الامين
06-08-2008, 11:26 PM
بحث حول الروايات الشاهدة على مأساة الزهراء
محاولات الترويع على لسان المؤرخين:
1. ابن أبي شيبة والمصنف
2. البلاذري وكتاب الأنساب
3. ابن قتيبة والإمامة والسياسة
4. الطبري وتاريخه
5. ابن عبد ربّه والعقد الفريد
6. ابن عبد البر والاستيعاب
7. ابن أبي الحديد وشرح نهج البلاغة
8. أبو الفداء والمختصر في تاريخ البشر
9. النويري ونهاية الارب في فنون الأدب
10. السيوطي ومسند فاطمة
11. المتقي الهندي وكنز العمال
12. الدهلوي وإزالة الخفاء
13. محمد حافظ إبراهيم والقصيدة العمرية
14. عمر رضا كحالة وأعلام النساء
____________________________
1_أبي شيبة و (المصنف):
أخرج عبد اللّه بن محمد بن أبي شيبة الكوفي العبسي(المتوفّى سنة 235) في كتابه «المصنف» المطبوع، في الجزء الثاني في باب «ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته في الردة» أخرج، وقال: حدّثنا محمد بن بشر، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر، حدّثنا زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم، انّه حين بويع لأبي بكر بعد رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتّى دخل على فاطمة، فقال:
يا بنت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ! واللّه ما من أحد أحبّ إلينا من أبيك، وما من أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك، وأيم اللّه ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك، إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت، قال: فلما خرج عمر جاءوها، فقالت: تعلمون أنّ عمرقد جاءني وقد حلف باللّه لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت، وأيم اللّه ليمضين لما حلف عليه، فانصرفوا راشدين، فَرَوا رأيكم ولا ترجعوا إلي، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتّى بايعوا لأبي بكر..............المصنف:8/572، ط دار الفكر، بيروت، تحقيق و تعليق سعيد محمد اللحام.\\. ميزان الاعتدال:2/490، رقم 4549.
إنّ الاحتجاج بهذا الحديث رهن وثاقة المؤلف ورواته، فلنبدأ بدراسة سيرتهم:
أمّا ابن أبي شيبة، فكفى في وثاقته ما ذكره الذهبي في «ميزان الاعتدال» حيث قال:
عبد اللّه بن محمد بن أبي شيبة الحافظ الكبير، الحجة، أبو بكر. حدّث عنه أحمد بن حنبل، والبخاري، وأبو القاسم البغوي، والناس ووثقه جماعة.
ثمّ قال: أبو بكر «يريد به أبو شيبة»، ممّن قفز القنطرة، وإليه المنتهى في الثقة، مات في أوّل سنة 235(2)
هذا حال المؤلف، وأمّا حال الرواة فلنبدأ بالأوّل فالأوّل:
محمد بن بشر:
يعرفه ابن حجر العسقلاني، بقوله: محمد بن بشر بن الفرافصة بن المختار الحافظ العبدي، أبو عبد اللّه الكوفي.
وثقه ابن معين، وعرفه أبو داود بأنّه أحفظ من كان بالكوفة، قال البخاري وابن حبان في الثقات: مات سنة 203.
ثمّ نقل توثيق الآخرين له............. تهذيب التهذيب:9/73، رقم الترجمة90.
عبيد ابن الله بن عمر:
يعرفه ابن حجر العسقلاني، بقوله: عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي، العمري، المدني، أبو عثمان أحد الفقهاء السبعة، وقد توفّـي عام 147هـ.
قال عمرو بن علي : ذكرت ليحيى بن سعيد قول ابن مهدي: إنّ مالكاً أثبت من نافع عن عبيد اللّه، فغضب وقال: قال أبو حاتم عن أحمد: عبيد اللّه أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية.
قال ابن معين: عبيد اللّه من الثقات.
وقال النسائي: ثقة، ثبت.
وقال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة.
إلى غير ذلك من كلمات الإطراء.............تهذيب التهذيب:7/38ـ 40، رقم الترجمة71.
زيد بن أسلم العدوي:
عرفه ابن حجر العسقلاني، وقال: زيد بن أسلم العدوي، أبو أُسامة، ويقال: أبو عبد اللّه المدني، الفقيه، مولى عمر، وثّقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن سعد، وابن خراش.
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، من أهل الفقه والعلم، وكان عالماً بتفسير القرآن، مات سنة 136.....
...تهذيب التهذيب:3/395ـ 396، رقم الترجمة728.
وقد اكتفينا في ترجمة رجال السند بما نقله ابن حجر العسقلاني، ولم نذكر ما ذكره غيره في حقّهم روماً للاختصار.
فتبين من هذا البحث انّ الرواية صحيحة، والاسناد في غاية الصحّة.
2_البلاذري و (الأنساب):
إنّ أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي، الكاتب الكبير، صاحب التاريخ المعروف، نقل الحادثة المريرة في كتابه وقال: في ضمن بحث مفصل عن أمر السقيفة:
لما بايع الناس أبا بكر اعتذر علي والزبير، إلى أن قال: إنّ أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة، فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة، فتلقته فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا ابن الخطاب، أتراك محرقاً عليّ بابي؟ قال: نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك.....أنساب الاشراف:1/586، طبع دار المعارف بالقاهرة.
والاستدلال بالرواية رهن وثاقة المؤلف و من روى عنهم، فنقول:
أمّا المؤلف فقد وصفه الذهبي في كتاب «تذكرة الحفاظ» ناقلاً عن الحاكم بقوله: كان واحد عصره في الحفظ وكان أبو علي الحافظ ومشايخنا يحضرون مجلس وعظه يفرحون بما يذكره على رؤوس الملأ من الأسانيد، ولم أرهم قط غمزوه في اسناد إلى آخر ما ذكره.............تذكرة الحفاظ:3/892 برقم 860.
وقال أيضاً في سير أعلام النبلاء: العلاّمة، الأديب، المصنف، أبو بكر، أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي، البلاذري، الكاتب، صاحب «التاريخ الكبير»............سير اعلام النبلاء:13/162، رقم 96.
وقال ابن كثير في كتاب «البداية والنهاية» نقلاً عن ابن عساكر: كان أديباً، ظهرت له كتب جياد.....البداية والنهاية:11/69، حوادث سنة 279.
هذا هو حال المؤلف، وأمّا حال الرواة الواردة أسماؤهم في السند، فإليك ترجمتهم:
المدائني:
وهو علي بن محمد أبوالحسن المدائني الأخباري، صاحب التصانيف، روى عنه الزبير بن بكار، وأحمد بن زهير، والحارث بنأبي أُسامة، ونقل الذهبي عن يحيى انّه قال: المدائني ثقة، ثقة، ثقة، توفّي عام أربع أو خمس وعشرين ومائتين....
.......ميزان الاعتدال:3/153، رقم الترجمة5921.
مسلمة بن محارب:
مسلمة بن محارب الزيادي عن أبيه، ذكره البخاري في تاريخه.........ميزان الاعتدال:3/153، رقم الترجمة5921
وقد قال أهل العلم انّ سكوت أبـي زرعة أو أبـي حاتم أو البخاري عـن الجرح فـي الراوي توثيق لـه، وقـد مشى على هذه القاعـدة الحـافظ ابـن حجر فـي «تعجيل المنفعة» فتراه يقول فـي كثير من المواضع: ذكره البخاري ولم يذكـر فيـه جرحاً.......... لاحظ قواعد في علوم الحديث:385و 403 و تعجيل المنفعة:219، 223، 225، 254.
وقال عبد اللّه بن أحمد عن أبيه : ثقة.
وقال ابن معين والنسائي: ثقة.
وقال العجلي: تابعي، ثقة فكان من خيار أهل البصرة.
