حيدر الحسناوي
09-08-2008, 05:55 PM
الأسئلة والأجوبة:
س1/
أود أن تبينوا ما هي الآثار السلبية على أرض الواقع في إنكار ولادة المهدي؟ يعني عملاً، ماذا يخسر وماذا يفقد من ينكر ولادة الإمام المهدي؟
ج/ بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على أحب خلقه محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم قاطبة إلى يوم الدين. آمين رب العالمين.
بالنسبة إلى خسارة إنكار الإمام المهدي أرواحنا فداه، إضافة إلى أنه أمر يخالف الوجدان سحق للوجدان لأن شخصاً بيمينه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء، فإذا أنكره معناه أنه جحد حقه. هذا خلاف الوجدان ثم إن الأثر السلبي أنه يكون إنكاراً لما ثبت من الدين بالضرورة. فمسألة الإمامة من الضروريات ومن الأمور التي ثبتت في الدين الإسلامي المقدس.
فإنكاره يكون إنكاراً لما ثبت من أمور الدين، وإذا كان إنكاراً لما ثبت من أمور الدين، يكون موجباً للفسق والعياذ بالله، لذا الحد الأقل من إنكار الإمام أرواحنا فداه، وإنكار إمامته أنه يوجب الفسق لأنه أنكر ما ثبت من الدين.
ويخالف الوجدان، لانه أنكر النعمة المستبينة الظاهرة. وخصوصاً مع وجود الدلائل التي سنذكرها إن شاء الله في الفصول المقبلة التي تثبت بأن وجود الإمام المهدي أرواحنا فداه وآثاره الحياتية وآثاره الإيجابية والكونية موجودة في هذا العالم، لذا يكون إنكاره كأنكار الشمس فيخالف الوجدان.
لذلك من السلبيات التي يؤدّي إليها إنكار المهدي أنه يوجب مخالفة الوجدان ومخالفة الأدلة، ثم الحرمان من دعاء الإمام المهدي عليه السلام ، لأن الإمام المهدي يدعو _ كما سيأتي في الحديث إن شاء الله _ لمن كان مؤمناً به، يدعو لمن كان داعياً له، يدعو لمن كان معتقداً به. في النصوص الصريحة التي من جملتها توقيع الشيخ المفيد وسيأتي ذكره إن شاء الله.
فعلى هذا، الإنكار يؤثّر هذه السلبيات في عالم الوجود ونعوذ بالله من ذلك.
اللهم اجعلنا من الذين يقرون بولايته ويعترفون بإمامته.
س2/
أنا من السنة وسؤالي هو: هل تعتقدون أن هناك اتصالاً بين المهدي ومراجع الشيعة، أو اتصالاً بأي أحد آخر؟
ج/ من المحسوس بالمشاهدة من ألطاف الإمام عجل الله فرجه على علماء الشيعة وبخاصة القدامى منهم سواء أكان ذلك على مستوى السفارة أو الوكالة. فإنه من الأمور الثابتة، وسيأتي ذكره عند ذكر سفراء الإمام عجل الله فرجه. أما بالنسبة إلى سائر العلماء بعد الغيبة الصغرى فسنذكر الاتصالات الشريفة القطعية التي حدثت وتحققت واتفقت عليها الخاصة والعامة، وسجلت في كتب الفريقين واعترف بها أمثال ابن الجوزي في كتاب المنتظم، كذلك اتصاله عجل الله فرجه وألطافه على علماء الشيعة من المتأخرين وعلى المؤمنين وجميع الشيعة وشمولهم بدعائه لهم، وهو ما سنبينه في الفصل الرابع من بحثنا بإذن الله تعالى.
س3/
الشيخ يوسف القرضاوي وهو من أهل السنة في إحدى المرات قال: المهدي عندنا غير المهدي عند الشيعة، فهل هناك رد عليه؟
ج/ إن ما بدأنا به البحث من قول الرسول الأكرم أرواحنا فداه: (المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي)، ثم تصريح الروايات الأخرى بأنه ابن الحسن العسكري ومن أبناء أمير المؤمنين والصديقة الطاهرة ابنة رسول الله ممّا اتفق عليه الفريقان _ كما ذكرنا _ مثلاً في كتاب الحاكم الحسكاني، ينابيع المودّة للقندوزي، تذكرة الخواص لابن الجوزي. والظاهر أن المهدي عند الشيعة والسنة شخص واحد، وليست عندنا مهدوية نوعية ولا مهدي غير الإمام الحجة بن الحسن أرواحنا فداه، الظاهر أن هذه مغالطة وليست في شيء من الصحة.
