سيهاتي 1
19-08-2008, 01:34 PM
مقولة يرددها الشارع الايراني منذ عقود وهي ان الشاه الايراني المقبورلم يكن على حق في اي وقت من الاوقات الا حينما قام بتسمية القذافي بـ "العقيد المخبول".
حسن هاني زاده
قد ينطبق على الشعب الليبي القول المأثور والذي يقول اذا اراد الله السوء بقوم فسلط عليهم اشرارهم .
فحال الشعب الليبي المغلوب على امره هكذا حيث ابتلاه الله بشرذمة شريرة على رأسها القذافي الذي اتى على رأس زمرة طاغية في غفلة من الزمن لكي يستلم الحكم حيث بدد كل طاقات وثروات هذا الشعب الابي تحت مسميات مختلفة وشعارات ثورية مزيفة ومشبوهة.
فمعمر القذافي الذي استلم مؤخرا من الجامعة التونسية شهادة دكتوراه فخرية خلال حفل اقيم له لم يجد في خضم حديثه الثوري الا ان يوجه نصائح الى القيادة الايرانية مطالبا لها بان تستسلم امام اميركا والغرب كما هو استسلم الى اميركا وباع شرف الشعب الليبي المناضل ازاء بقائه في سدة الحكم.
وقال القذافي "ان ما تقوم به ايران ليس مجرد مكابرة والتحديات اكبر من قدرة ايران على مواجهتها وفي حال اتخذ الغرب قرارا بالهجوم على ايران فان مصيرها سيكون المصير ذاته للعراق".
ورغم ان تصريحات القذافي بين حين وآخر باتت موضع سخرية الاعلام العربي والغربي وهذه التصريحات لا تصلح الا ان تطبع في زاوية من الصحف الفكاهية مثل اطروحته المتمثلة في تشكيل دولة اسراطين الا ان هذه التصريحات المسيئة الى دولة امام العصر والزمان الجمهورية الاسلامية العظمى اثارت ردود فعل الشارع الايراني الذي كان اصلا يشكك في سلامة عقل هذا الرجل الامي.
وهنالك مقولة يرددها الشارع الايراني منذ عقود وهي ان الشاه الايراني المقبورلم يكن على حق في اي وقت من الاوقات الا حينما قام بتسمية القذافي بـ "العقيد المخبول".
فتحليل القذافي وانطباعه عن ايران كان انطباعا خاطئا حينما قارن ايران بالعراق او بجمهورية يوغسلافيا السابقة لان الجمهورية الاسلامية لها قاعدة شعبية واسعة ومكانة محترمة لدى الشعوب المسلمة.
قد تكون هذه المقارنة واردة وفي محلها اذا ما قارن العقيد معمر القذافي نفسه بالدكتاتور العراقي المعدوم لانهما من نفس الفصيلة اذ دفعا شعبيهما الى الهاوية ، اما الاستهانة بقدرات ايران وبحجمها السياسي والعقائدي الممتد من مشارق الارض الى مغاربها ليس الا دليل على شيخوخة عقل القذافي.
العقيد معمر القذافي ظهر في فترة من الزمن كان العالم العربي يعاني من انتكاسة حرب حزيران عام 1967 حيث ان تصريحاته الثورية والخاوية كانت كالبلسم على جراح الامة العربية المقهورة.
ولكن بعد فترة انكشف امره والجميع بات يدرك ان القذافي لم يأت لاستلام سدة الحكم الا لتشتيت وحدة الصف العربي وجلب المزيد من الويلات على الامة العربية واضعاف دور العرب وجر الجيوش الغربية الى المنطقة وهذا ما ترمي اليه اميركا والكيان الصهيوني.
فالقذافي طيلة فترة حكمه التي قاربت الى اربعة عقود لم يقدم اي مشروع سياسي واقتصادي وتنموي وثقافي في ليبيا بل كرس كل ثروات هذا الشعب المقهور لقتل معارضيه ودفن الشباب الليبي في رمال الصحراء ونشر الارهاب في العالم.
وكانت احدى العمليات الارهابية الدنيئة والخسيسة التي قام بها القذافي نيابة عن الموساد وال سي اي ايه اختطاف رجل الدين البارز وزعيم الشيعة في لبنان آنذاك الامام موسى الصدر حيث مازال مصير هذا الرجل العبقري الذي اسس اول مقاومة اسلامية لمواجهة اسرائيل ونصرة الشعب الفلسطيني ، مجهولا حتى الآن.
