المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هو معاوية بن ابي سفيان ؟؟؟؟؟؟؟؟


ملاعلي
19-08-2008, 01:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

وأفلح من صلى على محمد وأل محمد

اخواني واخواتي حياكم الله وأسعد الله ايامكم بالمن والبركات

سوف يكون بهذا البحث الجميل الذي يتجزء بحلقات سوف اطرحه لكم خلال اسبوع او اكثر ولكن سوف انتهي به قبل حلول رمضان انشالله لاني سوف اذكر سيرة عمر بن الخطاب والان لنبين تاريخ هذا الانسان الذي ظلم أل بيت محمد (ص) وأوصل الدين الاسلامي على الهلاك هو معاوية بن ابي سفيان الاموي من أل أمية الشجرة الملعونه بالقران الكريم وسوف اوضح لكم حياة هذا الانسان حياته وتاريخه الى هلاكه وننظر الى من يدافعون عنه ويعتبرونه خالهم وهو بالاحراء خالي من الانسانية وبرئ منه الدين الاسلامي حيث يقولون فيه خال المسلمين بل هو خال الكفار المنافقين ومن يحبه ويدافع عنه انشالله يحشر معه في اسفل السافلين .

وهذه نبذة بسيطة لمعاوية بن ابي سفيان

نسب معاوية

هو معاوية بن ابي سفيان صخر بن حرب بن امية ابن شمس بن مناف بن قصى وامة هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي .

تربية معاوية

ولد معاوية في بيت يجمع صخر بن حرب وهند بن عتبة وهذا يعني ان فرصة تربيته تربية سليمة ضئيلة جدا لان الابوين المذكورين معروفان بالفجور وليس اخطر على الطفل من ان يتربي بين ابوين سهل عليهما الزنا .

اسلام معاوية

بما ان معاوية بن ابي سفيان قد استولي على الحكم بعد شهادة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وقد تعود مؤرخو المسلمين الدفاع عن كل من وصل الى الحكم فقد حاول بعضهم اثبات اسلامه قبل فتح مكة وهي محاولة لانصيب لها من النجاح لكون احوال معاوية معلومة قبل الفتح وبعده وقد اكد معاوية ذلك باعماله في ايام حكمه ومن الادلة على بطلان ذلك ان النبي الاكرم (ص) عده يوم حنين من المؤلفة قلوبهم وقسم له معهم فلو كان اسلامه قبل فتح مكة لما عد في المؤلفة قلوبهم .

اسالكم الدعاء

Majed
19-08-2008, 02:09 AM
هو خال المؤمنين كاتب الوحي

وكفى به فخراً


* فرصة سعيدة عزيزي .

باغي الخير
19-08-2008, 02:56 AM
هو خال المؤمنين كاتب الوحي

وكفى به فخراً


* فرصة سعيدة عزيزي .

لا تتعب نفسك معه أخي ماجد .....
أسفهه وطنشه .....

بنت الغريب
19-08-2008, 06:35 AM
وليش مايتعب نفسه معاه هو قاعد يقول النسب
طيب انتو قولو نسبه

باغي الخير
19-08-2008, 08:27 AM
يعني لو قلنا نسبه وعددنا فضائله ومدحناه ..... بتقتنعون....
هذا من الأشياء التي جزمت بإستحالتها .... فالحوار معكم عقيم... وخصوصاً في هذه الأمور...
كوني بخير...

الهداية
19-08-2008, 11:49 AM
وإن سلمنا بأنه من مسلمة الفتح 00 فهل هذا يقلل من شأن صحبته رضي الله عنه

هو القائل : والله لا أخير بين أمرين ، بين الله و بين غيره إلا اخترت الله على سواه

لما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه و جاء الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية ، فقال له معاوية : لو لم يكن لك فضل على يزيد إلا أن أمك من قريش و أمه امرأة من كلب ، لكان لك عليه فضل ، فكيف و أمك فاطمة بنت رسول صلى الله عليه وسلم

ملاعلي
19-08-2008, 04:05 PM
ندري ان معاوية خالكم لذلك لانحترمه المهم

الاحاديث التى دخل التاريخ به معاوية

لعن الله القائد والراكب والسائق هذا خال المسلمين ملعون مع العائلة اللعينه

تأريخ الطبري .. قال رسول الله (ص) وقد رأى ابوسفيان مقبلا على حمار ومعاوية به ويزيد ابنه يسوق به: لعن الله القائد والراكب والسائق, وقال (ص) يطلع من هذا الفج رجل من أمتي يُحشر على غير ملتي , فطلع معاوية , وقال (ص) إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه , وقال (ص) إنّ معاوية في تابوت من نار في أسفل درك من النار .. الى آخر الاحاديث ولاحظ ان الطبري يلعن أبوسفيان ومعاوية ويزيد ويسميهم أئمة الكفر وقادة الضلال وأعداء الدين ويتبرأ منهم ولاحظ ان الطبري يقول ان يزيد كان متكبر خمير صاحب الديوك والفهود والقرود وهو صاحب الابيات المشهورة : ليت أشياخي ببدر شهدوا .. الخ

الى النار وبئس المصير

سمع رسول الله رجلين يتغنيان وأحدهما يُجيب الآخر فقال النبي (ص) إنظروا من هما؟ فقالوا فلان وفلان ( لاحظوا انهم ابدلوا اسم معاوية وعمر بن العاص) الى: فلان وفلان فقال النبي(ص) اللهم اركسهما ركساً ودعهما الى النار دعّا .. علماً أن الطبعات القديمة تُصرح بإسمي معاوية وعمر بن العاص .

لا اشبع الله بطنه لعنه الله

قال ابن كثير في البداية والنهاية ج 6 ص 189 ثبت في صحيح مسلم من حديث شعبة عن ابي حمزه عن ابن عباس قال : كنت العب مع الغلمان فجاء النبي (ص) فاختبأت منه ، فجاءني فحطاني حطوة او حطوتين وارسلني الى معاوية في حاجة ، فاتيته وهو يأكل ، فقلت : اتيته وهو يأكل ، فارسلني الثانية فاتيته وهو يأكل، فقلت : اتيته وهو يأكل ، فقال ، لا اشبع الله بطنه . وقد كان معاوية لايشبع بعدها ووافقته هذه الدعوة في ايام امارته فيقال انه كان ياكل في اليوم سبع مرات طعاما بلحم وكان يقول : والله لا اشبع وانما اعيى .


ومن حقد معاوية على امام زمانه الامام علي كبير جدا انظروا

قال ابن ابي الحديد : لما بويع علي (ع) كتب الى معاوية : اما بعد فان الناس قتلوا عثمان عن غير مشورة مني وبايعوني عن مشورة منهم واجتماع ، فاذا اتاك كتابي فبايع لى ، واوفد الى اشراف اهل الشام قبلك . فلما قدم رسوله على معاوية وقرأ كتابه ، بعث رجلا من بني عميس ، وكتب معه كتابا الى الزبير بن العوام فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، لعبدالله الزبير امير المؤمنين من معاوية بن ابي سفيان : سلام عليك ، اما بعد فاني قد بايعت لك اهل الشام ، فاجابوا واستوسقوا ،كما يستوسق الجلب ، فدونك الكوفة والبصرة ، لا يسبقك اليهاابن ابي طالب ، فانه لا شئ بعد هذين المصرين ، وقد بايعت لطلحة بن عبيد الله من بعدك ، فاظهرا الطلب بدم عثمان وادعوا الناس الى ذلك وليكن منكما الجد والتشمير ، اظفلركما الله ، وخذل منائكما فلما وصل هذا الكتاب الى الزبير سر به واعلم به طلحة واقراه اياه ، فلما يشكا في النصح لهما من قبل معاوية ، واجمعا عند ذلك على خلاف علي (ع) .

عاشق الحسين يا حسين
19-08-2008, 08:00 PM
بارك الله فيك و في قلمك المنير
للأمام و في إنتظار المزيد

ملاعلي
20-08-2008, 01:32 AM
شاكر حضورك الكريم اخوي عاشق الحسين يا حسين


كيف يكون معاوية صحابي جليل وقد سب الله ورسوله ( ص )


أمر ‏‏ معاوية بن أبي سفيان ‏ ‏سعدا ‏ ‏فقال ما يمنعك أن تسب ‏ ‏أبا تراب‏ ‏قال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من ‏ ‏حمر النعم ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏لعلي ‏ ‏وخلفه في بعض مغازيه فقال له ‏ ‏علي ‏ ‏يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أما ‏ ‏ترضى أن تكون مني بمنزلة ‏ ‏هارون ‏ ‏من ‏ ‏موسى ‏ ‏إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم ‏ ‏خيبر ‏ ‏لأعطين ‏ ‏الراية ‏ ‏رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال ‏ ‏فتطاولنا ‏ ‏لها فقال ادعوا لي ‏ ‏عليا ‏ ‏فأتاه وبه رمد فبصق في عينه فدفع ‏ ‏الراية ‏ ‏إليه ففتح الله عليه وأنزلت هذه ‏ ‏الآية ‏
‏ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم ‏
‏الآية دعا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عليا ‏ ‏وفاطمة ‏ ‏وحسنا ‏ ‏وحسينا ‏ ‏فقال اللهم هؤلاء أهلي .

وقال رسول الله ( ص ) : ( يا علي من سبك فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله ))


فكيف يكون معاوية صحابي جليل وقد سب الله ورسوله ( ص )

وكيف لا يجوز لعنه وهو من النار

(( عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي من سبك فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله أكبه على منخريه في النار )) .

مسند أحمد 6: 323 / الحديث 26208 بسنده عن أم سلمة مختصرا، والمستدرك للحاكم 3: 121، والصواعق المحرقة: 123، وذخائر العقبى: 66، وقال: أخرجه أبو عبد الله الحلاني، وقال: وخرج الإمام أحمد منه من حديث أم سلمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من سب عليا فقد سبني.

ملاعلي
20-08-2008, 01:35 AM
وهنا نبذة سريعة لمن اقتالهم معاوية من اصحاب الامام علي وانشالله نأتي بالتفصيل بالمستقبل

معاوية يغتال أصحاب علي عليه السلام


وبعد فان المتتبع للتاريخ يرى ان الشيعة اصحاب علي ( عليه السلام) كانوا من ابرز الناس من حيث العلم والتقوى . كيف لا وقد تربوا في حجر سيد البلغاء والزاهد العادل ابي الحسن علي بن ابي طالب ( عليه السلام) وفيهم صحابة الرسول امثال عمار وهاشم المرقال هؤلاء هم الشيعة حقا ، ولم يكتف معاوية بقتل من قتل في حرب صفين فانه عندما تسلط على رقاب المسلمين اخذ يتتبع الشيعة الموالين لعلي ( عليه السلام) ويوقع القتل بهم ولعل المرء يصاب بالذهول وهو يتامل اسماء الصحابة والتابعين ذوي المنازل الرفيعة والمكانة السامية والدور الجليل في خدمة الاسلام واهله كيف سقطوا صرعى بسيف الامويين لالشئ إلا لأنهم شيعة علي ( عليه السلام) ، ومن اولئك

1ـ حجر بن عدي ، الذي قبض عليه زياد بعد هلاك المغيرة سنة 51 هجرية ، وبعثه مع اصحابه الى الشام بشهادة مزورة وفرية ظالمة كان يراد منها قتله .
يقول المسعودي ( في سنة ثلاث وخمسين قتل معاوية حجر بن عدي الكندي وهو اول من قتل صبرا في الاسلام ـ وحمله زياد من الكوفة ومعه بسعة نفر من اصحابه من اهل الكوفة واربعة من غيرها …..) كما ذكر مقتله ابن جرير الطبري في تاريخه في احداث سنة 51 .

2ـ عمر بن الحمق ، احد الصحابة العظماء وصفه الامام الجسين سيد الشهداء ( عليه السلام) بانه : ابلت وجهه العباده قتله معاوية بعدما اعطاه الامان .
سير اعلام النبلاء 4/34 ـ 35 برقم 6

3ـ مالك الاشتر ، ملك العرب واحد اشرف رجالاتها وابطالها كان شهما مطاعا وكان قائد القوات العلوية قتله معاوية بالسم في مسيره الى مصر بيد احد عماله ،( شذرات الذهب ) .

4ـ رشيد الهجري ، كان من تلاميذ الامام علي ( عليه السلام) وخواصه عرض عليه زيادة البراءة من علي ( عليه السلام) واللعن ، فأبى فقطع يديه ورجليه ولسانه وصلبه حنقا ( شرح نهج البلاغة 2/ 294 )

5ـ جويرية بن مسهر العبدي ، اخذه زياد وقطع يديه ورجليه وصلبه على جذع نخلة ، ( شرح نهج البلاغة 2/ 290 ـ 291 ).

وهكذا كثير من الشيعة قضى عليهم معاوية لا لسبب إلا حبهم وولائهم لأمير المؤمنين ( عليه السلام) واستقامتهم وتمسكهم بالدين الاسلامي الحنيف . فانا لله وانا اليه راجعون …

ملاعلي
22-08-2008, 09:11 PM
الذين قتلهم معاوية

شعار معاوية المعروف: (إن لله جنوداً من عسل) ! قاله عندما نجح في دسَّ السُّمَّ في العسل لمالك الأشتر حاكم مصر . كما في المستطرف ص352 ، وغيره ، ونسبه بعضهم الى صاحبه عمرو بن العاص ، كما في تاريخ بخاري:7/311 .


لكن الشعار الأكثر تعبيراً عن منهجه هو: (لاجدَّ إلا ما أقْعَصَ عنك من تكره) ! ومعناه: لايوجد في الدنيا حظٌّ تفرح به (أو عمل جدي) مثل أن تقتل عدوك وتخمده في مكانه ، فتزيحه من طريقك ! فذلك أجمل ما في الحياة !

ففي جمهرة الأمثال:2/376 ، و385: (لاجدَّ إلا ما أقعص عنك من تكره) ! يقول: الجد ما قتل من تعاديه فاسترحت منه . والمثل لمعاوية رضي الله عنه ! أخبرنا أبو أحمد عن الجوهري ، عن أبي زيد ، عن عبد الله بن محمد بن حكيم ، عن خالد بن سعيد ، عن أبيه قال: لما أراد معاوية أن يعقد ليزيد قال لأهل الشام: إن أمير المؤمنين قد كبر ودنا من أجله فما ترون ، وقد أردتم أن أولِّي رجلاً بعدي؟ فقالوا: عليك عبد الرحمن بن خالد ، فأضمرها ! واشتكى عبد الرحمن فأمر ابن أثال طبيباً كان له من عظماء الروم فسقاه شربة فمات ، فبلغ معاوية فقال: ما الجد إلا ما أقعص عنك من تكره . وبلغ حديثه ابن أخيه خالد بن المهاجر فورد دمشق مع مولى له يقال له نافع ، فقعد لابن أثال ، فلما طلع منصرفاً من عند معاوية شد عليه وضربه خالد ، فطلبهما معاوية فوجدهما ، فقال معاوية: قتلته لعنك الله قال: نعم قتل المأمور وبقي الآمر) ! (وفي طبعة لجمهرة الأمثال:ص627 ، والمجالسة وجواهر العلم:1/316 والأمثال للميداني:1/630، وفي طبعة ص671، وفي طبعة:2/252 ، والمستقصى في أمثال العرب للزمخشري ص334 ، وطبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة:1/154: وفيه: (فاشتكى عبد الرحمن فسقاه الطبيب شربة عسل فيها سم فأخرقته). ثم ذكر سمَّه للأشتر رحمه الله وللإمام الحسن عليه السلام بشئ من التفصيل . والمنمق في أخبار قريش لابن حبيب:1/172، روى قصته بتفصيل وذكر أن المهاجر بن أخ خالد كان شيعياً شهد صفين مع علي عليه السلام . والتذكرة الحمدونية ص1497 ، وذكر قوله: لله جنود من عسل، عندما قتل الأشتر . والمستطرف ص 154، روى عن أبي عبيد القاسم بن سلام: سمَّهُ لعبد الرحمن بن خالد ومالك الأشتر ، والمثلين . ونحوه في تاريخ دمشق:19/189).

وفي مجمع الأمثال:2/215: (يقال ضربه فأقعصه أي قتله مكانه . يقول: جدك الحقيقي مادفع عنك المكروه ، وهو أن تقتل عدوك دونك ! قاله معاوية حين خاف أن يميل الناس إلى عبدالرحمن بن خالد بن الوليد ، فاشتكى عبدالرحمن فسقاه الطبيب شربة عسل فيها سم فأخرقته ، فعند ذلك قال معاوية هذا القول) !

وفي محاضرات الأدباء للراغب:1/531 وفي طبعة 472: (قال معاوية لما أتاه خبر موت أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه: لا جدَّ إلا ما أقعص عنك). انتهى .



ثقافة القتل اليهودية والأموية !


بدأ التعقيد في اليهود بحالات شخصية ، ثم وصل الى حالة تعقيد في مجتمعهم ! فصار أول ما يفكر فيه أحدهم في شأن خصمه: أن يقتله ! ومن هنا نشأ تفنن اليهود في القتل وسفك الدماء ، وتنويعهم لأساليب الإغتيال المباشرة وغير المباشرة ! وقد وصفهم الله تعالى بأنهم قتلة الأنبياء^والأخيار: لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاتَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ . (المائدة:70) سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ .(آل عمران:181) قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ .(البقرة:91).

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يأامُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ....(آل عمران:21) . قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . (الأعراف:150) .

وأسوأ أنواع القتل ما كان بسبب الحسد ، وهو الذي دفع ابن آدم الى قتل أخيه ! وهو شائع في بني إسرائيل ، ولذا ذكر الله تعالى في القرآن جريمة قابيل ، ثم قال: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا . (المائدة:32)

ومنه حسد إخوة يوسف له وتفكيرهم بقتله: إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ . اُقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ . (يوسف:8-9) .


كما وبخهم الله تعالى لقتل بعضهم البعض: ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالآثْمِ وَالْعُدْوَانِ . البقرة:85

واشتهرت قصة قتلهم لرجل ورميهم جثته أمام بيوت قبيلة أخرى واتهامهم بقتله: وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارأْتُمْ فِيهَا وَاللهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ . (البقرة:72)

كما ذمهم القرآن لافتخارهم بقصدهم قتل المسيح عليه السلام مع الرومان: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (النساء:157).


وبسبب سفكهم الدماء وجدلهم لأنبيائهم وربهم عز وجل ، شدد عليهم العقوبة: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ . (البقرة:54).

وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا . (النساء:66)


ومن نتائج الأفراط في سفك الدماء: الجبن عن القتال ! وهي من أبرز صفات اليهود: قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ . (المائدة:24).


ولو تأملتَ بني أمية في قريش لوجدتهم نسخةً عن اليهود من أبناء يعقوب ! فهم بنفس التفكير المادي والنفعية ، والتلذذ بقتل الخصوم ، خاصة بالسُّم !


لذلك لاعجب إذا وجدت لهم مع اليهود علاقة أخوية ، قبل الإسلام وبعده ! بل توطدت بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله حتى صارت قرب وفاته تحالفاً ! ولا يتسع المجال للتدليل على هذه الحقيقة الخطيرة التي تحتاج الى دراسة لفعالية اليهود وبني أمية في محاولاتهم قتل النبي صلى الله عليه وآله ، ثم في قتل أبي بكر بالسم ، ثم قتل عمر بواسطة غلام المغيرة ! ثم في قتل علي عليه السلام بدفع الخوارج اليه ! (راجع في سم أبي بكر مع شدة حذره: الطبقات:3/198، وتاريخ دمشق:30/ 409 ، والإصابة:4/149، والرياض النضرة:2/243، ومسائل الإمام أحمدص75 ، والصواعق المحرقة:1/253، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص61).



كم بلغ عدد الذين قتلهم معاوية ؟


كان معاوية حاكم الشام لمدة عشرين سنة ، ثم تسلط على الأمة لمدة عشرية سنة! فكم كان عدد الذين قتلهم في هذه الأربعين سنة (من20-60 هجرية) ؟!


وغرضنا هنا أن نعرض شريطاً لتبني معاوية سياسة القتل ، وأنها منهجه المفضل ، وقد أفرط فيه حتى بدون أسباب مقنعة له نفسه أحياناً ! فكان يقول إنه لايعرف لماذا قتل الصحابي القائد في الفتوحات حجر بن عدي رحمه الله وأصحابه الستة بشكل فجيع: (ما قتلت أحداً إلا وأنا أعلم فيمَ قتلته إلا حجر بن عدي)!! (فيض القدير:4/166) .


1- بلغ عددهم في حرب صفين وحدها أكثر من سبعين ألفاً !

منهم نحو خمسين ألفاً من جيشه ، ونحو خمس وعشرين ألفاً من جيش أمير المؤمنين× ، وفيهم أكثر من مئة من الصحابة ، منهم خمس وعشرون بدرياً .

وقد صرح معاوية عن هدفه من قتاله بقوله: (ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، إنكم لتفعلون ذلك ، ولكني قاتلتكم لأتأمَّر عليكم وعلى رقابكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون ! ألا وإني كنت منَّيت الحسن وأعطيته أشياء ، وجميعها تحت قدمي لا أفي بشئ منها له) ! قال الأعمش: (هل رأيتم رجلاً أقل حياء منه؟ قتل سبعين ألفاً فيهم عمار ، وخزيمة ، وحجر ، وعمرو بن الحمق ، ومحمد بن أبي بكر ، والأشتر ، وأويس ، وابن صوحان ، وابن التيهان ، وعائشة ، وأبي حسان ، ثم يقول هذا ؟!!) . (الصراط المستقيم:3/47)


2- قَتَلَ نحو ثلاثين ألفاً في غارة بسر بن أرطاة على الحرمين واليمن !

لعل أفظع غارات معاوية على بلاد المسلمين في عهد أمير المؤمنين×، غارة بسر بن أرطاة على المدينة ومكة واليمن ، وقد تقدم أن معاوية قال له: (سر حتى تمر بالمدينة فاطرد أهلها ، وأخِفْ من مررت به ، وانهب مال كل من أصبت له مالاً ممن لم يكن دخل في طاعتنا ، وأوهم أهل المدينة أنك تريد أنفسهم ، وأنه لابراءة لهم عندك ولا عذر ، وسر حتى تدخل مكة ولا تعرض فيها لأحد ، وأرهب الناس فيما بين مكة والمدينة ، واجعلهم شرادات ، ثم امض حتى تأتي صنعاء ، فإن لنا بها شيعة ، وقد جاءني كتابهم ! فخرج بسر ، فجعل لا يمر بحي من أحياء العرب إلا فعل ما أمره معاوية ، حتى قدم المدينة...). ( تاريخ اليعقوبي:2/ 197) .

ومن فظائعه في هذه الغارة على اليمن أنه سبى النساء المسلمات! ففي الإستيعاب:1/161: ( ثم أرسل معاوية بسر بن أرطاة إلى اليمن فسبى نساء مسلمات ، فأقمن في السوق) !! (والإكمال للخطيب ص28 ،ونهاية الإرب ص4419) .


وفي الغارات للثقفي ص640: أن بسراً قال لمعاوية بعد عودته من مهمته الإجرامية:

(أحمد الله يا أمير المؤمنين أني سرت في هذا الجيش أقتل عدوك ذاهباً جائياً ، لم ينكب رجل منهم نكبة ، فقال معاوية: الله قد فعل ذلك لا أنت !! وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفاً وحرق قوما بالنار ! فقال يزيد ابن مفرغ:


تعلق من أسماء ماقد تعلقا ومثل الذي لاقى من الشوق أرقا

إلى حيث سار المرء بسر بجيشه فقتل بسر ما استطاع وحرقا


ثم ذكر الثقفي أن علياً×دعا على بسر بن أبي أرطاة فقال: ( اللهم إن بسراً باع دينه بدنياه وانتهك محارمك ، وكانت طاعة مخلوق فاجر آثر عنده مما عندك ! اللهم فلا تمته حتى تسلبه عقله ! اللهم العن معاوية وعمراً وبسراً ، أما يخاف هؤلاء المعاد؟! ....فاختلط بسر بعد ذلك فكان يهذي ويدعو بالسيف فاتخذ له سيف من خشب ، فإذا دعا بالسيف أعطي السيف الخشب فيضرب به حتى يغشى عليه ، فإذا أفاق طلبه فيدفع إليه فيصنع به مثل ذلك ! حتى مات لا رحمه الله) ! انتهى .


3- قَتَلَ الألوف المؤلفة من أولياء الله ، وزعماء العرب وشخصياتهم !

واستعمل معهم أساليب القتل العلني والسري ، المباشر وغير المباشر ، بالسيف والسم ، ووسائل أخرى ، وشملت أوامره بالقتل والتنكيل الأصناف التالية:

الذين لايبايعونه ، أو يبايعونه ولايشهدون أنه أمير المؤمنين .

الذين يَتَصوَّر أنهم قد يثورون عليه .

الذين لايرضون أن يتبرؤوا من علي عليه السلام ويسبوه علناً ، حتى لو بايعوا معاوية .

الذين ارتبطت أسماؤهم بعلي عليه السلام ارتباطاً جعلهم جزءاً منه .

الذين بارزوا فرساناً في حرب صفين وقتلوهم ، أو كان لهم مواقف مميزة فيها .

الذين كان يشعر تجاههم بحقد خاص ، يدفعه الى قتلهم على أي حال .

الذين يلتفُّون حول أولاد علي عليهم السلام ولايقطعون ارتباطهم بهم .

الذين يعترضون على ولاته ، ويعكرون خضوع الأمة له .

الذين عارضوا أو يمكن أن يعارضوا توليته لابنه يزيد .

الذين يروون عن النبي صلى الله عليه وآله ، أو غيره شيئاً في فضائل علي عليه السلام .

الذين يروون شيئاً في الطعن بأبي سفيان أومعاوية أو عثمان أو أبي بكر أو عمر .


وإذا أردنا أن نُقدِّر عدد من قتلهم من هذه الأصناف ، ونأخذ نموذجاً سمرة بن جندب في البصرة ، وزياد بن أبيه في الكوفة ، فربما وصل العدد الى مليون مسلم ! لأن سمرة قتل في البصرة في ستة أشهر فقط ثمانية آلاف أو أكثر !

قال الطبري في تاريخه:4/176: (حدثني محمد بن سليم قال: سألت أنس بن سيرين: هل كان سمرة قتل أحداً ؟ قال وهل يحصى من قتل سمرة بن جندب؟! استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة ، فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس فقال له: هل تخاف أن تكون قد قتلت أحداً بريئاً ؟ قال: لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت ! أو كما قال !... عن أبي سوار العدوي قال: قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلاً ، قد جمع القرآن !) . انتهى .

وكان غياب زياد ستة أشهر ، ففي أنساب الأشراف للبلاذري ص1230: (وكان يقيم بالبصرة ستة أشهر وبالكوفة ستة أشهر ، وكان سمرة يحدث أحداثاً عظيمة من قتل الناس وظلمهم..... كنت واقفاً على رأس سمرة بن جندب فقدم إليه بضعة عشر رجلاً ، فكان يسأل الرجل منهم ما دينك؟ فيقول الإسلام ديني ، ومحمد نبيي ! فيقول: قدماه فاضربا عنقه ، فإن يك صادقاً فهو خير له !!

أقبل سمرة من المربد فخرج رجل من بعض الأزقة فتلقى الخيل ، فحمل عليه رجل من القوم فأوجره الحربة ، ثم مضت الخيل ، ومر به سمرة وهو يتشحط في دمائه ، فقال: ما هذا ؟ فقيل: رجل أصابته أوائل خيل الأمير ، فقال: إذا سمعتم بنا قد ركبنا فاتقوا أسنتنا). انتهى . (ورواه ابن الأثير في الكامل:3/318 ، والعسكري في الأوائل170، ونهاية الإرب ص4451 ، وابن خلدون:3/10) .


أقول: ويعلم الله كم قتل سمرة قبل أن يعزله معاوية عن ولاية البصرة ، ويصير بعد سنة نائباً لابن زياد ، فقد قال سمرة لما عزله معاوية: ( لعن الله معاوية ، والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية لما عذبني أبداً) !! (تاريخ الطبري:4/217) .

وسمرة هذا هو الذي شهد فيه النبي’بأنه مضارٌّ مؤذٍ ! ففي الفقيه:3/103، عن الإمام الباقر×قال: (كان لسمرة بن جندب نخلة في حائط بني فلان ، فكان إذا جاء إلى نخلته نظر إلى شئ من أهل الرجل يكرهه الرجل ، قال فذهب الرجل إلى رسول الله’فشكاه فقال يا رسول الله إن سمرة يدخل عليَّ بغير إذني ، فلو أرسلت إليه فأمرته أن يستأذن حتى تأخذ أهلي حذرها منه ! فأرسل إليه رسول الله’فدعاه فقال: يا سمرة ما شأن فلان يشكوك ويقول: يدخل بغير إذني فترى من أهله ما يكره ذلك ، يا سمرة استأذن إذا أنت دخلت ، ثم قال رسول الله’: يسرك أن يكون لك عذق في الجنة بنخلتك؟ قال: لا ، قال: لك ثلاثة ؟ قال: لا ، قال: ما أراك يا سمرة إلا مضاراً ، إذهب يا فلان فاقطعها واضرب بها وجهه).

ورواه في الكافي:5/292 ، وفيه: (إن أردت الدخول فاستأذنْ ، فأبى ! فلما أبى ساومه حتى بلغ به من الثمن ما شاء الله ، فأبى أن يبيع ! فقال: لك بها عذق يُمَدُّ لك في الجنة ، فأبى أن يقبل ! فقال رسول الله’للأنصاري: إذهب فاقلعها وارم بها إليه ، فإنه لا ضرر ولا ضرار ). انتهى .


وسمرة هذا هو(الصحابي)الذي اشتراه معاوية بأربع مئة ألف درهم ليكذب له على الله ورسوله ، ويطعن في علي عليه السلام: (قال أبو جعفر الإسكافي: وروي أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه الآية نزلت في علي: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ . وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ . وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم وهي: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ . فلم يقبل ، فبذل له مأتي ألف درهم فلم يقبل ، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل ، فبذل أربعمائة فقبل وروى ذلك !

وقال: إن معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي×، فاختلقوا ما أرضاه ! منهم أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير) . (شرح النهج:4/73 ، والغارات:2/840) .

**

أما عدد قتلى ابن زياد في الكوفة فهم أكثر من قتلى سمرة! ففي الإحتجاج:2/17: (وكتب زياد بن أبيه إليه في حق الحضرميين: إنهم على دين عليٍّ وعلى رأيه ! فكتب إليه معاوية: أقتل كل من كان على دين علي ورأيه ! فقتلهم ومثَّل بهم ! وكتب كتاباً آخر: أنظروا من قبلكم من شيعة علي واتهموه بحبه فاقتلوه. وإن لم تقم عليه البينة فاقتلوه على التهمة والظنة والشبهة ! فقتلوهم تحت كل حجر ، حتى لو كان الرجل تسقط منه كلمة ضربت عنقه ، حتى لو كان الرجل يُرمى بالزندقة والكفر كان يكرم ويعظم ولا يتعرض له بمكروه ، والرجل من الشيعة لا يأمن على نفسه في بلد من البلدان ، لا سيما الكوفة والبصرة ، حتى لو أن أحداً منهم أراد أن يلقي سراً إلى من يثق به لأتاه في بيته فيخاف خادمه ومملوكه ، فلا يحدثه إلا بعد أن يأخذ عليهم الأيمان المغلظة ليكتمنَّ عليه ، ثم لا يزداد الأمر إلا شدة ، حتى كثر وظهرت أحاديثهم الكاذبة ، ونشأ عليه الصبيان يتعلمون ذلك).


وقال محمد بن حبيب البغدادي في المحبر ص479: (وصلب زياد بن أبيه مسلم بن زيمر ، وعبد الله بن نجى الحضرميين على أبوابهما أياماً بالكوفة ، وكانا شيعيين وذلك بأمر معاوية ! وقد عدَّهما (أي اعترض بسببهما) الحسين بن علي رضي الله عنهما على معاوية ، في كتابه إليه: ألست صاحب حجر والحضرميين اللذين كتب إليك ابن سمية إنهما على دين عليٍّ ورأيه ، فكتبت إليه: من كان على دين على ورأيه فاقتله ومَثِّل به فقتلهما ومّثََل بأمرك بهما؟ ودينُ عليٍّ وابنُ عم عليٍّ ، الذي كان يضرب عليه أباك ويضربه عليه أبوك ، أجلسك مجلسك الذي أنت فيه، ولولا ذلك كان أفضل شرفك وشرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليك بوضعهما عنكم.... في كتاب طويل يوبخه فيه بادعائه زياداً ، وتوليته إياه العراقين).انتهى.



هدم البيوت والتشريد والإضطهاد.. لاتقل عن القتل !


فقد شن معاوية على أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم حرباً سياسية واجتماعية واقتصادية وقام عماله بمطاردتهم وتشريدهم وهدم بيوتهم ، وحرمانهم من الحقوق المدنية ، لإفقارهم وتجويعهم ! وأصدر المراسيم بذلك ، وشدَّدَ على عماله في تنفيذها !

وقد تقدمت بعض مراسيمه وأوامره .

وفي مختصر البصائر ص14: (وكتب معاوية إلى عماله في جميع البلدان ، أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي عليه السلام وأهل بيته شهادة . ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع الأقطار: أنظروا من قامت عليه البينة ، أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان ، وأسقطوا عطائه ورزقه . وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم ، فنكلوا به ، وأهدموا داره .

وفي الإحتجاج:2/17: (ونادى منادي معاوية (في الحج): أن قد برئت الذمة ممن يروي حديثاً من مناقب علي وفضل أهل بيته^ ! وكان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة ، فاستعمل زياد ابن أبيه وضم إليه العراقين الكوفة والبصرة ، فجعل يتتبع الشيعة وهو بهم عارف ، يقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل ، وصلبهم في جذوع النخل ، وسَمَلَ أعينهم ، وطرَّدهم وشرَّدهم ، حتى نفوا عن العراق فلم يبق بها أحد معروف مشهور ، فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس ، أو طريد أو شريد !

وفي الإحتجاج:2/17: ( وكتب معاوية إلى جميع عماله في جميع الأمصار: أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة ، وانظروا قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ومحبي أهل بيته وأهل ولايته ، والذين يروون فضله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم ، واكتبوا بمن يروي من مناقبه واسم أبيه وقبيلته .

ففعلوا حتى كثرت الرواية في عثمان ، وافتعلوها لما كان يبعث إليهم من الصلات والخلع والقطايع ، من العرب والموالي ، وكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في الأموال والدنيا ، فليس أحد يجئ من مصر من الأمصار فيروي في عثمان منقبة أو فضيلة إلا كتب إسمه وأجيز). انتهى .


وفي شرح النهج:11/43: (وقد روي أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر( عليه السلام )قال لبعض أصحابه: يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا؟! وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس ؟! إن رسول الله صلى الله عليه وآله قُبض وقد أخبر أنا أولى الناس بالناس ، فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر عن معدنه ، واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا ن ثم تداولتها قريش واحد بعد واحد ، حتى رجعت إلينا فنكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا ، ولم يزل صاحب الأمر في صعود كئود حتى قتل ، فبويع الحسن ابنه وعوهد ، ثم غدر به وأسلم ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه ، ونهبت عسكره وعولجت خلاليل أمهات أولاده ! فوادع معاوية وحقن دمه ودماء أهل بيته وهم قليل حق قليل ، ثم بايع الحسين عليه السلام من أهل العراق عشرون ألفاً ثم غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه ! ثم لم نزل أهل البيت نُستذل ونُستضام ، ونُقصى ونُمتهن ، ونُحرم ونُقتل ونُخاف ! ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا !

ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعاً يتقربون به إلى أوليائهم ، وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة ، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ورووا عنا ما لم نقله وما لم نفعله ، ليبغضونا إلى الناس !

وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام فقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة ، وكان من يذكر بحبنا والإنقطاع إلينا ، سجن أو نهب ماله أو هدمت داره !

ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام !

ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة ، وأخذهم بكل ظنة وتهمة ، حتى إن الرجل ليقال له زنديق أو كافر ، أحب إليه من أن يقال شيعة علي عليه السلام ، وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير ولعله يكون ورعاً صدوقاً ، يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة ، ولم يخلق الله تعالى شيئاً منها ، ولا كانت ولا وقعت ! وهو يحسب أنها حق ، لكثرة من قد رواها ، ممن لم يعرف بكذب ولا بقلة ورع). انتهى .

وفي تاريخ دمشق:19/198: (كان سعيد بن سرح مولى حبيب بن عبد شمس شيعة لعلي بن أبي طالب ، فلما قدم زياد الكوفة والياً عليها أخافه وطلبه زياد فأتى الحسن بن علي ، فوثب زياد على أخيه وولده وامرأته فحبسهم ، وأخذ ماله وهدم داره ، فكتب الحسن إلى زياد: من الحسن بن علي إلى زياد ، أما بعد فإنك عمدت إلى رجل من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم ، فهدمت داره وأخذت ماله وعياله فحبستهم ، فإذا أتاك كتابي هذا فابن له داره واردد عليه عياله وماله ، فإني قد أجرته فشفعني فيه .

فكتب إليه زياد: من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة ، أما بعد فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وأنت طالب حاجة وأنا سلطان ، وأنت سوَقة . كتبت إليَّ في فاسق لايؤويه إلا مثله ! وشرٌّ من ذلك تولِّيه أباك وإياك ، وقد علمت أنك قد آويته إقامة منك على سوء الرأي ورضا منك بذلك ، وأيم الله لا تسبقني به ولو كان بين جلدك ولحمك ، وإن نلت بعضك غير رفيق بك ولا مرع عليك ، فإن أحب لحم إليَّ آكله للحم الذي أنت منه ! فأسلمه بجريرته إلى من هو أولى به منك ، فإن عفوت عنه لم أكن شفعتك فيه ، وإن قتلته لم أقتله إلا بحبه إياك !! فلما قرأ الحسن عليه السلام الكتاب تبسم ، وكتب إلى معاوية يذكر له حال ابن سرح وكتابه إلى زياد فيه ، وإجابة زياد إياه ، ولفَّ كتابه في كتابه وبعث به إلى معاوية .

وكتب الحسن إلى زياد: من الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سمية: الولد للفراش وللعاهر الحجر). انتهى .



النوعية في قتلى معاوية أخطر من الكمية !


مادام أحد قتلى معاوية الإمام الحسن عليه السلام ، سبط النبي صلى الله عليه وآله وحبيبه ، وسيد شباب أهل الجنة ، فكل الدنيا لاتعدله !

وطبيعي أن يعمل معاوية بشكل حثيث لقتل الإمام أمير المؤمنين وولديه الحسن والحسين^من أول ما بايع المهاجرون والأنصار عليا عليه السلام بالخلافة !

فمعاوية خبير بالقتل بالسم ، وحلفاؤه اليهود موجودون في المدينة والكوفة ، لكن الله تعالى لم يأذن بذلك ، ولم يتمكن معاوية من سُمِّ الإمام الحسن عليه السلام إلا في سنة خمسين هجرية ، أي بعد عشر سنوات من الصلح .


كان معاوية يرى أن وجود الإمام الحسن والحسين‘على قيد الحياة يشكل تهديداً لخلافته ، ويشكل عقبة تمنعه من أخذ البيعة بعده لابنه يزيد ، فقد شرط على نفسه في عقد الصلح أن تكون الخلافة بعده للإمام الحسن عليه السلام ! والأمة مهما خضعت لبني أمية بسبب كفاءته ودهائه هو ، لاتعدل بابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسيدي شباب أهل الجنة‘يزيداً أو أي شخص من بني أمية ! فلا يُؤْمَن إذن أن تحدث في الأمة حركة ضد بني أمية كما حدث في زمن عثمان ، ويهتف المسلمون باسم الحسن والحسين ، كما هتفوا باسم أبيهما من قبل !

أما العقبة الأولى برأي معاوية: فهي من بقي من أعضاء الشورى ، الذين عيَّنهم عمر أعضاء في شورى شكلية ، ففتح شهيتهم على الخلافة ، وقد بقي منهم اثنان هما: عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ! ولا يقل عنهم خطراً أبناء الخلفاء السابقين ، الذين يطمحون للخلافة ، وهم: عبد الرحمن بن أبي بكر وتسانده أخته عائشة ، وعبدالله بن عمر وتسانده أخته حفصة ، وسعيد بن عثمان ، ويسانده آل العاص من بني أمية ! وعبدالله بن الزبير وتسانده أيضاً خالته عائشة . وقبل الجميع عبد الرحمن بن خالد صاحب الشعبية القوية في الشام !

إن الواحد من هؤلاء مشكلة فعلية ومستقبلية أمام حفظ الأمبراطورية الأموية !

فلا بد من العمل والعلاج: و(لاجدَّ إلا ما أقعص عنك من تكره)!

قال ابن الأثير في الكامل:3/353 (ثم دخل(معاوية)على عائشة وقد بلغها أنه ذكر الحسين وأصحابه فقال: لأقتلنهم إن لم يبايعوا( أي ليزيد) ، فشكاهم إليها فوعظته) !

ملاعلي
22-08-2008, 09:12 PM
1- قتْلُه الصحابي عبد الرحمن بن خالد بن الوليد !


ما أن تسلط معاوية على الأمة حتى بدأ بالتمهيد لأخذ البيعة لابنه يزيد ، الذي هو شاب دون العشرين ، ومعروف بالتهتك وعدم الكفاءة! لكن معاوية مصرٌّ على جعله ولي عهده مهما كان الثمن ! ولم يسمع لنصيحة المقربين منه فيه ! بل كان شرساً مع من يقف أمام رغبته !

ذكروا أنه بدأ في طرح مشروعه سنة خمس وأربعين هجرية وربما قبلها ، واتفق المؤرخون والمحدثون على أنه: ( لما أراد معاوية أن يعقد ليزيد قال لأهل الشام: إن أمير المؤمنين قد كبر ودنا من أجله فما ترون ، وقد أردتم أن أولي رجلاً بعدي؟ فقالوا: عليك عبد الرحمن بن خالد ! فأضمرها ! واشتكى عبد الرحمن فأمر ابن أثال طبيباً كان له من عظماء الروم ، فسقاه شربة فمات). انتهى .

(الأوائل للعسكري ص132، وأنساب الأشراف ص1164، وتقدم من جمهرة الأمثال:2/376 وغيره) .

وقال في تاريخ دمشق:16/163: (فأمر ابن أثال أن يحتال في قتله وضمن له إن هو فعل ذلك أن يضع عنه خراجه ما عاش ، وأن يوليه جباية خراج حمص! فلما قدم عبد الرحمن حمص منصرفاً من بلاد الروم دسَّ ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه فشربها ، فمات بحمص ، فوفى معاوية بما ضمن له ، وولاه خراج حمص ووضع عنه خراجه) . انتهى .

قال ابن حبيب في المنمق ص360: (فقال حين بلغه موته: لا جدَّ إلا من أقعص عنك من تكره ، فبلغ ابن أخيه خالد بن مهاجر بن خالد بن الوليد الخبر ، فقال لمولى له يقال له نافع وكان رومياً ، وكان من أشد الناس قلباً ، وخالد بن المهاجر يومئذ بمكة ، وكان سئ الرأي في عمه عبد الرحمن ، وذلك أن المهاجر كان مع علي كرم الله وجهه فقتل يوم صفين ، وكان خالد بن المهاجر مع بني هاشم في الشعب زمن ابن الزبير ، فقال لمولاه نافع: إنطلق معي ، فخرجا حتى أتيا دمشق ليلاً وسألا عن أبن أثال ، فقيل هو عند معاوية ، وإنما يخرج في جوف الليل ، فجلسا له حتى خرج في جماعة ، فشد خالد فانفرجوا عنه فضربه بالسيف فقتله ، وانصرفا فاستخفيا ، فلما أصبح معاوية قصوا عليه القصة فقال: هذا والله خالد بن المهاجر ! وأمر بطلبه فطلبوه حتى وجدوه هو ونافع ، فلما أدخل على معاوية قال: أقتلته لاجزاك الله من زائر خيراً ! فقال خالد: قُتل المأمور وبقي الأمر !

فقال معاوية: والله لو كان تشهَّد مرة واحدة لقتلتك (أي لو كان مسلماً لقتلتك به) !

فقال خالد: أما والله لو كنا على السواء ! فقال معاوية: أما والله ! لو كنا على السواء كنتُ معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية ، وكنتَ خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة ، وكانت داري بين المأزمين ينشق عنها الوادي ، وكانت دارك بأجياد أسفلها حجر وأعلاها مدر ! وأمر بنافع فضرب مائة سوط ولم يضرب خالداً ، ثم أمر بهما فأخرجا من دمشق وقضى في ابن أثال باثني عشر ألفاً فودتها بنو مخزوم ، فأخذ معاوية منها ستة آلاف فأدخلها بيت المال). انتهى . ( وروى نحوه في الإستيعاب:2/396 ، وأسد الغابة:3/289، والأوائل للعسكري ص132، والأغاني ص3634 ، وخزانة الأدب ص457 ، والفرج بعد الشدة ص 461 , ونهاية الأرب ص4465 ، وراجع الغدير:10/233 . ورواه ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء ص152، وأورد لمهاجر ست أبيات قالها في السجن مخطوءة ، وكذلك أوردها في الأغاني ص3636 ، وفي خزانة الأدب457 ، وصحيحها في أعيان الشيعة للسيد الأمين رحمه الله :6/299).

وفي تاريخ دمشق:16/215: (وذكر الواقدي أن خالداً قتل ابن أثال بدمشق وأن معاوية ضربه مئتين أسواطاً وحبسه وأغرمه ديتين ألفي دينار ، فألقى ألفاً في بيت المال ، وأعطى ورثة ابن أثال ألفاً ، ولم يخرج خالد بن المهاجر من الحبس حتى مات معاوية). ويفهم من الأخبار الطوال ص172، أن المهاجر قتل ابن أثال في حمص كما أن عفو معاوية عنه وإطلاقه من السجن لابد أن يكون بضغط بني مخزوم !

~ ~

وهكذا ، أقعص معاوية عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، ولم يشفع له أنه كان القائد العام لقواته في صفين ، وعرَّض نفسه لسيف علي عليه السلام وسيوف أبطال العراق ! (ودفع اللواء الأعظم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد).(الأخبار الطوال ص172).

ولا أنه كان أول الداعين الى بيعته بالخلافة: (فلما قتل علي تداعى أهل الشام إلى بيعة معاوية ، فقال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد: نحن المؤمنون ومعاوية أميرنا وهو أمير المؤمنين ، فبايع له أهل الشام). (أنساب الأشراف ص489) .

ولاشفع لعبد الرحمن شيطنته يوم التحكيم في دومة الجندل لمساعدة ابن العاص!

(قال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد: حضرت الحكومة ، فلما كان يوم الفصل جاء عبد الله بن عباس ، فقعد إلى جانب لابن أبي موسى وقد نشر أذنيه ، حتى كاد أن ينطق بهما ، فعلمت أن الأمر لا يتم لنا ما دام هناك ، وأنه سيفسد على عمرو حيلته ، فأعملت المكيدة في أمره ، فجئت حتى قعدت عنده ، وقد شرع عمرو وأبو موسى في الكلام ، فكلمت ابن عباس كلمة استطعمته جوابها فلم يجب ، فكلمته أخرى فلم يجب ، فكلمته ثالثه ، فقال: إني لفي شغل عن حوارك الآن ، فجبهته ، وقلت: يا بني هاشم ، لا تتركون بأوكم وكبركم أبداً ! أما والله لولا مكان النبوة لكان لي ولك شأن ، قال: فحمى وغضب ، واضطرب فكره ورأيه وأسمعني كلاماً يسوء سماعه ، فأعرضت عنه ، وقمت فقعدت إلى جانب عمرو بن العاص ، فقلت: قد كفيتك التقوالة ، إني قد شغلت باله بما دار بيني وبينه ، فأحكم أنت أمرك ، قال: فذهل والله ابن عباس عن الكلام الدائر بين الرجلين ، حتى قام أبو موسى ، فخلع علياً). (شرح النهج:2/261).

ملاعلي
22-08-2008, 09:12 PM
2- قَتْله الصحابي عبد الرحمن بن أبي بكر !


قال البخاري:6/42: (كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه ، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئاً ! فقال: خذوه ! فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه ، فقال مروان: إن هذا الذي أنزل الله فيه: وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن ، إلا أن الله أنزل عذري).

وقال ابن حجر في شرحه:8/442: ( قال بعض الشراح: وقد اختصره فأفسده ! والذي في رواية الإسماعيلي فقال عبد الرحمن: ما هي إلا هرقلية !... فقال عبد الرحمن: سنَّةُ هرقلَ وقيصر ! ولابن المنذر من هذا الوجه: أجئتم بها هرقلية تبايعون لأبنائكم؟!....قوله: فقال خذوه ، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا: أي امتنعوا من الدخول خلفه إعظاماً لعائشة . وفي رواية أبي يعلي: فنزل مروان عن المنبر حتى أتى باب عائشة ، فجعل يكلمها وتكلمه ثم انصرف!.....في رواية أبي يعلى: فقال مروان: أسكت ألست الذي قال الله فيه ، فذكر الآية ، فقال عبد الرحمن: ألستَ ابن اللعين الذي لعنه رسول الله؟!... فقالت عائشة: كذب والله ما نزلت فيه.... ولكن رسول الله(ص)لعن أبا مروان ومروان في صلبه)! انتهى .

وقد اختصر ابن حجر وغيره الرواية وأفسدوها أيضاً كما فعل سيدهم بخاري ! فهي حدث صارخ يكشف موقف أولاد أبي بكر من معاوية ، وموقفه منهم !

ففي سنن النسائي:6/459 أن عائشة قالت لمروان: (فمروان فضضٌ من لعنة الله) !

( ويوجد لتعبير عائشة هذا في برنامج المكتبة الإسلامية 21 مصدراً) !

وفي تاريخ ابن خياط ص160، وفي طبعة ص109: (عن الزهري عن ذكوان مولى عائشة قال: لما أجمع معاوية أن يبايع لابنه يزيد ، حج فقدم مكة في نحو من ألف رجل ، فلما دنا من المدينة خرج ابن عمر وابن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر ! فلما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم ذكر ابنه يزيد فقال: من أحق بهذا الأمر منه ؟!! ثم ارتحل فقدم مكة فقضى طوافه ودخل منزله ، فبعث إلى ابن عمر...وذكر ابن خياط تهديد معاوية له وخوفه.. ثم قال: (وأرسل إلى عبد الرحمن بن أبي بكر ، فتشهد وأخذ في الكلام ، فقطع عليه كلامه فقال: إنك والله لوددت أنا وكلناك في أمر ابنك إلى الله ، وإنا والله لا نفعل ! والله لتردَّنَّ هذا الأمر شورى في المسلمين ، أو لنعيدنها عليك جذعة ! ثم وثب فقام !! فقال معاوية: اللهم اكفنيه بما شئت ، ثم قال: على رسلك أيها الرجل ، لا تُشْرِفَنَّ بأهل الشام فإني أخاف أن يسبقوني بنفسك حتى أخبرهم العشية أنك قد بايعت ! ثم كن بعد ذلك على ما بدا لك من أمرك)!! (ورواه في العواصم من القواصم ص224، وتاريخ الخلفاء للسيوطي:1/154).

ومعنى قول معاوية: (لا تُشْرِفَنَّ بأهل الشام..الخ.) إحذر أن يراك أهل الشام الذين هم معي فيقتلوك ! وسأسكتهم عنك مساء ، وأقول لهم إنه بايع !

وفي تاريخ الطبري:4/225: ( بايع الناس ليزيد بن معاوية غير الحسين بن علي ، وابن عمر ، وابن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وابن عباس . فلما قدم معاوية أرسل إلى الحسين بن علي فقال: يا ابن أخي قد استوثق الناس لهذا الامر غير خمسة نفر من قريش أنت تقودهم ! يا ابن أخي فما إربك إلى الخلاف؟ قال: أنا أقودهم؟! قال: نعم أنت تقودهم ؟! قال فأرسل إليهم فإن بايعوا كنت رجلاً منهم ، وإلا لم تكن عجلت على بأمر...! ثم أرسل بعده إلى ابن عمر فكلمه بكلام هو ألين من كلام صاحبه فقال: إني أرهب أن أدع أمة محمد بعدي كالضأن لا راعى لها ! وقد استوثق الناس لهذا الامر غير خمسة نفر من قريش أنت تقودهم !....

فأرسل إلى عبد الرحمن بن أبي بكر فقال: يا ابن أبي بكر بأية يد أو رجل تقدم على معصيتي! قال: أرجو أن يكون ذلك خيراً لي ! فقال: والله لقد هممت أن أقتلك ! قال: لو فعلت لأتبعك الله به لعنة في الدنيا وأدخلك به في الآخرة النار).

وفي تاريخ بخاري:1/129: (أن معاوية قدم المدينة حين أخبر أن ابن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبدالله بن الزبير ، خرجوا عائذين بالكعبة من بيعة يزيد ! فلم يلبث ابن أبي بكر إلا يسيراً حتى توفي ، بعدما خرج معاوية من المدينة) !!

وفي أسد الغابة:3/306: (وخرج إلى مكة فمات بها قبل أن تتم البيعة ليزيد ، وكان موته فجأة من نومة نامها بمكان إسمه حبشي ! على نحو عشرة أميال من مكة). انتهى ! والذي يفهم بالسياسة ويفهم الكلام المتقدم ، يعرف أنه قتله !

ملاعلي
22-08-2008, 09:13 PM
3- هل قتلَ معاوية عائشة بنت أبي بكر ؟!


توالت المصائب على عائشة من معاوية ، وكان أول مصيبة قتله لأخيها محمد بن أبي بكر رحمه الله ، الذي كان حاكم مصر من قبل علي عليه السلام .

كانت عائشة الى آخر حرب الجمل تبغض أخاها محمدا رحمه الله لتشيعه ، لكن علياً عليه السلام أجبرها على أن تحبه! فبعد هزيمتها في الحرب أمره أن يأخذها الى أحسن بيت في البصرة ، ويخدمها ويوسع عليها ، ولا يمنعها إذا أرادت تجميع الفارين والجرحى من أصحابها ! ثم أمره أن يرافقها ويوصلها المدينة ، وكانت لها قصص طريفة مع محمد رحمه الله ، وقد استطاع أن يستوعب توترها ، ويهدئ من غلوائها !