س4/
هل يمكن أن نعتبر استمرار مذهب أهل البيت عليهم السلام رغم ما واجهه من ظلم وجور من قبل النواصب، دليلاً على وجود الإمام المهدي عجل الله فرجه حيث يكون هو الحافظ للمذهب؟
ج/ نعم كما في توقيع الشيخ المفيد: (ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء.. ) أي المصائب العظيمة، أي لكان الأعداء يبيدونكم لولا ذلك الدعاء الخاص من الإمام عجل الله فرجه، فلا بأس بالاستدلال على وجود الإمام ببقاء المذهب سليماً معافى.
س5/
هناك حديث يقول: (هلك المستعجلون وخسر المبطلون وفاز المسلمون) هل معناه أن علينا أن لا نستعجل بتأويل العلامات وتطبيق الأحاديث على بعض المشاهدات؟
ج/ الحديث على ما في ذهني: (هلك المستعجلون وخسر المثقلون) هذا المقدار موجود في دعاء الغيبة وهو من الأدعية المعروفة. وقد ورد ذم الاستعجال المخالف للصبر وانتظار الفرج اللذين أمرنا بهما. فلا يصح القول: لماذا لم يظهر ويخرج الإمام عجل الله فرجه؟، فهذا اعتراض على أمر الله تبارك وتعالى. والاستعجال المذموم هو الاستعجال الذي يكون منافياً لإرادة الله وموجباً للسقوط في بعض الهلكات، أو في بعض الأخطاء، أو في بعض الاشتباهات عند اختلاق العلامات غير الصحيحة وهذا مذموم، لكن العلامات التي تفسر بمعنى انتظار الفرج والأمل بظهوره القريب فهذا لا بأس به.
هلك المستعجلون، لا الذين ينتظرون ويكون عندهم انتظار الفرج كلما كان أقرب فهو أفضل، لا هذا المعنى، وإنما المعنى يستعجلون فيخالفون إرادة الله، يعترضون على الله والعياذ بالله. أو تحدث لهم بعض العلامات غير الثابتة في الكتاب والسنة.
ليس معنى الاستعجال انتظار الفرج مثلاً أو انتظار بعض العلائم التي يأمل المؤمن أن تحدث عاجلاً ليفوز بالظهور مثلاً، وإنما الاستعجال الذي ذكرناه أولاً مذموم قطعاً والثاني بعكسه.
س6/
هل كان تحريف الروايات لخدمة الحكومات الغاصبة والظالمة في زمان المحرفين؟، أم أن هذا التحريف هو من تدبير أعداء الإمام عجل الله فرجه؟
ج/ قد تكون هناك تحريفات متعمدة وضعت لدواع اقتضاها زمن التحريف. كالزيادة التي وردت في رواية أبي داود (واسم أبيه اسم أبي) فقد احتمل بعض العلماء أن تكون هذه الزيادة من أجل أن يثبتوا الإمامة لمحمد بن عبد الله بن الحسن ذي النفس الزكية، فقالوا بأن اسم أبيه اسم أبي، حتى يكون المهدي هو محمد بن عبد الله بن الحسن في ذلك الزمان.
وقد تكون بعض التحريفات مثل هذه الرواية لأجل حكومات ذلك الوقت، لكن بعض التحريفات التي حدثت ليس لها مدلول غير العداء والعناد. وإلا فالحق موجود ومشهور كالشمس في رابعة النهار لا يمكن إنكاره، لذلك كان أغلبه من باب العناد. وقد يكون هناك تجاهل أو جهل إلا أن الذي نشاهده أغلبه عناد والعياذ بالله. أعرض بخدمتكم لو كان المهدي من أبناء بني أمية لما كانوا يعترضون عليه، أما كونه من أبناء علي وفاطمة فيعترض عليه، وقد اتضح أن الاعتراضات بعد هذا البيان والوضوح أغلبها من جهة العناد وقد يكون بعضها من جهة خدمة بعض الحكومات الغاصبة.
س7/
إن ما نواجهه في الأنترنت من إشكال عند إيصال مفاهيم التشيع للآخرين هو: ولادة المهدي المنتظر، وطول العمر، وسبب الغيبة حيث نحتاج إلى تحليل مبني على أسس علمية لهذه التساؤلات. فهل من بيان لذلك؟
ج/ سنبين فيما يأتي مسألة طول العمر للإمام المهدي أرواحنا فداه وسبب الغيبة، حكم الغيبة على ما يوافق الوجدان وتوافقه العقول. بالإضافة إلى الروايات الشريفة، وكذلك طول العمر نبينه إن شاء الله على ضوء القرآن الكريم والروايات الشريفة، ثم على صعيد الوجدان، ثم الأسس العلمية كذلك. حتى سننقل _ بعون الله _ بعض النصوص الطبية التي تبرهن على إمكان طول العمر، بل وجوده إن شاء الله.
س8/
بعد السلام: هل بإمكانكم تسليط الضوء على الأدلة الوجدانية التي يتحرك بسببها وجدان الإنسان ليعتقد في الإمام المهدي المنتظر أرواحنا فداه؟
ج/ لا شك أن الوجدان مما يتبع العقل. والعقل سيدرك بعد ملاحظة الأدلة الشريفة حقيقة هذه العقيدة ووجدانية هذه العقيدة. والعقل حينما أدرك ثبت الوجدان، لأنه يصدق دائماً الأمور الوجدانية والبديهيات العقلية لذلك بعد ثبوت الإمام المهدي عقلاً يكون هذا الأمر ثابتاً في الوجدان أيضاً، كما سنبين بعون الله وقوته ما يكون من الأدلة العقلية على الإمام المهدي وما يثبت حوله من البحوث.
س9/
هل علامات الظهور حتمية الحدوث أم أن منها مشروطاً شرطاً ولا يحدث، وهل يجب أن تسوء الأوضاع أكثر لكي تتحقق العلامات؟
ج/ قد قسمنا العلامات إلى أقسام ثلاثة، بعض العلامات هي علامات الغيبة لا الظهور، بعض العلامات القريبة من الظهور، والبعض الثالث العلامات التي تقارن الظهور في سنته أو ما يقارب سنته، في تلك العلامات من القسم الثالث، التي هي الحرية بأن تسمّى علامات الظهور، وهي فيها قسمان: قسم: علامات حتمية وهي خمسة، وقسم علامات غير حتمية وهي سبعة وسنبينها إن شاء الله تعالى إذا وصل البحث إليها.
س10/
هل كانت غيبة الإمام المهدي عجل الله فرجه من الناحية المادية الجسمية؟ عليه السلام
ج/ سنذكر بعون الله تلميحاً نبين فيه غيبة الإمام المهدي ومعنى الغيبة من جهة الروايات الشريفة، بل من جهة نصوصها العربية.
الغيبة بمعنى الخفاء: عدم الرؤية لا عدم الحضور وعدم الجسمية، لا أن جسمه _ روحي فداه _ غير حاضر بيننا، وإنما غائب بمعنى أنه خفي عن عيوننا. وسنذكر روايات معتبرة تدل على أنه في كل سنة يحضر الموسم يرى الناس ولا يرونه ويحضر يوم عرفات
، وإنه ليطأ فرشكم ولكن لا ترونه، يأتي في المجلس، يُرى جسمه، يكون حاضراً لكن غيبته غيبة خفاء عنا لا غيبة لجسمه، وسنبين ذلك إن شاء الله في كلامنا في الغيبة بعون الله تعالى.
نسأل الله التوفيق للجميع وأن يجعلنا من أعوان وأنصار الإمام الحجة، وأنتم من أعوانه. أسأل الله لكم البقاء على ذلك ببركة الصلاة على محمد وآل محمد.
س11/
هل يمكننا تقسيم جنود الإمام الحجة إلى ثلاثة أقسام: الأول: مباشر من نوع الملائكة وخواص الأنس والجن. الثاني: نوع يتلقى الأمر منه بشكل غير مباشر. الثالث: يتصل به عجل الله فرجه بشكل معنوي؟
ج/ .
لقد قسمنا القوى إلى عشرة أقسام: منها ما هو سماوي ومنها ما هو أرضي وجميعها في يد الإمام قدرة غالبة، وجامعها أنها تكون قوة ربانية وتبقى قوة أعظم الدول قوة إنسانية مهما بلغت من الفتك والدمار (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ) وللإمام المهدي انتصارات أخرى سنبينها في البحث الخامس تفصيلاً إن شاء الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين
س1/
أود أن تبينوا ما هي الآثار السلبية على أرض الواقع في إنكار ولادة المهدي؟ يعني عملاً، ماذا يخسر وماذا يفقد من ينكر ولادة الإمام المهدي؟
ج/ بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على أحب خلقه محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم قاطبة إلى يوم الدين. آمين رب العالمين.
بالنسبة إلى خسارة إنكار الإمام المهدي أرواحنا فداه، إضافة إلى أنه أمر يخالف الوجدان سحق للوجدان لأن شخصاً بيمينه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء، فإذا أنكره معناه أنه جحد حقه. هذا خلاف الوجدان ثم إن الأثر السلبي أنه يكون إنكاراً لما ثبت من الدين بالضرورة. فمسألة الإمامة من الضروريات ومن الأمور التي ثبتت في الدين الإسلامي المقدس.
فإنكاره يكون إنكاراً لما ثبت من أمور الدين، وإذا كان إنكاراً لما ثبت من أمور الدين، يكون موجباً للفسق والعياذ بالله، لذا الحد الأقل من إنكار الإمام أرواحنا فداه، وإنكار إمامته أنه يوجب الفسق لأنه أنكر ما ثبت من الدين.
ويخالف الوجدان، لانه أنكر النعمة المستبينة الظاهرة. وخصوصاً مع وجود الدلائل التي سنذكرها إن شاء الله في الفصول المقبلة التي تثبت بأن وجود الإمام المهدي أرواحنا فداه وآثاره الحياتية وآثاره الإيجابية والكونية موجودة في هذا العالم، لذا يكون إنكاره كأنكار الشمس فيخالف الوجدان.
لذلك من السلبيات التي يؤدّي إليها إنكار المهدي أنه يوجب مخالفة الوجدان ومخالفة الأدلة، ثم الحرمان من دعاء الإمام المهدي عليه السلام ، لأن الإمام المهدي يدعو _ كما سيأتي في الحديث إن شاء الله _ لمن كان مؤمناً به، يدعو لمن كان داعياً له، يدعو لمن كان معتقداً به. في النصوص الصريحة التي من جملتها توقيع الشيخ المفيد وسيأتي ذكره إن شاء الله.
فعلى هذا، الإنكار يؤثّر هذه السلبيات في عالم الوجود ونعوذ بالله من ذلك.
اللهم اجعلنا من الذين يقرون بولايته ويعترفون بإمامته.
س2/
أنا من السنة وسؤالي هو: هل تعتقدون أن هناك اتصالاً بين المهدي ومراجع الشيعة، أو اتصالاً بأي أحد آخر؟
ج/ من المحسوس بالمشاهدة من ألطاف الإمام عجل الله فرجه على علماء الشيعة وبخاصة القدامى منهم سواء أكان ذلك على مستوى السفارة أو الوكالة. فإنه من الأمور الثابتة، وسيأتي ذكره عند ذكر سفراء الإمام عجل الله فرجه. أما بالنسبة إلى سائر العلماء بعد الغيبة الصغرى فسنذكر الاتصالات الشريفة القطعية التي حدثت وتحققت واتفقت عليها الخاصة والعامة، وسجلت في كتب الفريقين واعترف بها أمثال ابن الجوزي في كتاب المنتظم، كذلك اتصاله عجل الله فرجه وألطافه على علماء الشيعة من المتأخرين وعلى المؤمنين وجميع الشيعة وشمولهم بدعائه لهم، وهو ما سنبينه في الفصل الرابع من بحثنا بإذن الله تعالى.
س3/
الشيخ يوسف القرضاوي وهو من أهل السنة في إحدى المرات قال: المهدي عندنا غير المهدي عند الشيعة، فهل هناك رد عليه؟
ج/ إن ما بدأنا به البحث من قول الرسول الأكرم أرواحنا فداه: (المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي)، ثم تصريح الروايات الأخرى بأنه ابن الحسن العسكري ومن أبناء أمير المؤمنين والصديقة الطاهرة ابنة رسول الله ممّا اتفق عليه الفريقان _ كما ذكرنا _ مثلاً في كتاب الحاكم الحسكاني، ينابيع المودّة للقندوزي، تذكرة الخواص لابن الجوزي. والظاهر أن المهدي عند الشيعة والسنة شخص واحد، وليست عندنا مهدوية نوعية ولا مهدي غير الإمام الحجة بن الحسن أرواحنا فداه، الظاهر أن هذه مغالطة وليست في شيء من الصحة.