كما ان العقيد معمر القذافي الذي يعتبر نفسه منظرا ويقوم بتوجيه نصائح الى الآخرين اهدر عشرات المليارات من ثروات الشعب الليبي من خلال شراء اسلحة وذخائر تالفة من الاتحاد السوفيتي السابق وتكديسها في المستودعات ومن ثمة تقديمها الي اميركا بين عشية وضحاها ولا احد يستطيع ان يحاسبه على هذه السياسة الخاطئة.
وكانت آخر محاولة القذافي للرضوخ امام الادارة الاميركية والتقرب الى البيت الابيض , هي الاتفاقية الموقعة بين مساعد وزارة الخارجية الامريكية ديفيد ولش ومساعد وزير الخارجية الليبي احمد الفيتوري على دفع تعويضات لمتضرري العمليات الارهابية التي قامت بها استخبارات القذافي.
فبعد سقوط الديكتاتور العراقي بات القذافي يشعر بان نهايته اصبحت قريبة ومن هذا المنطق قام بمغازلة اميركا والغرب ودفع مليارات الدولار كتعويض لضحايا حادث الطائرة الاميركية في لوكربي وقدم مليارات الدولارات ايضا كتعويضات لضحايا عشرات العمليات الارهابية التي قامت بها اجهزته الاستخباراتية المخيفة على حساب الشعب الليبي.
فلا يوجد في ليبيا تحت حكم القذافي اي بارلمان او اي سلطة قضائية او صحف مستقلة او مؤسسات مدنية تستطيع ان تحاسب القذافي على تصرفاته الصبيانية والطائشة والمضحكة في نفس الوقت.
فاذن على العقيد القذافي ان يدرك بان ايران ليست ليبيا وليست العراق تحت حكم صدام وليست يوغسلافيا بل دوله كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء وكالطود الشامخ لا يهزه الريح , وهذه الدولة لا تخشى من التهديدات الخارجية ولا تستسلم امام هذه التهديدات مثلما استسلم القذافي امام اميركا لانقاذ حكمه الهش.
ومن المؤسف ان العقيد القذافي الذي اوصل بلاده الى حافة الافلاس السياسي والاقتصادي وفرض عزلة دولية على الشعب الليبي جراء عنجهيته البدوية بات يمهد الطريق لنجله سيف الاسلام الذي يقطن في ارقى فيلا تطل على بحيرة جنيف لتوريث الحكم كي تصبح ظاهرة الجمهورية الملكية ظاهرة تدخل قاموس الانظمة العربية.
حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
حسن هاني زاده
قد ينطبق على الشعب الليبي القول المأثور والذي يقول اذا اراد الله السوء بقوم فسلط عليهم اشرارهم .
فحال الشعب الليبي المغلوب على امره هكذا حيث ابتلاه الله بشرذمة شريرة على رأسها القذافي الذي اتى على رأس زمرة طاغية في غفلة من الزمن لكي يستلم الحكم حيث بدد كل طاقات وثروات هذا الشعب الابي تحت مسميات مختلفة وشعارات ثورية مزيفة ومشبوهة.
فمعمر القذافي الذي استلم مؤخرا من الجامعة التونسية شهادة دكتوراه فخرية خلال حفل اقيم له لم يجد في خضم حديثه الثوري الا ان يوجه نصائح الى القيادة الايرانية مطالبا لها بان تستسلم امام اميركا والغرب كما هو استسلم الى اميركا وباع شرف الشعب الليبي المناضل ازاء بقائه في سدة الحكم.
وقال القذافي "ان ما تقوم به ايران ليس مجرد مكابرة والتحديات اكبر من قدرة ايران على مواجهتها وفي حال اتخذ الغرب قرارا بالهجوم على ايران فان مصيرها سيكون المصير ذاته للعراق".
ورغم ان تصريحات القذافي بين حين وآخر باتت موضع سخرية الاعلام العربي والغربي وهذه التصريحات لا تصلح الا ان تطبع في زاوية من الصحف الفكاهية مثل اطروحته المتمثلة في تشكيل دولة اسراطين الا ان هذه التصريحات المسيئة الى دولة امام العصر والزمان الجمهورية الاسلامية العظمى اثارت ردود فعل الشارع الايراني الذي كان اصلا يشكك في سلامة عقل هذا الرجل الامي.
وهنالك مقولة يرددها الشارع الايراني منذ عقود وهي ان الشاه الايراني المقبورلم يكن على حق في اي وقت من الاوقات الا حينما قام بتسمية القذافي بـ "العقيد المخبول".
