ثوار المهدي
05-10-2006, 05:23 AM
(11) لنحاول أن نفرغ انفسنا أيام عاشوراء من جهة : العمل والدراسة والتجارة وذلك اقامة للحداد على سبط النبي الذى كان يؤذيه بكاؤه وهو صغير ، وذلك لئلا يكون يومنا في يوم عاشوراء كباقي الايام مشتغلين بأمور الدنيا ، تاركين مشاطرة صاحب الامر في مصيبته التي يبكى عليها بدل الدموع دما .. والامر يعطي ثماره عندما يكون ذلك مقترنا بشيء من المجاهدة في هذا المجال فان افضل الاعمال احمزها اى اشقها على النفس.
(12) اذا كنت في بلد خال من مجالس الحسين فاستعن بالمسموعات والمرئيات والمواقع الهادفة ، لئلا تحرم بركات الموسم ، بل ان احياء الذكر في اماكن غير متعارفة له اثره الخاص .. وهذه من المجربات التي لا تخلف لاثرها ، إذ ان الذكر في الخلوات ، يخلو من كل شوائب الجلوات ، ومن هنا كان العمل اقرب للقبول من غيره وخاصة اذا اقترن ذلك بترويج لتلك الاهداف السامية فى قلوب الذين يجهلون هذه المعارف فان الناس لو عرفوا محاسن سيرتهم لاتبعوهم.
(13) ان من الامور الراجحة - سواء داخل البيت او خارجه - أن يعيش الاجواء المثيرة للعواطف ، بالاستماع الى ما أمكن من محاضرات ، ومجالس عزاء ، وقراءة الكتب المتعلقة بالسيرة والمقتل.. وكم من الجدير ان يحول المؤمن هذه الايام الى اسبوع شحن فكري وعاطفي ، في مختلف المجالات ، حتى العبادية منها.. فإن احياء هذه الذكرى مقدمة لاحياء الدين ، بكل حدوده وثغوره ، ومن الراجح ايضا ان لا يقتصر الامر على مجرد الشحن العاطفى بمعزل عن الشحن الفكرى ، فان من اهداف هذه الحركة المباركة هو تحريك العباد الى المنهج الربانى الذى كادت تضيع معالمه عندما اقصى الظالمون الامام عن الامة.
(14) إن علامة قبول العزاء : وعظاً ، واستماعاً ، وبكاءً ، وإبكاءً هو الخروج بالتوبة الصادقة بعد الموسم ، إقلاعاً عن الذنوب ، وتشديداً للمراقبة فان الذى كان يعطى الحسين هويته المتميزة هو الذكر الالهى فى كل مراحل حركته المباركة بما فى ذلك ساعة عروجه الى الملكوت الاعلى .. والملاحظة - مع الاسف الشديد - ان الانسان يفرط بسرعة في المكاسب التي اكتسبها في الموسم ، وذلك بمجرد الخروج منه.. وهذا الامر يتكرر في كل عام مما يعظم لصاحبه الحسرة يوم القيامة .. فالامر بمثابة انسان ورد الغدير ، ولم يغترف منه الا لعطش ساعته ، من دون ان يتزود لسفره البعيد ، في القاحل من الارض.
(15) حاول أن تصطحب اهلك وأولادك واصدقائك لمجالس الحسين فإنها مضان التحول الجوهري حتى للنفوس العاصية ، ولا شك أنه يترك أثراً لا شعورياً في نفوس الاحداث.. وذلك لان للمعصوم عنايته واشرافه بعد وفاته ، كما ان الامر كذلك في حياته ، فاذا كان الشهيد حيا مرزوقا فكيف بامام الشهداء ؟!.. ومن المعلوم ان الفرق بين المعصوم الحي والمستشهد ، كالفارق بين الراكب والراجل ، إذ انه بانتقاله من هذه النشأة الدنيا ترجل عن بدنه الشريف .. فهل تجد فرقا بينهما؟!
(16) يغلب على بعض المستمعين - مع الأسف - جو الاسترسال واللغو بعد انتهاء المجلس مباشرة ، وفي ذلك خسارة كبرى لما اكتسبه اثناء المجلس ، فحاول أن تغادر المجلس إن كنت تخشى من الوقوع في الباطل .. ومن المعروف في هذا المجال ، أن الادبار الاختياري بعد الاقبال العبادي مع رب العالمين أو في مجالس اهل البيت ، من موجبات العقوبة الالهية .. وقد ورد انه ما ضرب عبد بعقوبة اشد من قساوة القلب.. وهذا ايضا يفسر بعض صور الادبار الشديد ، بعد الاقبال الشديد ، وذلك لعدم قيام العبد برعاية آداب الاقبال ، كما هو حقه.
(17) إن البعض يحضر المجلس طلباً لحاجة من الحوائج ، فيدخل في باب المعاملة مع رب العالمين ، والحال أن الهدف الاساسي من هذه المجالس هو التذكير بالله تعالى ، وبما اراده امراً ونهياً وهى الاهداف التى قدم الامام نفسه من اجل تحقيقها ، فشعارنا ( تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ، لكنما عيني لاجلك باكية ) .. و ما قيمة بعض الحوائج المادية الفانية في مقابل النظرة الالهية للعبد التي تقلب كيانه رأسا على عقب.
(18) إن المعزى في هذه المواسم بالدرجة الاولى هو بقية الماضين منهم ، ألا وهو صاحب الامر ، فحاول استحضار درجة الالم الذي يعتصر قلبه الشريف ، وذلك بانه الخبير بما جرى على جده الحسين في واقعة الطف ، إذ أن ما وصل الينا - رغم فداحته - لا يمثل الا القليل بالنسبة الى ما جرى على آل الله تعالى ومن هنا يعد امامنا المهدى من البكائين ولك ان تتصور حال من يندب جده الشهيد فى هذه القرون المتطاولة.
(19) إن البعض ينظر الى ما جرى في واقعة الطف و كأنه ملف فتح ليختم والحال اننا مأمورون بالتأسي بالنبي الاكرم واله عليهم السلام ، ومنهم سيد الشهداء : رفضا للظلم ، وذكرا لله تعالى على كل حال ، وفناء في العقيدة ، واستقامة في جهاد الاعداء ، وبصيرة في فهم حدود الشريعة ، فان ضريبة تمنى الكون معهم من اجل نصرتهم هو السعى العملى للتشبه بهم فى الحدود المتاحة الممكنة فى اى موقع من مواقع الجهاد فى الحياة.
(20) إن من الملفت حقا تنوع العناصر التي شاركت في واقعة الطف .. فمنهم الشيخ الكبير كحبيب بن مظاهر الاسدي ، ومنهم الطفل الرضيع ، ومنهم الشاب في ريعانة شبابه كالقاسم والاكبر ، ومنهم العبد الاسود كجون ، ومنهم النساء اللواتى شاركن في قسم من المعركة ، وما بعد المعركة كعقيلة الهاشميين زينب الكبرى .. اليس في ذلك درس للجميع وان التكليف لا يختص بفئة دون فئة اخرى ، وان الله تعالى يريد من كل واحد منا ان يكون رافعا للواء التوحيد اينما كان؟!
ولكم الأجر والثواب..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
(12) اذا كنت في بلد خال من مجالس الحسين فاستعن بالمسموعات والمرئيات والمواقع الهادفة ، لئلا تحرم بركات الموسم ، بل ان احياء الذكر في اماكن غير متعارفة له اثره الخاص .. وهذه من المجربات التي لا تخلف لاثرها ، إذ ان الذكر في الخلوات ، يخلو من كل شوائب الجلوات ، ومن هنا كان العمل اقرب للقبول من غيره وخاصة اذا اقترن ذلك بترويج لتلك الاهداف السامية فى قلوب الذين يجهلون هذه المعارف فان الناس لو عرفوا محاسن سيرتهم لاتبعوهم.
(13) ان من الامور الراجحة - سواء داخل البيت او خارجه - أن يعيش الاجواء المثيرة للعواطف ، بالاستماع الى ما أمكن من محاضرات ، ومجالس عزاء ، وقراءة الكتب المتعلقة بالسيرة والمقتل.. وكم من الجدير ان يحول المؤمن هذه الايام الى اسبوع شحن فكري وعاطفي ، في مختلف المجالات ، حتى العبادية منها.. فإن احياء هذه الذكرى مقدمة لاحياء الدين ، بكل حدوده وثغوره ، ومن الراجح ايضا ان لا يقتصر الامر على مجرد الشحن العاطفى بمعزل عن الشحن الفكرى ، فان من اهداف هذه الحركة المباركة هو تحريك العباد الى المنهج الربانى الذى كادت تضيع معالمه عندما اقصى الظالمون الامام عن الامة.