وجدت عائشة فيه أخاً وفياً خدوماً ، يتحمل منها ، رغم أنه يتبرأ من خطها العقائدي والسياسي ، ويوالي عدوها ! ولذلك جزعت عليه عندما جاءها خبر قتله ، وأخذت تدعو على معاوية وابن العاص !

قال الثقفي في الغارات:1/285: (فلما بلغ ذلك عائشة أم المؤمنين جزعت عليه جزعاً شديداًً وقنتت في دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج ، وقبضت عيال محمد أخيها وولده إليها ، فكان القاسم بن محمد بن أبي بكر في عيالها).

ثم وروى الثقفي عن أسماء بنت عميس أم محمد بن أبي بكر أن عائشة:

(لما أتاها نعي محمد بن أبي بكر وما صُنع به ، كظمت حزنها ، وقامت إلى مسجدها ، حتى تشخبت دماً). انتهى . وفي رواية تشخب ثدياها دماً ، وقد يفسر ذلك إن صحت روايته بارتفاع ضغط الجسم من الحزن !

وقد زاد في ارتفاع ضغط عائشة أن ضرتها رملة بنت أبي سفيان (أم حبيبة أم المؤمنين) عبرت عن فرحها بعمل أخيها معاوية بأسلوب عامي خشن ! ( لما قتل ووصل خبره إلى المدينة مع مولاه سالم ومعه قميصه ، ودخل به داره اجتمع رجال ونساء! فأمرت أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وآله بكبش فشوي وبعثت به إلى عائشة وقالت: هكذا قد شُوِيَ أخوك ! فلم تأكل عائشة بعد ذلك شواء حتى ماتت)! (الغارات:2/757، وحياة الحيوان للدميري:1/404) .

(حلفت عائشة لا تأكل شواءً أبداً ، فما أكلت شواءا بعد مقتل محمد(سنة 38) حتى لحقت بالله(سنة57)وما عثرت قط إلا قالت: تعس معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، ومعاوية بن حديج) . (الغارات:1/287 ، وأنساب الأشراف ص403) .

وفي سير الذهبي:2/186: (إن معاوية لما حج ، قدم فدخل على عائشة ، فلم يشهد كلامها إلا ذكوان مولى عائشة ، فقالت لمعاوية: أأمنت أن أخبئ لك رجلاً يقتلك بأخي محمد؟! قال: صدقت ! وفي رواية أخرى قال لها: ما كنت لتفعلي). (ونحوه في الطبري:4/205 ، والإستيعاب:1/238، وشرح الأخبار:2/171) .

والصحيح أن معاوية لايخاف منها ، لأن معه جيشه من الشام ، ولأنه يرضيها بالمال ! بل يجب أن تحذر هي على نفسها من معاوية !

قال أحمد في مسنده:4/92: (فقالت له: أما خفت أن أُقعد لك رجلاً فيقتلك؟ فقال: ما كنت لتفعليه وأنا في بيت أمان ، وقد سمعتِ النبي(ص)يقول:الإيمان قيد الفتك . كيف أنا في الذي بيني وبينك ، حوائجك؟ قالت: صالح . قال: فدعينا وإياهم حتى نلقى ربنا). ( والطبراني في المعجم الكبير:19/319) .


* *


وقد روت المصادر عطاءات معاوية المليونية لعائشة ! لكنها كانت تعيش في جو المدينة وكله ضد معاوية وبني أمية ، وحولها أصحاب مشاريع للخلافة ، وهي نفسها صاحبة مشروع لأخيها عبد الرحمن ، ولابن أختها عبدالله ابن الزبير ، ولابن عمها موسى بن طلحة الذي ادعى له آل تيم أنه المهدي الموعود!(تاريخ دمشق:60/431)

لذلك روت المصادر استنكارها لتسمية معاوية نفسه أمير المؤمنين وخليفة ، ثم استنكارها لأخذه البيعة لابنه يزيد ، ووقفت بشدة الى جانب أخيها عبد الرحمن !

ففي كامل ابن الأثير:3/351: (فقام مروان فيهم(في المسجد النبوي) وقال: إن أمير المؤمنين قد اختار لكم فلم يألُ ، وقد استخلف ابنه يزيد بعده . فقام عبد الرحمن بن أبي بكر فقال: كذبت والله يا مروان ، وكذب معاوية ! ما الخير أردتما لأمة محمد ! ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية ، كلما مات هرقل قام هرقل ! فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه ( والذي قال لوالديه أف لكما) الآية ، فسمعت عائشة مقالته فقامت من وراء الحجاب وقالت: يا مروان يا مروان فأنصت الناس وأقبل مروان بوجهه فقالت: أنت القائل لعبد الرحمن إنه نزل فيه القرآن ! كذبت والله ما هو ، ولكنه فلان بن فلان ، ولكنك أنت فضضٌ من لعنة نبي الله)!! انتهى .


وبهذا فتحت عائشة الحرب على مصراعيها مع معاوية ، بعد سنوات من المداراة ! وصدرت عنها فيه أقوال شديدة ، وإن لم ينقل التاريخ إلا يسيراً منها !

قال البلاذري في أنساب الأشراف ص1159: (عن الهيثم بن عدي قال: دخل الحسن بن علي عليه السلام على معاوية ، فلما أخذ مجلسه قال معاوية: عجباً لعائشة تزعم أني في غير ما أنا أهله ، وأن الذي أصبحت فيه ليس لي بحق ، ما لها ولهذا يغفر الله لها ، إنما كان ينازعني في هذا الأمر أبوك ، وقد استأثر الله به).

وفي مصنف ابن أبي شيبة:7/250: (عن الأسود قال قلت لعائشة: إن رجلاً من الطلقاء يبايع له ! يعني معاوية ، قالت: يا بني لاتعجب ! هو ملك الله يؤتيه من يشاء) !

ولم تقل خلافة ، بل في رواية القاضي النعمان أنها شبهته بفرعون ، فقالت: ( لا تعجب فإن فرعون قد ملك بني إسرائيل أربعمائة سنة ، والملك لله يعطيه البر والفاجر). (شرح الأخبار:2/159).


* *


ولا تفصح مصادر الخلافة كيف توفيت عائشة ، لكن المؤشرات وروايات في مصادرنا تذكر أن معاوية قتلها بعد مدة قصيرة من قتل أخيها عبد الرحمن !

ففي مستدرك الحاكم:3/76، أنها قالت عند موتها: ( الحمد لله الذي يحيي ويميت . إن في هذه لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر ! رقد في مقيل له قاله فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات! فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صنع به شر ، أو عجل عليه فدفن وهو حي! فرأت أنه عبرة لها).(وشعب الإيمان:7/256، وتاريخ دمشق:35/38).

وهذه الرواية تعطي ضوءاً على ظروف سم عبد الرحمن ، وظروف موت عائشة !

وقال العاملي في الصراط المستقيم:3/630، ونحوه في:3/45: (وقال صاحب المصالت: كان(معاوية) على المنبر يأخذ البيعة ليزيد(في المدينة) فقالت عائشة: هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة؟ قال: لا . قالت: فبمن تقتدي؟ فخجل ، وهيأ لها حفرة فوقعت فيها وماتت). انتهى . ومعنى خجل هنا أنه أفحم !

على أن معاوية لايحتاج لأن يحفر لها حفرة ويغطيها لتسقط فيها ، إلا أن يكون ذلك مساعداً لمجموعاته المتخصصة في السم ، بإدارة أطباء يهود ونصارى !

على أنه لايصح أن نستبعد نقمة مروان الذي اصطدم بها وبأخيها عبد الرحمن بشدة ، وهددته بقولها: (يا مروان أفينا تتأول القرآن وإلينا تسوق اللعن والله لأقومن يوم الجمعة بك مقاماً تود أني لم أقمه) !! (الأغاني:17/375).


* *


وفي الطبقات:8/78: (أن عبد الله بن الزبير دفن عائشة ليلاً ، قال محمد بن عمر توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين ، ودفنت من ليلتها بعد الوتر ، وهي يومئذ بنت ست وستين سنة...حمل معها جريدٌ ألقوا عليها الخرق وغمسوها في زيت ، وأشعلوا فيها ناراً فحملوها معها) . انتهى .

وإنما فعل ذلك ابن الزبير لأن والي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، ابن أخ معاوية ،كان مسافراً(تاريخ خليفة بن خياط ص170) فأسرع في دفنها قبل أن يرجع الوليد فيصلي عليها ، ويستفيد من جنازتها لمعاوية !

بل يحتمل أن معاوية نفسه كان في المدينة ، وكان ذلك اليوم خارجاً الى ضواحيها ، فقد رووا أنه استنكر على ابن عمر بكاءه عليها !

ففي وفيات الأعيان:3/16، ونسخة نبيط ص4: (ولما ماتت بكى عليها ابن عمر فبلغ ذلك معاوية فقال له: أتبكي على امرأة ؟ فقال: إنما يبكي على أم المؤمنين بنوها ، وأما من ليس لها بابن فلا). انتهى.

يقول له معاوية ، وما عائشة حتى تبكي عليها ؟! فيجيبه إنك يا معاوية من المنافقين ، ولست من المؤمنين لتبكي عليها !

وختاماً ، فالمتفق عليه عند الجميع أن عائشة ماتت وليس لها إمام !

ملاعلي
22-08-2008, 09:14 PM
4- قَتْلُهُ الصحابي سعد بن أبي وقاص !


في فضائل الصحابة لابن حنبل:2/988: (دخل سعد بن مالك(أبي وقاص)على معاوية فقال: السلام عليك أيها الملك ! فقال معاوية: أو غير ذلك ؟ أنتم المؤمنون وأنا أميركم ! فقال سعد: نعم إن كنا أمرناك ! فقال معاوية: لا يبلغني أن أحداً زعم أن سعداً ليس من قريش إلا فعلت به وفعلت) ! (ورواه الأزدي في الجامع:10/390، وعبد الرزاق في المصنف:10/391 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق:17/324 ، وأحمد في فضائل الصحابة:2/988، واليعقوبي:2/217، وابن الأثيرفي الكامل:3/275)

وهذا من خبث معاوية فقد أعلن ما كان يقال سراً من الطعن في نسب سعد ، فهو يقول له إنك لَسْتَ من قريش ! فلو كنت قرشياً لقبلت بي أمير المؤمنين وخليفة !

ولذا قال الرواة بعد نقلهم كلام معاوية: (فقال محمد بن علي: لعمري إن سعداً لوسط من قريش أو من وسط قريش ، ثابت النسب). يردُّون بذلك على معاوية !

وفي نسب سعد وابنه عمر قاتل الحسين عليه السلام كلامٌ ، وهو خارج عن موضوعنا .

وفي أنساب الأشراف للبلاذري ص1111، والكامل لابن الأثير:3/275: (فضحك معاوية وقال: ما كان عليك يا أبا إسحاق رحمك الله لو قلت: يا أمير المؤمنين ! فقال: أتقولها جذلان ضاحكاً ، والله ما أحب أني وليتها بما وليتها به) !! انتهى .

يقول له سعد إنك دفعت ثمنها غالياً من دماء المسلمين ، وهذا ما لا أقبله لنفسي !

وفي تاريخ اليعقوبي:2/217: ( فغضب معاوية فقال: ألا قلت السلام عليك يا أمير المؤمنين؟ قال: ذاك إن كنا أمرناك ، إنما أنت مُنْتَزٍ) .

يقصد سعد أنك قافزٌ غاصب للخلافة ! ورواية اليعقوبي أقرب الى منطق القصة ، والى حرص معاوية على أن يعترفوا له بإسم (أمير المؤمنين) .

وفي مقاتل الطالبيين ص48: (وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد ، فلم يكن شئ أثقل من أمر الحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص ، فدسَّ إليهما سماً فماتا منه) .

ونحوه شرح النهج:16/49 ، وفي البدء والتاريخ:5/85: (وروى شعبة أن سعداً والحسن بن علي ماتا في يوم واحد قال: ويرون أن معاوية سمهم). (ونحوه في أنساب الأشراف للبلاذري:1/ 404) .

وفي الآحاد والمثاني للضحاك:1/169: (ومات سعد بن أبي وقاص(في قصره) بالعقيق وحمل فدفن بالمدينة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة).

وأعجب من الجميع رواية البيهقي في لباب الأنساب والألقاب والأعقاب ص40: (وأمروا والي المدينة سعيد بن العاص حتى سقاه السم مع سعد بن أبي وقاص

وجماعة من المهاجرين ، فمات الحسن رضي الله عنه مسموماً بعد يومين ، وسعد بن أبي وقاص في يومه). انتهى .

فهي تدل على أن أوامر معاوية بالقتل بالسم شملت عدداً من المهاجرين ، ولم تشمل الأنصار مع أن عدائهم للنظام الأموي أشد من المهاجرين القرشيين ، وذلك لأن الذين يطمعون بالخلافة ويقفون ضد بيعة يزيد هم من قريش ، أما الأنصار فقد انقطع أملهم بالخلافة بعد قتل سعد بن عبادة !

والبيهقي المذكور هو علي بن زيد البيهقي الشافعي متوفى سنة565 ، وهو من العلماء المشهور وله مصنفات عديدة أدبية وتاريخية وهندسية .( راجع: إيضاح المكنون:1/154، مجلة تراثناعدد58/128، والذريعة:18/277). وهو غير البيهقي المشهور صاحب السنن القريب منه ، وإسمه علي بن الحسين البيهقي الشافعي المتوفى483 .

ملاعلي
22-08-2008, 09:14 PM
5- هلك زياد بن ابيه بدعاء الإمام الحسين عليه السلام وسُمِّ معاوية !


اتفقت المصادر على أن زياداً بن أبيه مات وهو بكامل صحته ، عن ثلاث وخمسين سنة ، وذكر أكثرهم أن موته سنة ثلاث وخمسين هجرية ، أي بعد وفاة الإمام الحسن عليه السلام بأكثر من سنتين .

قال في تاريخ دمشق:19/207: (سنة ثلاث وخمسين فيها مات زياد بن أبي سفيان بالكوفة ، ومات زياد وهو ابن ثلاث وخمسين)

وفي تاريخ دمشق: 19/166: (ولي العراق سنة ثمان وأربعين ومات سنة ثلاث وخمسين وكانت ولايته خمس سنين والياً على المصرين). انتهى .

كما اتفقوا على أنه كان معارضاً لجعل يزيد ولي عهد لمعاوية ، وكان يأمل أن يكون هو بعد أن جعله معاوية أخاه وابن أبي سفيان !

قال ابن كثير في النهاية:8/86 وفي طبعة 79: (وكتب معاوية إلى زياد يستشيره في ذلك ، فكره زياد ذلك لما يعلم من لعب يزيد وإقباله على اللعب والصيد ، فبعث إليه من يثني رأيه عن ذلك ، وهو عبيد بن كعب بن النميري وكان صاحباً أكيداً لزياد ، فسار إلى دمشق فاجتمع بيزيد أولاً ، فكلمه عن زياد وأشار عليه بأن لا يطلب ذلك ، فإن تركه خير له من السعي فيه ، فانزجر يزيد عما يريد من ذلك واجتمع بأبيه واتفقا على ترك ذلك في هذا الوقت ، فلما مات زياد وكانت هذه السنة ، شرع معاوية في نظم ذلك والدعاء إليه ، وعقد البيعة لولده يزيد ، وكتب إلى الآفاق بذلك). انتهى .

وهذا النص الذي اختاره ابن كثير ، المحب لمعاوية ويزيد ، من أكثر النصوص تشذيباً وتهذيباً ، وابتعاداً عن الصراع الخفي بين معاوية و(أخيه)زياد !

وذكر ابن عساكر وغيره ، أن عبيد بن كعب النميري قام بمهته على أحسن وجه فأقنع يزيداً ومعاوية بتأخير الموضوع فعلاً ، وتحسين سلوك يزيد !

قال في تاريخ دمشق:38/213: (وكف يزيد عن كثير مما كان يصنع ، ثم قدم عبيد على زياد فأقطعه قطيعة). انتهى .

وفي الطبري:4/225 ، أن زياداً قال لمبعوثه النميري: (ويزيد صاحب رِسْلة وتهاون ، مع ما قد أولع به من الصيد ، فالق أمير المؤمنين مؤدياً عني فأخبره عن فعلات يزيد ! فقل له: رويدك بالأمر فأقمنُ أن يتم لك ما تريد ، ولا تعجل فإن دركاً في تأخير ، خير من تعجيل عاقبته الفوت... وكتب زياد إلى معاوية يأمره بالتؤدة وألا يعجل فقبل ذلك معاوية وكف يزيد عن كثير مما كان يصنع ثم قدم عبيد على زياد فأقطعه قطيعة) ! انتهى .

أقول: هذه سذاجة من عبيد وزياد ومن الرواة ، لأن معاوية نمرود لايتحمل مخالفة زياد له واتصاله من ورائه بيزيد لثنيه عن الموضوع بحجة سوء سيرته ! فهو يعتبر ذلك تدخلاُ في أخص أموره وأهمها عنده !

لذلك نقول إن معاوية أسرَّها في نفسه ، وقرر أن يحبط خطة زياد ولا يدعه يستغل شهادته فيه بأنه أكفأ أولاد أبي سفيان بعده !

ولذلك أهانه عندما وفد عليه من أجل الموضوع ووبخه ، وأصدر أمره الى مجموعة الإغتيال بالتخلص منه !

ففي تاريخ دمشق:19/197: ( وفد زياد إلى معاوية ومعه أشراف أهل العراق فزجر به ابن حنيق العبادي(أي تفاءل بهذه السفرة) فقال:


قد علمت ضامرةُ الجيادْ أن الأمير بعده زيادْ

فلم يصل زياد إلى معاوية حتى أتاه الخبر وما قال ابن حنيق ، وإقرار زياد بذلك ! ومعاوية يربِّص لابنه ما يربِّص من الخلافة ، ثم أذن للناس فأخذوا مجالسهم ، ثم دخل زياد فلم يدعه إلى مجلس حتى قام له رجل من أهل العراق فجلس في مجلس ، فحمد الله معاوية وأثنى عليه ثم قال: هذه الخلافة أمر من أمور الله ، وقضاء من قضاء الله ، وإنها لا تكون لمنافق ولا لمن صلى خلف إمام منافق يعرض بزياد حتى عرف زياد).

يقصد معاوية: أن زياداً لايصلح للخلافة لأنه صلى خلف علي عليه السلام !! وقوله: (هذه الخلافة أمر من أمور الله ، وقضاء من قضاء الله) محاولةٌ لتركيز مذهبه الجبري الذي يجعل الخليفة الأموي خليفة الله تعالى في أرضه ، ويجعل فعله فعل الله تعالى ويرفع عنه الحساب والعقاب !

وتدل الرواية على أن زياداً جاء الى الشام بوفد (عراقي) ليطرح موضوع ولايته للعهد بدل يزيد ! وأن جواسيس معاوية عليه أوصلوا أخباره الى معاوية قبل أن يصل ! فعامله معاوية باستهانة ، وأجاب على أمنيته بالرد والتوبيخ !

ولايبعد أن يكون مجئ زياد بعد رسالة معاوية اليه يستشيره في إعلان يزيد ولياً لعهده ، وهذا يجعل قتله واجباً حسب مقررات معاوية !

قال الطبري في تاريخه:4/225: (لما مات زياد دعا معاوية بكتاب فقرأه على الناس باستخلاف يزيد ، إن حدث به حدث الموت فيزيد ولي عهد ، فاستوثق له الناس على البيعة).(ومثله في سمط النجوم:3/148، ونحو رواية ابن كثير في الكامل:3/350 ، والطبري:3/247، ومنتظم ابن الجوزي:5/285، وتاريخ خليفةص165).


* *


وقد اتفقت رواياتهم على أن زياداً أصيب بطاعون بدأ بإبهامه اليمنى فورمت وتآكل لحمها ، ثم انتشر بسرعة في كل يده !

قال الطبري في تاريخه:4/215: (فخرجت طاعونة على إصبعه ، فأرسل إلى شريح وكان قاضيه..... يستشيره في قطع يده فقال: لا تفعل ، إنك إن عشت صرت أجذم ، وإن هلكت إياك جانياً على نفسك ! قال: أنام والطاعون في لحاف؟! فعزم أن يفعل فلما نظر إلى النار والمكاوي جزع وترك ذلك).انتهى .

ولم يطل أمره حتى هلك ، وروي أن المرض انتشر في بدنه في أسبوع .

. وفي تاريخ اليعقوبي:2/235: (وروي أنه كان أحضر قوما بلغه أنهم شيعة لعلي ليدعوهم إلى لعن علي والبراءة منه ، أو يضرب أعناقهم ، وكانوا سبعين رجلا ، فصعد المنبر ، وجعل يتكلم بالوعيد والتهديد.... فبينا زياد يتكلم على المنبر إذ قبض على إصبعه ، ثم صاح: يدي ! وسقط عن المنبر مغشيا عليه فأدخل القصر وقد طعن في خنصره اليمنى ، فجعل لا يتغاذَّ ، فأحضر الطبيب فقال له: إقطع يدي ! قال: أيها الأمير ! اخبرني عن الوجع تجده في يدك ، أو في قلبك ؟ قال: والله إلا في قلبي . قال: فعش سويا). انتهى . أي قرب أجلك !


* *


أما دعوة الإمام الحسين عليه السلام على زياد ، فنقلتها مصادرنا ونسبَتْها الى الإمام الحسن عليه السلام ، وذلك تصحيف في الإسم أو اشتباه ، لأن الإمام الحسن عليه السلام استشهد في سنة خمسين للهجرة ، باتفاق مصادرنا وأكثر مصادرهم ! بينما هلك زياد بن أبيه سنة ثلاث وخمسين .

قال في مناقب آل أبي طالب:3/174: (واستغاث الناس من زياد إلى الحسن بن علي عليه السلام فرفع يده وقال: اللهم خذ لنا ولشيعتنا من زياد بن أبيه وأرنا فيه نكالاً عاجلاً إنك على كل شئ قدير ، قال: فخرج خرَّاجٌ في إبهام يمينه يقال لها السلعة ، وورم إلى عنقه فمات). انتهى .

أما رواية مصادر الخلافة فنسبت هذه الكرامة الى عبدالله بن عمر ، وقالت إنه دعا على زياد فأصيب بالطاعون ! قال في تاريخ دمشق:19/203: (عن ابن شوذب قال: بلغ ابن عمر أن زياداً كتب إلى معاوية: إني قد ضبطت العراق بشمالي ويميني فارغة ، يسأله أن يوليه الحجاز والعروض يعني بالعروض اليمامة والبحرين ، فكره ابن عمر أن يكون في سلطانه ، فقال: اللهم إنك تجعل في القتل كفارة لمن شئت من خلقك ، فموتاً لابن سمية لا قتلاً. قال: فخرج في إبهامه طاعونة فما أتت عليه إلا جمعة حتى مات ، فبلغ ابن عمر موته فقال: إليك يا ابن سمية ، لا الدنيا بقيت لك ولا الآخرة أدركت) ! (ونحوه في تاريخ الطبري:4/214 ، وأنساب الأشراف ص 1228، وفوات الوفيات ص288 ، والنجوم الزاهرة:1/219 ، وفيه: فقال ابن عمر لما بلغه ذلك اللهم أرحنا من يمين زياد وأرح أهل العراق من شماله فكان أول خبر جاءه موت زياد). والأوائل للعسكري ص172

وفي نهاية الأرب:4460: (فقال: ادعوا الله عليه يكفيكموه ، فاستقبل القبلة واستقبلوها فدعوا ودعا ، وكان من دعائه أن قال: اللهم اكفنا يمين زياد ! فخرجت طاعونة على إصبع يمينه ، فمات منها). (ونحوه في الطبري:4/215 ، وكامل ابن الأثير:3/2). وفي التمهيد لابن عبد البر:6/212: ( فقال: مروا العجائز يدعون الله عليه ، ففعلن فخرج بإصبعه طاعون...) . وفي البدء والتاريخ:6/2 و446: (فاجتمع أهل المدينة في مسجد رسول الله (ص) ودعوا عليه ، فخرجت في يده الآكلة فشغله عن ذلك . وكان ينال من علي رضي الله عنه فضربه النقاد ذو الرقبة يعني الفالج ، فقتله بالكوفة)


أما الذهبي فقد روى الروايتين ! قال في سير أعلام النبلاء:3/496: (وقال ابن شوذب: بلغ ابن عمر أن زياداً كتب إلى معاوية: إني قد ضبطت العراق بيميني وشمالي فارغة ، وسأله أن يوليه الحجاز . فقال ابن عمر: اللهم إنك إن تجعل في القتل كفارة ، فموتا لابن سمية لا قتلاً ، فخرج في إصبعه طاعون ، فمات .

قال الحسن البصري: بلغ الحسن بن علي أن زياداً يتتبع شيعة علي بالبصرة فيقتلهم فدعا عليه . وقيل: إنه جمع أهل الكوفة ليعرضهم على البراءة من أبي الحسن فأصابه حينئذ طاعون في سنة ثلاث وخمسين). انتهى .

وكلام الذهبي الأخير يشير الى حشد زياد لشخصيات الشيعة في الكوفة في ساحة قصره وامتدادها حتى وصلوا الى الرحبة كما ذكرت الروايات ، ليعرض عليهم البراءة من علي عليه السلام فمن لم يفعل قطع رأسه !

قال في تاريخ دمشق:19/203، ونحوه204: عن (عبد الرحمن بن السائب قال: جمع زياد أهل الكوفة فملأ منهم المسجد والرحبة والقصر ليعرضهم على البراءة من علي! قال عبد الرحمن: فإني لمع نفر من الأنصار والناس في أمر عظيم فهوَّمتُ تهويمةً فرأيت شيئاً أقبل طويل العنق مثل عنق البعير أهدب أهدل ! فقلت: ما أنت ؟ قال: أنا النقَّاد ذو الرقبة ، بُعثتُ إلى صاحب هذا القصر ! فاستيقظت فزعاً فقلت لأصحابي: هل رأيتم ما رأيت ؟ قالوا: لا ، فأخبرتهم ! قال: ويخرج علينا خارج من القصر فقال: إن الأمير يقول لكم إنصرفوا عني ، فإني عنكم مشغول! وإذا الطاعون قد ضربه ، فأنشأ عبد الرحمن بن السائب يقول:


ما كان منتهياً عما أراد بنا حتى تناوله النَّقاد ذو الرقبهْ

فأثبت الشق منه ضربة ثبتت كما تناول ظلماً صاحب الرَّحَبَهْ).انتهى.

وصاحب الرحبة علي عليه السلام بسكون الحاء وفتحه للشعر .

وقد رواه من مصادرهم: النهاية:8/32 وفي طبعة 62، ونهاية ابن الأثير:2/315 ، ولسان العرب:2/291 ، ,469 ، والبد والتاريخ:6/3، وفي طبعة 446، والفائق للزمخشري:4/120، والروض المعطار للحميري:256، والمحاسن للبيهقي ص39، ومروج الذهب ص682، وأنساب الأشراف ص1271، وشرح النهج:3/199 ، وجمهرة اللغة لابن دريد ص809 ، وفي طبعة:2/677، وتاج العروس:6/442 ، وتذكرة ابن حمدون:2139 ، وسمط النجوم العوالي:3/122، وفي طبعة ص871 ، وغريب الحديث للخطابي:3/65، والمختضرين ص102، و103) .

ومن مصادرنا: الطوسي في الأمالي ص233 و620، وكنز الفوائد ص61، والمناقب:2/169 ، وتاريخ الكوفة للبراقي ص73، و104 ، وغيرها) .

ومعنى رؤيا عبد الرحمن السائب: أنه رأى حيواناً عنقه طويل كالبعير ، أهدب أي على رأسه وعينيه شعر ، وأهدل أي مدلى الشفتين ، وقال له إن اسمه ( النقاد ذو الرقبة) أي الذي ينقد الشخص من نقد الديك ، وهو رمز للبلاء والموت .


* *


فتلخص أنه سبب طاعون زياد وموته حسب ما تقدم هو: دعاء ابن عمر ، أو دعاء الإمام الحسن عليه السلام ، أو دعاء أهل المدينة ، أو دعاء أهل الكوفة ، أو سم معاوية ! والذي نرجحه أن يكون موته استجابة لدعاء الحسن والحسين‘ متقارناً مع سمِّ معاوية له بسم يهودي ، وأن السم ظهر في يده وانتشر بعد أسبوع في جسمه ، فهلك .

وقد استبعدنا دعاء ابن عمر عليه ، لما ثبت من خوفه الشديد من معاوية ، فهو لايجرؤ أن يدعو على أخيه زياد ! ولأن روايات دعاء ابن عمر متضاربة في نفسها والكلام الذي نسبه اليه الرواة هو كلام الإمام الحسن عليه السلام ، ويبدو أنهم نسبوه الى ابن عمر بعد موت زياد ، وربما بعد موت معاوية !

ففي تاريخ دمشق:19/202: (بلغ الحسن بن علي أن زياداً يتتبع شيعة علي بالبصرة فيقتلهم ، فقال: اللهم لاتقتلنَّ زياداً ، وأمته حتف أنفه ، فإنه كان يقال إن في القتل كفارة.... عن ابن أبي مليكة قال: إني لأطوف مع الحسن بن علي ، فقيل له: قتل زياد ، فساءه ذلك ! فقلت: وما يسوءك؟ قال: إن القتل كفارة لكل مؤمن .

عن أبي عبيدة بن الحكم عن الحسن بن علي قال أتاه قوم من الشيعة فجعلوا يذكرون ما لقي حجر وأصحابه وجعلوا يقولون: اللهم اجعل قتله بأيدينا ، فقال: الحسن: مه لا تفعلوا ، فإن القتل كفارات ، ولكن أسأل الله أن يميته على فراشه).

وفي تذكرة ابن حمدون:2139: (بلغ الحسن بن علي ماكان يصنع زياد بشيعة علي فقال: اللهم تفرد بموته ، فإن في القتل كفارة). انتهى .

وقد رجحنا تصحيف إسم الحسين في الرواية الى الحسن‘ ، لأن دعاء الإمام الحسن على ابن زياد ورد بصيغه عامة ليس فيها تحديد وقت ، بينما المروي عنه في المناقب:3/174، دعاء فوري معجل: (اللهم خذ لنا ولشيعتنا من زياد بن أبيه وأرنا فيه نكالاً عاجلاً إنك على كل شئ قدير) ومثل هذ الدعاء من المعصوم سيد شباب أهل الجنة ، لايتأخر الى سنوات . ولذا قلنا إنه للإمام الحسين عليه السلام .


وفي ختام حديث زياد نسجل شهادة ابن عباس بأنه رجل دموي قاتل ، ففي تاريخ دمشق:19/171: عن (الهجيع بن قيس قال: كتب زياد إلى الحسن والحسين وعبد الله بن عباس يعتذر إليهم في شأن حجر وأصحابه ، فأما الحسن فقرأ كتابه وسكت ، وأما الحسين فأخذ كتابه ولم يقرأه(ومزقه كما في مختصر ابن منظور) ، وأما ابن عباس فقرأ كتابه وجعل يقول كذبَ كذبَ . ثم أنشأ يحدث قال: إني لما كنت بالبصرة كبَّر الناس بي تكبيرة ثم كبروا الثانية ثم كبروا الثالثة ، فدخل علي زياد فقال: هل أنت مطيعي يستقم لك الناس ؟ فقلت: ماذا ؟ قال: أرسل إلى فلان وفلان وفلان ، ناس من الأشراف تضرب أعناقهم يستقم لك الناس !! فعلمت أنه إنما صنع بحجر وأصحابه مثل ما أشار به عليَّ) !! انتهى .

وكان زياد كاتباً عند ابن عباس عندما كان حاكم البصرة وإيران من قبل علي عليه السلام ، ومعنى كبَّر الناس أنهم صاحوا بشعار الخوارج ضد علي عليه السلام ، وكان شعارهم (لاحكم إلا لله ، الله أكبر) لأنهم قالوا إنهم كفروا بتحكيم حكمين وكان مطلبهم من علي عليه السلام أن يتوب من التحكيم ويقاتل معاوية !

فأشار زياد على ابن عباس أن يرسل شرطته فيحضر رؤساءهم ويقتلهم ليسكت الباقون ويطيعوه ! لذلك يقول ابن عباس هذا تفكير زياد ! فهو من النوع الذي يقابل معارضيه بالقتل! فهو إذن الذي قتل حجراً رئيس كندة وأصحابه !

وهذا هو نفس تفكير معاوية ! فأول ما يفكر فيه بشأن خصمه هو القتل !!

فقد روى ابن قتيبة في الامامة والسياسة:1/49 ، أنه جرى في دار الخلافة ذكر انتقاد الصحابة والأمصار لعثمان ، وكان معاوية عنده: ( فقال عثمان لمعاوية: ما ترى فإن هؤلاء المهاجرين قد استعجلوا القدر ، ولا بد لهم مما في أنفسهم ، فقال معاوية: الرأي أن تأذن لي فأضرب أعناق هؤلاء القوم . قال: من؟ قال: عليٌّ وطلحة والزبير ! قال عثمان: سبحان الله ! أقتل أصحاب رسول الله بلا حدث أحدثوه ولا ذنب ركبوه ؟! قال معاوية: فإن لم تقتلهم فإنهم سيقتلونك ! قال عثمان: لا أكون أول من خلف رسول الله في أمته بإهراق الدماء). انتهى .


أقول: لن تجد احتراماً لحقوق الناس ودمائهم إلا في مدرسة النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام ، أما بنو أميه وموظفهم زياد ، وأما بنو العباس الذين هم من أبناء عبدالله بن عباس نفسه ، فهم يعتبرون الناس عبيداً لهم ، ويرون أن إراقة دمائهم حقٌّ شرعي لهم ، فهو أسهل عندهم إراقة الماء !

وأما عثمان فكان أقل من غيره من الأمويين في إراقة الدماء ، لكنه قتل العديد !

ملاعلي
22-08-2008, 09:15 PM
6- قَتْلُه لابن خاله الصحابي محمد بن أبي حذيفة !


لله في خلقه شؤون.. فقد كان أبو أحيحة سعيد بن العاص الأموي من كبار زعماء قريش وأثريائها ، ومن أئمة الشرك والعداء لله ورسوله صلى الله عليه وآله ، لكن ابنه خالداً هداه الله تعالى برؤيا رآها ، فذهب الى النبي صلى الله عليه وآله وأسلم ، وتحمل من أبيه ما تحمل ، حتى اضطر للهجرة الى الحبشة ، ثم كان قائداً مع النبي صلى الله عليه وآله ، وشيعياً مخلصاً لعلي عليه السلام وقائداً بطلاً في فتح الشام !

كما كان عتبة بن ربيعة الأموي والد هند آكلة الأكباد ، من شيوخ قريش ، ورئيس حربها للنبي صلى الله عليه وآله ، وقد قتل هو وابنه الوليد وأخوه شيبة ، في بدر !

لكن ابنه أبا حذيفة واسمه قيس ، هداه الله تعالى فذهب الى النبي صلى الله عليه وآله وأسلم وتحمل من أبيه ما تحمل ، حتى اضطر للهجرة الى الحبشة ، وولد له هناك ابنه محمد ، وقد استشهد أبو حذيفة في اليمامة ، وكان ابنه محمد كأبيه شيعياً .

وكان هو ومحمد بن أبي بكر من القادة في فتح مصر ، وفي معركة ذات الصواري البحرية الشهيرة مع الروم . (أنساب الأشراف للبلاذري ص387) .

وشارك محمد بن أبي حذيفة رحمه الله في فتح الشام ، وصادف أن ركب سفينة مع كعب الأحبار الذي كان المستشار الثقافي والمفتي للخليفة عمر والخليفة عثمان وكان يرافق جيش الفتح أحياناً الى المناطق الآمنة ، ويزعم أنه يعرف المغيبات من التوراة ويحدثهم بها ! فأخذ محمد يسخر من كعب وتوراته المحرفة !

قال ابن شبة في تاريخ المدينة:3/1117: (عن محمد بن سيرين قال: ركب كعب الأحبار ومحمد بن أبي حذيفة في سفينة قِبَلَ الشام ، زمن عثمان في غزوة غزاها المسلمون ، فقال محمد لكعب: كيف تجد نعت سفينتنا هذه في التوراة تجري غداً في البحر؟! فقال كعب: يا محمد لاتسخر بالتوراة ، فإن التوراة كتاب الله . قال: ثم قال له(محمد) ذاك ثلاث مرات) !!

وقد وصفه الذهبي في سيره:3/479 بأنه متعلم من أهل القرآن: ( فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب وقرأ سورة ، وكان من أقرأ الناس).انتهى.


لكن أكثر ما تجد في مصادرهم ذم محمد رحمه الله وتحليل دمه لمعاوية ، مع أنه صحابي ، أموي ، وذلك لأنه حرَّض أهل مصر على ابن عمه عثمان بن عفان ، فجاء وفدهم المعترض على ظلم واليهم ، وكان خمس مائة فارس بقيادة الصحابي عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وانتهى أمره بمحاصرة عثمان بالإشتراك مع وفد البصرة والكوفة وقتله. (تاريخ دمشق:39/423 ، تاريخ الطبري:3/341).

أعطى معاوية الأمان لابن خاله ثم حبسه ، ثم قتله !

قال الطبري في تاريخه:3/548: ( وفي هذه السنة أعني سنة 36 قتل محمد بن أبي حذيفة ، وكان سبب قتله أنه لما خرج المصريون إلى عثمان مع محمد بن أبي بكر أقام بمصر ، وأخرج عنها عبد الله بن سعد بن أبي سرح وضبطها ، فلم يزل بها مقيماً حتى قتل عثمان وبويع لعلي ، وأظهر معاوية الخلاف وبايعه على ذلك عمرو بن العاص ، فسار معاوية وعمرو إلى محمد بن أبي حذيفة ، قبل قدوم قيس بن سعد مصر فعالجا دخول مصر فلم يقدرا على ذلك ، فلم يزالا يخدعان محمد بن أبي حذيفة حتى خرج إلى عريش مصر في ألف رجل فتحصن بها ، وجاءه عمرو فنصب المنجنيق عليه حتى نزل في ثلاثين من أصحابه وأخذوا وقتلوا رحمهم الله) !

وقال الطبري في:4/80: (اختلف أهل السير في وقت مقتله فقال الواقدي: قتل في سنة 36 ، وذكر خبر تحصنه في العريش ثم قال: وأما هشام بن محمد الكلبي فإنه ذكر أن محمد بن أبي حذيفة إنما أخذ بعد أن قتل محمد بن أبي بكر ودخل عمرو بن العاص مصر وغلب عليها ، وزعم أن عمراً لما دخل هو وأصحابه مصر أصابوا محمد بن أبي حذيفة ، فبعثوا به إلى معاوية وهو بفلسطين فحبسه في سجن له ، فمكث فيه غير كثير ثم إنه هرب من السجن ، وكان ابن خال معاوية). انتهى .

فرَّ من السجن فلحقه مبعوث معاوية وقتله في فلسطين !

في تاريخ دمشق:52/272: (عن يزيد بن أبي حبيب قال: كان رجال من أصحاب النبي(ص) يحدثون أن رسول الله (ص) قال: يقتل في جبل الجليل والقطران من أصحابي أو من أمتي ناس ، فكان أولئك النفر الذين قتلوا مع محمد بن أبي حذيفة وأصحابه بجبل الجليل والقطران هناك).

وفي الإصابة:6/11: ( كان رجال من الصحابة يحدثون أن النبي(ص)قال: يقتل بجبل الخليل والقطران من أصحابي..... وذكر خليفة بن خياط في تاريخه أن علياً لما ولي الخلافة أقر محمد بن أبي حذيفة على إمرة مصر ، ثم ولاها محمد بن أبي بكر . واختلف في وفاته فقال بن قتيبة: قتله رشدين مولى معاوية ، وقال بن الكلبي: قتله مالك بن هبيرة السكوني) .

وفي أنساب الأشراف ص408 ، أن معاوية حبسه عنده في الشام: (فرماه عمرو بالمنجنيق حتى أخذه أخذاً فبعث به عمرو إلى معاوية فسجنه عنده ، وكانت ابنة قرظة امرأة معاوية ابنة عمة محمد بن أبي حذيفة ، أمها فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تصنع له طعاماً وترسل به إليه وهو في السجن ، فلما سار معاوية إلى صفين ، أرسلت ابنة قرظة بشئ فيه مساحل من حديد إلى ابن أبي حذيفة ، فقطع بها الحديد عنه ، ثم جاء فاختبأ في مغارة بجبل الذيب بفلسطين فدل نبطيٌّ عليه رشدين مولى أبي حذيفة أبيه ، وكان معاوية خلفه على فلسطين ، فأخذه فقال له محمد: أنشدك الله خليت سبيلي! فقال له: أخلي سبيلك فتذهب إلى ابن أبي طالب وتقاتل معه ابن عمتك وابن عمك معاوية ، وقد كنت فيمن شايع علياً على قتل عثمان . فقدمه فضرب عنقه).

وقال البلاذري في أنساب الأشراف407: (وقوم يقولون: أن ابن أبي حذيفة حين أخذ لم يزل حبس معاوية إلى بعد مقتل حجر بن عدي ، ثم إنه هرب فطلبه مالك بن هبيرة بن خالد الكندي ثم السكوني ، ووضع الأرصاد عليه ، فلما ظفر به قتله غضباً لحجر) . انتهى .

أقول: توسط مالك بن هبرية الكندي لحجر بن عدي الكندي ، فلم يقبل معاوية وساطته فغضب ! ثم أرضاه معاوية بالمال . وتدعي هذه الرواية أنه قتل ثأراً بحجر بن عدي شخصية من بني أمية هو محمد بن أبي حذيفة !

وهذه من شائعات معاوية لإبعاد قتل ابن خاله عن نفسه ، اتقاءً لنقمة بني أمية ! لأن آل عتبة الذين منهم محمد وآل أبي أحيحة الذين منهم خالد بن سعيد ، أشرف عندهم من آل حرب ، وآل حرب الذين منهم معاوية أشرف عندهم من آل العاص الذين منهم عثمان !

ملاعلي
22-08-2008, 09:18 PM
7- قَتْلُه الصحابي سعيد بن عثمان بن عفان !


في تاريخ دمشق:21/223: (كان أهل المدينة عبيدهم ونساؤهم يقولون:

والله لا ينالها يزيدُ حتى ينالَ هامَه الحديدُ إن الأميرَ بعدَهُ سعيدُ

يعنون لا ينال يزيد الخلافة ، والأمير بعده سعيد بن عثمان ، وكانت أمه أم عبد الله بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم . فقدم سعيد على معاوية فقال: يا ابن أخي ما شئ يقوله أهل المدينة؟ قال وما يقولون؟ قال: قولهم: والله لا ينالها يزيد حتى يعض هامه الحديد إن الأمير بعده سعيد ! قال: ما تنكر من ذلك يا معاوية ؟! والله إن أبي لخير من أبي يزيد ، ولأمي خير خير من أم يزيد ، ولأنا خير منه ، وقد استعملناك فما عزلناك بعد ، ووصلناك فما قطعناك ، ثم صار في يديك ما قد ترى ، فحلأتنا عنه أجمع ! فقال له معاوية: يا بنيَّ أما قولك إن أبي خير من أبي يزيد فقد صدقت ، عثمان خير من معاوية . وأما قولك أمي خير من أم يزيد فقد صدقت ، امرأة من قريش خير من امرأة من كلب ، ولَحَسْبُ امرأة أن تكون من صالح نساء قومها . وأما قولك إني خير من يزيد فوالله ما يسرني أن حبلاً بيني وبين العراق ثم نُظم لي فيه أمثالك به .

ثم قال معاوية لسعيد بن عثمان: إلحق بعمك زياد بن أبي سفيان فإني قد أمرته أن يوليك خراسان ، وكتب إلى زياد أن وله ثغر خراسان ، وابعث على الخراج رجلاً جلداً حازماً ! فقدم عليه فولاه وتوجه سعيد إلى خراسان على ثغرها ، وبعث زياد أسلم بن زرعة الكلابي معه على الخراج! ثم أورد ابن عساكر رواية جاء فيها: (فوالله ما يسرني أن الغوطة ملئت رجالا مثلك ! فقال يزيد: يا أمير المؤمنين إنه ابن من تعرف ، وحقه الحق الواجب الذي لايدفع ، فانظر له وتعطف عليه ووله !).

( ونحوه تاريخ الطبري:4/220 ، والتذكرة الحمدونية ص1497 ، والنهاية:8/87) .


أقول: يظهر أن سعيداً هذا كان قليل العقل ، مع أنهم يسمونه: (شيطان قريش ولسانها)! (الإمامة والسياسة:1/164) فقد جاء مطالباً بولاية العهد ، فلعب عليه معاوية وأرضاه بمنصب شكلي وجعله تحت إمرة زياد ، وجعل ميزانية منطقته بيد غيره: (وكتب إلى زياد أن ولِّه ثغر خراسان ، وابعث على الخراج رجلاً جلداً حازماً) ! ولا بد أنه رتب أمره مع ابن زياد ، فجعله مسؤولاً عسكرياً في منطقة لم يستقر فتحها ، فهو في معرض القتل ولا مال بيده !

وفي الأمامة والسياسة لابن قتيبة:1/165: (فقال معاوية: لك خراسان . قال سعيد: وما خراسان؟ قال: إنها لك طعمة وصلة رحم ، فخرج راضياً ، وهو يقول:


ذكرت أمير المؤمنين وفضله فقلت جزاه الله خيرا بما وصل)...الخ..

وفي تاريخ الطبري:4/227: (وأما فضلك عليه ، فوالله ما أحب أن الغوطة دُحست بيزيد رجالاً مثلك ! فقال له يزيد: يا أمير المؤمنين ابن عمك وأنت أحق من نظر في أمره ، وقد عتب عليك لي ، فأعتبه ! قال: فولاه حرب خراسان)!!

وفي تاريخ دمشق:8/231: (فولاه حرب خراسان وولى إسحاق بن طلحة خراجها وكان إسحاق ابن خالة معاوية أمه أم أبان ابنة عتبة بن ربيعة ، فلما صار بالري مات إسحاق بن طلحة فولي سعيد خراج خراسان وحربها وكان ذلك في سنة ست وخمسين على ما ذكر الطبري). (ومنتظم ابن الجوزي:5/287)

وتجهز سعيد من البصرة فجهزه ابن زياد ، وساعده أخوه أبو بكرة بأربع مئة ألف فتعجب سعيد من هذا السخاء! قال ابن الأعثم في الفتوح:4/308: (فعرض عليه أهل السجون والدُّعَّار ومن يصلح للحرب ، فانتخب سعيد بن عثمان منهم أربعة آلاف رجل ، كل رجل يعد برجال....وقواه زياد بأربعة آلاف ألف درهم ، فقبضها سعيد وفرقها في أصحابه). وتوجه بجيشه وقيل في اثني عشر ألفاً (تاريخ دمشق:23/475) وعبر نهر بلخ وحاصر مدينة بخارى(معجم البلدان:1/355) ، أشهراً فلم يستطع فتحها !

وفي فتوح ابن الأعثم:4/310: ( وببخارا ملكة يقال لها يومئذ خيل خاتون....فأرسلت إليه فصالحته على ثلاثمائة ألف درهم وعلى أنها تسهل له الطريق إلى سمرقند . قال: فقبل سعيد ذلك منها ، وأخذ منها ما صالحته عليه وأخذ منها رهائن أيضاً عشرين غلاماً من أبناء ملوك بخارا كأن وجوههم الدنانير ، ثم بعثت إليه بالهدايا ووجهت معه الأدلاء يدلونه على طريق سمرقند . فسار سعيد بن عثمان من بخارا والأدلاء بن يديه يدلونه على الطريق الذي يوصله إلى سمرقند ، فنزل على سمرقند وبها يومئذ خلق كثير من السغد). انتهى. وعلة الرهائن أنهم ضمانة إذا عبر جيش المسلمين من بخارى ، أن لايتبعوه ويغدروا به !

وفي فتوح البلاذري:3/508: ( فنزل على باب سمرقند وحلف أن لا يبرح أو يفتحها ويرمى قهندزها. فقاتل أهلها ثلاثة أيام ، وكان أشد قتالهم في اليوم الثالث . ففقئت عينه وعين المهلب بن أبي صفرة).

وفي تاريخ اليعقوبي:2/237: (وسار إلى سمرقند فحاصرها فلم يكن له طاقة بها ، فظفر بحصن فيه أبناء الملوك ، فلما صاروا في يده طلب القوم الصلح ، فحلف ألا يبرح حتى يدخل المدينة ، ففتح له باب المدينة فدخلها ، ورمى القهندز بحجر !

وكان معه قثم بن العباس بن عبد المطلب فتوفي بسمرقند).

وفي فتوح ابن الأعثم:4/312: (فأنشأ مالك( بن الريب المازني وكان شجاعاً) وجعل يقول:


سعيد بن عثمان أمير مُرَوَّعٌ تراه إذا ما عاين الحرب أخزرا

وما زال يوم السغد يرعد خائفاً من الروع حتى خفت أن يتنصرا

فلولا بنو حرب لهدت عروشكم بطون العظايا من كسير وأعورا

وما كان من عثمان شئ علمته سوى نسله في عقبه حين أدبرا


قال: فبلغ ذلك سعيد بن عثمان فهم بقتله ، ثم إنه راقب فيه عشيرته ، فأكرمه ووصله بصلة سنية واعتذر إليه ، فقبل مالك ذلك .

أقام سعيد على سمرقند لايفتر من حرب القوم ، وعلم أنه لا يقدر على فتحها بالسيف فعزم على صلحهم ، قال: وطلب أهل سمرقند أيضاً الصلح فصالحهم على خمسمائة ألف درهم وعلى أنهم يفتحون له باب المدينة ، فيدخل من باب ويخرج من باب ، ثم ينصرف عنهم فرضي القوم بذلك ، وأعطاه أخشيد ملك سمرقند ما صالحه عليه ، ثم فتح له باب المدينة فدخلها سعيد في ألف فارس ، وسار في شارع واحد حتى خرج من الباب الآخر ، ثم صار إلى عسكره ، ووافته هدايا أهل سمرقند فقبلها ، ثم وضع العطاء لأصحابه فأعطاهم ، وتزود القوم .

ورحل سعيد بن عثمان عن باب سمرقند إلى بخارا ، فأقام على بابها أياماً ، ثم بعثت إليه ملكة بخارا أنك قد صرت إلى حاجتك وقد وفيت لك بمال الصلح ، فرد عليَّ رهائني فإنهم غلمان من أبناء ملوك بخارا ، فأبى سعيد أن يردهم عليها !

ثم رحل حتى صار إلى نهر بلخ فنزل عليه ، وعقدت له الأطواف فعبر وعبر أصحابه وسار حتى صار إلى مرو فنزلها....

ونَفَلَ(رجع) سعيد بن عثمان من بلاد خراسان وقد ملأ يديه من الأموال ، حتى إذا صار إلى المدينة مدينة رسول الله(ص)كتب إلى معاوية يستعفيه من ولاية خراسان فعلم معاوية أنه استظهر بالأموال فأعفاه !

قال: وعمد سعيد إلى الرهائن الذين حملهم من بخارا فجعلهم فلاحين في نخل له وحرث بالمدينة ، فغضبوا لذلك واتفقوا وأجمعوا على قتل سعيد ، قال: وجاءهم سعيد يوماً لينظر إلى نخلة ، فوثبوا عليه فقتلوه بخناجر كانت معهم ، ثم هربوا فصاروا إلى جبل هناك فتحصنوا فيه ، وبلغ ذلك أهل المدينة وساروا إليهم وحاصروهم في ذلك الجبل حتى ماتوا فيه جوعاً وعطشاً). انتهى .

أقول: يدل مجموع الروايات على أن القتل كان في أرض سعيد خارج المدينة ، وأن الغلمان قتلوا هناك !

ومعنى قوله: وما كان من عثمان شئ علمته سوى نسله في عقبه حين أدبرا

أن عثمان لم يورث أبناءه إلا فراره في أحد ! قال ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب ص772: (وكان ممن ولى دبره يومئذ عثمان بن عفان وسعد بن عثمان وعقبة بن عثمان ، أخوان من الأنصار من بني زريق ، حتى بلغوا الجلعب فرجعوا بعد ثلاثة أيام ، فقال لهم رسول الله: لقد ذهبتم بها عريضة ! قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ). انتهى .(ورواه الاستيعاب:3/1074 ، وغيره).

واستعفاء سعيد لايصح ، فقد صرح المؤرخون بأن معاوية عزله بعد فراره من خراسان ! ففي تاريخ دمشق:37/443 ، و:21/223 : (وفيها يعني سنة سبع وخمسين عزل معاوية سعيد بن عثمان عن خراسان). (وتاريخ ابن خياط ص170، وغيرهما) .



وينبغي أن نسجل هنا ثلاث ملاحظات:


الأولى: أنك عندما تقرأ عن شخصيات قريش السلطة مثل سعيد بن عثمان أنه حارب وفتح الفتوحات فلا تصدق ! فرواة الخلافة وعلماؤها يستحلون الكذب لمصلحة من يتولونهم ! لاحظ قول الذهبي (الأموي) في سير أعلام النبلاء:3/442: (وسعيد بن عثمان بن عفان ، أبو عبد الرحمن الأموي ، غزا خراسان ، فورد نيسابور في عسكر منهم جماعة من الصحابة والتابعين ، ثم خرج منها إلى مرو ، ومنها إلى جيحون ، وفتح بخارى وسمرقند). ولاحظ قول ابن عساكر في تاريخه:21/222: (سعيد بن عثمان بن عفان القرشي المدني استعمله معاوية على خراسان فغزا سمرقند وفتح الله على يديه فتحاً عظيماً ، وأصيبت عينه بها ، وأخذ الرهون).

وقارن ما كتباه بما كتبه ابن الأعثم في فتوحه:4/312: ( ذكر فتوح خراسان أيضاً بعد سعيد بن عثمان . قال: وبقيت خراسان ليس بها نائب ، فكتب معاوية إلى زياد بن أبيه بالبصرة يأمره أن يوجه إلى خراسان رجلاً يقوم بأمرها)!! انتهى .

وقول الحموي في معجم البلدان:1/355 ، عما حدث بعد سعيد بن عثمان: (ثم لم يبلغني من خبرها شئ إلى سنة87 في ولاية قتيبة بن مسلم خراسان ، فإنه عبر النهر إلى بخارى فحاصرها فاجتمعت الصغد وفرغانة والشاش وبخارى ، فأحدقوا به أربعة أشهر ثم هزمهم... وفتحها... ثم مضى منها إلى سمرقند). انتهى .

ومعناه أن حملة سعيد سنة 56 فشلت ، بل سببت فراغاً سياسياً في خراسان ما وراء النهر ، التي تعني بخارى وسمرقند والشيشان ، وما اليها !

بل لا تعجب إذا قرأت عن بلد أنه فتح عشرين مرة ! وأن من أنواع الفتح أن يدخل القائد ببعض جنوده من باب من المدينة ويخرج من باب آخر !

وعلم أن البطل في رواياتهم قد يكون هو المنهزم الجبان ! وعليك أن تبذل جهداً لتعرف الفاتح الحقيقي ، الذي قد يكون معارضاً طمسوا إسمه !

وهذا يؤكد رأينا في أن الفتوحات الأساسية تحققت بجهود قادة الفتوح الشيعة ، بقيادة علي عليه السلام ، وأن قريشاً نسبتها الى تدبير ولاتها ، على حد تعبيره عليه السلام .


الملاحظة الثانية: أن منطقة ما وراء النهر من خراسان ، استمرت مقاومة أهلها المجوس والوثنيين طيلة حكم بني أمية ، فكانت عند معاوية منفىً نموذجياًً للمعارضين ، ولذلك تقرأ موت عدد كبير من الصحابة والشخصيات فيها ، باسم الجهاد والفتح ، سوى الذين عينوهم قادة وولاة ، وقتلوهم في قبل أن يصلوا اليها !

ولا بد أن سعيد بن عثمان أدرك أن منصبه خطة لقتله ، فسارع في جمع ما أمكنه من ثروة بالصلح والغارات الصغيرة ، وعاد في أقل من سنة !


الملاحظة الثالثة: أن عزل سعيد بن عثمان بمجرد رجوعه الى المدينة يعني أن معاوية خاف أن يستعمل ثروته التي جمعها للقيام بحركة ضده ، وقد صرح بذلك البلاذري فقال في فتوح البلدان:3/509: (وكان معاوية قد خاف سعيداً على خلعه ، ولذلك عاجله بالعزل ! ثم ولى معاوية عبد الرحمن بن زياد خراسان). انتهى.

وهذا يلقي الضوء على قتل الغلمان البخاريين لسعيد ، أو بالأحرى كمين معاوية في البستان ، وأحد عيون معاوية الذي رافق سعيداً الى البستان ، ولم يدافع عنه !

قال في تاريخ دمشق:21/227: (قدم سعيد بن عثمان المدينة فقتله غلمان جاء بهم من الصغد ، وكان معه عبد الرحمن بن أرطأة بن سيحان حليف بني حرب بن أمية.... فقال خالد بن عقبة بن أبي معيط يرثي سعيد بن عثمان بن عفان:


يا عين جودي بدمع منك تهتانا وابكي سعيد بن عثمان بن عفانا

إن ابن زَيْنَةَ لم تصدق مودته وفرَّ عنه ابن أرطأة بن سيحانا).


وابن أرطاة: (له اختصاص بآل سفيان...ضرب في الخمر وهو حليف بني حرب) (تاريخ دمشق:34/178) و(أكثر شعره في الشراب والغزل والفخر) . (الأعلام:3/299).

وفي أنساب الأشراف ص1508: (قال: فبينا سعيد في حائط له وقد جعل أولئك السغد فيه يعملون بالمساحي ، إذا أغلقوا باب الحائط ووثبوا عليه فقتلوه ، فجاء مروان بن الحكم يطلب المدخل عليهم فلم يجده ! وقتل السغد أنفسهم ! وتسورت الرجال ففتحوا الباب وأخرجوا سعيداً) ! انتهى .

فاعجب لكون مروان والي المدينة من قبل معاوية حضر عند وقوع الجريمة في بستان خارج البلد ، ولم يجد مفتاح سور البستان فتأخر دخوله اليه ! أما ابن أرطاة فقالوا هرب واختفى ، أو كان مشغولاً مع أعوانه بتكميل مهمته بقتل الغلمان !

واعجب أكثر لإخفاء خيوط الجريمة وقولهم إن العشرين شاباً الذين قتلوا سعيداً قتلوا أنفسهم حتى لم يبق منهم أحد !

ففي تاريخ اليعقوبي:2/237: (وصار سعيد إلى المدينة ومعه أسراء من أولاد ملوك السغد فوثبوا عليه وقتلوه ، وقتل بعضهم بعضاًحتى لم يبق منهم أحد)!!


وأعجب أكثر ، لمحاولة المغفلين من آل عثمان أن يبعدوا التهمة عن معاوية ، ويقولوا إن الإمام الحسين عليه السلام أصاب سعيداً بالعين لأنه جمع ثروة وغلماناً !

روى ( المدائني عن سحيم بن حفص قال: لقي الحسين بن علي سعيداً وأبناء السغد معه ، فقال متمثلاً: أبا عمارة أما كنتَ ذا نفر فإن قومك لم تأكلهم الضبعُ . وكان قوم من بني عثمان: يقولون: ما قتله إلا عين الحسين)!! (أنساب الأشراف ص1508) .

مع أن الإمام الحسين عليه السلام حذره من هؤلاء الغلمان وقال له: أين قومك؟ أليس لك أحد من أقاربك تمشي معهم بدل هؤلاء؟! ولعل سعيداً فهمها !


وأصل البيت: أبا خراشة أمَّا أنت ذا نفر فإن قوميَ لم تأكلهم الضبعُ .


ولكن الإمام عليه السلام غيَّره من التفاخر الى التعجب من مشي سعيد وحده مع غرباء ، مع أن قومه لم تأكلهم الضبع ، أي لم تفنهم السنين ! (لسان العرب:6/294، ومغنى اللبيب لابن هشام:1/35 ن وجمهرة الأمثال للعسكري:2/105، ومجمع الأمثال للنيسابوري:2/84).

ملاعلي
22-08-2008, 09:19 PM
8- قَتْلُه محمد بن أبي بكر رحمه الله


تربى محمد بن أبي بكر في حجر علي عليه السلام وكان من خاصة أصحابه ، ذلك أن أمه أسماء بنت عميس كانت صحابية جليلة محبة لأهل البيت عليهم السلام ، ومن خواص الصديقة الزهراء عليها السلام ، فتزوجها علي عليه السلام بعد وفاة أبي بكر .

وكان أهل مصر يحبون محمداً لأنه شارك في فتح مصر ، وفي معركة ذات الصواري مع صديقه محمد بن أبي حذيفة ، كما تقدم .

وعندما جاء وفد مصر الى عثمان يشكون واليهم ابن أبي معيط الأموي ، أرادوا أن يبعث محمد بن أبي بكر والياً عليهم بدله ، فكتب له عثمان مرسوماً بولاية مصر وأرسله معهم ، لكنهم قبضوا في الطريق على رسول عثمان الى الوالي ابن معيط يأمره أن يقتلهم ويستمر في عمله ! فرجعوا وشاركوا في محاصرة عثمان !

~ ~

وكان علي عليه السلام ولى قيس بن سعد بن عبادة على مصر ، فتجمع بقايا الأمويين في معسكر مناهضين لعلي عليه السلام مطالبين بدم عثمان ، وكانوا بقيادة معاوية بن حديج الكندي ، فأمدهم معاوية من الشام وشجعهم ، فأمر علي عليه السلام قيساً أن يناجزهم القتال قبل أن يتعاظم أمرهم فأبى قيس بحجة أنهم عاهدوه على عدم الخروج !

فعزله الإمام عليه السلام وأرسل بدله محمد بن أبي بكر حاكماً على مصر ، ثم تفاقم أمر أتباع معاوية ووصل ابن العاص بجيش من ثلاث فرق من الشام والأردن وفلسطين ليحتل مصر وتكون طعمة له كل حياته ، كما شرط على معاوية ! فقاتلهم محمد فغلبوه ، وقتلوه قتلة فجيعة رحمه الله ، وسيطروا على مصر !

وفي أثناء هذه الأحداث أرسل أمير المؤمنين عليه السلام مالك الأشتر رحمه الله الى مصر لكن معاوية دبر له السم وقتله على أبواب القاهرة ، قبل أن يتسلم عمله من محمد .

(فلقيهم محمد بن أبي بكر بموضع يقال له المسناة ، فحاربهم محاربة شديدة ، وكان عمرو يقول: ما رأيت مثل يوم المسناة ، وقد كان محمد استذمَّ إلى اليمانية فمايل عمرو بن العاص اليمانية ، فخلفوا محمد بن أبي بكر وحده ! فجالد ساعة ثم مضى فدخل منزل قوم خرابة ، واتبعه ابن حديج الكندي فأخذه وقتله ، وأدخله جيفة حمار ، وحرقه بالنار في زقاق يعرف بزقاق الحوف ! وبلغ علياً ضعف محمد بن أبي بكر وممالأة اليمانية معاوية وعمرو بن العاص فقال: ما أوتي محمد من حرض)! (اليعقوبي في تاريخه:2/193) . ومعناه: ما أتي من ضعف في دينه أو عقله أوبدنه ، ولكنها المقادير .

وقد تقدم شئ عن شهادته رحمه الله في المجلد الأول ، وفي موت أخته عائشة ! ونورد هنا ملخصاً مختصراً مما ذكره الطبري في تاريخه:4/76 ، وهو أن ابن العاص نزل بجيش من ثلاثة فرق في أداني أرض مصر ، واجتمعت اليه العثمانية ، وكتب إلى محمد بن أبي بكر ، وأرسل له رسالة معاوية يتهدده ويتهمه بالتحريك على عثمان ، فطوى محمد كتابيهما وبعثهما إلى أمير المؤمنين عليه السلام يطلب منه الرأي والمدد ، فكتب له عليه السلام أن يثبت ويجاهد: ( وذكرت أنك قد رأيت في بعض ممن قبلك فشلاً فلا تفشل وإن فشلوا ، حصن قريتك واضمم إليك شيعتك ، واندب إلى القوم كنانة بن بشر المعروف بالنصيحة والنجدة والبأس فإني نادب إليك النابغي على الصعب والذلول فاصبر لعدوك وامض على بصيرتك وقاتلهم على نيتك وجاهدهم صابراً محتسباً..... فقام محمد بن أبي بكر في الناس فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله صلى الله عليه وآله ثم قال: أما بعد معاشر المسلمين والمؤمنين فإن القوم الذين كانوا ينتهكون الحرمة وينعشون الضلال ويشبون نار الفتنة ويتسلطون بالجبرية ، قد نصبوا لكم العداوة وساروا إليكم بالجنود . عبادَ الله فمن أراد الجنة والمغفرة فليخرج إلى هؤلاء القوم فليجاهدهم في الله . انتدبوا رحمكم الله مع كنانة بن بشر .

قال فانتدب معه نحو من ألفي رجل وخرج محمد في ألفي رجل . واستقبل عمرو بن العاص كنانة وهو على مقدمة محمد ، فأقبل عمرو نحو كنانة ، فلما دنا سرح الكتائب كتيبة بعد كتيبة فجعل كنانة لاتأتيه كتيبة من كتائب أهل الشام إلا شد عليها بمن معه فيضربها حتى يقربها بعمرو بن العاص ، ففعل ذلك مراراً !

فلما رأى ذلك عمرو بعث إلى معاوية بن خديج السكوني فأتاه في مثل الدهم فأحاط بكنانة وأصحابه ، واجتمع أهل الشام عليهم من كل جانب . فلما رأى ذلك كنانة بن بشر نزل عن فرسه ونزل أصحابه وكنانة يقول: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ .فضاربهم بسيفه حتى استشهد رحمه الله .

وأقبل عمرو بن العاص نحو محمد بن أبي بكر وقد تفرق عنه أصحابه ، لما بلغهم قتل كنانة ، حتى بقي وما معه أحد ! فلما رأى ذلك خرج يمشى في الطريق حتى انتهى إلى خربة في ناحية الطريق ، فآوى إليها... فاستخرجوه وقد كاد يموت عطشاً ، فأقبلوا به نحو فسطاط مصر . قال ووثب أخوه عبد الرحمن بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص وكان في جنده فقال: أتقتل أخي صبراً ؟! إبعث إلى معاوية بن خديج فانهه ، فبعث إليه عمرو بن العاص يأمره أن يأتيه بمحمد بن أبي بكر ! فقال معاوية: أكذاك قتلتم كنانة بن بشر(وهو سكوني من قبيلته)وأخلي أنا عن محمد بن أبي بكر ؟! هيهات أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ . فقال لهم محمد: أسقوني من الماء قال له معاوية بن حديج: لا سقاه الله إن سقاك قطرة أبداً ، إنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه صائماً محرماً ، فتلقاه الله بالرحيق المختوم ! أتدري ما أصنع بك ؟ أدخلك في جوف حمار ، ثم أحرقه عليك بالنار ! فقال له محمد: إن فعلتم بي ذلك فطالما فعل ذلك بأولياء الله ! فقدمه فقتله ، ثم ألقاه في جيفة حمار ، ثم أحرقه بالنار . فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعاً شديداً ، وقنتت عليه في دبر الصلاة تدعو على معاوية وعمرو)

وفي الغارات للثقفي:2/756: ( فدخلوا إليه وربطوه بالحبال وجروه على الأرض ... وأمر به أن يحرق بالنار في جيفة حمار . ودفن في الموضع الذي قتل فيه ، فلما كان بعد سنة من دفنه أتى غلامه وحفر قبره فلم يجد فيه سوى الرأس ، فأخرجه ودفنه في المسجد تحت المنارة... ولما سمعت أمه أسماء بنت عميس بقتله كظمت الغيظ حتى شخبت ثديا هادماً . ووَجَدَ(حزن)عليه علي بن أبي طالب عليه السلام وجداً عظيماً وقال: كان لي ربيباً وكنت أعده ولداً ولبنيَّ أخاً).

وقد ذكر الثقفي الكبش الذي شوته أخت معاوية ، وأرسلته هدية الى عائشة !

وفي المواعظ والإعتبار للمقريزي ص1672: (فكانت ولاية محمد بن أبي بكر خمسة أشهر ومقتله لأربع عشرة خلت من صفر ، سنة ثمان وثلاثين). انتهى .

(وكامل ابن الأثير:3/229، والبدء والتاريخ:5/226 ، ولئالى الأخبار:1/169، والغدير:11/66: ، وتاريخ دمشق:49/426 ، وتهذيب الكمال :24/542 ، والنهاية:7/348 ، و:8/109،والأوائل ص165، والنجوم الزاهرة:1/110، وكر أنه قيل أرسل رأاسه الى معاوية وهي رواية ضعيفة ، وتاريخ اليعقوبي:2/194 ، وفيه أن جيش معاوية كان ثلاث فرق من الشام وفلسطين والأردن . وأنه حرقه بالنار في زقاق يعرف بزقاق الحوف. وكان قتله(الأشتر)وقتل محمد بن أبي بكر في سنة 38).

وفي تاريخ دمشق:49/427: (وقدم عمرو بن العاص على معاوية بعد فتحه مصر فعمل معاوية طعاماً ، فبدأ بعمرو وأهل مصر فغداهم ، ثم خرج أهل مصر واحتبس عمرواً عنده ، ثم أدخل أهل الشام فتغدوا ، فلما فرغوا من الغداء قالوا: يا أبا عبد الله بايع ! قال: نعم ، على أن لي عشراً يعني مصر ! فبايعه على أن له ولاية مصر ما كان حياً . فبلغ ذلك علياً فقال ما قال) . انتهى. ويقصد به قول أمير المؤمنين عليه السلام : (إنه لم يبايع معاوية حتى شرط له أن يؤتيه أتية ، ويرضخ له على ترك الدين رضيخة)! (نهج البلاغة:1/148) أوقوله عليه السلام: ( كرَّ على العاصي بن العاصي فاستماله فمال إليه ، ثم أقبل به بعد أن أطعمه مصر ! وحرامٌ عليه أن يأخذ من الفئ دون قسمه درهماً). ( الخصال:378)

وفي تاريخ اليعقوبي:2/221: (وكانت مصر والمغرب لعمرو بن العاص طعمةً شرطها له يوم بايع ! ونسخة الشرط: هذا ما أعطى معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص مصر أعطاه أهلها فهم له حياته ، ولا تنقص طاعته شرطاً . فقال له وردان مولاه: فيه الشعر من بدنك ، فجعل عمرو يقرأ الشرط ولا يقف على ما وقف عليه وردان ! فلما ختم الكتاب وشهد الشهود قال له وردان: وما عمرك أيها الشيخ إلا كظمإ حمار (مثل لقصر المدة) ! هلا شرطت لعقبك من بعدك؟ فاستقال معاوية فلم يقله ، فكان عمرو لايحمل إليه من مالها شيئاً ، يفرق الأعطية في الناس ، فما فضل من شئ أخذه لنفسه).انتهى .

وفي تاريخ الطبري:4/74: (قال له معاوية مجيباً أهمك يا ابن العاص ما أهمك !! وذلك لأن عمرو بن العاص كان صالح معاوية حين بايعه على قتال علي بن أبي طالب على أن له مصر طعمةً ما بقي). ولم يتمتع بها ابن العا ص إلا سنتين وكسراً !

ملاعلي
22-08-2008, 09:19 PM
9- قَتْلُهُ الصحابي مالك الأشتر رحمه الله



(مالك الأشتر بن الحارث...بن مالك بن النخع).(معجم الشعراء:1/172).(قدس الله روحه ورضي الله عنه ، جليل القدر عظيم المنزلة ، كان اختصاصه بعلي عليه السلام أظهر من أن يخفى، وتأسف أمير المؤمنين عليه السلام لموته وقال: لقد كان لي كما كنت لرسول الله صلى الله عليه وآله ). (الخلاصة للعلامة الحلي ص276) .

وفي معجم رجال الحديث للسيد الخوئي:15/168: (قال الكشي: ذكر أنه لما نعي الأشتر مالك بن الحارث النخعي إلى أمير المؤمنين عليه السلام تأوه حزناً وقال: رحم الله مالكاً وما مالك ! عزَّ عليَّ به هالكاً ، لو كان صخراً لكان صلداً ، ولو كان جبلاً لكان فنداً ، وكأنه قد مني قداً). انتهى .

كان مالك من شجعان العالم ، قوي الروح والبنية طويل القامة، وكان هو وعَديُّ بن حاتم (يركب الفرس الجسام فتخط إبهاماه في الأرض).(المحبر: 113) .

صحابي عدوه في التابعين:

عدُّوه في التابعين لكن بعض العلماء ألف رسالة في إثبات صحبته للنبي صلى الله عليه وآله . (الذريعة:7/37) وفي ذلك نصوص عديدة ! لكن أكثر رواة الخلافة لم يذكروه في وفادة النخع على النبي صلى الله عليه وآله ودعائه لهم ، كما في أسد الغابة:1/61 !


* *

طمسوا دوره في حرب مسيلمة:


ذكر له أسامة بن منقذ في كتاب الإعتبار ص26 ، دوراً حاسماً في قتال مسيلمة الكذاب والمرتدين معه من بني حنيفة ، وأنه قتل فارسهم المشهور ، قال:

(فكان أبو مسيكه الأيادي مع بني حنيفة وكانوا أشد العرب شوكه ، وكان مالك الأشتر في جيش أبي بكر ، فلما تواقفوا برز مالك بين الصفين وصاح يا أبا مسيكة فبرز له فقال: ويحك يا أبا مسيكة! بعد الإسلام وقراءة القرآن ، رجعت إلى الكفر؟! فقال: إياك عني يا مالك ، إنهم يحرمون الخمر ولا صبر لي عنها .

قال: هل لك في المبارزة ؟ قال: نعم . فالتقيا بالرماح ، والتقيا بالسيوف ، فضربه أبو مسيكة فشق رأسه وشتر عينه ، وبتلك الضربه سمي الأشتر . فرجع وهو معتنق رقبه فرسه إلى رحله واجتمع له قوم من أهله وأصدقائه يبكون . فقال لأحدهم: أدخل يدك في فمي، فأدحل إصبعه في فمه فعضها مالك فالتوى الرجل من الوجع! فقال مالك: لابأس على صاحبكم ، يقال إذا سلمت الأضراس سلم الرا س! أحشوها يعني الضربة سياقاً وشدوها بعمامة ، فلما حشوها وشدوها قال: هاتوا فرسي قالوا: إلى أين قال إلى أبي مسيكة ! فبرز بين الصفين وصاح يا أبا مسيكة! فخرج إليه مثل السهم ، فضربه مالك بالسيف على كتفه فشقها إلى سرجه فقتله . ورجع مالك إلى رحله فبقي أربعين يوماً لايستطيع الحراك ، ثم أبلَّ وعوفي من جرحه ذلك).


* *

طمسوا دوره في معارك الفتوحات:

وكان له في الفتوحات دورٌ مميز ، في معارك فتح العراق وفارس ، وكان السبب في انتصار المسلمين في معركة اليرموك ! لكنهم غطوا على دوره كغيره من القادة الشيعة ! فقد روى الطبري:2/597: (عن أرطأة بن جهيش قال كان الأشتر قد شهد اليرموك ولم يشهد القادسية ، فخرج يومئذ رجل من الروم فقال من يبارز؟ فخرج إليه الأشتر فاختلفا ضربتين فقال للرومي خذها وأنا الغلام الأيادي! فقال الرومي: أكثر الله في قومي مثلك ، أما والله لولا أنك من قومي لأزرت الروم ، فأما الآن فلا أعينهم). (ورواه في تاريخ دمشق:56/379)

وذكر غير الطبري أن هذا الرومي كان فارس الروم في اليرموك ، وأنه كان كعمرو بن ود فارس العرب ، فلم يبرز اليه من المسلمين إلا مالك ، فضربه ففر جريحاً ، فذهل الروم وتغيرت كفة المعركة لمصلحة المسلمين.قال الواقدي:1/242: (وخرج ماهان إلى القتال وهو كأنه جبل ذهب يبرق ، وأقبل حتى وقف بين الصفين ودعا إلى البراز وخوف باسمه....فابتدر مالك ماهان....فقال له ماهان: أنت صاحب خالد بن الوليد؟ قال: لا ، أنا مالك النخعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ! فقال ماهان: لابد لي من الحرب ثم حمل على مالك ، وكان من أهل الشجاعة فاجتهدا في القتال ، فأخرج ماهان عموده وضرب به مالكاً على البيضة التي على رأسه فغاصت في جبهة مالك فشترت عينيه ، فمن ذلك اليوم سمي بالأشتر ، قال: فلما رأى مالك ما نزل به من ضربة ماهان عزم على الرجوع ، ثم فكر فيما عزم عليه فدبَّرَ نفسه وعلم أن الله ناصره ، قال والدم فائرٌ من جبهته وعدو الله يظن أنه قتل مالكاً ، وهو ينظره متى يقع عن ظهر فرسه ! وإذا بمالك قد حمل وأخذته أصوات المسلمين يا مالك إستعن بالله يعنك على قرينك ، قال مالك: فاستعنت بالله عليه وصليت على رسول الله صلى الله عليه وآله وضربته ضربة عظيمة فقطع سيفي فيه قطعاً غير موهن فعلمت أن الأجل حصين ، فلما أحس ماهان بالضربة ولى ودخل في عسكره !

قال الواقدي:ولما ولى ماهان بين يدي مالك الأشتر منهزماً صاح خالد بالمسلمين: يا أهل النصر والبأس إحملوا على القوم ما داموا في دهشتهم ، ثم حمل خالد ومن معه من جيشه ، وحمل كل الأمراء بمن معهم ، وتبعهم المسلمون بالتهليل والتكبير فصبرت لهم الروم بعض الصبر ، حتى إذا غابت الشمس وأظلم الأفق انكشف الروم منهزمين بين أيديهم ، وتبعهم المسلمون يأسرون ويقتلون كيف شاءوا ، فقتلوا منهم زهاء من مائة ألف وأسروا مثلها..).

وقال الواقدي في ص462: (والتقى مالك الأشتر بيورنيك الأرمني فلما عاين زيه علم أنه من ملوكهم ، فطعنه في صدره فأخرج السنان من ظهره).

وذكر البلاذري في فتوح البلدان:1/194، أنه كان قائداً في فتح أنطاكية .وذكر في ص630 في القادة أبا ذر والأشتر في محاصرة مدينة ساحلية..الخ. وفي:1/302 ، وما بعدها كيف خطط مالك لفتح حلب ، ثم كيف فتح حصن عزار ، واستخلف عليه سعيد بن عمرو الغنوي ، ورجع الى أبي عبيدة ، فكتب أبو عبيدة الى عمر بالنصر) .


كما أن عدداً من المصادر نصت على أن مالكاً رحمه الله جاء من معركة اليرموك مدداً للمسلمين في القادسية وشهدها . ففي طبقات ابن سعد:6/405: (أخبرنا طلق بن غنام قال شهد جدي مالك بن الحارث القادسية... وتوفي طلق بن غنام في رجب سنة إحدى عشرة ومائتين في خلافة المأمون وكان ثقة صدوقاً) .

وروى له أبو تمام في ديوان الحماسة:1/39 بيت شعر ، قال:

(وتلقنى يشتد بي أجردٌ مستقدم البركة كالراكب.. هو مالك بن الحارث أحد بني النخع والأشتر لقب له ، كان شاعراً يمانياً من شعراء الصحابة ، شهد حرب القادسية أيام عمر بن الخطاب التي كانت بين المسلمين والفرس ، وكان لعلي في حروبه مثل ما كان علي لرسول الله صلى الله عليه وآله ).

وذكر أبو الفرج في الأغاني:15/208، أنه كان في القادسية مع عمرو بن معدي كرب: (قال أبو عبيدة في رواية أبي زيد عمر بن شبة شهد عمرو بن معدي كرب القادسية وهو ابن مائة وست سنين ، وقال بعضهم بل ابن مائة وعشر ، قال: ولما قتله العلج عبر نهر القادسية هو وقيس بن مكشوح المرادي ومالك بن الحارث الأشتر). ( وكذا في معاهد التنصيص للعباسي ص429)

وفي مصنف ابن أبي شيبة:7/718: (عن الأعمش عن مالك بن الحارث أو غيره قال: كنت لاتشاء أن تسمع يوم القادسية: أنا الغلام النخعي ، إلا سمعته).

وفي المصنف:8/14، (فقال عمر: ما شأن النخع ، أصيبوا من بين سائر الناس أفرَّ الناس عنهم؟ قالوا: لا ، بل وَلُوا أعظم الأمر وحدهم).( ونحوه في الإصابة:1/196).


وهذا التعتيم يدل على تعصب رواة الخلافة ضد الأشتر والنخعيين ، لتشيعهم !

روى الطبري نفسه في:3/78 ، عن الأسود النخعي: (قال شهدت القادسية فلقد رأيت غلاماً منا من النخع يسوق ستين أو ثمانين رجلاً من أبناء الأحرار ! فقلت لقد أذل الله أبناء الأحرار) . وفي مصنف ابن أبي شيبة:8/15، أن النخع كانوا في القادسية ألفين وأربع مئة ، أي ربع جيش المسلمين ، وأن ثقل المعركة كان عليهم .

وفي تاريخ الطبري:3/82 ، أنهم هاجروا من اليمن مع عوائلهم ، وزوجوا سبع مائة بنت الى المسلمين وخاصة الأنصار. (ونحوه في تاريخ دمشق:65/100، وذكر أن نصف النخع الآخر توجه الى الشام) .


* *

نفي عثمان الأشتر وزعماء الكوفة الى الشام

كانت قبيلة النخع في الكوفة ورئيسهم مالك ، لكن كان له نفوذ على عامة قبائل اليمن ، ولم يكن أكثر منه نفوذاً إلا الأشعث بن قيس ، زعيم قبائل كندة .

وكان الأشتر الناطق الرسمي باسم زعماء الكوفة الى دار الخلافة في زمن عمر وعثمان ، وقد وفد شاكياً مظالم الوالي الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي الذي كان أبوه صاحب خمارة في مكة وعدواً لدوداً للنبي صلى الله عليه وآله ، وكان ابنه الوليد مدمن خمر حتى صلى الصبح ثمان ركعات ، وتقيأ خمراً في محراب مسجد الكوفة ! ففي صحيح مسلم:5/126: ( قال شهدت عثمان بن عفان وأتيَ بالوليد قد صلى الصبح ركعتين ثم قال أزيدكم فشهد عليه رجلان أحدهما حمران أنه شرب الخمر وشهد آخر أنه رآه يتقيأ ! فقال عثمان إنه لم يتقيأ حتى شربها ، فقال: يا علي قم فاجلده ، فقال علي: قم يا حسين فاجلده ، فقال الحسن: ول حارها من تولى قارها فكأنه وجد عليه ، فقال، يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده ، فجلده وعليٌّ يعد).

(والأم للشافعي:7/192، ومجموع النووي:20/116، وفتح الوهاب:2/287، ومغني الشربيني:4/189، ومسند أحمد:1/82 ، و140، و145، وسنن الدارمي:2/175، و ابن ماجة:2/858 ، وأبي داود:2/359، وسنن البيهقي:8/318 ، , والسيرة الحلبية:2/592 ، والغدير:8/120).

فاستبدله عثمان بسعيد بن العاص الأموي ، فطهر سعيد المنبر وحاول أن يتألف المسلمين ، لكن تعصبه الأموي واستهتاره بالمسلمين أغضب أهل الكوفة عليه !

قال الطبري:3/365: (قدم سعيد بن العاص الكوفة فجعل يختار وجوه الناس يدخلون عليه ويسمرون عنده ، وأنه سمر عنده ليلة وجوه أهل الكوفة منهم مالك بن كعب الأرحبي ، والأسود بن يزيد ، وعلقمة بن قيس النخعيان ، وفيهم مالك الأشتر في رجال ، فقال سعيد: إنما هذا السواد بستان لقريش ! فقال الأشتر: أتزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا ، بستان لك ولقومك ! والله ما يزيد أوفاكم فيه نصيباً إلا أن يكون كأحدنا)!

وقال الطبري:3/365 ، إن سعيد بن العاص كتب الى عثمان: (إن رهطاً من أهل الكوفة سماهم له عشرة يؤلبون ويجتمعون على عيبك وعيبي والطعن في ديننا ! وقد خشيت إن ثبت أمرهم أن يكثروا ، فكتب عثمان إلى سعيد أن سيِّرهم إلى معاوية ، ومعاوية يومئذ على الشام ، فسيرهم وهم تسعة نفر إلى معاوية ، فيهم مالك الأشتر ، وثابت بن قيس بن منقع ، وكميل بن زياد النخعي ، وصعصعة بن صوحان... أن معاوية لما عاد إليهم من القابلة وذكَّرهم ، قال فيما يقول: وإني والله ما آمركم بشئ إلا قد بدأت فيه بنفسي وأهل بيتي وخاصتي ! وقد عرفت قريش أن أبا سفيان كان أكرمها وابن أكرمها ، إلا ما جعل الله لنبيه نبي الرحمة(ص)... وإني لأظن أن أبا سفيان لو ولد الناس ، لم يلد إلا حازماً !

قال صعصعة: كذبت ! قد ولدهم خير من أبي سفيان ، من خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة فسجدوا له ، فكان فيهم البر والفاجر والأحمق والكيس ! فخرج تلك الليلة من عندهم ، ثم أتاهم القابلة فتحدث عندهم طويلاً ثم قال: أيها القوم ردوا عليَّ خيراً أو اسكتوا ، وتفكروا وانظروا فيما ينفعكم وينفع أهليكم وينفع عشائركم ، وينفع جماعة المسلمين ، فاطلبوه تعيشوا ونعش بكم . فقال صعصعة: لست بأهل ذلك ، ولا كرامة لك أن تطاع في معصية الله !

فقال: أوليس ما ابتدأتكم به إن أمرتكم بتقوى الله وطاعته وطاعة نبيه (ص)وأن تعتصموا بحبله جميعاً ولا تفرقوا ؟ قالوا: بل أمرت بالفرقة وخلاف ما جاء به النبي(ص) ! قال: فإني آمركم الآن إن كنت فعلت فأتوب إلى الله وآمركم بتقواه وطاعته وطاعة نبيه(ص)ولزوم الجماعة وكراهة الفرقة ، وأن توقروا أئمتكم وتدلوهم على كل حسن ما قدرتم ، وتعظوهم في لين ولطف.... فقال صعصعة: فإنا نأمرك أن تعتزل عملك فإن في المسلمين من هو أحق به منك ! قال: من هو؟ قال من كان أبوه أحسن قدماً من أبيك، وهو بنفسه أحسن قَدماً منك في الإسلام !

فقال: والله إن لي في الإسلام قَدماً ولغيري كان أحسن قَدماً مني ، ولكنه ليس في زماني أحد أقوى على ما أنا فيه مني ، ولقد رأى ذلك عمر بن الخطاب فلو كان غيري أقوى مني لم يكن لي عند عمر هوادة...الخ.) ! ( وذكر في كشف الخفاء:2/275، قول معاوية: لو ولد أبو سفيان الخلق كانوا عقلاء ، وجواب صعصعة).

ووصف الطبري في:3/365 ،آخر جلسة لمعاوية معهم ، بعد أن أمضوا مدة في الشام: (فوثبوا عليه (على معاوية بعد نقاشهم معه)فأخذوا برأسه ولحيته ! فقال: مهْ ، إن هذه ليست بأرض الكوفة ، والله لو رأى أهل الشأم ما صنعتم بي وأنا إمامهم ، ما ملكت أن أنهاهم عنكم حتى يقتلوكم ، فلعمري إن صنيعكم ليشبه بعضه بعضاً ! ثم قام من عندهم فقال: والله لا أدخل عليكم مدخلاً ما بقيت ! ثم كتب إلى عثمان:

(لعبد الله عثمان أمير المؤمنين من معاوية بن أبي سفيان ، أما بعد يا أمير المؤمنين فإنك بعثت إليَّ أقواماً يتكلمون بألسنة الشياطين وما يملون عليهم ، ويأتون الناس زعموا من قبل القرآن ، فيشبهون على الناس! وليس كل الناس يعلم ما يريدون ، وإنما يريدون فرقة ويقربون فتنة ! قد أثقلهم الإسلام وأضجرهم ، وتمكنت رقى الشيطان من قلوبهم ، فقد أفسدوا كثيراً من الناس ممن كانوا بين ظهرانيهم من أهل الكوفة ، ولست آمن إن أقاموا وسط أهل الشأم أن يغروهم بسحرهم وفجورهم ، فارددهم إلى مصرهم فلتكن دراهم في مصرهم الذي نجم فيه نفاقهم ، والسلام . فكتب إليه عثمان يأمره أن يردهم إلى سعيد بن العاص بالكوفة ، فردهم إليه ، فلم يكونوا إلا أطْلَقَ ألسنةً منهم حين رجعوا ! وكتب سعيد إلى عثمان يضجُّ منهم ، فكتب عثمان إلى سعيد أن سيِّرْهُمْ إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وكان أميراً على حمص ، وكتب إلى الأشتر وأصحابه: أما بعد ، فإني قد سيرتكم إلى حمص ، فإذا أتاكم كتابي هذا فاخرجوا إليها ، فإنكم لستم تألون الإسلام وأهله شراً ، والسلام . فلما قرأ الأشتر الكتاب قال: اللهم أسوأنا نظراً للرعية ، وأعملنا فيهم بالمعصية فعجل له النقمة ! فكتب بذلك سعيد إلى عثمان ، وسار الأشتر وأصحابه إلى حمص ، فأنزلهم عبد الرحمن بن خالد الساحل ، وأجرى عليهم رزقاً).انتهى.

وقال الطبري في:3/367: (فكتب سعيد بن العاص إلى عثمان يخبره بأمرهم فكتب إليه أن سيرهم إلى الشام وألْزِمْهُمْ الدروب...). انتهى .


أقول: تدل هذه الروايات الحكومية على قوة شخصياتهم ومنطقهم ، واسترخاصهم لمعاوية وبني أمية ، وأنهم كانوا مؤمنين أصحاب ثقافة قرآنية وحديثية عبَّر عنها معاوية بقوله الجاهلي: (قد أثقلهم الإسلام وأضجرهم ، وتمكنت رقى الشيطان من قلوبهم ، فقد أفسدوا كثيراً من الناس ممن كانوا بين ظهرانيهم من أهل الكوفة ولست آمن إن أقاموا وسط أهل الشا أن يغروهم بسحرهم وفجورهم) ! ومعنى قول عثمان لابن خالد: ألزمهم الدروب ، أي ضعهم في الطرق التي يَغِيرُ منها الروم على المسلمين ، وهي مناطق خطرة ، لعلهم يُقتلون !

وكانت لهم قصص مع عبد الرحمن بن خالد كقصصهم مع معاوية في التبعيد الأول ، فاضطروا الى إرجاعهم الى الكوفة ! فعادوا وهم أقوى لالتفاف المسلمين حولهم ، وذهب وفد الكوفة الى المدينة برئاسة مالك الأشتر يطالبون عثمان بإصلاح الوضع وتغيير الوالي ابن العاص ، فلم يستجب عثمان وكان الوالي في المدينة ، فمنعه مالك من دخول الكوفة ، وفرض على عثمان تغييره بالقوة !

قوم صالحون يجهزون جنازة أبي ذر رحمه الله :

كان الأشتر مع مئتي راكب من اليمانيين عائدين من الحج ، فشاهدوا امرأة في الربذة على قارعة الطريق تلوِّح بثوب أسود ، وإذا بها ابنة أبي ذر الذي نفاه عثمان الى الربذة ، فأخبرتهم أنه توفي ودعتهم الى القيام بمراسم دفنه .

في اختيار معرفة الرجال:1/283: (مكث أبو ذر رحمه الله بالربذة حتى مات . فلما حضرته الوفاة قال لامرأته: إذبحي شاة من غنمك واصنعيها ، فإذا نضجت فاقعدي على قارعة الطريق ، فأول ركب ترينهم قولي ياعباد الله المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قد قضى نحبه ولقي ربه فأعينوني عليه وأجيبوه ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني أني أموت في أرض غربة ، وأنه يلي غسلي ودفني والصلاة عليَّ رجال من أمتي صالحون . محمد بن علقمة بن الأسود النخعي قال: خرجت في رهط أريد الحج ، منهم مالك بن الحارث الأشتر ، وعبد الله بن الفضل التميمي ، ورفاعة بن شداد البجلي حتى قدمنا الربذة ، فإذا امرأة على قارعة الطريق تقول: يا عباد الله المسلمين ، هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله هلك غريباً ، ليس لي أحد يعينني عليه ، قال: فنظر بعضنا إلى بعض وحمدنا الله على ما ساق إلينا ، واسترجعنا على عظم المصيبة ، ثم أقبلنا معها ، فجهزناه وتنافسنا في كفنه حتى خرج من بيننا بالسواء ، ثم تعاونا على غسله حتى فرغنا منه ، ثم قدمنا مالك الأشتر فصلى بنا عليه ، ثم دفناه ، فقام الأشتر على قبره ثم قال: اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله عبدك في العابدين ، وجاهد فيك المشركين ، لم يغير ولم يبدل ، لكنه رأى منكراً فغيره بلسانه وقلبه حتى جفي ونفي وحرم واحتقر ثم مات وحيداً غريباً ، اللهم فاقصم من حرمه ونفاه من مهاجره وحرم رسولك ! قال: فرفعنا أيدينا جميعاً وقلنا: آمين . ثم قدمت الشاة التي صنعت ، فقالت: إنه قد أقسم عليكم ألا تبرحوا حتى تتغدوا ، فتغدينا وارتحلنا). انتهى .


ولكن رواة الخلافة بخلوا على مالك الأشتر وصحبه بهذا التوفيق في تجهيز أبي ذر ، فزعموا أن الذي صلى عليه عبدالله بن مسعود ! (في الحاكم وأبي نعيم وأبي عمر: ليموتن أحدكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين . وفي البلاذري: يلي دفنه رهط صالحون . وقد دفنه مالك الأشتر وأصحابه الكوفيون ، أنساب الأشراف:5/55 ، وحلية الأولياء:1/17 ، والحاكم:3/337 ، والإستيعاب:1/83 ، وقال ابن أبي الحديد:3/416: هذا الحديث يدل فضيلة عظيمة للأشتر رحمه الله وهي شهادة قاطعة من النبي بأنه مؤمن). (الغدير:9/41، بتصرف).وسبب بخلهم على الأشتر بشهادة النبي صلى الله عليه وآله أنهم يريدون أن يمدحوا عثمان بأنه تأثر لموت أبي ذر وضم ابنته الى عياله! (الطبري:3/354) .

قال في أسد الغابة:5/188: (وفي ذكر موته وصلاة عبد الله بن مسعود عليه ومن كان معه في موته ، ومقامه بالربذة ، أحاديث لانطوِّل بذكرها . وكان أبو ذر طويلاً عظيماً أخرجه أبو عمرو). انتهى. (وراجع مستدرك الحاكم:3/51).


خطبة الأشتر عند بيعة أمير المؤمنين عليه السلام


في تاريخ اليعقوبي:2/179 : (وقام صعصعة بن صوحان فقال: والله يا أمير المؤمنين ، لقد زينت الخلافة وما زانتك ، ورفعتها وما رفعتك ، ولهي إليك أحوج منك إليها . ثم قام مالك بن الحارث الأشتر فقال: أيها الناس ، هذا وصي الأوصياء ، ووارث علم الأنبياء ، العظيم البلاء ، الحسن الغناء ، الذي شهد له كتاب الله بالإيمان ، ورسوله بجنة الرضوان . من كملت فيه الفضائل ، ولم يشك في سابقته وعلمه وفضله الأواخر ، ولا الأوائل). انتهى .

ثم كان الأشتر مع أمير المؤمنين عليه السلام عضده في حربه وسلمه ، وقد تقدمت بعض مواقفه ودوره العظيم في حرب الجمل وصفين، ثم نصبه أمير المؤمنين عليه السلام والياً على الجزيرة والموصل ، فبقي فيها حتى أرسل اليه أن يستخلف أحداً ويحضر اليه فأرسله الى مصر فاستخلف شبيب بن عامر على الجزيرة). (أنساب الأشراف ص471).


رسالة الإمام عليه السلام الى أهل مصر وعهده الى مالك الأشتر:

وفي أمالي المفيد ص81: (فخرج مالك الأشتر رضي الله عنه فأتى رحله وتهيأ للخروج إلى مصر ، وقدَّم أمير المؤمنين عليه السلام أمامه كتاباً إلى أهل مصر:

بسم الله الرحمن الرحيم ، سلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، وأسأله الصلاة على نبيه محمد وآله ، وإني قد بعثت إليك عبداً من عباد الله ، لاينام أيام الخوف ، ولا ينكل عن الأعداء حذار الدوائر ، من أشد عبيد الله بأساً ، وأكرمهم حسباً ، أضر على الفجار من حريق النار ، وأبعد الناس من دنس أو عار ، وهو مالك بن الحارث الأشتر ، لا نابي الضرس ولا كليل الحد ، حليم في الحذر رزين في الحرب ، ذو رأي أصيل ، وصبر جميل ، فاسمعوا له وأطيعوا أمره ، فإن أمركم بالنفير فانفروا ، وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا ، فإنه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري ، فقد آثرتكم به على نفسي نصيحة لكم ، وشدة شكيمة على عدوكم . عصمكم الله بالهدى وثبتكم التقوى ، ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته). انتهى .


أما عهد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لمالك الأشتر ، فهو يبلغ ثلاثين صفحة ، وهو وثيقة سياسية إدارية حقوقية ترسم للحاكم كيفية إدارة الدولة . وقد عرف قيمته بعض الحقوقيين الغربيين كما قرأت ، فجعلوه مصدراً فيما لانص قانوينياً فيه !


قتل معاوية مالك الأشتر بالسُّم


في أمالي المفيد ص82: (ولما تهيأ مالك الأشتر للرحيل إلى مصر كتب عيون معاوية بالعراق إليه يرفعون خبره ، فعظم ذلك على معاوية ، وقد كان طمع في مصر فعلم أن الأشتر إن قدمها فاتته ، وكان أشد عليه من ابن أبي بكر ، فبعث إلى دهقان من أهل الخراج بالقلزم أن علياً قد بعث بالأشتر إلى مصر وإن كفيتنيه سوغتك خراج ناحيتك ما بقيت ، فاحتل في قتله بما قدرت عليه . ثم جمع معاوية أهل الشام وقال لهم: إن علياً قد بعث بالأشتر إلى مصر ، فهلموا ندعو الله عليه يكفينا أمره ، ثم دعا ودعوا معه ! وخرج الأشتر حتى أتى القلزم ، فاستقبله ذلك الدهقان فسلم عليه وقال له: أنا رجل من أهل الخراج ولك ولأصحابك علي حق في ارتفاع أرضي فانزل عليَّ أقم بأمرك وأمر أصحابك وعلف دوابك واحتسب بذلك لي من الخراج . فنزل عليه الأشتر ، فأقام له ولأصحابه بما احتاجوا إليه ، وحمل إليه طعاما دس في جملته عسلاً جعل فيه سماً ، فلما شربه الأشتر قتله ومات من ذلك ! وبلغ معاوية خبره فجمع أهل الشام وقال لهم: أبشروا فإن الله تعالى قد أجاب دعاءكم ، وكفاكم الأشتر وأماته ، فسروا بذلك واستبشروا به) !! انتهى .

وقد ذكرنا في قتل معاوية لعبد الرحمن بن خالد ، عدة مصادر لقول معاوية عندما بلغه نجاح خطته في قتل مالك الأشتر بالسم: (إن لله جنوداً من عسل)!

وفي المستطرف ص154: وقال أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي في كتاب الأمثال: ومعاوية أيضاً حين بلغه أن الأشتر سقي شربة عسل فيها سم فمات: إن لله جنوداً منها العسل). وفي ص352: (فقال معاوية: إن لله جنوداً منها العسل).

وفي نهاية الإرب ص4465: (وبلغ معاوية مسيره ، فدس إلى دهقان بالعريش فقال: إن قتلت الأشتر فلك خراجك عشرين سنة... فسمَّه وأتاه به فشربه فمات).

وفي تاريخ البخاري:7/311: (فقال عمرو بن العاص إن لله جنوداً من عسل).

وفي البدء والتاريخ:440: (كتب معاوية إلى دهقان العريش إن أنت قتلت الأشتر فلك خراجه عشرين سنة ، فأخرج له سويقاً وجعل فيه سماً ، فلما شربه الأشتر يبس مكانه ! فقال معاوية: لما بلغه: ما أبردها على الفؤاد ! إن لله جنوداً من عسل)!



مشهد مالك الأشتر رحمه الله في القاهرة


(لما سار الأشتر إلى مصر أخذ في طريق الحجاز فقدم المدينة فجاءه مولى لعثمان يقال له نافع وأظهر له الود ، فلم يزل معه إلى عين شمس (أعني المدينة الخراب خارج مصر بالقرب من المطرية) فلما وصل إلى عين شمس تلقاه أهل مصر بالهدايا ، وسقاه نافع العسل فمات. وهذه الرواية هي أقرب الروايات إلى الواقع ، وتؤكد صحة موضع قبره بمنطقة القلج الآن بالقرب من بلدة الخانكة ، وهذه المنطقة واقعة ضمن حدود مدينة عين شمس القديمة. وأكثر زوار مرقد مالك الأشتر من العرب والأجانب ، فشهرته محدودة وسط المصريين ، ولذلك يلقبونه بالشيخ العجمي ! وقد تم تجديد مرقده مؤخراً على أيدي طائفة البهرة الإسماعيليين ، ودفن إلى جواره شقيق شيخ البهرة . ويقع مرقده وسط بستان تحيط به مناطق زراعية بدأ الزحف السكاني يطغي عليها). (الشيعة في مصر لصالح الورداني ص108).

ملاعلي
22-08-2008, 09:20 PM
10- قَتْلُهُ الصحابي حجر بن عدي الكندي رحمه الله


حجر بن عدي الكندي رحمه الله صحابي جليل: وفارس من كبار قادة الفتوحات ، كان كثير العبادة حتى وصفوه براهب الصحابة ، قال الحاكم في المستدرك:3/468: (ذكر مناقب حجر بن عدي رضي الله عنه ، وهو راهب أصحاب محمد صلى الله عليه وآله ) .

( وفد على النبي صلى الله عليه وآله هو وأخوه هانئ بن عدي وشهد القادسية ، وشارك في فتح الشام وهو الذي فتح مرج عذراء الذي قتل فيه ! (تاريخ الطبري:3/135 ، والغارات للثقفي:2/812 ، والمحبر لابن حبيب ص292 ، وأخبار الشعراء للمرزباني ص49 ، والمنتخب مذيل الطبري ص149، والطبقات:6/217) .

وكان قائد ميمنة المسلمين في معركة جلولاء وصفين.(الأخبار الطوال ص127)


* *

وكان في صفين قائد ميمنة علي عليه السلام : ( تاريخ الطبري:4/63). وقائد قوات كندة (تاريخ خليفة146 ، والغارات:1/51) وكان من عظماء أصحاب علي ، وأراد أن يوليه رياسة كندة ويعزل الأشعث بن قيس ، وكلاهما من ولد الحارث بن عمرو آكل المرار فأبى حجر بن عدي أن يتولى الأمر والأشعث حي). (الأخبار الطوال:ص224)


* *

وكان باراً بأمه محباً لها: فكان يرتب لها مكان نومها بيديه ، ثم ينام فيه ليطمئن أنه ممهد ! (تاريخ دمشق:12/212 ، ومكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ص76)


* *

وهو أول من خرج لرد غارات معاوية: وطارد الضحاك بن قيس في غارته على مسالح العراق ، فلحقه في تدمر فقتل منهم تسعة عشر رجلاً وقتل من أصحابه رجلان ، وحال بينهم الليل فهرب الضحاك وأصحابه ورجع حجر ومن معه) ( تاريخ الطبري:4/104)


* *

وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام بقتل حجر ظلماً: ففي تاريخ دمشق:12/226: (عن أبي الأسود قال دخل معاوية على عائشة فقالت: ما حملك على قتل حجر وأصحابه؟ فقال: يا أم المؤمنين أني رأيت قتلهم صلاحاً للأمة وأن بقاءهم فساداً للأمة ! فقالت سمعت رسول الله(ص)يقول: سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم أهل السماء). (وفيض القدير:4/166، والغارات:2/812) .

وفي تاريخ دمشق:12/227: (عن ابن زرير الغافقي عن علي بن أبي طالب قال: ياأهل الكوفة سيقتل فيكم سبعة نفر خياركم ، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود).

وفي بحار الأنوار:39/324: عن حجر رحمه الله قال: (قال لي علي عليه السلام : كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت بلعنتي؟ قلت له: كيف أصنع؟ قال: إلعني ولا تبرأ مني فإني على دين الله).

وفي مناقب آل أبي طالب:2/106: (وكذلك أخبر (أمير المؤمنين عليه السلام )بقتل جماعة منهم حجر بن عدي ، ورشيد الهجري ، وكميل بن زياد ، وميثم التمار ، ومحمد بن أكثم ، وخالد بن مسعود ، وحبيب بن المظاهر وجويرية ، وعمرو بن الحمق ، وقنبر ، ومذرع ، وغيرهم ، ووصف قاتليهم وكيفية قتلهم) !


* *

يا أمير المؤمنين نقبل عظتك ونتأدب بأدبك:

في بحار الأنوار:32/399: (وروى نصر عن عبد الله بن شريك قال: خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهران البراءة من أهل الشام فأرسل علي عليه السلام إليهما أن كفَّا عما يبلغني عنكما ، فأتياه فقالا: يا أمير المؤمنين ألسنا محقين؟ قال: بلى . قالا: فلم منعتنا من شتمهم؟ قال: كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين تشتمون وتبرؤون ، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا ومن أعمالهم كذا وكذا ، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر . وقلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم: اللهم أحقن دماءهم ودماءنا ، وأصلح ذات بينهم وبيننا واهدهم من ضلالتهم ، حتى يعرف الحق منهم من جهله ، ويرعوي عن الغي والعدوان منهم من لج به ، لكان أحب إلي وخيراً لكم .

فقالا: يا أمير المؤمنين نقبل عظتك ونتأدب بأدبك) .


* *

وكان حجر يكتب عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( ففي قال: ناولني الصحيفة من الكوة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما سمعت علي بن أبي طالب يذكر أن الطهور نصف الايمان)


* *

وكان معتمد الإمام الحسن عليه السلام : (فلما بلغ (معاوية) جسر منبج تحرك الحسن عليه السلام وبعث حجر بن عدي فأمر العمال بالمسير ، واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه ، ثم خف معه أخلاط من الناس)(الإرشاد:2/10، ومقاتل الطالبيين ص39) .


* *

وقد فضح حجر دور الأشعث بن قيس في قتل أمير المؤمنين عليه السلام : ففي مقاتل الطالبيين ص20 (والأشعث في بعض نواحي المسجد ، فسمع حجر بن عدي الأشعث يقول لابن ملجم: النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح ، فقال له حجر: قتلته يا أعور وخرج مبادراً إلى علي) .


* *

وكان أحد الذين يحسب معاوية حسابهم: (فكتب معاوية إلى المغيرة خذ زيادا وسليمان بن صرد وحجر بن عدي وشبث بن ربعي وابن الكواء وعمرو بن الحمق بالصلاة في الجماعة فكانوا يحضرون معه في الصلاة).(تاريخ الطبري:4/137)


* *

وكان مع أصحابه أربعة عشر: قتل منهم خمسة مع حجر في مرج عذراء ، هم: شريك بن شداد الحضرمي ، وصيفي بن فسيل الشيباني ، وقبيصة بن ضبيعة العبسي ومحرز بن شهاب السعدي ثم المنقري ، وكدام بن حيان العنزي .

أما السابع فهو عبد الرحمن بن حسان العنزي ، وقد بعث به معاوية إلى زياد بن أبيه فدفنه في الكوفة حياً ! وقد توسط لهم الصحابة وزعماء القبائل والشخصيات عند معاوية ، فلم يقبل وساطتهم إلا في سبعة فقط فأطلقهم ، وهم:

كريم بن عفيف الخثعمي ، وعبد الله بن حوية التميمي ، وعاصم بن عوف البجلي ، وورقاء بن سمي البجلي ، والأرقم بن عبد الله الكندي ، وعتبة بن الأخنس من بني سعد بن بكر ، وسعيد بن نمران الهمداني . وكانت شهادة حجر في سنة 51) .(تاريخ دمشق:8/27)


* *

الموت في حب علي عليه السلام شهادة: ففي مختصر أخبار الشعراء للمرزباني ص49: (ولما قدم حجر عذراء قال: ما هذه القرية؟ فقيل: عذراء . فقال: الحمد لله ، أما والله إني لأول مسلم ذكر الله فيها وسجد ، وأول مسلم نبح عليه كلابها في سبيل الله ، ثم أنا اليوم أحمل إليها مصفداً في الحديد ! ثم قال حجر للذي أمر بقتلهم: دعني أصلي ركعتين خفيفتين ، فلما سلم انفتل إلى الناس فقال: لولا أن يقولوا جزع من الموت لأحببت أن يكونا أنفس مما كانتا ، وأيم الله لئن لم تكن صلاتي فيما مضى تنفعني ما هاتان بنافعتيَّ شيئاً ، ثم أخذ ثوبه فتحزم به ، ثم قال لمن حوله من أصحابه: لاتحلوا قيودي فإني أجتمع ومعاوية على هذه المحجة ! ثم مشى إليه هدبة الأعور بالسيف ، فشخص إليه حجر فقال: ألم تقل إنك لم تجزع من الموت؟ فقال: أرى كفناً منشوراً وقبراً محفوراً وسيفاً مشهوراً ، فما لي لا أجزع ! أما والله لئن جزعت لا أقول ما يسخط الرب ! فقال له: فابرأ من علي وقد أعد لك معاوية جميع ما تريد إن فعلت ! فقال: ألم أقل إني لا أقول ما يسخط الرب ! والله لقد أخبرني حبيبي رسول الله (ص) بيومي هذا ! ثم قال: إن كنت أمرت بقتل ولدي فقدمه ، فقدمه فضربت عنقه ، فقيل له: تعجلت الثكل فقال: خفت أن يرى هول السيف على عنقي فيرجع عن ولاية علي عليه السلام فلا نجتمع في دار المقامة التي وعدها الله الصابرين .

ولما حمل عبد الرحمن بن حسان العنزي وكريم بن عفيف الخثعمي ، وكانا من أصحابه قال: العنزي: يا حجر لا تبعد ولا يبعد ثوابك فنعم أخو الإسلام كنت . وقال الخثعمي: يا حجر لا تبعد ولا تفقد فلقد كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، ثم ذهب بهما فأتبعهما حجر بصره ، وقال:

كفى بشفاة القبر بعداً لهالك وبالموت قطاعا لحبل القرائن

ثم التفت إلى بقية أصحابه ، فرأى منهم جزعاً فقال: قال لي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله : يا حجر تقتل في محبة عليٍّ صبراً ، فإذا وصل رأسك إلى الأرض مادت وأنبعت عين ماء فتغسل الرأس! فإذا شاهدتم ذلك فكونوا على بصائركم وقدم فضربت عنقه فلما وصل رأسه إلى الأرض مادت من تحته وأنبعت عين ماء فغسلت الرأس! قال: فجعل أصحابه يتهافتون إلى القتل ، فقال لهم أصحاب معاوية: ياأصحاب علي ماأسرعكم إلى القتل فقالوا:من عرف مستقره سارع إليه).


* *

وظهرت له كرامات في حربه وشهادته: منها أنه طال اصطفاف المسلمين والفرس بعد القادسية ، وكان الفرس على الضفة الأخرى لدجلة ، فتقدم حجر وقرأ: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ . وأقحم فرسه وهو يقول باسم الله ، فعبر وعبر المسلمون على أثره ! فلما رآهم العدو قالوا: ديوان ديوان ! يعني شياطين شياطين(ديوان بالفارسية جمع ديو: الغول الشرير) فهربوا فدخلنا عسكرهم). (كرامات الأولياء اللالكائي ص152، وتفسير ابن كثير:1/419)

وعندما كان محبوساً في بستان في مرج عذراء أصابته جنابة ، فقال للسجان: أعطني من الماء شرابي اليوم وغداً لأتطهر به ، ولا أطلب منك شيئاً . قال: أخاف أن تموت عطشاً فيقول معاوية أنت قتلته ! قال: فبنى حجر حِجَاراً (شبيه الحوض) ودعا الله فأسكبت سحابة فصبت من الماء ما أراد فتطهر حجر ! فقال له بعض أصحابه: لو دعوت الله أن يخلصنا لفعل ! فقال حجر: اللهم خِرْ لنا ، ثلاثاً).

(فيض القدير:4/166، عن ابن الجنيد في كتاب الأولياء ، والغارات:2/812 ، ومختصر أخبار شعراء الشيعة للمرزباني ص49) :

وقيل إن شجر ذلك البستان جفت من يوم شهادته ! (شرح الأخبار:2/171).


* *

وكان له أصحاب محبون له من شخصيات الإسلام وفرسانه: (سعيد بن نمران الهمداني الناعطي ، كان كاتباً لعلي عليه السلام وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وآله أعواماً ، وشهد اليرموك وسار إلى العراق مدداً لأهل القادسية ، وكان من أصحاب حجر بن عدي ، وسيَّره زياد مع حجر إلى الشام ، فأراد معاوية قتله مع حجر ، فشفع فيه حمزة بن مالك الهمداني فخلى سبيله). (أسد الغابة:2/316)


* *

وقتله معاوية بيد أحد كبار المجرمين: ففي تاريخ الطبري:4/190: (فشُدَّ في الحديد ثم حُمل إلى معاوية ، فلما دخل عليه قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته . فقال له معاوية: أمير المؤمنين ! أما والله لا أقيلك ولا أستقيلك ، أخرجوه فاضربوا عنقه ! فأخرج من عنده فقال حجر للذين يلون أمره دعوني حتى أصلى ركعتين فقالوا صله فصلى ركعتين خفف فيهما ثم قال: لولا أن تظنوا بي غير الذي أنا عليه ، لأحببت أن تكونا أطول مما كانتا ، ولئن لم يكن فيما مضى من الصلاة خير فما في هاتين خير . ثم قال لمن حضره من أهله: لا تطلقوا عنى حديداً ولا تغسلوا عنى دماً فإني ألاقي معاوية غداً على الجادة ثم قدم فضربت عنقه). (سمعت أبا داود قال: قتل حجر بن عدي على يدي أبي الأعور السلمي). (سؤالات الآجري:1/331 ، و(وبغية الطلب:5/2108)


* *

وقتل حجر في صفر سنة إحدى وخمسين هجرية: (تاريخ خليفة بن خياط ص160، وتاريخ دمشق: 8/ 27، وقيل سنة 53: مستدرك الحاكم:3/468، ومعارف ابن قتيبة ص178).


* *

واعترف معاوية بقتل حجر ، وأصيب بالهلوسة بإسمه: فكان يقول: (ما قتلت أحداً إلا وأنا أعرف فيمَ قتلتُه وما أردت به ! ما خلا حجر بن عدي ، فإني لا أعرف فيما قتلته !).(تاريخ دمشق:12/231) وأصيب معاوية قبل موته بالهذيان والهلوسة باسم علي عليه السلام وحجر وعمرو بن الحمق ، كما تقدم .


* *

ولم يلعن حجر عليا عليه السلام رغم التهديد: ففي شرح النهج:4/58: (وأمر المغيرة بن شعبة وهو يومئذ أمير الكوفة من قبل معاوية حجر بن عدي أن يقوم في الناس فليلعن علياً ! فأبى ذلك فتوعده فقام فقال: أيها الناس ، إن أميركم أمرني أن ألعن علياً فالعنوه ! فقال أهل الكوفة: لعنه الله وأعاد الضمير إلى المغيرة بالنية والقصد). وفي اختيار معرفة الرجال:1/319 ، أنه قال مثل ذلك عندما طلب منه حاكم اليمن لعن علي عليه السلام في صنعاء) !

وقال في الغدير:9/119: (قاموا إليهم فقالوا: تبرؤون من هذا الرجل(أي علي عليه السلام ) ! قالوا: بل نتولاه ونتبرأ ممن تبرأ منه . فأخذ كل رجل منهم رجلاً وأقبلوا يقتلونهم واحداً واحداً حتى قتلوا ستة). راجع:تاريخ الطبري: 6/141 ، تاريخ ابن عساكر:2/370 ، الكامل لابن الأثير:3/202 ، تاريخ ابن كثير: 7/49 ، والأغاني لأبي الفرج:2/16).


* *

وقد اعترض الإمام الحسين عليه السلام على معاوية: وعائشة ، وعامة الصحابة ، والعلماء .

في الإحتجاج:2/19: (عن صالح بن كيسان قال: لما قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه حج ذلك العام فلقي الحسين بن علي عليه السلام فقال: يا أبا عبد الله هل بلغك ما صنعنا بحجر وأصحابه وأشياعه وشيعة أبيك ؟ فقال عليه السلام : وما صنعت بهم ؟ قال: قتلناهم وكفناهم وصلينا عليهم . فضحك الحسين عليه السلام ثم قال: خصمك القوم يا معاوية ، لكننا لو قتلنا شيعتك ما كفناهم ولا صلينا عليهم ولا قبرناهم ! ولقد بلغني وقيعتك في علي وقيامك ببغضنا ، واعتراضك بني هاشم بالعيوب ، فإذا فعلت ذلك فارجع إلى نفسك ، ثم سلها الحق عليها ولها ، فإن لم تجدها أعظم عيباً فما أصغر عيبك فيك ، وقد ظلمناك يا معاوية فلا توترن غير قوسك ، ولا ترمين غير غرضك ، ولا ترمنا بالعداوة من مكان قريب ، فإنك والله لقد أطعت فينا رجلا ما قدم إسلامه ولا حدث نفاقه ، ولا نظر لك ! فانظر لنفسك أو دع). انتهى .

ويقصد الإمام عليه السلام عمرو المعاص ، ومعناه أن دوره أساسي في خطط معاوية !


وقالت له عائشة: (يا معاوية أما خشيت الله في قتل حجر وأصحابه؟ قال: لست أنا قتلتهم ، إنما قتلهم من شهد عليهم)! (تاريخ الطبري:4/208 ، والإستيعاب:1/331 ، وفي طبعة 238، والسيرة الحلبية:3/163، والروض الأنف:3/366 ،وفي طبعة ص643 وفيه: ( فقال أوَأنا ؟! إنما قتلهم من شهد عليهم) !! ونحوه: أنساب الأشراف ص1265 . وفي الطبقات:6/219، أن عائشة بعثت رسالة الى معاوية ، واعتذرت الرواية بأنها وصلت بعد تنفيذه الإعدام !

وفي تاريخ دمشق:12/228: (وكان ابن عمر في السوق فنعي له حجر ، فأطلق حبوته وقام وغلبه النحيب) .

وقال ابن سيرين: (أربع خصال كن في معاوية ، لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة ، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة ! واستخلافه بعده ابنه سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير . وادعاؤه زياداً وقد قال رسول الله(ص) : الولد للفراش وللعاهر الحجر . وقتله حجراً وأصحاب حجر ، فيا ويلاً له من حجر ! ويا ويلاً له من أصحاب حجر !). انتهى.

واتفقوا على أن العرب ذلت بعد قتل حجر صبراً: ففي تاريخ الطبري: 4/216: (أن الربيع بن زياد ذكر يوما بخراسان حجر بن عدي فقال لا تزال العرب تقتل صبرا بعده ولو نفرت عند قتله لم يقتل رجل منهم صبراً ولكنها أقرت فذلت)!


* *

وهدم زياد دار حجر بأمر معاوية: فقد ذكر الطبري:4/536 ، أن المختار طلب محمد بن الأشعث لأنه من قتلة الحسين عليه السلام فهرب (فبعث إلى داره فهدمها وبنى بلبنها وطينها دار حجر بن عدي الكندي وكان زياد بن سمية قد هدمها).


* *

وأوصى حجر أن يدفنوه بثيابه ودمائه: في مصنف ابن أبي شيبة:3/139: (قال حجر بن عدي لمن حضره من أهل بيته: لا تَغْسلوا عني دماً ولا تُطلقوا عني حديداً ، وادفنوني في ثيابي ، فإني ألتقي أنا ومعاوية على الجادة غداً !). ( ونحوه في تاريخ دمشق:12/225).(أدفنوني في ثيابي فإني أبعث مخاصماً).(الطبقات:6/219).


* *

وقالت الشعراء في رثاء حجر الشهيد الصحابي: ففي الطبقات:6/220: (وقد كانت هند بنت زيد الأنصارية وكانت شيعية ، قالت حين سير بحجر إلى معاوية:


ترفع أيها القمر المنير ترفع هل ترى حجرا يسير

يسير إلى معاوية بن حرب ليقتله كما زعم الخبير

تجبرت الجبابر بعد حجر وطاب لها الخورنق والسدير

وأصبحت البلاد له محولا كأن لم يحيها يوما مطير..الخ.

(والبحار:32/578 ، و:38/22، وتجد كثيراً من الشعر في أمهات المصادر كالطبري وابن عساكر)


* *

كانت له شعبية واسعة في الكوفة ولكنها لم توظف جيداً:

يتساءل المتأمل في شخصية حجر المحبوبة ونفوذه الواسع على قبائل كندة الكبيرة ، المنتشرة في العراق والشام ! وعلى أوساط أخرى من القبائل ، ويتعجب كيف استطاع زياد بن أبيه أن يعتقله مع بضعة عشر زعيماً من وسط قبائلهم ، ويرسلهم مقيدين الى معاوية ، ثم كيف استطاع معاوية أن يقتل نصفهم ، ولم يقبل الوساطات الواسعة إلا في نصفهم؟ ولم تحدث لذلك ردة فعل تذكر ؟!

والجواب: أنه كانت توجد عوامل متعددة ونقاط ضعف في موقف حجر وأصحابه ، لايتسع المجال لدراستها ، وهذه خلاصة أحداث اعتقالهم:

في تاريخ الطبري:4/191: (قال: كنت في شرط زياد ، فقال زياد: لينطلق بعضكم إلى حجر فليدعه . قال فقال لي أمير الشرطة وهو شداد بن الهيثم الهلالي: إذهب إليه فادعه ، قال: فأتيته فقلت: أجب الأمير . فقال أصحابه: لا يأتيه ولا كرامة ! قال فرجعت إليه فأخبرته ، فأمر صاحب الشرطة أن يبعث معي رجالاً ، قال فبعث نفراً قال فأتيناه فقلنا أجب الأمير، قال: فسبونا وشتمونا ، فرجعنا إليه فأخبرناه الخبر ! قال: فوثب زياد بأشراف أهل الكوفة فقال: يا أهل الكوفة أتشجون بيد وتأسون بأخرى ؟! أبدانكم معي وأهواؤكم مع حجر ؟! هذا الهجهاجة الأحمق المذبوب ! أنتم معي وإخوانكم وأبناؤكم وعشائركم مع حجر هذا والله من دحسكم وغشكم والله لتظهرن لي برأتكم أو لآتينكم بقوم أقيم بهم أودكم وصعركم ! فوثبوا إلى زياد فقالوا: معاذ الله سبحانه أن يكون لنا فيما ههنا رأى إلا طاعتك وطاعة أمير المؤمنين ! وكل ما ظننا أن فيه رضاك وما يستبين به طاعتنا وخلافنا لحجر ، فمرنا به ! قال: فليقم كل امرئ منكم إلى هذه الجماعة حول حجر ، فليدع كل رجل منكم أخاه وابنه وذا قرابته ومن يطيعه من عشيرته ، حتى تقيموا عنه كل من استطعتم أن تقيموه ، ففعلوا ذلك فأقاموا جُلَّ من كان مع حجر بن عدي ! فلما رأى زياد أن جل من كان مع حجر أقيم عنه ، قال لشداد بن الهيثم الهلالي ويقال هيثم بن شداد أمير شرطته: إنطلق إلى حجر فإن تبعك فأتني به وإلا فمر من معك فلينتزعوا عمد السوق ، ثم يشدوا بها عليهم حتى يأتوني به ويضربوا من حال دونه ! فأتاه الهلالي فقال: أجب الأمير ، قال فقال أصحاب حجر: لا ولا نعمة عين لا نجيبه ! فقال لأصحابه شدوا على عمد السوق فاشتدوا إليها فأقبلوا بها قد انتزعوها ، فقال عمير بن يزيد الكندي من بني هند وهو أبو العمر طه: إنه ليس معك رجل معه سيف غيري ، وما يغني عنك ! قال فما ترى؟ قال قم من هذا المكان فالحق بأهلك ، يمنعك قومك !

فقام زياد ينظر إليهم وهو على المنبر ، فغشوا بالعمد فضرب رجل من الحمراء يقال له بكر بن عبيد رأس عمرو بن الحمق بعمود فوقع ، وأتاه أبو سفيان بن عويمر والعجلان بن ربيعة وهما رجلان من الأزد فحملاه ، فأتيا به دار رجل من الأزد يقال له عبيد الله بن مالك ، فخبأه بها فلم يزل بها متوارياً حتى خرج منها!.... قال فلما ضرب عمراً تلك الضربة وحمله ذانك الرجلان ، انحاز أصحاب حجر إلى أبواب كندة ، ويضرب رجل من جذام كان في الشرطة رجلاً يقال له عبد الله بن خليفة الطائي بعمود فضربه ، ضربة فصرعه....وينتزع عموداً من بعض الشرط فقاتل به وحمى حجراً وأصحابه حتى خرجوا من تلقاء أبواب كندة وبغلة حجر موقوفة فأتى بها أبو العمرطة إليه ثم قال اركب لا أب لغيرك ، فوالله ما أراك إلا قد قتلت نفسك وقتلتنا معك ! فوضع حجر رجله في الركاب فلم يستطع أن ينهض فحمله أبو العمرطة على بغلته ووثب أبو العمرطة على فرسه فما هو إلا أن استوى عليه حتى انتهى إليه يزيد بن طريف المسلى وكان يغمز ، فضرب أبا العمرطة بالعمود على فخذه ويخترط أبو العمرطة سيفه فضرب به رأس يزيد بن طريف فخر لوجهه ، ثم إنه برأ بعد....

ثم وصفت روايات الطبري وغيره ، لجوء حجر الى النخع ثم الى الأزد ، ثم كيف أخذوا له أماناً من ابن زياد أن لايقتله ، بل يبعثه الى معاوية ! وكيف جاؤوا به الى ابن زياد فأهانه وسجنه ، وتتبع أصحابه فقبض على أكثرهم ، وفر الباقون!

ثم كيف كتب شهادة زور على حجر وأشهد الزعماء والقضاة عليها ثم استحسن شهادة أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، فأمرهم أن يشهدوا عليها ، وهي!

(هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبي موسى لله رب العالمين ، شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة وفارق الجماعة ، ولعن الخليفة ودعا إلى الحرب والفتنة ، وجمع إليه الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة وخلع أمير المؤمنين معاوية ، وكفر بالله عز وجل كفرة صلعاء ! فقال زياد على مثل هذه الشهادة فاشهدوا أما والله لأجهدن على قطع خيط عنق الخائن الأحمق !

فشهد رؤوس الأرباع على مثل شهادته وكانوا أربعة ، ثم إن زيادا دعا الناس فقال: إشهدوا على مثل شهادة رؤوس الأرباع ، فقرأ عليهم الكتاب فقام أول الناس عناق بن شرحبيل بن أبي دهم التيمي تيم الله بن ثعلبة ، فقال بينوا اسمى فقال زياد ابدؤا بأسامي قريش ، ثم اكتبوا اسم عناق في الشهود ، ومن نعرفه ويعرفه أمير المؤمنين بالنصيحة والاستقامة ، فشهد إسحاق بن طلحة بن عبيد الله وموسى بن طلحة ، وإسماعيل بن طلحة بن عبيد الله ، والمنذر بن الزبير ، وعمارة ابن عقبة بن أبي معيط ، وعبد الرحمن بن هناد ، وعمر بن سعد بن أبي وقاص وعامر بن مسعود بن أمية بن خلف ، ومحرز بن جارية بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس ، وعبيد الله بن مسلم بن شعبة الحضرمي ، وعناق بن شرحبيل بن أبي دهم ، ووائل ابن حجر الحضرمي ، وكثير بن شهاب بن حصين الحارثي وقطن بن عبد الله بن حصين ، والسري بن وقاص الحارثي وكتب شهادته وهو غائب في عمله ، والسائب والأقرع الثقفي ، وشبيب بن ربعي ، وعبد الله بن أبي عقيل الثقفي ، ومصقلة بن هبيرة الشيباني ، والقعقاع بن شور الذهلي ، وشداد بن المنذر بن الحارث بن وعلة الذهلي ، وكان يدعى ابن بزيعة فقال ما لهذا أب ينسب إليه ألقوا هذا من الشهود فقيل له:إنه أخو الحصين وهو ابن المنذر ، قال: فانسبوه إلى أبيه ، فنسب إلى أبيه ، فبلغت شدادا فقال ويلي على ابن الزانية أو ليست أمه أعرف من أبيه والله ما ينسب إلا إلى أمه سمية ! وحجار بن أبجر العجلي ، فغضبت ربيعة على هؤلاء الشهود الذين شهدوا من ربيعة وقالوا لهم: شهدتم على أوليائنا وخلفائنا ! فقالوا: ما نحن إلا من الناس ، وقد شهد عليهم ناس من قومهم كثير ، وعمرو بن الحجاج الزبيدي ، ولبيد بن عطارد التميمي ومحمد بن عمير بن عطارد التميمي ، وسويد بن عبد الرحمن التميمي من بنى سعد ، وأسماء بن خارجة الفزاري كان يعتذر من أمره ، وشمر بن ذي الجوشن العامري ، وشداد ومروان ابنا الهيثم الهلاليان ، ومحصن بن ثعلبة من عائذة قريش والهيثم بن الأسود النخعي ، وكان يعتذر إليهم ، وعبد الرحمن بن قيس الأسدي والحارث ، وشداد ابنا الأزمع الهمدانيان ثم الوادعيان ، وكريب بن سلمة بن يزيد الجعفي ، وعبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي ، وزحر بن قيس الجعفي وقدامة بن العجلان الأزدي ، وعزرة بن عزرة الأحمسي ، ودعا المختار بن أبي عبيد وعروة ابن المغيرة بن شعبة ليشهدوا عليه فراغا ، وعمر بن قيس ذي اللحية وهانئ بن أبي حية الوادعيان.

فشهد عليه سبعون رجلا فقال زياد: ألقوهم إلا من قد عرف بحسب وصلاح في دينه فألقوا حتى صيروا إلى هذه العدة ، وألقيت شهادة عبد الله بن الحجاج التغلبي ، وكتبت شهادة هؤلاء الشهود في صحيفة ، ثم دفعها إلى وائل بن حجر الحضرمي وكثير بن شهاب الحارثي ، وبعثهما عليهم وأمرهما أن يخرجا بهم وكتب في الشهود شريح بن الحارث القاضي وشريح بن هانئ الحارثي . فأما شريح فقال: سألني عنه فأخبرته أنه كان صواماً قواماً ، وأما شريح بن هانئ الحارثي فكان يقول: ما شهدت ولقد بلغني أن قد كتبت شهادتي فأكذبته ولمته! وجاء وائل ابن حجر وكثير بن شهاب فأخرج القوم عشية وسار معهم صاحب الشرطة حتى أخرجهم من الكوفة ، فلما انتهوا إلى جبانة عرزم نظر قبيصة بن ضبيعة العبسي إلى داره وهى في جبانة عرزم ، فإذا بناته مشرفات فقال لوائل وكثير: ائذنا لي فأوصى أهلي فأذنا له فلما دنا منهن وهن يبكين سكت عنهن ساعة ، ثم قال: اسكتن فسكتن فقال: اتقين الله عز وجل واصبرن فإنى أرجو من ربى في وجهي هذا إحدى الحسنيين إما الشهادة وهى السعادة ، وإما الانصراف إليكن في عافية ، وإن الذي كان يرزقكن ويكفيني مؤنتكن هو الله تعالى ، وهو حي لا يموت ، أرجو أن لا يضيعكن وأن يحفظني فيكن ، ثم انصرف فمر بقومه فجعل القوم يدعون الله له بالعافية ، فقال: إنه لمما يعدل عندي خطر ما أنا فيه هلاك قومي يقول حيث لا ينصرونني وكان رجا أن يخلصوه). انتهى .

ويظهر من الرواية التالية أن حجراً كان يقف في وجه المغيرة والي معاوية بقوة جمهوره ، فيتراجع المغيرة ! قال البلاذري في أنساب الأشراف ص 1256:

(وروي أن المغيرة لما شتم علياً وقام إليه حجر بن عدي قال له: والله لئن عدت لمثلها لأضربن بسيفي هذا ما ثبت قائمة في يدي ! فكتب المغيرة بذلك إلى معاوية فكتب إليه معاوية: إنك لست من رجاله فداره ، فقال زياد: يا ابن الأدبر أتظن أني كالمغيرة إذ كتب أمير المؤمنين إليه بما كتب به فيك؟ أنا والله من رجالك ورجال من يغمرك رأياً وبأساً ومكيدةً ! وكان زياد قد كتب إلى معاوية في حجر إنه وأصحابه يردون أحكامي وقضاياي ، وكتب يستأذنه في قتله فكتب إليه: ترفق حتى تجد عليه حجة ، فكتب إليه: إني قد وجدت على حجر أعظم الحجة: خلعك وشهد الناس عليه بذلك ). انتهى .

وقد كذب زياد ، ودبر شهود زور على حجر !

ملاعلي
22-08-2008, 09:21 PM
11- قتله الصحابي عمرو بن الحَمِق الخزاعي رحمه الله


قال ابن منظور في لسان العرب:10/69: (والحَمِق: الخفيف اللحية ، وبه سمي عمرو بن الحَمِق ، قتله أصحاب معاوية ، ورأسه أول رأس حمل في الإسلام).

وفي تاج العروس:6/323: ( والحَمِق ككتِف: الخفيف اللحية . عن ابن دريد ، وبه سمي الرجل (عمرو بن الحمق صحابي) وهو ابن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب الخراعي رضي الله عنه ، هاجر بعد الحديبية . يقال إنه هرب في زمن زياد إلى الموصل فنهشته حية فمات . وفي اللسان قتله أصحاب معاوية ، ورأسه أول رأس حمل في الإسلام .

وقال ابن الكلبي في نسب خزاعة: قتله عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي بالجزيرة . قلت: روى عنه جبر بن نفير . وقد يقال فيه عمرو بن الحمق بالضم فالفتح ! وقال أبو نعيم: هو تصحيف والصواب ما تقدم ! ودكر الحافظ في فتح الباري الوجهين وقال إنه يحتمل فتأمل). انتهى .


أقول: ما قرأته من الزبيدي يمثل خلاصة موقفهم من هذا الصحابي الجليل ، ابتداء من إسمه (الحَمِق) بكسر الحاء ومعناه خفيف اللحية ، فجعلوه بضم الحاء بمعنى الأحمق ! ويقول عالمهم الكبير ابن حجر: وهو محتمل !

الى قتله بأمر معاوية ، فقالوا نهشته حية فمات ! ولو أمكنهم أن يقولوا إن الرأس الذي أرسل الى معاوية لم يكن رأسه ، لأن الحية أكلت رأسه ، لفعلوا !

ذلك أن عمرو بن الحمق رحمه الله شيعي متشدد ، ومن قبيلة خزاعة الحليفة لبني هاشم قبل الإسلام وبعده ! وكان مع الأشتر وحجر بن عدي من المعترضين على ولاة عثمان في الكوفة ، وقد أبعده عثمان الى الشام ثم الى حمص !

وكان معروفاً في مصر ، فلعله شارك في فتحها وفي معركة ذات الصواري البحرية مع الروم ، وقد جاء مع وفد مصر الى دار الخلافة معترضين على واليهم الأموي ، وكان معهم في محاصرتهم لعثمان ، وقالوا إنه اشترك في قتله !

ثم كان قائداً في حروب علي عليه السلام وقد أخذ في صفين راية خزاعة بعد أن قتل زعيمها الصحابي الجليل بديل بن ورقاء وابنه عبدالله .

وهذه النقاط كافية عندهم لذمه ، وتحليل دمه لمعاوية حتى لو كان صحابياً ! فقيمة الصحابي عندهم بقدر ما يخدم زعماءهم !

خزاعة الخير حلفاء بني هاشم لايحبها بنو أمية ولا تحبهم:

(كانت خزاعة حلفاء بني هاشم بن عبد مناف إلى عهد النبي(ص)وكان بنو بكر حلفاء قريش). (فتح الباري:12/181) . أي حلفاء بني أمية وقريش المشركة !

(وكان الأصل في موالاة خزاعة للنبي(ص)أن بني هاشم في الجاهلية كانوا تحالفوا مع خزاعة ، فاستمروا على ذلك في الإسلام). (فتح الباري:5/246).

وفي أنساب الأشراف للبلاذري ص46:

(وكانت نسخة كتابهم: باسمك اللهم ، هذا ما تحالف عليه عبد المطلب بن هاشم ورجالات عمرو بن ربيعة من خزاعة ومن معهم من أسلم ومالك ابني أفصى بن حارثة ، تحالفوا على التناصر والمؤاساة ما بلَّ بحر صوفةً ، حلفاً جامعاً غير مفرق الاشياخ على الاشياخ ، والاصاغر على الأصاغر ، والشاهد على الغائب ، وتعاهدوا وتعاقدوا أوكد عهد وأوثق عقد ، ولا ينقض ولا ينكث ، ما شرقت شمس على ثبير ، وحنَّ بفلاة بعير ، وما قام الأخشبان ، وعمر بمكة إنسان ، حلفَ أبدٍ لطول أمد ، يزيده طلوع الشمس شداً ، وظلام الليل سداً ، وإن عبد المطلب وولده ومن معهم دون سائر بني النضر بن كنانة ، ورجال خزاعة متكافئون متضافرون متعاونون . فعلى عبد المطلب النصرة لهم ممن تابعه على كل طالب وتر ، في بر أو بحر أو سهل أو وعر . وعلى خزاعة النصرة لعبد المطلب وولده ومن معهم ، على جميع العرب ، في شرق أو غرب ، أو حَزَن أو سَهَب . وجعلوا الله على ذلك كفيلاَ ، وكفى به حميلاَ ....

هذا الحلف هو الذي عناه عمرو بن سالم الخزاعي حين قال لرسول الله(ص) :

لاهمَّ إني ناشدٌ محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا). انتهى .

وكانت خزاعة الى جانب النبي صلى الله عليه وآله ثم الى جانب أهل بيته^ ، وكان دورها بارزاً في حروب علي عليه السلام . ولما رأى معاوية زعيمهم الصحابي الجليل بديل بن ورقاء الخزاعي حمل في فرسان خزاعة على مركزه بصفين ، وهو لابسٌ درعين وحاملٌ سيفين ، فاضطرَّ معاوية الى التراجع وتغيير مكانه ، وقال: (والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلاً عن رجالها)! (تاريخ الطبري:4/16، وأسد الغابة:3/124).

فقاتل بديل بن ورقاء رحمه الله حتى جرح ، فأخذ الراية ابنه عبدالله فتقدم وهو يقول: أضربكم ولا

أرى معاويهْ الأبرجِ العين العظيم الحاويهْ

هوت به في النار أمٌّ هاويهْ جاوره فيها كلابٌ عاويهْ

فهجموا عليه فقتلوه ، فأخذها عمرو بن الحمق قائلاً:

جزى الله فينا عصبة أي عصبة حسان وجوه صُرِّعوا حولَ هاشم

وقاتل أشد قتال). (مناقب آل أبي طالب:2/357)

وكان عمرو بن الحمق من شخصيات خزاعة ورؤسائها ، ومن الصحابة المميزين عند النبي صلى الله عليه وآله ، لكن كل ذلك لايغفر له عندهم معارضته لعثمان في الكوفة ومصر ، ومجيؤه في الوفد المصري وضغطهم على عثمان لتغيير واليهم ، ثم محاصرتهم له ، واتهامه بالمشاركة في قتل عثمان !

وهذا هو السبب فيما تجده فيه من الغمز واللمز في أكثر مصادرهم ، أو تهوين أمره ، أو حذفه كلياً من تراجم الصحابة ، كما فعل إمامهم الذهبي !!

عمرو بن الحمق من جنود الله الخاصين:

اتفق الرواة على أن إسلام عمرو بن الحمق كان بمعجزة من النبي صلى الله عليه وآله ، وأنه أرسل سرية وأخبرهم أنهم سيصادفونه ، وأوصاهم أن يبلغوه من أهل الجنة !

روى الطبراني في الأوسط:4/239: (سمعت عمرو بن الحمق يقول: بعث رسول الله ( ص) بسرية فقالوا يا رسول الله إنك تبعثنا وليس لنا زاد ولا لنا طعام ، ولا علم لنا بالطريق ! فقال: إنكم ستمرون برجل صبيح الوجه يطعمكم من الطعام ويسقيكم من الشراب ، ويدلكم على الطريق ، وهو من أهل في الجنة ! فلما نزل القوم عليَّ جعل يشير بعضهم إلى بعض وينظرون إليَّ فقلت: ما بكم يشير بعضكم إلى بعض وتنظرون إلي؟ فقالوا: أبشر ببشرى الله ورسوله فإنا نعرف فيك نعت رسول الله (ص) ، فأخبروني بما قال لهم ، فأطعمتهم وهريقوا وزودتهم ، وخرجت معهم حتى دللتهم على الطريق ، ثم رجعت إلى أهلي فأوصيتهم بإبلي ، ثم خرجت إلى رسول الله(ص)فقلت ما الذي تدعو إليه ؟ فقال: أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان . فقلت: إذا أجبناك إلى هذا فنحن آمنون على أهلنا ودمائنا وأموالنا؟ قال: نعم . فأسلمت ورجعت إلى قومي فأخبرتهم بإسلامي ، فأسلم على يدي بشر كثير منهم ، ثم هاجرت إلى رسول الله (ص)بينما أنا عنده ذات يوم فقال لي: يا عمرو هل لك أن أريك آية الجنة يأكل الطعام ويشرب الشراب ويمشي في الأسواق ؟ قلت: بلى نعم بأبي أنت وأمي ، قال: هذا وقومه آية الجنة ، وأشار إلى علي بن أبي طالب . وقال لي: يا عمرو هل لك أن أريك آية النار يأكل الطعام ويشرب الشراب ويمشي في الأسواق ؟ قلت: بلى بابي أنت وأمي ، قال: هذا وقومه آية النار وأشار إلى رجل !!

فلما وقعت الفتنة ذكرت قول رسول الله (ص) ففررت من آية النار إلى آية الجنة . وترى بني أمية قاتلي بعد هذا ؟قلت: الله ورسوله أعلم . قال: والله لو كنت في جحر في جوف جحر لاستخرجني بنو أمية حتى يقتلوني ! حدثني به حبيبي رسول الله (ص)أن رأسي تحتز في الإسلام وتنقل من بلد إلى بلد)! انتهى .

وقد ذكرت مصادرنا عنه ما أهمله غيرها: ففي الاختصاص ص16: ( فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ما أقمت وغزونا معه غزوات وقبض الله رسوله صلى الله عليه وآله ).

وفي الهداية لابن حمدان الخصيبي ص154، ومدينة المعاجز:3/179 ، بسنده عن

عن جابر بن عبدالله الأنصاري في في قصة إسلامه من حديث مفصل جاء فيه: (أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله سرية فقال لهم: تصلون ساعة كذا وكذا من الليل أرضاً لاتهتدون فيها سيراً ، فإذا وصلتم إليها فخذوا ذات الشمال فإنكم تمرون برجل فاضل خير في ساقية ، فتسترشدونه فيأبى أن يرشدكم حتى تأكلوا من طعامه ، ويذبح لكم كبشاً فيطعمكم ، ثم يقوم معكم فيرشدكم الطريق فاقرؤوه مني السلام وأعلموه أني قد ظهرت في المدينة . فمضوا ، فلما وصلوا إلى الموضع في الوقت ضلوا ، فقال قائل منهم:ألم يقل لكم رسول الله صلى الله عليه وآله : خذوا ذات الشمال ، ففعلوا فمروا بالرجل الذي وصفه رسول الله لهم فاسترشدوه الطريق فقال: إني لا أرشدكم حتى تأكلوا من طعامي ، فذبح لهم كبشاً فأكلوا من طعامه ، وقام معهم فأرشدهم الطريق وقال لهم: أظهر النبي بالمدينة ؟ فقالوا: نعم ، فأبلغوه سلامه فخلَّف في شأنه من خلَّف ، ومضى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو عمرو بن الحمق الخزاعي).. وقالت الرواية إنه ( لبث مع النبي صلى الله عليه وآله ما شاء الله ، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : (إرجع إلى الموضع الذي هاجرت إليَّ منه ، فإذا نزل أخي أمير المؤمنين الكوفة وجعلها دار هجرته فأته).

وفي الاختصاص ص15، تصريح بأن آية النار التي أراه إياها النبي صلى الله عليه وآله معاوية !

عاش ثمانين سنة ولم تشب منه شعرة !

في مصنف ابن أبي شيبة:7/437: (عن يوسف بن سليمان عن جده عن عمرو بن الحمق أنه سقى النبي(ص)لبناً فقال: اللهم أمتعه بشبابه ، فلقد أتت عليه ثمانون سنة لا يرى شعرة بيضاء). (وتاريخ دمشق:45/496 و497 ، وأسد الغابة:4/100، والأذكار النووية ص 238، وتهذيب الكمال:21/598 . ومن مصادرنا: الخرائج والجرائح:1/52 ، ومناقب آل أبي طالب:1/74) .وكانت شهادته رحمه الله سنة إحدى وخمسين ، فيكون عمره عند البعثة ست عشرة سنة ، وعندما أسلم في غزوة الحديبية كما روي ستاً وثلاثين سنة .


بعدك يا علي.. جاءت سنوات المطاردة والتشرد !


بمجرد أن سيطر معاوية على الأمة بالصلح مع الإمام الحسن عليه السلام وأعلن نقضه لكل بنوده ، ومنها بند العفو العام ، وأن كل شرط شرطه للإمام الحسن عليه السلام فهو تحت قدمه.. بدأ حملته بمطاردة شخصيات الشيعة ، وكان من أولهم عمرو بن الحمق ، الذي فرَّ منه فاعتل ففرَّ منه فأمر معاوية باعتقال زوجته وإرسالها الى الشام ، فسجنها !

قال ابن طيفور في بلاغات النساء ص59: (حدثنا العباس بن بكار قال: حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن الزهري وسهل بن أبي سهل التميمي ، عن أبيه قالا: لما قتل علي بن أبي طالب بعث معاوية في طلب شيعته فكان في من طلب عمر بن الحمق الخزاعي فراغ منه ، فأرسل إلى امرأته آمنة بنت الشريد فحبسها في سجن دمشق سنتين ، ثم إن عبد الرحمن بن الحكم ظفر بعمر بن الحمق في بعض الجزيرة ، فقتله وبعث برأسه إلى معاوية وهو أول رأس حمل في الاسلام ، فلما اتى معاوية الرسول بالرأس بعث به إلى آمنة في السجن ، وقال للحرسي إحفظ ما تكلم به حتى تؤديه إليَّ واطرح الرأس في حجرها)!! انتهى .


عمرو بن الحمق من نوع أويس القرني


من المتفق عليه بين المسلمين أن النبي صلى الله عليه وآله بشَّرَ أمته بأويس القرني رحمه الله ، وشهد بأنه من كبار الشفعاء في الآخرة ، وقالت أكثر المصادر إنه لم يرَ النبي صلى الله عليه وآله !

ومن المتفق عليه أن أويساً لم يشترك في حروب الفتوحات ، بل جاء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسكن الكوفة حتى إذا تسلم الخلافة علي عليه السلام بايعه على الموت وشارك في حرب الجمل ثم في صفين ، واستشهد ! وهذا يفتح الباب على نوعية من عباد الله وجنوده ، لهم برنامجهم وتكليفهم الخاص . وأقدر أن منهم حجر بن عدي ، وعمرو بن الحمق ، ورشيد الهجري ، وميثم التمار !

خاصة أنا لانجد لعمرو ذكراً في حروب الفتوحات ، مع كثرة الخزاعيين الذين شاركوا في الفتوحات وسنه المناسب وشجاعته ! إلا سفره الى مصر الذي يوجب احتمال أن يكون شارك في فتحها وفي معركة ذات الصواري كما فعل زميلاه محمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة .

ومما يؤيد رأينا بأنه كأويس التعامل الخاص للنبي صلى الله عليه وآله ولعلي عليه السلام معه ، وإراءه النبي صلى الله عليه وآله إياه آية الجنة وآية النار! والمعجزات التي ظهرت للنبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام فيه ، والكرامات التي ظهرت له ، ووقد روت مصادرنا عدداً منها ، ومنها أن غلامه ، ورفيقه في فراره الى الموصل رفاعة بن شداد ، كانا من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام المستشهدين بين يديه ، وهو مقام عظيم لايوصف !

وفي الاختصاص ص3: (ومن أصفياء أصحابه: عمرو بن الحمق الخزاعي عربي وميثم التمار وهو ميثم بن يحيى مولى ، ورشيد الهجري ، وحبيب بن مظاهر الأسدي ، ومحمد بن أبي بكر). انتهى .

وفي الاختصاص ص14: (عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه رفعه قال: قال عمرو بن الحمق الخزاعي لأمير المؤمنين عليه السلام : والله ما جئتك لمال من الدنيا تعطينيها ولا لالتماس السلطان ترفع به ذكري إلا لأنك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأولى الناس بالناس وزوج فاطمة سيدة نساء العالمين÷وأبو الذرية التي بقيت لرسول الله صلى الله عليه وآله وأعظم سهماً للإسلام من المهاجرين والأنصار .

والله لو كلفتني نقل الجبال الرواسي ، ونزح البحور الطوامي أبداً حتى يأتي عليَّ يومي وفي يدي سيفي أهزُّ به عدوك وأقوِّي به وليك ، ويعلو به الله كعبك ويفلج به حجتك ، ما ظننت أني أديت من حقك كل الحق الذي يجب لك علي! فقال أمير المؤمنين عليه السلام : اللهم نور قلبه باليقين واهده إلى الصراط المستقيم ، ليت في شيعتي مائة مثلك) . انتهى.

وهذا يشبه قول أويس رحمه الله لأمير المؤمنين عليه السلام في صفين: ( جاء رجل عليه قباء صوف ، متقلد سيفين فقال: هلمَّ يدك أبايعك . فقال عليه السلام : على مَ تبايعني؟قال: على بذل مهجة نفسي دونك) ! (خصائص الائمة 53) .


وفي الهداية لابن حمدان الخصيبي ص155، ومدينة المعاجز:3/179:

(فانصرف عمرو بن الحمق إلى شأنه ، حتى إذا نزل أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة أتاه فأقام معه في الكوفة ، فبينا أمير المؤمنين عليه السلام جالس وعمرو بين يديه فقال له: يا عمرو ألك دار؟ قال: نعم ، قال: بعها واجعلها في الأزد ، فإني غداً لو قد غبت عنكم لطُلبت فتتبعك الأزد ، حتى تخرج من الكوفة متوجهاً نحو الموصل ، فتمر برجل نصراني مقعد فتقعد عنده فتستسقيه الماء فيسقيك ويسألك عن شأنك فتخبره ، فادعه إلى الإسلام فإنه يسلم ، فإذا أسلم فامرر بيدك على ركبتيه فإنه ينهض صحيحاً مسلماً ويتبعك . وتمر برجل محجوب جالس على الجادة فتستسقيه الماء فيسقيك ، ويسألك عن قصتك وما الذي أخافك وممَّ تتوقى؟ فحدثه بأن معاوية طلبك ليقتلك ويمثل بك لايمانك بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وطاعتك في ولايتي ، ونصحك لله تعالى في دينك ، فادعه إلى الإسلام فإنه يسلم ، فامرر يدك على عينيه فإنه يرجع بصيراً بإذن الله تعالى ، فيتبعانك ويكونا معك ، وهما اللذان يواريان جثتك في الأرض. ثم تصير إلى الدير على نهر يدعى بدجلة ، فإن فيه صديقاً عنده من علم المسيح عليه السلام ما تجده لك أعون الأعوان على سرك ، وما ذاك إلا ليهديه الله لك ، فإذا أحست بك شرطة ابن أم الحكم وهو خليفة معاوية بالجزيرة ، ويكون مسكنه بالموصل ، فاقصد إلى الصديق الذي في الدير في أعلى الموصل فناده فإنه يمتنع ، فاذكر اسم الله الذي علمتك إياه فإن الدير بتواضع لك حتى تصير في ذروته ، فإذا رآك ذلك الراهب الصديق قال لتلميذ معه: ليس هذا أوان المسيح هذا شخص كريم ، ومحمد قد توفاه الله ، ووصيه قد استشهد بالكوفة ، وهذا من حواريه . ثم يأتيك ذليلاً خاشعاً فيقول لك: أيها الشخص العظيم قد أحلتني لما لم أستحقه فبم تأمرني؟ فتقول له: أستر تلميذيَّ هذين عندك وتشرف(إصعد) على ديرك هذا فانظر ماذا ترى ، فإذا قال لك: إني أرى خيلاً غائرة نحونا فخلف تلميذيك عنده ، وانزل واركب فرسك واقصد نحو غار على شاطئ الدجلة تستتر فيه فإنه لابد من أن يسترك ، وفيه فسقة من الجن والإنس ، فإذا استترت فيه عرفك فاسق من مردة الجن يظهر لك بصورة تنين فينهشك نهشاً يبالغ في إضعافك ، ويفر فرسك فتبدر بك الخيل فيقولون: هذا فرس عمرو ، ويقفون أثره فإذا أحسست بهم دون الغار فأبرز إليهم بين دجلة والجادة ، فقف لهم في تلك البقعة فإن الله تعالى جعلها حفرتك وحرمك ، فالقهم بسيفك فاقتل منهم ما استطعت حتى يأتيك أمر الله ، فإذا غلبوك حزوا رأسك وشهروه على قناة إلى معاوية ، ورأسك أول رأس يشهر في الإسلام من بلد إلى بلد . ثم بكى أمير المؤمنين عليه السلام وقال: بنفسي ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وثمرة فؤاده ، وقرة عينه ابني الحسين ، فإني رأيته يسير وذراريه بعدك يا عمرو من كربلاء بغربي الفرات إلى يزيد بن معاوية ! ثم ينزل صاحبك المحجوب والمقعد فيواريان جسدك في موضع مصرعك ، وهو من الدير والموصل على مائة وخمسين خطوة من الدير). انتهى .


ومهما أوردنا على هذ القصة من إشكالات ، فهي تدل على أنه رحمه الله آوى الى دير في قلة جبل ، وأنه سلم نفسه الى حاكم الموصل بأمان . وهو ينسجم مع مع رسالة الإمام الحسين عليه السلام الى معاوية التي جاء فيها:

(ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة ، والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في الله لومة لائم ؟ ثم قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة والمواثيق المؤكدة ، لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ، ولا بإحنة تجدها في نفسك ؟!

(أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه وصفرت لونه؟ بعدما آمنته ، وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك من رأس الجبل ! ثم قتلته جرأة على ربك واستخفافاً بذلك العهد ؟!) . (اختيار معرفة الرجال:1/252).


ومعناه أن الإمام عليه السلام يذكر معاوية في قضية حجر وأصحابه بمواثيقه في عهد الصلح مع الإمام الحسن عليه السلام ، الذي نص على العفو العام ، ووقف كل أنواع الملاحقات لشيعة علي عليه السلام ! بينما يذكره في قضية عمرو بن الحمق بأمان أعطوه له ومواثيق وعهود مؤكدة ، ثم نكثوها ! وهذا يكذب روايتي أتباع السلطة بأنه لدغته حية فمات ، أو أنهم قبضوا عليه بدون عهد ولا أمان !

بعث زياد رأسه الى معاوية وصلبه وطافوا به !


قال في الطبقات:6/25: (عن الشعبي قال أول رأس حمل في الاسلام رأس عمرو بن الحمق).( ونحوه في تاريخ خليفة:ص146، والتاريخ الصغير للبخاري :1/131، , والثقات لابن حبان:3/275 ، , وتاريخ دمشق:45/496 ، ,503، و:69/40، وأسد الغابة:4/100، وتاريخ اليعقوبي:2/231 ، والمنتخب من مذيل الطبري ص46 ، ومصنف ابن أبي شيبة:8/357 ، والأوائل لابن أبي عاصم ص71 ، شرح وشرح النهج:2/289 ، ومجمع الزوائد:9/406 ، وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عبد الملك المسعودي وهو ضعيف ، لكن رواه الطبراني في كتاب الأوائل ص107: باب أول من أهدى في الإسلام: حدثنا إبراهيم بن شريك الأسدي ، حدثنا شهاب بن عباد ، حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن هنيدة بن خالد الخزاعي قال: أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق ، أهدي إلى معاوية. إسناد حسن رجاله ثقات غير شهاب بن عباد ، قال الدارقطني: صدوق زائغ) . والغريب ما قاله الصالحي في سبل الهدى:4/87: (وأول مسلم حمل رأسه عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه . وأما ما رواه أبو داود في مراسيله عن الزهري قال: لم يحمل)!! ورواه العديد من مصادرنا ، منها: اختيار معرفة الرجال:1/248 .


وفي الغدير:11/44: (قال النسابة أبو جعفر محمد بن حبيب في كتاب المحبر ص 490: ونصب معاوية رأس عمرو بن الحمق الخزاعي وكان شيعياً ، ودير به في السوق . وكان عبد الرحمن بن أم الحكم أخذه بالجزيرة . وقال ابن كثير: فطيف به في الشام وغيرها)!!

أسروه وقتلوه ، ثم قالوا لدغته حية ومات !


في تاريخ دمشق:45/496: (كان أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق ، أصابته لدغة فتوفي ، فخافت الرسل أن يتهموا به فقطعوا رأسه فحملوه إلى معاوية)!! ونحوه في: 45/503 ، وقال في أسد الغابة:4/100: (قال سفيان أرسل معاوية ليؤتى به فلدغ ، وكأنهم خافوا أن يتهمهم ، فأتوا به) !


لكن ثقاتهم كذبوا ذلك وقالوا إنهم قتلوه بأمر معاوية ، بتهمة أنه طعن عثمان:

قال الطبري في تاريخه:4/197: (فحبس (زياد حجراً)عشر ليال وزياد ليس له عمل إلا طلب رؤساء أصحاب حجر ، فخرج عمرو بن الحمقى ، ورفاعة بن شداد حتى نزلا المدائن ، ثم ارتحلا حتى أتيا أرض الموصل ، فأتيا جبلا فكمنا فيه ، وبلغ عامل ذلك الرستاق أن رجلين قد كمنا في جانب الجبل ، فاستنكر شأنهما وهو رجل من همدان يقال له عبد الله بن أبي بلتعة ، فسار إليها في الخيل نحو الجبل ، ومعه أهل البلد فلما انتهى إليهما خرجا .

فأما عمرو بن الحمق فكان مريضاً وكان بطنه قد سقي فلم يكن عنده امتناع وأما رفاعة بن شداد وكان شاباً قوياً فوثب على فرس له جواد فقال له: أقاتل عنك ؟ قال: وما ينفعني أن تقاتل، أنج بنفسك إن استطعت ، فحمل عليهم فأفرجوا له ، فخرج تنفر به فرسه ، وخرجت الخيل في طلبه وكان رامياً ، فأخذ لا يلحقه فارس إلا رماه فجرحه أو عقره ! فانصرفوا عنه !

وأخذ عمرو بن الحمق فسألوه من أنت ؟ فقال من إن تركتموه كان أسلم لكم وإن قتلتموه كان أضر لكم ! فسألوه فأبى أن يخبرهم ، فبعث به ابن أبي بلتعة إلى عامل الموصل وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان الثقفي ، فلما رأى عمرو بن الحمق عرفه ، وكتب إلى معاوية بخبره ، فكتب إليه معاوية إنه زعم أنه طعن عثمان بن عفان تسع طعنات بمشاقص كانت معه ، وإنا لا نريد أن نعتدي عليه فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان ! فأخرج فطعن تسع طعنات ، فمات في الأولى منهن أو الثانية). انتهى .


قبل قتله بأربع سنوات منع ابن زياد الناس من التردد الى بيته:


(لما قدم زياد الكوفة أتاه عمارة بن عقبة بن أبي معيط فقال: إن عمرو بن الحمق يجتمع إليه من شيعة أبى تراب ! فقال له عمرو بن حريث: ما يدعوك إلى رفع ما لا تيقنه ولا تدرى ما عاقبته ؟ فقال زياد: كلاكما لم يصب ! أنت حيث تكلمني في هذا علانية ، وعمرو حين يردك عن كلامك ! قوما إلى عمرو بن الحمق فقولا له: ما هذه الزرافات التي تجتمع عندك ؟! من أرادك أو أردت كلامه ففي المسجد)!! (في تاريخ الطبري:4/175، وتاريخ دمشق:45/498)

أقول: يبدو أن مطاردة معاوية الأولى التي نص عليها ابن طيفور وكانت بعد الصلح مباشرة ، قد انتهت الى حل في ولاية المغيرة بن شعبة على الكوفة ، وأن عمو بن الحمق عاد الى منزله وقبيلته في الكوفة ، فلما تولى زياد الكوفة بعد موت المغيرة سنة 48 ، بدأ بالتضييق عليه ، ثم أراد القبض عليه ففرَّ منه ، واعتقل زوجته ، ربما ثانيةً ، وأرسلها الى معاوية !


زاهر صاحب عمرو بن الحمق من شهداء كربلاء

قال السيد الخوئي في معجم رجال الحديث:8/221: ( زاهر صاحب عمرو بن الحمق: من أصحاب الحسين عليه السلام (رجال الشيخ) . استشهد معه عليه السلام في واقعة كربلاء ، ذكره أرباب المقاتل ، ومسلم عليه في الزيارة التي خرجت من الناحية المقدسة للشهداء وفي الزيارة الرجبية . وهو جد محمد بن سنان ، ذكره النجاشي في ترجمة محمد بن سنان . وعد ابن شهرآشوب زاهر بن عمرو مولى بن الحمق ، من المقتولين من أصحاب الحسين عليه السلام ، في الحملة الأولى . المناقب: الجزء4 ، باب إمامة أبي عبد الله عليه السلام ، أوائل الثلث الأخير من فصل في مقتله عليه السلام . أقول: الظاهر أن في النسخة تحريفاً ، والصحيح: زاهر مولى عمرو بن الحمق). انتهى .

وقال السيد الأمين في أعيان الشيعة:7/41: ( زاهر صاحب عمرو بن الحمق استشهد بكربلاء سنة 61 . ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين عليه السلام . وقال النجاشي وغيره في ترجمة محمد بن سنان الزاهري إنه من ولد زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي ، وفي أبصار العين زاهر بن عمرو الكندي كان بطلاً مجرباً وشجاعاً مشهوراً ومحباً لأهل البيت معروفاً . قال أهل السير إن عمرو بن الحمق لما قام على زياد ، قام زاهر معه وكان صاحبه في القول والفعل ، ولما طلب معاوية عمرواً طلب معه زاهراً فقتل عمراً وأفلت زاهر ، فحج سنة ستين فالتقى مع الحسين عليه السلام فصحبه وحضر معه كربلاء . قال السروري: قتل في الحملة الأولى). انتهى.

رووا عنه قليلاً وأبهموا ما رووه ؟!

في مجمع الزوائد:6/285: (عن عمرو بن الحمق قال سمعت رسول الله(ص) يقول: من أمن رجلاً على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافراً رواه الطبراني بأسانيد كثيرة وأحدها رجاله ثقات). انتهى.( ورواه الحاكم:4/353 ، وصححه ، وكذا الطيالسي ص181 ، وأحمد:5/223و436 ، وغيرهم).

أقول: رووا هذا الحديث وأكثروا روايته ، ولم يذكروا مناسبته ، وأنها احتجاج على معاوية ، كما تشير رسالة الإمام الحسين عليه السلام اليه .


حديثه في مدح مصر لم يقبله رواة السلطة

روى الحاكم في المستدرك:4/448: (عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ستكون فتنة أسلم الناس فيها أو قال لخير الناس فيها الجند الغربي ، فلذلك قدمت مصر . هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه) .

ورواه الطبراني في المعجم الأوسط:8/315 ، وبخاري في التاريخ الكبير:6/313 ، وفي مجمع الزائد:5/281، وقال: (رواه البزار والطبراني من طريق عميرة بن عبد الله المغافري وقال الذهبي لا يدى من هو). انتهى .

وطبيعي أن لايعجبهم تفضيل جند مصر في صدر الإسلام على جند الشام ، لأن جند مصر جاؤوا معترضين على عثمان وحاصروه ، وهم يريدون تفضيل جند معاوية في الشام ، وقد صححوا رواية معاوية وكعب الأحبار في تفضيل الشام وأهلها على العالمين !

أما السيوطي المصري فقال في شرحه لمسلم:4/513: (لا يبعد أن يراد بالمغرب مصر فإنها معدودة في الخط الغربي بالاتفاق ، وقد روى الطبراني والحاكم وصححه عن عمرو بن الحمق قال قال رسول الله(ص) :تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربي . قال بن الحمق: فلذلك قدمت عليكم مصر . وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر ، وزاد فيه: وأنتم الجند الغربي ، فهذه منقبة لمصر في صدر الملة ، واستمرت قليلة الفتن معافاة طول الملة ، لم يعترها ما اعترى غيرها من الأقطار ، وما زالت معدن العلم والدين ثم صارت في آخر الأمر دار الخلافة ومحط الرحال ، ولا بلد الآن في سائر الأقطار بعد مكة والمدينة يظهر فيها من شعائر الدين ما هو ظاهر في مصر).انتهى .

ملاعلي
22-08-2008, 09:21 PM
12- قتله الصحابية زوجة عمرو بن الحمق المؤمنة البليغة


أرسل زياد بن أبيه شرطته في الكوفة للقبض على عمرو بن الحمق الخزاعي رحمه الله قبل سنتين من شهادته ففرَّ منه ، وتدل النصوص والقرائن على أن عمرواً عاش هاتين السنتين متخفياً في منطقة الموصل وجبالها ! وقد يكون تخفى فيها في تشريده الأول أيضاً ، عملاً بوصية أمير المؤمنين عليه السلام له .


فألقى ابن زياد القبض على زوجته آمنة بنت الشريد ، وأرسلها الى معاوية فحبسها في الشام سنتين ، ثم أرسل اليها برأس زوجها الى السجن !

وفي ذلك دلالة على أن شخصية آمنة كانت مميزة ، لقوة إيمانها وبلاغتها ، وأن معاوية خاف من تأثير لسانها في الناس فحبسها .

ولا يبعد أن يكون معاوية رآها وكلمها فأجابته بكلامها البليغ القاصع ، فأمر أن تلقى في السجن ! ثم أراد أن ينتقم منها فأرسل اليها رأس زوجها !


وهذا الأسلوب في معاملة النساء يستنكره العرب لأنه يخالف أصول تعاملهم مع المرأة ، ومع حرمة جثمان المقتول ! فلا بد أن يكون عرقاً يهودياً في معاوية ، يكذب ما يحاول أن يظهره من حلم أو تحلَّم ! بل قد تكون هذه المرة الثانية لحبسه زوجة عمرو ، كما أشرنا !


قال الزركلي في الأعلام:1/26: (آمنة بنت الشريد ، زوجة عمرو بن الحمق الخزاعي: فصيحة من أهل الكوفة . اشتهرت بخبر لها مع معاوية ، وكان قد حبسها في سجن دمشق سنتين ، لفرار زوجها ثم قتل زوجها وجئ برأسه إليها فألقوه في حجرها ، فدعت على معاوية ، فطلبها وسألها فلم تنكر ما قالت ، فأمرها بالخروج فخرجت ، وقال: يحمل إليها ما يقطع به لسانها عني ويخف بها إلى بلدها. فلما أعطيت ما أمر لها به قالت: يا عجبي لمعاوية يقتل زوجي ويبعث إلي بالجوائز ! ورحلت تريد الكوفة فماتت بالطاعون بحمص). ( الديارات114 وأعلام النساء:1/4).


وفي نهاية ابن كثير:8/52: (فقطع رأسه فبعث به إلى معاوية ، فطيف به في الشام وغيرها ، فكان أول رأس طيف به . ثم بعث معاوية برأسه إلى زوجته آمنة بنت الشريد وكانت في سجنه فألقي في حجرها ، فوضعت كفها على جبينه ولثمت فمه وقالت: غيبتموه عني طويلا ، ثم أهديتموه إلي قتيلا فأهلا بها من هدية غير قالية ولا مقلية). انتهى .


وقال ابن طيفور في بلاغات النساء ص59: (فلما أتى معاوية الرسول بالرأس بعث به إلى آمنة في السجن ، وقال للحرسي: إحفظ ما تتكلم به حتى تؤديه إليَّ ، واطرح الرأس في حجرها ! ففعل هذا فارتاعت له ساعة ثم وضعت يدها رأسها وقالت: واحزناً لصَغَره في دار هوان وضيق من ضيمة سلطان . نفيتموه عني طويلاً وأهديتموه إلي قتيلاً ! فأهلاً وسهلاً بمن كنت له غير قالية وأنا له اليوم غير ناسية !

إرجع به أيها الرسول إلى معاوية فقل له ولا تطوه دونه: أيتم الله ولدك ، وأوحش منك أهلك ، ولا غفر لك ذنبك !

فرجع الرسول إلى معاوية فأخبره بما قالت ، فأرسل إليها فأتته وعنده نفر فيهم أياس حسل أخو مالك بن حسل ، وكان في شدقيه نتوء عن فيه لعظم كان في لسانه ، وثقل إذا تكلم ! فقال لها معاوية: أأنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغني؟ قالت: نعم غير نازعة ، ولا معتذرة منه ، ولا منكرة له ، فلعمري لقد اجتهدت في الدعاء إن نفع الاجتهاد ، وإن الحق لمن وراء العباد ، وما بلغت شيئاً من جزائك ! وإن الله بالنقمة من ورائك ! فأعرض عنها معاوية ، فقال أياس: أقتل هذه يا أمير المؤمنين ، فوالله ما كان زوجها أحق بالقتل منها! فالتفتت إليه فلما رأته ناتئ الشدقين ثقيل اللسان قالت: تباً لك! ويلك بين لحيتيك كجثمان الضفدع ، ثم أنت تدعوه إلى قتلي كما قتل زوجي بالأمس ! إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ . (القصص:19) فضحك معاوية ثم قال: لله درك أخرجي ، ثم لا أسمع بك في شئ من الشام ! قالت: وأبي لأخرجن ثم لا تسمع بي في شئ من الشام ، فما الشام لي بحبيب ولا أعرج فيها على حميم ، وما هي لي بوطن ، ولا أحن فيها إلى سكن ! ولقد عظم فيها دَيْني وما قرَّت فيها عيني ! وما أنا فيها إليك بعائدة ، ولا حيث كنت بحامدة !

فأشار إليها ببنانه أخرجي ، فخرجت وهي تقول: واعجبي لمعاوية يكف عني لسانه ويشير إلى الخروج ببنانه ! أما والله ليعارضنه عمرو بكلام مؤيد سديد ، أوجع من نوافذ الحديد ! أو ما أنا بابنة الشريد ! فخرجت وتلقاها الأسود الهلالي وكان رجلاً أسود أصلع أسلع أصعل ، فسمعها وهي تقول ما تقول فقال: لمن تعني هذه أ لأمير المؤمنين تعني عليها لعنة الله ! فالتفتت إليه فلما رأته قالت: خزياً لك وجدعاً ، أتلعنني واللعنة بين جنبيك ، وما بين قرنيك إلى قدميك ! إخسأ يا هامة الصعل ووجه الجعل ، فأذلل بك نصيراً ، وأقلل بك ظهيراً ! فبهت الأسلع ينظر إليها ، ثم سأل عنها فأخبر ، فأقبل إليها معتذراً خوفاً من لسانها ، فقالت: قد قبلت عذرك وإن تعد أعد ، ثم لا أستقيل ولا أراقب فيك ! فبلغ ذلك معاوية ، فقال: زعمت يا أسلع أنك لا تواقف من يغلبك ! أما علمت أن حرارة المتبول ليست بمخالسة نوافذ الكلام ، عند مواقف الخصام ! أفلا تركت كلامها قبل البصبصة منها والإعتذار إليها ؟ قال: إي والله يا أمير المؤمنين لم أكن أرى شيئاً من النساء يبلغ من معاضيل الكلام ما بلغت هذه المرأة ، حالستها فإذا هي تحمل قلباً شديداً ولساناً حديداً وجواباً عتيداً ، وهالتني رعباً وأوسعتني سباً .

ثم التفت معاوية إلى عبيد بن أوس فقال: إبعث لها ما تقطع به عنا لسانها ، وتقضي به ما ذكرت من دينها ، وتخفُّ به إلى بلادها . وقال: اللهم اكفني شر لسانها !

فلما أتاها الرسول بما أمر به معاوية قالت: يا عجبي لمعاوية يقتل زوجي ، ويبعث إلي بالجوائز ! فليت أبي كرب سدَّ عني حرَّ صلته ، خذ من الرضعة ما عليها !

فأخذت ذلك وخرجت تريد الجزيرة ، فمرت بحمص فقتلها الطاعون ! فبلغ ذلك الأسلع فأقبل إلى معاوية كالمبشر له فقال له: أفرخ روعك يا أمير المؤمنين ، قد استجيبت دعوتك في ابنة الشريد ، وقد كفيتَ شر لسانها ! قال: وكيف ذلك ؟ قال: مرت بحمص فقتلها الطاعون ! فقال له معاوية: فنفسك فبشر بما أحببت ، فإن موتها لم يكن على أحد أروح منه عليك ! ولعمري انتصفت منها حين أفرغت عليك شؤبوباً وبيلاً ! فقال الأسلع: ما أصابني من حرارة لسانها شئ إلا وقد أصابك مثله أو أشد منه). (ونحوه في تاريخ دمشق:69/40 ، والاختصاص ص15 ، وأسد الغابة:4/101، مختصراً ، ومواقف الشيعة للأحمدي:1/405 ، وغيرها).


أقول: في كل نسخ الرواية (فليت أبي كرب سدَّ عني حرَّه صله ، خذ من الرضعة ما عليها ) ! وقد سمت معاوية بأبي الكرب ، وهو كنية تبع الذي غضب على أهل المدينة فأرسل على زعمائها وكانت أساميهم (زيد)( جاء رسوله قال الأزياد : إنما أرسل إلينا ليملكنا على أهل يثرب فقال أحيحة : والله ما دعاكم لخير ! وقال:

ليت حظي من أبي كَرَبٍ أن يردَّ خيرُه خَبَلَهْ . فذهبت مثلاً). ( الأغاني ص3322 ، وجمهرة الأمثال:ص316 ، ومجمع الأمثال ص649 ، وسيرة ابن هشام:1/ 12 , والمعاني لابن قتيبةص310) ، والمعنى: ليت معاوية أبا المصائب والكرب ، سدَّ عني حرَّ صلته وجائزته ولم يبعثها ! لكن خذ في الجدب الحليب ولو قل ، بمعنى خذ من البخيل صلته القليلة .

هذا ، والذي يقرأ معاوية ، يطمئن بأنه هو الذي قتل آمنة بنت الشريد ! فقد دعا على الأشتر بنحو دعائه عليها ، بعد أن دبَّر من يسقيه السم ! ودعا بنحو ذلك على عبد الرحمن بن أبي بكر ، وقتله بعد مدة وجيزة !

وقال له حاشيته كما قالوا هنا: (قد استجيبت دعوتك في ابنة الشريد ، وقد كفيتَ شر لسانها )! وهذه العبارة الأخيرة من جلوازه الأسلع عن أزمة معاوية من شر لسانها !

فقد حبسها وزوجها مطارد خوفاً من تأثيرها في الناس ببلاغة لسانها ، فكيف يطلق سراحها بعد أن قتل زوجها وصارت أكثر حرقة وبلاغة !

إن هذا يدلك على أنها أطلقها ليرسل اليها السم في الشام إن أمكن وإلا ففي حمص بلد واليه عليها ابن أثال وأولاده وقومه اليهود أو النصارى المتخصصين بالقتل بالسم الموظفين عند معاوية ، وقد تقدم أن أبن أثال قتل ابن خالد بالسم!


رحم الله آمنة بنت الشريد ، وحشرها مع الصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام ،

لأنها استشهدت في دفاعها عن زوجها أمير المؤمنين وذريتها المعصومين صلوات الله عليهم .

mohammed0907
23-08-2008, 12:39 AM
الصراحه افحمتهم ملا علي وكفيت ووفيت وهذا القليل القليل في جرائم معاويه واظن خلاص هربو كعادتهم لايوجد عندهم جواب مره

ملاعلي
23-08-2008, 02:09 AM
الصراحه افحمتهم ملا علي وكفيت ووفيت وهذا القليل القليل في جرائم معاويه واظن خلاص هربو كعادتهم لايوجد عندهم جواب مره

اخوي محمد أنا فقط بالبداية او بالنصف ويوجد اشياء جميلة لخال بعض الناس الذي لم يسب الصحابة بل قتلهم ومثل بهم ايضا وبالاخير يصبح خال المسلمين ونحن عندما نفضحه يقولون انه من الصحابة قاتلكم الله

المهم شاكر تواجدكم الكريم اخوي محمد

الجوهر
24-08-2008, 01:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


وأفلح من صلى على محمد وأل محمد

اخواني واخواتي حياكم الله وأسعد الله ايامكم بالمن والبركات

سوف يكون بهذا البحث الجميل الذي يتجزء بحلقات سوف اطرحه لكم خلال اسبوع او اكثر ولكن سوف انتهي به قبل حلول رمضان انشالله لاني سوف اذكر سيرة عمر بن الخطاب والان لنبين تاريخ هذا الانسان الذي ظلم أل بيت محمد (ص) وأوصل الدين الاسلامي على الهلاك هو معاوية بن ابي سفيان الاموي من أل أمية الشجرة الملعونه بالقران الكريم وسوف اوضح لكم حياة هذا الانسان حياته وتاريخه الى هلاكه وننظر الى من يدافعون عنه ويعتبرونه خالهم وهو بالاحراء خالي من الانسانية وبرئ منه الدين الاسلامي حيث يقولون فيه خال المسلمين بل هو خال الكفار المنافقين ومن يحبه ويدافع عنه انشالله يحشر معه في اسفل السافلين .

وهذه نبذة بسيطة لمعاوية بن ابي سفيان

نسب معاوية

هو معاوية بن ابي سفيان صخر بن حرب بن امية ابن شمس بن مناف بن قصى وامة هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي .

تربية معاوية

ولد معاوية في بيت يجمع صخر بن حرب وهند بن عتبة وهذا يعني ان فرصة تربيته تربية سليمة ضئيلة جدا لان الابوين المذكورين معروفان بالفجور وليس اخطر على الطفل من ان يتربي بين ابوين سهل عليهما الزنا .

اسلام معاوية

بما ان معاوية بن ابي سفيان قد استولي على الحكم بعد شهادة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وقد تعود مؤرخو المسلمين الدفاع عن كل من وصل الى الحكم فقد حاول بعضهم اثبات اسلامه قبل فتح مكة وهي محاولة لانصيب لها من النجاح لكون احوال معاوية معلومة قبل الفتح وبعده وقد اكد معاوية ذلك باعماله في ايام حكمه ومن الادلة على بطلان ذلك ان النبي الاكرم (ص) عده يوم حنين من المؤلفة قلوبهم وقسم له معهم فلو كان اسلامه قبل فتح مكة لما عد في المؤلفة قلوبهم .


اسالكم الدعاء


سؤال مهم وارجو لجواب عليه
هل معاويه موجودفي عصرنا هذا ؟
وكيف ؟
واذا كان موجود ماهو الدليل على وجودة ؟

ملاعلي
24-08-2008, 02:10 AM
سؤال مهم وارجو لجواب عليه
هل معاويه موجودفي عصرنا هذا ؟
وكيف ؟
واذا كان موجود ماهو الدليل على وجودة ؟

معاوية يعيش في كل عصر وامثاله الخلفاء الامويين والخلفاء العباسيين والحكام في العراق في السنين التي مضت واخرهم صدام حسين وهو خير مثال بعصرنا الحاضر حيث اباد الشيعة واباد حقوق الانسان خلال حكمه الثلاثين وسرق ما سرق وقاتل المحسنين له كايران والكويت وقتله للمصريين وغيرها وغيرها من المقابر الجماعية والاباده للاكراد وغيرها هذا ما كان يحصل بكل عصر من الذين حكموا العراق من معاوية الى صدام

والمشكلة لا يفهم هذه الكلمات الا الذي عاش حكومة صدام وعاش الطشار التي جاءت على الدول المجاورة له وغير هؤلاء لن يفهم ما قلت

ملاعلي
24-08-2008, 01:40 PM
معاوية بين القيادة والدياثة

أورد الدميري ( ت 808 هـ ) في كتابه حياة الحيوان الكبرى في المجلد الثاني في باب الفيل ، الحكاية الآتية عن معاوية ( أبو الغيرة و الشهامة )



(( وذكر الطرطوشي وغيره : أن الفيل دخل دمشق في زمن معاوية بن أبي سفيان ( رضى الله تعالى عنهما ) فخرج أهل الشام لينظروه لأنهم لم يكونوا رأوا الفيل قبل ذلك

وصعد معاوية سطح القصر للفرجة ، فلاحت منه التفاتة فرأى رجلاً مع بعض حظاياه في بعض حجر القصر فنزل مسرعا إلى الحجرة فطرق بابها فقيل : من ؟

قال : أمير المؤمنين

ففتح الباب إذ لا بد من فتحه طوعا أو كرها ، فدخل ( أمير المؤمنين ) معاوية فوقف على رأس الرجل و هو منكس رأسه وقد خاف خوفا عظيما

فقال له معاوية : يا هذا ما الذي حملك على ما صنعت من دخولك قصري وجلوسك مع بعض حرمي ؟ أما خفت نقمتي ؟ أما خشيت سطوتي ؟ أخبرني يا ويلك ما الذي حملك على ذلك ؟

فقال : يا أمير المؤمنين حملني على ذلك حلمك

فقال له معاوية : أرأيت إن عفوت عنك تسترها عليّ فلا تخبر بها أحداً ؟

قال : نعم فعفا عنه ، ووهب له الجارية وما في حجرتها وكان شيئا له قيمة عظيمة

قال الطرطوشي : فانظر إلى هذا الدهاء العظيم والحلم الواسع كيف طلب الستر من الجاني ؟ انتهى ))


و لا أرى أننا بحاجة للتعليق على هذه الحادثة التي تبين لنا مدى الغيرة التي كانت لدى هؤلاء ، و هنيئا للقوم بأميرهم و سيدهم

ملاعلي
24-08-2008, 01:41 PM
دليل كفر معاوية وجواز لعنه عند (أهل السنة)

وهذه بالسند الصحيح والدليل من السنه

وأما دلائل كفر معاوية وعدم إيمانه وجواز لعنه ، فهي كثيرة ، ولو أردنا نقلها جميعا لاقتضى تأليف كتاب مستقل ، ولكن أنقل لكم بعضها من الكتاب والسنة ، ومن سيرته وسلوكه ضد الإسلام والمسلمين ، منها قوله تعالى : ( وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً )(1).

فقد ذكر أعلام مفسريكم مثل العلامة الثعلبي ، والحافظ العلامة جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ، والفخر الرازي في تفسيره الكبير ، نقلوا في ذيل الآية الشريفة روايات بطرق شتى ، والمعنى واحد وهو أن رسول الله (ص) رأى في عالم الرؤيا بني أمية ينزون على منبره نزو القرود ، فساءه ذلك ، فنزلت الآية ، فبنوا أمية هم الشجرة الملعونة في القرآن والمزيدة بالطغيان .
ولا شك أن رأسهم أبو سفيان ، ومن بعده معاوية ويزيد و مروان .

والآية الثانية ، الدالة على لعن بني أمية ، قوله سبحانه وتعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَْرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ )(2).
ومن أكثر فسادا من معاوية حينما تولى ؟ ومن أقطع منه رحما لرسول الله (ص) ؟! والتاريخ يشهد عليه بذلك ، وليس أحد من المؤرخين ينكر فساد معاوية في الدين وقطعه لأرحام النبي (ص).
والآية الثالثة : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الآْخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً )(3).

وهل تنكرون إيذاء معاوية للإمام علي (ع) ، ولسبطي رسول الله (ص) الحسن والحسين ، ولخواص صحابة النبي (ص) كعمار بن ياسر وحجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي ؟ ثم أما يكون إيذاء أمير المؤمنين وشبليه ريحانتي رسول الله (ص) والصحابة الأخيار ، إيذاء لله ورسوله ؟! فالآيات القرآنية التي تلعن الظالمين كلها تشمل معاوية .
فقد قال عز وجل : ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )(4).

وقال سبحانه : ( أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )(5) .

وقال تعالى : ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )(6).
وهل أحد من أهل العلم والإنصاف ينكر ظلم معاوية ؟!


معاوية .. قاتل المؤمنين
وقال سبحانه وتعالى : ( وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً )(7) وكم قتل معاوية من المؤمنين الأبرار والصحابة الأخيار ؟!
أما ثبت لكم بالروايات التي نقلتها من مصادركم أنه سبب قتل الإمام الحسن سبط رسول الله (ص) بأن دس السم بواسطة زوجته جعدة بني الأشعث ، إذ بعث إليها نالا وأغراها بأن يزوجها ليزيد بن معاوية ، ففعلت ما أراد معاوية ؟!
أما قتل حجر بن عدي صحابي رسول الله (ص) مع سبعة نفر من أصحابه المؤمنين ؟ وقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب وابن الأثير في الكامل : أن حجر كان من كبار صحابة النبي وفضلائهم ، وقتله معاوية مع سبعة نفر من أصحابه صبرا ، لأنهم امتنعوا من لعن علي بن أبي طالب والبراءة منه .
وذكر ابن عساكر ، ويعقوب بن سفيان في تاريخه ، والبيهقي في الدلائل ، أن معاوية دفن عبد الرحمن بن حسان العنزي حيا ، وكان أحد السبعة الذين قتلوا مع حجر بن عدي .
أما كان قتل عمار بن ياسر صاحب رسول الله (ص) بيد جنود معاوية وعماله في صفين ؟ وقد أجمع المحدثون والعلماء أن رسول الله (ص) قال لعمار : يا عمار ! تقتلك الفئة الباغية .
هل تنكرون حديث النبي (ص) أن تنكرون قتله في صفين بأيدي عمال معاوية وجنوده ؟!
أما سبب معاوية قتل الصحابي الجليل مالك الأشتر غيلة ؟
أما قتل أصحابه محمد بن أبي بكر عطشانا وأحرقوا جسده ؟ ولما سمع معاوية بذلك فرح وأيد عملهم.
أما كان يأمر عماله بقتل شيعة علي بن أبي طالب وأنصار أهل بيت النبوة ؟
أما كان يرسل الجيوش لإبادة المؤمنين واستئصالهم ونهب أموالهم ؟

غارة بسر بن أرطاة
ومن أقبح أعمال معاوية ، وأشنع جرائمه بعثه بسر بن أرطاة الظالم السفاك إلى المدينة ومكة والطائف ونجران وصنعاء واليمن ، وأمره بقتل الرجال وحتى الأطفال ، ونهب الأموال وهتك الأعراض والنواميس ، وقد نقل غارة بسر بن أرطاة على هذه البلاد كثير من المؤرخين منهم : أبو الفرج الأصفهاني ، والعلامة السمهودي في تاريخ المدينة ـ وفاء الوفى ، وابن خلكان ، وابن عساكر ، والطبري في تواريخهم ، ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2/3ـ18 ط دار احياء التراث العربي ، قال في صفحة 6 : دعا معاوية ـ بسر بن أرطاة ـ و كان قاسي القلب ، فظّا ، سفّاكا للدماء، لا رأفة عنده و لا رحمة، و أمره أن يأخذ طريق الحجاز و المدينة و مكّة حتى ينتهي إلى اليمن، و قال له: لا تنزل على بلد أهله على طاعة عليّ، إلا بسطت عليهم لسانك، حتّى يروا أنّهم لا نجاء لهم و أنّك محيط بهم، ثم اكفف عنهم، و ادعهم إلى البيعة لي، فمن أبى فاقتله، و اقتل شيعة عليّ حيث كانوا .
فامتثل بسر أوامر معاوية وخرج وأغار في طريقه على بلاد كثيرة ، وقتل خلقا كثيرا حتى دخل بيت عبيد الله بن العباس ، وكان غائبا فأخذ ولديه وهما طفلان صغيران فذبحهما ، فكانت أمهما تبكي وتنشد :

ها من أحس بابني اللذين هــمــــا كالدرتين تشظى عنهمـــــا الصدف‏
ها من أحس بابني اللذين هـــمـــا سمعي و قلبي فقلبي اليوم مختطف
‏ها من أحس بابني اللذين هــمــــا مخ العظام فمخي اليوم مزدهــــــف
‏نبئت بسرا و ما صدقت ما زعموا من قولهم و من الإفك الذي اقترفوا
أنحى على ودجي ابني مرهــفـــة مشحوذة و كذاك الإثم يـقــتــــــرف
وقال ابن أبي الحديد في شرح‏ نهج ‏البلاغة ج2/17 : وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفا ، وحرق قوما بالنار(8).

وهل أنتم بعد في شك وترديد في كفر معاوية ويزيد ؟! وهل تتورعون بعد عن لعنهما ولعن من رضي بأفعالهما ؟

معاوية يأمر بلعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام !!
من الدلائل الواضحة على كفر معاوية وأصحابه ، أمره بسب الإمام علي عليه السلام ولعنه على منابر المسلمين ، وإجباره الناس بهذا الذنب العظيم ، فسن هذا المنكر في قنوت الصلوات وخطب الجمعات .
وهذا أمر ثابت على معاوية ، سجله التاريخ وذكره المؤرخون من الشيعة والسنة وحتى غير المسلمين ، حتى أنه قتل بعض المؤمنين الذين امتنعوا وأبوا ذلك ، مثل حجر بن عدي وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .
وقد ثبت أيضا عند جميع علماء الإسلام بالتواتر أن رسول الله (ص) قال : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله .
رواه جمع غفير من أعلامكم منهم : أحمد بن حنبل في المسند والنسائي في الخصائص والثعلبي في تفسيره والفخر الرازي في تفسيره ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ، والشيخ القندوزي الحنفي في الينابيع ، والعلامة الهمداني في مودة القربى ، والحافظ الديلمي في الفردوس ، والشيخ مسلم بن حجاج في صحيحه ، والعلامة محمد بن طلحة في مطالب السؤول والعلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول ، والحاكم في المستدرك ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ، والمحب الطبري في الذخائر ، وابن حجر في الصواعق ، وغيرهم من كبار علمائكم .
والخبر الذي رواه أيضا كثير من أعلامكم ومحدثيكم عن النبي (ص) قال : من آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فعليه لعنة الله .
وابن حجر روى خبرا أعم وأشمل / في الصواعق / 143 طبع الميمنية بمصر / باب التحذير من بغضهم وسبهم / قال : وصح أنه (ص) قال : يا بني عبد المطلب ! إني سألت الله لكم ثلاثا : أن يثبت قائمكم ، وأن يهدي ضالكم ، وأن يعلم جاهلكم ، وسألت الله يجعلكم كرماء نجباء رحماء ، فلو أن رجلا صفن ـ وهو صف القدمين ـ بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقى الله وهو يبغض آل بيت محمد (ص) دخل النار .
وورد : من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله والإسلام ، ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة اله ومن آذاني في عترتي فقد آذى لله ، إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم .
وروى أحمد بن حنبل في المسند وروى غيره من أعلامكم أيضا عن النبي أنه قال : من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا .
وقد ذكر ابن الأثير في الكامل وغيره من المؤرخين أن معاوية كان في قنوت الصلاة يلعن سيدنا عليا والحسن والحسين وابن عباس ومالك الأشتر .
فما تقولون بعد هذه الأخبار والأحاديث المروية في كتب محدثيكم وأعلامكم ، ولا ينكرها أحد من أهل العلم ؟!
وأنتم تعلمون أن من ضروريات الإسلام المتفق عليه ، أن من لعن أو سب الله ورسوله (ص) فهو كافر نجس يجب قتله .
فمعاوية ومن حذى حذوه كافر نجس ملعون .
الشيخ عبد السلام : المتفق عليه ، كفر من سب الله ورسوله ، ومعاوية ما سب الله ورسوله ، وإنما سب ولعن عليا كرم الله وجهه .
قلت : أيها الشيخ ما هذا اللف والدوران ! ولماذا تغالط في الكلام والبيان ؟ فلا تنس قول الله العزيز في القرآن : ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون )(9).

أترفض الحديث الذي نقلته الآن من كتب أعلامكم وأئمتكم ، أن النبي (ص) قال : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله ؟!
أرجو أن لا تنس الحديث في الليالي الماضية ، والمصادر الجمة التي ذكرتها لكم من الأحاديث النبوية الشريفة التي صدرت عنه (ص) في الموضوع والظاهر أنك صرت مصداق المثل المعروف : " كلام الليل يمحوه النار " .
النواب : نرجوكم تزويدنا بالأحاديث النبوية في هذا الباب ، فإن أحسن الحديث حديث رسول الله (ص) .
قلت : لا أدري هل نقلت لكم رواية ابن عباس في هذا الباب ، أم لا ؟ فقد روى العلامة الكنجي فقيه الحرمين ، ومفتي العراقين ، محدث الشام وصدر الحفاظ أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشي ، الشهير بالعلامة الكنجي الشافعي ، صاحب كتاب كفاية الطالب نقل في الباب العاشر / بسنده المتصل بيعقوب بن جعفر بن سليمان قال : حدثنا أبي عن أبيه قال : كنت مع أبي ، عبد الله بن عباس و سعيد بن جبير يقوده ، فمر على صفة زمزم فإذا قوم من أهل الشام يشتمون علي بن أبي طالب عليه السلام ! فقال لسعيد: ردني إليهم ، فوقف عليهم ، فقال : أيكم الساب لله عز و جل ؟ فقالوا : سبحان الله ما فينا أحد سب الله ، فقال : أيكم الساب رسول الله (ص)؟ قالوا : ما فينا أحد سب رسول الله (ص) . قال : فأيكم الساب علي بن أبي طالب (ع) ؟ فقالوا : أما هذا فقد كان !! قال : فأشهد على رسول الله (ص) سمعته أذناي و وعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب : من سبك فقد سبني و من سبني فقد سب الله و من سب الله أكبه الله على منخريه في النار(10).

لا يبغض عليا إلا كافر أو منافق
روى غفير من أعلامكم وعلمائكم عن النبي (ص) أنه قال : لا يحب عليا إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق . خرجه كثير من محدثيكم وعلمائكم الكبار منهم :
جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ، والثعلبي في تفسيره ، والعلامة الهمداني في مودة القربى ، وأحمد بن حنبل في المسند ، وابن حجر في الصواعق ، والخوارزمي في المناقب ، والعلامة ابن المغازلي في المناقب ، والحافظ القندوزي في الينابيع ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ، والطبراني في الأوسط ، والمحب الطبري في ذخائر العقبي ، والنسائي في الخصائص ، والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، ومحمد بن طلحة في مطالب السئول ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ، وغير هؤلاء جمع خرجوا هذا الحديث بإسنادهم وبطرق شتى حتى كاد أن يصل حد التواتر ، ومن الواضح أن مصير الكافر والمنافق إلى النار والسعير . وأنقل لكم بالناسبة ما رواه العلامة الكنجي الشافعي في آخر الباب الثالث كفاية الطالب : بسنده المتصل بموسى بن طريف عن عباية عن علي بن أبي طالب قال : أنا قسيم النار يوم القيامة ، أقول : خذي ذا وذري ذا . هكذا رواه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في تاريخه ، ورواه غير مرفوعا إلى النبي (ص) .
ثم قال العلامة الكنجي : فإن قيل هذا سند ضعيف ، قلت : قال محمد بن منصور الطوسي كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن عليا قال : أنا قسيم النار . فقال أحمد : وما تنكرون من هذا الحديث ! أليس روينا أن النبي (ص) قال لعلي : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ؟ قلنا : بلى ، قال : فأين المؤمن ؟ قلنا في الجنة ، قال فأين المنافق ؟ قلنا في النار . قال فعلي قسيم النار ، هكذا ذكره في طبقات أحمد رحمه الله .
وقال الله سبحانه : ( إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَْسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً )(11).
فمعاوية وأصحابه وأنصاره من أهل جهنم لا محالة ، بل هم في الدرك الأسفل من النار .
الشيخ عبد السلام : نحن لا ننكر هذه الأخبار والأحاديث الواردة في حق سيدنا علي كرم الله وجهه ، ولكن الصحابة مستثنون لأن الله سبحانه غفر لهن وأعد لهم جنات النعيم كما عاودهم في آيات من الذكر الحكيم . ولا ينكر أن معاوية (رض) كان من الصحابة المقربين لرسول الله (ص) . فيجب احترامه لصحبته للنبي (ص) ولقربه منه .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة الأسراء ، الآية 60 .
(2) سورة محمد ، الآية 22 و23 .
(3) سورة الاحزاب ، الآية 57 .
(4) سورة غافر ، الآية 52 .
(5) سورة هود ، الآية 18 .
(6) سورة الأعراف ، الآية 44 .
(7) سورة النساء ، الآية 93 .
(8) ما كانت غارة بسر بن أرطاة الظالم السفاك هي الوحيدة من نوعها ، بل يحدث التاريخ عن أمثالها ، وقعت بأمر معاوية ، قال ابن الحديد في شرح النهج ج2/85 ط دار احياء التراث العربي : (غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار)
روى إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب "الغارات" عن أبي الكنود قال حدثني سفيان بن عوف الغامدي قال :دعاني معاوية فقال إني باعثك في جيش كثيف ذي أداة و جلادة فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت فتقطعها فإن وجدت بها جندا فأغر عليهم و إلا فامض حتى تغير على الأنبار فإن لم تجد بها جندا فامض حتى توغل في المدائن ثم أقبل إلي و اتق أن تقرب الكوفة و اعلم أنك إن أغرت على أهل الأنبار و أهل المدائن فكأنك أغرت على الكوفة إن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترعب قلوبهم و تفرح كل من له فينا هوى منهم و تدعو إلينا كل من خاف الدوائر فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك و أخرب كل ما مررت به من القرى و احرب الأموال فإن حرب الأموال شبيه بالقتل و هو أوجع للقلب !
أقول : وامتثل سفيان عليه اللعنة أوامر معاوية وقتل ونهب ما نهب ، ورجع الى الشام فاستقبله معاوية بالفرح والسرور ورحب به وحباه أعظم حباء ، فقد نقل ابن أبي الحديد في شرح ‏نهج ‏البلاغة ج2/87 قال :
فو الله ما غزوت غزاة كانت أسلم و لا أقر للعيون و لا أسر للنفوس منها و بلغني و الله أنها أرعبت الناس فلما عدت إلى معاوية حدثته الحديث على وجهه فقال كنت عند ظني بك لا تنزل في بلد من بلداني إلا قضيت فيه مثل ما يقضي فيه أميره و إن أحببت توليته وليتك و ليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني.
فانظر أيها القارئ الكريم الى الجملة الاخيرة كيف يسلط معاوية الطاغي هذا الظالم الباغي على خلق الله ويبسط يده ليفعل ما يشاء بلا مانع ولا رادع ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
غارة الضحاك بن قيس الفهري
وفي شرح ‏نهج ‏البلاغة ج2/116، ط دار احياء التراث العربي ، قال إبراهيم بن هلال الثقفي : فعند ذلك دعا معاوية الضحاك بن قيس الفهري و قال له : سر حتى تمر بناحية الكوفة و ترتفع عنها ما استطعت فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي فأغر عليه و إن وجدت له مسلحة أو خيلا فأغر عليها و إذا أصبحت في بلدة فأمس في أخرى ...
فأقبل الضحاك فنهب الأموال و قتل من لقي من الأعراب حتى مر بالثعلبية فأغار على الحاج فأخذ أمتعتهم ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الهذلي و هو ابن أخي عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله ص فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة و قتل معه ناسا من أصحابه.
أقول : هكذا سلب معاوية وأعوانه وعامله ، الأمن والأمان من المؤمنين ، فشهروا السلاح وقطعوا الطريق وحاربوا المسلمين فأراقوا دماءهم ونهبوا أموالهم ، وسعوا في الأرض فسادا ، فلعنة الله عليهم وعلى جميع الظالمين والمفسدين ولعن الله كل من رضي بأفعالهم ، الى قيام يوم الدين . " المترجم " .
(9) سورة البقرة ، الآية 42 .
(10) رواه جماعة من الأعلام وعلماء العامة باسنادهم عن ابن عباس منهم العلامة الحافظ الفقيه ابن المغازلي في كتابه مناقب الامام علي حديث رقم /447 وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة:ج2/166، من طريق الملا في سيرته ، وهكذا اخرجه الموفق الخوارزمي في المناقب : ص81 والعلامة الزرندي في نظم درر السمطين : 105 . " المترجم "
(11) سورة النساء ، الآية 145 .

الوافي ح
24-08-2008, 06:12 PM
اللهم العن ابا سفيان ومعاوية ويزيد بن معاوية عليهم منك اللعنة ابد الابدين

ملاعلي
25-08-2008, 12:31 AM
اللهم العن ابا سفيان ومعاوية ويزيد بن معاوية عليهم منك اللعنة ابد الابدين


شاكر تواجدكم الكريم اخوي الوافي

ملاعلي
25-08-2008, 12:33 AM
القرآن يحكم بجواز لعن معاوية


قال لي احدهم: ما اجرأكم على الله ورسوله يا معاشر الشيعة حيث جوزتم لعن معاوية ابن ابي سفيان خال المؤمنين وكاتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فقلت له دعك من هذه الامور ولنعتكم الى القران فنحن يا اخي لا نعلن شخصاً الا بعد ان كان القران قد لعنه فقال لي واين يا ترى لعن القران معاوية فهل يا ترى هناك آية في القرآن صرحت بذلك كما صرحت بلعن ابليس قلت له لا يا اخي بل هناك آيات قرآنية يمثل معاويه

مصداقاً تاماً لها واليك قسماً من هذه الايات.
اولاً: قال تعالى: ( فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) سورة محمد آية22 ـ23 .

ومن اكثر فسادا من معاوية حينما تولى؟ ومن اقطع منه رحما لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) والتاريخ يشهد عليه بذلك وليس احد من المؤرخين ينكر فساد معاوية في الدين وقطعه لأرحام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) فان معاوية يكون المصداق التام لهذه الاية وعليه فاننا تبعا للقران نجوز لعنه

ثانياً: قال تعالى: ( ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهيناً) سورة الاحزاب اية 57

وهل هناك من ينكر ايذاء معاوية للامام علي (عليه السلام ) ولسبطي رسول الله الحسن والحسين ولخواص صحابة النبي كعمار بن ياسر وحجر بن عدي وعمر بن حمق الخزاعي؟ ثم اما يكون ايذاء امير المؤمنين وشبليه ريحانتي رسول الله والصحابة الاخيار، ايذاءً لله ولرسوله.

وعليه فان معاوية يكون مصداقاً لهذه الاية وعليه فاننا تبعاً للقران نجوز لعنه.

ثالثاً: قال تعالى: ( يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار) سورة غافر آية 52
وقال تعالى: ( الا لعنة الله على الظالمين) سورة هود آية 18

وقال تعالى: ( فاذن مؤذن بينهم ان ان لعنة الله على الظالمين) سورة الاعراف آية44

وهل احد من اهل العلم والانصاف ينكر ظلم معاوية وعليه فان معاوية يمثل المصداق الاتم لهذه الايات وعليه فاننا نجوز لعنه تبعاً للقران.

اللهم العن الجبت والطاغوت

ملاعلي
25-08-2008, 12:34 AM
إسلام معاوية و أبيه لعنهم الله كذبة كبيرة !


ما زال أتباع بني أمية يشيعون أن معاوية صحابي وخليفة شرعي ! مع أنهم رووا في أصح كتبهم شهادة النبي صلى الله عليه وآله في حقه بأنه: إمام الدعاة الى النار !


ففي البخاري:1/122: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ) . وقال ابن حجر:1/543: عن هذا الحديث وأمثاله: (وغالب طرقها صحيحة أو حسنة ، وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم ) .

وقال في تلخيص الحبير:4/5: ( قال ابن عبد البر: تواترت الأخبار بذلك وهو من أصح الحديث . وفي:1/421: ( قال الذهبي: وهو متواتر عن النبي ) . انتهى .

وقال في فتح الباري:8/61: (وإشارته بهذا الكلام تطابق الحديث الذي أخرجه أحمد وأصحاب السنن ، وصححه ابن حبان وغيره ، من حديث سفينة: أن النبي (ص) قال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تصير ملكاً عضوضاً ) . انتهى .

وهذا واحدٌ من تحريفهم للإسلام وسنة النبي صلى الله عليه وآله من أجل معاوية وبني أمية !
فالنبي صلى الله عليه وآله يحذَّر من معاوية وأنه إمامٌ يدعو الى النار ، وهم يقولون إنه مسلم وخليفة شرعي ! فأي ردٍّ على رسول الله صلى الله عليه وآله أصرح من هذا ؟!

وقد تفننوا في التحايل على هذا الحديث ليفرغوه من محتواه ويخلِّصوا منه معاوية ! قال ابن تيمية في الفتاوى:4/437: (وهذا يدل على صحة إمامة عليٍّ ووجوب طاعته وأن الداعي إلى طاعته داع إلى الجنة ، والداعي إلى مقاتلته داع إلى النار وإن كان متأولاً أو باغ بلا تأويل ، وهو أصح القولين لأصحابنا).انتهى .

لاحظ أن قول النبي صلى الله عليه وآله : يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، مطلقٌ يشمل كل الخط الفكري والعملي لعمار وأنه حقٌّ يؤدي الى الجنة ، وكل الخط الفكري والعملي لمعاوية وأنه باطلٌ يؤدي الى النار! لكن ابن تيمية حصر الدعوة الى النار فيه بالدعوة الى قتال علي عليه السلام ! مع أن معاوية وحزبه لم يدعوا عماراً الى قتال علي عليه السلام ! ولو صح حصرها بذلك للزم حصر الدعوة الى الجنة بالدعوة الى قتال معاوية ! فماذا يكون حال شخص جعل الله جنته لمن قاتله وقتله؟!

ثم أمعن ابن تيمية خطوة أخرى ليبطل معنى الحديث كلياً ، فزعم أنه يوجد للعلماء قولان في من دعا الى قتال علي عليه السلام : أنه داع الى النار ، وأنه باغ بلا تأويل ، وقال: (وهو أصح القولين لأصحابنا) ! يقصد أن بعض علماء السنة قالوا إن معاوية باغ بلا تأويل ، أما هو فيقول إن معاوية باغ بتأويل ، فهو عنده مجتهد في الدعوة الى قتال علي عليه السلام ، وله أجره على ذلك عند الله تعالى !!
قال في منهاج سنته:1/538: ( وهؤلاء أيضا يجعلون معاوية مجتهدا مصيبا في قتاله كما أن عليا مصيب ، وهذا قول طائفة من الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم ، ذكره أبو عبد الله بن حامد ، ذكر لأصحاب أحمد في المقتتلين يوم الجمل وصفين ثلاثة أوجه أحدها: كلاهما مصيب ، والثاني المصيب واحد لابعينه ، والثالث أن عليا هو المصيب ومن خالفه مخطئ . والمنصوص عن أحمد وأئمة السلف أنه لايذم أحد منهم وأن عليا أولى بالحق من غيره ) . انتهى .

وهكذا صار معنى قول النبي صلى الله عليه وآله إن معاوية يدعو الى النار: أنه يدعو اليها بحسن نية ، فهو مجتهد مأجور في دعوتهم الى جهنم !!

لقد أشربوا في قلوبهم حب بني أمية ، فهم يلوون عنق النص النبوي والقرآني ليجعلوا الأئمة الدعاة الى النار أصحاب نية حسنة ، ويجعلوا دعوتهم الى جهنم وقتلهم خيار خلق الله تعالى ، قربة تقربهم الى الله تعالى !
فماذا أبقوا من موازين الإسلام وأصول تفسير قرآنه وسنته ؟!
**
كما رووا في أحاديثهم الصحيحة أن الخلافة في هذه الأمة ثلاثون سنة فقط ، وبعدها مُلْكٌ عَضُوض ! وهذا نصٌّ على عدم شرعية حكم معاوية ، وأنه حكمٌ جائرٌ يعضُّ المسلمين كالكلب ! لكنهم جعلوه إسلامياً وخلافةً للنبوة ؟!
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة:1/742 ، عن حديث النبي(ص): (خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء... رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي والحاكم ، وهذا من دلائل صدق نبوة النبي(ص)، فإن أبا بكر تولى عام 11 هـ ، وتنازل عنها الحسن بن علي عام 41 هـ . وهي ثلاثون عاماً كاملة ). انتهى .
**
كما أنهم صححوا حديث أن معاوية أول من يثلم الإسلام ويغيِّر السنة ! وأن النبي صلى الله عليه وآله : ( أول من يُغير سنتي رجل من بني أمية)! قال الألباني في الصحيحة:4/329: ( ولعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة ، وجعله وراثة ). انتهى .

لكنهم مع تصحيح هذه الأحاديث الصارخة في ذم معاوية وبني أمية ! أشربوا حبهم في قلوبهم ، كما أشربوا الإعراض عن أهل بيت نبيهم صلى الله عليه وآله !!

القوات الخاصه
25-08-2008, 01:17 AM
لعنته الله على يزيد وكل من يحب يزيد

ومره ثانيه اذ تكتب هيج اطردك فاهم

== النجف الاشرف==

مواليه-وافتخر
25-08-2008, 07:53 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,,,
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد الطيبين الاشراف الطاهرين المعصومين ولعن اعدائهم وتابعي اعدائهم الى يوم الدين.

مشالله عليك اخوي ملا علي كفيت وفيت الله يجعله انشالله بميزان حسناتك,,طبعا لو شنو تحطلهم وشنو اتييبلهم من اثباتات ومن كتبهم بعد هم بظلون يدافعون بشكل خيالي مع انهم عارفين بمظلوميه آل بيت رسول الله بس الله عاميهم عامي قلوبهم يعلهم العمه لانهم من داخلهم مايبون الهدايه ولا ناوين يظهرون الحق علماؤهم وكباريتهم يخافون من اظهار الحقيقه لأسباب سياسيه عندهم وهذيل العوام مثل الهبال وراهم مغمضين..
كلمه الى كل وهابي سلفي ناصبي هالمنتدى بالذاااااااات حقاااني ومنصف ياعالم مو لاني شيعيه قاعده اقول هالكلام بس هذا الوااقع صدقووني اعضاء هالمنتدى والناس الي قاعده تحط مواضيع تبي الخير والهدايه لكم,احنا الشيعه يكفينا شرف ان نكون موالين ومومحتاجين ان نظهر ونبرر مواقفنا واسباب رفضنا ان نتبع مذهبكم,,بس الواجب علينا اظهار الحق واقناع اشكالياتكم عشان لاتكون عندكم حجه بالاخره.يعني بمعنى ثاني احنا بكل كلمه نقولها وبكل دليل انييبه مو قاعدين نبرر شي كثر ما ان قاعدين نثبتلكم الغلط عندكم:)

ملاعلي
25-08-2008, 05:57 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,,,
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد الطيبين الاشراف الطاهرين المعصومين ولعن اعدائهم وتابعي اعدائهم الى يوم الدين.

مشالله عليك اخوي ملا علي كفيت وفيت الله يجعله انشالله بميزان حسناتك,,طبعا لو شنو تحطلهم وشنو اتييبلهم من اثباتات ومن كتبهم بعد هم بظلون يدافعون بشكل خيالي مع انهم عارفين بمظلوميه آل بيت رسول الله بس الله عاميهم عامي قلوبهم :)

والله يا اختي مواليه-وافتخر نحن بالجنان

والله اكبر شاهد على كلامي حيث ان التاريخ مهما يتكلم ضدنا فنحن الفائزون

حيث قال عز وجل ﴿ ولاية علي بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي ﴾ فما أجمل واوضح من هذه العبارة

وهذه العبارة مكتوبه بمخطوطة قديمة حيث تضم مكتبة الكونجرس الأمريكية العديد من الكتب والمخطوطات التاريخية والتي تتعلق بالعالم العربي والإسلامي. ففي الجناح المخصص لآثار افريقيا والشرق الأوسط (http://www.loc.gov/rr/amed/guide/nes-arabworld.html)، هناك مخطوطات فنية غاية في الجمال. ومن هذه المخطوطات مخطوطة جاء فيها الحديث القدسي:

http://www.qatifoasis.com/media/lib/pics/1132763217.jpg


ويعود تاريخ هذه المخطوطة للقرن الخامس عشر الميلادي وهي مأخوذة من كتاب «دلائل الخيرات وشوارق الأنوار» للإمام أبو عبد الله محمد بن سليمان بن أبي بكر الجزولي السملالي (المغرب) والمتوفى في العام (870 هـ) 1465م.

ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب إن الغرض من تأليفه «ذكر الصلاة على النبي http://www.qatifoasis.com/images/prefix/a1.gif وفضائلها، نذكرها محذوفة الأسانيد ليسهل حفظها على القارئ، وهي من أهم المهمات لمن يريد القرب من رب الأرباب...».

ثم يدلل المؤلف على فضل الصلاة على النبي http://www.qatifoasis.com/images/prefix/a1.gif وآله بالآيات والأحاديث وروايات الصحابة والتابعين. ثم تتوالى فصول الكتاب، متضمنة أسماء النبي http://www.qatifoasis.com/images/prefix/a1.gif، ثم أدعية وصيغا كثيرة للصلاة على الرسول http://www.qatifoasis.com/images/prefix/a1.gif. وقد قسمها المؤلف إلى أحزاب وأوراد لقراءتها على مدى أيام الأسبوع.

ومن الأمثلة الواردة في الكتاب في الصلاة علي النبي وآله الطيبين الطاهرين:

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد حتى لا يبقى من الصلاة شيء، وارحم محمداً وآل محمد حتى لا يبقى من الرحمة شيء، وبارك على محمد وعلى آل محمد حتى لا يبقى من البركة شيء، وسلم على محمد وعلى آل محمد حتى لا يبقى من السلام شيء.

ولعل تضافر الدلائل على ولاية أمير المؤمنين http://www.qatifoasis.com/images/prefix/a2.gif وبهذا الشكل الكبير وفي صور مختلفة لدليل واضح على مدى الظلم الكبير التي ارتكبته أمة الإسلام في حق هذا الإمام العظيم، عندما انحرفت عنه وحاربته وعاندته ثم قتلته. ولكن يأبى الله إلا أن يظهر نوره وينشر فضائله رغم أنوف الظالمين. ولعل إجابة الشافعي عندما سئل عن علي http://www.qatifoasis.com/images/prefix/a2.gif يوماً فقال: ما أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حقداً وحنقاً وأخفى أحبابه فضائله خوفاً وخرقاً فظهر من بين الفريقين ما ملأ الخافقين !!!

وشاكر مروركم الكريم

muslimsyasy
26-08-2008, 02:12 AM
نعم يا ملا علي معاويه فعل ما فعل من مؤامرات ظد الامام على علية السلام ومن اجل المننصب وعلماء السنة لا ينكرون ذلك بل يقولون نحن نعتقد ان على احق بالخلافة من معاويه ولاكن كم معاوية وسفياني يتلبس بزي القديسين في الطائفة الامامية تآمروا على محمد باقر الصدر ثم على محمد صادق الصدر والآن يتآمرون على السيد الحسنى دام ظلة فاصلح نفسك قبل ان تفتش في عيوب غيرك,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,انتفاظة العراق الالكترونية

عاشقة المرتضى
26-08-2008, 02:47 AM
الله يلعنه ....................هذا خال المؤمنين تخلخلت اضلوعه عسى تخلخلت اضلوعه واضلوع اللي يدافعون عنه

القوات الخاصه
26-08-2008, 03:06 AM
رحم الله امير المؤمين معاوية علية السلام

كاره النواصب
26-08-2008, 03:10 AM
رحم الله امير المؤمين معاوية علية السلام

اي نعم يا معاوية لقد كنت علـّة للأسلام
:d

ملاعلي
26-08-2008, 12:21 PM
رحم الله امير المؤمين معاوية علية السلام


الحافظ الغماري : معاوية منافق كافر لعنه الله



الحافظ أحـمد بن محمد الصديـق الغـماري من علماء المغرب ومصر ، وتوفي في مصر عام 1380 هـ ، وكان من كبار علماء الحديث وله العشرات من الكتب الكبيرة و الصغيرة في هذا العلم ، وكان من أساتذة الأزهر و تتلمذ على يديه الكثير من طلبة العلم ، منهم تلميذه محمد بن الأمين بوخـبزة الإدريسي و كانت تقع بين الأستاذ وتلميذه مراسلات في مختلف الفنون ، منه مراسلة حول معاوية بن أبي سفيان ، و قد نشر جواب الحافظ الغماري على ما وجهه تلميذه إليه ضمن كتاب الجواب المفيد للسائل المستفيد ، وللتاريخ نـقول إن بعض المراسلات التي نُشرت مؤخراً قد لعبت فيها أيدي المزورين والمحرفين وذلك للتقليل من هجوم الحافظ الغماري على النواصب والوهابيـين ، ولا ندري هل حذف شيء من كلامه في معاوية أيـضاً أم لا ولكـننا نـنشر ما حصلنا علـيه حالياً و هو المنشور في كـتاب "الجواب المفـيد" ، وننـقل هـنا نـص جواب الحافظ الغماري في شأن مـعاوية :



(( أما المسألة الأخرى فلو قدر الله تعالى اجتماعنا بالأستاذ وسمع منا ما يتعلق بمعاوية لزال من نفسه كل غلط بثه فيه التشعر والدعاية الأشعرية التي أحكمها النواصب وحبكوها حبكا يروج على العقول الضعيفة ، وأدرجوها في كتب التوحيد وألحقوها بصفات الله تعالى وأسمائه ، أما المكاتبة فلا تكفي ، والأحاديث الثلاثة المذكورة اثنان منها صحيحان بأسانيد البخاري و شرطهما ، و هما



حديث ( إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ) ولذلك اضطر بعضهم إلى تحريفه فرواه بعضهم فاقبلوه بالباء ، واضطر الناصبي الكبير عبدالله بن أبي داود صاحب السنن ( أعني الأب صاحب السنن التي هي أحد الكتب الستة ، أما الابن فله مؤلفات أخرى وكان ناصبياً خبيثا وكان أبوه أبو داود يقول عنه : إنه كذاب فلا ترووا عنه ) اضطر هذا إلى زعمه أن معاوية هذا هو ابن التابوه وكان منافقاً حلف أن يتغوط على المنبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحديث ، وذلك منه كذب كما ذكرته في ( كتاب جؤنة العطار ) وقد قال الحسن البصري أو غيره عقب رواية هذا الحديث : ( فقد رأينا معاوية يخطب فلم نقتله فما نجحنا و لا أفلحنا )



والحديث الثاني : رواه أحمد في مسنده من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي ) قال : وكنت تركت أبي يلبس ليخرج ، فخفت أن يطلع ، فطلع فـلان ، هكذا ستره أحمد في المسند على عادته ، لكن البلاذري صرح به فطلع معاوية ، ورواه من طرق كلها رجالها رجال البخاري ومسلم وقد ذكرها في جؤنة العطار



أما الثالث : فرواه جماعة بلفظ أن رجلا في النار ينادي ألف سنة يا حنان يا منان ، ورواه غيرهم من الثقات بلفظ أن معاوية في صندوق من نار ينادى فيه . الحديث .

وقد ذكرنا هذه الأحاديث كلها المأمون في خطبة ، التي رواها ابن جرير في التاريخ سنة 271 أو بعدها ، ونقل تلك الخطبة برمتها السيد محمد بن عقيل في آخر النصائح الكافية ، و في الصحيح صحيح مسلم عن علي عليه السلام قال : ( والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يحبني إلا مؤمن و لا يبغضني إلا منافق ) و في صحيح الحاكم و غيره : ( من سب عليا فقد سبني و من سبني فقد سب الله ) و من سب الله كفر

و في الصحيح و غيره مما تواتر تواترا مقطوعا به : ( من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ) و هذا الحديث قد جمع أسانيده ابن جرير الطبري في مجلدين لكثرتها ، ورد عليه الباقلاني الأشعري البصري الخ فكان مغربا ، وابن جرير مشرقا

فابن جرير يورد الأحاديث وأسانيدها التي أبهرت عقول الحفاظ ، والباقلاني يبحث معه بعقله الأشعري البصري

و لا يخفاك أن النواصب كان مقرهم بالشام و البصرة و الأندلس ، و المقصود من هذه الأحاديث الصحيحة المتفق عليها مع ما تواتر من لعن معاوية لعلي على المنبر طول حياته وحياة دولته إلى عمر بن عبدالعزيز وقتاله وبغضه ، يطلع منه أنـه مـنافـق كـافـر

فهي مؤيدة لتلك الأحاديث الأخرى ، و يزعم النواصب أن ذلك ( أعني لعن معاوية لعلي ) كان اجتهادا ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مطلق الناس : ( لعن المؤمن كقتله ) ، فإذا كان الاجتهاد يدخل اللعن وارتكاب الكبائر فكل سارق وزان وشارب وقاتل يجوز أن يكون مجتهدا ، فلا حد في الدنيا ولا عقاب في الآخرة

و الكلام طويل ولو كان عندي كتابا ( تقوية الإيمان ) و ( النصائح الكافية ) لأرسلتهما للأستاذ فإن فيهما ما يكفي ، أو لو قدر الله اجتماعنا لسمع ما يشرح الله به صدره لاعتقاد الحق إن شاء الله تعالى ، و لو قرأ جؤنة العطار الجزء الأول لرأى فيه أيضاً ما يسره



وقد زارني موقت الدار البيضاء عقب اطلاعه على الكتاب وهو مخطوط أعني ( توجيه الأنظار ) واستشكل منه مسألة معاوية فأعطيناه درسا خرج مسرورا راجعا إلى رشده وهو من عدول البيضاء

و يكفيه الحديث المتواتر أيضا ( عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار )

ولو وجدت نشاطا لتوسعت في هذا الموضوع ولكن الحرص على السرعة بالجواب خوف النسيان يحملني على كتابة ما يفتح الله به الحال ويسمح به الوقت ويساعد عليه النشاط ))



انتهى جواب الحافظ الغماري في مسألة معاوية ، و للحافظ العديد من الكلمات حول معاوية قد نوفق لنشرها و اخراجها من كتبه .

ملاعلي
26-08-2008, 12:22 PM
الإمام الحسن (ع) يفضح معاوية وابن العاص ( بسند صحيح عندهم )


بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابن سعد في ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) من طبقاته الكبرى :

أخبرنا يزيد بن هارون ( ثقة متقن عابد ) ، قال : أخبرنا حريز بن عثمان ( ثقة ثبت ) ، قال : حدثنا عبدالرحمن بن أبي عوف الجرشي ( ثقة يقال أنه أدرك النبي ص ) ، قال : لمّا بايع الحسن بن علي معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الاعور السلمي عمرو بن سفيان : لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلم عيي عن المنطق ! فيزهد فيه الناس .
فقال معاوية : لا تفعلوا ، فوالله لقد رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يمص لسانه وشفته ، ولن يعي لسان مصه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو شفتين .
فأبوا على معاوية فصعد معاوية المنبر ثم أمر الحسن فصعد وأمره أن يخبر الناس أني قد بايعت معاوية .
فصعد الحسن المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أيها الناس ، إن الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم ، وأن يوفر عليكم غنائمكم ، وأن يقسم فيكم فيئكم .
ثم أقبل على معاوية فقال : كذلك ؟ قال : نعم ، ثم هبط من المنبر وهو يقول ـ ويشير باصبعه إلى معاوية ـ : « وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين » فاشتد ذلك على معاوية .
فقالا : لو دعوته فاستنطقته ، قال : مهلا ، فأتوا فدعوه ، فأجابهم فأقبل عليه عمرو بن العاص ، فقال له الحسن : أما أنت فقد اختلف فيك رجلان رجل من قريش وجزار أهل المدينة فادعياك فلا أدري أيهما أبوك !
وأقبل عليه أبو الاعور السلمي ، فقال له الحسن : ألم يلعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان ؟ !
ثم أقبل معاوية يعين القوم ، فقال له الحسن : أما علمت أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعن قائد الاحزاب وسائقهم ، وكان أحدهما أبو سفيان والاخر أبو الاعور السلمي ؟ !

نستفيد من هذه الرواية الصحيحة عند العامة :

(1) طعن عمرو بن العاص ( صحابي ! ) وأبي الأعور عمرو بن سفيان ( عده بعضهم من الصحابة ) في الإمام الحسن عليه السلام سيد شباب أهل الجنة !

(2) اعتراف معاوية بفضل الإمام (ع) وقوة منطقه ، وتكذيب ابن العاص وأبي الأعور له !

(3) تشهد الحادثة بأن الإمام المجتبى (ع) كان مجبوراً على الصلح مضطراً إليه ، وأنه هدف إلى حقن الدماء .

(4) الصلح مشروط بأمور ذكر الإمام منها : "وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم ، وأن يوفر عليكم غنائمكم ، وأن يقسم فيكم فيئكم" .

(5) إشارة الإمام (ع) لمعاوية بقوله تعالى : "وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ" تشبيه له بالكفار الذين أعرضوا عن دعوة الرسول (ص) وجحدوا بالرسالة فكانت الدنيا متاع لهم قبل عذاب يوم القيامة !

(6) الجزء المتبقي من الرواية ... لا تعليق !!

القوات الخاصه
26-08-2008, 12:47 PM
رضي الله على معاوية علية السلام

ملاعلي
26-08-2008, 01:48 PM
رضي الله على معاوية علية السلام


الان يمكن ان اعطيك هذه القلادة لانك تفتخر بمعاوية وهي

كلاب عاوية من صلب معاوية

لان الذين يرضون بما فعل معاوية هم الكلاب وأنت واحد منهم والتاريخ يثبت كلامي

ملاعلي
27-08-2008, 04:44 PM
رسول الله صلوات الله عليه وآله يقول بأن معاوية كافر


(بسند صحيح) ينقله البلاذرى في أنساب الاشراف بنو عبد شمس – تحقيق احسان عباس – ص 126 :
البلاذرى عن شيخيه بكر بن الهيثم و اسحق بن ابى اسرائيل - و هذا ثقة اما بكر فلم اجد له ترجمة لكنه توبع من اسحق - كلاهما روياه عن عبد الرزاق الصنعانى , و هو ثقة امام , عن معمر بن راشد , و هو ثقة امام , عن عبد الله بن طاووس , و هو ثقة امام , عن طاووس بن كيسان والده و هو ثقة امام , عن عبد الله بن عمرو بن العاص و هو صحابى على تعريف المحدثين العاص قال :
كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال : يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتى
قال : و كنت تركت ابى قد وضع له وضوء , فكنت كحابس البول مخافة ان يجىء
قال : فطلع معاوية !
فقال النبى صلى الله عليه واله وسلم : هذا هو..إنتهى..!!

ملاعلي
27-08-2008, 04:46 PM
القرآن يحكم بجواز لعن معاوية


قال لي احدهم: ما اجرأكم على الله ورسوله يا معاشر الشيعة حيث جوزتم لعن معاوية ابن ابي سفيان خال المؤمنين وكاتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فقلت له دعك من هذه الامور ولنعتكم الى القران فنحن يا اخي لا نعلن شخصاً الا بعد ان كان القران قد لعنه فقال لي واين يا ترى لعن القران معاوية فهل يا ترى هناك آية في القرآن صرحت بذلك كما صرحت بلعن ابليس قلت له لا يا اخي بل هناك آيات قرآنية يمثل معاويه

مصداقاً تاماً لها واليك قسماً من هذه الايات.
اولاً: قال تعالى: ( فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) سورة محمد آية22 ـ23 .

ومن اكثر فسادا من معاوية حينما تولى؟ ومن اقطع منه رحما لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) والتاريخ يشهد عليه بذلك وليس احد من المؤرخين ينكر فساد معاوية في الدين وقطعه لأرحام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) فان معاوية يكون المصداق التام لهذه الاية وعليه فاننا تبعا للقران نجوز لعنه

ثانياً: قال تعالى: ( ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهيناً) سورة الاحزاب اية 57

وهل هناك من ينكر ايذاء معاوية للامام علي (عليه السلام ) ولسبطي رسول الله الحسن والحسين ولخواص صحابة النبي كعمار بن ياسر وحجر بن عدي وعمر بن حمق الخزاعي؟ ثم اما يكون ايذاء امير المؤمنين وشبليه ريحانتي رسول الله والصحابة الاخيار، ايذاءً لله ولرسوله.

وعليه فان معاوية يكون مصداقاً لهذه الاية وعليه فاننا تبعاً للقران نجوز لعنه.

ثالثاً: قال تعالى: ( يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار) سورة غافر آية 52
وقال تعالى: ( الا لعنة الله على الظالمين) سورة هود آية 18

وقال تعالى: ( فاذن مؤذن بينهم ان ان لعنة الله على الظالمين) سورة الاعراف آية44

وهل احد من اهل العلم والانصاف ينكر ظلم معاوية وعليه فان معاوية يمثل المصداق الاتم لهذه الايات وعليه فاننا نجوز لعنه تبعاً للقران.

اللهم العن الجبت والطاغوت

ملاعلي
27-08-2008, 04:48 PM
إلزام المنكرين في إثبات سب معاوية لعلي أمير المؤمنين

ما زالت نظرية عدالة الصحابة التي اخترعها بنو أمية تسيطر على عقول أبناء السلف، فهم ما زالوا يرون أن الصحابة مهما فعلوا فهم مبرؤن مغفور لهم من الله سبحانه وتعالى.

وقد حاولوا بكل وسيلة الدفاع عن هذه النظرية، وعن أساسها وهو معاوية بن أبي سفيان الذي رغم العداء والحرب التي حارب بها أهل البيت في عدة معارك، وطمعه بالخلافة، صوروه في حالة اجتهاد وقد أخطأ في كثير من اجتهاداته، ولكنه صحابي مغفور له مهما فعل، ومهما اقترف من الأخطاء.

ومن الفضائح التي حاول أهل السلف سترها على سيدهم معاوية، هو وقوعه مرة بعد مرة في أميرنا أمير المؤمنين وسيد الثقلين، وسبه إياه وشتمه إياه على المنابر، وحاولوا تأويل النصوص، وليها في ما يوافق هواهم وكل ذلك من أجل تبرئة ساحته من هذه التهمة العظيمة.

من ذلك الحديث الواضح الذي ورد في صحيح مسلم
حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قالا حدثنا حاتم وهو بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال
أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك ان تسب أبا التراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن اسبه لان تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به ارمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي

وقد ورد في الترمذي أيضا، وهو حديث صحيح.

وقد وقع أهل السنة في حيرة بين أمرين، فإسقاط حديث من صحيح مسلم أو الحكم بأن معاوية أمر سعدا بسب علي بن أبي طالب عليه السلام، فلم يجدوا من مخرج إلا التأويل:
أما قوله أن مسلم أخرج في صحيحه باب فضائل علي مثل ذلك فكذب أيضاً، فالرواية التي يقصدها هي ما رواه عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال (( أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسُبَّ أبا تراب؟ فقال: أمّا ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلن أسُبّهُ لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمر النَّعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلّفه في مغازيه فقال له عليُّ: يا رسول الله، خلَّفْتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضىأن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأُ عْطينَّ الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً، فأُتي به أرْمَد فبصق في عَيْنه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: { قل تعالوْا ندعُ أبْنائنا وأبْناءَكم ...}، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحُسيناً فقال: اللهم، هؤلاء أهلي ))
وهذا الحديث لا يفيد أن معاوية أمر سعداً بسبِّ عليّ، ولكنه كما هو ظاهر فإن معاوية أراد أن يستفسر عن المانع من سب عليّ، فأجابه سعداً عن السبب ولم نعلم أن معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه ولا عاقبه، وسكوت معاوية هو تصويب لرأي سعد، ولو كان معاوية ظالماً يجبر الناس على سب عليّ كما يدّعي هذا التيجاني، لما سكت على سعد ولأجبره على سبّه، ولكن لم يحدث من ذلك شيءٌ فعلم أنه لم يؤمر بسبّه ولا رضي بذلك، ويقول النووي (( قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ )) من كتاب بل ضللت للشيخ خالد العسقلاني.

وهناك شاهد آخر يؤيد هذا القول، وهو النظرية التي يتخذها أهل السلف: (( الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها . قالوا : ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله ))

وهذه هي قاعدتهم العامة.

لن أناقشهم في هذا الحديث، فلقد أشبع بحثا ونقاشا في المنتديات، وما زال أبناء السلف يتشدقون ويأولون، ولن ننسى البدري في شبكة الحق عندما جلس يراوغ ويراوغ حتى اضطر المشرف الكريم لإغلاق الموضوع، ولم ينته الموضوع إلى شيء.

غير أنه وقع في يدي دليل لا يحتمل التأويل، ويقبل أي مناقشة، وقد بحثت في سنده، فوفقني الله سبحانه وتعالى إلى تصحيح سنده من الشذوذ، وهذا ما يرضخ له السلفية، حيث عرفناهم من أول يوم لنا في المنتديات عبادا للسند، لا يرون ولا يقتنعون إلا بما صح سنده، ونحن هنا نعطيهم هدية صح سندها تثبت بدليل قاطع سب سيدهم معاوية لأميرنا علي عليه أفضل الصلاة والسلام.

وقبل الخوض في غمار الموضوع، أود من أي سلفي يمر بهذا الموضوع أن يسأل نفسه هذا السؤال الواضح:

عندما يثبت لي بالدليل القاطع أن معاوية بن أبي سفيان قد سب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فهل سوف يغير في أي شيء تجاه معاوية؟ ؟ ؟
إذا كانت الإجابة نعم، فأنا أنصحه بقراءة هذا الموضوع، أما إذا كانت الإجابة لا، وأنه سوف يستمر بقوله ويضيف هذا الأمر إلى قائمة اجتهادات معاوية التي لا تعد ولا تحصى، فأنصحه بالخروج من هذا الموضوع وأن لا يضيع وقته الذي سوف يحاسبه الله سبحانه وتعالى عليه يوم القيامة هدرا، فهو سوف لن يستفيد بشيء معين من هذا الموضوع.

المسألة بشكل مبسط، هي ما يسميه السلفية صلح الحسن، أو بيعة الإمام الحسن عليه السلام لمعاوية، وما نسميه نحن الشيعة الإمامية الهدنة التي حصلت بين الحسن عليه السلام ومعاوية.

هذا وقد ناقشنا مسألة ما يسمونه بيعة الإمام الحسن عليه السلام في موضوع لنا سابق فأثبتنا أنه لم تكن هناك أي بيعة، وأنما كل ما جرى هو صلح فقط، وليس بيعة كما يسميه تعنتا أهل السنة.

ولكن الأمر المهم وهو المغزى والمراد من هذا الموضوع، هو: ما هي شروط هذا الصلح؟ ؟ ؟

قبل سنة أو أكثر تقريبا طرحت موضوعا في الإصلاح وتحديت فيها الجميع أن يأتيني بوثيقة الصلح أو معاهدة الصلح التي تمت بين الطرفين، فلم أجد من القوم إلا هروبا كبيرا مع مرتبة الشرف الأولى.

وعندما تساءلت في نفسي ما هو السبب الذي يريده السلفية من إخفاء بنود هذا الصلح، وعندما راجعت كتبهم وجدت المغزى، وهو أحد شروط الصلح التي تهدم كل ما بنوه ودافعوا عنه من ناحية معاوية بن أبي سفيان.

لا أريد أن أطيل على الجميع، فينقلب الموضوع إلى كلام إنشائي، بل سوف ندخل الآن في صلب الموضوع، ونرى عندها هذا الدليل القاطع الذي أدعيه:

الكامل لابن الأثير (3/271):

فلما رأى الحسن تفرق الأمر عنه كتب إلى معاوية وذكر شروطا وقال له: ((إن أنت أعطيتني هذا فأنا سامع مطيع وعليك أن تفي لي به)) وقال لأخيه الحسين وعبد الله بن جعفر: إنني قد راسلت معاوية في الصلح فقال له الحسين: أنشدك الله أن لا تصدق أحدوثة معاوية وتكذب أحدوثة أبيك. فقال له الحسن: اسكت أنا أعلم بالأمر منك. فلما انتهى كتاب الحسن إلى معاوية، وكان قد ارسل عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس إلى الحسن قبل وصول الكتاب ومعهما صحيفة بيضاء مختوم على أسفلها. وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت فهو لك. فلما أتت الصحيفة إلى الحسن اشترط أضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده. فلما سلم الحسن الأمر إلى معاوية طلب أن يعطيه الشروط التي في الصحيفة التي ختم عليها، فأبى ذلك معاوية وقال له: قد أعطيتك ما كنت تطلب، فلما اصطلحا قام الحسن في أهل العراق فقال: ((يا أهل العراق إنه سخي بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي))
وكان الذي طلب الحسن من معاوية أن يعطيه ما في بيت مال الكوفة ومبلغه خمسة آلاف ألف وخراج ((دار ابجرد)) من فارس وأن لا يشتم عليا فلم يجبه إلى الكف عن شتم علي، فطلب أن لا يشتم وهو يسمع فأجابه إلى ذلك ثم لم يف به أيضا. انتهى.

أقول: كالعادة، ورغم أن هذا الكلام قد ورد في كتاب من كتب السلفية، إلا أنه لا يساوي شيئا إذ أنه بدون سند، وهم كما وصفناهم في البداية عبادا للسند.

هذا وقبل أن نورد عندنا ما صح سنده لا بد من الوقوف على حال الإمام الأعظم ابن كثير، الذي وكعادته هرب هروبا كلاسيكيا، فتناسى بنود الصلح فمر عليها مرور الكرام، وحاول إخفاء كل شيء، كأنه يود إخفائها عن الجميع.

البداية والنهاية، هامش الصفحة 8/14 :

غير أن محقق الكتاب قد أورد في هامش الكتاب ما أسماه المعاهدة وقال:
صورة من معاهدة الصلح التي وقعها الفريقان. وقد أخذناها من مصادرها حرفيا:
المادة الأولى: تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله، وبسيرة الخلفاء الصالحين.
المادة الثانية: أن يكون الأمر للحسن من بعده وليس لمعاوية أن يعهد به إلى أحد.
المادة الثالثة: أن يترك سب أمير المؤنين والقنوت عليه بالصلاة إلا بخير وقال آخرون أنه أجابه على أن لا يشتم عليا وهو يسمع، وقال ابن الأثير: ثم لم يف به أيضا.المادة الرابعة: يسلم ما في بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف للحسن، وله خراج دار أبجرد، وأن يحمل لأخيه الحسين في كل عام ألفي ألف، ويفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس.
المادة الخامسة: أن لا يأخذ أحدا من أهل العراق بأجنة، وأن يؤمن الأسود والأحمر ويحتمل ما يكون من هفواتهم، وعلى أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وتهامهم وحجازهم.

غير أن هذا كله لا يعجب السلفية، فحتى الآن لم نصل إلى سند صحيح، يبين لنا ما وقع في هذا الصلح.

غير أني عند وعدي الذي قطعته في بداية الموضوع، وهو أني سأورد ما صح سنده، وعندها سنرى كيف سوف يستطيع أهل السلف تأويل هذا الخبر:

تاريخ الطبري حوادث سنة 40:

حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال حدثنا: عثمان بن عبد الحميد أو ابن عبد الرحمن الحراني الخزاعي أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا اسماعيل بن راشد، قال: بايع الناس الحسن بن علي عليه السلام بالخلافة، ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن، وبعث قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفا، وأقبل معاوية في أهل الشام حتى نزل مسكن، فبينا الحسن في المدائن إذ نادى مناد في العسكر: ألا أن قيس بن سعد قد قتل، فانفروا، فنفروا ونهبوا سرادق الحسن عليه السلام حتى نازعوه بساطا كان تحته، وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن، وكان عم المختار بن أبي عبيد عاملا على المادئن، وكان اسمه سعد بن مسعود، فقال له المختار وهو غلام شاب: هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال: توثق الحسن، وتستأمن به إلى معاوية، فقال له سعد: عليك لعنة الله، أثب على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوثقه! بئس الرجل أنت! فلما رأى الحسن عليه السلام تفرق الأمر عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح، وبعث معاوية إليه عبد الله بن عامر وعبد الرحمن ابن سمرة بن حبيب بن عبد شمس، فقدما على الحسن بالمدائن، فأعطياه ما أراد، وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء اشترطها. ثم قام الحسن في أهل العراق فقال: يا أهل العراق، أنه سخي بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي.
ودخل الناس في طاعة معاوية، ودخل معاوية الكوفة، فبايعه الناس.
قال زياد بن عبد الله ،عن عوانة، وذكر نحو حديث المسروقي، عن عثمان بن عبد الرحمن هذا، وزاد فيه: وكتب الحسن إلى معاوية في الصلح، وطلب الأمان، وقال الحسن للحسين ولعبد الله بن جعفر: إني قد كتبت إلى معاوية في الصلح وطلب الأمان، فقال له الحسين: نشدتك الله أن تصدق أحدوثة معاوية، وتكذب أحدوثة علي! فقال له الحسن: اسكت أنا أعلم بالأمر منك. فلما انتهى كتاب الحسن بن علي عليه السلام إلى معاوية، أرسل معاوية عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة، فقدما المدائن، وأعطيا الحسن ما أراد، فكتب الحسن إلى قيس بن سعد، وهو على مقدمته في اثني عشر ألفا يأمره بالدخول في طاعة معاوية، فقام قيس بن سعد في الناس فقال: يأيها الناس، اختاروا الدخول في طاعة إمام ضلالة، أو القتال مع غير إمام، قالوا: لا، بل نختار أن ندخل في طاعة إمام ضلالة.
فبايعوا لمعاوية، وانصرف عنهم قيس بن سعد، وقد كان صالح الحسن معاوية على أن جعل له في بيت ماله وخراج دارابجرد على ألا يشتم علي وهو يسمع. فأخذ ما في بيت مال الكوفة، وكان فيه خمسة ألاف ألف.
--------------------------------------------------------------
رجال الإسناد:
1-زياد بن عبد الله: قال محمد بن عقبة السدوسي، عن وكيع بن الجراح: هو أشرف من أن يكذب.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ليس به بأس، حديثه حديث أهل الصدق.
وقال أبو داود: سمعت يحيي بن معين يقول: زياد البكائي في ابن اسحاق ثقة، كأنه يضعفه في غيره.
وقال أبو زرعة: صدوق.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
أقول: هناك بعض أهل العلم ممن ضعف زياد هذا:
النسائي: ضعيف، وفي موضع آخر: ليس بالقوي.
وقد ذكره ابن حبان في المجروحين والعقيلي في الضعفاء.
يقول الدكتور بشار محقق كتاب تهذيب الكمال تعليقا على ذلك: وهو كما قالوا: أثبت من روى في المغازي، عن ابن اسحاق، ومن روايته اختصرها ابن هشام وتلقاها الناس بالقبول.(تهذيب الكمال 2038).

2-موسى بن عبد الرحمن المسروقي:
قال النسائي: ثقة، وقال في موضع آخر: لا بأس به.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتب عنه أبي قديما، وكتبت عنه معه أخيرا، وهو صدوق، ثقة.
وذكره ابن حبان في الثقات.
قال الذهبي في الكاشف: ثقة، وكذلك قال ابن حجر في التقريب. (تهذيب الكمال).

3-عثمان بن عبد الرحمن الحراني:
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيي بن معين أنه قال: عثمان بن عبد الرحمن التميمي ثقة. قال: وسألت أبي عنه، فقال: صدوق، وأنكر على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء يشبه بقية روايته عن الضعفاء.
وقال أبو أحمد عن عدي: سمعت أبا عروبة ينسبه إلى الصدق، وقال: لا بأس به متعبد، ويحدث عن قوم مجاهيل بالمناكير.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات وقال: ثقة ثقة إلا أنه كان يروي عن الضعاف، والأقوياء وقال ابن حجر في التهذيب: قال ابن أبي عاصم صدوق اللسان.
وقال ابن حجر في التقريب: صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل فضعف بسبب ذلك. (تهذيب الكمال 4429).

4-عوانة: عوانة بن الحكم بن عوانة بن عياض الأخباري المشهور الكوفي. يقال كان أبوه عبدا خياطا وأمه أمة وهو كثير الرواية عن التابعين قل أن روى حديثا مسندا، وأكثر المدايني عنه، وقد روى عن عبد الله بن المعتز بن الحسن بن عليل العنزي عن عوانة بن الحكم أنه كان عثمانيا فكان يضع الأخبار لبني أمية. (لسان الميزان 1167).
أقول: كونه عثمانيا لا يضر به، فهو مقبول الرواية عند أهل السنة، أضف إلى هذا أن الذهبي قال عنه: كان صدوقا في نقله. (سير أعلام النبلاء 7/201).

ومن هنا نستخلص أن الرجل صدوق، ولا يضره كونه عثماني.

بقي الآن أمر واحد، وهو حال إسمعيل بن راشد.

أقول: هناك طرق عدة نستطيع الوصول إلى وثاقة الرجل أو على الأقل إلى حسن روايته، وارتقائها، لكن قبل ذلك دعونا نرى حال الرجل كما ذكره أهل العلم:

التاريخ الكبير للبخاري 1114: اسمعيل بن راشد السلمي هو اسمعيل بن راشد بن أبي اسمعيل الكوفي أخو محمد سمع سعيد بن جبير روى عنه حصين، قال أبو نعيم ولدوا هؤلاء في بطن واحد اسمعيل وعمر ومحمد وآخر أيضا.

الجرح والتعديل 567: اسمعيل بن راشد السلمي أخو محمد بن أبي اسماعيل روى عن سعيد بن جبير روى عنه حصين بن عبد الرحمن يعد في الكوفيين.

التاريخ ليحيي بن معين 2940: اسماعيل بن راشد، أخو محمد بن أبي اسماعيل، واسماعيل بن راشد يروي عن حصين وغيره. ومحمد بن أبي اسماعيل يروي عنه حفص بن غياث، ويروي عنه يعلى.

أقول: وقد راجعت كتب الجرح أمثال كتاب الضعفاء للعقيلي وكتابي الذهبي المغني وميزان الاعتدال ولم أقف على أي قدح في الرجل.

والرجل (اسماعيل بن راشد) قد روى عنه حصين بن عبد الرحمن السلمي، فتعالوا قبل أن نحكم على الرجل لنرى حال هذا الرواي عنه:

حصين بن عبد الرحمن السلمي: حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن أحمد بن حنبل قال: حصين بن عبد الرحمن الثقة المأمون من كبار أصحاب الحديث. حدثنا عبد الرحمن ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيي بن معين قال: حصين بن عبد الرحمن ثقة. حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول: حصين بن عبد الرحمن ثقة في الحديث وفي آخر عمره ساء حفظه، صدوق. أخبرنا عبد الرحمن قال سألت أبا زرعة عن حصين بن عبد الرحمن فقال: ثقة. قلت: يحتج بحديثه؟ قال: أي والله. (الجرح والتعديل 837)، وفي التهذيب: قال ابن معين: ثقة وقال العجلي ثقة، وقال ابن حبان في أتباع التابعين من الثقات.

بقي الآن أن نقف على قاعدة عامة، وهي ما يذكره الإمامان إبو حاتم، وأبو زرعة:

حدثنا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه، وإذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه.
حدثنا عبد الرحمن قال: سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه؟ قال: أي لعمري.
أقول: وقد اتضح لنا أن حصين من الثقات، وقد روى عن اسماعيل بن راشد، ولم يرد فيه قدح، فمن هنا استطعنا الحكم بوثاقة الرجل، ولا أقل حسنه.

----------------------------------------------


أقول: فاتضح لنا من هنا صحة هذا السند، وفي هذه الرواية من البلاء ما لا يخفى على كل ذي عين بصيرة.

وبعد فهل سيأتي سلفي ليحور في هذه الرواية، أو ليلعب بها ويأولها، أم ماذا سوف يفعلون، أم أنهم سيضيفون إلى قائمة اجتهادات معاوية بن أبي سفيان (التي لعمري لن تنتهي حتى قيام الساعة) إجتهادا جديدا، ونقطة جديدة تحسب في تاريخه.

فإلى أين المفر يا سلفية، وكيف سوف تهربون هذه المرة.

السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين، لقد وصل بهم الغيظ أن يشتموك ويلعنوك حتى وأنت ميت، وما هذا إلا لما فعلته بهم وبآبائهم أيام بدر وأحد، لقد جرعتهم غصصا لا تنسى، فأمسوا بحقدكم مجبولين.

ملاعلي
27-08-2008, 04:48 PM
ما الذي شربه معاوية ؟!


جاء في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي ج 5 ص 42( باب ما جاء في اللبن )
عن عبد الله بن بريدة قال:
دخلت مع أبى على معاوية فاجلسنا على الفراش ، ثم أتينا بالطعام فاكلنا ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبى ثم قال معاوية: كنت أجمل شباب قريش وأجوده ثغرا وما من شئ أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن وانسان حسن الحديث يحدثنى .
قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وفى كلام معاوية شئ تركته .

ولتتعرف على الشيء الذي تركه الهيثمي اقرأ النص من المصدر وهو مسند أحمد ج 5 ص 347
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زيد بن الحباب حدثني حسين ثنا عبد الله بن بريدة قال:
دخلت أنا وابي على معاوية فاجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فاكلنا ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول ابي ثم قال ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال معاوية كنت أجمل شباب قريش وأجوده ثغرا وما شئ كنت أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن أو انسان حسن الحديث يحدثني .


فما هو هذا الشراب الذي شربه معاوية ؟؟؟؟
وللمساعدة: هو شراب حرمه الرسول صلى الله عليه وآله ؟؟؟؟

فمن سيحل هذا اللغز من الوهابية ؟؟؟؟

وميض
27-08-2008, 06:16 PM
يعني لو قلنا نسبه وعددنا فضائله ومدحناه ..... بتقتنعون....
هذا من الأشياء التي جزمت بإستحالتها .... فالحوار معكم عقيم... وخصوصاً في هذه الأمور...
كوني بخير...


صدقت أخي

صدقت

ملاعلي
27-08-2008, 07:54 PM
صدقت أخي

صدقت

فضائل كهف المنافقين معاوية


روى مسلم في كتاب البر و الصلة باب من لعنه النبي قال
حدثنا محمد بن المثنى ....عن ابن عباس قال كنت ألعب من الصبيان فجاء رسول الله فتواريت خلف باب فجاء فحطأني فقال اذهب فادعوا لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال ألا لا اشبع الله بطنه?
روى مسلم في كتاب الفضائل باب فضائل علي بن أبي طالب قال حدثنا قتيبة بن سعيد ...عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال امر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبي تراب?
روى الطبري في تاريخه في أحداث سنة احدى وخمسين قال :
ان معاوية لما ولى المغيرة الكوفة في جمادى سنة احدى و أربعين دعاه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد فان لذي الخلم قبل اليوم ما تقرع العصا و قد قال الملتمس
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا * و ما علم الانسان الا ليعلما.
وقد يجزى عنك الحكيم بغير تعليم وقد أردت ايصائك بأشياء كثيرة فانا تاركها اعتماد على بصرك بما يرضيني ويسعد سلطاني ويصلح به رعيتي ولست تاركا ايصائك بخصلة لا تتحم عن شتم علي وذمه و الترحم على عثمان و الاستغفار له و العيب على اصحاب علي و الاقصاء لهم و ترك الاستماع منهم وباطراء شيعة عثمان رضوان الله عليه و الادناء لهم و الاستماع منهم فقال المغيرة قد جربت وعملت قبلك لغيرك فلم يذمم بي دفع ولا رفع ولا وضع فستبلوا فتحمد أو تذم قل معاوية بل نحمد انشاء الله?
يقول الشيخ محمد أبو زهرة : وهناك مثل أخر لثأثير الوقائع على الأراء ما سنه معاوية من سنة سيئة وهي لعن الامام علي سيف الاسلام على المنابر لأن ذالك كان له ثأثير كبير في نفوس المؤمنين لأن ما ثبت لعلي من سابقات مكرمات لا يمكن ان تذهب اذا وقف منافق يلعنه?
كتاب الامام الصادق للشيخ محمد أبو زهرة طبعغة دار الفكر العربي ص 92
يصف الشيخ من وقف للعن عليا عليه السلام با المنافق فما ادراكم بمن سن هذه السنة وأمر بهذا الفعل القبيح وهو رأس الكفر و النفاق معاوية عليه لعائن الله.

ملاعلي
29-08-2008, 04:21 PM
بشهادة أحد الصحابة : الرجال يلبسون الحرير و الذهب في بيت معاوية بن أبي سفيان !!!



بسم الله الرحمن الرحيم ،،


( صحيح سنن أبي داود ) للألباني ح3479 :

" حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا بقية عن بحير عن خالد قال ثم وفد المقدام بن معد يكرب، وعمرو بن الأسود، ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية ابن أبي سفيان. فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع المقدام. فقال له رجل : أتراها مصيبة؟ قال له: ولم لا أراها مصيبة، وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في حجره فقال: هذا مني، وحسين من علي؟ ! فقال الأسدي: جمرة أطفأها الله عز وجل. قال: فقال المقدام: أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك، وأسمعك ما تكره. ثم قال: يا معاوية! إن أنا صدقت فصدقني، وإن أنا كذبت فكذبني، قال: أفعل. قال: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نهى عن لبس الذهب؟ قال: نعم. قال: فأنشدك بالله، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ينهى عن لبس الحرير؟ قال: نعم. قال: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها؟ قال: نعم.

قال: فوالله! لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية !!!! ،


فقال معاوية: قد علمت أني لن أنجو منك يا مقدام. قال خالد: فأمر له معاوية، بما لم يأمر لصاحبيه، وفرض لابنه في المائتين، ففرقها المقدام على أصحابه. قال: ولم يعط الأسدي أحداً شيئاً مما أخذ، فبلغ ذلك معاوية فقال: أما المقدام فرجل كريم بسط يده، وأما الأسدي فرجل حسن الإمساك لشيئه. حديث صحيح ".


أقول : واللعين الذي قال عن موت الحسن روحي فداه ( أتراها مصيبة ؟! ) هو معاوية نفسه بما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ج20 ص 269ح 636 : " فقال معاوية للمقدام أما علمت أن الحسن بن علي توفي ؟ قال : فاسترجع المقدام . فــــقــــــال لــــــــه مـــعـــــاويــــــة : أتراها مصيبة ؟! قال ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فقال هذا مني وحسين من علي ... الخ ".


الفخر الرازي / أبا يزيد !! هكذا تكون بيوت الملوك !!

ملاعلي
29-08-2008, 04:22 PM
‏حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن مختار ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏خالد الحذاء ‏ ‏عن ‏ ‏عكرمة ‏ ‏قال لي ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏ولابنه ‏ ‏علي ‏ ‏انطلقا إلى ‏ ‏أبي سعيد ‏
‏فاسمعا من حديثه فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه ‏ ‏فاحتبى ‏ ‏ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال كنا نحمل لبنة لبنة ‏ ‏وعمار ‏ ‏لبنتين لبنتين فرآه النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فينفض التراب عنه ويقول ‏ ‏ويح ‏ ‏عمار ‏ ‏تقتله الفئة ‏ ‏الباغية ‏ ‏يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قال يقول ‏ ‏عمار ‏ ‏أعوذ بالله من الفتن ‏


http://hadith.al-islam.com/Display/D...hnum=428&doc=0 (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=428&doc=0)


‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الوهاب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏خالد ‏ ‏عن ‏ ‏عكرمة ‏ ‏أن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال له ‏ ‏ولعلي بن عبد الله ‏ ‏ائتيا ‏ ‏أبا سعيد ‏ ‏فاسمعا من حديثه فأتيناه وهو وأخوه في ‏ ‏حائط ‏ ‏لهما يسقيانه فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس ‏ ‏فقال ‏
‏كنا ننقل ‏ ‏لبن ‏ ‏المسجد ‏ ‏لبنة ‏ ‏لبنة ‏ ‏وكان ‏ ‏عمار ‏ ‏ينقل ‏ ‏لبنتين ‏ ‏لبنتين ‏ ‏فمر به النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ومسح عن رأسه الغبار وقال ‏ ‏ويح ‏ ‏عمار ‏ ‏تقتله الفئة ‏ ‏الباغية ‏ ‏عمار ‏ ‏يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار ‏


http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=2601&doc=0 (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=2601&doc=0)

‏حدثنا ‏ ‏الفضل بن دكين ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي زياد ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن الحارث ‏ ‏قال ‏
‏إني لأساير ‏ ‏عبد الله بن عمرو بن العاص ‏ ‏ومعاوية ‏ ‏فقال ‏ ‏عبد الله بن عمرو ‏ ‏لعمرو ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏تقتله الفئة ‏ ‏الباغية ‏ ‏يعني ‏ ‏عمارا ‏ ‏فقال ‏ ‏عمرو ‏ ‏لمعاوية ‏ ‏اسمع ما يقول هذا فحدثه فقال أنحن قتلناه إنما قتله من جاء به ‏
‏حدثنا ‏ ‏أبو معاوية يعني الضرير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي زياد ‏ ‏فذكر نحوه ‏
http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=6632&doc=6 (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=6632&doc=6)

‏حدثنا ‏ ‏وكيع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏قال ‏ ‏أبو إسحاق ‏ ‏عن ‏ ‏هانئ بن هانئ ‏ ‏عن ‏ ‏علي ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏كنت جالسا عند النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فجاء ‏ ‏عمار ‏ ‏فاستأذن فقال ‏ ‏ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب

http://hadith.al-islam.com/Display/D...? (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&Rec=746)

ملاعلي
29-08-2008, 04:27 PM
معاوية يشهد باغتصاب ابي بكر الخلافة


كتاب محمد بن أبي بكر إلي معاوية

من محمد بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر:

سلام على أهل طاعة الله، ممن هو سلم لأهل ولاية الله،

أما بعد،

فإن الله بجلاله و عظمته و سلطانه و قدرته، خلق خلقه بلا عبث منه ولا ضعف في قوته، ولا حاجة به إلى خلقهم، لكنه خلقهم عبيداً و جعل منهم غوياً و رشيداً، و شقياً و سعيداً، ثم اختار على علم فاصطفى وانتخب منهم محمداًصلى الله عليه وآله وسلم، فاختصه برسالته، واختاره لوحيه و ائتمنه على أمره، و بعثه رسولاً و مبشراً و نذيراً، مصدقاً لما بين يديه من الكتب، و دليلاً على الشرائع، فدعا إلى سبيل أمره بالحكمة و الموعظة الحسنة، فكان أول من أجاب و أناب و أمن و صدق و أسلم و سلم، أخوه و ابن عمه علي بن أبي طالب (عليه السلام) صدقه بالغيب المكتوم و آثره علي كل حميم، و وقاه بنفسه كل هول و واساه بنفسه في كل خوف، و حارب حربه و سالم سلمه، فلم يبرح مبتذلاً لنفسه في ساعات الأزل و مقامات الروع، حتى برز سابقاً لا نظير له في جهاده، ولا مقارب له في فعله.

و قد رأيتك تساميه، و أنت أنت، وهو هو السابق المبرز في كل خير، أول الناس إسلاماً، و أصدق الناس نية، و أفضل الناس ذرية و خير الناس زوجة، و أفضل الناس ابن عم، أخوه الشاري لنفسه يوم مؤتة، و عمه سيده الشهداء يوم أحد، و أبوه الذاب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و عن حوزته، و أنت اللعين ابن اللعين، لم تزل أنت و أبوك تبغيان لدين الله الغوائل، و تجهدان في إطفاء نور الله، تجمعان على ذلك الجموع، و تبذلان فيه المال و تؤلبان عليه القبائل.

علي هذا مات أبوك و على ذلك خلفته، و الشاهد عليك بذلك من تدني من بقية الأحزاب و رؤساء النفاق و الشقاق لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، و الشاهد لعلي مع فضله المبين و سابقته القديمة أنصاره الذين معه الذين ذكرهم الله تعالي في القرآن ففضلهم و أثني عليهم من المهاجرين و الأنصار فهم معه كتائب و عصائب يجالدون حوله بأسيافهم، و يهرقون دماءهم دونه، يرون الحق في اتباعه و الشقاء في خلافه.

فكيف يا لك الويل تعدل نفسك بعلي و هو وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و وصيه و أبو ولده، و أول الناس له اتباعاً و أقربهم به عهداً، يخبره بسره و يطلعه علي أمره، و أنت عدوه و ابن عدوه.؟!
فتمتع في دنياك ما استطعت بباطلك، و ليمددك بن العاص في غوايتك، فكأن أجلك قد انقضي، وكيدك قد وهي، و سوف يتبين لك لمن تكون العاقبة العليا!

و اعلم أنك إنما تكايد ربك الذي قد أمنت كيده، و آيست من روحه و هو لك بالمرصاد، و أنت منه في غرور. والسلام علي من اتبع الهدي(1) .

انتهت

و هذه الرسالة التي كتبها محمد بن أبي بكر فيها حقائق دامغة لكل باحث عن الحقيقة، فهي تصف معاوية بأنه ضال مضل و أنه لعين ابن لعين، و أنه يعمل كل ما في وسعه لإطفاء نور الله و يبذل الأموال لتحريف الدين و يبغي لدين الله الغوائل، و أنه عدو الله و لرسوله و يعمل بالباطل بإعانة عمرو بن العاص.

كما وأن الرسالة تكشف عن فضائل و مزايا علي بن أبي طالب (عليه السلام) التي لم يسبقه إليها سابق ولا يلحقه إليها لاحق، والحق أن لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) من الفضائل و المزايا أكثر مما عدده محمد بن أبي بكر بكثير، و لكن الذي يهمنا في هذا الباب هو رد معاوية بن أبي سفيان علي هذه الرسالة، لتعرف أيها الباحث عن الحقيقة خفايا و دسائس التاريخ و تكتشف من خلالها خيوط المؤامرة التي أبعدت الخلافة عن صاحبها الشرعي و تسببت في انحراف الأمة، فإليك الرد.
*************************
(1) جمهرة رسائل العرب ج 1 ص 477 مروج الذهب للمسعوى ج 2 ص 60، شرح النهج البلاغه لابن أبي الحديد المعتولى ج 1 ص 274



************************************************** **********
رد معاوية علي محمد بن أبي بكر

من معاوية بن صخر إلي الرازي على أبيه محمى بن أبي بكر.

سلام علي أهل طاعة الله.

أما بعد.

فقد أتاني كتابك تذكر فيه ما الله أهله في عظمته و قدرته و سلطانه، و ما أصفى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع كلام كثير الفته و وضعته لرأيك فيه تضعيف و لأبيك فيه تعنيف.

ذكرك فيه فضل ابن أبي طالب و قديم سوابق و قرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، و نصرته له و مواساته إياه في كل هول و خوف، فكان احتجاجك علي و فخرك بفضل غيرك لا بفضلك، فأحمد رباً صرف هذا الفضل عنك وجعله لغيرك.

فقد كنا و ألوك معنا في حياة نبينا نعرف حق أبي طالب لازماً لنا، و فضله مبرزاً علينا، فلما اختار الله لنبيه (عليه الصلاة و السلام) ما عنده، و أتم له ما وعده، و اظهر دعوته، و أفلج حجته، و قبضه الله إليه (صلوات الله عليه)، كان أبوك و فاروقه أول من ابتزه حقه و خالفه علي أمره، علي ذلك اتفقا و اتسقا، ثم أنهما دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما و تلكأ عليهما، فهما به الهموم وأرادا به العظيم، ثم إنه بايعهما و سلم لهما، و أقاما لا يشركانه في أمرهما ولا يطلعانه علي سرهما، حتى قبضهما الله، و انقضى أمرهما، ثم قام ثالثهما عثمان فهدى بهديهما و سار بسيرتهما، فعبته أنت وصاحبك حتى طمع فيه الأقاصي من أهل المعاصي فطلبتما له الغوائل حتى بلغتما فيه مناكما.

فخذ حذرك يا ابن أبي بكر، فستري وبال أمرك، و قس شبرك بقترك تقصر عن أن توازي أو تساوي من يزن الجبال حلمه، و لا تلين علي قسر قناته، ولا يدرك ذو مدي أناته.

أبوك مهد له مهاده، و بنى ملكه و شاده، فإن بك ما نحن فيه صواباً فأبوك أوله، و إن يكن جوراً فأبوك استبد به و نحن شركاؤه، فبهديه أخذنا و بفعله اقتدينا، و لولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب، و لسلمنا أليه، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا، فاحتذينا مثاله، و اقتدينا بفعاله، فعب أباك بما بدالك أودع، والسلام علي من أناب ورجع من غوايته و تاب
*********
(1) جمهرة رسائل العرب ج 1 ص 475، مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 59، شرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 283.


تعليق مقطع من كتاب معالم الدرستين للعلامة العسكري :

ومن أنواع الكتمان عندهم ما فعلوه مع مكاتبات جرت بين محمد بن أبي بكر ومعاوية فقد وجدنا في كتاب صفين لنصر بن مزاحم ( ت : 212 ه‍ ) ومروج الذهب للمسعودي ( ت : 346 ه‍ ) تفصيل كتاب محمد بن أبي بكر لمعاوية وفيه ذكر فضائل الامام علي بما فيها أنه وصي النبي واعتراف معاوية في جوابه بها وفي الكتابين ذكر مالا يزين الخلفاء نشره فحذهما الطبري ( ت : 310 ه‍ ) مع ذكره لسنده إلى الكتابين واعتذر عن ذلك بعدم احتمال العامة لسماع ما فيهما ، أي أنه أخفى الحقائق عن

الناس ، وجاء بعده ابن الاثير ( ت 630 ه‍ ) وفعل كذلك واعتذر بنفس العذر وجاء بعدهما ابن كثير وأشار إلى كتاب محمد بن أبي بكر في موسوعته التاريخية الكبرى ( 1 ) واقتصر بقوله : " وفيه غلظة " .

يقصد الطبري وابن الاثير من قولهما : ( عدم احتمال العامة لسماع ما فيهما ) : أن العامة لا تبقى على عقيدتها بالخلفاء بعد سماع الكتابين . وهذا الصنف من الكتمان ، أي حذف تمام الخبر مع الاشارة إلى الخبر المحذوف نادر عند علماء مدرسة الخلفاء .

ملاعلي
29-08-2008, 08:02 PM
كاتب الوحي // معاوية يسرق من الصلاة !!


المستدرك على الصحيحين،الإصدار- للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
المجلد الأول >> -4- كتاب الصلاة >> باب التأمين

851 / 178 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي، أنبأ عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج، أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم أن أبا بكر بن حفص بن عمر، أخبره:
أن أنس بن مالك قال: صلى معاوية بالمدينة صلاة، فجهر فيها بالقراءة، فقرأ فيها: بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن، ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعدها حتى قضى تلك القراءة، فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين والأنصار من كل مكان:
يا معاوية أسرقت الصلاة، أم نسيت؟
فلما صلى بعد ذلك قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، للسورة التي بعد أم القرآن، وكبر حين يهوي ساجدا.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم،

$$$$$$$$$$$
مسند الإمام الشافعي. الإصدار - ترتيب السندي
الجزء الأول. >> الباب السادس في صفة الصلاة

223- (أخبرنا) : عبد المجيد، عن ابن خديج أخبرني:
عبد اللَّه بن عثمان ابن خَيْثَم أن أبا بكر بن حَفْص بن عمرأخبره: أن أَنَسَ بن مالك قال: صلّى معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة فقرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم لأم القرآن ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها حتى قضى تلك القراءة ولم يُكَبِّر حين يَهْوِى حتى قضى تلك الصلاة فلما سلم ناداه مَنْ سَمَع ذلك من المهاجرين من كل مكان يا معاوية: أسَرَقْتَ الصَّلاة أم نَسِيتَ فلما صلى بعد ذلك قرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أم القرآن وكبر حين هوى ساجداً

$$$$$$$$$$$$$
نصب الراية، الإصدار - للزيلعي
متن الكتاب >> كتاب الصلاة >> أقوال العلماء في البسملة

أخرجه الحاكم في "المستدرك (67)" عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره أن أنس بن مالك، قال: صلى معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة، فبدأ "ببسم اللّه الرحمن الرحيم" لأمِّ القرآن، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها، حتى قضى تلك الصلاة، ولم يكبر حين يهوي، حتى قضى تلك الصلاة، فلما سلم ناداه من سمع ذاك من المهاجرين. والأنصار، ومن كان على مكانه: يا معاوية، أسرقت الصلاة، أم نسيت؟! أين "بسم اللّه الرحمن الرحيم"، وأين التكبير إذا خفضت، وإذا رفعت؟! فلما صلى بعد ذلك قرأ: "بسم اللّه الرحمن الرحيم" للسورة التي بعد أمِّ القرآن، وكبر حين يهوي ساجداً، انتهى. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ورواه الدارقطني، وقال: رواته كلهم ثقات،

$$$$$$$$$$$
نيل الأوطار، الإصدار - للإمام الشوكاني
الجزء الثاني >> [تابع كتاب الصلاة] >> أبواب صفة الصلاة. [ص 184] >> باب ما جاء في بسم اللَّه الرحمن الرحيم
وروى الشافعي بإسناده عن أنس بن مالك قال: (صلى معاوية بالناس بالمدينة صلاة جهر فيها بالقراءة فلم يقرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم ولم يكبر في الخفض والرفع فلما فرغ ناداه المهاجرون والأنصار يا معاوية نقصت الصلاة أين بسم اللَّه الرحمن الرحيم وأين التكبير إذا خفضت ورفعت فكان إذا صلى بهم بعد ذلك قرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم وكبر) وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط مسلم.

كاتب الوحي ولايعرف كيف يصلى ..

ملاعلي
29-08-2008, 08:05 PM
الصعلوك معاوية ؟!


صحيح مسلم - الطلاق - المطلقة ثلاثا لا نفقة لها - رقم الحديث : ( 2709 )

- حدثنا ‏ ‏يحيى بن يحيى ‏ ‏قال : قرأت على ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏عبد الله بن يزيد ‏ ‏مولى ‏ ‏الأسود بن سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة بن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏فاطمة بنت قيس ‏ أن ‏ ‏أبا عمرو بن حفص ‏ ‏طلقها البتة وهو غائب ‏ ‏فأرسل ‏ ‏إليها وكيله بشعير فسخطته فقال : والله ما لك علينا من شيء فجاءت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فذكرت ذلك له فقال ‏ ‏ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت ‏ ‏أم شريك ‏ ‏ثم قال : تلك امرأة ‏ ‏يغشاها ‏ ‏أصحابي اعتدي عند ‏ ‏ابن أم مكتوم ‏ ‏فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا ‏ ‏حللت ‏ ‏فآذنيني ‏ ‏قالت : فلما ‏ ‏حللت ‏ ‏ذكرت له أن ‏ ‏ معاوية بن أبي سفيان ‏ ‏وأبا جهم ‏ ‏خطباني فقال رسول الله ‏ ‏(ص) ‏ : ‏أما ‏ ‏أبو جهم ‏ ‏فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما ‏ ‏معاوية ‏ ‏ فصعلوك ‏ ‏لا مال له انكحي ‏ ‏أسامة بن زيد ‏ ‏فكرهته ثم قال انكحي ‏ ‏أسامة ‏ ‏فنكحته فجعل الله فيه خيرا ‏ ‏واغتبطت.