إلى غير ذلك من التوثيقات، توفّـي عام 97....... تهذيب التهذيب:4/201ـ202، رقم الترجمة341
ابن عون:
عون بن ارطبان المزني البصري، رأى أنس بن مالك(توفّـي عام 151).
قال النسائي في الكنى: ثقة، مأمون.
وقال في موضع آخر: ثقة، ثبت.
وقال ابن حبان في الثقات: كان من سادات أهل زمانه، عبادة وفضلاً وورعاً ونسكاً وصلابة في السنة وشدة على أهل البدع................تهذيب التهذيب:5/346ـ 348، رقم الترجمة600.
إلى هنا تبين صحّة السند وانّ الرواية صحيحة، رواتها كلّهم ثقات، وكفى في ذلك حكماً.
3_ابن قتيبيه و(الامامة و السياسة):
المؤرخ الشهير عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري (213ـ 276) وهو من رواد الأدب والتاريخ، وقد ألف كتباً كثيرة منها «تأويل مختلف الحديث» و «أدب الكاتب» وغيرهما من الكتب.............الأعلام:4/137.
قال في كتابه الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء:
إنّ أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند علي كرم اللّه وجهه، فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب، وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص انّ فيها فاطمة، فقال: وإن .
إلى أن قال:
ثمّ قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا فاطمة فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت[يا] رسول اللّه، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب، وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين. و كادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تتفطر وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا علياً فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذاً واللّه الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك....
إنّ من قرأ كتاب «الإمامة والسياسة» يرى أنّها نظير سائر الكتب لقدمائنا المؤرخين كالبلاذري والطبري وغيرهم، وقد نسب هذا الكتاب إليه ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة، ونقل عنه مطالب كثيرة ربما لا توجد في هذه النسخة المطبوعة بمصر................ الإمامة والسياسة:12، 13 طبعة المكتبة التجارية الكبرى، مصر.
وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على تطرق التحريف لهذا الكتاب، كما نسبه إليه الياس سركيس في معجمه ....معجم المطبوعات العربية:1/212.
محاولات الترويع على لسان المؤرخين:
1. ابن أبي شيبة والمصنف
2. البلاذري وكتاب الأنساب
3. ابن قتيبة والإمامة والسياسة
4. الطبري وتاريخه
5. ابن عبد ربّه والعقد الفريد
6. ابن عبد البر والاستيعاب
7. ابن أبي الحديد وشرح نهج البلاغة
8. أبو الفداء والمختصر في تاريخ البشر
9. النويري ونهاية الارب في فنون الأدب
10. السيوطي ومسند فاطمة
11. المتقي الهندي وكنز العمال
12. الدهلوي وإزالة الخفاء
13. محمد حافظ إبراهيم والقصيدة العمرية
14. عمر رضا كحالة وأعلام النساء
____________________________
1_أبي شيبة و (المصنف):
أخرج عبد اللّه بن محمد بن أبي شيبة الكوفي العبسي(المتوفّى سنة 235) في كتابه «المصنف» المطبوع، في الجزء الثاني في باب «ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته في الردة» أخرج، وقال: حدّثنا محمد بن بشر، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر، حدّثنا زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم، انّه حين بويع لأبي بكر بعد رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتّى دخل على فاطمة، فقال:
يا بنت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ! واللّه ما من أحد أحبّ إلينا من أبيك، وما من أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك، وأيم اللّه ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك، إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت، قال: فلما خرج عمر جاءوها، فقالت: تعلمون أنّ عمرقد جاءني وقد حلف باللّه لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت، وأيم اللّه ليمضين لما حلف عليه، فانصرفوا راشدين، فَرَوا رأيكم ولا ترجعوا إلي، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتّى بايعوا لأبي بكر..............المصنف:8/572، ط دار الفكر، بيروت، تحقيق و تعليق سعيد محمد اللحام.\\. ميزان الاعتدال:2/490، رقم 4549.
إنّ الاحتجاج بهذا الحديث رهن وثاقة المؤلف ورواته، فلنبدأ بدراسة سيرتهم:
أمّا ابن أبي شيبة، فكفى في وثاقته ما ذكره الذهبي في «ميزان الاعتدال» حيث قال:
عبد اللّه بن محمد بن أبي شيبة الحافظ الكبير، الحجة، أبو بكر. حدّث عنه أحمد بن حنبل، والبخاري، وأبو القاسم البغوي، والناس ووثقه جماعة.
ثمّ قال: أبو بكر «يريد به أبو شيبة»، ممّن قفز القنطرة، وإليه المنتهى في الثقة، مات في أوّل سنة 235(2)
هذا حال المؤلف، وأمّا حال الرواة فلنبدأ بالأوّل فالأوّل:
محمد بن بشر:
يعرفه ابن حجر العسقلاني، بقوله: محمد بن بشر بن الفرافصة بن المختار الحافظ العبدي، أبو عبد اللّه الكوفي.
وثقه ابن معين، وعرفه أبو داود بأنّه أحفظ من كان بالكوفة، قال البخاري وابن حبان في الثقات: مات سنة 203.
ثمّ نقل توثيق الآخرين له............. تهذيب التهذيب:9/73، رقم الترجمة90.
عبيد ابن الله بن عمر:
يعرفه ابن حجر العسقلاني، بقوله: عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي، العمري، المدني، أبو عثمان أحد الفقهاء السبعة، وقد توفّـي عام 147هـ.
قال عمرو بن علي : ذكرت ليحيى بن سعيد قول ابن مهدي: إنّ مالكاً أثبت من نافع عن عبيد اللّه، فغضب وقال: قال أبو حاتم عن أحمد: عبيد اللّه أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية.
قال ابن معين: عبيد اللّه من الثقات.
وقال النسائي: ثقة، ثبت.
وقال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة.
إلى غير ذلك من كلمات الإطراء.............تهذيب التهذيب:7/38ـ 40، رقم الترجمة71.
زيد بن أسلم العدوي:
عرفه ابن حجر العسقلاني، وقال: زيد بن أسلم العدوي، أبو أُسامة، ويقال: أبو عبد اللّه المدني، الفقيه، مولى عمر، وثّقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن سعد، وابن خراش.
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، من أهل الفقه والعلم، وكان عالماً بتفسير القرآن، مات سنة 136.....
...تهذيب التهذيب:3/395ـ 396، رقم الترجمة728.
وقد اكتفينا في ترجمة رجال السند بما نقله ابن حجر العسقلاني، ولم نذكر ما ذكره غيره في حقّهم روماً للاختصار.
فتبين من هذا البحث انّ الرواية صحيحة، والاسناد في غاية الصحّة.
2_البلاذري و (الأنساب):
إنّ أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي، الكاتب الكبير، صاحب التاريخ المعروف، نقل الحادثة المريرة في كتابه وقال: في ضمن بحث مفصل عن أمر السقيفة:
لما بايع الناس أبا بكر اعتذر علي والزبير، إلى أن قال: إنّ أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة، فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة، فتلقته فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا ابن الخطاب، أتراك محرقاً عليّ بابي؟ قال: نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك.....أنساب الاشراف:1/586، طبع دار المعارف بالقاهرة.
والاستدلال بالرواية رهن وثاقة المؤلف و من روى عنهم، فنقول:
أمّا المؤلف فقد وصفه الذهبي في كتاب «تذكرة الحفاظ» ناقلاً عن الحاكم بقوله: كان واحد عصره في الحفظ وكان أبو علي الحافظ ومشايخنا يحضرون مجلس وعظه يفرحون بما يذكره على رؤوس الملأ من الأسانيد، ولم أرهم قط غمزوه في اسناد إلى آخر ما ذكره.............تذكرة الحفاظ:3/892 برقم 860.
وقال أيضاً في سير أعلام النبلاء: العلاّمة، الأديب، المصنف، أبو بكر، أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي، البلاذري، الكاتب، صاحب «التاريخ الكبير»............سير اعلام النبلاء:13/162، رقم 96.
وقال ابن كثير في كتاب «البداية والنهاية» نقلاً عن ابن عساكر: كان أديباً، ظهرت له كتب جياد.....البداية والنهاية:11/69، حوادث سنة 279.
هذا هو حال المؤلف، وأمّا حال الرواة الواردة أسماؤهم في السند، فإليك ترجمتهم:
المدائني:
وهو علي بن محمد أبوالحسن المدائني الأخباري، صاحب التصانيف، روى عنه الزبير بن بكار، وأحمد بن زهير، والحارث بنأبي أُسامة، ونقل الذهبي عن يحيى انّه قال: المدائني ثقة، ثقة، ثقة، توفّي عام أربع أو خمس وعشرين ومائتين....
.......ميزان الاعتدال:3/153، رقم الترجمة5921.
مسلمة بن محارب:
مسلمة بن محارب الزيادي عن أبيه، ذكره البخاري في تاريخه.........ميزان الاعتدال:3/153، رقم الترجمة5921
وقد قال أهل العلم انّ سكوت أبـي زرعة أو أبـي حاتم أو البخاري عـن الجرح فـي الراوي توثيق لـه، وقـد مشى على هذه القاعـدة الحـافظ ابـن حجر فـي «تعجيل المنفعة» فتراه يقول فـي كثير من المواضع: ذكره البخاري ولم يذكـر فيـه جرحاً.......... لاحظ قواعد في علوم الحديث:385و 403 و تعجيل المنفعة:219، 223، 225، 254.
وقال عبد اللّه بن أحمد عن أبيه : ثقة.
وقال ابن معين والنسائي: ثقة.
وقال العجلي: تابعي، ثقة فكان من خيار أهل البصرة.
إلى غير ذلك من التوثيقات، توفّـي عام 97....... تهذيب التهذيب:4/201ـ202، رقم الترجمة341
ابن عون:
عون بن ارطبان المزني البصري، رأى أنس بن مالك(توفّـي عام 151).
قال النسائي في الكنى: ثقة، مأمون.
وقال في موضع آخر: ثقة، ثبت.
وقال ابن حبان في الثقات: كان من سادات أهل زمانه، عبادة وفضلاً وورعاً ونسكاً وصلابة في السنة وشدة على أهل البدع................تهذيب التهذيب:5/346ـ 348، رقم الترجمة600.
إلى هنا تبين صحّة السند وانّ الرواية صحيحة، رواتها كلّهم ثقات، وكفى في ذلك حكماً.
3_ابن قتيبيه و(الامامة و السياسة):
المؤرخ الشهير عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري (213ـ 276) وهو من رواد الأدب والتاريخ، وقد ألف كتباً كثيرة منها «تأويل مختلف الحديث» و «أدب الكاتب» وغيرهما من الكتب.............الأعلام:4/137.
قال في كتابه الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء:
إنّ أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند علي كرم اللّه وجهه، فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب، وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص انّ فيها فاطمة، فقال: وإن .
إلى أن قال:
ثمّ قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا فاطمة فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت[يا] رسول اللّه، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب، وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين. و كادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تتفطر وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا علياً فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذاً واللّه الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك....
إنّ من قرأ كتاب «الإمامة والسياسة» يرى أنّها نظير سائر الكتب لقدمائنا المؤرخين كالبلاذري والطبري وغيرهم، وقد نسب هذا الكتاب إليه ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة، ونقل عنه مطالب كثيرة ربما لا توجد في هذه النسخة المطبوعة بمصر................ الإمامة والسياسة:12، 13 طبعة المكتبة التجارية الكبرى، مصر.
وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على تطرق التحريف لهذا الكتاب، كما نسبه إليه الياس سركيس في معجمه ....معجم المطبوعات العربية:1/212.