(14) إن علامة قبول العزاء : وعظاً ، واستماعاً ، وبكاءً ، وإبكاءً هو الخروج بالتوبة الصادقة بعد الموسم ، إقلاعاً عن الذنوب ، وتشديداً للمراقبة فان الذى كان يعطى الحسين هويته المتميزة هو الذكر الالهى فى كل مراحل حركته المباركة بما فى ذلك ساعة عروجه الى الملكوت الاعلى .. والملاحظة - مع الاسف الشديد - ان الانسان يفرط بسرعة في المكاسب التي اكتسبها في الموسم ، وذلك بمجرد الخروج منه.. وهذا الامر يتكرر في كل عام مما يعظم لصاحبه الحسرة يوم القيامة .. فالامر بمثابة انسان ورد الغدير ، ولم يغترف منه الا لعطش ساعته ، من دون ان يتزود لسفره البعيد ، في القاحل من الارض.
(15) حاول أن تصطحب اهلك وأولادك واصدقائك لمجالس الحسين فإنها مضان التحول الجوهري حتى للنفوس العاصية ، ولا شك أنه يترك أثراً لا شعورياً في نفوس الاحداث.. وذلك لان للمعصوم عنايته واشرافه بعد وفاته ، كما ان الامر كذلك في حياته ، فاذا كان الشهيد حيا مرزوقا فكيف بامام الشهداء ؟!.. ومن المعلوم ان الفرق بين المعصوم الحي والمستشهد ، كالفارق بين الراكب والراجل ، إذ انه بانتقاله من هذه النشأة الدنيا ترجل عن بدنه الشريف .. فهل تجد فرقا بينهما؟!
(16) يغلب على بعض المستمعين - مع الأسف - جو الاسترسال واللغو بعد انتهاء المجلس مباشرة ، وفي ذلك خسارة كبرى لما اكتسبه اثناء المجلس ، فحاول أن تغادر المجلس إن كنت تخشى من الوقوع في الباطل .. ومن المعروف في هذا المجال ، أن الادبار الاختياري بعد الاقبال العبادي مع رب العالمين أو في مجالس اهل البيت ، من موجبات العقوبة الالهية .. وقد ورد انه ما ضرب عبد بعقوبة اشد من قساوة القلب.. وهذا ايضا يفسر بعض صور الادبار الشديد ، بعد الاقبال الشديد ، وذلك لعدم قيام العبد برعاية آداب الاقبال ، كما هو حقه.
(17) إن البعض يحضر المجلس طلباً لحاجة من الحوائج ، فيدخل في باب المعاملة مع رب العالمين ، والحال أن الهدف الاساسي من هذه المجالس هو التذكير بالله تعالى ، وبما اراده امراً ونهياً وهى الاهداف التى قدم الامام نفسه من اجل تحقيقها ، فشعارنا ( تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ، لكنما عيني لاجلك باكية ) .. و ما قيمة بعض الحوائج المادية الفانية في مقابل النظرة الالهية للعبد التي تقلب كيانه رأسا على عقب.
(18) إن المعزى في هذه المواسم بالدرجة الاولى هو بقية الماضين منهم ، ألا وهو صاحب الامر ، فحاول استحضار درجة الالم الذي يعتصر قلبه الشريف ، وذلك بانه الخبير بما جرى على جده الحسين في واقعة الطف ، إذ أن ما وصل الينا - رغم فداحته - لا يمثل الا القليل بالنسبة الى ما جرى على آل الله تعالى ومن هنا يعد امامنا المهدى من البكائين ولك ان تتصور حال من يندب جده الشهيد فى هذه القرون المتطاولة.
(19) إن البعض ينظر الى ما جرى في واقعة الطف و كأنه ملف فتح ليختم والحال اننا مأمورون بالتأسي بالنبي الاكرم واله عليهم السلام ، ومنهم سيد الشهداء : رفضا للظلم ، وذكرا لله تعالى على كل حال ، وفناء في العقيدة ، واستقامة في جهاد الاعداء ، وبصيرة في فهم حدود الشريعة ، فان ضريبة تمنى الكون معهم من اجل نصرتهم هو السعى العملى للتشبه بهم فى الحدود المتاحة الممكنة فى اى موقع من مواقع الجهاد فى الحياة.
(20) إن من الملفت حقا تنوع العناصر التي شاركت في واقعة الطف .. فمنهم الشيخ الكبير كحبيب بن مظاهر الاسدي ، ومنهم الطفل الرضيع ، ومنهم الشاب في ريعانة شبابه كالقاسم والاكبر ، ومنهم العبد الاسود كجون ، ومنهم النساء اللواتى شاركن في قسم من المعركة ، وما بعد المعركة كعقيلة الهاشميين زينب الكبرى .. اليس في ذلك درس للجميع وان التكليف لا يختص بفئة دون فئة اخرى ، وان الله تعالى يريد من كل واحد منا ان يكون رافعا للواء التوحيد اينما كان؟!
ولكم الأجر والثواب..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________