ملاعلي
29-08-2008, 08:09 PM
قفشات من حياة معاوية: مع شريك بن الأعور


دخل شريك بن الأعور على معاوية وكان دميما فقال له معاوية: إنك لدميم والجميل خير من الدميم، وإنك لشريك وما لله من شريك، وإن أباك لأعور والصحيح خير من الأعور، فكيف سدت قومك؟

فقال له: إنك معاوية وما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت الكلاب، وإنك لابن صخر والسهل خير من الصخر، وإنك لابن حرب والسلم خير من الحرب، وإنك لابن أمية وما أمية إلا أمة صغرت، فكيف صرت أمير المؤمنين؟ ثم خرج وهو يقول:

أيشتمني معاوية بن حرب * وسيفي صارم ومعي لساني
وحولي من ذوئ يزن ليوث * ضراغمة تهش إلى الطعان
يعير بالدمامة من سفاه * وربات الجمال من الغواني

من كتاب المستطرف جزء 1 صفحة 72

ملاعلي
29-08-2008, 08:10 PM
(((الباغي معاوية ..يقول ان رسول الله ص قتل المسلمين ))).


أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد أنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه أخبره قال : لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال : قتل عمار و قد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : تقتله الفئة الباغية فقام عمرو فزعا حتى دخل على معاوية فقال له معاوية : ما شأنك فقال : قتل عمار بن ياسر فقال : قتل عمار فماذا ؟ قال عمرو : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : تقتله الفئة الباغية فقال له معاوية : أنحن قتلناه إنما قتله علي و أصحابه جاؤوا به حتى(((( ألقوه بين رماحنا أو قال سيوفنا))))
صحيح على شرطهما و لم يخرجاه بهذه السياقة تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط البخاري ومسلم

(((( وهل كان رسول الله ص يلقي اصحابه بين رماح وسيوف الكفار لقتلهم ))))؟؟؟؟؟http://www.d-sunnah.org/forum/images/smilies/mad.gif

ملاعلي
29-08-2008, 08:18 PM
وبالختام أختم الموضوع بالصلاة على محمد وأل محمد

واللعن الدائم على اعدائهم

والحمدلله ان القوم يفضحون انفسهم بأنفسهم

ومن يعتبر معاوية خاله ليدعو الله ان يحشر معه

ومن يعتبر ان له فضائل فهنا الدليل والسلام عليكم

لم يصح في فضائل معاوية شيء ـ ابن القيم الجوزية !


نقد المنقول لابن القيم الجوزية ج 1 ص 106 إعداد الخطيب للتسويق والبرامج إشراف مركز التراث لأبحاث الحاسب الآلي ( فصل ما وضع في فضائل معاوية بن أبي سفيان 153 ومن ذلك ما وضعه بعض جهلة أهل السنة في فضائل معاوية بن أبي سفيان قال اسحاق بن راهويه لا يصح في فضائل معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء قلت ومراده ومراد من قال ذلك من أهل الحديث إنه لم يصح حديث في مناقبه بخصوصه وإلا فما صح عندي في مناقب الصحابة على العموم ومناقب قريش فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه

اللهم العن الجبت والطاغوت

وعد
02-09-2008, 12:24 PM
لعنة الله على معاوية بن أبي سفيان لعنة لا تنتهي الى قيام يوم الدين

الحوزوي1
02-09-2008, 12:47 PM
رضي الله تعالى عن معاوية ولعن من طعن فيه ومسه فهو خال المؤمنين

ومن اين نسخت هذه الروايات يا زميلي


اعوذ بالله

صدق من قال ان الرافضه نجو من النقل باعجوبه وخاضوا سباق الكذب فكانوا اول فائز به

ملاعلي
02-09-2008, 02:51 PM
رضي الله تعالى عن معاوية ولعن من طعن فيه ومسه فهو خال المؤمنين

ومن اين نسخت هذه الروايات يا زميلي


اعوذ بالله

صدق من قال ان الرافضه نجو من النقل باعجوبه وخاضوا سباق الكذب فكانوا اول فائز به


انت من وين جاي

او عايش على المريخ

او نسخت الروايات من الكتب اللي في المريخ يعني

انا كتبت المصادر ويمكنك البحث بالنت اذا بتعبك لان النت سهل جدا

نجو من النقل باعجوبه يعني شنو الروافض غواصين او متسلقين جبال

والكذاب انت لانك تنكر كتبك وتاريخك اي انت ضال بعتراف منك

الحوزوي1
02-09-2008, 02:56 PM
هههههههههههههههههههههههههههههههه

ماذا اقول الله المستعان

ملاعلي
02-09-2008, 04:02 PM
هههههههههههههههههههههههههههههههه

ماذا اقول الله المستعان


قال تعالي( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (http://www.shabablek.com/vb//showthread.php?t=30693))

سلاما

ras
03-09-2008, 01:44 PM
معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه

حبيبي وقرة عيني يامن غزوت البحر لله درك يا من بشرك الرسول بلغفران في الدنيا والاخرة

الدنيا ماتسوى
03-09-2008, 02:45 PM
ما همكم إلا تحقدون على ناس ماتوا من مئآت السنين
بس لسبب واحد أن المسلمين يبقون متفرقين
أتمنى إنك تروح تشوف قناة المستقله وتحاول بس ترد عليهم بكلام صاحي
لأنهم مسوين برنامج عنكم وإي شيعي يتصل يحاجونه ويحجونه
وبالأدله اللي في كتبكم اللي فيها تناقضات عجيبه وواضحه وإي واحد يتأملها شوي يكتشفها

سلام

ملاعلي
03-09-2008, 02:55 PM
معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه

حبيبي وقرة عيني يامن غزوت البحر لله درك يا من بشرك الرسول بلغفران في الدنيا والاخرة

ادعو بأن تحشر مع معاوية يوم القيامة

وراح ندعو لك اذا تحب ان تحشر مع معاوية

نحن لانقصر في هذه الامور

ملاعلي
03-09-2008, 03:15 PM
ما همكم إلا تحقدون على ناس ماتوا من مئآت السنين
بس لسبب واحد أن المسلمين يبقون متفرقين
أتمنى إنك تروح تشوف قناة المستقله وتحاول بس ترد عليهم بكلام صاحي
لأنهم مسوين برنامج عنكم وإي شيعي يتصل يحاجونه ويحجونه
وبالأدله اللي في كتبكم اللي فيها تناقضات عجيبه وواضحه وإي واحد يتأملها شوي يكتشفها

سلام

من قال ذلك هل بالصراخ يكمل الشئ

انا اسميه قناة المصارعة حيث لايعطون فرصة للشيعي ليتحدث

واذا تحدث يصرخون بوجهه اين اخلاق الاسلام ويكفي اخلاق الشيعة بأنهم شيعوا الكثيرون من هذه القناة وليس بالصراخ تحل الامور يا مسلم اذا تعلم اخلاق الاسلام لذلك لايكملون اخواننا الشيعة لانه قناة غير محترمه

ويمكنك ان تقرأ التناقصات هنا التي بكتبكم لماذا تذهب لمذهب اخر حيث تفسرون الامور بعقولكم وهي بعيده عن مستوياتكم

واذا ماتوا لانتبع اناس ضلوا لذلك لانريد ان نستمر بالضلال كما تفعلون

نحن نسير على سيرة الرسول الاكرم واهل بيته الطيبين الطاهرين

فلا تدافع عن شخص لانه ملك او غني او ذو مرتبة رفيعة كون منصف

الحوزوي1
03-09-2008, 03:25 PM
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين. أما بعد: الأحاديث في فضائل معاوية رضي الله عنه ومناقبه، كثيرة مشهورة بعضها في الصحيحين. قال ابن كثير بعد ذلك (11|410): «"قال ابن عساكر (59|106): وأصح ما رُوي في فضل معاوية حديث أبي حمزة عن ابن عباس أنه كاتِبُ النبيِّ منذ أسلم، أخرجه مسلم في صحيحه. وبعده حديث العرباض: اللهم علمه الكتاب. وبعد حديث ابن أبي عَميرة: اللهم اجعله هاديا مهديا"».
نذكر من هذا الأحاديث:
اللهم اجعله هاديا مهديا
أخرج الإمام البخاري بسند صحيح في التاريخ الكبير (5|240): عن أبي مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن (الصحابي عبد الرحمن) بن أبي عميرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية: «اللهم اجعلهُ هادِياً مَهديّاً واهده واهدِ به». إنظر أيضاً مسند الشاميين (1|190) و الآحاد والمثاني (2|358).
أبو مسهر قال عنه الخليلي: «ثقةٌ إمامٌ حافظٌ متفقٌ عليه»، كما في تهذيب التهذيب (6|90). سعيد إمام ثقة ثبت مجمعٌ على توثيقه، قال عنه أحمد في المسند: «ليس بالشام رجل أصح حديثاً من سعيد بن عبد العزيز، هو والأوزاعي عندي سواء»، كما في سير أعلام النبلاء (8|34) و تهذيب الكمال (10|539). وكان إماماً فقيهاً زاهداً شديد الورع. ربيعة بن يزيد إمام ثقة مجمعٌ على توثيقه، قال ابن حبان عنه في الثقات: «كان من خيار أهل الشام»، كما في تهذيب التهذيب (3|228). يونس بن ميسرة مجمعٌ على توثيقه، كما في التهذيب (11|394)، وقال عنه أبو حاتم: «كان من خيار الناس». وكذلك مروان بن محمد ثقة، كما في التهذيب (10|86).
قال البخاري في التاريخ الكبير (5|240): «عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، يعد في الشاميين. قال أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن ابن أبي عميرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية: "اللهم اجعله هاديا مهديا واهده واهد به". وقال عبد الله عن مروان، عن سعيد عن ربيعة، سمع عبد الرحمن، سمع النبي صلى الله عليه وسلم مثله».
و هذا إسناد رجاله كله ثقات أثبات أخرج لهم الشيخان. و قد توبع أبو مسهر (بجماعة كالوليد بن مسلم، ومروان بن محمد الطاطري، وعمر بن عبد الواحد، محمد بن سليمان الحراني) و كذلك ربيعة (توبع بيونس بن ميسرة). وقد علمنا أنه لو كان الإسناد متصلاً ورجاله ثقات وخلى المتن من شذوذٍ وعلة، فإننا نحكم على الحديث بالصحة. وقد وقع التصريح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وسنده صحيح، ورجاله ثقات أثبات. وهذا الحديث صحيح بلا ريب على شرط مسلم.
فقد احتج مسلم برواية أبي مسهر ومروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بنيزيد، في حديث «يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي». وهو الحديث الذي قال فيه الإمام أحمد بن حنبل: «هو أشرف حديثٍ لأهل الشام». وهو حديثٌ مجمعٌ على صحته. والحديث الذي نتكلم عليه، هو بنفس إسناد ذلك الحديث. وإنما اختلف الصحابي، وهذا لا يضر لأن الصحابة كلهم عدول.
و قد حاول أحد المبتدعة المعاصرين جاهداً تضعيف الحديث، فجمع شبهات عليه هي أوهى من بيت العنكبوت:
1– طعنه في الصحابي الجليل عبد الرحمان المزني (وليس الأزدي) رضي الله عنه. وهو أخو الصحابي الجليل محمد بن أبي عميرة رضي الله عنه (لم يختلف أحد في صِحَّة صُحبته). وقد ترجم له ابن عساكر بستة صفحات في تاريخ دمشق.
وجاء في علل ابن أبي حاتم (2|362): سألت أبي عن حديث رواه الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حليس عن عبد الرحمن بن عميرة الأزدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: –وذكر معاوية– فقال: «اللهم اجعله هادياً مهدياً واهدِ به». قال أبي: «روى مروان وأبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن ابن أبي عميرة عن معاوية: "قال لي النبي صلى الله عليه وسلم "». قلت لأبي: «فهو ابن أبي عميرة، أو ابن عميرة؟». قال: «لا. إنما هو ابن أبي عميرة». فسمعت أبي يقول: «غلط الوليد، وإنما هو ابن أبي عميرة، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث».
ومن هنا ظنّ ابن عبد البر أن المقصود عدم صحة صحبة إبن أبي عميرة رضي الله عنه. وقد ردّ عليه إبن حجر في الإصابة بما يثبت قطعاً سماعه وصحبته (علماً أن أبا حاتم نفسه قد ذكر أن لابن أبي عميرة صحبة، كما في الإصابة). وليس هذا مقصود أبي حاتم، و إنما المقصود هو أن هذا الحديث ليس فيه التصريح بالسماع، وفيه ترجيح لرواية أبي مسهر (الذي ذكرناها أعلاه) على رواية الوليد بن مسلم (التي فيها التصريح بالسماع) لأنه سُئل عن هاتين الروايتين فأجاب بهذا. فهو ينص على أن ابن أبي عميرة لم يسمع هذا الحديث بالذات من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل سمعه من معاوية رضي الله عنه. وإلا فإن أبا حاتم الرازي ممن يثبتون صحبة ابن أبي عميرة رضي الله عنه. وعلى أية حال فقد روى الحديث (هاديا مهديا): أبو زرعة الشامي وعباس الترقفي عن أبي مسهر، وفيه التصريح بالسماع أيضاً. فهو إذاً المحفوظ. وأرى أن أبا حاتم –رحمه الله- قد وهم في ذكر معاوية في الإسناد، تبعاً للسؤال. ذلك لأنه لم نجد ذكر معاوية لا في طريق صحيح ولا سقيم لهذا الحديث.
و عبد الرحمن بن عميرة قد ذكره ابن حجر في القسم الأول من "الإصابة"، مما يعني أنه عنده ممن ثبتت له رؤية أو سماع. وقد أثبت صحبته –كما في "الإصابة"– كل من: أبي حاتم الرازي، وابن السكن، والبخاري (أمير المؤمنين في الحديث)، وابن سعد، ودُحيم (وهو المرجع في تعديل وجرح الشاميين)، وسليمان بن عبد الحميد البهراني. وكذلك أثبت صحبته ابن قانع في معجم الصحابة (2|146)، و الذهبي في تجريد أسماء الصحابة (3742) وفي تاريخ الإسلام (4|309) وفي غيرهما، وبقي بن مخلد في مقدمة مُسنده (#355)، والترمذي في تسمية الصحابة (#388)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (1|287)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (4|489)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5|273)،وابن حبان في الثقات (3|252)، وأبو بكر بن البرقي في كتاب الصحابة، وأبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة، وأبو بكر عبد الصمد بن سعيد الحمصي في "تسمية من نزل حمص من الصحابة"، وابن منده، وأبو نعيم، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات (2|407)، والخطيب البغدادي في تالي تلخيص المتشابه (2|539)، والشيباني في الآحاد والمثاني (2|358)، والمِزِّي في تهذيب الكمال (17|321)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (35|230)، وأبو نصر الحافظ، وابن فتحون. هذا عدا الإمام سعيد بن عبد العزيز التنوخي –راوي الحديث– وهو أدرى به، وكلامه معتمدٌ في جرح وتعديل الشاميين. بل أفرد له الإمام أحمد بن حنبل جزءً في مسنده. مما يدل على تحقق الإجماع (قبل ابن عبد البر) على صحة صحبة عبد الرحمن.
ولذلك شنّع الحافظ ابن حجر بشدة على ابن عبد البر في ذلك، وسرد عدداً من الأحاديث المصرحة بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال: «فما الذي يصحّح الصُّحبةَ زائداً على هذا؟!». وابن عبد البر ذكره شيخ الإسلام بالتشيع في منهاج السنة (7|373) (http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=365&volume=7&page=373). وهو واضح لمن قرأ كتبه وبخاصة تراجم بعض الصحابة بكتابه الاستيعاب. والعجيب أنه زعم أن من الرواة من أوقف الحديث. وهذا باطل لا شك في ذلك. وهناك من بحث طرق هذا الحديث بتوسع جداً مثل ابن عساكر وغيره، فما عثر أحد على من أوقف الحديث، ولا حتى من ذكر ذلك. ولهذا قال ابن حجر عن ابن عبد البر (كما في الأربعون المتباينة 22): «وجدنا له في "الاستيعاب" أوهاماً كثيرة، تتبع بعضها الحافظ ابن فتحون في مجلدة».
2– زعم المبتدع أن إسناد الحديث مضطرب. وذلك لأنه روي عن سعيد عن ربيعة ويونس. والجواب أن كلا الطريقين محفوظ عن الوليد بن مسلم. فقد رواه أحمد في مسنده (4|216): «حدثنا علي بن بحر، حدثنا الوليد ابن مسلم، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن به». وعلي بن بحر هذا ثقة، وسعيد التنوخي ثقةٌ ثبتٌ فضّله أبو مسهر على الأوزاعي. فمن كانت هذه صفته، احتمل تعدد الأسانيد. وعلى فرض المخالفة فقد رجّح أبو حاتم الرواية الأولى التي رواها أيضاً أبو مسهر ومروان. وكذلك فعل ابن عساكر (59|84). أما الرواية الثانية فلم يتفرّد بها الوليد، بل تابعه عليها عمر بن عبد الواحد (ثقة) عند ابن شاهين كما في الإصابة. فثبت أن كلا الطريقين محفوظين وليس هناك اضطراب في الحديث.
وقد أثبت ذلك الحافظ ابن حجر فقال في الإصابة (4|343) عن هذا الحديث: «ليست للحديث الأول علة الاضطراب، فإن رواته ثقات. فقد رواه الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد عن سعيد بن عبد العزيز –فخالفا أبا مسهر في شيخه– قالا: سعيد عن يونس بن ميسرة عن عبد الرحمن بن أبي عميرة. أخرجه ابن شاهين من طريق محمود بن خالد عنهما. وكذا أخرجه ابن قانع من طريق زيد بن أبي الزرقاء عن الوليد بن مسلم».
3– طعنه بالإمام التنوخي بحجة أنه اختلط. قلت: أما إعلال الحديث باختلاط سعيد بن عبد العزيز فليس بسديد، وذلك لأنه لم يحدّث وقت اختلاطه، بنص من وصفه بالاختلاط وهو أبو مسهر (وإليه المرجع في جرح وتعديل الشاميين). قال ابن معين في تاريخ الدوري (4|479): «قال أبو مُسْهِر: كان سعيد بن عبد العزيز قد اختلط قبل موته، وكان يُعرض عليه قبل أن يموت، وكان يقول: لا أجيزها!». ولذلك فقد احتج مسلم بحديثه من رواية أبي مسهر، والوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وهم نفسهم الذين رووا هذا الحديث عنه. وسعيد التنوخي، ثقة حجة، في مستوى الأوزاعي أو يزيد، فكيف يضعف حديثه بعد ذلك؟!
فلم يُعِلَّ الحديث بهذا أحدٌ من الحفاظ، بل لا تجد مِن مُتقدِّميهم أحداً يُعل باختلاط سعيد أصلاً. فهو أثبتُ الشاميين وأصحُّهم حديثاً، كما قال الإمام أحمد وغيرُه. وما غمز فيه أحد، بل ساووه بالإمام مالك، وقدّموه على الأوزاعي، واحتج بروايته الشيخان وغيرُهما مطلقاً.
ومَن روى الحديث عنه هو أبو مسهر: عالمٌ بالحديث يَقظٌ متثبّت، بل أثبت الشاميين في زمانه عموماً، وأثبتهم في سعيد خصوصاً. وكان سعيد يقدّمُه ويخصُّه. وقد رفع من أمره وإتقانه جداً الإمامان أحمد وابن معين. وأبو مسهر عالم باختلاط شيخه، بل إن كشفَه لاختلاط شيخه من تثبّته، فيَبعُد أن يأخذَ عن شيخه ما يُحْذَرُ منه. قال الشيخ الألباني في الصحيحة (4|616) بعد أن ذكر متابعة أربعة من الثقات لأبي مُسهر: «فهذه خمسة طرق عن سعيد بن عبد العزيز، وكلهم من ثقات الشاميين. ويبعد عادة أن يكونوا جميعاً سمعوه منه بعد الاختلاط. وكأنه لذلك لم يُعله الحافظ بالاختلاط».
4– زعمه أن الحديث مرسل. قال هذا المبتدع: «ولو ثبت لابن أبي عميرة صحبة، فهذا الحديث بالذات نص أهل الشام على أنه لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم كما في علل الحديث لابن أبي حاتم». قلت: هذا من هراءه ومحاولته لتضعيف الحديث بأي طريقة كانت. فمرسل الصحابي حجة باتفاق علماء الحديث، عدا أننا قد سبق وأوضحنا أن أبا حاتم لم يقصد في كلامه ما أراده ذلك المبتدع. والحديث إسناده صحيح بلا ريب.
وإضافة لهذه الشبهات، أضيف لها شبهات أخرى ذكرها أحد الزيدية. وهي شبهات أشد وهناً من الأولى لأن صاحبها يعتمد على أصول وقواعد الحديث عند الشيعة الزيدية وليس عند أهل السنة. وإليك هذه الشبهات والرد عليها:
5– محاولته تعليل الحديث بروايات ومتابعات ضعيفة ساقطة لا تصح. وغالب هذه الروايات ذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق. هذا مع اعتراف هذا المبتدع بأن في أسانيد هذه الروايات الضعيفة كذابين. فكيف يعتمد على روايات كهذه في إعلال الأحاديث الصحيحة؟ لأنه كما قال الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح: «الضعيف لا يُعَـلُّ به الصحيح». وهذا من بديهيات علم الحديث عند أهل السنة. ولولا ذلك لما كاد يبقى حديثٌ في صحيحي البخاري ومسلم، إلا وأمكن تضعيفه برواية الضعفاء والكذابين. والاضطراب معناه تعارض الروايات بحيث يستحيل الترجيح، لا مجرد تعارض الصحيح مع الضعيف! وقد سبق نقلنا قول الحافظ ابن حجر في الإصابة (4|343) عن هذا الحديث: «ليست للحديث الأول علة الاضطراب، فإن رواته ثقات».
6– محاولته الخلط بين ربيعة بن يزيد الدمشقي، وربيعة بن يزيد السَّلَمي. قلت: أجمع المحدثون كلهم على أن السلمي ليس له أي رواية، بل هو رجل يكاد يكون مجهولاً. ولا نعرف عنه إلا أن الإمام البخاري جزم في تاريخه الكبير (3|280) بأن له صحبة. وقال ابن حبان في الثقات (3|129): «يقال إن له صحبة». وقال العسكري: «قال بعضهم إن له صحبة». ولم ينف ذلك إلا ابن عبد البر (وهو متأخر) إذ قال في الاستيعاب (2|495): «ربيعة بن يزيد السلمي: ذكره بعضهم في الصحابة، ونفاه أكثرهم (!!). وكان من النواصب يشتم علياً. قال أبو حاتم الرازي: لا يروى عنه ولا كرامة، ولا يذكر بخير. ومن ذكره في الصحابة لم يصنع شيئاً».
قلت: وهذا وهمٌ قبيحٌ من ابن عبد البر. فما زعمه أن أكثرهم نفاه غير سديد، إذ لم ينف الصحبة عن ربيعة السلمي إلا هو (ابن عبد البر). وما نسبه لأبي حاتم الرازي لا يصح. وليس عنده إسناد عنه، إنما هو صحيفة وجدها، كما اعترف في ترجمة ربيعة الجرشي. وقد ذكر ابن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل (3|472): «ربيعة بن يزيد السلمي: ليس بمشهور، ولا يُروى عنه الحديث. وقال بعض الناس له صحبة. سمعت أبي يقول ذلك». فثبت بطلان ما زعمه ابن عبد البر عن أبي حاتم، ولعله وهم في ترجمة شخص آخر إذ هو يروي وجادةً قد يكثر فيها التصحيف، إن صحت نسبتها أصلاً!
ولذلك قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (2|477): «وقد استدرك ابن فتحون، وأبو علي الغساني، وابن معوز على أبي عمر (أي ابن عبد البر) اعتماداً على قول البخاري». وهذا قول صحيح. فإن ابن عبد البر (ت 463هـ) من المتأخرين. ومثله لا يصح أن يتكلم في مسألة إثبات الصحبة إن لم يكن له سلف بها، فضلاً عن دليل يتكلم به. فكيف يرد واحد متأخر، بغير برهان ولا دليل على ما جزم به أمير المؤمنين بالحديث محمد بن إسماعيل البخاري؟!
وهذا كله على أية حال لا علاقة له بموضوعنا. فقد أجمع العلماء أن السلمي هذا ليس له رواية حديث. وإنما رواية الإمام التنوخي الدمشقي من طريق ابن بلده: ربيعة بن يزيد الدمشقي، وليس السَّلَمي. وهذا مما اعترف به المبتدع الزيدي المومئ إليه. بل إنه يتبجح بذلك ويقول بصراحة: «وهذا أيضاً مما لم أجد من نَبَّهَ عليه قبل، ولو احتمالاً». قلت: فاعرف قدرك إذاً أمام أئمة أهل السنة، فليس قولك بشيء أمام إجماعهم.
وفي كل الأحوال فإن ربيعة بن زيد الدمشقي لم يتفرد بهذا الحديث، بل تابعه عليه يونس بن ميسرة (كما أسلفنا)، وهو إمام ورِعٌ حافظٌ لا خلاف في توثيقه.
7– وحاول إثبات ما زعمه بأن مناسبة الحديث كانت عندما عزل عثمان بن عفان رضي الله عنه لعمير بن سعد الأنصاري رضي الله عنه من ولاية حمص وولاها معاوية رضي الله عنه. فقد أخرج الخلال في كتابه السنة (2|450): أخبرنا يعقوب بن سفيان أبو يوسف (ثقة) قال ثنا محمود بن خالد الأزرق (السلمي، ثقة) قال ثنا عمر بن عبد الواحد (ثقة) قال ثنا سعيد بن عبد العزيز (ثقة) عن ربيعة عن يزيد (ثقة): «إن بعثاً من أهل الشام كانوا مرابطين بآمد. وكان على حمص عمير بن سعد. فعزله عثمان وولى معاوية. فبلغ ذلك أهل حمص فشق عليهم. فقال عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمعاوية: اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به».
وزعم بأن ذلك كان عام 24هـ، وربيعة توفي بعد عام 120هـ. ثم حاول إيهام القارئ بوجود انقطاع بين ربيعة والصحابي الجليل عبد الرحمان رضي الله عنه، ثم اتهامه لربيعة بالتدليس! وقال: وهي العلة «عرفناها بالاستقراء. وإن لم ينبه لذلك أهل الحديث». قلت: لم ينبهوا عليها لأنه لا أساس لها أصلاً.
وليس هناك انقطاع أصلاً في السند ولا إرسال. لأنه ليس في القصة أن ربيعة الدمشقي كان حاضراً، وإنما هو سمعها عن الصحابي عبد الرحمان رضي الله عنه فرواها عنه. والمعاصرة بينهما متحققة بلا شك. وفي الصحيح أمثلة كثيرة لأحاديث روى التابعي قصتها مرسلاً لكنهم صححوها لأنه روى المرفوع منها مسنداً، فحملوا أنه سمع القصة كذلك من الصحابي. ومثال ذلك حديث «هل تُنصَرون وتُرزَقون إلا بضعفائكم؟» الذي أخرجه البخاري في صحيحه. هذا بالإضافة إلى متابعة يونس بن ميسرة لربيعة. وإلى وقوع التحديث بين ربيعة الدمشقي وعبد الرحمان صلى الله عليه وسلم في عدد من طرق الحديث.
يُذكر أن هذه القصة، فيها تصريح بسماع الصحابي عبد الرحمان رضي الله عنه لهذا الحديث بالذات من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد أثبت الشيعي هذا الحديث. فكيف يطعن إذاً في صُحبة عبد الرحمان رضي الله عنه؟! فظهر أنه يحاول تضعيف الحديث بأي طريقة، حتى لو ظهر فيها تناقضه الواضح. فنعوذ بالله من اتباع الهوى.
8– محاولته الطعن برواة الحديث، فقد بحث كتب الرجال كلها، ولم يجد في إسناد الحديث مطعنٌ ولا مغمز. فإن كلهم قد انعقد الإجماع على توثيقهم والاحتجاج بهم. فلم يقدر إلا أن يأتي بحجج باردة سخيفة وهي: كونهم شاميون! وهذه عند الشيعة تهمة توجب رد حديثهم كله. وحاول جاهداً البحث في سيرتهم الشخصية ليطعن بهم بتهمة أنهم عاشوا في دمشق عاصمة الأمويين. أقول، فليقرأ القارئ المنصف تراجمهم في سير أعلام النبلاء، وما قاله علماء أهل السنة فيهم، ثم ليحكم عليهم بعدها. فإنهم كلهم متفقين على عدالتهم وضبطهم وزهدهم وعبادتهم وشدة ورعهم وسعة علمهم وفقههم. وكلهم من خيار أهل الشام.
وما زعمه من أن مجرد كون الرجل شامياً يعني أنه ناصبي، فهذا افتراء واضح. ولنا أن نقول عندئذٍ أن كل عراقي شيعي يجب علينا رد حديثه. فهل يقبل هذا الزيدي بهذا؟ وعلى أية حال فلا أهمية لرأيه أصلاً عندنا. إنما اعتمادنا على أقوال أئمتنا من أهل السنة. وأما مجرد كيل التهم بلا دليل، فهذا هوىً مرفوض لا يقبله أحد.
ثم وجدت أيضاً شبهات متهالكة ألقاها طلبة ناشئون في هذا العلم، وإليك إياها:
9– قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1|275) بعد أن ساق الحديث من طريقالوليد بن سليمان، وطريق أبي مسهر: «هذان الحديثان لا يصحان...». وهذا من أعجب ما رأيت! فقد أخطأ أخطاء مركبة في تضعيفه. فذكر أن مدار الحديث على محمد بن إسحاق البلخي، وهو ليس بثقة. فرد عليه الذهبي في تلخيص العلل المتناهية (225): «وهذا جهل منه. فإنما محمد بن إسحاق هنا هو أبو بكر الصاغاني، ثقة". ثم أبطل الذهبي نسبة التفرد له، وهذا واضح في سياق طرق الحديث. ثم قال ابن الجوزي: إن في سنده الآخر إسماعيل بن محمد، وقد كذّبه الدارقطني. فرد عليه الذهبي: «وهذه بليّة أخرى! فإن إسماعيل هنا هو الصفار، ثقة، والذي كذبه الدارقطني هو المزني، يروي عن أبي نعيم».
10– وقد ناقشت في هذا الحديث أحد أهل السنة المتشيعين. فبذل جهداً كبيراً في إيجاد علةٍ حقيقيةٍ (وفق نهج أهل السنة في علم الحديث)، فلم يعثر في الحديث على أية علة. فلم يجد طريقة لتضعيفه إلا بأن يزعم بأن في الحديث علة خفية لا يعرفها!
وهذا دليل على انقطاع حجته، وكلامه باطل لا يقبل عند أهل الصنعة. فإن قيل نرد الحديث في الموضع الذي نرى أنه باطل. قلنا هذا هو التحكم بالباطل. فأين الدليل الذي ستعتمدون عليه في رد الخبر بلا حجة؟ ولو قال بذلك خصومكم، فما يكون جوابكم عليهم؟! فأنتم تريدون إخضاع السنة لأهوائكم، فكيف تريدون أن يتبعكم الناس وبأية حجة؟! وأين البرهان؟ ]قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين[. أم أنه مجرد استحسانٌ بالرأي الشخصي؟ قال الإمام ابن حزم في الأحكام (1|134): «فمن حَكَمَ في دينِ الله –عز وجل– بما استَحسَنَ وطابت نَفْسُه عليه دُون برهانٍ من نصِّ ثابتٍ أو إجماع، فلا أحَدَ أضَلُّ منه، وبالله تعالى نعوذ من الخِذلان».
ثم لا يمكن أن يأتينا حديث صحيح الظاهر لا نجد له أي علة، ثم يكون في واقع الأمر باطلاً موضوعاً. قال ابن حزم (1|127): «إننا قد أمنا -ولله الحمد- أن تكون شريعة أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو نَدَب إليها، أو فَعَلها -عليه السلام-، فتضيع ولم تبلغ إلى أحد من أمته: إما بتَوَاتُرٍ، أو بنقلِ الثقةِ عن الثقة، حتى تَبْلغَ إليه صلى الله عليه وسلم . وأمِنَّا أيضاً قطعاً أن يكون الله تعالى يُفرِدُ بنقلها من لا تقوم الحُجَّة بنقله من العُدول. وأمِنَّا أيضاً قطعاً أن تكون شريعةٌ يخطىء فيها راويها الثقة، و لا يأتي بيانٌ جليٌّ واضحٌ بصحة خَطَئِه فيه.
ثم إذا جاز للشيخ أن يفتي بمجرد رأيه وهواه، فلماذا لا يجوز لعلماء الفيزياء والرياضيات مثلاً أن يفتوا في أمور الدين؟ فإن قال "المتعقلون" لأن علماء الرياضيات لا يعرفون شيئاً عن أصول الفقه والحديث، قلنا لهم طالما أنكم تفتون دون استنادٍ إلى كتابٍ أو سُنة، فما فائدة أصول الفقه والحديث إذاً؟ فإذا كان عندكم رأي في الدين ليس عليه دليلٌ لا من الكتاب ولا من السنة، فكل رَجُل له آراء ليس لها دليل. فإن زعمتم أن كل إنسان يحق له أن يفتي بالدين بغير علم ولا دليل، صرتم أضل الناس كلهم بنص القرآن. قال الله تعالى: ]فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ. وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ؟ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[ (القصص:50). وقال كذلك: ]أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً؟ فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ؟ أَفَلا تَذَكَّرُونَ[ (الجاثـية:23). وقد نهى الله أشدّ النهي عن اتباع من يتبع هواه، فقال: ]وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً[ (الكهف: من الآية28).
اللهم علم معاوية الحساب وقه العذاب
و أخرج البخاري أيضاً بإسناد صحيح في تاريخه الكبير (5|240) و الطبراني في مسند الشاميين (1|190): قال أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عميرة –وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – عن النبي قال: «اللهم علم معاوية الحساب و قِهِ العذاب». و زيادة «وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم » عند الطبراني هي قول سعيد التنوخي كما يظهر في تالي تلخيص المتشابه (2|539). وهذا الإسناد الصحيح سبق الكلام عنه آنفاً. وهو حديث مشهور له طرق و شواهد كثيرة مرسلة أو متصلة تقويه وتثبت أنه ليس فيه تفرد، منها:
الشاهد الأول: أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4|127) و الطبراني في معجمه الكبير (18|251) و غيرهم من طرق عن معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبي رهم السمعي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعونا إلى السحور في شهر رمضان: «هلموا إلى الغذاء المبارك». ثم سمعته يقول «اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب». وقد أخرج الجزء الأول منه أبو داود (2|303) والنسائي (2|79). و الحديث كاملاً قد صححه إمام الأئمة إبن خزيمة (3|214) و ابن حبان (16|191).
معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي: وثقه أكثرهم كأحمد و النسائي والعجلي وابن معين وابن مهدي وأبي زرعة. التهذيب (10|189). و يونس بن سيف: ثقة بلا خلاف. تهذيب الكمال (32|510) و تهذيب التهذيب (11|387). و الحارث بن زياد ذكره ابن حبان في الثقات. التهذيب (2|123). و أبو رهم السمعي هو أحزاب بن أسيد: ثقة مخضرم.
قال الخلال في العلل (141): قال مُهنّا، سألتُ أبا عبد الله (أحمد بن حنبل) عن حديث معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رُهم، عن العرباض بن سارية، قال: دعانا النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الغَداء المبارك، وسمعتُه يقول: "اللهم علّمه -يعني معاوية- الكتاب والحساب، وقِهِ العذاب". فقال (أحمد بن حنبل): «نعم، حدّثناه عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح». قلتُ: «إن الكوفيين لا يذكرون هذا: "علّمه الكتاب والحساب وقِهِ العذاب"، قَطَعوا منه؟». قال أحمد: «كان عبد الرحمن لا يذكُره. ولم يذكُرْه إلا فيما بيني وبينَه». أقول: وهذا نص عزيز، فيه بيان موقف العراقيين من التحديث بمثل هذا، ومحاولتهم كتمان الحديث لمجرد أن فيه بيان فضل لمعاوية رضي الله عنه.
الشاهد الثاني: أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2|915) و الطبراني في معجمه الكبير (19|439) و غيرهم عن جماعة عن أبي هلال حدثنا جبلة بن عطية عن مسلمة بن مخلد –أو عن رجل عن مسلمة بن مخلد– أنه رأى معاوية يأكل فقال لعمرو بن العاص: إن ابن عمك هذا المخضد. ما إني أقول ذا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم علمه الكتاب ومكن له في البلاد وقه العذاب».
أبو هلال الراسبي اسمه محمد بن سليم البصري: صدوق فيه لين. التهذيب (9|173). وهو حديث مرسل لأن جبلة بن عطية لم يلق مسلمة بن مخلد، بل بينهما رجل مجهول نسي اسمه أبو هلال. قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء (3|125) عن هذا الحديث: «فيه رجل مجهول. وجاء نحوه من مراسيل الزهري ومراسيل عُروة بن رُوَيْم وحريز بن عثمان».
ورواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2|913) بسند صحيح عن شُريح بن عُبيد مرسلاً. قال الألباني: «وهذا إسناد شامي مرسل صحيح، رجاله ثقات». ورواه الحسن بن عرفة في جزئه (66) ومن طريقه ابن عساكر (59|79) بسند صحيح عن حَرِيز بن عثمان الرَّحَبي مرسلاً. قال الألباني: «وهذا أيضا إسناد شامي مرسل صحيح». ورواه ابن عساكر (59|85) بسند صحيح عن يُونُس بن مَيْسَرة بن حَلْبَس مرسلاً.
قلت: وقد علمنا من شرط الإمام الشافعي في قبول المرسل (كما نص في الرسالة ص461) أنه لو جاء من وجه آخر دون أن يأتي ما يعارضه، فهو صحيح. فكيف وقد جاءنا هنا مُسنداً عن صحابيـَّين؟
الشاهد الثالث: أخرج الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2|914): حدثنا أبو المغيرة ثنا صفوان قال حدثني شريح بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لمعاوية بن أبي سفيان: «اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب».
هذا حديث مرسل قوي: شريح بن عبيد تابعي متفق على توثيقه، سمع من معاوية كما نص البخاري. التهذيب (4|288). صفوان بن عمرو بن هرم متفق على توثيقه. التهذيب (4|376). أبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج ثقة كذلك (6|329).

الدنيا ماتسوى
03-09-2008, 04:42 PM
بعقلك ياملا علي
الرسول صلى الله عليه وسلم بيصاحب ناس منافقين طوال حياته
لعلمك الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم منهو المنافق ومنهو صادق الإيمان

ras
04-09-2008, 12:30 AM
امين يارب العالمين 00 اللهم اجعلها ساعة اجابة

النجف الاشرف
04-09-2008, 01:26 AM
السلام عليكم
اللهم صلٍ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ....

بصراحه اضحكني صاحب النسخ واللصق بدون علم


حديث أبي حمزة عن ابن عباس أنه كاتِبُ النبيِّ منذ أسلم، أخرجه مسلم في صحيحه. وبعده حديث العرباض: اللهم علمه الكتاب. وبعد حديث ابن أبي عَميرة: اللهم اجعله هاديا مهديا"».


سؤال بسيط لا غير متى اسلم معاويه ؟.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ونتظر الجواب

وبعدها نكشف حقيقه المعلون على لسان الله ونبيه معاويه ابن ابي سفيان ابن هند بنت عتبه اكله كبد الحمزه سلام الله عليه

الحوزوي1
04-09-2008, 01:35 AM
امع النجف انت تدعو الي الاحترام اقول لك احترم حتى يتم الحوار بشكل صحيح

اترفع عن الاجابه لاستخدام الزميل الفاظ وقحة

ملاعلي
04-09-2008, 01:40 AM
انا لا ادري تتبعون من العلماء او تتبعون اي كتاب او تتبعون اي نهج

كل ما نقول شئ تطعنون به حتي كتبكم وعلمائكم ومن توالونهم والله حيرتموني

يعني نضحك عليكم او نبكي لحالكم

يعني كل هذه الادلة لا تعجبك وتأتي بحديث ضعيف لا ادري من اين جئت به

ولكن نعيد ونكرر لم يصح في فضائل معاوية شيء ـ ابن القيم الجوزية !

وانت تعلم من هو ابن الجوزية واذا لاتعرفه الله يستر عليكم وعلى ما تأخذون



نقد المنقول لابن القيم الجوزية ج 1 ص 106 إعداد الخطيب للتسويق والبرامج إشراف مركز التراث لأبحاث الحاسب الآلي ( فصل ما وضع في فضائل معاوية بن أبي سفيان 153 ومن ذلك ما وضعه بعض جهلة أهل السنة في فضائل معاوية بن أبي سفيان قال اسحاق بن راهويه لا يصح في فضائل معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء قلت ومراده ومراد من قال ذلك من أهل الحديث إنه لم يصح حديث في مناقبه بخصوصه وإلا فما صح عندي في مناقب الصحابة على العموم ومناقب قريش فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه


ملاحظة للحوزوي (http://imshiaa.com/vb/member.php?u=21980) / الكذب الذي تسيرون به اليس قله ادب واحترام راجع نفسك

النجف الاشرف
04-09-2008, 01:45 AM
السلام عليكم
اللهم صلٍ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ....

ايها الزميل كتبك الصحيحه لعنت هذا المسخ

والان اين جواب سؤالي

متى اسلم معاويه ابن هند ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الحوزوي1
04-09-2008, 01:55 AM
اترفع عن الاجابه حتى يتم التوقف عن التطاول على الصحابه الكرام ان كنتم تريديون ان تصلوا الي حوار جيد فعليكم بالابتعاد عن الشتم والاحاديث الواردة التي ذكرتها صحيحة السند وراجع سند رجالها وارى انك تفقه في علم الرجال والسلام

النجف الاشرف
04-09-2008, 01:59 AM
السلام عليكم
اللهم صلٍ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف .........
اترفع عن الاجابه حتى يتم التوقف عن التطاول على الصحابه الكرام ان كنتم تريديون ان تصلوا الي حوار جيد فعليكم بالابتعاد عن الشتم والاحاديث الواردة التي ذكرتها صحيحة السند وراجع سند رجالها وارى انك تفقه في علم الرجال والسلام
وهرررررررب الحوزوي صاحب النسخ واللصق

سؤالنا مازال قائم

متى اسلم معاويه ابن ابي سفيان

والسلام عليكم

الحوزوي1
04-09-2008, 02:10 AM
لماهرب يا هذا ولم اهرب
واعتقد اني قلت لمن هذه المقاله هداك الله
ولن اجيب حتى تفعل ما تقوله يا هذا وان تحترم من هم امامك

النجف الاشرف
04-09-2008, 02:13 AM
لماهرب يا هذا ولم اهرب
واعتقد اني قلت لمن هذه المقاله هداك الله
ولن اجيب حتى تفعل ما تقوله يا هذا وان تحترم من هم امامك

ومازال السؤال مطروحاااا

متى اسلم معاويه ابن ابي سفيان

الحوزوي1
04-09-2008, 02:24 AM
أقول : يلهث الكثير ممن استهوته الشياطين بالطعن في معاوية رضي الله عنه ، وإن لم يطعن قلل من شأنه بأن يسمه بأنه من مسلمة الفتح وأنه من الطلقاء إلى غيرها من الأمور .. حتى وصل بالبعض منهم إلى أن يتوقف في شأنه و يعرضه على ميزان الجرح والتعديل .. ناسياً أو متناسياً أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن الأمة قد أجمعت على تعديلهم دون استثناء من لابس الفتن منهم و من قعد .. و لم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة . انظر حول عدالة الصحابة : الاستيعاب لابن عبد البر (1/19) و فتح المغيث (3/103) و شرح الألفية للعراقي (3/13-14) والإصابة (1/9) و مقدمة ابن الصلاح (ص 147) والباعث الحثيث (ص 181-182) وشرح النووي على صحيح مسلم (15/149) والتقريب للنووي (2/214) والمستصفى للغزالي (ص 189-190 ) وفي غيرها من الكتب .

ذكر النووي في شرح صحيح مسلم (8/231) و ابن القيم في زاد المعاد (2/126) أن معاوية رضي الله عنه من مسلمة الفتح ، أي أنه أسلم سنة ( 8 هـ ) ، في حين ذكر أبو نعيم الأصبهاني كما في معرفة الصحابة (5/2496) و الذهبي كما في تاريخ الإسلام - عهد معاوية - ( ص 308) أنه أسلم قبيل الفتح .

ومرد الاختلاف بين المصادر حول تاريخ إسلام معاوية رضي الله عنه يعود إلى كون معاوية كان يخفي إسلامه ، كما ذكر ذلك ابن سعد في الطبقات (1/131) ، وهو ما جزم به الذهبي ، حيث قال : أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء أي في سنة ( 7 هـ ) وبقي يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه .. وأظهر إسلامه عام الفتح . انظر : تاريخ الإسلام عهد معاوية ( ص 308) .

وبعد هذا هل يبقى مطعن في معاوية رضي الله عنه من كونه من مسلمة الفتح وليس في ذلك مطعن - . وإن سلمنا بأنه من مسلمة الفتح ؛ فهل هذا يقلل من شأن صحبته رضي الله عنه ؟!

و لمن لا يعرف معاوية جيداً أعرّفه به : إن معاوية رضي الله عنه كان من كتاب الوحي ، و من أفضل الصحابة و أصدقهم لهجة و أكثرهم حلماً فكيف يعتقد أن يقاتل الخليفة الشرعي و يهرق دماء المسلمين من أجل ملك زائل ، و هو القائل : والله لا أخير بين أمرين ، بين الله و بين غيره إلا اخترت الله على سواه . سير أعلام النبلاء للذهبي (3/151) .

وقد أفرد ابن أبي الدنيا وأبو بكر بن أبي عاصم تصنيفاً في حلم معاوية رضي الله عنه ، ولعل هذا من بركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاوية . انظر : تاريخ الإسلام للذهبي عهد معاوية ( ص 315) .

روى الترمذي في فضائل معاوية أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه ، فقالوا كيف يتولى معاوية و في الناس من هو خير مثل الحسن و الحسين . قال عمير و هو أحد الصحابة : لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم اجعله هادياً مهدياً و اهد به . رواه الإمام أحمد في المسند (4/216) و صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/236) . و زاد الإمام الآجري في كتابه الشريعة (5/2436-2437) لفظة : ( ولا تعذبه ) . إسناده صحيح .

و أخرج الإمام أحمد ، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم علم معاوية الكتاب و قه العذاب . فضائل الصحابة (2/913) إسناده حسن .

و أخرج أبو داود و البخاري في الأدب المفرد من طريق أبي مجلز قال : خرج معاوية على ابن الزبير و ابن عامر ، فقام ابن عامر و جلس ابن الزبير ، فقال معاوية لابن عامر : اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار . سنن أبي داود (5/398) و الأدب المفرد (ص 339) ، الشريعة للآجري (5/2464) .

و أخرج ابن كثير في البداية والنهاية بسند صحيح ، أن معاوية رضي الله عنه ، كان إذا لقي الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : مرحباً بابن رسول الله وأهلاً ، و يأمر له بثلاثمائة ألف ، و يلقى ابن الزبير رضي الله عنه فيقول : مرحباً بابن عمة رسول الله وابن حواريه ، ويأمر له بمئة ألف . البداية والنهاية (8/137) .

و أخرج الآجري عن الزهري قال : لما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه و جاء الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية ، فقال له معاوية : لو لم يكن لك فضل على يزيد إلا أن أمك من قريش و أمه امرأة من كلب ، لكان لك عليه فضل ، فكيف و أمك فاطمة بنت رسول صلى الله عليه وسلم ؟! . أنظر كتاب الشريعة (5/2469-2470) إسناده حسن .

و فضائل معاوية رضي الله عنه كثيرة ثابتة عموماً و خصوصاً ، فبالإضافة إلى ما ذكرت ، أورد شيئاً منها ..

فأما العموم .. فلما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولانصيفه ) .

وأهل العلم مجمعون قاطبة على أن معاوية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أنه داخل في عموم هذا النص ، فمن سبه أو طعن فيه آثم بلا ريب بل سب الصحابة رضي الله عنهم من الكبائر .

وأما خصوصاً .. فلما رواه مسلم من حديث ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، فجاء فحطأني حطأة وقال : اذهب وادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت هو يأكل ، قال : ثم قال لي : اذهب فادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : لا اشبع الله بطنه .

قال الحافظ الذهبي في التذكرة (2/699) : لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة و رحمة .

وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (16/156) : قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاءً له .

قلت : وهذا الحديث أخرجه مسلم تحت الأحاديث التي تندرج تحت باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه ، وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً و رحمة .

ومن فضائله ما قاله ابن عباس رضي الله عنه : ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب ، و لم يكن بالضيق الحصر العصعص المتغضب . رواه عبد الرزاق في المصنف (برقم 20985) بسند صحيح . إلى غيرها من الفضائل ..

أما ما يتشدق به البعض من نقلهم عن اسحاق بن راهوية أنه قال : ( لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية شيء ) .

فلا يثبت عنه ، فقد أخرج الحاكم كما في السير للذهبي (3/132) والفوائد المجموعة للشوكاني ( ص 407) عن الأصم أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا أبي ، سمعت ابن راهوية فذكره . و في الفوائد : سقطت ( حدثنا أبي ) ، و هي ثابتة فالأصم لم يسمع من ابن راهوية .

قلت : يعقوب بن يوسف بن معقل أبو الفضل النيسابوري والد الأصم مجهول الحال ، فقد ترجمة الخطيب في تاريخه (14/286) فما زاد على قوله : قدم بغداد وحدث بها عن إسحاق بن راهوية ، روى عنه محمد بن مخلد .

ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وله ذكر في ترجمة ابنه من السير (15/453) ولم يذكر فيه الذهبي أيضاً جرحاً ولا تعديلاً ، وذكر في الرواة عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ولم أجده في الجرح والتعديل ، ولا في الثقات ابن حبان . و بهذا فإن هذا القول ضعيف لم يثبت عن إسحاق بن راهوية رحمه الله .

و الذين لا يعرفون سيرة معاوية يستغربون إذا قلت لهم بأنه كان من الزاهدين و الصفوة الصالحين ، روى الإمام أحمد بسنده إلى علي بن أبي حملة عن أبيه قال : رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس و عليه ثوب مرقوع . كتاب الزهد (ص 172) .

و أخرج ابن كثير عن يونس بن ميسر الزاهد - و هو أحد شيوخ الإمام الأوزاعي - قال : رأيت معاوية في سوق دمشق و هو مردف وراءه وصيفاً و عليه قميص مرقوع الجيب و يسير في أسواق دمشق . البداية و النهاية (8/134) .

و قد أوردت هذه الأمثلة ليعلم الناس أن الصورة الحقيقية لمعاوية تخالف الصورة المكذوبة التي كان أعداؤه و أعداء الإسلام يصورونه بها ، فمن شاء بعد هذا أن يسمي معاوية خليفة ، أو أمير المؤمنين ، فإن سليمان بن مهران - الأعمش - و هو من الأئمة الأعلام الحفاظ كان يسمى بالمصحف لصدقه ، كاد يفضل معاوية على عمر بن عبد العزيز حتى في عدله .

و من لم يملأ - أمير المؤمنين - معاوية عينه ، و أراد أن يضن عليه بهذا اللقب ، فإن معاوية مضى إلى الله عز وجل بعدله و حلمه و جهاده و صالح عمله ، وكان و هو في دنيانا لا يبالي أن يلقب بالخليفة أو الملك . انظر حاشية محب الدين الخطيب على العواصم من القواصم (ص 217) .

و ذكر ابن العربي في كتابه العواصم أنه دخل بغداد و أقام فيها زمن العباسيين و المعروف أن بين بني العباس و بني أمية ما لا يخفى على الناس ، فوجد مكتوباً على أبواب مساجدها خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين . العواصم من القواصم (ص 229-230) .

و قد سئل عبد الله بن المبارك ، أيهما أفضل : معاوية بن أبي سفيان ، أم عمر بن عبد العزيز ؟
فقال : و الله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة ، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد . فما بعد هذا ؟ وفيات الأعيان ، لابن خلكان (3 /33) ، و بلفظ قريب منه عند الآجري في كتابه الشريعة (5/2466) .

و أخرج الآجري بسنده إلى الجراح الموصلي قال : سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال : يا أبا مسعود ؛ أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان ؟! فرأيته غضب غضباً شديداً و قال : لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد ، معاوية رضي الله عنه كاتبه و صاحبه و صهره و أمينه على وحيه عز وجل . كتاب الشريعة للآجري ( 5/2466-2467) شرح السنة لللالكائي ، برقم (2785) . بسند صحيح .

و كذلك أخرج الآجري بسنده إلى أبو أسامة ، قيل له : أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟
فقال : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقاس بهم أحد . كتاب الشريعة (5/2465-2466) بسند صحيح ، و كذلك أخرج نحوه الخلال في السنة ، برقم (666) .

و قد قال عبد الله بن المبارك رحمه الله : معاوية عندنا محنة ، فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم ، يعني الصحابة . انظر البداية والنهاية لابن كثير (8/139) .

و سئل الإمام أحمد : ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟
قال أبو عبد الله : هذا قول سوء رديء ، يجانبون هؤلاء القوم ، ولا يجالسون ، و نبين أمرهم للناس . انظر : السنة للخلال (2/434) بسند صحيح .

وقال الربيع بن نافع الحلبي ( ت 241 هـ ) رحمه الله : معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه . البداية والنهاية (8/139) .

فوائد ..
قال محب الدين الخطيب رحمه الله : سألني مرة أحد شباب المسلمين ممن يحسن الظن برأيي في الرجال ما تقول في معاوية ؟ فقلت له : و من أنا حتى اسأل عن عظيم من عظماء هذه الأمة ، و صاحب من خيرة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، إنه مصباح من مصابيح الإسلام ، لكن هذا المصباح سطع إلى جانب أربع شموس ملأت الدنيا بأنوارها فغلبت أنوارها على نوره . حاشية محب الدين الخطيب على كتاب العواصم من القواصم ( ص 95) .

و قبل أن أختم ، أورد رأياً طريفاً للمؤرخ العلامة ابن خلدون في اعتبار معاوية من الخلفاء الراشدين فقد قال : إن دولة معاوية و أخباره كان ينبغي أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين و أخبارهم ، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة . أنظر هذا القول في العواصم من القواصم ( ص 213) .

و ما ضر المسك معاوية عطره ، أن مات من شمه الزبال والجعل .. رغم أنف من أبى ..

النجف الاشرف
04-09-2008, 03:01 AM
السلام عليكم
اللهم صلٍ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ......

قلنا كثيرا ان النسخ يضر بصحتك
وإن لم يطعن قلل من شأنه بأن يسمه بأنه من مسلمة الفتح وأنه من الطلقاء إلى غيرها من الأمور .. حتى وصل بالبعض منهم إلى أن يتوقف في شأنه و يعرضه على ميزان الجرح والتعديل .. ناسياً أو متناسياً أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن الأمة قد أجمعت على تعديلهم دون استثناء من لابس الفتن منهم و من قعد .. و لم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة . انظر حول عدالة الصحابة : الاستيعاب لابن عبد البر (1/19) و فتح المغيث (3/103) و شرح الألفية للعراقي (3/13-14) والإصابة (1/9) و مقدمة ابن الصلاح (ص 147) والباعث الحثيث (ص 181-182) وشرح النووي على صحيح مسلم (15/149) والتقريب للنووي (2/214) والمستصفى للغزالي (ص 189-190 ) وفي غيرها من الكتب .
إبن مزاحم المنقري - وقعة صفين - رقم الصفحة : ( 217 )






- نصر ، عن عبد الغفار بن القاسم ، عن عدى بن ثابت عن البراء بن عازب قال : أقبل أبو سفيان ومعه معاوية ؟ فقال رسول الله (ص) : اللهم العن التابع والمتبوع . اللهم عليك بالأقيعس . فقال إبن البراء لأبيه : من الأقيعس ؟ قال معاوية .

هذا ما اوردته كتب السنه عن صاحبكم معاوية والان رايت من هو الذي يلهث حتى يدافع عنه ....


والان لنثبت كلامك الباطل كله وتدليسك على الله ورسولة والمؤمين
البيهقي - السنن الكبرى - كتاب الصلاة



3661 - وأخبرنا أبو الحسن بن الفضل ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا أبو بكر الحميدي ، ثنا سفيان ، ثنا إسماعيل يعني إبن أبي خالد قال : سمعت قيسا يعني إبن أبي حازم يقول : سمعت أبا هريرة ( ر ) يقول : صحبت رسول الله (ص) ثلاث سنين أخبرنا أبو سعيد الإسفراييني ، أنبأ أبو بحر البربهاري ، ثنا بشر بن موسى قال : قال الحميدي وهو يذكر هذه المسألة ويحمل حديث إبن مسعود ( ر ) على العمد قال : فإن قال قائل : فما دل على ذلك فظاهره العمد والنسيان والجهالة ؟ قلنا : صدقت ، هذا ظاهر ولكن كان إتيان إبن مسعود من أرض الحبشة قبل بدر ، ثم شهد بدرا بعد هذا القول ، فلما وجدنا إسلام أبي هريرة ( ر ) والنبي (ص) بخيبر قبل وفاة النبي (ص) بثلاث سنين وقد حضر صلاة رسول الله (ص) وقول ذي اليدين ووجدنا عمران بن حصين حضر صلاة رسول الله (ص) مرة أخرى وقول الخرباق : وكان إسلام عمران بعد بدر ، ووجدنا معاوية بن حديج حضر صلاة رسول الله (ص) وقول طلحة بن عبيد الله : وكان إسلام معاوية قبل وفاة النبي (ص) بشهرين ووجدنا إبن عباس ( ر ) يصوب إبن الزبير ( ر ) في ذلك ويذكر أنها سنة رسول الله (ص) وكان إبن عباس إبن عشر سنين حين قبض رسول الله (ص) ووجدنا إبن عمر روى ذلك وكان إجازة النبي (ص) إبن عمر يوم الخندق بعد بدر ، فعلمنا أن حديث إبن مسعود ( ر ) خص به العمد دون النسيان ، ولو كان ذلك الحديث في النسيان والعمد يومئذ لكانت صلوات رسول الله (ص) هذه ناسخة له ؛ لأنها بعده .

أرايت قبل شهرين فقط بلله عليك كيف تكتب الوحي وهو ابن الطليق ؟؟؟

كيف هو افضل الصحابه ايها الغلام
صحيح مسلم - البر والصلة والآداب - من لعنه النبي ( ص ) أو سبه أو دعا - رقم الحديث : ( 4713 )



‏- حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى العنزي ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏إبن بشار ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لابن المثنى ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏أمية بن خالد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي حمزة القصاب ‏ ‏عن ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏قال : ‏ كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فتواريت خلف باب قال فجاء ‏ ‏فحطأني ‏ ‏حطأة وقال ‏‏ اذهب وادع لي ‏ ‏معاوية ‏ ‏قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال ‏ ‏لي اذهب فادع لي ‏ ‏معاوية ‏ ‏قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه ‏قال ‏ ‏إبن المثنى ‏ ‏قلت ‏ ‏لأمية ‏ ‏ما حطأني قال ‏ ‏قفدني ‏ ‏قفدة ‏ ‏حدثني ‏ ‏إسحق بن منصور ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏النضر بن شميل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏أبو حمزة ‏ ‏سمعت ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏يقولا ‏ ‏كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فاختبأت منه فذكر ‏ ‏بمثله.

معاويه قاتل محمد ابن ابي بكر اخ عائشه رضوان الله عليك يا محمد ايها الطيب ابن الخبيث
إبن أبي شيبه - المصنف - كتاب الأمراء



30116 - حدثنا أسود بن عامر قال : حدثنا جرير بن حازم قال : سمعت محمد بن سيرين قال : بعث علي بن أبي طالب قيس بن سعد أميرا على مصر , قال : فكتب إليه معاوية وعمرو بن العاص بكتاب فأغلظا له فيه وشتماه وأوعداه , فكتب إليهما بكتاب لأن يغار بهما ويطمعهما في نفسه , قال : قال : فلما أتاهما الكتاب كتبا إليه بكتاب يذكران فضله ويطمعانه فيما قبلهما , فكتب إليهما بجواب كتابهما الأول يغلظ فلم يدع شيئا إلا قاله , فقال أحدهما للآخر : لا والله ما نطيق نحن قيس بن سعد , ولكن تعال نمكر به عند علي , قال : فبعثا بكتابه الأولى إلى علي , قال : فقال له أهل الكوفة : عدو الله قيس بن سعد فاعزله , فقال علي : ويحكم أنا والله أعلم هي إحدى فعلاته , فأبوا إلا عزله فعزله , وبعث محمد بن أبي بكر , فلما قدم على قيس بن سعد قال له قيس : انظر ما آمرك به , إذا كتب إليك معاوية بكذا وكذا فاكتب إليه بكذا وكذا , وإذا صنع بكذا فاصنع كذا , وإياك أن تخالف ما أمرتك به , والله لكأني أنظر إليك إن فعلت قد قتلت ثم أدخلت جوف حمار فأحرقت بالنار , قال : ففعل ذلك به.

معاويه ابن ابي سفيان قاتل عمار ابن ياسر

صحيح البخاري - الصلاة - التعاون في بناء المسجد - رقم الحديث : ( 428 )



‏- حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن مختار ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏خالد الحذاء ‏ ‏عن ‏ ‏عكرمة ‏ قال لي ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏ولابنه ‏ ‏علي ‏ ‏انطلقا إلى ‏ ‏أبي سعيد فاسمعا من حديثه فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه ‏ ‏فاحتبى ‏ ‏ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال كنا نحمل لبنة لبنة ‏ ‏وعمار ‏ ‏لبنتين لبنتين فرآه النبي ‏ (ص) ‏ ‏فينفض التراب عنه ويقول ‏ ‏ويح ‏ ‏عمار ‏ ‏تقتله الفئة ‏ ‏الباغية ‏ ‏يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قال يقول ‏ ‏عمار ‏ ‏أعوذ بالله من الفتن . ‏

انظر قول الرسول يدعوهم الى الجنه ويدعونه الى النار ... اي جماعه صاحبك معاويه
مسند أحمد - مسند المكثرين من الصحابة - مسند عبد الله بن عمرو بن العاص ( ر ) - رقم الحديث : ( 6632 )



- ‏حدثنا ‏ ‏الفضل بن دكين ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي زياد ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن الحارث ‏ ‏قال : ‏ إني لأساير ‏ ‏عبد الله بن عمرو بن العاص ‏ ‏ومعاوية ‏ ‏فقال ‏ ‏عبد الله بن عمرو ‏ ‏لعمرو ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول ‏ ‏تقتله الفئة ‏ ‏الباغية ‏ ‏يعني ‏ ‏عمارا ‏ ‏فقال ‏ ‏عمرو ‏ ‏لمعاوية ‏ ‏اسمع ما يقول هذا فحدثه فقال أنحن قتلناه إنما قتله من جاء به . ‏حدثنا ‏ ‏أبو معاوية يعني الضرير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي زياد ‏ ‏فذكر نحوه ‏.


وهذا ابن حنبل يؤكد قولنا هذا

معاويه الذي تقول عنه افضل يقتل حجر ابن عدي الطائي

إبن أبي شيبة الكوفي - المصنف - الجزء : ( 3 و 7 ) - رقم الصفحة : ( 139 و 606 )



10818 - حدثنا أبو أسامة عن هشام عن إبن سيرين قال كان إذا سئل عن غسل الشهيد حدث بحديث حجر بن عدي قال قال حجر بن عدي لمن حضره من أهل بيته لا تغسلوا عني دما ولا تطلقوا عني حديدا وادفنوني في ثيابي فإني التقي أنا ومعاوية على الجادة غدا .

مسلم يقول هذا على معاويتكم
صحيح مسلم - فضائل الصحابة - من فضائل علي بن أبي طالب ( ر ) - رقم الحديث : ( 4420 )



‏- حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏ومحمد بن عباد ‏ ‏وتقاربا في اللفظ ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏حاتم وهو إبن إسمعيل ‏ ‏عن ‏ ‏بكير بن مسمار ‏ ‏عن ‏ ‏عامر بن سعد بن أبي وقاص ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال : ‏أمر ‏ ‏معاوية بن أبي سفيان ‏ ‏سعدا ‏ ‏فقال ما منعك أن تسب ‏ ‏أبا التراب ‏ ‏فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من ‏ ‏حمر النعم ، ‏ سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول له ‏ ‏خلفه ‏ ‏في بعض مغازيه فقال له ‏ ‏علي ‏ ‏يا رسول الله ‏ ‏خلفتني ‏ ‏مع النساء والصبيان فقال له رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏أما ‏ ‏ترضى أن تكون مني بمنزلة ‏ ‏هارون ‏ ‏من ‏ ‏موسى ‏ ‏إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم ‏ ‏خيبر ‏ ‏لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي ‏ ‏عليا ‏ ‏فأتي به ‏ ‏أرمد ‏ ‏فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية ‏ فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ‏دعا رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏عليا ‏ ‏وفاطمة ‏ ‏وحسنا ‏ ‏وحسينا ‏ ‏فقال اللهم هؤلاء أهلي . ‏

ارايت ان اصح كتبكم تؤكد سببه لامير المؤمين علي ابن ابي طالب عليه السلام وبهذا فقد سب الرسول الاعظم
البخاري - التاريخ الكبير - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 193 )



694 - حدثني يوسف بن راشد ، نا علي بن قادم الخزاعي ، أنا إسرائيل ، عن عبد الله بن شريك ، عن سهم بن حصين الأسدي : قدمت مكة أنا وعبد الله بن علقمة قال إبن شريك : وكان علقمة سبابا لعلي ، فقلت : هل لك في هذا ؟ يعني أبا سعيد الخدري ، فقلت : هل سمعت لعلي منقبة ؟ قال : نعم ، فإذا حدثتك فسل المهاجرين والأنصار وقريشا ، قام النبي (ص) يوم غدير خم فأبلغ ، فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ ادن علي فدنا فرفع يده ورفع النبي (ص) يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه سمعته أذناي ، قال إبن شريك : فقدم عبد الله بن علقمة ، وسهم فلما صلينا الفجر قام إبن علقمة ، قال : أتوب إلى الله من سب علي.

وبخاريكم يدعم كلامي

الان كيف كتب الوحي وهو اسلم قبل شهرين من وفاه الرسول ؟؟!!!!!!!!!!!
وكيف هو الافضل وهو يقتل محمد ابن ابي بكر رضوان الله عليه اخ عائشه ويقتل حجر ابن عدي ويقتل عمار ابن ياسر ؟؟؟؟

والان أثبت لك ولغيرك ان من يلهث ورى معاويه يلهث وراء جنهم وبئس المصير ؟؟

والسلام عليكم


الحوزوي1
04-09-2008, 03:35 AM
- حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى العنزي ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏إبن بشار ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لابن المثنى ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏أمية بن خالد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي حمزة القصاب ‏ ‏عن ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏قال : ‏ كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فتواريت خلف باب قال فجاء ‏ ‏فحطأني ‏ ‏حطأة وقال ‏‏ اذهب وادع لي ‏ ‏معاوية ‏ ‏قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال ‏ ‏لي اذهب فادع لي ‏ ‏معاوية ‏ ‏قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه ‏قال ‏ ‏إبن المثنى ‏ ‏قلت ‏ ‏لأمية ‏ ‏ما حطأني قال ‏ ‏قفدني ‏ ‏قفدة ‏ ‏حدثني ‏ ‏إسحق بن منصور ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏النضر بن شميل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏أبو حمزة ‏ ‏سمعت ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏يقولا ‏ ‏كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فاختبأت منه فذكر ‏ ‏بمثله.

معاويه قاتل محمد ابن ابي بكر اخ عائشه رضوان الله عليك يا محمد ايها الطيب ابن الخبيث
إبن أبي شيبه - المصنف - كتاب الأمراء


‏أبو حمزة هذا بالحاء والزاي اسمه عمران بن أبي عطاء الأسدي الواسطي القصاب بياع القصب . قالوا : وليس له عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث , وله عن ابن عباس من قوله أنه يكره مشاركة المسلم اليهودي , وكل ما في الصحيحين أبو جمرة عن ابن عباس فهو بالجيم والراء , وهو نصر بن عمران الضبعي , إلا هذا القصاب فله في مسلم هذا الحديث وحده , لا ذكر له في البخاري

وأما دعاؤه على معاوية أن لا يشبع حين تأخر ففيه الجوابان السابقان : أحدهما أنه جرى على اللسان بلا قصد , والثاني أنه عقوبة له لتأخره . وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه , فلهذا أدخله في هذا الباب , وجعله غيره من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له . وفي هذا الحديث جواز ترك الصبيان يلعبون بما ليس بحرام . وفيه اعتماد الصبي فيما يرسل فيه من دعاء إنسان ونحوه من حمل هدية , وطلب حاجة , وأشباهه . وفيه جواز إرسال صبي غيره ممن يدل عليه في مثل هذا , ولا يقال : هذا تصرف في منفعة الصبي ; لأن هذا قدر يسير ورد الشرع بالمسامحة به للحاجة , واطرد به العرف وعمل المسلمين . والله أعلم .

حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن مختار ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏خالد الحذاء ‏ ‏عن ‏ ‏عكرمة ‏ قال لي ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏ولابنه ‏ ‏علي ‏ ‏انطلقا إلى ‏ ‏أبي سعيد فاسمعا من حديثه فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه ‏ ‏فاحتبى ‏ ‏ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال كنا نحمل لبنة لبنة ‏ ‏وعمار ‏ ‏لبنتين لبنتين فرآه النبي ‏ (ص) ‏ ‏فينفض التراب عنه ويقول ‏ ‏ويح ‏ ‏عمار ‏ ‏تقتله الفئة ‏ ‏الباغية ‏ ‏يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قال يقول ‏ ‏عمار ‏ ‏أعوذ بالله من الفتن . ‏

‏قوله : ( يدعوهم ) ‏
‏أعاد الضمير على غير مذكور والمراد قتلته كما ثبت من وجه آخر " تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلخ " وسيأتي التنبيه عليه . فإن قيل كان قتله بصفين وهو مع علي والذين قتلوه مع معاوية وكان معه جماعة من الصحابة فكيف يجوز عليهم الدعاء إلى النار ؟ فالجواب أنهم كانوا ظانين أنهم يدعون إلى الجنة , وهم مجتهدون لا لوم عليهم في اتباع ظنونهم , فالمراد بالدعاء إلى الجنة الدعاء إلى سببها وهو طاعة الإمام , وكذلك كان عمار يدعوهم إلى طاعة علي وهو الإمام الواجب الطاعة إذ ذاك , وكانوا هم يدعون إلى خلاف ذلك لكنهم معذورون للتأويل الذي ظهر لهم . وقال ابن بطال تبعا للمهلب : إنما يصح هذا في الخوارج الذين بعث إليهم علي عمارا يدعوهم إلى الجماعة , ولا يصح في أحد من الصحابة . وتابعه على هذا الكلام جماعة من الشراح . وفيه نظر من أوجه : ‏
‏أحدها : أن الخوارج إنما خرجوا على علي بعد قتل عمار بلا خلاف بين أهل العلم لذلك , فإن ابتداء أمر الخوارج كان عقب التحكيم , وكان التحكيم عقب انتهاء القتال بصفين وكان قتل عمار قبل ذلك قطعا , فكيف يبعثه إليهم علي بعد موته . ‏
‏ثانيها : أن الذين بعث إليهم علي عمارا إنما هم أهل الكوفة بعثه يستنفرهم على قتال عائشة ومن معها قبل وقعة الجمل , وكان فيهم من الصحابة جماعة كمن كان مع معاوية وأفضل , وسيأتي التصريح بذلك عند المصنف في كتاب الفتن , فما فر منه المهلب وقع في مثله مع زيادة إطلاقه عليهم تسمية الخوارج وحاشاهم من ذلك . ‏
‏ثالثها : أنه شرح على ظاهر ما وقع في هذه الرواية الناقصة , ويمكن حمله على أن المراد بالذين يدعونه إلى النار كفار قريش كما صرح به بعض الشراح , لكن وقع في رواية ابن السكن وكريمة وغيرهما وكذا ثبت في نسخة الصغاني التي ذكر أنه قابلها على نسخة الفربري التي بخطه زيادة توضح المراد وتفصح بأن الضمير يعود على قتلته وهم أهل الشام ولفظه " ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم " الحديث , واعلم أن هذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في الجمع وقال : إن البخاري لم يذكرها أصلا , وكذا قال أبو مسعود . قال الحميدي : ولعلها لم تقع للبخاري , أو وقعت فحذفها عمدا . قال : وقد أخرجها الإسماعيلي والبرقاني في هذا الحديث . قلت : ويظهر لي أن البخاري حذفها عمدا وذلك لنكتة خفية , وهي أن أبا سعيد الخدري اعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة , والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري , وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة وفيه فقال أبو سعيد " فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية " ا ه . وابن سمية هو عمار وسمية اسم أمه . وهذا الإسناد على شرط مسلم , وقد عين أبو سعيد من حدثه بذلك , ففي مسلم والنسائي من طريق أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال " حدثني من هو خير مني أبو قتادة , فذكره " فاقتصر البخاري على القدر الذي سمعه أبو سعيد من النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره , وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الاطلاع على علل الأحاديث . وفي هذا الحديث زيادة أيضا لم تقع في رواية البخاري , وهي عند الإسماعيلي وأبي نعيم في المستخرج من طريق خالد الواسطي عن خالد الحذاء وهي : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عمار ألا تحمل كما يحمل أصحابك ؟ قال : إني أريد من الله الأجر " وقد تقدمت زيادة معمر فيه أيضا . ‏
‏( فائدة ) : ‏
‏روى حديث " تقتل عمارا الفئة الباغية " جماعة من الصحابة : منهم قتادة بن النعمان كما تقدم , وأم سلمة عند مسلم , وأبو هريرة عند الترمذي , وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي , وعثمان بن عفان وحذيفة وأبو أيوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو اليسر وعمار نفسه , وكلها عند الطبراني وغيره , وغالب طرقها صحيحة أو حسنة , وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم , وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار ورد على النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه . قوله في آخر الحديث ( يقول عمار أعوذ بالله من الفتن ) فيه دليل على استحباب الاستعاذة من الفتن , ولو علم المرء أنه متمسك فيها بالحق ; لأنها قد تفضي إلى وقوع ما لا يرى وقوعه . قال ابن بطال وفيه رد للحديث الشائع : لا تستعيذوا بالله من الفتن فإن فيها حصاد المنافقين . قلت : وقد سئل ابن وهب قديما عنه فقال : إنه باطل , وسيأتي في كتاب الفتن ذكر كثير من أحكامها وما ينبغي من العمل عند وقوعها . أعاذنا الله تعالى

حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏ومحمد بن عباد ‏ ‏وتقاربا في اللفظ ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏حاتم وهو إبن إسمعيل ‏ ‏عن ‏ ‏بكير بن مسمار ‏ ‏عن ‏ ‏عامر بن سعد بن أبي وقاص ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال : ‏أمر ‏ ‏معاوية بن أبي سفيان ‏ ‏سعدا ‏ ‏فقال ما منعك أن تسب ‏ ‏أبا التراب ‏ ‏فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من ‏ ‏حمر النعم ، ‏ سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول له ‏ ‏خلفه ‏ ‏في بعض مغازيه فقال له ‏ ‏علي ‏ ‏يا رسول الله ‏ ‏خلفتني ‏ ‏مع النساء والصبيان فقال له رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏أما ‏ ‏ترضى أن تكون مني بمنزلة ‏ ‏هارون ‏ ‏من ‏ ‏موسى ‏ ‏إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم ‏ ‏خيبر ‏ ‏لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي ‏ ‏عليا ‏ ‏فأتي به ‏ ‏أرمد ‏ ‏فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية ‏ فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ‏دعا رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏عليا ‏ ‏وفاطمة ‏ ‏وحسنا ‏ ‏وحسينا ‏ ‏فقال اللهم هؤلاء أهلي .

‏قال العلماء : الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها . قالوا : ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله . فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعدا بسبه , وإنما سأله عن السبب المانع له من السب , كأنه يقول : هل امتنعت تورعا , أو خوفا , أو غير ذلك . فإن كان تورعا وإجلالا له عن السبب فأنت مصيب محسن , وإن كان غير ذلك فله جواب آخر , لعل سعدا قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم , وعجز عن الإنكار , وأنكر عليهم , فسأله هذا السؤال . قالوا : ويحتمل تأويلا آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده , وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا , وأنه أخطأ ؟ . ‏



حدثني يوسف بن راشد ، نا علي بن قادم الخزاعي ، أنا إسرائيل ، عن عبد الله بن شريك ، عن سهم بن حصين الأسدي : قدمت مكة أنا وعبد الله بن علقمة قال إبن شريك : وكان علقمة سبابا لعلي ، فقلت : هل لك في هذا ؟ يعني أبا سعيد الخدري ، فقلت : هل سمعت لعلي منقبة ؟ قال : نعم ، فإذا حدثتك فسل المهاجرين والأنصار وقريشا ، قام النبي (ص) يوم غدير خم فأبلغ ، فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ ادن علي فدنا فرفع يده ورفع النبي (ص) يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه سمعته أذناي ، قال إبن شريك : فقدم عبد الله بن علقمة ، وسهم فلما صلينا الفجر قام إبن علقمة ، قال : أتوب إلى الله من سب علي.





ما رقم هذا الحديث هداك الله ما رقمه هلا تفضلت علي بالرقم

النجف الاشرف
04-09-2008, 04:16 AM
السلام عليكم
اللهم صلٍ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ...

ايها الزميل هنا كل كلمه تحاسب عليها

‏أبو حمزة هذا بالحاء والزاي اسمه عمران بن أبي عطاء الأسدي الواسطي القصاب بياع القصب . قالوا : وليس له عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث , وله عن ابن عباس من قوله أنه يكره مشاركة المسلم اليهودي , وكل ما في الصحيحين أبو جمرة عن ابن عباس فهو بالجيم والراء , وهو نصر بن عمران الضبعي , إلا هذا القصاب فله في مسلم هذا الحديث وحده , لا ذكر له في البخاري

وأما دعاؤه على معاوية أن لا يشبع حين تأخر ففيه الجوابان السابقان : أحدهما أنه جرى على اللسان بلا قصد , والثاني أنه عقوبة له لتأخره . وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه , فلهذا أدخله في هذا الباب , وجعله غيره من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له . وفي هذا الحديث جواز ترك الصبيان يلعبون بما ليس بحرام . وفيه اعتماد الصبي فيما يرسل فيه من دعاء إنسان ونحوه من حمل هدية , وطلب حاجة , وأشباهه . وفيه جواز إرسال صبي غيره ممن يدل عليه في مثل هذا , ولا يقال : هذا تصرف في منفعة الصبي ; لأن هذا قدر يسير ورد الشرع بالمسامحة به للحاجة , واطرد به العرف وعمل المسلمين . والله أعلم .

والان لو سمحت مصدر هذا الكلام حتى نرجع اليه وانا امام الجميع اطالبك به
وهناك مصدر اخر الى هذا الحديث تفضل
أبي الشيخ الإصبهاني - طبقات المحدثين - الطبقة الثامنة



605 - حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا أبو الحجاج ، قال : ثنا إبن نمير ، قال : ثنا محمد بن بشر ، عن سفيان ، عن أبي حمزة عمران بن أبي عطاء ، عن إبن عباس ، قال : بعث النبي (ص) إلى معاوية ، فقالوا : يأكل ، فقال : لا أشبع الله بطنه.
وهذه المره عن حبر الامه فهل حبر الامه ضعيف كذلك ؟؟؟
قال الحافظ الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ) ( 2/ 699 ) : ( لعل هذه منقبة لمعاوية ) .
وهنا يظهر ان الذهبي ياخذ هذا الحديث ويعده من المعتبرات كما تؤكده كل هذه المصادر التي ذكرت هذا الحديث
أخرج مسلم ( 16 / 155 ، 156 ) ( شرح النووي ) ، وأحمد ( 1/ 240 ، 291 ، 335 ، 336 ) ، والطيالسيُّ ( 2746 ) ، والعقيلي في ( الضعفاء ) ( 2/ 299 ) من طريق أبي حمزة القصاب ، عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، قال : فجاء فحطأني حطأة ، وقال : ( اذهب وادع لي معاوية ) ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، قال : ثم ، قال لي : ( اذهب فادع لي معاوية ) ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : ( لا أشبع الله بطنه ) ، قال الحافظ الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ) ( 2/ 699 ) : ( لعل هذه منقبة لمعاوية ) .
وقد ذكر الشيخ العلامة المحدث ابي اسحاق الحويني حفظه الله وجه الاستدلال بهذا الحديث على فضل معاوية رضي الله عنه

والان نقول لمشايخك ايها المشايخ وهل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يدعو على اطفال المسلمين هل وصلت بك الجرى لتجاوز على رسول الله ؟؟؟

(حدثنا معمر قال سمعت ابن ابي الحكم الغفاري يقول حدثتني جدتي عن عم أبيها رافع بن عمرو الغفاري قال: كنت وأنا غلام أرمي نخلا للأنصار فأتي النبي ص فقيل ان هاهنا غلامنا يرمي نخلنا فأُتي بي إلى النبي ص فقال: ياغلام لاترمي النخل قال قلت: آكل، قال: فلاترم النخل وكُل ما يسقط في أسافلها ثم مسح رأسي وقال اللهم أشبع بطنه) (مسند أحمد ح19830)
وأخرجه كل من: (ابويعلي ح1482) و ( ابن ابي شيبه في مصنفه ح2) و (البيهقي في سننه ح20220) و (والطبراني في معجمه الكبير ح4459)

عجيب هذا التناقض في كتبك ام حينما يصل الامر الى معاويه يختلف الحال فاين هي المنقبه ايها الذهبي ؟؟!!!!!!!!!!
وخير دليل على ان الأكل دون الشبع صفة مذمومة هو ان الرسول الأعظم ضربها كمثال على آكل المال دون وجه حق فإليك نص البخاري:
(( عن أبي سعيد الخدري يحدث ان النبي ص .....فقال: هذه المال خضرة حلوة فنعم صاحب المسلم ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل أو كما قال النبي ص وإنه لمن يأخذه بغير حقه كالذي يأكل ولايشبع ويكون شهيدا عليه يوم القيامة))
(((رواه البخاري - كتاب الزكاة ح 1372)))

فاين المناقب ؟؟!!!!
وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار ورد على النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه . قوله في آخر الحديث ( يقول عمار أعوذ بالله من الفتن ) فيه دليل على استحباب الاستعاذة من الفتن , ولو علم المرء أنه متمسك فيها بالحق ; لأنها قد تفضي إلى وقوع ما لا يرى وقوعه . قال ابن بطال وفيه رد للحديث الشائع : لا تستعيذوا بالله من الفتن فإن فيها حصاد المنافقين . قلت : وقد سئل ابن وهب قديما عنه فقال : إنه باطل , وسيأتي في كتاب الفتن ذكر كثير من أحكامها وما ينبغي من العمل عند وقوعها . أعاذنا الله تعالى
وانظر ايها الزميل ماذا نسخت بدون قراءه واقرا ما نسخت جيدا وما نسخت الا هو تاكيد لما قلت ان عمار تقتله الفئه الباغيه اي معاويه وقومه ......

قال العلماء : الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها . قالوا : ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله . فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعدا بسبه , وإنما سأله عن السبب المانع له من السب , كأنه يقول : هل امتنعت تورعا , أو خوفا , أو غير ذلك . فإن كان تورعا وإجلالا له عن السبب فأنت مصيب محسن , وإن كان غير ذلك فله جواب آخر , لعل سعدا قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم , وعجز عن الإنكار , وأنكر عليهم , فسأله هذا السؤال . قالوا : ويحتمل تأويلا آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده , وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا , وأنه أخطأ
وهنا تنكر سب الامام علي بدون اي دليل سوى كلام انشائي ليس له مصدر

تفضل المصدر الثاني
البخاري - التاريخ الكبير - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 319 )



3163 - يزيد بن امية أبو سنان الدؤلى ، قال لي إبن منصور نا وهب قال حدثنى أبي قال سمعت يعلي بن حكيم عن نافع ، قال أراد هشام

بن اسمعيل يزيد بن أمية أبا سنان الديلى وكان ولد زمن أحد على أن يسب عليا فقال لا نسبه ولكن إن شئت قمت فذكرت ايامه الصالحة ومواطنه .
ما رقم هذا الحديث هداك الله ما رقمه هلا تفضلت علي بالرقم
تفضل هذا ما طلبت
البخاري - التاريخ الكبير - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 193 )

وحتى ابن تيميه يؤكد سب معاويه الى الامام علي عليه السلام وبالتالي سب الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم
إبن تيمية - منهاج السنة النبوية - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 42 )







- وأما حديث سعد لما أمره معاوية بالسب فأبى فقال ما منعك أن تسب علي بن أبي طالب فقال ثلاث قالهن رسول الله (ص) فلن أسبه لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، الحديث ، فهذا حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه.

والان امام الجميع ايها المسلم هل ترضى ان يسب رسولك ؟؟!!!!!!

واطالبك بوضع مصادر كل قول تكتبه مثلما نفعل واطالبك بمصادر تضعيف الاحاديث اعلاه

والسلام عليكم

الحوزوي1
04-09-2008, 04:30 AM
وهنا تنكر سب الامام علي بدون اي دليل سوى كلام انشائي ليس له مصدر

تفضل المصدر الثاني
البخاري - التاريخ الكبير - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 319 )



3163 - يزيد بن امية أبو سنان الدؤلى ، قال لي إبن منصور نا وهب قال حدثنى أبي قال سمعت يعلي بن حكيم عن نافع ، قال أراد هشام

بن اسمعيل يزيد بن أمية أبا سنان الديلى وكان ولد زمن أحد على أن يسب عليا فقال لا نسبه ولكن إن شئت قمت فذكرت ايامه الصالحة ومواطنه .


أما ان معاوية أمر بسبّ عليّ من علىالمنابر فكذب، ولا يوجد دليل صحيح ثابت بذلك، وسيرة معاوية واخلاقه تستبعد هذهالشبهة، أما ما يذكره بعض المؤرخين من ذلك فلا يلتفت إليه لأنهم بإيرادهم لهذاالتقول لا يفرقون بين صحيحها وسقيمها، إضافة إلى أن أغلبهم من الشيعة، ولكن بعضالمؤرخين رووا في كتبهم روايات فيها الصحيح والباطل، ولكنهم أُعْذروا عندما اسندواهذه المرويات إلى رواتها لنستطيع الحكم عليها من حيث قبولها أو ردها، ومن هؤلاءالطبري الذي عاش تحت سطوة وتعاظم قوة الرافضة، الذي يقول في مقدمة تاريخه )) ولْيعلم الناظر في كتابنا هذا أنّ اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مما اشترطت أنيراسمه فيه، إنما هو على ما رويتُ من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه، والآثار التي أنامسندها إلى رواتها فيه، دون ما إدرك بحجج العقول، واستنبط بفكر النفوس، إلا اليسيرالقليل منه، إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين، وما هو كائن من أنباءالحادثين، غير واصل إلى من لم يشاهدهم ولم يدرك زمانهم، إلا بإخبار المخبرين ونقلالناقلين دون الاستخراج بالعقول، والاستنباط بفكَر النفوس. فما يكن في كتابي هذا منخبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لميعرف له وجهاً من الصحة، ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يُؤتَ في ذلك منقِبَلنا، وإنما أُتي من قِبَل بعض ناقليه إلينا، وأناّ إنما أدينا ذلك على نحو ماأدِّيَ إلينا )) ، لذلك يجب على التيجاني عندما يحتج بالمؤرخين أن يذكر الروايةالتي تبين أن معاوية أمر بلعن عليّ من على المنابر، ثم يرغي ويزبد بعد ذلك كمايشاء.

- 2 أما قوله أن مسلم أخرج في صحيحه بابفضائل علي مثل ذلك فكذب أيضاً، فالرواية التي يقصدها هي ما رواه عامر بن سعد بن أبيوقاص، عن أبيه قال (( أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسُبَّ أباتراب؟ فقال: أمّا ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلنأسُبّهُ لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمر النَّعم، سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول له خلّفه في مغازيه فقال له عليُّ: يا رسول الله، خلَّفْتني معالنساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون منيبمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأُ عْطينَّالراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً، فأُتي به أرْمَد فبصق في عَيْنه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه،ولمّا نزلت هذه الآية: { قل تعالوْا ندعُ أبْنائنا وأبْناءَكم ...}، دعا رسول اللهصلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحُسيناً فقال: اللهم، هؤلاء أهلي ))

وهذا الحديث لا يفيد أن معاوية أمرسعداً بسبِّ عليّ، ولكنه كما هو ظاهر فإن معاوية أراد أن يستفسر عن المانع من سبعليّ، فأجابه سعداً عن السبب ولم نعلم أن معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه ولاعاقبه، وسكوت معاوية هو تصويب لرأي سعد، ولو كان معاوية ظالماً يجبر الناس على سبعليّ كما يدّعي هذا التيجاني، لما سكت على سعد ولأجبره على سبّه، ولكن لم يحدث منذلك شيءٌ فعلم أنه لم يؤمر بسبّه ولا رضي بذلك، ويقول النووي (( قول معاوية هذا،ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنهيقول هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب،فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفةيسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتظهر للناس حسنرأينا واجتهادنا وأنه أخطأ ))

- 3 من الغرائب أنّ هذا التيجاني ينكرسبَّ عليّ ولم يتورّع هو والهداة عن سب خيرة الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان! وكتبهمطافحة بذلك، ومنها كتاب التيجاني نفسه، لذلك لا بد لي من القول أن (( هؤلاءالرافضة، الذين يدّعون أنهم المؤمنون، إنما لهم الذل والصغار ضربت عليهم الذلةأينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس ))

- 4 أما أن معاوية من كتبة الوحي فامرثابت، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن ابن عباس أن أبا سفيان طلب من النبي صلى الله عليهوسلم ثلاثة مطالب (( فقال للنبي : يا نبي الله ثلاثٌ أعطينهن قال: نعم منها قال: معاوية، تجعله كاتباً بين يديك، قال: نعم ...)) ، وروى أحمد في المسند ومسلم عنابن عباس قال (( كنت غلاماً أسعى مع الصبيان، قال: فالتفتُّ فإذا نبي الله صلى اللهعليه وسلم خلفي مقبلاً، فقلت: ما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ إليّ، قال: فسعيت حتى أختبيء وراء باب دارٍ قال: فلم أشعر حتى تناولني، قال: فأخذ بقفاي،فحطأني حطأةً، قال: اذهب فادع لي معاوية، وكان كاتبهُ، قال: فسعيتُ فقلت: أجِب نبيالله صلى الله عليه وسلم فإنه على حاجة )) ، فهذان الحديثان يثبتان أن معاويةكان من كتبة الوحي.

- 5 أما قوله أن الوحي نزل على رسولالله صلى الله عليه وسلم طيلة ثلاثة وعشرين عاماً كان معاوية لأحد عشر عاماً منهامشركاً بالله!؟لقد قلت أن أبا سفيان طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلمعاوية كاتباً له فقبل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأصبح يكتب للنبي صلى اللهعليه وسلم مدة أربع سنوات كاملة فهل هذا أمر يصعب تصديقه؟!

ثم يهذي فيقول ( ولما أسلم بعد الفتحلم نعثر على رواية تقول بأنه سكن المدينة في حين أن الرسول (ص) لم يسكن مكة بعدالفتح )،
أقول:
وهل الرواية السابقة لا تثبت أنمعاوية سكن المدينة؟ وهل الرواية التي أخرجها الترمذي عن أبي مجلز قال: خرج معاويةفقام عبد الله بن الزبير، وابن صفوان حين رأوه فقال اجلسا سمعت رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقول (( من سره أن يتمثّل له الرجال قياماً، فليتبوّأ مقعده من النار )) ،لا تثبت ذلك؟ ولكن يبدو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ابن عباس أن ينادي معاويةمن مكة؟! وأنا لا أعتب على التيجاني بقوله ( لم نعثر على رواية ) لأنه لو بحثلوجدها، ولكن نسأل الله له الشفاء من عقدة الإنصاف!


<

النجف الاشرف
04-09-2008, 04:49 AM
السلام عليكم
اللهم صلٍ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ....

لا اعلم الى متى تنسخ بدون ان تقرا

إبن تيمية - منهاج السنة النبوية - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 42 )







- وأما حديث سعد لما أمره معاوية بالسب فأبى فقال ما منعك أن تسب علي بن أبي طالب فقال ثلاث قالهن رسول الله (ص) فلن أسبه لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، الحديث ، فهذا حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه.

اعطيك قول ابن تيميه فهل هو كاذب ؟!!!!!!!!!

وهنا الصحيح مسلم
صحيح مسلم - فضائل الصحابة - من فضائل علي بن أبي طالب ( ر ) - رقم الحديث : ( 4420 )



‏- حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏ومحمد بن عباد ‏ ‏وتقاربا في اللفظ ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏حاتم وهو إبن إسمعيل ‏ ‏عن ‏ ‏بكير بن مسمار ‏ ‏عن ‏ ‏عامر بن سعد بن أبي وقاص ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال : ‏أمر ‏ ‏معاوية بن أبي سفيان ‏ ‏سعدا ‏ ‏فقال ما منعك أن تسب ‏ ‏أبا التراب ‏ ‏فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من ‏ ‏حمر النعم ، ‏ سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول له ‏ ‏خلفه ‏ ‏في بعض مغازيه فقال له ‏ ‏علي ‏ ‏يا رسول الله ‏ ‏خلفتني ‏ ‏مع النساء والصبيان فقال له رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏أما ‏ ‏ترضى أن تكون مني بمنزلة ‏ ‏هارون ‏ ‏من ‏ ‏موسى ‏ ‏إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم ‏ ‏خيبر ‏ ‏لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي ‏ ‏عليا ‏ ‏فأتي به ‏ ‏أرمد ‏ ‏فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية ‏ فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ‏دعا رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏عليا ‏ ‏وفاطمة ‏ ‏وحسنا ‏ ‏وحسينا ‏ ‏فقال اللهم هؤلاء أهلي . ‏
فهل مسلم كذاب ؟؟؟؟؟

اما عن ما نسخت وهو خارج اطار الموضوع تماما

ومازلت تصر انه من كاتب الوحي
أما قوله أن الوحي نزل على رسولالله صلى الله عليه وسلم طيلة ثلاثة وعشرين عاماً كان معاوية لأحد عشر عاماً منهامشركاً بالله!؟لقد قلت أن أبا سفيان طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلمعاوية كاتباً له فقبل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأصبح يكتب للنبي صلى اللهعليه وسلم مدة أربع سنوات كاملة فهل هذا أمر يصعب تصديقه؟!

وقلنا واثبتنا ان معاويه اسلم قبل موت الرسول بشهرين ؟؟؟

اذن ما هذه الخزعبلات التي جئت بها ؟؟؟

اين عقلك يا حوزوي الى متى الدفاع الاعمى عن اعداء اهل البيت عليهم السلام ؟؟؟

ونترك الحكم لمشاهد العاقل

وهنا
إبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 140 )



- وقال إبن يونس : كان النسائي إماما في الحديث ثقة ثبتا حافظا ، كان خروجه من مصر في سنة ثنتين وثلاثمائة .



- وقال إبن عدي : سمعت منصورا الفقيه وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان : أبو عبد الرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين ، وكذلك أثنى عليه غير واحد من الأئمة وشهدوا له بالفضل والتقدم في هذا الشأن . وقد ولي الحكم بمدينة حمص .



- سمعته من شيخنا المزي عن رواية الطبراني في معجمه الأوسط حيث قال : حدثنا أحمد بن شعيب الحاكم بحمص . وذكروا أنه كان له من النساء أربع نسوة ، وكان في غاية الحسن ، وجهه كأنه قنديل ، وكان يأكل في كل يوم ديكا ويشرب عليه نقيع الزبيب الحلال ، وقد قيل عنه : إنه كان ينسب إليه شئ من التشيع . قالوا : ودخل إلى دمشق فسأله أهلها أن يحدثهم بشئ من فضائل معاوية فقال : أما يكفي معاوية أن يذهب رأسا برأس حتى يروى له فضائل ؟ فقاموا إليه فجعلوا يطعنون في خصيتيه حتى أخرج من . المسجد الجامع ، فسار من عندهم إلى مكة فمات بها في هذه السنة ، وقبره بها هكذا حكاه الحاكم عن محمد بن إسحاق الأصبهاني عن مشايخه .



- وقال الدارقطني : كان أفقه مشايخ مصر في عصره ، وأعرفهم بالصحيح من السقيم من الآثار ، وأعرفهم بالرجال ، فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة ، فسئل عن فضائل معاوية فأمسك عنه فضربوه في الجامع ، فقال : أخرجوني إلى مكة ، فأخرجوه وهو عليل ، فتوفي بمكة مقتولا شهيدا ، مع ما رزق من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره ، مات بمكة سنة ثلاث وثلاثمائة .

ارايت ان النسائي قد قتل لانه لم يذكر اي فضيله لمعاويه ؟؟؟!!!!!!!

اهذا معاويه ايها الحوزوي

والسلام عليكم

ملاعلي
04-09-2008, 02:40 PM
اذن كلامك يدل على ان ابن الجوزية كذاب وابن تيمية ايضا

وهذا اعتراف منك

حيث ابن الجوزية اثبت بأن معاوية لاتوجد له فضائل وهذا يعني العكس

وايضا ابن تيمية اثبت بأن معاوية سب الامام علي عليه السلام

وهذا يدل على انكم تأخذون دينكم من المريخ او من علمكم البطني مع الرز واللبن

ملاعلي
17-10-2008, 01:36 PM
يرفع

وننتظر المصري

لان خالة معاوية يريد محامي

او متر على قولت المصريين

حفيد الصحابه
17-10-2008, 05:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ألديكم شيء آخر غير الكذب والتدليس.........................

تربية معاوية


ولد معاوية في بيت يجمع صخر بن حرب وهند بن عتبة وهذا يعني ان فرصة تربيته تربية سليمة ضئيلة جدا لان الابوين المذكورين معروفان بالفجور وليس اخطر على الطفل من ان يتربي بين ابوين سهل عليهما الزنا .
أثبت ذلك إن أستطعت ولا تدلس

لعن الله القائد والراكب والسائق هذا خال المسلمين ملعون مع العائلة اللعينه

تأريخ الطبري .. قال رسول الله (ص) وقد رأى ابوسفيان مقبلا على حمار ومعاوية به ويزيد ابنه يسوق به: لعن الله القائد والراكب والسائق, أتحدلك ان تثبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال (ص) إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ,
موضوع. له طرق كلها باطلة، وهذا حديثٌ كذبه وأنكرَه سائرُ العلماء
قال ابن تيمية في المنهاج (4/380): « وهو عند أهل المعرفة بالحديث كذب موضوعٌ مُختلَقٌ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم».


الى النار وبئس المصير

سمع رسول الله رجلين يتغنيان وأحدهما يُجيب الآخر فقال النبي (ص) إنظروا من هما؟ فقالوا فلان وفلان ( لاحظوا انهم ابدلوا اسم معاوية وعمر بن العاص) الى: فلان وفلان فقال النبي(ص) اللهم اركسهما ركساً ودعهما الى النار دعّا .. علماً أن الطبعات القديمة تُصرح بإسمي معاوية وعمر بن العاص .
قال ابن الجوزي « هذا حديث لا يصح» (الموضوعات1/338).
فيه يزيد بن أبي زياد. قال الحافظ في التقريب « ضعيف وكان شيعيا»
وفيه عيسى بن سوادة النخعي. قال الهيثمي « كذاب» (مجمع الزوائد8/121).



لا اشبع الله بطنه لعنه الله

قال ابن كثير في البداية والنهاية ج 6 ص 189 ثبت في صحيح مسلم من حديث شعبة عن ابي حمزه عن ابن عباس قال : كنت العب مع الغلمان فجاء النبي (ص) فاختبأت منه ، فجاءني فحطاني حطوة او حطوتين وارسلني الى معاوية في حاجة ، فاتيته وهو يأكل ، فقلت : اتيته وهو يأكل ، فارسلني الثانية فاتيته وهو يأكل، فقلت : اتيته وهو يأكل ، فقال ، لا اشبع الله بطنه .
قال الحافظ الذهبي في التذكرة (2/699) : لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة و رحمة .

وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (16/156) : قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاءً له .

ومن حقد معاوية على امام زمانه الامام علي كبير جدا انظروا

قال ابن ابي الحديد : لما بويع علي (ع) كتب الى معاوية
احتفظ بأبن ابي حديد لك و اورد من كتبنا


فو عجباً من كذب هؤلاء وتدليسهم على الناس .............وإلى الله المشتكى
والحمد لله رب العالمين

ملاعلي
17-10-2008, 06:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ألديكم شيء آخر غير الكذب والتدليس.........................

تربية معاوية


ولد معاوية في بيت يجمع صخر بن حرب وهند بن عتبة وهذا يعني ان فرصة تربيته تربية سليمة ضئيلة جدا لان الابوين المذكورين معروفان بالفجور وليس اخطر على الطفل من ان يتربي بين ابوين سهل عليهما الزنا .
أثبت ذلك إن أستطعت ولا تدلس

لعن الله القائد والراكب والسائق هذا خال المسلمين ملعون مع العائلة اللعينه

تأريخ الطبري .. قال رسول الله (ص) وقد رأى ابوسفيان مقبلا على حمار ومعاوية به ويزيد ابنه يسوق به: لعن الله القائد والراكب والسائق, أتحدلك ان تثبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال (ص) إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ,
موضوع. له طرق كلها باطلة، وهذا حديثٌ كذبه وأنكرَه سائرُ العلماء
قال ابن تيمية في المنهاج (4/380): « وهو عند أهل المعرفة بالحديث كذب موضوعٌ مُختلَقٌ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم».


الى النار وبئس المصير

سمع رسول الله رجلين يتغنيان وأحدهما يُجيب الآخر فقال النبي (ص) إنظروا من هما؟ فقالوا فلان وفلان ( لاحظوا انهم ابدلوا اسم معاوية وعمر بن العاص) الى: فلان وفلان فقال النبي(ص) اللهم اركسهما ركساً ودعهما الى النار دعّا .. علماً أن الطبعات القديمة تُصرح بإسمي معاوية وعمر بن العاص .
قال ابن الجوزي « هذا حديث لا يصح» (الموضوعات1/338).
فيه يزيد بن أبي زياد. قال الحافظ في التقريب « ضعيف وكان شيعيا»
وفيه عيسى بن سوادة النخعي. قال الهيثمي « كذاب» (مجمع الزوائد8/121).



لا اشبع الله بطنه لعنه الله

قال ابن كثير في البداية والنهاية ج 6 ص 189 ثبت في صحيح مسلم من حديث شعبة عن ابي حمزه عن ابن عباس قال : كنت العب مع الغلمان فجاء النبي (ص) فاختبأت منه ، فجاءني فحطاني حطوة او حطوتين وارسلني الى معاوية في حاجة ، فاتيته وهو يأكل ، فقلت : اتيته وهو يأكل ، فارسلني الثانية فاتيته وهو يأكل، فقلت : اتيته وهو يأكل ، فقال ، لا اشبع الله بطنه .
قال الحافظ الذهبي في التذكرة (2/699) : لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة و رحمة .

وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (16/156) : قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاءً له .

ومن حقد معاوية على امام زمانه الامام علي كبير جدا انظروا

قال ابن ابي الحديد : لما بويع علي (ع) كتب الى معاوية
احتفظ بأبن ابي حديد لك و اورد من كتبنا


فو عجباً من كذب هؤلاء وتدليسهم على الناس .............وإلى الله المشتكى

والحمد لله رب العالمين


يا حفيد المرتدين

نحن لانأخذ بهذا كله اصلا

ويكفي انه من كتبكم لعنه الله على تاريخكم الفاسق

ويكفي بان الامام علي حاربه في صفين وقتل منهم سبعين الف

فاذن من المرتد الامام علي الخليفة او خالكم معاوية هل من مجيب

وهذا الشئ كنفس ما عملته عائشة مطابق

فالاثبات بكتبكم وخير شاهد انه الراوي عدل حسن الا انه رافضي او شيعي وهذا نكران منكم وكذب على الناس منكم حيث علم الرجال هذا الذي يسير كذلك تحت حذائي لانه لايحترم الشيعة المؤمنين تاج راسه

ولذلك انتم اولا طعنتم بكتبكم واظهرتم بان علم الرجال كذاب وتاريخكم اسود لعنكم الله فهل هذا مذهب يستدل به ويتبع سحقا لمذهب مبني على النفاق

عاشقة المرتضى
17-10-2008, 09:23 PM
اللهم احرق معاويه

حفيد الصحابه
17-10-2008, 10:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

يا حفيد المرتدين

نعم يا ملا أبن سبأ


ويكفي بان الامام علي حاربه في صفين وقتل منهم سبعين الف
فاذن من المرتد الامام علي الخليفة او خالكم معاوية هل من مجيب
وهذا الشئ كنفس ما عملته عائشة مطابق

دع ما كان بين الصحابه رضوان الله عنهم فأنهم فوق ما في نفسك وأفضل مما تظن

فالاثبات بكتبكم وخير شاهد انه الراوي عدل حسن الا انه رافضي او شيعي وهذا نكران منكم وكذب
الروافض مشهورين بالصدق والعداله و [التقيه]. هههههههه

حيث علم الرجال هذا الذي يسير كذلك تحت حذائي لانه لايحترم الشيعة المؤمنين تاج راسه
رجال الحديث الثقات افضل منك ومن اصحابكم المعممين.

ولذلك انتم اولا طعنتم بكتبكم واظهرتم بان علم الرجال كذاب وتاريخكم
كأنك لاتعلم مراتب الحديث!!!!!!!!!!!!!
علم الرجال لتصفيه الحديث كي تبقى السنه صافية مطهرة.

واظهرتم بان علم الرجال كذاب وتاريخكم اسود لعنكم الله فهل هذا مذهب يستدل به ويتبع سحقا لمذهب مبني على النفاق
[ لاتعليق]
والحمد لله رب العالمين

ملاعلي
18-10-2008, 01:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

نعم يا ملا أبن سبأ

دع ما كان بين الصحابه رضوان الله عنهم فأنهم فوق ما في نفسك وأفضل مما تظن

الروافض مشهورين بالصدق والعداله و [التقيه]. هههههههه

رجال الحديث الثقات افضل منك ومن اصحابكم المعممين.


كأنك لاتعلم مراتب الحديث!!!!!!!!!!!!!
علم الرجال لتصفيه الحديث كي تبقى السنه صافية مطهرة.


[ لاتعليق]
والحمد لله رب العالمين



لو كان عندك جواب لا اجبت

ولكن ابنا عائشة ومعاوية وعمر

يحبون اولاد الحرام لذلك نجدهم

صم بكم عمي بالرد على الاثباتات التي نقولها

ولكن انت وامثالك السنة لا تمثلون حذائي لكي تمثلون الاسلام

وهذا مستواكم لانكم تربية عائشة نفاق في نفاق على بعض

ويعني مجاوب خل الصحابة يتصافون

هدموا الاركان وشتتوا الاسلام ويقول دعهم سحقا لعلم لاينفع اصحابة

ملكة جمال الكون
18-10-2008, 02:08 AM
حفيد صحابه ........ توقيعك !!!!!........... هاهاهاها

نووورا انا
18-10-2008, 06:53 AM
اللهم العن ابا سفيان ومعاويه ويزيد بن معاويه عليهم منك اللعنه ابد الابدين

نووورا انا
18-10-2008, 06:54 AM
اللهم العن ابا سفيان ومعاويه ويزيد ابن معاويه عليهم منك اللعنه ابد الابدين

ملاعلي
19-10-2008, 04:50 PM
اللهم العن ابا سفيان ومعاويه ويزيد ابن معاويه عليهم منك اللعنه ابد الابدين

شاكر مروركم الكريم اختي نووورا انا

والى الافضل انشالله

نور طيبه
19-10-2008, 11:52 PM
ربي يعطيك دوام الصحه
ياملا علي

ملاعلي
20-10-2008, 01:38 AM
ربي يعطيك دوام الصحه

ياملا علي



الله يعافيج اختي نور طيبه

فهذه الدعوات التي تجعلونا نستمر للموالين وبخدمتهم

وشاكر مروركم الكريم