فتحليل القذافي وانطباعه عن ايران كان انطباعا خاطئا حينما قارن ايران بالعراق او بجمهورية يوغسلافيا السابقة لان الجمهورية الاسلامية لها قاعدة شعبية واسعة ومكانة محترمة لدى الشعوب المسلمة.
قد تكون هذه المقارنة واردة وفي محلها اذا ما قارن العقيد معمر القذافي نفسه بالدكتاتور العراقي المعدوم لانهما من نفس الفصيلة اذ دفعا شعبيهما الى الهاوية ، اما الاستهانة بقدرات ايران وبحجمها السياسي والعقائدي الممتد من مشارق الارض الى مغاربها ليس الا دليل على شيخوخة عقل القذافي.
العقيد معمر القذافي ظهر في فترة من الزمن كان العالم العربي يعاني من انتكاسة حرب حزيران عام 1967 حيث ان تصريحاته الثورية والخاوية كانت كالبلسم على جراح الامة العربية المقهورة.
ولكن بعد فترة انكشف امره والجميع بات يدرك ان القذافي لم يأت لاستلام سدة الحكم الا لتشتيت وحدة الصف العربي وجلب المزيد من الويلات على الامة العربية واضعاف دور العرب وجر الجيوش الغربية الى المنطقة وهذا ما ترمي اليه اميركا والكيان الصهيوني.
فالقذافي طيلة فترة حكمه التي قاربت الى اربعة عقود لم يقدم اي مشروع سياسي واقتصادي وتنموي وثقافي في ليبيا بل كرس كل ثروات هذا الشعب المقهور لقتل معارضيه ودفن الشباب الليبي في رمال الصحراء ونشر الارهاب في العالم.
وكانت احدى العمليات الارهابية الدنيئة والخسيسة التي قام بها القذافي نيابة عن الموساد وال سي اي ايه اختطاف رجل الدين البارز وزعيم الشيعة في لبنان آنذاك الامام موسى الصدر حيث مازال مصير هذا الرجل العبقري الذي اسس اول مقاومة اسلامية لمواجهة اسرائيل ونصرة الشعب الفلسطيني ، مجهولا حتى الآن.
كما ان العقيد معمر القذافي الذي يعتبر نفسه منظرا ويقوم بتوجيه نصائح الى الآخرين اهدر عشرات المليارات من ثروات الشعب الليبي من خلال شراء اسلحة وذخائر تالفة من الاتحاد السوفيتي السابق وتكديسها في المستودعات ومن ثمة تقديمها الي اميركا بين عشية وضحاها ولا احد يستطيع ان يحاسبه على هذه السياسة الخاطئة.
وكانت آخر محاولة القذافي للرضوخ امام الادارة الاميركية والتقرب الى البيت الابيض , هي الاتفاقية الموقعة بين مساعد وزارة الخارجية الامريكية ديفيد ولش ومساعد وزير الخارجية الليبي احمد الفيتوري على دفع تعويضات لمتضرري العمليات الارهابية التي قامت بها استخبارات القذافي.
فبعد سقوط الديكتاتور العراقي بات القذافي يشعر بان نهايته اصبحت قريبة ومن هذا المنطق قام بمغازلة اميركا والغرب ودفع مليارات الدولار كتعويض لضحايا حادث الطائرة الاميركية في لوكربي وقدم مليارات الدولارات ايضا كتعويضات لضحايا عشرات العمليات الارهابية التي قامت بها اجهزته الاستخباراتية المخيفة على حساب الشعب الليبي.
فلا يوجد في ليبيا تحت حكم القذافي اي بارلمان او اي سلطة قضائية او صحف مستقلة او مؤسسات مدنية تستطيع ان تحاسب القذافي على تصرفاته الصبيانية والطائشة والمضحكة في نفس الوقت.
فاذن على العقيد القذافي ان يدرك بان ايران ليست ليبيا وليست العراق تحت حكم صدام وليست يوغسلافيا بل دوله كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء وكالطود الشامخ لا يهزه الريح , وهذه الدولة لا تخشى من التهديدات الخارجية ولا تستسلم امام هذه التهديدات مثلما استسلم القذافي امام اميركا لانقاذ حكمه الهش.
ومن المؤسف ان العقيد القذافي الذي اوصل بلاده الى حافة الافلاس السياسي والاقتصادي وفرض عزلة دولية على الشعب الليبي جراء عنجهيته البدوية بات يمهد الطريق لنجله سيف الاسلام الذي يقطن في ارقى فيلا تطل على بحيرة جنيف لتوريث الحكم كي تصبح ظاهرة الجمهورية الملكية ظاهرة تدخل قاموس الانظمة العربية.
حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء