حيدر الحسناوي
09-08-2008, 05:18 PM
الدرس الأول
التمهيد لظهور الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه
ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من...
القلوب في الوفاء بالعهد لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا...
من توقيعه عجل الله تعالى فرجه الصادر الى الشيخ المفيد
مقدمة:
لقد اضحى من المشهور في عصرنا هذا ومن الأمور التي لا يشك فيها عاقل أن هناك نوعين من الإنتظار احدهما يعبر عنه بالإنتظار السلبي وهو يعني القعود وترك العمل للظروف وحوادث الأيام والثاني هو الإنتظار الإيجابي الذي يقترن بالعمل والجهاد واعداد العدة والإستعداد لظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه المبارك.
وبنظر هؤلاء فإن الإمام انما غاب نتيحة عدم نضوج الظروف الموضوعية لقيامه بالأمر فالإنتظار إذن هو العمل على انضاج الظروف الموضوعية للمشروع المهدوي بمعنى العمل عل استرجاع الغائب من غيبته ولذا كان التعبير في التوقيع المذكور انفا.
(... ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا...)
الإنتظار يعني العمل والتمهيد، تمهيد الأرض لقيام دولة العدل الإلهي.
وإنه لشرف أعظم الشرف ان يكون المرء فاعلاً في تحقق المشروع الإلهي هذا.
هل تستقيم للإمام عليه السلام الأمور بلا عمل؟
والجواب:
عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال له احدهم: إنهم يقولون: إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفواً ولا يهريق محجمة دم، فقالعليه السلام: (كلا، والذي نفسي بيده لو استقامت عفواً لاستقامت لرسول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم حين أدميت رباعيته وشج في وجهه، كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وانتم العرق والعلق ثم مسح جبهته).
ما اعظمها من رواية تلخص المطلوب لتحقق المشروع الإلهي الأعظم وهي:
1 - حضور الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه وقيادته للمشروع... حين قال: ... نحن...
2 - وجود انصار مهيأون وجاهزون... قال: ... وانتم...
3 - العمل مشترك من القيادة (الإمام) والقاعدة حيث عبر ب:... نمسح...
4 - العمل على نوعين:
أ - جهد وكد وتعب: (... نمسح العرق...)
ب - جهاد بما يعني الجرح والقتل: (... نمسح... والعلق....)
واللافت ان الإمام استخدم القسم مرتين بالذي نفس المعصوم بيده مكرراً النفي بكلا بعد كلا القسمين الأولى لنفي التوهم الوارد في السؤال عن عدم الحاجة الى العمل والجهاد للتمهيد والثاني لتأكيد احتياج الأمر الى جهاد وجهد وبذل دماء.
وهذا يعني وجود افراد على جهوزية عالية عقائدياً ونفسياً وبدنياً ومن حيث الكفاءات لإستقامة امر القائمعجل الله تعالى فرجه.
هل الإعداد فردي؟
بمعنى ان المطلوب والكافي هو ان تكون حركة التمهيد حركة فردية أي ان يصلح كل فرد نفسه على حدى أو ان التمهيد عملية جماعية.
بالنظر الى مشروع الدولة المهدوية نستنتج انه مشروع شمولي يشمل ليس فقط كل البشر بل حتى باقي المخلوقات. ولا يشمل فقط الحياة الفردية بل يشمل النظام العام والحياة العامة من حكومة وانظمة وغير ذلك.
فالرواية تعبر ب: (... يملؤها قسطاً وعدلاً...)
لا تعني فقط ملء الأمكنة والبلدان بل تشمل نواحي الحياة جميعاً وجميع اشكالها.
وهذا يفترض وجود افراد على كفاءة في كافة هذه الميادين.
ثم إن العقبات التي تحول دون قدومه عجل الله تعالى فرجه والتي قد تواجه مشروعه بعد قدومه المبارك ليست افراداً فقط بل دول وانظمة وجماعات بل امم منحرفة وظالمة وطاغية فهل يا ترى يمكن إزالة هذه المعوقات ومجابهتها بشكل فردي...
بل حتى الروايات التي تحدثت عن اصحابه تحدثت عنهم بأنهم واجدون لكل ما يطمح اليه فهو لا يحتاج بعد ظهوره الى اعادة اعدادهم وقد كان التعبير ب (... ويكفونه ما يريد فيهم...).
فاذن تحصل ان التمهيد عمل جماعي ومن جملة حركة التمهيد اعداد وتجهيز الأصحاب.
من الذي يقوم بقيادة عملية التمهيد:
إذا كانت عملية التمهيد عملية جماعية فهي تحتاج الى اجهزة كما تحتاج افراداً، وهي بما انها مشروع جماعي تفرض وحدة والوحدة تفترض قيادة موحدة. ولننظر ما يقوله التوقيع الشريف: (لو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا...).
المكاتبة تتحدث عن شرط الظهور وهو اجتماع القلوب وهو عين معنى الوحدة والإجتماع وقوام الوحدة الوفاء بالعهد للإمام عجل الله تعالى فرجه اي اجتماع على قضية المهدي عجل الله تعالى فرجه.
ومن نافل القول ان الإنتماء العقائدي لا يكفي لأنه لو كان هو الشرط لكان الخروج من زمن قديم بل إن الوحدة والإجتماع هما في اطار العمل وصب الجهد في مشروع التمهيد لا بشكل عشوائي بل بشكل منظم له قيادة وله نظام فمن هو قائد هذه الحركة وهذا النظام.
(أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا...
القائد لحركة الممهدين هو الولي الفقيه، فالولي الفقيه هو قائد هذه الحركة الجماعية والموحدة التي تحمل توقاً الى الإمام المهديعجل الله تعالى فرجه وهو الذي يقوم برعاية الجماعات والأفراد والأجهزة والمؤسسات التي تعمل على التهيؤ لاستقبال واستقدام الإمام من غيبته بما يحتاج اليه من افراد واجهزة ومؤسسات ذوي كفاءة ومهارات وجهوزية للشروع في الحركة الإصلاحية اولاً للعالم تحت لواء الإمامعجل الله تعالى فرجه ثم بناء وادارة دولة العدل الإلهي على كل الأرض وقد ورد في صفتهم ودورهم: (... هم النجباء والقضاة والحكام...).
ويكفي في الختام ان نقرأ الرواية الواردة عن الإمام الرضا في حق العلماء:
(لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين اليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك ابليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي احد إلا ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضفعاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها اولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل...) لاحظ اشارة الرواية الى قيادة هؤلاء حيث شبههم الرضا عليه السلام بربان السفينة.
والحمد لله رب العالمين
التمهيد لظهور الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه
ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من...
القلوب في الوفاء بالعهد لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا...
من توقيعه عجل الله تعالى فرجه الصادر الى الشيخ المفيد
مقدمة:
لقد اضحى من المشهور في عصرنا هذا ومن الأمور التي لا يشك فيها عاقل أن هناك نوعين من الإنتظار احدهما يعبر عنه بالإنتظار السلبي وهو يعني القعود وترك العمل للظروف وحوادث الأيام والثاني هو الإنتظار الإيجابي الذي يقترن بالعمل والجهاد واعداد العدة والإستعداد لظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه المبارك.
وبنظر هؤلاء فإن الإمام انما غاب نتيحة عدم نضوج الظروف الموضوعية لقيامه بالأمر فالإنتظار إذن هو العمل على انضاج الظروف الموضوعية للمشروع المهدوي بمعنى العمل عل استرجاع الغائب من غيبته ولذا كان التعبير في التوقيع المذكور انفا.
(... ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا...)
الإنتظار يعني العمل والتمهيد، تمهيد الأرض لقيام دولة العدل الإلهي.
وإنه لشرف أعظم الشرف ان يكون المرء فاعلاً في تحقق المشروع الإلهي هذا.
هل تستقيم للإمام عليه السلام الأمور بلا عمل؟
والجواب:
عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال له احدهم: إنهم يقولون: إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفواً ولا يهريق محجمة دم، فقالعليه السلام: (كلا، والذي نفسي بيده لو استقامت عفواً لاستقامت لرسول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم حين أدميت رباعيته وشج في وجهه، كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وانتم العرق والعلق ثم مسح جبهته).
ما اعظمها من رواية تلخص المطلوب لتحقق المشروع الإلهي الأعظم وهي:
1 - حضور الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه وقيادته للمشروع... حين قال: ... نحن...
2 - وجود انصار مهيأون وجاهزون... قال: ... وانتم...
3 - العمل مشترك من القيادة (الإمام) والقاعدة حيث عبر ب:... نمسح...
4 - العمل على نوعين:
أ - جهد وكد وتعب: (... نمسح العرق...)
ب - جهاد بما يعني الجرح والقتل: (... نمسح... والعلق....)
واللافت ان الإمام استخدم القسم مرتين بالذي نفس المعصوم بيده مكرراً النفي بكلا بعد كلا القسمين الأولى لنفي التوهم الوارد في السؤال عن عدم الحاجة الى العمل والجهاد للتمهيد والثاني لتأكيد احتياج الأمر الى جهاد وجهد وبذل دماء.
وهذا يعني وجود افراد على جهوزية عالية عقائدياً ونفسياً وبدنياً ومن حيث الكفاءات لإستقامة امر القائمعجل الله تعالى فرجه.
هل الإعداد فردي؟
بمعنى ان المطلوب والكافي هو ان تكون حركة التمهيد حركة فردية أي ان يصلح كل فرد نفسه على حدى أو ان التمهيد عملية جماعية.
بالنظر الى مشروع الدولة المهدوية نستنتج انه مشروع شمولي يشمل ليس فقط كل البشر بل حتى باقي المخلوقات. ولا يشمل فقط الحياة الفردية بل يشمل النظام العام والحياة العامة من حكومة وانظمة وغير ذلك.
فالرواية تعبر ب: (... يملؤها قسطاً وعدلاً...)
لا تعني فقط ملء الأمكنة والبلدان بل تشمل نواحي الحياة جميعاً وجميع اشكالها.
وهذا يفترض وجود افراد على كفاءة في كافة هذه الميادين.
ثم إن العقبات التي تحول دون قدومه عجل الله تعالى فرجه والتي قد تواجه مشروعه بعد قدومه المبارك ليست افراداً فقط بل دول وانظمة وجماعات بل امم منحرفة وظالمة وطاغية فهل يا ترى يمكن إزالة هذه المعوقات ومجابهتها بشكل فردي...
بل حتى الروايات التي تحدثت عن اصحابه تحدثت عنهم بأنهم واجدون لكل ما يطمح اليه فهو لا يحتاج بعد ظهوره الى اعادة اعدادهم وقد كان التعبير ب (... ويكفونه ما يريد فيهم...).
فاذن تحصل ان التمهيد عمل جماعي ومن جملة حركة التمهيد اعداد وتجهيز الأصحاب.
من الذي يقوم بقيادة عملية التمهيد:
إذا كانت عملية التمهيد عملية جماعية فهي تحتاج الى اجهزة كما تحتاج افراداً، وهي بما انها مشروع جماعي تفرض وحدة والوحدة تفترض قيادة موحدة. ولننظر ما يقوله التوقيع الشريف: (لو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا...).
المكاتبة تتحدث عن شرط الظهور وهو اجتماع القلوب وهو عين معنى الوحدة والإجتماع وقوام الوحدة الوفاء بالعهد للإمام عجل الله تعالى فرجه اي اجتماع على قضية المهدي عجل الله تعالى فرجه.
ومن نافل القول ان الإنتماء العقائدي لا يكفي لأنه لو كان هو الشرط لكان الخروج من زمن قديم بل إن الوحدة والإجتماع هما في اطار العمل وصب الجهد في مشروع التمهيد لا بشكل عشوائي بل بشكل منظم له قيادة وله نظام فمن هو قائد هذه الحركة وهذا النظام.
(أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا...
القائد لحركة الممهدين هو الولي الفقيه، فالولي الفقيه هو قائد هذه الحركة الجماعية والموحدة التي تحمل توقاً الى الإمام المهديعجل الله تعالى فرجه وهو الذي يقوم برعاية الجماعات والأفراد والأجهزة والمؤسسات التي تعمل على التهيؤ لاستقبال واستقدام الإمام من غيبته بما يحتاج اليه من افراد واجهزة ومؤسسات ذوي كفاءة ومهارات وجهوزية للشروع في الحركة الإصلاحية اولاً للعالم تحت لواء الإمامعجل الله تعالى فرجه ثم بناء وادارة دولة العدل الإلهي على كل الأرض وقد ورد في صفتهم ودورهم: (... هم النجباء والقضاة والحكام...).
ويكفي في الختام ان نقرأ الرواية الواردة عن الإمام الرضا في حق العلماء:
(لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين اليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك ابليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي احد إلا ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضفعاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها اولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل...) لاحظ اشارة الرواية الى قيادة هؤلاء حيث شبههم الرضا عليه السلام بربان السفينة.
والحمد لله رب العالمين