س4/
هل يمكن أن نعتبر استمرار مذهب أهل البيت عليهم السلام رغم ما واجهه من ظلم وجور من قبل النواصب، دليلاً على وجود الإمام المهدي عجل الله فرجه حيث يكون هو الحافظ للمذهب؟
ج/ نعم كما في توقيع الشيخ المفيد: (ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء.. ) أي المصائب العظيمة، أي لكان الأعداء يبيدونكم لولا ذلك الدعاء الخاص من الإمام عجل الله فرجه، فلا بأس بالاستدلال على وجود الإمام ببقاء المذهب سليماً معافى.
س5/
هناك حديث يقول: (هلك المستعجلون وخسر المبطلون وفاز المسلمون) هل معناه أن علينا أن لا نستعجل بتأويل العلامات وتطبيق الأحاديث على بعض المشاهدات؟
ج/ الحديث على ما في ذهني: (هلك المستعجلون وخسر المثقلون) هذا المقدار موجود في دعاء الغيبة وهو من الأدعية المعروفة. وقد ورد ذم الاستعجال المخالف للصبر وانتظار الفرج اللذين أمرنا بهما. فلا يصح القول: لماذا لم يظهر ويخرج الإمام عجل الله فرجه؟، فهذا اعتراض على أمر الله تبارك وتعالى. والاستعجال المذموم هو الاستعجال الذي يكون منافياً لإرادة الله وموجباً للسقوط في بعض الهلكات، أو في بعض الأخطاء، أو في بعض الاشتباهات عند اختلاق العلامات غير الصحيحة وهذا مذموم، لكن العلامات التي تفسر بمعنى انتظار الفرج والأمل بظهوره القريب فهذا لا بأس به.
هلك المستعجلون، لا الذين ينتظرون ويكون عندهم انتظار الفرج كلما كان أقرب فهو أفضل، لا هذا المعنى، وإنما المعنى يستعجلون فيخالفون إرادة الله، يعترضون على الله والعياذ بالله. أو تحدث لهم بعض العلامات غير الثابتة في الكتاب والسنة.
ليس معنى الاستعجال انتظار الفرج مثلاً أو انتظار بعض العلائم التي يأمل المؤمن أن تحدث عاجلاً ليفوز بالظهور مثلاً، وإنما الاستعجال الذي ذكرناه أولاً مذموم قطعاً والثاني بعكسه.
س6/
هل كان تحريف الروايات لخدمة الحكومات الغاصبة والظالمة في زمان المحرفين؟، أم أن هذا التحريف هو من تدبير أعداء الإمام عجل الله فرجه؟
ج/ قد تكون هناك تحريفات متعمدة وضعت لدواع اقتضاها زمن التحريف. كالزيادة التي وردت في رواية أبي داود (واسم أبيه اسم أبي) فقد احتمل بعض العلماء أن تكون هذه الزيادة من أجل أن يثبتوا الإمامة لمحمد بن عبد الله بن الحسن ذي النفس الزكية، فقالوا بأن اسم أبيه اسم أبي، حتى يكون المهدي هو محمد بن عبد الله بن الحسن في ذلك الزمان.
وقد تكون بعض التحريفات مثل هذه الرواية لأجل حكومات ذلك الوقت، لكن بعض التحريفات التي حدثت ليس لها مدلول غير العداء والعناد. وإلا فالحق موجود ومشهور كالشمس في رابعة النهار لا يمكن إنكاره، لذلك كان أغلبه من باب العناد. وقد يكون هناك تجاهل أو جهل إلا أن الذي نشاهده أغلبه عناد والعياذ بالله. أعرض بخدمتكم لو كان المهدي من أبناء بني أمية لما كانوا يعترضون عليه، أما كونه من أبناء علي وفاطمة فيعترض عليه، وقد اتضح أن الاعتراضات بعد هذا البيان والوضوح أغلبها من جهة العناد وقد يكون بعضها من جهة خدمة بعض الحكومات الغاصبة.
