متلاصقة مع بعضها و هي على شكل مربع او مستطيل مفتوح اي ذو مساحة مكشوفة في وسطها البئر الذي يستقي منه الماء . بعد ستماية سنة من اقامة معبد ننار (الهة القمر) حل الخراب فيه ، و في عام (650ق.م.) قام احد الملوك الآشوريون بأعادة بناء المعبد و كان قد فصلت غرفة الأستقبال عن موضع العبادة و هو أمر يختلف عن الطراز السومري (7). و شهدت اور في ايام الملك نبوخذنصر ازدهاراً نسبياً اذ اعاد بناء الاجزاء الرئيسية من المدينة ، اما الملك نابونائيد آخر ملوك بابل الذي كان شديد التدين ، فقد أعاد بناء المعبد و الزقورة ، و بنى له قصراً بجانبها كموضع للراحة و الصلاة بقرب الالهة ننار (سين) التي كان يبجلها كثيراً اذ يعتبرها سيدة الالهة . و قد وجد في احد المعابد المجاروة للزقورة تمثالاً مقطوع الرأس مصنوعاً من حجر الديورايت للملك انتمينا ملك لكش الذي كان يعد نفسه ملكاً على اور ايضاً و على معظم الدويلات السومرية في احد فترات ضعف مملكة اور . و في نفس الفترة وجد في معبد ننار لوح حجري محفور ببراعة عليه مشهدان : فالعلوي يمثل ملكاً و معه ابناؤه و هم يصبون سائلاً ما امام الاله الجالس على شكل تمثال . اما في المشهد السفلي فهناك كاهن يصب زيتاً او سائلاً و خلفه امرأة شبه عارية لعلها كاهنة المعبد (8). و قد اهتم بمدينة اور بعد زوال سلالة اور الثالثة الملك ورد – سوين (1834- 1823 ق.م. ) احد ملوك لارسا .
المصادر
1. قاشا ، بشار . اور مدينة ابراهيم الخليل . بين النهرين عدد (109 – 110 ) 2000 (ص76) .
2. الصيواني ، شاه محمد علي . اور بين الماضي و الحاضر . بغداد : المديرية العامة للآثار ، 1976 ( ص 12 – 18 ) .
3. رشيد ، فوزي . الشرائع العراقية القديمة . بغداد : دار الرشيد ، 1979 (ص25 – 34 ) .
4. الصيواني شاه . اور ... المصدر السابق (ص 21) .
5. محمد ، مشتاق طالب (مترجم) . مدن العراق القديمة مترجمة عن الموسوعة البريطانية . مجلة ميزوبوتاميا (ص 72 – 73)
6. woolley , Leonard . Ur of chaldees . London : Pelican , n.d. (PP.72 – 73 ).
7. باقر ، طه . مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة . بغداد : دار الشؤون الثقافية (ط2/ 1986 ) ص 390 – 392 .
8. woollay, L. Ur… Op.cit . (p.59)
المصدر:المدى