س7/
إن ما نواجهه في الأنترنت من إشكال عند إيصال مفاهيم التشيع للآخرين هو: ولادة المهدي المنتظر، وطول العمر، وسبب الغيبة حيث نحتاج إلى تحليل مبني على أسس علمية لهذه التساؤلات. فهل من بيان لذلك؟
ج/ سنبين فيما يأتي مسألة طول العمر للإمام المهدي أرواحنا فداه وسبب الغيبة، حكم الغيبة على ما يوافق الوجدان وتوافقه العقول. بالإضافة إلى الروايات الشريفة، وكذلك طول العمر نبينه إن شاء الله على ضوء القرآن الكريم والروايات الشريفة، ثم على صعيد الوجدان، ثم الأسس العلمية كذلك. حتى سننقل _ بعون الله _ بعض النصوص الطبية التي تبرهن على إمكان طول العمر، بل وجوده إن شاء الله.
س8/
بعد السلام: هل بإمكانكم تسليط الضوء على الأدلة الوجدانية التي يتحرك بسببها وجدان الإنسان ليعتقد في الإمام المهدي المنتظر أرواحنا فداه؟
ج/ لا شك أن الوجدان مما يتبع العقل. والعقل سيدرك بعد ملاحظة الأدلة الشريفة حقيقة هذه العقيدة ووجدانية هذه العقيدة. والعقل حينما أدرك ثبت الوجدان، لأنه يصدق دائماً الأمور الوجدانية والبديهيات العقلية لذلك بعد ثبوت الإمام المهدي عقلاً يكون هذا الأمر ثابتاً في الوجدان أيضاً، كما سنبين بعون الله وقوته ما يكون من الأدلة العقلية على الإمام المهدي وما يثبت حوله من البحوث.
س9/
هل علامات الظهور حتمية الحدوث أم أن منها مشروطاً شرطاً ولا يحدث، وهل يجب أن تسوء الأوضاع أكثر لكي تتحقق العلامات؟
ج/ قد قسمنا العلامات إلى أقسام ثلاثة، بعض العلامات هي علامات الغيبة لا الظهور، بعض العلامات القريبة من الظهور، والبعض الثالث العلامات التي تقارن الظهور في سنته أو ما يقارب سنته، في تلك العلامات من القسم الثالث، التي هي الحرية بأن تسمّى علامات الظهور، وهي فيها قسمان: قسم: علامات حتمية وهي خمسة، وقسم علامات غير حتمية وهي سبعة وسنبينها إن شاء الله تعالى إذا وصل البحث إليها.
س10/
هل كانت غيبة الإمام المهدي عجل الله فرجه من الناحية المادية الجسمية؟ عليه السلام
ج/ سنذكر بعون الله تلميحاً نبين فيه غيبة الإمام المهدي ومعنى الغيبة من جهة الروايات الشريفة، بل من جهة نصوصها العربية.
الغيبة بمعنى الخفاء: عدم الرؤية لا عدم الحضور وعدم الجسمية، لا أن جسمه _ روحي فداه _ غير حاضر بيننا، وإنما غائب بمعنى أنه خفي عن عيوننا. وسنذكر روايات معتبرة تدل على أنه في كل سنة يحضر الموسم يرى الناس ولا يرونه ويحضر يوم عرفات
، وإنه ليطأ فرشكم ولكن لا ترونه، يأتي في المجلس، يُرى جسمه، يكون حاضراً لكن غيبته غيبة خفاء عنا لا غيبة لجسمه، وسنبين ذلك إن شاء الله في كلامنا في الغيبة بعون الله تعالى.
نسأل الله التوفيق للجميع وأن يجعلنا من أعوان وأنصار الإمام الحجة، وأنتم من أعوانه. أسأل الله لكم البقاء على ذلك ببركة الصلاة على محمد وآل محمد.
س11/
هل يمكننا تقسيم جنود الإمام الحجة إلى ثلاثة أقسام: الأول: مباشر من نوع الملائكة وخواص الأنس والجن. الثاني: نوع يتلقى الأمر منه بشكل غير مباشر. الثالث: يتصل به عجل الله فرجه بشكل معنوي؟
ج/ .
لقد قسمنا القوى إلى عشرة أقسام: منها ما هو سماوي ومنها ما هو أرضي وجميعها في يد الإمام قدرة غالبة، وجامعها أنها تكون قوة ربانية وتبقى قوة أعظم الدول قوة إنسانية مهما بلغت من الفتك والدمار (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ) وللإمام المهدي انتصارات أخرى سنبينها في البحث الخامس تفصيلاً إن شاء الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين