المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية من تأليفي .. بعنـوان .."


نور عشقي أبا تراب
26-08-2008, 02:01 AM
أقدم بين أيديكم ساداتي الكرام رواية من نبعِ قلمي بعنوان ( دموع طفل )

روايةُ نسجتهـا أفكـاري وهـي من بحـر الواقع .. الخيال فيها ضئيـل .. باللغة الفصحى

سأضع نبدةٌ عن بعض شخصياتها الأساسيه

حيدر: يبلغ من العمـر السابعة والعشرون .. مهنته دكتور .. لديه طفلٌ يبلغ من العمر السابعة .. توفيت زوجته في ظروف غامضه إثر تحطم الطائره التي كانت تُقلها للعودة للبلاد .. الحادث غامض فلم يعرف أحداً ما السبب الحقيقي لتحطم الطائرة ، بعد وفاة زوجته كرس حياته لتربية أبنه وكثيراً ما أصرت عليه والدته بأن يتزوج ولكنه كان يرفض بأصرار لأن زوجته ما زالت تسكن في فؤاده ، بعودةِ أبنة خالته زهراء ستصـر أمه كثيـراً على أن يتزوج .. هل سيتحقق ما تريده ويتزوج أم إنه سيصر على رفضه..؟
وليد: يبلغ من العمـر السابعة ، طفلٌ تربى والإيمان منبع لروحه .. يعشق الإيمان منذ صغره .. يدرس دين على يد أحد العلماء .. يسعى لتحقيق حلمه وهو أن يصبح عالمٌ .. يعشق والده وهذا العشق أدى لزرع فكرة في عقله وهو بأن والده له وحده .. يريد أمتلاك أبيه .. كيف ستكون ردة فعله عندما يعلم بأن جدته تريد تزويج والده..؟! .. هل سيؤثر ذلك على إيمانه..؟! .. هل سيحقق الحلم الذي يسعى لأجله..؟!
زينب: والدة حيدر .. تبلغ من العمـر السادسة والأربعون .. كانت تحلم منذ صغر حيـدر أن يتزوج أبنة أختها زهـراء ولكن شاءت الأقدر غيـر ذلك .. أصر والده أن يزوجه بأبنة أخيه فاطمه فلم تستطع زينب تحقيق ما تمنته .. بعد وفاة زوجته عادت لتصر عليه بالزواج فهي ما زالت مقتنعه بأن سعادته بالزواج من أبنة خالته .. هل سيتحقق ما تريده أم أنها ستقتنع بما يريده أبنها..؟ .. هل سيؤثر كل هذا على علاقتها بأنها وولده وليد..؟!
زهراء: تبلغ من العمر السادسة والعشرون .. تعود للبلاد بعد إنهائها لدراستها .. تحب حيـدر منذ صغرها وكانت متأمله أن تصبح يوماً ما زوجته ولكن لم يتحقق ما تتمناه .. كبرت وأزاد حبها لحيـدر ، تقدم لها الكثيـر ولكنها كانت ترفضهم دائماً .. هل يا ترى ستصبح يوماً ما زوجة لحيـدر..؟! .. كيف ستكون معاملتها لأبنه لو حدث ذلك..؟!
عمـر: يبلغ من العمر السابعة والعشرون .. أُدخل السجن لمحاولته قتـل حيـدر .. يكره حيدر .. يريد تذميره وتذمير عائلته .. سيحاول جاهداً تحقيق ذلك .. هل سيتطيع تذميره وعائلته..؟! .. لمَ الحقد والكره الذان يكنهما لحيدر..؟!

هذهِ الشخصيات الأساسيه

سأبدئ بوضع أجزائهـا لليلة الخميس إن كان هنالك من يريد المتابعه :)

فهـل هنالك من يريد متابعة هذهِ الروايه..؟:)


تحيه طيبه

hassan.khalifa
26-08-2008, 04:37 PM
... الف شكر لك اختي ..،

.. يتم التثبيت ..،

.. وبانتظار التممة ..،

نور عشقي أبا تراب
27-08-2008, 08:48 PM
الشكـر الجزيل لكـِ سيدي ^^

نور عشقي أبا تراب
27-08-2008, 08:53 PM
الجزء الأول


ظَلامٌ دَامْسٌ جَالَ سَماءْ تلكَ المدِيِنةِ السَاحْرة ، تَلألأتْ النُجومُ في سُكونٍ وهِدوءٍ


عجَـتْ بِتـَرانيِمٍ تَتـَراقْصُ في أَبحـرِ سَمائهـاَ .. فَامتَزجتْ بِرَوائحِ الزُهورِ والوُردِ أخَاذة


.!.



بينمـا الساعاتُ تمضي في هدوءٍ وسكونٍ فتح وليد عيناه بثـقل


فإذا بِقيثارةٍ ساحرة تصـدر من نــافدةِ غرفته المفتوحة..!


دخــلت بجعبتها التي كانت تحملُ أصوات..!


أصواتٌ كـانت تهلل وتكبـر بحـلولِ وقتِ صلاة الفجـر



عـلتْ بسمةً في وجهِ وليد قائلاً: لبِيِـكَ ربـَاهُ لبيِِــكْ



هـا أنـا قـآئمٌ لأهيـمَ فيِ يَنـابِيعِ عشقكَ


هـا أنـا قــــآئـــــمٌ لأتلــذذُ بأمنـــكَ


هـا أنـا قـآئمٌ للصلاةِ وراحتيِ وحبـي



ثمَّ نهضَ وتـوضأ ليصلـي


فـرشَ مُصلاته والبهجةُ تمـلأُ قلبه



كَبَـرَ بِلِسََانٍ يَحْملُ كُلَ المَعَانْيِ الخَاشِعة


بِصَــوتٍ يَحمـلُ حُروفــاً إلهـيـِـهَ بــاسلـــة


تَسلــلتْ دُمــوُعــهُ خُشوعـــاً وخشيـــه


هــامَ فـــي مَــلــذاتِ عِشــقْــهِ للعِبادة


أنهـىَ صَلاتهُ التـيِ زَادتهُ إيِمانً وراحــة


رَفــعَ أنَامــلهُ الصَغْيــرةْ لدُعـــاءِ يبتغـي


مـــنْ اللهِ عـزَ وجــلَ تــَوفــــيـــقً


فنَــاجـىَ اللهُ بقلبٍ خـــاشــــعٍ


فــامتلأتْ روحهُ الصغيــرةَ بأنوارً


زيــــنــتْ قــلبــــهُ بالإيمـــانِ



أردفَ براحةٍ وطمأنينة: أديتُ واجبي والحمدُ لله ، نحن الآن في عامٍ جديد وهـذا أول يــوم في الفصـل الدراسي .. يجب أن أيقظ الجميع لأذهب مبكراً للمدرسة



ثمَّ خرج من غرفته التـي تعجُ بروحانيةِ الإيمان ، أخذتهُ خطواته لغرفة والدهِ حيـدر ، طـرق الباب .. ثمَّ فتحه



فـَـــتــــحـْــتُ البـَــــابَ لأرى


صَوتٌ تتـَراقصْ عليهِ أنغامُ العبادة


صـوتٌ عذبـاً يـُرتلُ القــرآنَ تـرتيـلا


صوتٌ لِجَمالهِ تبسمتْ الجدرانُ الهائمة


صوتٌ ليسَ غريبً عنْ مسامعي


إنهُ صوتُ الحَـنانْ .. الأمان


إنهُ صــوتُ تغــاريدْ الـــروح


إنهُ صـــوتُ نبضـاتْ القلب


إنهُ صــوتُ والــديِ حيــدر



نَـاظرني بـابتســامةٍ تعلوُ شفتيه


فأكملَ بِشذى صوتهِ ترتيـل كتابْ الله


جلستُ علىَ فراشهِ الناعم أراقبه


وأتمعنْ الاستماعْ لصــدىَ صوتهُ العذب


إنه صـــــوت أبــــي



"كـم أنـا فخـوراً بكَ يــا أبــى"



لك صـوت يسحـر كـل من يسمعه



صوتٌ يقشعـرْ لهُ البدن


صــوتٌ كَعــزفِ الأوتـــار


صوتٌ كنَسـيمِ الـــربيـع


صـــوتٌ كـرونقِ الأمــــل


صـــوتٌ يـردُ روحَ الإيمان



أنتهـى من قـراءةِ القــرآن .. قبـَّل المصحف الشـريف ثمَّ وضعهُ على الطـاولة



تَبسمتُ في وجهي أبني .. فقلت: تعـال بُني لحجر أبيك لقد أصبح جـاهزاً لاستقبالك



ابتسمتُ لدى سماعي لكـلمـاتِ أبي فأقبلت نحوه وأرتميتُ بين أحضانهِ الدافئة



أحضـــانٌ


تـَـزرعُ نفحاتْ الحــنـان


تــروي عَطشتَ الظمـآن


تــرممُ قــــلبَ الحيــــــران


تَسحـرُ يــاقوتَ الـأمـــــان


تـذبـــذبُ الألوان الأشجـان



حـيدر -يضم وليد- : بُني هـل أديتَ صلاتكـ..؟


وليد: أجـل أبى


حيدر: باركـ اللهُ فيك .. تقبل اللهُ منا ومنك


وليد: ومنكَ أبـى


حيدر: أراك من الآن ترتدي ملابس المدرسة..!


وليد -واقفٌ- : أجل كـي تأخذني الآن


حيدر -متبسمٌ- : تريث صغيري مازالا الوقتُ مبكراً .. السـاعةُ الآن الخـامسة .. بقيه ساعة ليفتح الحـارس بوابة المدرسة


وليد: أعلم ، ولكني متشوقٌ كثيراً لروية أصدقائي والأساتذة


حيـدر: مـا زلت ترى أصدقائك يا بُني..!


وليد: هذا صحيح .. ولكن المدرسين هل أراهم..!


حـيدر -بضحكه مثيرة- : هههه ، لا بأس صغيري ، سأذهب الآن لأيقظ عمك فـادي


وليد: أبى لا تتعب نفسك أنا سأذهب لأيقظه أنتَ أبقى لتبدل ملابسك وسأكون بانتظاركَ في الصالة ، حسناً..؟


حيدر: حسناً يا قرة عيني



أنـا قرةُ عينيّ أبي.. أنـا..!


كـم أسعدتني هذهـِ الكلمتان


بعثت في قلبي سعـادة كبيره..!



قـبّل والدهُ في جبينه .. سـارتْ خطـواتهُ لغرفة عمهِ فـادي ، طـرق البـاب ودخـل



دخـلتُ تلكَ الغرفة التي تـزينتْ بأنــوارِ الإيمـــان


كانَ عمي رافعاً يداهُ للدعـاء


كـانَ يناجــي اللهَ والإيمـانُ يشع من وجهه


يشعُ كفلقة القمرِ المضيــئة


والدموع تذرف منْ عينيهِ خشيةٍ من الباري


يا لكَ من عمٍ يـا عمي


دائماً تبهجُ قلبي


دائماً تُنيرُ دربي



"أنَّـي فخوراً بكَ يـا عم"



انتهى من مناجاةِ ربه وقبـّل تلكَ التربةُ الحسينية ووضعها في مكانها



وليد -متبسماً- :"اللهُمَّ صَلِ عَلىَ محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ"


فادي -نظر لوليد متبسماً أيضاً- : "اللهُمَّ صَلِ عَلىَ محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ" ، منذُ متى وأنت هنا..؟


وليد: تقبل اللهُ منا ومنك يـا عم ، منذُ قليل .. طرقتُ الباب ودخلت


فادي: منا ومنك وليد ، لم أنتبه


وليد: عمي فالتبدل ملابسك حتى يأخذنــا والدي للمدرسة


فادي -ينظر للساعة- : وليد مـازالَ الوقتُ مبكراً .. سأنام قليلاً



ثمَّ استلقى على فـراشة..!!



وليد: أرجوكَ عمي انهض ، أريدُ الذهاب مبكراً


فادي: وليد أنَّي متعب من تدريباتِ البارحة فـلم أنم إلا في وقت متأخرً


وليد: فقط هذا اليوم .. فلتنهض


فادي - متثائباً- : بـعـ .. بعـد قليل


وليد - بخيبة أمـل- : لا عمــي


وليد - في نفسه- : مـا العـمل الآن..؟!



خـرجَ من غرفةِ عمه والخيبة تملئ قلبه .. نزل السلالمْ متجهاً للمطبخ ولكن لم يرىَ جدته .. ذهب للغرفة الجـلوس لم يجد جده أيضاً..!! .. خـجلَ من الذهابِ لإيقاظهما فوقفَ أمام السـلم..!



صـرختُ صرخةً وأنـا مغمضُ العينين


تـوقفتُ لدىَ سماعي لخطـواتٍ تقترب مني


فتحتُ مقلتايّ فإذا بالجميـع أمامي


..!..



أَوَّلُهُمْ تَـاْجُ رَأْسِيْ


نَبــْـــعُ قَلْبـِــيْ


هَمـْـسُ رُوْحِيْ


جَـوْهـَرَةُ عُمـْرِيْ


أَبــِــيْ


..!..



ضمَ حيـدر وليد بكـلتىَ يديه



حيـدر –بقلبٍ خائف ونبرات ترتعد- : مـآبكـ بُني..؟ ،، ماذا حدث..؟


وليد -محمر الوجنتين- : لا شيء أبى


فـادي -متعجباً- : إذاً لـمَ كنت تصرخ..؟


وليد -خجـلاً- : لأنّي أردتُ إيقاظكم


فادي - منزعج- : وهكذا تيقظنا..؟


حيـدر -صارماً- : هـل هذهِ تصرفات العلماء..؟


وليد -بنبض الحزن- : لا .. لا أبى ، أنا أعتذر ولن أكررها


فادي: هذا وأنت تدرس وتتعلم..! ، تفعـل هكذا..!!


حـسن: لا توبخا حفيدي فهـو لم يقصد ، تعال بُني .. تعال لجدك



اقتـربتُ من قلبِ جدي


ضمني ضمةَ العــطوف


شعـرتُ بأمانٍ وحنانٍ


تسللتْ دموعي


لأنني أخطأت


نعم أخطأت


لم يكن يجب عليّ أن أتصرف هكذا


فهذهِ الدعابة كانتْ سخيفة


ليستْ من تصرفاتِ العلماء



ولـيد -يمسح دمعهُ بيدهِ الصغيرة- : أعتذر إن كنتُ أخفتكم فأنا لم أقصد ذلك ولن أكررها مرةٌ أخرى .. لقد كانت دعابةً سخيفة


زينب: لا بأس بُني لسنا غاضبين منك والمهم أنك اعترفت بخطئك وأتمنى أن لا تقع فيهِ مُجدداً .. بُني حيدر وأنت فادي حاولا أن تسرعا قليلاً فهذا اليوم الأول من الفصل الدراسي وأنتما تعرفان جيداً بأن وليد يحب الذهاب مبكراً في مثل هذا اليـوم


حسن: نعـم هذا صحيح ، لا تبكـي بُني


وليد -علتهُ الابتسامة- : شكراً جدي ، شكراً جدتي


فادي: حسناً ، سأبدل ملابسي ، عن أذنكم


زينب: أذنك معك بُني



ذهبت زينب لتعد الفطـور

يتبـع..

نور عشقي أبا تراب
27-08-2008, 08:56 PM
بـدأ سامي وسالم يتحدثان ويتنـاقشان في موضوع زواج حيـدر.!


جاء لهمـا عادل والد سامي



عادل: صباح الخيـر صغيريّ


بصوتٍ واحد: صباح الخيـر


عادل: لمَ لم ترتديا ملابس المـدرسة بعد..؟


سامي: أبتاه هـل حقاً ستعود اليوم زهراء من السفـر


عادل: أجل بُني


سـالم: لا نريدها أن تعود


عادل: لـمَ..؟


سـالم: لأجل وليد ، نحن نعلم بأن عمي حيدر سيتزوجها


عادل: من قال لكما بأن أباه سيتزوج..؟


سالم: البارحة عندما كنا في منزل جدي حسن سمعنا جدتي تقـول بأنها ستقنع عمي حيدر بالزواج من زهراء عندما تعود من السفــر


عادل - في اندهاش- : لا علمَ لي بذلك فلم أسمع بهذا من قبـل..!!


سالم: ولكننا سمعنا


سـامي: أجل


عادل: لا بأس وإن تزوج أبا وليد من حقه ، إنه مـازال صغيراً في السن ووليد لم يتجاوز السـابعة من عمـرة فهـو بحـاجة لأم أيضاً تعتني بيه .. حيدر لن يستطيع أن يوفر له كـل شي


سـامي -بأسى- : إذاً أنت أيضاً ستتزوج..؟


عادل -متعجباً- : أتزوج...!! .. من قال ذلك..؟!


سامي: عمي حيدر مـازال صغيراً في السن كما قلت وزوجته توفيت وأنت كذلك أبي ووالدتي توفيت يرحمها الله ، إذاً ستتزوج..؟!


عادل -ضاحكاً بهدوء- : هههه ، أنـا لن أتزوج فوجودكَ أنتَ وأخيك يُغنيني عن ذلك والحمدُ لله زوجة عمك سكينة تقـوم بالاعتناء بكمـا أيضاً ، أما وليد فمن تعتني بهِ غير حيدر


سـالم: جدتي تعتني به


عادل: لكنها كبيرةٌ في السن ولن تستطيع أن تعتني بهِ طوال حياتها فهي تحتاج إلى الراحةِ أيضاً .. ولكن هذا لا يهم لأن حيدر لن يقدم على شيء إلا إذا كان سيسعده هـو وأبنهُ وليد معاً


سامي: أتمنىَ ذلك


عادل: وإن حدث وتزوج لا تقلقا على وليد فأنتما تعرفانهُ جيداً



طِفْلٌ وُلِدَ وَاَلْإِيِْمَاْنُ مَلْجـَأُ رُوْحِهِ


طِفْلٌ أَضَاْءَ اَلْإِمَاْنُ قَلْبَهُ اَلْصَاْفِيْ


طِفْلٌ تَغَّـذَّىَ بِاَلْوِلَاْيَةِ اَلْحَيْدَرِيـَّـهْ


طِفْلٌ تَرَبَّىَ عَـلَىْ نَهـْجِ آَلِ مُحَمَّدٍ


طِفْلٌٌ غَدَىْ سَعْيُـهُ أَنْ يُصْبِحَ عَاْلِمْ


طِفْلٌ أَصْبَحَ لِلْأَجْيـَـاْلِ خَيـْـرَ قُـدْوَهْ



عادل: فـلا تقلقا عليه


يصوتاً واحد: حسناً


عادل: بدلا الآن ملابسكما حتى لا تتأخرا على الإفطار والمدرسة


سـالم: حاضر



انتظر عبـاس إبنتهُ زهراء في المطار .. بعد عدةِ دقـائق لمحهـا تقدم أكثر فأكثر .. كانت فعلاً إبنتهُ زهراء التـي ترتدي حجاباً إسلامياً كاملاً ينور وجهها بالإيمان .. أسرع نحوها .. عندما رأتهُ ارتمت بين أحضانهِ والدموع تذرف من عينيها



زهراء: أبى .. أنَّي سعيدة لرؤيتك


عباس: وأنا كذلك بُنيتي ، لقد طال غيابكِ عني


زهراء: ولكني عدتُ ولن أغيب مرةً أخرى .. أنهيتُ من الدراسة والحمدُ الله


عباس: الحمدُ لله


زهراء: ما أخبار أخي فاضل وخالتي زينب وزوجها حسن والـجميـع و.. وحيـدر..؟


عباس: كـلهم بخيـر والحمدُ الله .. لنخـرج من المطار .. دعيني أحمل حقائبكـِ



حمـل حقـائبهـا



جاءت الساعة الخامسة والنصف صباحاً فأنهىَ وليد إفطاره



وليد: أبى هـل انتهيت من الإفطار..؟


حيدر: أجل والحمدُ لله


وليد: الحمدُ لله ، هيـا خذني للمدرسة


حيدر: لم يفتح الحارس البـوابة بعد


وليد: أمم .. إذاً دعنا نتمشى قليلاً بالسيارة


فادي: أجل .. أجل لعلي أرفه عن نفسي قبـل تدريبات اليوم


حسن: خذهما في نزهةٍ صغيرة بُني


حيدر: حسناً أبتاه ، هيـا بنـا



قبّـل وليد يديّ جدهِ وجدتهِ والفـرحة تغـمر روحهُ الصغيـرة



فرحتٌ عَمةْ قلبَ طفلٍ


ذاقَ فيِ الدنيـاَ كأساً


فــــارتوىَ منــهُ حُبــاً


نـصعَ منهُ بيـاضَ فـجرٍ


شعشعَ للقلبيْ نـوراً


شعشعَ لروحيْ أمـنُاً


فاتبسمْ في دربِ دنيـا


تحـملُ قسـوةَ أقـدارٍ


صُبتْ علىَ قلبِ طفلٍ



ودعـوا حسن وزينب .. خـرجـوا إلى أن وصـلوا للسيـارة فركبـوهـا



وليد: أبتـاه لمَ لا تأخذنـا لمنـزل جدي حسين أنني مشتـاق لرؤيته كثيراً


حيـدر: هكذا ستتأخـر عن المدرسة


فـادي: وليد قلت بأنك تريد أن تتنزه قليلاً .. لمَ غيرة رأيك..؟


وليد: لأنّي مشتاقاً لجدي والجميـع


فـادي –مستاء- : أنـا لا أريد الذهاب


وليد: لمَ..؟ .. دعنا نذهب أرجوك عمي


فادي –متبسماً- : مشكلتي أنني لا أستطيع أن أرفض لكَ طلب


وليد –متبسم- : شكراً عمي


حيـدر: بمـا أنكما قد اتفقتما فليس لدي أي اعتراض


وليد: إذاً ستأخذنا لمنزل جدي..؟


حيدر: أجل بُني


وليد: هذا رائــع .. إذاً لننطلق



أنطلق والدي بسيارتهُ الرائعة


منـاظر مدينتنا رائعة


طيـورٌ تُسبحـوا في سماواتِ الباري


طيـورٌ تحـلقُ من شجرةٍ إلى أخرى


أشجارٌ تمتلئُ بالثمَّــارِ الطازجة


سمـاءٌ ناصعة الصفاء


أناسٌ يتسابقـونَ لأرزاقهم


أنـاسٌ يتعـلمون مناهج دينهم


وكـلاً في حالهِ يسيـر



وصـلنـا لمنـزل جدي حسين



ذاكَ الجدُ العطـوف


ذاكَ القلبُ الحنـون



إنهُ لا يختلف عن جدي حسن


فهمـا من ثمَّرةٍ طيبةٍ واحدة


أطال اللهُ في عمركمـا


ولا أبكاني فيكمـا


بحـرمةِ محمدٍ وآله



طـرقَ حيدر الباب .. فتحتهُ أختهُ سكينة التي كانت ترتدي الحجاب وتحمـل بينَ ذراعيها وسيم



يتبـع.."

نور عشقي أبا تراب
27-08-2008, 08:58 PM
حيدر: صباح الخيـر أختاه



صبــاحٌ عمهُ الباري عليكِ يا سكينةْ بسروري


صباحٌ رسمهُ البـاري إليكِ يـا سكينةْ بزهـوري


صباحٌ نُفحَ بقلبٍ يحملُ نرجسياتِ روحاً فاطمي


صبــاحٌ هيجهُ الله إليكـِ بنــورِ إيمــانٍ جـعـفــري


صبــاحٌ زادكـِ الله فيه حبً بنـور قــلبٍ حـيــدري


صبــاحٌ بــاركَ اللهُ فيــهِ لأخــتي من أمي وأبـي



سكينة – متبسمة : صباح الخيـر ، تفضــلوا



دخـلوا .. أخذتهم لغرفة الجلوس


نـزل سـامي وسالم عندما علما بأن وليد في المنزل وكذلك عادل وعلي



علي: صباح الخير ، ما أجمل هذهِ المفاجئة


حيدر: أتمنى إننا لم نزعجكم


عادل: بالعكس رؤيتكم تُسعدنا كثيراً


سكينة: سأذهب لأحضر الإفطار


حيدر: نحن فطرنا والحمدُ لله


علي –متبسماً- : لا بأس لو تناولتم الفطور مرة أخرى


وليد: لاااا ، أنا لا أريد أن أصبح سمينً


علي –يضحك- : ههههههه


فـادي -ساخرً- : أما أنا فإن تناولت وجبةً أخرى لن تؤثر عليّ ولن أسمن


حيدر: بتأكيد ،، كورت السلة تزيد من رشاقتك


عادل: هههههههه ،، صدقت في ذلك



ضحك الجميـع



وليد: أين جدي..؟


سكينة: لقـد خرج مبكراً للعمـل .. في هذا الوقت لا يكون موجوداً


وليد – بخيبة أمل- : خسـارة .. كنتُ أريد أن أسلم عليه


فـادي: خيرهـا في غيـريهـا وليد ، اليوم سيجتمعون في منزلنـا .. أليس كذلك؟


علي: أجل .. كلنـا سنجتمع لأن زهراء عادت اليوم من السفـر



تغيـرت مـلامحي كثيــراً..!


زهراء عـادت..!


أمي لن تتركني


ستصـر عليّ وتصـر إلى أن يتحقق مُرادهـا وأتزوج..


لااااااا


لا أريد ذلك وأبني وليد وزوجتي رحمهـا الله..؟!


أفسد يومي هذا الخبر..!



فـادي: أوخي ما بالك شارد الذهن...؟



لم يجب فلقد كان في عالماً آخر..!


فـادي –بصوتً أرفع- : حيدر .. أبا وليد..؟!!


أنتظروا غداً بأذنهِ تعالى الجزء القادم :)

Ahmad
27-08-2008, 10:46 PM
الى الان

الرواية جدا رائعة

سلمت اناملك الولائيه وبالتوفيق في الباقي

:):)

نور عشقي أبا تراب
28-08-2008, 09:36 AM
ستزداد روعة وجمالاً بأطلالكم البهي سيدي الجليل :)

نور عشقي أبا تراب
28-08-2008, 09:43 AM
الجزء الثاني

فـادي: أوخي ما بالك شارد الذهن...؟



لم يجب فلقد كان في عالماً آخر..!



فـادي –بصوتً أرفع- : حيدر .. أبا وليد..؟!!


حيـدر –مرتبكاً- : ماذا .. نعم..!


علي: أبـا وليد ما بك..؟


حيـدر: لا شيء .. سنذهب الآن


علي: الوقت مبكر


حيـدر: هكذا سيتأخرون على المدرسة


علي: أوه لقد نسيت أمرها .. سـامي .. سالم هيـا للمائدة حتى تتناولا إفطاركما وآخذكما للمدرسة


سـامي: لستُ جائعاً ، سأذهب مع وليد


سالم: وأنا كذلك


سكينة: لن تذهبـا قبـل الإفطار


سامي – مستاءً-: لاا ، أريد الذهاب مع وليد


عادل: لا بأس ، اصنعي لهما بعضاً من الفطـائر ليأخذانها معهما


سكينة: حسنا ، دقائق وستجهز



ثمَّ ذهبت



وسيم: عمي حيدر أحملني


تبسم حيدر فنحنى قائلاً: تعـال صغيري إليّ



فأقبل إليهِ متبسماً وحملهُ بين ذراعيه



وليد – مازحاً- : بدأتُ أغار


سالم: وما أجملك وأنتَ تغار .. ههههه


وليد: هههه



جـاءت سكينة والفطـائر بحوزتهـا .. أعطت سامي وسالم ووليد



وليد: شكراً عمتي .. ولكنّي لستُ جائعاً


سكينة: حتى وإن لم تكن الآن جائعاً أحملهـا معك .. ربما تجوع وقت الفسحة


سـامي: هذا صحيح


وليد: لديّ نقودي إن جعت فسأشتري ليّ


سكينة: أترد عمتك..؟


وليد – متبسم- : مسـتحيـل



أخذهـا ووضعهـا في حقيبته



حيـدر: هيـا بنـا


وسيم: سأذهب معهم للمدرسة


حيدر: ليس الآن صغيري ، عندما تكبر قليلاً سآخذك أنا بنفسي


وسيم: لا .. أريد أن أذهب الآن معهم


سكينة: وسيم سأعد لك الحـلوة أتريدهـا أم أنك تريد الذهـاب للمدرسة..؟


وسيم – مبتسمً ببراءة الطفـولة- : لاا .. لااا .. أريدُ الحلوة


سامي: هههههه ..همهُ الحلوة هههه


سالم: أجل .. هههههه


فـادي: وداعاً


حيـدر: إلى اللقاء


سكينة: حفظكم البـاري ورعـاكم


وليد: دعوة جميـلة من عمة لطيفة


سكينة: هههه ، هكذا تحرجني


حيدر: ههههه ،، هيـا بنـا حتى لا نتأخر


علي: وأنـا سأذهب للعمـل


عـادل: وأنــا


سكينة: والفطـور


وليد: وسيم سيتكفل به أليس كذلك..؟


وسيم: أجـل



ضحك الجميـع



سـامي: أني أخشى أن تصبح يا وسيم سميناً


سكينة: مادمتُ معه فلن يصبح سميناً


فـادي: قبـل أن نذهب أين بنين..؟ .. لا أراها تلعب مع وسيم


سكينة: إنهـا نـائمة


فـادي: قبّليهـا عني


سكينة –متبسمة-: إن شاء الله



ثمَّ ودعتهم وذهبـوا



ركبـوا السيـارة .. جلس وليد وسـامي وسـالم مع بعضهم البعض في الخلف .. جـلسـوا يتسـامرون ويضحكـون إلى أن وصلـوا للمدرسة .. ودعوا فادي وحيـدر ودخـلوا المدرسة .. تـرسمت الابتسامة في وجهه وليد عندمـا رأى ساحة المدرسة لقد تغيـرت كثيـراً وأصبحت أكثـر جمالاً



مدرسةٌ لهـا الذكـريـاتُ تنبع


في أفــقِ القلوبِ تُـــزرع


بين مجــدُ الإباءِ تُـرفـــع


فتخـرج أجيـالاً شُـجع


..!..



سـامي –مذهولاً- : لقد تغيـرت كثيـراً .. أصبحت في منتهى الروعة


سـالم: أجـل .. كأن دهراً لم نـراها


وليد: لندخـل لنرى في أي فصـلٍ نحن


سـالم: آمـل أن نكون معاً


سـامي: وأنـا كذلك


وليد: ولا تنسيا قـاسم وأكبـر


سـالم: أجـل


سمعـوا صوتً من الخلف يقـول: مـاذا تقـولون عني..؟



فالتفتوا للخـلف..!!



وليد: أكبـر .. أنت هنـا


أكبر: كيف حالكم..؟


سـامي: بخيـر والحمدُ لله .. وأنت..؟


أكبر: أنـا بخيـر


جـاء قاسم قائلاً: مرحباً يا رفاق


سـالم: مرحبا ، ها قد اكتملنا


قـاسم: أبشركم ، نحنُ في فصلٍ واحد


أكبر: خبراً رائــع


سـامي: أجل


وليد: إذاً هيا بنا لنذهب ونلقي نظرةٌ على فصلنا الجديد


أكبر: أجل .. لنذهب


يتبـع..

نور عشقي أبا تراب
28-08-2008, 09:46 AM
وصـل عبـاس مع ابنته للمنـزل فدخلا



زهـراء: مـا أجمـل منزلنـا لقد اشتقتُ له كثيـراً ، أين أخي ..؟


عباس: إنهُ الآن في المدرسة


زهـراء: أبتـاه لما لا نذهب اليـوم لمنـزل خالتـي


عبـاس – متبسماً- : هذا مـا سيحدث


زهـراء – بقلبٍ تغمرهُ السعـادة- : هـل هذا صحيح..؟ .. كم هذا يُسعدني


عبـاس: أتمنى دائماً أن أراكِ سعيدة


زهـراء: متى سنذهب..؟


عبـاس: سنذهب ظهـراً


زهـراء: هذا جيد



ثمَّ سـاد صمتٌ قليل



زهـراء: أممممم .. مـا أخبـار حيدر..؟


عبـاس: إنهُ بخيـر والحمدُ لله


زهـراء: الحمدُ لله ، ابنه كم يبلغ من العمـر الآن..؟


عبـاس: يبـلغ من العمـر الآن السابعة بقيه شهـران ويكمـل الثامنة


زهـراء: أطالَ الله في عمره ، ألم يفكر بزواج بعد موت زوجته..؟


عبـاس: لا لم يفكـر بزواج ولا أعتقد إنهُ سيتزوج فزوجته ما زالت في قلبه.. رحمها الله



انتابني الـحزن لدى سماعي كلام أبي


حيدر مـازال ينبض في قـلبي..!



منذُ أنْ كنتُ طفله


حبهُ يسـرىَ بقلبي


روحهُ تجريِ بدمـي


قلبهُ يُضيءُ دربــي


دمــهُ يحـتويْ قلبي


أسمهُ تـاجُ فخـري



عبـاس: ما بالكِ بُنيتي ، كأنكِ شردتِ في بحـر أفكاركـِ


زهـراء: لاشيء أبى .. لاشيء ، سأذهب لأرتب أغراضي


عبـاس: حسناً



ثمَّ ذهبت



عـبـاس –في نفسه بحزنٍ- : سـاعد اللهُ قلبكـِ المعذب يا بُنتي



أخذ حيدر أخيهِ فادي للمدرسة ثمَّ ذهب لعملهِ فـوصل المستشفى .. صادفَ أثناء دخوله صديقهُ صـادق



صـادق – حيدر –في آنٍ واحد- : صباح الخيـر أبا وليد // صباحُ الخير صادق // كيف الحـال..؟ // ما أخبارك..؟


صـادق – يضحك- : ههههه .. الحمدُ لله أنا بخيـر .. ولكن أنتَ لا تبدو بخيـر


حيـدر: لالا .. أنا بخيـر


صـادق: أنـا صادق أبا وليد ..!!


حيدر –متكدرً- : لا أعرف ماذا أقول إليك


صادق: دعنـا نذهب لمكتبك وأخبرني بكـل شي


حيدر: حسناً



وصلا لمكتب حيـدر فدخـلا



صـادق: هيـا أخبرني مـا بك..؟


حيـدر: زهـراء عادت من السفر هذا اليـوم


صـادق: تخشى أن تضغط عليك والدتك كي تتزوجهـا..؟


حيدر: أجـل


صـادق: لا لن تفعل .. لن تضغط عليك فلابد إنهـا تريد سعـادتك وإن كانت سعـادتك بعدم الزواج من زهـراء أو غيـرها فلن تجبـرك


حيدر: أنتَ لا تعـرفهـا جيداً .. تظن بأن سعادتي بالزواج من زهـراء .. لا تنسى إنهـا كانت تتمنى أن أتزوجهـا قبـل زواجي بفاطمة رحُمهـا الله


صـادق: هذا صحيح .. ولكن لا تقلق لن يجبـرك أحد على فعـل شيء لا تريده


حيدر: أتمنى ذلك



أراد حسن أن يذهب للعمـل



زينب – استوقفته- : أبا حيدر .. أنتظر قليلاً أريد أن أتحدث معك


حسن: بخصـوصِ ماذا..؟


زينب: بخصوصِ أبنك حيـدر


حسن: مـآبه حيـدر..؟


زينب: ألا تعتقد إن الأوان قد حان كي يتزوج..؟


حسن: أم حيدر .. إلى متى ستظلين تفتحين هذا الموضوع ..؟ .. إلى متى.؟


زينب: إلى أن يتزوج .. إنهُ صغيرٌ في السن يحق لهُ الزواج ، حتى أنهُ لم يتجاوز السابعة والعشـرون من عـمره .. هـل سيظـل طيلة حيـاته بـلا زوجة تداريه..؟!


حسن: ولكنهُ مرتاحاً هكذا .. أتمنى أن لا تفتحي هذا الموضوع معه مطلقاً


زينب: ولكن..."


قـاطعهـا قائلاً: سأذهب تأخرتُ كثيراً .. إلى اللقـاء


زينب – متضايقة - : حسناً .. حفظك الله



بعـد عدت دقـائق جـاءت سكينة مع ابنتها بنين و أبن عادل وسيم



سكينة: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


زينب: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


سكينه: وسيم .. بنين .. هيا سلما على جدتكمـا


بنين – تقبـل يديّ زينب- : مرحباً جدتي


وسيم – يقبـل يدي زينب أيضاً- : صباح الخيـر جدتي


بنين – تضحك- : هههه .. أي صباح ستحل الظهيرة الآن أليس كذلك أماه..؟


وسيم –منزعج- : لا تضحكي عليّ


زينب –متبسمة- : أنهـا تمزحُ معك بُنـي


بنين: هذا صحيح


وسيم: أنا أيضاً.. هههه


سكينة – متبسمة- : هيـا أذهبا والعبا في الحديقة


بنين: حسناً أماه .. هيـا بنـا وسيم


وسيم: هيـا



ذهبـا



سكينة: أمـاه كأنَ هنالك ما يزعجكـِ أو يضايقكـِ


زينب – باستياء- : أجـل هنالك ما يـزعجني


سكينة: أقلقتني أماه .. مـا هـو...؟


زينب: أباكـِ لا يريدني أن أتحدث مع حيدر بخصوص الزواج


سكينة: أماه أرجوكـِ أنسي هذا الموضوع .. مرت أكثر من سنتان وأنتِ تفكرين به وتحاولينَ أن تُضغطي على حيدر .. يجب أن تنسي هذا الموضوع .. إن أراد أخي الزواج فسيتزوج دون أن يجبره أحداً


زينب: أنتِ أيضاً مثل أباكـِ .. لا لن أنساه وسأقنعهُ بزواج الآن .. سعادتهُ بزواجه من زهـراء أبنتُ أختي رحمها الله


سكينة: هذا سيكون ظلمً لزهراء .. فحيدر للآن لم ينسى فـاطمة رحُمها الله


زينب: سينساها .. بتأكيد سينساها


سكينة: مرت ثلاث سنوات على وفاة فاطمة وبقيه أربعة أشهـر وتكمل السنة الرابعة وللآن حيدر لم ينساهـا ..! ، ووليد ألم تفكري به ..؟ هـل تعتقدين إنهُ سيقبـل بذلك .. أماه أرجوكـِ أنسي هذا الموضوع لا نريد أن تحدث في منزلنا مشاكلٌ نحن في غناً عنها



انتهى دوام المدرسة .. خـرج وليد ورفاقه .. وقفوا بجانب بوابة المدرسة ينتظـرون أهاليهم ليأخذونهم



سالم: كان اليوم رائعاً


قاسم: بتأكيد .. فلم ندرس شيء


أكبر –يضحك- : هههههه ،، وهذا هـو المهم


سـامي: هههه .. أجل .. سنرى هذهِ السنة من سيكون الأول


وليد – متبسماً- : أنا بتأكيد


سالم: بـل أنا


أكبر: بـل أنا من سأكون الأول ليس على مدرستنا فقط بل على جميع المدارس


قاسم: لا تكن واثقاً


سالم: تلك السنة كـان أكبر هـو الأول


أكبر – مفتخراً- : وهذهِ السنة أيضاً .. وسترون


قاسم: لم تختلف نسبنا جميـعاً أكبر .. ولكن أسمك يبدأ أولاً لهذا أصبحت الأول


سـالم: أجل هذا صحيح


وليد: يكفي جدالا في الموضوع


يتبـع..

نور عشقي أبا تراب
28-08-2008, 09:48 AM
سامي: نعم .. نحنُ نتحدى بعضنا البعض لنتحمس في المذاكرة ونصبح الأفضل لا للجدال


قاسم: حسناً .. جاء والدي سأذهب .. أراكم لاحقاً .. وداعاً


بصوتً واحد: وداعاً


وليد: حفظك الله


أكبر: جاء أبي لي أيضاً .. نلتقي العصـر في منزل سيد مهدي


وليد: حسناً .. إلى اللقاء


سـامي: وليد هـل ستذهب اليوم لدرس..؟


وليد: بتأكيــد


سـالم: ألم تجد إلا هذا السؤال لتسأله .. أنتَ تعلم بأنهُ لا يفوت الدروس عند سيد مهدي


وليد : حفظهُ اللهُ لنــا


سـالم: ستصبح مثلهُ أليس كذلك..؟


وليد: هذا ما أريد أن أصبُ إليه .. وأتمنى أن أحققه


سالم: إن شاء الله


سامي: يـا إلهي تأخر ناصر .. وأنا لم أصلي بعد


وليد: ألم تصلي في المدرسة..؟


سـامي: لا .. لا حبذا الصلاة في المدرسةِ أبداً


وليد: تصلي في المدرسة أفضل من أن تتأخـر على صلاتك .. أم أنك نسيت دروس السيد مهدي ..؟


سـامي: لا


وليد: إذاً من الغد ابدأ الصلاة في المدرسة


سامي: إن شاء الله


سالم: تأخـر ناصر كثيراً



ثمَّ جاء ناصر .. ركبوا السيارة



ناصـر: لقد تأخرت عليكم .. أعتذر ، ولكن كان يجب عليّ أن أصطحب والدتي للمشفى فهي مريضة


وليد: ما بهـا..؟


نـاصـر: أنفلونزا


وليد: اللهم أعطها الشفاء العاجـل


نـاصر: الحمدُ لله أنها بخير بعد أن تناولت الدواء


وليد: الحمدُ لله



انتهى حيـدر من العمـل وصـادق معه



حيدر: صـادق .. ما رأيك أن تذهب معي للمنـزل فسنجتمع اليـوم نحن وعمي وعلي وعادل


صادق: إذاً إنهُ اجتماعٌ عائلي .. لمـَ أذهب معك وأزعجكم..؟!


حيــدر: أنتَ أيضاً من العائلة صادق أم نسيت إن أباك من أعز أصدقاء والدي وعمي


صـادق: لا.. لا أريد أن أزعجكم


حيدر: أباكَ أيضاً سيأتي فلا تردني


صـادق: أمممم ، حسنــاً



وصـل وليد للمنـزل



وليد: سـامي .. سـالم .. لمَ لا تنزلا معي..؟


سـالم: لم نبدل ملابسنا


وليد: فلتلبسا من ملابسي


سـامي: دعنا ننزل معه


سالم: حسنا


نـاصـر: إذاً سأخبر أبويكما بذلك


سـالم: حسنا


وليد –نزل السيارة- : وداعاً نـاصـر


ناصـر-متبسم-: وداعاً



دخـلوا المنزل متجهيـن لغرفة الجـلوس



سـامي: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


زينب – سكينة : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


سكينة: كيف كان يومكم..؟


سالم: الحمدُ لله كان جميـلاً


زينب: هذا جيد


وليد: عن أذنكما .. سنبـدل ملابسنا


سكينة – متبسمة- : تفضـلوا



ذهبـنا لغرفتي وسجّيتُ مُصلاتي لسـامي ووضعتُ التربة الحسينية عليـهـا



تـربةٌ تنـزفُ جُـرحاً وعـذابُ


لمصابٍ جُـلَ خطبه


فيهِ سيدَ الشُبانِ


ضاقَ كـأس


المـرِ من آلِ أميه


عـذبـوهُ سـلبوهُ قتـلوهُ


ضـاميٌ فـوقَ الطفـوفِ


فارتوتْ تـربةٌ


بدماءٍ طاهرة


في نينوىَ


أصبحتْ للنـاسِ داءاُ وسلامُ



سامي: سأتوضأ


وليد –ساخراً- : تعرف طريق الحمام..!


سامي: ههههه .. لا أرجوكَ دلني عليه .. هههه


وليد: ههههه


سـالم: أريد أن أبدل ملابسي


وليد: لديك خزانة ملابسي أختر ما تريد


سـالم –متبسم- : حسناً .. سأختار الأجمل منها هههه


سـامي –بعد عدة دقائق- : لقد جئت


وليد: هيـا بنـا سـالم لنخـرج ونتركهُ يصـلي


سـالم: حسناً


وليد: عندما تنتهي أنزل لنا .. سنكون في ساحة المنزل أو في غرفة الجلوس

سامي: حسناً


ثمَّ خـرجــا



الصـلاةُ شـوقُ القـلـوبِ


بهـا النفــوسُ تتـــهذب


للهِ أمنكـَ وملــجـأكـ


فأخلصْ لهُ حبــك


من غيـرِ الصـلاةِ أنتَ


روحٌ تتوهُ بـلاَ مخـرج


فدعْ الصـلاةَ تبقـى إليكَ


روحٌ تنجيك من الشدائد



أنهيتُ صـلاتي


وكأن الدقـائق لم تكن..!


خـرجتُ من غرفةِ وليد متجهً للغرفة الجـلوس


كم هذا سيئ .. أفسـد يومي


فتاة غريبة..!


لا بد إنهـا هي


أجل هي (زهـراء)


هذهِ التي ستسرق أبـا وليد منه


إنهـا هي..!!



غداً بأذنه تعالى سأضع الجزء الثالث :)

Ahmad
29-08-2008, 08:05 AM
ماشاء الله .... ويستمر الابداع :)

في انتظار باقي جميل ما كتبت يداك

دمتم في رعاية الرحمان
^_^

نور عشقي أبا تراب
29-08-2008, 04:53 PM
سلمت سيدي الجليل للمتابعه التي أسعدتني :)

تحيه طيبه

نور عشقي أبا تراب
29-08-2008, 04:58 PM
الجزء الثالث



سكينة: سامي تعـال كي تسلم على زهـراء


سـامي – مقتربً منهـا- : مرحباً بكِ


زهـراء –متبسمة- : أهلاً .. كيف حالك سـامي..؟


سـامي: بخيـر والحمدُ لله


زهـراء: إنهُ يشبه أبيه كثيراً أما وسيم فمثـل أمهِ تماماً .. رحمها الله



أمـي..!!


ذكــرتني بأمي..!



إليكـِ القلبُ بـاتَ مشتاقاً


ولحنـانكـِ همتُ متلهفاً


بنبـعِ رقتكـِ أرويْ قلبي


يـا أمُ وداويْ مهجتـي


لكمْ فـراقكِ يصعبُ عليّ


يشعـلُ في القلبِ اللهيبِ


..!..



سكينة: مـآبك سامي..؟


سـامي: لاشي .. أين وليد وسـالم..؟


سكينة: في الساحة


سامي: عن أذنكم .. سأذهب لهما



ثمَّ ذهب



جـاء حيـدر ومعهُ صـادق فأدخلهُ غـرفة الضيـوف التي كانَ يوجد بهـا عبـاس فسـلما عليه .. ثمَّ ذهب لأمهِ وطـرقَ الباب .. خـرجت له



زينب: لقـد جئت بُني


حيدر: أجـل ومعي صادق


زينب: هـذا جيد .. هيا فلتدخل لتسـلم على ابنة خالتك زهـراء


حيـدر: ولكن.."


قاطعتهُ: لا تقلق أنها ترتدي الحجاب فلتسلم عليها


حيدر: حسناً



ثمَّ دخل



حيـدر – منزلاً رأسه- : حمداً لله على سلامتكِ زهـراء .. كيف حالكِ ..؟


زهـراء – متلهفة-: الحمدُ لله بخيـر.. وأنت..؟


حيـدر: أنـا بخيـر والحمدُ لله .. عن أذنكم


زينب: تفـضل بُني



خـرج



جـاء الحبيبُ فهـلتْ


دمـــوعي لهفةً


لكمْ كنتَ نـقاء روحي


وأنفـاسي لأنفاسكَ تسعى


فبقـىَ لتضيء أنوارَ دروبي


يـا نــورٌ لقـلبي ورياض جنـاني



وصـل سـامي لوليد وسـالم اللذان كانا يلعبان مع بنين ووسيم



سـامي: مـرحبـا


وليد- سالم: تقبـل الله


سـامي: منـا ومنكمـا .. لمَ تجلسان هنـا..؟


وسيم: لأنهما يلعبان معنا


سـامي: وسيم .. بنين أدخـلا الآن


بنين: لا نريد


سامي: إن لم تكونا مطيعان فـلن أطيعكما


وسيم: حسناً سندخل



ثمَّ دخـلا



وليد: ماذا تريد أن تقـول..؟


سـامي: هـل سلمتما على زهـراء


وليد: أجــل


سـامي: لم أرتح لهـا أبداً


وليد: لا نريد أن نستغيب أحداً .. وهي للتو وصلت .. بهذهِ الســرعة لم ترتح لهـا..؟!


سـامي – متضايق- : حسناً .. حسناً ،، هيـا بنـا لندخـل


سـالم – ناظرً للباب- : أنظـرا لقد جاء خالي فادي وفاضل ومعهـما أبا صادق


وليد: هيـا بنـا لنسلم عليهم



ذهبنـا لنسـلم عليــهم


أبـا صـادق ..!!


كم أحبه


إنهُ مدرب عمي فادي وفاضل



مـدربٌ لــهُ التـاريخُ يـشــهد


فــي أفــقِ الملاعـبِ يـصـعـد


فيخـرجُ بـقلبهِ النقيِ شُجعانٍ


متعـطشةٌ عـلـىَ مـرِ الـزمـانِ


للفوزِ وتأبىَ دوماً الاستسـلامِ


لا تـرتـوي إلا بـجرعةِ الانتصـارِ


..!..



أبـا صـادق – متبسماً- : أنـا سعيد لرؤيتكم


سـالم: ونحن أكثـر


فاضل: لندخـل


فـادي: أجل

نور عشقي أبا تراب
29-08-2008, 05:00 PM
دخـلوا ولم تمضي إلا دقائق معدودة حتـى جـاء حسن وأخيهِ حُسـين وعلي


سـلمَ حسن على زهـراء .. ثمّ ذهبَ للغرفة الضيـوف الخاصة برجال



وضعت الطـعـام سكينه لرجـال فسـاعدتهـا أمهـا زينب في وضعه وأخذهُ فـادي ووضعهُ على المائدة .. جلس وليد وسـالم وسـامي مع الـرجال يتنـاولون الغـداء



أبـا صـادق: طعامٌ لذيذ .. بارك الله فيمن صنعته


فاضل: أجـل إنهُ لذيذ


حسن: الحمدُ لله إنهُ أعجبكم


فادي –بصوتٍ منخفض- : فاضل .. أرأيتَ أختك..؟


فاضل: للآن لا


فـادي: أهـا .. هـل أنتَ مستعد للمباراة الغد..؟


فاضل: بتأكيــد .. يجب أن نتدرب هذا اليـوم أيضاً


فـادي: أجـل .. لم أتمنى أن تكون المباراة غداً .. فاللتو فُتحت المدارس


فاضل: وأنـا أيضاً ، لكن خصمنا سـهل التغلب عليه


فـادي: أجل


أبـا صـادق – متبسماً- : مآبكما تتهامسان..؟ .. أتخططان لشيء من أجل مباراة الغـد..؟


فـادي – متبسماً أيضاً- : تستطيع أن تقـول ذلك


صـادق: الفـوزُ لكم بأذن الله


حيـدر: إن شاء الله .. هذا ما اعتقده أنا أيضاً .. ففريق الرمال لا ياستهان به .. أليس كذلك..؟


علي: صدقت في ذلك


فاضل: دعواتكم لنـا


علي: موفقين إن شاء الله


وليد: في أي ساعة ستقام المباراة..؟


أبـا صادق: السـاعة الثـانية ظهـراً


سالم: إذاً في مثل هذا الوقت تقريباً


أبـا صـادق: أجـل


وليد: نستطيع أن نذهب للمباراة .. أليس كذلك أبى..؟


حيـدر: بتأكيد


حسين: أراكم توقفتم عن تناول الطعام إلا أنـا


حسن: بالهناء والعافية ، هذا مؤسف لم يأتي عادل


علي: تمنى أن يأتي ولكن العمل منعه


حسن: في المرةِ القادمة إن شاء الله


سالم: لنقـوم استعداداً للذهـاب للدرس


سامي: الحمدُ لله .. هيـا بنـا


حيـدر: انتظروني في السيـارة أنها مفتوحة


وليد: سنذهب بمفردنا فليس بعيداً عن المنزل


حيـدر: سأوصلكم في طريقي فسأذهب للمشفى أيضاً


صادق: سأذهب معكم


حسين: أما الباقي فليس لديكم أعمال يجب أن تجلسوا


أبـا صادق: أنا وفادي .. فاضل سنغادر الساعة الرابعة لدينا تدريبان يجب أن نقوم بهـا


حسين: بقيه ساعة .. إذاً دعونا نستمتع بوجودكم معنا



أخذتُ كُتبي وانتظرنا أبـي


بعد عدةِ دقائق جـاء هـو وصـادق


ركبـنا السيـارة


جلسنـا نتسامـر ونضحك


إلـى أن وصلنـا لمنـزل سيـد مهـدي


ودعنـا أبي وصادق .. دخلنا



سَيدنـْـا بكـَ أُصـولُ الـــدِيــنِ تَفْخــر


وبِقَلبكـَ الطَـاهْرُ فُروعْ الدِينِ تتَبَخْتـر


أبهَجْتَ بِعِلمكَ الكَبِيـرُ عُيـونَ الإِسلامِ


ورَويّتَ بِحَـنـْانِ روحــكَ قُـلـوبْ الأيتامِ


غداَ عدوْ اللهِ بِطـهـرِ إيِمَانـكَ يســأم


وبـِـنْقــــاءِ صفـاءِ مهجتـــكـَ يتحلــطم


لا بـاركْ اللهُ فـي النفـوسِ الحـاقـدة


التيِ حـاربتْ مَنـهـجْ العتـرةِ الطـاهرة


سَيـأتي يوماً فيهِ شِيعـة علـيٍ تفرح


وأنـتَ يـا عـدو اللهِ مُهـجـتـكَ تتقـرح


..!..



أسرعتُ وقبلتُ يديّ سيد مهدي


إنهُ سيدنا وأستاذنا


هذا العالمُ الكبيــر


إنهُ فخـراً لنـا وللإسلام..!


ما أتمناه هـو..


أن أصبح مثله..!

نور عشقي أبا تراب
29-08-2008, 05:01 PM
سيد مهدي: سعدتُ بلقائكم أبنائي


وليد: ونحن أكثـر سيدنـا


سيد مهدي: كيف حالكم..؟


الجميع: بخيـر والحمدُ لله


مهدي: أدامهُ المولى عليكم ، وليد مـا رأيك أن تلقي الدرس عني اليـوم..؟


وليد – مرتبكاً- : أنــا..؟! .. لا أعـرف .. لم أحضر للدرس .. ولا .. لا أستطيع


سيد مهـدي – متبسماً- : كانت أمنيتك ولا زالت أن تجلس على المنبـر الحسيني وتلقي المحاضرات بمختلف أنواعها لتوعي البشـر وتعلمهم وتثقفهم .. هذهِ هي البداية فهـل ستفوت هذهِ الفرصة عليك..؟


سـالم: هذا صحيح وليد .. هذهِ البداية لتحقيق ما كنتَ تتمناه


سامي: لا تفوتهـا وليد


سيد مهدي: ما قرارك..؟


وليد – في حيرةً من أمره- : لكنني أخجـل .. كلهم سينظرون إليّ .. هذا مخيف


سيد مهدي –متبسم- : ليس مخيفاً وليد حاول أن تكون واثقاً من نفسك ومع الوقت ستعتاد على هذا الوضع


وليد: حسناً ،، ولكن الدرس ما هـو..؟ لم أحضر إليه..!!


سيد مهدي: الدرس سيكون عن (تطهيـر النفس) وهذا الدرس ألقيتهُ عليكم ولكن القلة من حضره واليوم سيحضر الجميـع .. لابد إنك تذكرهُ جيداً وحفظته .. هذا ما أريدك أن تلقيه فهـو مهماً جداً ويجب على الجميـع معرفته


وليد: حسناً .. أتمنى أن أكون عند حسن ظنك بي سيدنا


سيد مهدي: ستكون بأذن الله .. سننتظر باقي الطلبة



جلسنـا..!


بدأت بمراجعة معلوماتي


يا إلهي أنني خــائف


كيف سأبدأ..؟!


كيف سأنتهي..؟


هـل سأجيد هذهِ المهمة الصعبة..؟


أجل أنهـا صعبه عليّ


لم يسبق لي أن جلستُ أمـام طلبة..!


ألقي عليهم شيء..!


الكل سينظـر ليّ


يا إلهـي..!


هذا مخيف


ساعدني يـا الله


ساعدنـي..!



بمضي برهة بسيطة جـاء الجميـع .. جـلسوا بجوارِ وليد ومن بينهم سيد مهـدي



بدأتُ بالبسملة والصـلاة على محمدً وآل بيتهِ الطيبين الطـاهرين


شعـرتُ براحة وطمأنينة وبدأت بإلقـاء الدرس


الكـل كانَ يحدق بي ويصغـون إلى ما أقـوله بتمعن


شعـرتُ بسعادةٍ كبيـرة وأنا ألقـي الدرس


تخيـلتُ نفسي جالساً على المنبـر الحسيني


يا لهُ من شعـورٍ جميـل ورائع


أن تكونَ خادماً لمحمدٍ وآلِ بيته الطيبين الظاهـرين


ولــكن...!


غــابتْ السعــادة...!


تلاشــت..!


استوقفتني بعض الحشـرات المظلمة التي يجب أن نتركهـا للتطهيـر النفس


هذهِ الحشـرات كـانت



الظلم .. الحـقد .. سوء الطبع .. القسـوة .. الانتقام ..الكذب .. العناد ..!



يـا إلهي أنهـا كثيـرة


ولكني والحمدُ لله لم..!


لم أبتلي بهـا..!


إذاً لـم استوقفتني هي بذات..؟


لـمَ شعـرتُ بالخـوف عندمـا نطق لسـاني بهـا..؟


لـمَ يـا تـرى..؟


لـم ألقى جواباً لتساؤلاتي


أكملتُ ذلك الدرس


وقلبي يمتلأ حزناً


لـم أجد سبباً لهذا الحـزن..!!



ثمَّ أنتهـى من ألقـاء الدرس .. الكـل شكـره وأولهم سيد مهـدي ولكن لم تنطبـع البسمة على شفتيه أبداً



سالم: مـآبك وليد..؟


وليد – الحزن سيطـر على قلبه- : لا شيء


سامي: إذاً لـمَ هذا الحزن ..؟


وليد: لا لاا .. أنّي بخيـر


سامي: أتمنى ذلك


سيد مهدي – الفرحة تغمـر قلبهُ الطيب- : بارك اللهُ فيك يا بُنـي .. جعلك من خُدام آل البيت عليهم السلام وجعلك من أنصار الحجة ونحن معك



ثمَّ قام الجميـع لذكـر القائم (عجل اللهُ فرجة)



وليد: إن شاء الله ، عسـى أنَّي كنتُ عند حسن ظنكـَ بي


سيد مهدي: وهذا ما أنتَ عليهِ دائماً .. قرب الآن موعد صلاة المغرب .. من منكم سيذهب معي للمسجد..؟


سامي: أنــا


أكبـر- قـاسم –سامي – وليد : ونحن كذلك



أمـا البقية فقد جـاءوا إليهم آبائهم وذهبـوا

نور عشقي أبا تراب
29-08-2008, 05:03 PM
اتجهنا للمسـجد لقد كـان قريباً من منـزل سيد مهـدي


.. دخلـنــا .. ثمَّ توضـأ جميـع من كـان في المسجد


طلب سيد مهـدي من قـاسم أن يأذن فلبَ طلبهُ من غيـر معارضة..!



هَـلهَـلَ بِصَـوْتٍ شَجِيٍ يُؤَذَنْ


بِاللهُ أَكَبــْـرُ أَربعٌ بِصَوتِهِ يـُرَدد


بِأشهدِ أَن لا إله إلا اللهِ يُعَظْـم


بأشهدِ أن مُحَمَدٍ رَسُـول اللهِ يُحَمد


بأشهدِ أَن عَلياً وَلي اللهِ يـُعَــلــي


بِحَي علىَ الصَلاةِ لِجَمَـالِهـا يُـــنَغِــم


بِحَي علىَ الفَلاحِ لفَوحانِ عطرها يُـجَلل


بِحَي علـىَ خيـرِِ العَمَـل لِصَفـائِهَـا يُمَجْــد


باللهِ أكَبـر ولا إله إلا الله


لِعظمتهـما ونُـورِهُمـا يُكَـرر



فأم سيد مهـدي بالنــاس


هيمنـا فـي عـالمً آخـر


عـالـم الـراحـة والسعــادة


عــالم الخشــوع والخشيــة


فـهيمت روحـي فـي بحر عشقِ للعبـادة



روحٌ تناثرتْ عليهـا أنقاءُ الطـاهـرة


روحٌ تـرسمتْ لهـا رَيــاحينُ الطفولة


روحٌ شَعشعتْ لهـا أَنـامـلُ السعادة


روحٌ سَارتْ خــطـواتٍ لطريق العبـادة


روحٌ للصــلاةِ غدتْ تَعْشَقُ بِكـلِ إرادة


..!..



انتهوا من الصــلاة والأدعيـة وعـاد وليد كمـا كـان



سيد مهـدي : غفـر اللهُ لكـم


الجميـع: وإليك سيدنا


وليد –يخـاطب رفاقه- : سيأتي والدي قريباً .. استعدوا


أكـبر: حسناً


سـالم – مستاء- : سنعود للمنزل ونبدأ بتحضيــر دروسنـا المدرسية .. أوه هذا مُمل


قـاسم: أجـل مُملٌ كثيراً .. أشعـر بنعاس أودُ أن أنــام


وليد: أنهـا دروس بسيطة ستؤذونها بعدهـا تستطيعا أن تناما


أكبـر: أجـل


قـاسم: حسناً .. حسناً


سامي – ينظـر للسيد مهدي- : أنظـروا .. الجميـع محاط بالسيد مهـدي .. أنهم مستمتعون فيمـا يقـوله


قــاسم: نعم .. يا لهُ من عالمٍ .. إنهُ فخـراً لنـا


وليد: أجل



بـعد بـرهة جـاء حيـدر وسـلمَ عليـهم ، قبّـل رأس سيد مهـدي



سيد مهـدي: سعدتُ بلقـائك أبا وليـد


حيدر – البسمة طبعة على شفتيه- : وأنـا كذلك سيدنـا الجـليـل


سيد مهـدي: وليد كانَ رائـعاً اليـوم .. لقـد ألقى الدرس بنفسه


حيـدر – مندهشاً وسعيداً قي آنٍ واحد- : هـل هذا صحيـح وليـد


ولـيد – محمـر الوجنتين- : أجـل أبتاه


حيـدر: هذا ممتـاز


سيـد مهـدي: أنتبه لهُ جيداً .. هذا الطفـل سيكون قدوةٌ لمن في سنه


حيـدر –متبسم- : إنشاء الله .. سنذهب سيدنـا .. أتريد منا شيء ..؟


سيد مهـدي: سلامتكم .. حفظكم الله ورعـاكم .. وليـد لا تنسـى الدرس أبداً وأجعلهُ دائماً في قلبك وعقلك في أي تصرف تتصرفه وأنتم كذلك أبنائي


أكبر- قـاسم- سامي- سالم : إن شاء الله



تفـاجئتُ كثيـراً..!


لمَ أنـا بذات ذكـر أسمي..؟!


أسئلة كثيـرة راودتني


ولكن سرعـان مـا تـلاشت..!!



ركبـوا السيـارة وأوصـل حيـدر سـالم وسـامـي للمنـزل ثمَّ أوصـل قـاسم وبعدهـا أكبـر



وليد – في السيارة- : أبـى .. ألديك عمـلٌ هذهِ الليـلة..؟


حيـدر: لا .. سنذهب لمنزلنا كي نتعشى وبعد ذلك سأذاكـر لكَ دروسك


وليد – سعيداً- : وبعدهـا أنـام


حيدر – متبسماً- : أجـل بُني




وصـلا للمنـزل .. خـرجا من السيارة .. دخلا



زينب - استوقفتهما- : وليـد أذهب لتتناول العشاء لقد أعددتهُ لكَ وأنتَ حيدر أريدك قليلاً


وليد – في حيـرة- : ح .. حسناً



ذهبتُ وأنـا في حيرة من أمـري


أنـا لستُ فضولياً ولا أحب هذهِ الصفة


ولكـن لمحتُ في عيني أبـي بريقاً من الحـزن..!


هــذا ما لفت انتباهي
وجعلنـي أفكــر..!




زينب: بُنـي تعـال معي لمكتب والدك



سـرتُ معهـا وأنـا لا أريدُ ذلك


أنـا أعـلم مـاذا تـريـدُ منـي


ولكني لا أريـد..!


لا أريد الزواج بزهـراء..!


سرتُ على أمـل أن يخيبُ ظنـي


وتُريدُ مني شيئا آخــر..!



دخـلا المكتب وأغلق حيدر البـاب



زينب – جالسه بجواره- : بُنـي حـان الـوقت لتتزوج


حيـدر – مغمض العينين- : لا أريد الزواج


زينب – بضيق- : أتعصي كـلام أمك حيدر..؟!


حيـدر – واقفاً- : لا أماه ، ألستِ تريدين سعادتي..؟


زينب: بتأكيد


حيدر: سعادتي بأن لا أتزوج فأرجوكِ أمـاه لا تجبريني على فعـل شيء لا أريده


زينب – بنبـرة غضب- : أنتَ لا تعـرف ما هـي مصلحتك


حيـدر – في حيـرة- : أنَّي أبـلغ من العمـر السابعة والعشـرين وللآن لا أعـرف مـا هـي مصلحتي ...؟!!


زينب: أجـل لا تعـرف ، ستتزوج بزهـراء .. ستتزوجهـا هذا إن كنت لا تريدني أن أغضب عليك .. عن أذنك



ثمَّ ذهبت



جلستُ والحـزنُ يسيطر على عقلي


هــمٌ كــبيـراٌ بأســىَ دخــلَ حيـاتــي


أراهُ يهــدم أكــبـرَ فــرحةً فــي قـلـبي


سيقضي علىَ بسمـةً غمـرتْ طفلي


يشوه معالم طفولة ابنـي وقـرة عيني


..!..



بعد بـرهة طـرقَ البـاب وليد ودخـل



دخـلتُ وقلبـي يخفق بخـوف


نظـرتُ وإذا بدمــوعً تُذرف


سالت دموعـي لمــا رأيته


لقـد كـانت دموعاً غـالية


دموعاً يذرفهــا أبـي


مـا السبب ..؟!


لم أكن أعلم



وليد -يضمُ أبيه ودموعهُ تذرف- : أبتـاه مـا بك ..؟


غداً إن شاء الله الجزء الرابع :)

ربيبة الزهـراء
29-08-2008, 05:45 PM
ســــلمت هــل الايادي يارب

راوية جميلة بارك الله فيج

حـبيبتي مميزهـ في انا شيــعي اسمج مميز

دمــتي بخير

نور عشقي أبا تراب
29-08-2008, 11:08 PM
يسلمج الباري سيدتي الجليله
وشكراً عالمتابعه وإن شاء الله أعجبتكم الأجزاء
وغداً بأذنه تعالى الجزء الرابع :)

Ahmad
30-08-2008, 05:28 AM
مازلنا متابعين
^_^

بانتظار الاجزاء القادمة
:)

نور عشقي أبا تراب
30-08-2008, 08:46 PM
ويشرفني وجودكم سيدي الجليل :)

نور عشقي أبا تراب
30-08-2008, 08:51 PM
الجزء الرابع

وليد -يضمُ أبيه ودموعهُ تذرف- : أبتـاه مـا بك ..؟


حيدر – يمسح دموعه- : لاشيء بُنـي


وليد – تسيـل دموعهُ على خذيه بحـرقه- : إذاً لــمَ هذهِ الدموع ..؟! لــمَ ..!!


حيـدر – يمسح دموع أبنه- : أنا بخيرٌ بُني لا تقلق علي


وليد – بنبرات حزينة- : أمتأكد من ذلك..؟


حيدر – مبتسماً بحزن- : أجـل بُني ،، هيـا أخبـرني .. هـل تناولت طعامك..؟


وليد – في حجر أبيه- : أجـل أبتي


حيدر: أحسنت ..لنذهب لغرفتك كي أدرسك


وليد: حسنـاً



ذهبا للغرفة ..بـدأ حيدر بالمذاكرة لــه .. بعـد مُضي ساعة انتهى من تدريسه



وليد: أبى هل لي بطلب..؟


حيـدر: مـا هـو بُني ..؟


وليد – خجلاً- : أريد أن أنام معك هذهِ الليلة


حيدر –متبسم- : بطبـع أنا موافق


وليد – يضمُ أبيه- : أسعدتني أبى



ذهب مع أبيه لغرفته ... استلقى على السـرير وسجًّى حيدر الغطاء عليه



حيدر – قبّـل وليد على جبينه- : تصبح على خيـر بُني


وليد -متبسماً- : وأنتَ من أهله أبتاه .. ألن تخلد إلى النوم..؟


حيدر: بعد قليل



أغمض وليد عينيه .. أطفـئ حيدر الأنوار وخـرج من الغرفة



حلت الساعة العاشـرة والنصف .. وصـل فاضل إلى المنـزل .. وجد أختهُ مستيقظة .. سلمت عليه



فاضل: لـمَ لم تنـامي بعد..؟


زهـراء: حاولت ولكن لم يغمض لي جفن


فاضل: بتأكيد بسبب التفكيـر


زهـراء – الحزن طُبع في قلبهـا- : أجل


فاضل: فيما تفكرين..؟



أحنت رأسها ولم تجب عليه..!



فاضل: لمَ تتعبين قلبكِ بالتفكيـر في شيئاً لن يحدث..؟


زهـراء : هذا خارجاً عن إرادتي


فاضل: هذا ليس صحيح أختاه .. بإرادتكِ ستستطيعين أتغلب على الصعوبات التي ستواجهكِ في الحياة وعلى رأسهـا حيدر


زهـراء: أّصبح حيـدر من الصعـوبات..؟


فاضل: حبهُ من الصعـوبات التي تواجهكـِ


زهـراء – بمقلةٍ تمتلئ بالدموع- : لا أريد النقاش في هذا الموضوع


فاضل: امحيه من قلبكِ لترتـاحي وتريحي قلب والدي .. إنه يتعذب لكونكِ تتعذبين


زهـراء : لأجلكما سأحاول


فاضل: أحسنتِ .. هذا ما يجب عليكِ أن تفعليه وستستطيعين بأذن الله .. أذهبِ الآن وأخلدي لنوم


زهـراء -بنبرات حزينة- : إنشاء الله .. تصبح على خيـر



جـلس حيدر في حديقة منزلهم يتأمـل السمـاء بعينٍ تبتلُ بالدموع



روحي غـدتْ بالهمِ مفكرةٍ


وقلبيْ بـاتَ مصابٌ بحيـرةٍ


ودموعيْ علىَ الوجنتينِ منحدرةٍ


وعينيْ منَ الدموعي محمرةٍ


والسعادةٌ باتتْ لفـؤادي محرمةٍ


..!..



بينما هـو منشغلٌ بالتفكيـر أقبـلَ إليـه أخيهِ فادي



فـادي: أخي .. لمَ تجلسُ لوحدك..؟


حيـدر: أحسست بالضيق فأردت الإنفراد بنفسي قليلاً


فـادي: لمَ..؟! .. ما الذي حدث..؟


حيـدر: عادت والدتنا لتفتح معي موضوع الزواج وهي الآن مصرةٌ على أن أتزوج بزهـراء


فـادي – مندهش- : إذاً عادت لتفتح هذا الموضوع مجدداً..!


حيـدر –بنبرات تفوحُ بالحزن- : أجـل .. وأنا في حيرةِ



صـرتُ فيْ حيـرةٍ من أمــري


بيـنَ أمــي وقـــرةَ عــينـي


أنْ عصيتهـا غضبتْ منــــي


وأنْ قبلت هَدمتُ حياةَ أبني


..!..



فـادي: سأتحدث معها وأحاول أقناعهـا .. لعلهـا تنسـى الموضوع وأنتَ أيضاً أطلب من والدي التحدث معهـا فمن غيرهُ يستطيع إقناعها..!


حيدر: هذا ما أفكر فيه حالياً


فـادي – متبسماً- : إذاً توكل على الله سبحانه وتحدث معه وبأذن الله ستقتنع


حيـدر: إن شاء الله


فـادي: قوم وأخلد لنوم الآن


حيـدر: وأنتَ أيضاً


فـادي: إذاً هيـا بنـا


حيدر – وهما يسيران- : كيف كـان التدريب..؟


فـادي: جيد والحمدُ لله والفريق كله مستعد للمباراة


حيـدر: سيشارك جواد معكم..؟


فـادي: أجـل


حيـدر: وإصابته..؟


فـادي: لقد شفيَ منهـا والحمدُ لله


حيدر: الحمدُ لله .. بأذن الله سيكون النصر لكم


فادي – وصل لغرفته- : إن شاء الله


حيدر: تُصبح على خيـر


فـادي: وأنت من أهل الخيـر أخي



دخل غرفته .. أما حيـدر فتوجهه لغرفته .. بـدل ملابسهِ وقبـَّل ابنه على جبينه .. ثمَّ أغمض جفنيَّه



بينمـا الساعاتُ تمضي وحيـدر غائطٌ في نومٍ عميق رأى في عـالم الأحـلام زوجته فـاطمة .. كـانت تجلس عـلى صخرة بجانب النهر الصغير وعلى رأسها حجابها الزاهي ومن وجهها يشع نور كبير .. اقتـرب منهـا أكثـر فأكثـر إلى أن لمح في وجهها بوادر الحزن والدموع



حيدر – جالساً بجـوارهـا- : لـمَ كـل هذا الحـزن الذي يملأ وجهكـِ .. ألا تعلمين أن قلبي ينفطـر لرؤيتكـِ هكذا ..؟


فـاطمة – تنظـر لمكانً مُظلم- : أنظـر إلى هناك


حيدر – يلتفت إلى اليمين واليسار- : أيـن..؟


فـاطمة –تشيرُ بيدها- : لذاكَ المكان المظُلم


حيدر – ينظـر إليه- : الظالم فيه دامسٌ


فاطمة – تذرف الدموع- : نعـم .. تمعن النظـر إليهِ جيداً



تمعن النظـر لذاك المكان المظلم .. فاجئهُ كثيـراً رؤية ولده ملطخاً بالدماء وملامحهُ تملأها القسوةَ وكأن هنالك وحوشٌ تحيطُ بهِ..!!



حيـدر – غدَ الخوفُ يعتريه على ابنه- : لـمَ هـو هكذا ..؟ لــمَ..؟ أجيبيني



لـم تجب بـل ظلت تبكي



حيدر: لـمَ البكـاء..؟ .. لـمَ لا تساعديني للوصـول إليه .. لعلي أستطيع أن أخلصهُ من هذهِ الأشياء المظلمة التي تحيطُ به


فـاطمة – بأســى- : ليتنـي أستطيع ليتني



ثمَّ أستيقظ من الــنــوم



استيقظَ من النومِ فـزعــاً


ينظرُ يميناً ويساراً متلهفاً


إلـىَ قــرةِ عينــهِ بـاحثــاً


أذاَ حلماً أم كـابــوساً....؟


جـالتْ الراحةُ قلبهُ مُطمأناً


فـالقـد كـانَ أبنــهُ نـــائمــاً


فانتهىَ كابوساً كانَ مزعجاً


..!..



في نفسه: الحمدُ لله لقد كان كابوساً .. أعوذُ باللهِ من الشيطان ِالرجيـم .. أعـوذُ باللهِ منْ الشيطانِ الرجيـم .. مـا هذا الكابوس ..!! إنهُ مخيفٌ جداً .. اللهمّ أجعلهُ خيـراً .. اللهمَ أجعلهُ خيـراً


في نفسه – ناظراً للساعة- : بقيه ساعة ونصف على صلاة الفـجر .. سأنهض الآن لأصلي صلاة الليـل

نور عشقي أبا تراب
30-08-2008, 08:54 PM
ثمَّ نهض من فراشة ودخـل الحمـام .. توضأ وسجّـى مصلاته .. وضع التربة الحسينية



بدأَ يصليْ بقلبٍ نقيٍ خشـوعُ


منْ خشيةِ الباري يذرفُ الدموعُ


بمغـفرةٍ ورحمةٍ منْ اللهِ طلـوعُ


وبراحة وطمأنينة منْ اللهِ طموعُ



أستيقظ بعدهـا وليد من النوم .. جلس ينظـر إلى أبيه وهـو يصلي



مصابيحٌ منْ حنـاياَ الفـؤادِ تُضيئهـا


صلاةٌ منْ رذائــلِ الـــروحِ تُمحيهـا


فاخــلصْ لطهارتهاَ حبكَ وعشقك


وبالدموعِ خشوعاً بلـــلْ مهجتك


لكمْ كانت للمؤمنينَ سـر راحةٍ


ولينابيع قلبكَ أصبحتْ موضعُ سعادة


فـــأقمهاَ لتضيءُ قبــــركَ كـل ليلــــةٍ


ولتكنْ إلـيـكَ منْ هــولِ الذنـوبِ مطهرةٍ


لترتـــوي منْ نـورهـاَ سكــرةَ شربـــة


تضــيءُ إليــكَ دربــك يــومْ المحشـر


فتــكنْ من الذينَ يتبسمـونَ للأبـــد



وليد – في نفسه- : يبدو إنه يصلي صلاة الليـل .. لطالمـا تمنيت أن أصليهـا .. هذا وقتهـا إذاً .. سأنهض لأصليها فهذا أفضل من إكمال النوم..!



ثمَّ نهض من الفراش .. دخل الحمام .. توضأ .. بينما أبيه منشغـل بصلاته خـرج من غرفة أبيه متجهاً لغرفته وسجّـى مصلاته .. وضع التربة الحسينية .. وبدأ يـُصلي



نـــورٌ عــمَ أرجــاءُ غــرفـتــي


وتــَـلألأتْ مـنْ ذهــبٍ أذهلنــي


لـصلاةِ الـلـيـلِ الــرَاحـةُ تغمـرنــي


ولنسيـمُ الـربيـعَ البَهـجة تملئنــي


ولقنـوتـيِ لربــي الدمعةُ تختلجني



ختمهـا بالدعــاء


طُرق البـاب..!



وليد: تفضـل


حيدر –فتح الباب- : صباح الخيـر بُني .. غفر اللهُ إليك


وليد –متبسم- : وإليك أبتـاه .. صباحُ النـور


حيدر: بقيه خمس عشرة دقيقة كي تهلل الأصوات بحلول وقتِ صلاة الفجر .. ما رأيك أن نذهب للمسجد الآن مع جدك


وليد: حسناً أبتاه



خـرجا .. التقيا بحسن



حسن: صباحُ الخير ... ستذهبان للمسجد..؟


حيدر: أجـل أبتاه .. جئنا لنذهب معك


حسن: إذاً هيا بنا


وليد – متبسم- : هيا .. هيا


فادي: مرحباً


حسن: استيقظت


فادي: بل لم يغمض إليّ جفن


وليد: كـل هذا بسبب المباراة..؟


فادي: أجـل .. إنّي متوترٌ نوعاً ما


حيدر: لا توتر نفسك أخي .. سيكون الانتصار لكم بأذن الله


فادي: إن شاء الله .. سأذهب معكم



خـرجنا من المنزل والفرحة تغمر قلبي


سرنا دقائقً معدوداً نحو بيت الله


فوصلنا بعدهـا لذلك المسجدُ العظيم


كم تغمرني السعادةُ كلما دخلتُ المسجد



ثمَّ دخـلوا



مسجداً بنـورِ اللهِ لهُ القلوبُ تخضع


والمهجةَ باشتياقٍ للصلاةِ تتـولــع


فتـنيـرُ الـروحَ بضيائهما فتتوســع


بطـهـرِ إيمانهـا للهِ تعالى تخشــع



طلب الأمام من حيـدر أن يُأذن .. فلبى طلبه .. ثمَّ أما بهم الأمام



طـلب رئيس الشـرطة إحضار عمـر إليه .. ثمَّ أحضروه



رضا: أجـلس عمـر


عمـر – جالساً- : ماذا تريد مني..؟


رضا: جاء الفرج يا عمر


عمـر – بلا مبالاة- : ومـاذا أفـعل..؟


رضا: ألستَ سعيداً لأنك ستخرج..؟


عمـر – بحيـرةً- : سعيد..!! .. أتريدني أن أسعد بعد أن قتلتم أهـلي وأصدقائي .. بعد أن سلبتم فرحتي ..؟!!


رضا –في حيرة- : نحن من سلبنا سعادتك..؟!! .. نحن..؟!! .. لقد قتـلوا أهلك الأبرياء وسفكـوا الدماء .. وتتهمنا نحن بأننا سلبنا فرحتك...؟! .. لمَ لم تضع اللوم عليهم ..؟! هااا..؟! .. لمَ..؟! .. لـو استقامـوا لما كانت نهايتهم الإعدام


عمـر – باستخفاف- : وهـل تعتبر الشيعة من الأبرياء..؟!! .. فعلاً أنك تضحكني .. ههههه ... أوه نسيت أنك واحداً منهم .. أعذرني ... ههههههه


رضا –غاضباً- : يكفي هذا .. أنـا لن أرد عليك لأنك ...


عمـر –والغضب بدأ يتسلل إليه- : أكمـل لأني ماذا..؟


رضا –يحاول تهدئة نفسه- : أستغفر الله .. "اللهُمَّ صَلِ عَلىَ محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ" أسمع .. الآن ستخرج من السجن وأتمنى أن تستقيم ولا تصبح كأهلك وأصدقائك وإن لم تكن تريد أن تبحث عن الحقيقة لتعرف منهجك الصحيح أبقـى بعيداً عن الشيعة وبالأخص أبا وليد .. فأن حاولت قتلهُ مجدداً لن تكون هنالك فرصه لخروجك من السجن .. والآن وقع على هذهِ الورقة


عمـر: وما هذهِ الورقة..؟


رضا: هذهِ الورقة تتعهد فيها أن لا تتعرض لأبى وليد أو أحداً من أهله .. فأن فعلت ستكون عاقبتك وخيمةٌ جداً


عمـر: حسناً



وقـع عـلـى الورقة



رضـا: أذهب فأنتَ حرةٌ الآن .. هداك الله ونحنُ معك


عمر –في نفسه- : أسكت أيها الرافضي المقزز .. ستندم على ما تقولهُ وستـرى


رضا: هيـا أذهب ماذا تنتظـر..؟!



خـرج بعدهـا



عمـر – يتأمل السماء- : آه .. ما أجمـل الحرية


أكمـل ناظرةً لمركز الشرطة: لا تعتقد يا رافضي بأنك ستمنعني من قتل ذاك الحقيـر .. بسببهِ ماتت عائلتي وأصدقائي .. سترى أنتَ وهو بل كلكم سأقضي عليكم .. وسنـرى من سيتعذب في نهاية الأمر



عـاد حيدر مع أبيه .. أخيه وأبنه للمنـزل



وليـد: سأبدل ملابسي وأعود


فـادي: أنــا أيضاً



ذهبـا .. جاءت زينب



زينب: صباح الخيـر


حسن – حيدر –في آذنً واحد- : صباح الخيـر


زينب: ها قد أعددتُ الفطـور


حسن: سننتظـر فادي ووليد


حيدر: سأذهب أنـا أيضاً وأبدل ملابسي


زينب –استوقفته- : بُني .. لا تنسـى ما قلتهُ إليك



تغيـرت ملامحه .. وشاع الحزن في وجهه



حيـدر: عن أذنكما



ثمَّ ذهب



حسن: ماذا تقصدين..؟


زينب: لا شيء .. عن أذنك سأضع الطعام ريثمَّا يتجهزون



ذهبت



حسن –في نفسه- : ما الذي يجري ..!! .. أتمنى أنها لم تقدم على إعادة فتح الموضوع له..!

نور عشقي أبا تراب
30-08-2008, 08:56 PM
انتهى سالم من ارتداء ملابسه وأستعده للمـدرسة وكذلك سـامي .. جاءت لهـما سكينة



سكينة: صباحُ الخيـر صغيريّ .. هـل انتهيتما..؟


سـامي: أجـل


سـالم: أمـاه .. هـل لنـا أن نسألكِ سؤالاً


سكينة: مـا هـو..؟


سامي: كيف ماتت أم وليد..؟


سكينة –بنبض الحزن- : لـمَ تريدان أن تعرفا..؟!


سامي: ألا يحق لنا أن نعرف..؟


سالم: أجـل


سكينة: ألم تسألا وليد..؟


سامي: لا نريد أن نتسبب لهُ بالضيق


سكينة: تزوجت هـي وحيدر في سنٍ مبكر .. كانا الاثنان يدرسان في الخارج .. ولكن في دولتين مختلفتين .. عندما رزقت بوليد كانت تتركهُ مع والدتهـا رحمها الله ولكن مع الأيام مرضت مرضاً شديد وتوفيت يرحمها الله


سالم: تقصدين جدتي


سكينة: أجـل


سامي: رحمها الله .. وبعدهـا ماذا حدث..؟


سكينة: أصبحت أمي تعتني به إلى أن أنهى حيدر دراسته ثمَّ أصبح يعمل .. تخرجت بعدها فاطمة .. أثناء عودتهـا للبلاد



لـم تكمل بـل فاضت عينـاها بالدموع



سالم: ماذا حدث..؟ .. أماه أكملي


سكينة: حدث عطلٌ في الطائرة أدى لتحطمها ووقوعها بجانب الوادي جزءٌ منها والجزء الآخر في الوادي


سالم –بأسى- : هذا مؤسف


سامي: بسبب ماذا حدث العطـل..؟


سكينة: كانت هنالك أسلاك في الطائرة ممزقه.. البعض قال إن هنالك من فعل ذلك عمداً والبعض قال بأنَ الطائرة لم يتم فحصها قبـل إقلاعها وهذا هو السبب .. ولا أحد للآن يعلم ما هو السبب الحقيقي


سامي: ألم ينجو أحداً..؟


سكينه: لا



طُرق الباب



سكينة: من..؟


علي: علي


سالم: أبتاه أدخل



ثمَّ دخـل



علي: صباح الخير .. ماذا تفعلون ..؟ سيتأخران عن المدرسة


سكينة: نسيت الوقت .. هيا بنا صغيريّ لننزل


سامي: حسناً



أنهـى وليد وفـادي إفطارهما



فادي: الحمدُ لله .. أخي هل تستطيع إيصالي الآن..؟


حيدر: بتأكيد


زينب: لمـَ أنت في عجـله..؟


فـادي: الحصة الأولى ستكون تدريبيه لهذا لابدَ أن أذهب مبكراً


حيدر: لنقوم إذاً


وليد: أبـى أنتَ ستأتي لاصطحابي من المدرسة اليـوم..؟


حيدر: أجـل ، سآخذك من المدرسة إلى الملعب


وليد – السعادة تغمره- : هذا رااائع .. أنَّي متشوقاً للمباراة كثيراً


فادي –مستاءً- : أما أنا فأشعر بالخوف


وليد: لمَ الخوف وأنتم فريقاً قوي..!!


حيدر –ناهضاً- : هيـا بنـا


فادي –ماسكة حقيبة المدرسة- : أبـتاه سأنتظر قدومك أيضاً .. وأنتِ أماه لا تنسي أن تشاهدي المباراة في التلفاز فسيعرضونهـا


زينب –متبسمة- : بتأكيد بُني .. سأتابعها .. بالتوفيق إن شاء


الله سيكون النصـر حليفكم


فادي –قبّل رأس أمه- : دعواتكِ لنـا



وصـل فاضل للمدرسة .. أتجهَ للملعب .. رأى بعض ألاعبين يتدربون



فاضل: صباحُ الخير يا رفاق


الجميع: صباحُ الخيـر


جواد: أراك مبكراً هنا


فاضل: كيف لي أن لا آتي مبكراً واليوم لدينا مباراة..! ، كيف حال أصابتك..؟ .. هـل شُفيت تماماً..؟


جواد: أجـل والحمدُ لله


فاضل: الحمدُ لله.. ألم يصل الكابتن..؟


جواد –متبسم- : الطيب عند ذكره .. أنهُ خلفك


فاضل –ملتفت للخلف- : صباح الخير ماجد


ماجد: أهلاً .. صباح الخيـر .. هـل الكل موجود


بـدر: لا بقيه فـادي .. هاني .. صالح والمدرب



جـاء بعدهـا .. هانــي .. صالح .. وخلفهما فادي وأبا صادق



صالح -متبسم- : هاقد اكتملنا


الجميـع: صباحُ الخيـر


أبا صادق –متبسم- : صباحُ الخيـر .. هـل أنتم مستعدون لتدريب وللفوز..؟


بصوتً واحد: أجــل


أبا صادق: إذاً إلى التدريب


الجميـع: هيـــاااااا



جاء وقت الفسحة جلس وليد مع رفاقه في ساحة المدرسة



سامـي: أكبر .. قاسم .. هـل ستحضران مباراة اليوم..؟


قـاسم: أجـل .. سأذهب معكم ، قلتُ لوالدي فلم يمانع


أكبر: وأنـا أيضاً


وليد: أنَّي متحمسٌ كثيراً للمباراة


سالم: وأنـا أكثــر


قاسم: لمـَ لا نكون لنا فريق لكرة السلة..؟


سامي –يضحك- : هههههه


قاسم: لمَ الضحك..؟ .. أنَّي جادٌ فيما قلت


وليد: أنا لستُ من أهل كرة السلة .. أنا من عشاق كرة القدم


سالم: وأنا كذلك


أكبر: لمَ نكون فريق لكرة السله..؟


قاسم: لأني أعشقُ هذهِ الرياضة


أكبر: إذاً عندما تكبر ستكون لديك الفرصة للعبها .. فألعبها


سالم: هذا صحيح .. وسيكون أبا صادق مدربك .. ههههه .. هذا ممتع .. هـل ستتحمل تدريباته


سامي: أجل .. إنهُ رجلاً عظيم ولكن تدريباته المعروف عنها قاسيه


وليد: لهذا يخرجُ لنا أبطالاً


أكبر: صدقت


قاسم: بحديثكم هذا عزيمتي قلة ، أنا أريد أن أظل معكم


أكبر: لو أصبحت لاعبن في المستقبل ألن تظل معنا ..؟ .. حتى وإن أصبحت لاعباً سنظل جميعاً معاً


سالم: أجـل .. وبنهاية لكل إنسان طموحهُ الخاصة .. حتى نحن وإن كنا أصدقاء فلكلٌ منا طموحه وأحلامه الخاصة


وليد: هذا صحيح .. والمهم بأننا لا نفترق ولا نتغير على بعضنا البعض أبداً ونبقـى دائماً معاً


سامي: ومتى ما أحتاج أحدنا للمساعدة لا نتردد في مساعدتهُ أبداً وتبقـى قلوبنـا محبتاً لقلوبِ بعضنا البعض


أكبر: هذا صحيح


قاسم –متبسم- : أجـل صدقتم فيما قلتم


سامي: هيـا كلٌ منا يقول ماذا يريد أن يصبحَ في المستقبـل


إن شاء الله أستمتعتوا بقراءة هذا الجزء وغداً الجزء الخامس بأذنه تعالى :)

نور عشقي أبا تراب
31-08-2008, 10:55 PM
الجزء الخامس



سامي: هيـا كلٌ منا يقول ماذا يريد أن يصبحَ في المستقبـل


وليد: أنا تعرفون ماذا أريد أن أصبح مستقبلاً .. كسيدنا مهدي



بينَ بحـورِ الأيمــانِ قلبــيِ منهــمراً


وفيِ مــنهجِ النبـوةَ أغــدو متعــلمـاً


وأسعىَ لتعليمِ أجيالاً لدينِ عُشاقاً


ولفعـلُ الخيـري تغـدو في تسابقـاً



سالم: أما أنا فأمنيتي أن أصبـحَ دكتوراً



بـين عليلٍ وجـريح


أسعى لمعالجته


فأغدو دكتوراً لـه


أفق الزمن يشـهد


وبمهارتهِ أسمه


في العلى يلمع




أكبـر: وأنـا أريد أن أصبـح أستاذً



أستاذً للأجيالِ معلمــاً


ولتربيتهمْ أسعى جاهداً



قاسم: أما أنـا فأمنيتي أن أصبح لاعب كرة سله وأكون فريق كا فريق الرمال فكلهم يكملون بعضهم البعض



فـريقاً يحمـلُ بينَ ذراعيهِ أبطالاً


يسعىَ للفـوزِ عـلىَ مرِ الزمانِ


ولا يـرتوي ظمأهُ إلا بــالشُجعانِ


ولا ينطفـئ لهيب قلبـه إلا بالانتصارِ



سامي –بنبرة خجل- : أما أنا فأريد أن أصبح مثل وليد


وليد –متبسماً- : إذاً لنسعى جاهدين لتحقيق أحلامنا


قاسم: بأذن الله ستتحقق


سالم: هذا ما أتمناه


أكبر: إن شاء الله



جاء صادق لحيدر



صادق: كيف حالك أبا وليد..؟


حيدر –متبسم- : بخيـر والحمدُ لله .. تفضـل .. أجلس


صادق – جالساً- : لقـد قرب موعد المباراة


حيدر: أجـل .. ستذهب معي..؟


صادق: أجـل .. أنا لا أريد الذهاب ولكن والدي أصـر عليّ وأنتَ تعرف لا أستطيع أن أرفض


حيدر: ستستمتع إن شاء الله بمشاهدتهـا


صادق: أتمنى لهم التوفيق .. أوه تذكرت .. هـل سمعت آخر الأخبار..؟


حيدر: لا ، أخبرنا إن سمعت..؟


صادق: لقد خرج ذلك الإرهابي من السجن


حيدر: أتقصد عمـر..؟


صادق: أجـل .. إنِّي لستُ مرتاحاً لخروجه .. أرجوك أنتبه لنفسك منه


حيدر –متبسماً- : لا تقلق عليّ سأكون بخير .. أتمنى لهُ الهدايه


صادق: هذا لا أعتقد أنهُ سينهدي أبداً لقد أنطبع الشيطانُ


في قلبه


حيدر: كـل شيئاً يتغيـر صادق


صادق: هذا صحيح .. ولكن هذا الإنسان يسير على نهج أهله وأصدقائه فكيف سينهدي و نهجهم الشيطان .. ويقـول الله في كتابه المجيد:" وَزيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ أَعْمَالهُمْ فَصدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهتَدُونَ" .. صدق اللهُ العلي العظيم


حيدر: صدق اللهُ العلي العظيم .. دعنا من سيرتهُ الآن


صادق: كُن حذراً حيدر


حيدر –متبسم- : لم أسمعك جيداً


صادق: ههههه .. أقصد أبا وليد


حيدر- يضحك بهدوء- : هههه .. لقد قرب موعد صلاة الظهـر لنقم استعدادا لها


صادق –ينظر لساعة- : مضى الوقتُ مسرعاً


حيدر –ناهضاً- : أجل .. هيـا بنا



ذهبت زهـراء لأبيهـا وجدتهُ ساجداً لله سبحانه يصلي .. جلست تنتظـرهُ إلـى أن أنتهـى من صلاته



زهـراء: تقبل الله أبتاه


عباس: منا ومنكِ بُنيتي


زهراء: إن شاء الله ..هـل ستذهب لمشاهدة المباراة..؟


عباس: بتأكيد


زهراء: أتأذن لي أن أذهب لمنزل خالتي لأشاهد معها المباراة


عباس: حسناً .. سآخذكِ لها .. هـل أديتي الفريضة


زهراء –متبسمة- : أجـل أبتاه


عباس: أحسنتِ بُنيتي .. تقبـل الله .. هـل تشعرين الآن براحة


زهراء: منا ومنك أبتي .. نعم والحمدُ لله


عباس: الحمدُ لله .. عندما تكونين جاهزة .. سأكون بانتظاركِ في السيارة


زهراء: حسناً



أنتهـى الدوام .. ذهب حيدر وصادق لأخذ وليد ورفاقه من المدرسة



وليد: ها قد جاء أبـي هيا بنا


قاسم: هل ستسعنا السيارة؟


سامي: بتأكيد


سالم: يكفي ثرثرة وهيـا

نور عشقي أبا تراب
31-08-2008, 10:58 PM
ركبـوا السيارة



وليد: ظهـر الخيـر .. هههه


صادق: ههه .. كيف حالكم..؟


بصوتً واحد: بخيـر


قاسم: أزعجناكم معنا


حيدر: لا تقل هكذا بُنـي


صادق: كيف كان يومكم..؟


سالم: جميـل .. بدأ مدرس الرياضيات والقراءة بتدريسنا


صادق: موفقين إن شاء الله


أكبر: إن شاء الله



وصـل أبا صادق مـع الفـريق إلـى النادي .. ثمَّ ذهبوا للغرفة المخصصة لهم



فاضل: إنّي متحمسٌ كثيراً


بدر: وأنا أشتعلُ من الحماسة


جواد: دقائق وندخـل الملعب


فادي: أجـل


ماجد: هـل أنتم جاهزون..؟


الجميـع: نعم


أبا صادق: إذاً هيا



وصـلوا للملعب .. كان يعج بالجماهيـر وعـلى رأسهم حسـن ..حسين .. عباس .. حيدر .. صادق .. علي .. عادل .. والأولاد



وليد – والسعادة تغمـره- : لقـد جـاءوا


قاسم –صارخاً- : يحـيى فريق الرمــــــــــــــــال يـــحيــى


أكبـر –يلوح بالعلم- : نترقب فــــوزكم ... لا تخيبوا ظنوننا


سالم –صارخاً- : هيـــــا جواد إلــى الفـــوز .. أتحفنــا بتسديداتك الساحقة


سـامــي: حـلق .. حـلق يـــا رمــــــــــــــال


حسن: إن الصغار متحمسون


علي: هههه .. كثيراً


صادق –يضحك- : هههههه


فاضل –ينظر لوليد ورفاقه- : ههه .. أنهم متحمسون


جـواد: وهذا يعنـي ألا نخيب ظنهم بنا


بـدر: أنتَ محـق


الحكم: ستبدأ المباراة بعد خمس دقائق استعدوا


ماجد: اجتماع



أجتمع الجميـع ووقفـوا أمام المدرب



أبا صادق: انظروا إلى من جاء ليشاهدنا..! .. إنهم كثيرون .. هـل ستخيبون ظنونهم..؟


الجميـع: لا


أبا صادق: إذاً إلى الفوز


الحكم: الفريقين في وسط الملعب هيـا


قاسم –صارخاً- : يا ســــــلام ستبدأ الآن


أكبـر: إلـــى الفـــوز يــا فريق الرمــــال


وليد-سامي-قاسم-أكبـر-سالم –بصوتٍ واحد- : رمـــال .. رمـــال .. رمــــال



ثمَّ بدأت المبـاراة .. كانت حماسيه جداً .. وأستمتع الجميـع بمشاهدتهـا .. تفوق فريق الرمـال عـلى الفـريق الآخـر بقـوته وكثـرة النقاط .. بينما الجماهيـر يتابعـون المبـاراة .. لمح صادق عمـر جالساً .. في الجهة الأمامية من الملعب



صادق –باندهاش- : أبـا وليد


حيدر: نعـم


صادق –ينظر لعمـر- : أنظـر من أمامنا


حيدر –ناظراً- : أليس هذا عمـر..؟!؟


صادق: أجـل .. ماذا يفعـل هنـا..؟!! .. أنظر كيف ينظر لنـا .. أرى الغضب والشـر يشع منه


حيـدر: لا تكترث له ولا حتى تنظـر إليه ودعنـا نستمتع بمتابعة المباراة


صادق –في حيرة- : أنا متفاجئاً منك لمَ لست مكترثاً له .. ألست خائفاً منه..؟ .. بعد الذي فعله ألست خائفاً...؟


حيـدر: مـا دام اللهُ معـنا لا داعـي للخـوف .. دعنـا الآن نتابع المباراة


عمـر –ينظـر لحيدر بغضب- : هـا أنتَ أمامي الآن .. إن أردت قتلك فلا يستطيع أحداً منعي .. ولكن هذا لن يطفئ نار قلبـي .. أين هـو أخاكـ وأين أباك وابنك..! .. أين هم لأقضي عليهم وأفجع قلبك بهم كما أفجعت قلبي بما فعلت .. هذا ما سيريحني .. رؤيتك تتعذب .. ولكن لا داعي للعجلة فالأيام القادمة ستكسر ابتسامتك وسترى هذا أيها الرافضي



انتهت المبـاراة بفـوز فـريق الرمــال بمائة وخمـسة عشر نقطه



أَبْطَاْلٌ سَعَتْ لِلْفَوْزِ بِـكُلِّ عَـزْمٍ وَإرَاْدَهْ


فَتَرَوَّتْ بَعـْدَ اَلْعَـطَـشِ بِجُرْعةِ اَلْاِنْتِصَـاْرِ


نَـاْلَتْهُ بَعْـدَ تَعَـبٍ بِاْسْتِحْـقَـاْقٍ وَجَدَاْرَهْ


لَـهُمْ اَلْجَمَـاْهِيـْرُ صَفَّـقَـتْبِكـُلِّ حَـرَاْرَهْ


وَتَبَسَّمَتْ اَلْقُلُوْبُ وَعَلَتْ رَاْيَاْتُ اَلْاِنْتِصَاْرْ


فـَهـَنَّأَ اَلْجَمِـيْـعُ مُـدَرِّبَـاً سَعَـىْ بِـإِصْـرَاْرٍ


لِيَـغْـمُـرَهُـمْ بِفَرْحَـةِ اَلْـفَـوْزِ بِكُـلٍّ إِثـَـاْرَهْ


فَمَضَتْ لَحَظَاْتٌ قَضَاْهَاْ اَلْجَمِيْعُ بِسَعَاْدَهْ


لِاْنْتِصَـاْرٍ حَـقَّقَتْـهُ أَبْـطَـاْلٌ بِكُـلِّ شَجَـاْعَهْ



بـعد مُضـي أجمل اللحظـات .. خـرجـوا من الملعب .. وأوصـل حيـدر .. صادق .. أكبر .. قاسم لمنازلهـم .. وعاد مع وليد للمنـزل



وليد –عند بوابة المنزل- : كـانت مباراةً رائـعة .. أليس كذلك أبـى..؟


حيـدر –متبسم- : أجـل رائعةٌ جداً



ثمَّ دخلا



زينب –استقبلتهما- : صار الفوز لنـا والحمد لله


حيدر: الحمد لله


زينب: وليد هـل أضع الطعام إليك..؟


وليد: الساعة الرابعة الآن .. ذهب موعد الغداء .. لا أريد شيء سأدرس الآن


حيـدر: لا وليد ستأكل أولاً


وليد: لستُ جائعاً أبتاه صدقنـي


زينب: لا تضغط عليه بُنـي .. سأدعهُ يعوض ذلك في العشاء


وليد -يضحك- : ههههه


زينب: بُنـي تعال وسلم عـلى ابنة خالتك زهـراء .. أنهـا هنا



تغيـرت ملامح أبـي..!


لمـَ يـا تـرى..؟!


هذا لفت انتباهي كثيـراً



حيـدر –أحنى رأسه بحزن- : حسناً


زينب: فلتدخـل أنها بكامل حجابهـا



دخـل مـع وليد وهـو مُحني رأسه

نور عشقي أبا تراب
31-08-2008, 11:00 PM
دخـل مـع وليد وهـو مُحني رأسه



حيـدر: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


زهـراء –السعادة تغمـر روحهـا- : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


حيدر: كيف حالكِ..؟


زهـراء: الحمدُ لله بخيـر .. وأنتَ ما أخبارك..؟


حيـدر: الحمدُ لله بخيـر


زهـراء: وما أخبارك مع العمل..؟


حيـدر: الحمدُ لله .. كل شيءٌ بفضل الباري بخير


زهراء –متبسمة- : الحمدُ لله ، وليد ما أخبارك..؟


وليد: الحمد لله أنني بخيـر


حيـدر: عـن أذنكم الآن



ذهب مسرعا..!ً



وليد: عن أذنكما .. سأذاكر


زينب: أذنك معـك بُنـي



ثمَّ ذهب



زهـراء –بنبرة حزينة: أشعـر أن حيـدر يتضايق كلمـا رآني


زينب: لاااا .. هذا غيـر صحيح .. ولمَ يتضايق..؟!! .. بالعكس بُنـيتي



أخـذ وليد حقيبته وكتبه المدرسيـة و.. ذهب لغرفة أبيـه .. طرق الباب فأذن لهُ والده بالدخـول .. ثمَّ دخـل



وليـد -بخجـل- : أبى .. هـل تستطيع أن تذاكـر إليّ الآن..؟


حيـدر –متبسم بحزن- : بتأكيـد



جلستُ بجـواره والسعـادةُ تغمـرني


ضمنـي بكلتى يـديهِ والـحزن يسيطـر على قلبـه


لـقد فاجئنـي ذلك..!


لمَ هذا الحزن..؟!


لم يكن والدي هكذا أبداً


ليتنـي أستطيع أن أعـرف مآبهِ


ليتنــي..!!



وليد –بحـزن- : أبتـاه


حيـدر: نعـم بُنـي


وليد: مـآبك..؟ .. لم الحزن يسيطـر عليك ..؟ لم أعهدك هكذا أبداً


حيـدر –يتظاهر بالسعادة- : لا بُنـي أنَّي لستُ حزيناً بالعكـس فسعادةُ تملئ قلبـي لما حققه الفريق من نصـر


وليد –في نفسه بأسـى- : لا تجيد أبتـاه التظـاهـر بالسعادة .. لا تجيد



قـلبـي عـلـى حـالكـ يـا أبى تفـطـر


ولـفؤادك الحزينُ هيـمت الروحُ تتألم


ولصمتك الكـئيبُ ظـلَ عقـلي يتحيـر



حيـدر: هيـا وليد .. لنبـدأ


وليد –بنبرة الحزن- : حسناً



ترسمت السعادة فـي أوجه فريق الرمال ومدربهم لما حققوه من نجـاح



جـواد: لـقد كان طعم الفـوزِ طيب المذاق


بـدر: كثيــــراً


ماجد: ويجب في جميـع المباريات أن نذوق هذا الطعم


فـادي: وهذا ما سنسعى إليه


فاضل: كـل هذا يعـود لله ومن ثمَّ أنتَ مدربنـا


صالح: نتمنى أننا لم نخذلك في شيء


أبـا صادق –متبسم- : لا والله لم تخذلونـي بـل أبهجتم قلبـي


ماجد: الحمدُ لله


أبـا صادق: في الأسبـوع القادم يـوم الأحد ستقام المباراة الثانية من الدوري


فـادي: مستعـدون لهـا وبكـل قـوه


أبـا صادق –متبسم- : هذا ما اعتقده .. الليلة لن نجري تدريباً لترتاحون قليلاً .. أما غداً لديكم حصة في الصباح وسنتدرب في العصـر والليل أيضاً .. فهـل أنتم مستعدون..؟


الجميـع: أجـل


ماجد: قـرب الآن موعد الآذان .. يجب أن نذهب لنصلـي


جـواد: أنتَ محق


أبـا صادق: إذاً هيـا بنـا جميعاً للمسجد .. ولا تنسـوا شكر الله سبحانه وتعالى على ما حققناه من فوز



جـاءت أم قـاسم لأبنهـا



أم قاسم: بُنـي .. هـل أديت صـلاتك..؟


قـاسم: نعم أماه


أم قاسم: تقبل الله ..ولكن لمَ لم تذهب لتصلي في المسجد..؟


قاسم: منا ومنكِ أماه .. أمم .. تكاسلت بعض الشيء


أم قاسم: أليست صلاة الجماعة أفضـل..؟


قاسم: بلى


أم قاسم: كان من المفترض أن لا تدع الكسل يسيطر عليك وتذهب لتصلي في المسجد ، ولا تنسـى أن للمسجد روحانيـة وخشوع عاليان ستستشعرهما حينما تذهب لأداء الصلاة


قاسم: صدقتِ أماه ، لن أدع الصلاة تفوتني في المسجد مرة أخرى


أم قاسم: أحسنت بُني .. الآن دعـني أدرسك


قـاسم –مستاء : ليـس الآن أمـاه


أم قـاسم: لـمَ..؟


قـاسم: لأنَّي أريد أن ألعب


أم قـاسم: ليس الآن بُنـي .. لقد سمح أباك إليك بأن تذهب لمشاهدة المباراة وكان ذلك الوقت وقتُ راحتك أما الآن يجب أن تذاكـر أم أنك نسيت التحدي الذي بينك وبين رفاقك..؟


قـاسم –متبسم- : أجل .. أجل .. سأذاكـر



عـاد فـادي للمنـزل



زينب: مبـارك بُني على هذا الفوز الذي حققتموه


فـادي –السعادة ترتسم في وجهه- : هـل شاهدتي المباراة..؟


زينب: بتأكيـد .. حضـرت أيضاً زهـراء وشاهدتهـا معـي .. قبـل بعضة دقائق جاء والدهـا وأخذهـا


فـادي: هـذا جيـد



جاء بعدها حيدر ووليد



حيـدر: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


زينب – فادي -بصوتً واحد- : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


زينب:سنتقدم لخطبة زهراء إليك ليلة الجمعة ولكن ليس في هذا الأسبوع بل القادم


حيدر –فـي هول الصدمة- : هـــــا..؟!!!!



أبـي سيتـزوج..!


زهــراء..!!



وقــفَ لا يــدريْ مــاَ يـــقــول


منْ هولِ الصدمةِ يذرفُ الدموع


بقلبٍ مأسـورً بالأسىَ والهموم


..!..



وليـد –دموعهُ تنحدر على وجنتيه- : ستتزوج..؟!!


حيـدر – مرتبكاً وحزيناً في آنٍ واحد- : أنــ .. أنـا .. ل .. لااا .. أنا .. لـ ..



لـم أحتمـل فـركضتُ مسرعاً إلـى غرفتـي


أراد حيـدر ألحاق به ولكن أوقفهُ فـادي



زينب: ألم تخبـره إنك ستتزوج..؟


فـادي: أمـاه لا تجبري أخي عـلى الـزواج


زينب –بنبرة غضب- : زواجه هـو سعادته .. مـاذا قلت هـل ستزوج أم أنك ستعصي كلامـي..؟


حيـدر –بنـار الأسـى- : سأتزوجهـا


فـادي –مذهولاً- : هــا..!!! .. ستتزوجها..!!


زينب –تضم حيدر متبسمة- : لـقد أسعدتني بُنـي .. سأبدى الآن بترتيب لكـل شيء



ثمَّ ذهبت



فـادي –في حيـرة مما يجري- : أبـا وليد كيف لكَ أن توافق بهذهِ السـهولة..؟!!


غداً إن شاء الله الجزء السادس :)

نور عشقي أبا تراب
02-09-2008, 06:44 AM
الجزء السادس

فـادي –في حيـرة مما يجري- : أبـا وليد كيف لكَ أن توافق بهذهِ السـهولة..؟!!


حيـدر –بعينٍ تبتل بالدموع- : أنتَ تعـرف والدتنا جيداً حـتى وإن تحدثت معها أنتَ ووالدي وإن لم تفتح الموضوع معـي مجدداً ستظل غاضبه عليّ وهذا ما لا أستطيع احتماله مطلقاً .. فمهما يكن إنها والدتي


فـادري –بأسـى- : ووليد..؟!


حيـدر: سأتحدث معه لابدَّ إنه سيعذرنـي


فـادي: أنا سأتحدث معهُ أولاً


حيدر: حسناً


فادي: سأذهب لتحدث معه الآن



اتجهتُ لـغرفة وليـد


كـان البـاب مفتوحاً..!


دخــــــلت


مــا هذا..؟!! .. أهذا وليد..؟!!


لااااا أصدق..!!


مـا هذهِ الدموع التـي تنصبب منه..!!


لــم أراهُ هكذا فــي حيــاتـي..!



كالعيـُّوقِ غـدة عينـاهُ


وكالوابلِ انحدرت دموعهُ


..!..



فـادي –جالساً بجواره- : وليـد يكفـي بكاءً


وليد –باكياً- : لمَ لم يقـل لي بأنهُ سيتزوج..؟! .. لــــــمَ..؟!!


فـادي: أباك لـم يشأ ذلك .. ولكن جدتك من أصـرة .. إن لم يتزوج فستظل غاضبه عليه هـل سيرضيك ذلك وليد..؟


وليـد –والـروح منهُ تتفتت من الألم- : لااااا أريد أمً لااااا أررررررريد



أستاء فادي وأمتلكه الأسى لحالي واليد .. ضمهُ لصدره



فـادي: يكفـي بـكاءً وليــد .. مهمـا سيحدث لا تعتقد بأن والدك سيستبـدلك أو سيغيـر معاملتهُ معك فستظل أنتَ أبنهُ وقـرة عينه .. أرجوك يكفـي بكاءً



ظـل يبكـي إلـى أن تعـب وتسـلل النوم لـروحهِ الصغيـرة .. نامَ بين أحضانِ عمهُ


جـاءَ بعد بـرهة حيـدر .. جـلس بجوارهمـا



حيـدر –بقلبٍ منفطر- : يـا إلهـي لـم أرى وجهه شاحباً هكذا .. أكانَ يبكـي..؟!


فـادي –بنبرة حزينة- : كثيــراً .. بـكـى وبكـى إلى أن أستسلمَ للنـوم


حيـدر: مـا العمـل..؟! .. أشعـر بالتعب الشديد .. كارثة وستحـل بـي


فـادي: صلي على محمد وآله أخي .. لا تقل ذلك وتوكل على الله وبإذنهِ سبحانه ستتحسن الظروف .. لا تكن متشائماً


حيـدر: "اللهُمَّ صَلِ عَلىَ محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ" .. آمـل ذلك


فـادي: سنتـركهُ الآن نـائماً


حيـدر: سأبقـى معه


فـادي: حسناً .. تصبـح عـلى خيــر


حيـدر: وأنتَ مـن أهله



ثمَّ خــرج من الغــرفة .. ضم حيـدر ابنهُ لصـدره وانسدلت دموعهِ عـلى وجنتيه إلـى أن أستسلم لنـوم



وقف عمـر أمـام منـزل أبـا حيدر



عمـر –في نفسه- : هـا أنـا أمـام منزلك القـذر يـا رافضـي باستطاعتـي الدخول والقضاء عليـكم جميعـاً .. ولكن هـذا لـن يطفـئ النـار التـي تشتعـل فـي قـلبـي .. رؤيتك تتعذب هـذا مـا سيخمد النـار في قلبي ويريحني .. لابد من طريقه لإتعاسك يا قـذر



العيوق/نجم أحمر
الوابل/المطر الغزير

يتبـع..

نور عشقي أبا تراب
02-09-2008, 06:45 AM
أعدت زينب العشـاء .. جـاء بعدهـا حسن



زينب –استقبلتهُ بابتسامه تعلوا شفتيها- : مساء الخيـر أبا حيـدر


حسـن: مساء النــور .. أرى السعادةُ ترتسم في وجهكـِ .. أدامها اللهُ عليك يا رب


زينب: أجل أنني سعيدةٌ جداً .. أبنك وافق على الزواج بزهـراء


حسن –مندهش- : مـاذا..؟!! .. هـل هذا صحيح..؟


زينب: أجــل


حسن: ألم تضغطـي عليه..؟


زينب: لااا .. أمام أبنك فادي قال بأنهُ موافق


حسن: هذا غريب


زينب: ما الغريب من هذا..؟ .. هـل أردتَ أن يعيش طيلة حياته من غيـر امرأة تداريه وتهتم به..!


حـسن: لـم أقـل هذا .. ولكن لـم أتوقع بأنه سيتزوج بعد زوجته فلقد كـان يعشقهــا .. ووليد هـل بهذهِ السهولة أقتنع..!! إن الأمـر غريب نوعاً ما


زينب: ليس غـريباً



ثمَّ جـاء فـادي



فادي: مساء الخيـر


حسن: مساء النـور بُنـي


زينب: سأنادي حيدر وأبنه وأضع العشاء بعدهـا


فـادي: لا داعي لذلك أمـاه فهمـا نائمان


حسن: هذا غريب .. ليس من عادة حيدر أن ينام في هذا الوقت


فـادي: ربمـا كان متعباً , فلندعهما يرتاحان


زينب: إذاً سأضـع الطعام على المائدة



ذهبت بعدهــا



حسن: بُنـي .. هـل حقاً وافق أخيكَ على الزواج بزهـراء


فـادي: أجــل


حسن: ألم تضغط عليهِ والدتك..؟


فـادي: إن لم يقبـل بزواج منها فستظل غاضبةٌ عليه لهذا وافق


حسن: لهذا وافق..؟


فـادي: أجـل


حسن: سأتحدث معها .. لا نريد أن تعترينا المشاكــل


فـادي: لـن يفيـد أبـي .. وها قد أعلن موافقتهُ أمامها .. فلا تتحدث معها فهذا لن يفيد


حسن: ووليد..؟


فـادي: بأذن الله سيقتنع


حـسن: أتمنى ذلك



أعدت سكينة العشـاء .. وضعتهُ عـلى المائدة ثمَّ نادت حسن..فادي .. بدءوا بعدهـا بتنـاول الطعـام



حسين –يخاطب سكينة- : مـآبكـِ بُنـيتي شاردة الذهن..؟


سكينه: لا شـيء عمـي


عـلي: لستِ خاليه..!!


سكينة: إنَّي منشغلة البـال عـلى أخـي حيدر


حسين: لمَ..؟ .. ما بهِ حيدر..؟


سكينة: والدتي تضغط عليه كثيراً ليتزوج بزهراء


سـامي –يهمس في أذن سالم- : هـل سمعت..؟ .. سيتزوجها عمـي


سالم: هـذا مؤسف


سامي: أهذا ما استطعت قولهُ..؟


سالم: وماذا تريدني أن أقول أو أفعل..؟


سامي: أن نساعد وليد ، أنتَ تعـلم مدى حبه لوالده ، بل الغيرةُ تعتريه إن أحس إن هنالك شخصاً سيشاركهُ في أبيه .. فلن يقبـل بهذا الزواج


سالم: كيف سنساعده إذاً..؟ .. بأن نمنع هذا الزواج..؟


سامي: أجـل


سالم: لا تضحكني سامي .. ما بوسعنا أن نفعل ..؟.. لاشيء طبعاً


سامي: أنبقى مكتوفيَّ الأيدي ونترك وليد يضيق مرارة العذاب..؟!


سالم: لا بد أن نساعده .. ولكن ليس هكذا


سامي: بتأكيد إنهُ علمَ الآن أن والده سيتزوج .. يا إلهـي كيف أصبح حالهُ.!؟


سالم: سنعـرف ذلك في المدرسة .. غــداً


سامي: أنتَ محق


سكينة –تخاطبهما- : لمَ توقفتما عن الأكل..؟


سامي: لـقد شبعت والحمدُ لله


سالم: وأنـا كذلك


سكينة: إذاً فلتنهضا لتفرشا أسنانكما .. ومن ثمَّ تنامان


سالم –سامي –في آنٍ واحد- : حسناً



مـع مـرور الثـواني .. الدقـائق .. الساعات .. أستيقظ وليد الساعة الثانية صباحاً من الـنوم ليـرى نفسه فـي أحضانِ أبيـه..!


نهـض .. دخل الحمام .. أستيقظ بعد عدة دقائق حيـدر .. خرج وليد بعدهـا من الحمام



حيـدر –بنبرتهُ الحزينة- : صباح الخيـر بُنـي


ولـيد – مكتئباً - : صباحُ الخيــر


حيـدر: أنمت جيداً..؟


وليد: أجـل والحمدُ لله


حيـدر – ناهضاً من الفـراش- : هـذا جيــد .. عـن أذنك الآن


وليد: تفـضل



أشياءٌ كثيرة أردت أن أقـولهـا له


ولكن ملامح وجهه وصـوته


لـم تكونان تسـمح إليّ أن أقـول لهُ شيء


فاكتفيـت بطبع بسمةٍ فـي وجهي


والخـروج بـعدهـا من غـرفته..!



ولـيد –في نفسه- : مـاذا كنـت تـريد أن تقـل إليّ يـا ترى ..؟!! .. ماذا..؟! .. لـم يـكن قلبكَ خالياً هذا ما يقـولهُ قـلبـي لـي



ثمَّ بدأ وليـد يصلي صـلاة الليـل



ينـابيعُ الآلامِ اخترقتْ جذوع قـلبي


ودموعُ العيونِ هطلتْ على وجنتي


وحرارةَ اللهيبُ غدةْ تحرقُ ضلوعي


فهيـمـتْ صـلاةُ الليـلِ تخففُ عنـي


وبطهارتهاَ زيدتْ الأيمانُ في روحـي


وبنقائها زادَ الصبرُ درجاتً في قلبي


..!..

نور عشقي أبا تراب
02-09-2008, 06:48 AM
وقفنا أمامهُ والحيرةَ اعترتْ قـلوبنا


مــنْ حزنــهِ الـذي أضاقَ مهُـجـنـا


وألحاظَ عينه أمتلئ بدموعٍ أذهلنـا


وبــانتْ روحـهِ بالألـمِ تعـجُ فـحيرنا


ما كـانَ عليهِ وليـداً شغل تفكيرنـا


..!..



أكبـر: لـم أرى وليد من قبـل هكذا .. ألا يعرف أحداً منكم ما السبب..؟


سـالم –حزيناً- : أظن أنني أعـرف


أكبر: ولمَ لا تزال صامتاً..؟ .. فلتتحدث


سالم: لابدَ إنهُ علمَ بأن جدتـي تريد من خالي أن يتزوج بزهـراء لهذا هـو متضايق وحزين


قاسم: من زهـراء..؟


سامي: أخت فاضل


أكبر: هـل سيتزوج عمـي حيدر حقاً..؟


سامي: لا نعـرف للآن


قاسم: هـذا سيئ .. إن تزوج لن تكون العواقب سليمة


أكبر –منزعج- : ما هذا التشاؤم قـاسم


قاسم: أكبر أنتَ وأنا وكلنا يعلم بمدى حـب وليد لأبيه وهـذا الزواج لـن يسـر وليد أبداً فلابد من حدوث


سالم: أنتَ محق وهذا ما أتوقعه


أكبـر: لن يحدث شيء بأذن الله وبما أننا أصدقاء لابدَ أن نساعده


سامي: ماذا نفعل..؟


أكبر: أن نتدخـل في الموضوع كي لا يتزوج عمـي حيدر


قـاسم: لاااااااا .. لن يتدخل أحداً منا بهذا الموضوع .. هذا الموضوع الكبار من سيتفاهمون فيه ولسنا نحن .. أتريد أن نكون وقحين بتدخلنا..!


سالم: صحيح


أكبر: حسناً .. دعونا الآن نجلس معه لعلنا نخفف عنه


سامي: أجل أنتَ محق



ثمَّ جلسـوا بجـواره



أكبر: وليد ألا تـريد أن نتفسح معاً..؟


وليد –بصوتٍ حزين- : ليس لدىَ الرغبة فـي الخروج


قـاسم –متبسماً- : لا بأس ونحن أيضاً ليس لدينا الرغبة في الخروج سنجلس معك


سالم: هـذا صحيح .. أم يزعجك أن نبقـى معك


وليد –متبسم بحزن- : لا بـل يسعدني


أكبر: هذا ما اعتقده


قاسم: اليوم لدينـا دروس عند السيد مهدي أليس كذلك..؟


سامي: أجـل .. السبت .. الاثنين .. الأربعاء .. هـذهِ أيام دروسنا عند السيد مهدي لا تنساهـا


قـاسم: هههه .. حسناً ،، جميعكم ستذهبـون.؟


أكبر: بتأكيــد


سالم: وأنتَ وليد..؟


وليد: أتسألني هذا السؤال..! ،، سأذهب بطبع


قاسم: فلتبتسم وليد .. فلم نعهد رؤيتك هكذا


وليـد –ناهضاً- : دعونا نخرج لنتفسح قليلاً قبـل أن يداهمنا الوقت فلم أعد أحتمل الجلوس


أكبر –متقدماً- : هيا بنا



اتصل حسن بابنهِ حيـدر



حسن: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


حيدر: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ.. أهلاً أبتاه


حسن: هـل أزعجتك بُنـي باتصالي في هذا الوقت


حيدر: لا .. لا أبى


حسن: أردتُ أن أسألك هـل أنتَ حقاً موافق على الزواج بزهـراء..؟ .. أمكَ اتصلت بـي منذُ دقائق تـريدني أن أتحدث مع أبا فاضل فهـل أنتَ موافق..؟ .. فأنا لن أتحدث معهُ إلا إذا تأكدتُ بأنك موافق

ألحاظ/مؤخرة العين


غداً بأذنه تعالى الجزء السابع :)

Ahmad
02-09-2008, 11:58 PM
http://www.hawahome.com/MySmiles/Smiles/2007-01-22-12_52_2010x.gif

نور عشقي أبا تراب
04-09-2008, 08:19 PM
وكم تسعدني متابعتكم سيدي الكريم :)

....


سأضع جزئين (السابع+الثامن)لأني لم أدخل يومان لضيق الوقت :)

نور عشقي أبا تراب
04-09-2008, 08:24 PM
الجزء السابع

حسن: أردتُ أن أسألك هـل أنتَ حقاً موافق على الزواج بزهـراء..؟ .. أمكَ اتصلت بـي منذُ دقائق تـريدني أن أتحدث مع أبا فاضل فهـل أنتَ موافق..؟ .. فأنا لن أتحدث معهُ إلا إذا تأكدتُ بأنك موافق


حيـدر –ضاقَ صدره- : تحدث معهُ أبتاه فأنا ... أنـا ...."


أكمل مغمض العينين: أنــا موافق


حسـن: حسنـاً .. مبارك مقدماً


حيدر: لم يحدث شيء بعد


حسن: مادمت وافقت فسيحدث بأذن الله


حيدر: عـلى خيـر إن شاء الله


حسن: إن شاء الله .. إلى اللقاء


حيدر: رافقتكَ السلامة



أغلق بعدها السماعة



حسن –في نفسه- : أنـا متأكد بأنَ هذا ليس ما يريدهُ قلبك وعقلك .. أتمنىَ أن لا يكون هذا الزواج سبباً لحلول المشاكل علينـا .. رحمــاكَ يـا الله .. رحمــاك



ثمَّ طرق البـاب



حسن: تفضـل


حسين: أزعجتـك..؟


حسن: لا


حسين: جاءتنا صفقات وهـي ممتازة ستحبـو علينا بالمال الكثيـر .. فأحببت أن آخذ رأيك


حسن: إن كانت بنزاها فبتأكيد سأوافق


حسين: وهـل أنا من الـنوع الآخر..؟


حسن: حاشاكَ أخـي ، لـم أخبـرك .. أبنـي حيدر سيتقدم لخطبة زهـراء


حسين –الفرحة زادت في قلبه- : هـل أنتَ جاد..؟ .. خبـرٌ مفرح جداً


حسن: أتظن هذا الخبر مفـرح حقاً..؟


حسين: بتأكيــد .."


أكمل والحزن يتسلل لقلبه: لعلهُ ينسـى أبنتـي رحمها الله ويكمل باقي حياتهُ براحةٍ وسعادة


حسن: هـل تعلم مـن حبهِ وعشقهِ لفاطمة لـم أكن أتوقع إنهُ سيوافق على الزواج بأخرى


حسين: مهما كانَ حبهُ لهـا لابدَ أن يبحث عن سعادته فهـي قد ماتت ولن يفيدهُ أن يعيش على ذكراها للأبد ولا تنسى إنهُ مازالَ صغيراً وأبنهُ يحتاج أيضاً لأماً ترعاه وتداريه وتحن عليه وزهـراء بتأكيد لن تقصـر بذلك


حسن: أعلم وأنا سأكون أكثـر راحة لزواجهُ منها .. ولكن زواجهُ منها ليـس عن اقتناع


حسين: كيف ذلك..؟


حسن: زينب هـي من أصرت عليهِ بزواج ولـولا إصرارها لمَ وافق


حسين: مـع مرور الأيام سيقتنـع وستـرىَ السعادة تترسم في وجهه


حسن: لا أعتقد فلا تنسـى وليد كلـنا نعـرف حجم حبهُ الكبير لأبيه لا أعتقد إنهُ سيـكون أبداً على وفاق مـع زهـراء أو آيتي فتاة سـتقوم بدور أمه


حسين: أرجوكَ أبا حيدر لا تكن هكذا سلبياً


حسن: أنا لستُ سلبياً ولكن هذا الواقع وهذهِ الحقيقة لـمَ نكذب على أنفسنـا..؟ .. لـمَ..؟


حسين: مثلما سيقتنع حيـدر وليد أيضاً سيقتنـع .. ما علينا فعلهُ الآن هــو أن نحبب وليد بزهـراء وإن شاء الله ستسيـر الأمور على ما يرام


حسن: إن شاء الله .. آمـل ذلك



أنتهـى الدوام المدرسـي وعـادَ وليــد للمنزل .. أتجه لغـرفته دون أن يـسلم عـلى جدته زينب..!



بينمـا سالم وسـامـي جالسان مع بنين ووسيم يلعبـان سمعا سكينه تخبـر علي وعادل بأنَ أخاها قـد وافقَ على الزواج فتفاجئا كثيراً



سالم: لهذا كان وليد اليوم حزيناً جداً


سامي: أجـل .. لم أتخيـل أن يحدث هذا أبداً


سالم: ولا أنـا


بنين: لمَ توقفتما عن العب معنا


سالم: لـم أعد أرغب بالعب


سامي: ولا أنـا


وسيم: لاااا .. يجب أن تلعبان معنا


سامي: ليس الآن وسيم ،، سيضعـون الطعام



ثمَّ جاءَ حسيـن



حسين: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


الجميع: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


حسين: كيف حالكم جميعاً..؟


سكينه: بخيـر والحمدُ لله


علي: بصحة جيدة والحمد لله


حسين: الحمدُ لله ، بُنـيتي لو سمحتي حضري لنا الغذاء فأني أتضور من الجوع


سكينه –متبسمة- : دقائق وسيكـون جاهزاً


حسين: عادل .. علي .. هـل علمتما بأن حيدر سيتقدم لخطبة زهراء زهـراء


علي –بانزعاج- : للتو علمنا وتفاجئت كثيـراً


عادل: لمَ يفاجئك هذا..؟ .. كان لابد أن يأتي هذا اليوم


حسين: أنتَ محق


علي: لـم يروق إليّ أبداً ما سيحدث


عادل: لـمَ..؟

نور عشقي أبا تراب
04-09-2008, 08:26 PM
علي: أنتَ تعلم لمَ


حسين: لا بأس لنغيـر الموضوع



وضعت زينب الطعام عـلى المائدة وبدأت مع عائلتها بتناوله



حسن –ينظر لوليد- : مـآبك وليد..؟


وليد –مبتسماً ليخفي حزنه- : لا شيء جدي


حسن: إذاً لمَ وجهـك شاحباً هكذا


وليـد: لا جدي أنـا بخيــر والـ..."


قاطعتهُ زينب قائله: أبا حيدر هـل تحدثت مع أبيها في الموضوع..؟


حسن: أجـل تحدثت معه .. واتفقنا علىَ أن تكون الخطبة ليلة الجمعة


زينب: هذا الأسبـوع..؟


حسن: أجـل



لـم أتحمـل ما سمعته..!


أحسستُ بأن قلبـي سينفجر


من كثـرة الغضب والـحزن



مُـلْـئَ القـلبُ بنــارِِ الـغـضــبِ


وهمةْ الدموعُ علىَ الوجنتيـنِ


وضاقَ الصـدرُ فأصبحَ كالغيهبِ


فهامت آثارُ الحزنِ علىَ الجبينِ


..!..



نهضت مسرعاً لدى اعترائي الغضب والحزن لمَ قالته جدتي..!



حسن –أستوقفه- : بُنـي إلـى أين..؟ .. لم تأكل شيء


وليد: لقـد شبعت والحمدُ لله .. عن أذنكم



ثمَّ ذهبَ مسرعاً



حسن: أخبـرونـي ما بهِ وليد..؟



فـلم يجبه أحداً..!



حسن –أعاد السؤال- : قلت ما بهِ وليد..؟


حيدر –بشجا- : لاشيء أبـتاه


حسن: كـل هذا وتقـل لاشيء..!!!


زينب: إن كنتَ لا تصدق فذهب لتتأكد بنفسك


حسن: هذا ما سأفعله .. ،، الحمدُ لله



ثمَّ ذهب



فادي –بصوتٍ خافت- : بدأت المشاكل


زينب: ماذا تقـول..؟


فادي: لا شيء أمـاه .. لا شيء


زينب: لا بأس .. أكملا تناول الطعام


حيدر: الحمدُ لله


أكمـل ناهضاً: شبعت .. عن أذنكما


زينب –غاضبه- : ما بهم..!!!


فادي: أنتِ أعلم أماه


زينب: يكفي فادي


فادي: حسناً .. حسناً سأسكت .. ولكن بما أن حيدر سيتزوج زهـراء تـوقعي في كل يوم حدوث المشاكل


زينب- بغضب شديد- : فـادي...؟!!


فادي: سأسكت



انزعجت من كلامهِ كثيراً .. نهضت وذهبت مسرعه



فادي: سأبقـى لوحدي أتناول الطعام..!! .. لا بأس هذا ليس سيئ على الأقل سيزيد هذا الطعام من نشاطي أثناء العب .. هـهـ



جـلس حسن بجـوار وليـد



حسن: مـآبكـَ بُنـي .. أجبني .. أستخفي عن جدكـ..؟ .. ألا تثق بـي..؟



لـم يتحمـل فبدأ في البكاء وضمهُ جدهُ بحزن شديد



مـلَ قلبـهُ من كثـرة الكمدِ


والسّلوةَ باتت تعجُ بالوهنِ


والحيـاةُ بـدت لهُ كالغــيهبِ


والأمـلُ بدا لروحــهِ كــالآلِ


..!..



حسن –متألم على حال حفيده - : يكفـي بُني ذرف الدموع يكفي


وليد: لا أريدها أن تشاركني بأبي لااااااااااا أريد .. أبي لي وحدي


حسن: هـل أنتَ الذي تقـول هذا الكلام..؟


وليد –يمسح دموعه- : آسف


حسن: لا تتأسف بُني .. ولكن أرواحنا ليست ملكاً لأحد غير الله سبحانه وتعالى .. هـل فهمت قصدي..؟


وليد: أجـل .. ولكن هذا صعب


حسن: لا تستصعب الأمور حتى لا تكون حقاً صعبتٌ عليك .. وستكون بأذن الله زهـراء أماً صالحه إليك فهـي طيبة القلب وحنونةٌ وأخلاقها رائعة جداً


وليد: فوضتُ أمـري لله


حسن –يضمه- : أحسنتَ بُنـي .. أحسنت


وليد –في نفسه- : يـا رب ألهمنـي الصبـر يـــا رب



أخبـر عبـاس أبنهُ فاضل بقـدوم حسن مع أبا وليد لخطبة زهـراء .. سمعت زهـراء ذلك فختلجتها السعادة لمَ سمعته


ثمَّ اتجهت لغـرفتهـا والفـرحة تغمـرهـا



فاضل: لـقد تحققَ ما كانت تتمناه


عباس: أجـل أنتَ محق .. ولكني لستُ سعيداً

نور عشقي أبا تراب
04-09-2008, 08:27 PM
همة/نزلت
الغيهب/الظلمه
الكمد/الهم المكتوم
الآل/السراب
الوهن/الضعف

نور عشقي أبا تراب
04-09-2008, 08:29 PM
فاضل: وأنـا أيضاً
عبـاس: اللهمَ أجعلْ هذاَ الزواجُ خيـراً لنـا
فاضل: يــــا رب

جهـز وليـد نفسه ووضع الكتب في الحقيبة استعداداً لذهاب لـمنزل السيد مهـدي .. عندما انتهى طُرقَ البـاب

وليد: تفضـل
حيـدر: هـل انتهيت من ترتيب أغراضك..؟
وليد: أجل
حيدر –مقترباً منه- : إذاً تعال سأصطحبك فـي طريقي
وليد: إنهُ قريب لا أريد إزعاجك
حيدر – ماسكاً بيده- : لن تزعجنـي وهيـا بنـا

ضـمَ وليـد أبيــه باللهفة

وليد: أبتــاه أحبـــك
حيــدر –بنبـراتهُ الحزينة- : وأنـــا كذلك بُنـي
وليد: لن يغيـركَ هذا الزواجُ عليّ .. أليسَ كذلك..؟
حيـدر: بتأكيد .. لا شيء سيغيـرني على نور عينيِ

امتلأتْ السعادةُ قلبــي لمَ سمعتهُ من أبي
كــمْ أحبكَ يـا أعظم الآبــاء
كــمْ أعشقـكَ يـا أحن الآبـاء
كنتَ ولا زلـت
تــاجاً لرأسي
ونبــضاً لقلبــي

حيدر –متبسم- : أنذهب الآن
وليد –متبسم هـو الآخر- : أجـل

تنـزهه عمـر بسيـارته الجديدة والـملل يعتـريه

عمـر –في نفسه- : لـقد مللت .. متـى فقط يجلب ذاك لي أخبـارهم لأبدَ بالتخطيط

صادفه في طريقهِ فادي الذي كانَ يسير مع جواد

فأكمل قائلاً: أوه من هذا..؟! .. كأنهُ أخَ حيـدر .. أجـل إنهُ هـو .. ولكن من ذاك الـذي معه..؟! ، ليس هذا مهماً .. سألعب معهُ قليلاً .. ههههههههه .. سيكـون ذلك مسلياً

جـواد: فــادي لـمَ أنتَ صامتاً هكذا..؟
فـادي: لاشيء جواد
جواد –منزعج- : طيلة الوقت وأنت لم تتفوه بكلمة واحدة .. هذا لا يروقُ لي
فادي –متجاهلاً ما قاله- : قـال فاضل أنهُ سيأتي معانا وبدل رأيه هذا غريب
جواد: هـذا ليس غريب بـل أنتَ الغـريب

بينمـا هما يتحدثـان وضع عمر اللثام على وجهه وزاد فـي سـرعة السيـارة متجهاً لفـادي .. رآهُ جواد متجهاً بسيارته نحـو فـادي

جواد –صارخا وممسكاً بيدِ فادي - : فـــــــادي أبتعد

فأصابتهُ السيارة بضـربةٍ فـي رجلِهِ اليمنـى فوقعَ أرضاً وفـرَ عمـر هارباً بسيارته

جواد –جالساً بجانب فادي- : فــــادي .. هـل أنتَ بخيــر..؟ أجبنــــي
فادي –يتألم بشدة- : أ .. أجـ .. أجـل .. لـكن .. هذا .. مـؤ .. مؤلم .. قـد ..قـدمـي .. آه .. آآآآآآآه
جواد –يخاطب الناس- : فليساعدنا أحدكم أرجوكم
أحد الرجـال: ساعدني على نقله لسيارتي أنهـا هنا لنأخذه للمشفـى

فساعده جواد وبعضاً من الناس لوضعهُ في السيارة

وصـل وليد لمنـزل السيد مهـدي والسعادة تغمـره ، كانَ أول الواصلين

وليد: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ
السيد مهدي –متبسم- : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ

اتجهتُ لأستاذنا الجليل وقبّـلتُ يديه
والفــرحة تغمـرنـي

سيد مهدي: أتمنى أن أراكـَ دائماً هكذا
وليد –خجلاً- : شكراً
سيد مهدي: أجلس بُنـي

فجلسـا

سيد مهدي: وليد بما أنكَ هنا سأخبـركَ بشيء
وليد: ما هو..؟
سيد مهدي: بـعدَ أسبوعان سأسافـر
وليـد: هـل هذا صحيح..؟ .. إلـى أين..؟
سيد مهـدي: إلـى كربـلاء

آه..!
كـربلاء..!
لطـالمـاَ تمنيتُ أن أزور تلكَ الأرضُ الطـاهـرة

صبــابةً لـتلكَ الأرضُ الطـاهـرة
غـدةْ كـالنشيجِ تحنُ متلهفة
لمشهدِ الحسينُ باتتْ مشتاقةً
وبـجوارُ قبـــرهِ مُكـوثــاً تمنـت

وليد: هـذا خبـراً رائع
سيد مهدي: أجـل .. ولكنَّي هذهِ المرة سأغيب فترة أطول .. ألا وهـي سنه وربما أزيدُ بضعة أشهـر لستُ متأكداً
وليــد: أهـــا .. سنشتــاق إليك كثيراً
سيد مهدي: وأنــا أيضاً
وليد: لكن لمَ ستطيل المكوث..؟
سيد مهدي: لأنَّي سأدرس وأَُدرس أيضاً
وليد: ونحن..؟
سيد مهدي: تحدثتُ مع أحد المشايخ هنا وقالَ لي إنهُ لديهِ الاستعداد لتدريسكم لو أرتم ذلك .. لهذا عندما يأتي الجميع سأحدثهم بهذا الأمر وإن وافقوا سأطلب منهُ أن يكمل ما بدأنا به وعندما أعود سأكمل لكم
وليد -خجلاً- : عن نفسي أريد أن أنتظرك إلى أن تعود وتكمل بعدها ما بدأتهُ معنا
سيد مهدي –متبسماً- : إن شاء الله خيراً
وليد: إن شاء الله
سيد مهـدي: وليد .. غـدي دائماً قلبـكَ بالإيمان وتـذكر قـولهِ تعـالى:"َلا تتَّبِعُواْ خُطوَاتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكمْ عدُوٌّ مُّبِينٌ".. صدق اللهُ العلي العظيم
وليد: هـلي بسـؤال..؟
سيد مهـدي: تفضـل
النشيج/حرارة الشوق

نور عشقي أبا تراب
04-09-2008, 08:30 PM
سيد مهـدي: تفضـل


وليد: كثيـراً ما تنبهـني أنـا بذات..!! .. هـل بذرَ منـي تصرفاً خاطئ..؟


سيد مهدي: لم أرى منكـَ تصرفات خاطئة أو سيئة والحمدُ لله ولكن لا تنسـى قـولهِ تعـالى :"وَذَكّـر فَإنَّ الذِّكرَى تَنفَـعُ المُؤْمِنِينَ" صدق اللهُ العلي العظيم


وليد –متبسماً- : صدق اللهُ العلي العظيم .. صدقت في ذلك



وصـل حيـدر لمكتبه عندما أراد الدخول أستوقفهُ صادق



صادق: أبـا وليد


حيدر: نعـم


صادق: "اللهُمَّ صَلِ عَلىَ محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ"


حيدر –والخـوف تسلل لقلبه: "اللهُمَّ صلَّ علىَ محمَّدٍ وآلِ محمدٍ" .. ماذا حدث..؟


صادق: أخيكَ فـادي .. هنـا


حيـدر – الخوف تسللَ إليه -: أخــــي..؟ .. هنـا..! .. لمَ...؟ .. مـآبه..؟


صـادق: لا تقلل إنهُ بخيـر إنصاب في قدمه .. الحمدُ لله لم تكن إصابته خطيـرة


حيـدر: خــذنـي إليهِ بسـرعة



أخــذهُ إليه .. كانَ نائماً وبجوارهِ جواد



حيـدر: جواد كيف حدث هذا..؟


جواد: إنهُ حادث .. ولكني أظنهُ كان متعمداً


حيدر: مـن كانَ في السيارة ألم تراه..؟


جواد: كانَ متلثمَّاً


صادق: لقد هربَ مسرعاً .. هذا يعني إن الحادث فعلاَ كانَ متعمداً


حيـدر: لا يجب أن نستبق الأمور


صادق: كـل الذي حدث وتقل بأننا نستبق الأمور..!! .. من فعل هذا لابدَ إنه عمـر


جواد: هـذا ما توقعتهُ أنا أيضاً


حيدر –يحاول تغير الموضوع- : هـل هـو بخيـر الآن


صادق: أجـل إنهُ بخيـر والحمدُ لله


حيدر: هـل أبلغتما عائلتي


صادق: أجـل أبلغتهم .. لابدَ إنهم في الطريق الآن


جــواد: أنـا سأذهب


حيدر: إلـى أين..؟


جواد: إلــى الملعب لابدَ أنهم ينتظرونا .. سأخبرهم أيضاً بما حدث


حيدر: حسناً حفظك الله .. أنتبه لنفسـك


جواد: وأنتَ أيضاً انتبه لنفسـك ولعائلتك فأن كان من فعل هذا عمـر سيكـررها ويكـررها فلابدَ من الحذر


صادق: إنهُ محق


حيدر: حسناً


جواد: إلـى اللقـاء


حيدر –صادق –بصوتٍ واحد- : رافقتك السلامة



بـعد دقائق معدودة جـاءت زينب وسكينه



جـارةْ والقلبُ منَ الخوفِ خـلــوعْ


عـلىَ إبنها تأنُ وتـذرفُ الدمــوعْ



زينب –تنظـر لأبنها بدموعٌ تنحدر على وجنتيها- : مـن الذي فعلَ بك هكذا بُنـي..!!!


حيدر: اهدئي أماه أنهُ بخيــر إنصابة في قدمه ولكن الإصابة ليست خطيرة والحمدُ لله


سكينه: من فعل بهِ هذا..؟


حيدر: للآن لم نعـرف


صادق: لابدَّ إنه عمـر


زينب: عمـر..! .. أخرجَ من السجن..؟


صادق: أجل منذُ أيام فقطً


زينب: يـا إلهـي إذاً لن يدعنـا في حالنا


سكينه: لا تخافي أماه .. إن الله سبحانهُ معنا


حيدر: لا يوجد شيء يؤكد بأن عمـر كان السبب في الحادث



ثمَّ طُـرقَ البــاب



صادق: أدخــل


رضاء: مساء الخيـر


حيدر: أهلاً مساء الخيـر


رضا: هـل هـو بخيـر..؟


صادق: أجـل والحمدُ لله


زينب: بُنـي رضـا .. ألم تعرفوا من فعل هذا بابني..؟


رضـا: لـقد عرفنـا من


كلهم في آنٍ واحد: مـن...!!


رضــا: عمــر ، بعضاً من الناس قد رأوه


صادق: هذا ما كنتُ أتوقعه


زينب: ومـا العمــل..؟


رضـا: ستقـوم أحدى الدوريات بمراقبة منزلكم .. ولابدَ أيضاً من وضع حراس لمراقبتكم شخصياً فعمـر أثبت لي اليوم إنهُ كعائلته خطيـراً جداً


صادق: صدقت


حيـدر: أنـا لا أحتاج لأحدً يدافع عنـي


زينب: لا .. هكذا لن أكن مطمأنةٌ عليك


حيدر: أنا أستطيع الدفاع عن نفسي لا تقلقي عليّ


رضا: عمـر خطيـر جداً .. هـل تفهم معنـى ذلك..؟


حيدر: اللهُ معـي فلمَ الخوف منه..!!


رضـا: والنعمَ بالله .. لن أضغط عليك .. ولكن باقي عائلتك سيكونون تحت المراقبة لسلامتهم إلى أن يتم القبض عليه


حيـدر –متبسم- : إن شاء اللهُ خيراً


صادق –في نفسه- : يـا لبرودةِ أعصابكَ يا حيدر


حيدر –ينظر لساعة- : قـرب موعد صلاة المغرب


رضا: أجـل .. عن أذنكم سأذهب الآن .. تقبـل الله مقدماً


صادق: منـا ومنكم إن شاء الله


حيدر: إن شاء الله ، أمـاه .. سكينه هيـا بنا سآخذكما للمنزل قبـل ذهابِ للمسجد


زينب: سأقوم بتأدية الفريضة هنـا ، أريد أن أبقـى بجوارِه


حيدر: أمـاه سيكـون بخيـر .. هناك أطباء وممرضات سيعتنونَ بهِ فلا تقلقي عليه .. هيــا بنــا


سكينه –واضعةً يديها على كتفيّ أمه- : هذا صحيح .. هيـا بنا أماه


حيدر: ستذهب معنا صادق..؟


صادق: سأصلي هنا .. لديّ أشياء يجب أن أقوم بها


زينب: أعتنـي بابني


حيدر –متبسماً- : لا تقلقي عليه .. إنهُ في أيداً أمينه


زينب –متبسمة- : هذا ما اعتقده


صادق –متبسماً هـو الآخر- : شكراً على هذهِ الثقة



جلس عمـر بجانب الشاطـئ



عمـر في نفسه: لابدَ أن أكن حذراً .. ربمـا أحداً رأى ملامحي فأن علموا بتأكيد أنهم الآن يبحثون عني

نور عشقي أبا تراب
04-09-2008, 08:33 PM
الجزء الثامن


أراد عبـاس الخروج



زهراء –استوقفته- : أبتاه .. سأذهب معكَ


عباس: ليـس اليـوم بُنيتي غداً سأصطحبكِ معي لزيارته .. أما الآن فلابدَ إن رفاقه موجودينَ معه .. فليس اليوم حسناً


زهـراء: حسناً أبتـاه .. أوصل سلامي له


عباس: إن شاء الله .. نسيت أن أخبركِ ستتأجل الخطبة لليلة الخميس في الأسبوع القادم .. أتصلَ بي حسن وعندما أخبرني بما جرى قالَ بأنهم سيؤجلونها لأجل فادي


زهـراء: لا بأس


عباس: إلى اللقاء


زهـراء: حفظك اللهُ ورعاكَ أبتاه



جالت الفـرح فـي قلب فـادي لوجود أصدقائهُ وأبيهِ معه


.. بعد برهة جــاء حسين وخــلفهم جــاء حيــدر وعبــاس وأبــا صادق



الحانُ السعادةٍ أندحتْ في قلبي


فــأبعدتْ شجـــوً من نسيمـي


لوجودُ الأحبـابِ متجمعةً حــولي


فـنسيـتُ كـل ألمٍ في قـــدمـي


..!..



أبـا صادق: يسعدني أن أراكَ بخيـر


بــدر: للأسف لن تكون معنا في المباراة القادمة .. ولكن ثق بأننا سنحقق النصـر الثاني


ماجد: أنتَ محق ولأجلك سيكون هذا النصـر


فادي: من قالَ بأنَّي لن أشارك في هذهِ المباراة..؟


حيدر: أصابتك لا تسمح لكـَ بالمشاركة


فادي –مستاء- : لاااااا .. سأشارك مهما حدث .. في هذهِ المباراة


حسن: بـُنـي لا تترك العجلة تسيطـر عليك


حيدر: هكذا ستعرض نفسـك للخطـر وربما تكون آخر مباراة ستلعبها .. فـلا تكن عجولاً


أبا صادق: إنهما على حق .. وأنا لن أدعكَ تشترك في إي مباراة إلا إذا شُفيتَ تماماً


فــادي: حسناً .. ليس لديّ إلا الصبـر


جـواد: ومـا أجمل الصبـر يـا أخي


صالح: هــذا صحيح


عبـاس: سأذهب الآن .. الحمدُ لله أنكَ بخيـر .. أعتنـي بنفسك جيداً


فادي: إلـى أين..؟ .. مازال الوقتُ مبكـراً


أبــا صادق: ونحن أيضاً سنذهب لندعكـَ ترتاح


فادي –والبسمة انطبعت في شفتيه- : راحتي بوجودكم معي


حسين: حـتى وإن .. لا بدا أن نتركك لترتاح


عباس: أبنت خالتك ترسل لكَ سلامهـا


فادي: سلمها الباري من كل شر يا رب وأنتم كذلك .. أوصل سلامي لها أيضاً


عباس –متبسم- : سيصـل إن شاء الله


حيدر –متبسم- : أعذرونـي سأطردكم ... انتهت الزيارة .. هههه


هاني –مازحاً- : ههههههه .. كنـا سنخرج قبل أن تقولها فهذا يعني أنك لم تستطع طردنا .. هههههه


حيدر –مازحاً أيضاً- : إذاً خيــرها في غيـرها .. الأيام قادمة .. ههههه



ثمَّ ضحك الجميـــع


ودعوا فادي وخـرجوا جميعهم .. إلا حيدر عندما أراد الخروج أستوقفهُ فـادي



فــادي: إلـى أينَ ستذهب..؟


حيدر: لأصطحب وليد من المسجد .. لقد تأخرتُ عليهِ كثيــراً ولابدَ إنهُ الآن في المسجد مع سيد مهدي


فادي: ألم يعلم بما أصابني


حيدر: لا للآن لم يخبـرهُ أحد .. ولكنَّي سأخبـره ثمَّ سأحضرهُ إليك فلن يغمض لهُ جفن إلا إذا رآك بخيــر


فادي : إذاً سأكون بانتظاركما


حيدر: حسناً .. أعتني بنفسك .. وداعاً


فادي: إن شاء الله



جلس وليد ينتظر والده في المسجد ولم يكن معهُ إلا السيد مهدي وجماعه من الرجال كانوا يستمعون لحديث سيد مهدي الذي كــانَ يعظهم ويـرشدهم



أذانٌ لــرنيــنـهِ مسـتمعه


وأفـئدةٌ للعلمي متجمعة


وبعلمهِ الإيمــانُ هـــيمه


لـطاهـرة روحـــهُ شغله



بعد دقائق معدودة أنتهـى من الحديث فبـدأ من في المسجد يسـلمون عليهِ ويخـرجون

نور عشقي أبا تراب
04-09-2008, 08:34 PM
وليــد –في نفسه- : تـأخــر أبتــي كثيـراً .. كان يجب عليّ أن أذهب مـع سامي وسالم أو أكبر أو قاسم .. الجميـع يخرجون .. سأظل هنـا لوحدي..!!


سيد مهدي –متجهاً إليه- : مـآبك بُني جالساً لوحدك..؟


وليد: أنتظـر والدي


سيد مهدي: إن كنت في عجلةٌ فسأصطحبك بنفسي لمنزلكم


وليد: لالالا .. سيأتي الآن أبتي لابدَّ إنهُ في طريقهِ إلى هنا


حيـدر –داخلاً المسجد- : اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


من في المسجد: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ



ثمَّ أقتـربَ من لسيد مهدي وقبـّل رأسه ويديه



حيدر: مـا أخباركم سيدنا..؟


سيد مهدي: الحمدُ لله بخيــر .. وأنتم..؟


حيدر: أدامهُ الله عليكم يا رب ، بخيـر والحمدُ لله .. وليد أعذرني على تأخري عليك ، لكن عمك تعرض لحادث ولكنهُ الآن بخيـر والحمدُ لله


وليد –بخوف- : عمــي..!!!


سيد مهدي: سلامته


حيدر: سلمك المولى من كل شر


وليد: خــذني إليــه


حيدر: حسناً


سيد مهدي: سأذهب معكما إن لم يكن لديك مانعاً لأطمأن عليه


حيدر: ليس لدي مانع بطبع



وصـلَ حســن للمنــزل .. استقبلتهُ زينب



حسـن: مساء الخيـر


زينب: مساء الخيـر .. كيف حالهُ الآن..؟


حسن: إنهُ بخيـر والحمدُ لله


زينب: متأكد..؟


حسن: أجل .. لا تقلقي عليه إنهُ بخيـر


زينب: الحمدُ لله .. هـل أضع العشـاء إليك..؟


حسن: أين حيدر ووليد..؟


زينب: للآن لم يعودا


حسن: إذاً سننتظرهما لنتعشـى جميعاً


زينب: كما تشــاء



وصـل حيـدر .. سيد مهدي .. وليد .. للمستشفـى اتجهوا لغرفة فادي .. طرق حيدر الباب ودخـل .. كـان علي .. عادل .. صادق .. موجودين



سيد مهدي: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


علي –عادل –فادي –في آنِ واحد- : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ



أتجه عادل .. علي .. صادق لسيد مهدي وقبّلوه في يديه وجبينه



عادل: تسعدنا رؤيتك سيدنـا


علي: كثيــراً


سيد مهدي: وأنــا أيضاً سعدت كثيراً لرؤيتكم



جلس وليد بجوارِ عمهِ



وليد: عماه .. هـل أنتَ بخيـر..؟


فادي –متبسم- : أجـل أنَّي بخير والحمدُ لله


سيد مهدي: ، حمداً لله على سلامتك .. سررتُ لرؤيتك بخيـر


فادي: سلمك الله من كل شر


سيد مهدي: سأذهب الآن


حيدر: إلـى أين..؟ .. للتو جئت


سيد مهدي: لديّ أعمال يجب أن أقوم بها ، أحببتُ أن آتي للاطمئنان عليه فقط ، نسيت أن أخبركم .. أنَّي مسافرٌ بأذن الله بعد أسبوعان لكربـلاء


علي: هــذا خبــرٌ رائع .. خذني معك


سيد مهدي –متبسم- : بكـل سرور


عادل: ستذهب حقاً..؟


علي: لا .. كنتُ أمزح .. يستحال أن أذهب الآن فظروف عملي لا تسمح لي .. أوصل ســلامـي لأبى عبد الله الحسين عليه السـلام


صــادق: وأنــا كذلك


فــادي –عادل : وأنـــا


سيد مهدي: سيصـل بأذن الله


حيـدر: زيارةٌ مقبولة إن شاء الله .. لا تنســانا من الدعاء .. وأوصل سلامي لأبــى عبد الله الحسين وأخيهِ أبـا الفضل عليهما السـلام وأولاده وصحبهِ أجمعين


سيد مهدي: إنشاء الله


عادل: مـاذا عن دراسة الأولاد..؟


سيد مهدي: أردت أن أدع أحد علمائنا يكمل فــي تدريسهم ولكنهم رفضـوا وقـالوا بأنهم سينتظرون عودتي وأكمل بعدها معهم ما بدأناه


حيدر: أهذا يعني إنكَ ستتأخر في العودة..؟


سيد مهدي: أجل .. سنةُ ربما أو .. أو أكثر .. لأنَّي سأدرس وأُدرس أيضاً لهذا سأتأخر


حيدر: موفق إن شاء الله .. أثابكـَ الباري


سيد مهدي: وأنتم معنا بأذن الله .. سأذهب .. حفظكم الله


حيدر: سأوصلك


سيد مهدي: لا أجلس معهم لا أريد إفساد جمعتكم .. سأذهب لوحدي


صادق: لا .. لن تذهب لوحدك سيدنا .. أنا سأوصلك في طريقي .. فدوامي قد انتهى


حيدر: هـذا جيد .. ماذا قلت سيدنا..؟


سيد مهدي –والبسمة تتلألأ في وجهه- : حسناً


صادق: إلـى اللقاء .. اعتنوا بأنفسكم



ودعوهما ثمَّ ذهبا



علي –ينظر لحيدر بصرامة- :حيـدر هـل أستطيع التحدث معك على إنفراد


حيدر: بتأكيد .. لنخرج



ثمَّ خـرجـا



علي –وهما يمشيان- : سمعت إنكَ ستتزوج.؟!



فـلم يجب..!!



علي: لـمَ لا تجب..؟! .. أحقاً ستتزوج..؟


حيدر –بتعابير غامضة- : أجــل


عـلي –لم يستحبب ما سمعه - : أينَ ذاك الذي قال لنا لن أتزوج بعد زوجتي مهما حدث..؟!


حيدر: أرجوك لا تعاتبني هذا ليـس بيدي


علي: ليس بيدك..؟!! .. إن لم يكن بيدك فبيدي من..؟ .. أرجوك لا تضحكني


عادل – خلفهم- : أبـا سالم يكفي هذا

نور عشقي أبا تراب
04-09-2008, 08:36 PM
عـلي: لا أريد أن تحدث مشاكل بسبب هذا الزواج ، لن يتقبـل ابنك أمٌ بديلة عن والدته يرحمها الله
حيدر: تحدثَ والدي معه واقتنع والحمدُ لله
علي: حتى وأن تظاهر بأنهُ راضياً .. فليس هذا ما يريده ويتمناه
عادل: تفاءل بالخير

بين تلك الأثناء ظـل فـادي يتحدث مع وليد

وليــد: ألن تستطيع العب معهم في المباراة القادمة..؟
فادي: للأسف لا
وليد: ستعوض ذلك إن شاء الله في المباريات الأخرى .. ولكن كيف حدث الحادث..؟
فادي: مجـرد حادث وليد والحمدُ لله انتهى على خير
وليد: الحمدُ لله
فادي: لـقد أجلوا الخطبة
وليد: هــل هذا صحيح..؟
فادي: أجل .. ستكون ليلة الخميس في الأسبـوع القادم
وليد –متغير الملامح- : على خيـر إن شاء الله

جاء حيــدر

فادي: أين هما..؟
حيدر: لـقد ذهبــا .. ويسلمان عليكما
فادي: ذهبا بسرعة
حيدر: أجـل ، يجب أن نذهب أيضاً .. أنتهـى دوامـي وأبـي اتصل بـي لنسـرع في العودة
فـادي: خذني معكما لا أريد أن أبات هنا
حيدر: لا أستطيع أن أخرجك إلا بعد ثلاثة أيامٍ على الأقل .. تحلى بالصبـر أخـي
فادي: إن شاء الله
حيدر: أعتني بنفسك .. هنالك حارسان من الشرطة يحرسان غرفتك في الخارج
فادي: لـمَ..؟ .. أنا لستُ خائفاً منه
حيدر: حـتى وإن .. لابدَّ من الحذر

صـرتُ أناظرهم بحيـرة
عـن ماذا يتحدثون..؟!!
لـمَ الحراس..؟!
مـا الذي يحدث..؟!
أستمعتوا لحديثهما بصمت
والأفكــار تدور فــي عقــلي

أحداثٌ جعلـتْ الأفكـارَ تتخلدُ
فــيْ عقلٍ ظـلَ يـرددُ
فيْ قلبهِ ماذاَ يجري..!
ولكنْ لا جواب لسؤلي
..!..

ودعا فادي وذهبــا

جلس أكبـر مع والديه يتحدثون

أكبـر: أبــى لـمَ الأمهات يتدخلنَ في كل صغيرةٍ وكبيره تحدث لأبنائهن..؟
أبا أكبر: هههههه
أكبر: أنِّي أتحدث بجد
أبا أكبـر: ليـس جميع الأمهات تصرفاتهن وأخلاقهن وتعاملهن مع أبنائهن نفس الشيء .. هـذا يـا بُني يعتمد على ثقافتهن ووعيهن وأيضاً مدى تمسكهن بالدين .. فكلما تمسكنَ بالدين عرفنَ الطريقة الصحيحة لتربية أولادهن
أم أكبر: هــذا صحيح .. هنالك أشياء تخصُ الأبناء لابدَّ من الآباء والأمهات التدخل فيها لأن الأولاد يجهلون مدى خطورتها أو سعادتها عليهم .. ولكن بعضها لا داعي للوالدين التدخل فيها فالأولاد أيضاً لهم الحرية
أكبر: هذا صحيح .. صدقتما في ذلك ، إذاً عندما أكبر وأتزوج وتموت زوجتي لن تصري عليّ بزواج مرة أخرى أليس كذلك أماه..؟ لأن هذا لا يجب التدخل فيه .. فإن لم أُرد الزواج لا يحق لأحدٍ التدخل في ذلك
أبا أكبر –يضحك بشدة- : هههههههههه .. بهذهِ السرعة حكمة على عليها بالموت السريع وهي لم تأتي بعد
أم أكبر: ههه .. صدقت في ذلك .. لا تقلق بُني أنا لن أتمنى إلا سعادتك
أكبر: ولا تقولي لي إن سعادتي بزواج مرة أخرى .. حسناً..؟
أبا أكبر: ههههه .. مآبك اليوم بُنــي..؟ .. هههههه
أم أكبر: لابدَ أنهُ سمعَ شيء جعلهُ يقـول كل هذا
أكبـر: لاشيء ولكن أريد أن أطمأنَ على مستقبـلي
أبا أكبر: هههههه .. إن لم تجبرك والدتك على الزواج مرةٍ أخـرى هذا يعني إنك في طمأنينة على مستقبلك..؟
أكبر –متبسم- : أجل .. فهذا الموضوع يسبب الكثير من المشاكل وأنا لا أريد آيتي مشاكل مع أطفالي
أبا أكبر –متعجباً- : تريد أن تنجب إليك أطفال ثمَّ تموت ولا تتزوج بعدهــا..؟!!
أم أكبر: يـا إلهـي ما هذا التفكيــر أكبر..؟!!
أكبر: لالاااااا .. ليس هذا قصدي .. أنا أقصد لو توفيت .. ولكن ربما يكون عمرها طويل وأمت أنا قبلها .. بعدها لابدَ أنها ستتزوج غيري .. النساء أغلبهنَ هكذا
أم أكبر: أطال اللهُ في عمركَ بُني .. لا تتحدث في مواضيعٍ تكبر سنك وأنسـى هذا الموضوع وأهتما بدراستك
أبـا أكبر: ههههه .. حان الوقت لتخلد لنوم هيـا .. فلتنهض
أكبر: حسناً

قبـّل رأسيّ والديه

أم أكبر: لا تنسى أن تفرشَ أسنانك قبـل النوم
أكبر: حسناً .. تصبحان على خيـر
أم أكبر: وأنتَ من أهل الخير بُنـي
أبا أكبر: وأنتَ من أهله

ثمَّ ذهب

أم أكبر –في حيرة- : ما هذا التفكير..!!
أبا أكبر: أضحكني كثيراً .. هههههههه
أم أكبر: يجب أن ننتبه لهُ جيداً
أبـا أكبر: لا تقلقي عليه ، لكنه صدق في شيئاً واحد
أم أكبر: ما هو..؟
أبا أكبر -مازحاً- : بأن أغلب النساء يتزوجن بعد وفاة أزواجهن .. ههههههه
أم أكبر: بل في هذا أخطـأ فالرجال هم من يتزوجون بعد وفاة زوجاتهم وبأسرع مما يكون
أبا أكبر: ههههه .. ربما
أم أكبر: بل مؤكد


وصـل حيدر وأبنهِ للمنــزل

حسـن: تأخرتمــا..!
حيدر: قضينا وقتٌ ممتع مع فادي فنسينا الوقت
زينب: هـل هو بخير..؟
حيدر: أجل
وليد: أبتاه هل تستطيع أن تذاكر إليّ الآن..؟
زينب: بعد العشاء
وليد: لا أريد .. سأذاكر وأنام
حيدر: هذهِ الأيام لا تأكل إلا القليل .. لا .. ستتناول الطعام ومن ثمَّ سأذاكر إليك وبعدها تخلد إلى النوم
وليد: لا أرجوكَ أبــى .. أشعر بنعـــــــــاس .. أريد أن انتهي بسرعة لأنام .. أرجوك
حسن: لا بُني .. يجب أن تتناول العشاء معنا .. أنظر إلى وجهك إنهُ شاحباً .. لـمَ كـل هذا وليد..؟!
وليد: أنـــا بخيــر .. لا أريد تناول شيء أرجوكما لا تضغطـا عليّ
زينب: لا تضغـطا عليه إن أحس بالجوع فسيأكل
حيدر –صارماً- : لا لن أتركهُ لتتدهور صحته هكذا .. ستأكل معنا وليد
وليد: لاااااا .. أشعر بنعـــــاس الشديد ، غداً سأكل صدقني أما الآن فأريد أن أذاكر وأنام
حيدر –في حيرةٍ- : حسنــاً .. هيــا بنــا
حسن: سننتظـرك
حيدر: فقدتُ شهيتي .. سأذاكر إليهِ وأخلد إلى النوم أيضاً .. تصبحان على خيـر .. هيا بنـا وليد

ثمَّ ذهبــا

حسن –بحزنٍ شديد- : حتى أنا فقدتُ شهيتي
زينب: مـا بكـم..؟ .. لـمَ هذا الحزن الذي سيطر على الجميع ..؟!! .. لم نكن نحن هكذا
حسن: فكــري جيداً وستعرفين الجواب .. عن أذنكـِ سأخلد إلى النوم أيضاً

بـدأ حيدر بالمذاكرة لــولـيد

وليد –بحزن- : هـل بسببِ فقدتَ شهيتك..؟
حيـدر: لا وليد .. أكمـل دراستك

الكـل أمتلئ قلبه بالحزن والألم
غابت البسمة من هذا البيت
لـمَ يـا تـرى..؟

مــا لهـذاَ المَـنزلِ مَلكهُ الشجـى..؟!
والظلمةُ أحاطتْ بأعمدتهِ الحسنى
..!..

.. غداً بأنهِ تعالى الجزء التاسع:)

نور عشقي أبا تراب
06-09-2008, 05:57 AM
الجزء التاسع


انتهـى من المذاكرة .. استلقى على فراشه وسجَّى حيدر الغطاء عليه



حيدر –قبـلهُ على جبينه- : تُصبح على خيـر بُنـي


وليد: وأنتَ من أهل الخيـر


حيدر: أحلامً سعيدة


وليد –بنبرة حزينة- : ولكَ أبى



تبسمَ حيــدر في وجهه .. أطفـئ الأنوار .. خرج بعدهـا



جـلس عـلي يتحدث مع زوجتهِ سكينه



علي: تجادلتُ مع أخيكـِ بسبب موافقته على الزواج هذا اليوم


سكينه: لـمَ فعلت ذلك..؟ ، أمي من أصرت عليه .. ما ذنبهُ..؟


علي –منفعلاً- : كانَ يستطيع أن يصرَ على رفضه


سكينه: حتى وإن أصرَ على رفضه ستظل أمي تحنُ عليهِ وتحن .. ولو قبـلَ بالزواج من نفسهِ ما الخطـأ في ذلك..؟ .. ألا يحق لهُ أن يتزوج..؟


علي: لكنهُ قالَ بأنه لن يتزوج بعد أختي


سكينه: قــالهــا فعلاً .. ولكن كـل الظروف ضده .. فما بوسعهِ أن يفعل..؟!


علي: أسبابٌ ليست مقنعه


سكينه: لـو كانت أمكَ رحمها الله على قد الحياة وظلت غاضبه عليك .. هـل هذا سيريحك ويسرك..؟ .. أتستطيع أن تغمض جُفنيك وهي غاضبةٌ عليك..؟


علي: لا طبعاً


سكينه: وهذا الحال الذي عليه أخي .. هو أيضاً لن يستطيع أن يرى والدتي غاضبةٌ عليه


علي –في ضيق- : لا بأس .. سأخلد إلى النوم



بعد مُضي الدقائق والساعات حـل الصبــاح والتقى عمـر بمن وكلَ لهُ مهمة إحضار المعلومات..!!



عمـر: مــاذا حدث..؟


الرجل: لم أحضر لك معلومات كافيه


عمر: لا بأس .. أخبرني الآن ما هي المعلومات التي أحضرتهـا


الرجل: ابنهما ذاك الذي يلعب كرة السلة أُصيبه في حادث وأبنهما الآخر سيقوم بخطبة فتاة تنسبُ له


قاطعهُ عمر من هول الصدمه: مـاذا....؟ .. هـل تقصد حيدر..؟


الرجل: أجـل


عمـر: لااااااا .. هذا مستحيــل .. لابدَّ إن هذا كذب


الرجل: وما أدراني .. لقـد سألت كما طلبت مني .. وهذهِ النتائج


عمـر: كيــــــف ذلك.....؟ .. وزوجته..؟؟!!


الرجل: زوجتهُ توفيت .. ألا تعلم..؟


عمر –غاضباً-: بــــلى أعلم .. ولكن يستحال أن يتزوج غيرهـا .. يــســـتحال


الرجل –مستغرباً- : لــمَ..؟!!


عمـر: ليسَ هذا مهم .. أريدكَ أن تتأكد من صحةِ هذا الخبر وآيتي معلومات تخص هذا يجب أن تحضرها إليّ


الرجل: حسناً .. أمهلنـي يومان


عمر: يومان فقط


الرجل: حسناً .. وداعاً الآن


عمر: وداعاً



ثمَّ ذهب



عمـر – في نفسه: هـل هذا يعقل..؟! .. بعد كـل هذا التعب والتخطيط لقتلِ زوجته لأفجعهُ بها .. ينساها بكـل سهوله ويتزوج فتاة غيرها..؟! .. لا هذا مستحيل .. لقد كان يحبها كثيراً



وصـل حيـدر للمستشفـى .. ذهب لرؤية أخيه على الفـور



حيدر –داخلاً- : اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ.. صباحُ الخيـر


فادي: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ.. أهلاً أخـي .. صباحُ النور


حيدر: كيف حالك الآن..؟


فادي: الحمدُ لله .. أنَّـي بخيـر


حيدر: الحمدُ لله


فادي: ما أخبار والديّ ووليد..؟ هـل الجميـع بخيـر..؟


حيدر: أجـل إنهم بخير والحمدُ لله


فادي: لـقد راودني البارحة حلماً مزعجاً


حيدر: ربما كانَ كابوساً .. ضع تحت وسادتك بعضاً من آيات الله ولن تراودك بأذن الله أحلاماً مزعجه


فادي: كانت فاطمة في هذا الحلم


حيـدر –متفاجئ نوعاً ما- : هـل هذا صحيح..؟!


فادي: أجـل .. كانت تبكـي بشده .. عندما سألتها لمَ تبكين..؟ .. لم تجب وظلت تبكي وتردد وليد .. وليد..!!


حيدر: اللهم أجعلهُ خيراً


فادي: يا رب



أوصل حسن زوجته زينب لمنزل أخيه حسين ، ثمَّ استقبلتهـا سكينه .. أدخلتها لغرفة الجلوس



زينب: هـل دعوتم أبا فاضل وولديه..؟

نور عشقي أبا تراب
06-09-2008, 05:58 AM
سكينه: بتأكيد أمــاه


زينب: كادت تكون الخطبة هذا الأسبوع .. ولكن ..


سكينه: ولمَ العجلة يا أماه..؟


زينب: ليست في عجلة .. لقد انتظرت سنوات والآن تقولين عجلة..؟!!



جـاء وسيم وبنين .. سلما على زينب وجلسا بجوارها



بنين: لمَ لم تحضري وليد..؟ .. أريدُ أن ألعب معه


زينب –متبسمة في وجهها- : إنهُ في المدرسةٍ الآن .. سيأتي مع سالم وسامي ظُهـراً ، سكينه


سكينه: نعـم أمـاه


زينب: ما رأيكِ لو تكون الخطبة والعقد في يومٍ واحد..؟ .. فلا بدا أنها موافقة بزواج من أبني فلو أصبحت الخطبة والعقد في آنٍ واحد ستكون أفضل


سكينه: هذا الأمر عائدٌ لأبـي وأخي وأبيها إذا وافقوا عليه سيتم ما تريدينه


زينب: إذاً لابدَ أن أتحدث مع أبيكِ بهذا الموضوع



جاء وقت الفسحة .. خرج الجميع إلا وليد ورفاقه ظلوا في الفصل..!!



قاسم: سنظل جالسين هنــا..؟


وليد: إن أردتم أن تتفسحوا فاذهبوا أنا ليست لديّ الرغبة في الخروج من الفصـل


أكبـر: وليد لديّ خطه لابدَّ إنها ستمنع زواج أبيك


وليد –باللهفة- : مــا هـي..؟ .. هيــا تكلم


أكبر: بما إنَ الخطبة قد أُجلت .. فما رأيكَ لو ذهبت لزهراء وقلت لها بأنك لا تريد أماً ويجب أن نرفض والدكَ إن نقدم لخطبتهـا


قاسم: إنهـا فكره رائعة


سالم: ليست رائعة .. فأنتم لا تعلمون بأنَ زهراء تُحبُ خالي حيدر


وليد –في تفاجئ- : مـــاذا...؟ .. تحبه..!! .. كيف ذلك ومن أخبرك..؟!!


سامي: ما قالهُ صحيح .. أنا وهو سمعنا عمتي سكينه تتحدث بهذا الموضوع مع عمـي علي .. قالت له بأن زهـراء اعترفت لها بأنها تحبه


وليد: لستُ أصدق ما أسمعه .. أتحبهُ فعلاً..!! .. كيف..؟! .. هـل يعلم أبي بذلك..؟


سامي: لا نعلم


قاسم: وأنا أيضاً لستُ أصدق ما أسمعه .. كيفه تحبه وهو كانَ متزوجاً..؟!! .. هـل أحبتهُ بعد وفاة أم وليد..؟..."


فأكملَ بأسـى : أوه .. آسف وليد لم أقصد بأن أذكرك بأمك


وليد: لا بأس قاسم .. في هذهِ الفترة أمي تشغلُ بالي كثيــــراً


قاسم: ألن تنفذ ما قالهُ أكبر..؟


أكبر: إذا كانت تحبه فلن يفيد ما قلته


وليد: لهذا فلن أنفذه


سالم: هي اليوم ستأتي لمنزلنــا .. فأمي قد دعتهم


وليــد –وكأنهُ غاضباً- : إذاً لن أذهب لمنزلكم


سامي: لمَ..؟


وليد –واقفاً- : لاااا أريد أن أراها .. لا أريد .. أكبر .. قاسم أرجوكما عودا معي عند خروجنا من هنا للمنزل


قاسم: لمَ لا تأتي لمنزلنا أنت..؟


وليد: حسناً ، سآتي معك


أكبر: لااا .. تعالى معي أنــا


قاسم: بـل معي أنا .. وأنتَ تعالى معنا .. ما رأيك..؟


أكبر: أمممم .. حسناً .. عندما يأتي لي والدي سأطلب الأذن منه وإن شاء الله سيوافق


سامي: وأنتَ أيضاً وليد أطلب الأذن من والدك


وليد: لن أطلب الأذن من أحد


سالم: لن يقبـل أباك بذلك كيف ستذهب معهما دون أن تخبره..؟


وليد: أنتَ أو سالم أخبـراه عندما تلتقيان به أنــا لن أذهب لمنزلكم وتلك موجودةٌ فيه ولا نقاش في هذا الموضوع الآن لأنَّي لن أغير ما قلته


سالم: إذاً سأذهب معكم أنا أيضاً


سامي: مـاذا .. ماذا .. !! .. سيغضب منك أباك أنتَ الآخر


أكبر: مـآبك سامي..؟ لمَ تصعب الأمور هكذا..؟!!


سامي: ألم تقل بأنك ستستأذن أولاً من والدك وإن وافق ستذهب معهم..؟


أكبـر: أجـل


سامي: لـمَ تريد أن تستأذن منه أولاً..؟ .. لأنهُ سيغضب إن ذهبت دون أن تعلمه .. وهما يريدان أن يذهبان مع قاسم دون أخبار والديهما فلابدَ بأنَ عمي علي وحيدر سيغضبان منهما


أكبر: أنتَ محق


قاسم: هــذا صحيح .. استأذنا من والديكما أولاً


وليد: لن أستأذنَ من أحدٍ


قاسم: وليد لم نعهدك هكذا .. مـآبك هـــا...؟


وليد: قلت لن أستأذنَ من أحداً وإن لم تكن تريدني أن أرافقك لمنزلكم فـسأذهب لآيتي مكان المهم بأن لا التقـي بتلك



مــا هذا..؟!


أذا وليد يــا ترى..؟!!


لم نرهُ من قبـل يتكلم بهذا الأسلوب..؟!


كأن الحقد والكره سيطرا عليه..!!


فاجئنــا كثيراً ما كان عليهِ وليد



قـاسم: ستأتي معي بتأكيد


سالم: وأنـا أيضاً سأذهب معكما .. وأنتَ سامي قل لأبي


سامي: إن غضبا والديكما منكما فلن أكن أنـا المسؤول



زاره حسن مع أخيهِ وعباس ابنهُ فـــادي



حسين: كـيف حالكَ اليوم بُني..؟ .. أتمنى أن تكون بخيــر


فادي: الحمدُ لله


عبـاس: هذا جيد .. ألم يتم القبض على عمر للآن..؟


حسن: للآن لم يعثـروا عليه


عباس: هــذا سيئ


حسين: كثيــراً


حسن: ليس بوسعنا عمـل شيء


فــادي: ألا أستطيع أن أخرج هذا اليوم من المستشفى..؟


حسن: لا بُنـي يجب أن تبقـى على الأقل يومان آخران


فادي: إنَّي بخيـر ، مللتُ كثيراً من جلوسي هنا .. أرجوكَ أبتاه قل لهم أن يأذنُ لي بالخروج هذا اليوم .. أُفضل المكوث في المنزل على البقاء في هذا المكان


حسن: لا بأس .. سأتكلم مع أخيك وسأرى ماذا يقـول


فادي –متبسم- : سيوافق على خروجي بأذن الله


حسين –يخاطب حسن وعباس- : لا تنســيا اليوم .. الغداء في منزلنا سيكون


عباس –متبسم- : إن شاء الله


فادي: وأنـــا عمي..؟ .. ألن تدعونَّي..؟


حسين –متبسم أيضاً- : إذا وافقوا على إخراجك اليوم ستكون من المدعوين بتأكيد .. هههه


فادي: ههههه .. إن شاء الله سيوافقون



مـرت الدقائق .. الساعات .. أنتهـى دوام المدرسة


ظـل وليد ورفاقه ينتظرون..!



أكبـر: هاقد جاءَ أبــي .. عن أذنكم سأستأذن منه


قاسم: تفضـل



ثمَّ ذهب لأبيه .. وقفَ بجانبِ نافدة السيارة



أبـا أكبر: ماذا تنظر بُني..؟! .. هيا أركب


أكبـر: أصدقائي سيتناولون الغـداء مع قاسم .. أرجوكَ أبـى دعنـي أذهب معهم


أبـا أكبر: لا بُنـي ليس اليوم


أكبر: لـمَ..؟ .. أرجوك فقط هذا اليوم .. لا تردنـي


أبـا أكبر: أمممم .. حسناً .. ولكن سآتي لاصطحابك الساعة الرابعة عصراً


أكبر –والسعادة غمرة قلبه- : حسناً أبتـاه .. مع السلامة


أبا أكبر: رافقتك السلامة بُني .. اعتني بنفسك



ثمَّ عاد لأصاحبه والفرحة تغمـره



أكبر: لقــد وافقَ والدي والحمدُ لله

نور عشقي أبا تراب
06-09-2008, 06:00 AM
قـاسم: هــذا جيــد .. أوه .. ها قد جاءَ أبـي هيـا بنـا


سامي –متضايقاً- : وليد .. سالم .. ألن تتراجعا..؟


وليد: لا لن أتراجع


سالم: وأنــا لن أتركَ وليد


وليد: هيــا بنــا


قاسم: وداعاً سامي



اتجهوا إلى السيارة



قاسم: أبـى سيأتـون معـي أصاحبي لقد دعوتهم للغــداء


أبـا قاسم –متبسماً من قلب- : على الرحبِ والسعَ .. تفضـلوا .. تسعدني رؤيتكم كثيراً


وليد: ونحنُ أيضاً



سامي –في نفسه- : هــذا سيئ .. سيغضب عمـي حيدر وعلي كثيراً .. كيف لم أستطع منعهما من الذهــاب..!!



جـاء سائقهم نــاصــر .. وركب السيارة



ناصر –ينتظر وليد وسالم- : أين وليد وسالم..؟


سامي: أنطلق فلن يأتيا .. لقد ذهبـا مع قـاسم لمنزلهم


ناصر: أهـا .. حسناً



ثمَّ أنطلق



ناصر – بعد فترةٍ قصيرة من الصمت- : تُبـدو متضايقا..!!


سامي: نوعاً مــا


نــاصر: لــمَ..؟


سامي: بسبب سالم ووليد .. لقـد ذهبـا دون أن يعلما والديهمـا بذلك


ناصر: هذا غريب .. لـم أراهما من قبـل يقدما على فعل شيئاً كهذا


سامـي: ولا أنــا .. وبالأخص وليد لقد تغيـر كثيراً .. أو بالأحـرى إنهُ في طريقهِ لتغيـر واللهُ أعلم ما هي النتائج المترتبة على هذا التغيـر .. أهـي سلبيـةٌ أم إيجابيـه



نظـر نـاصر لسامـي والحيـرةُ تملـئ قلبـه .. فـلم يفهم شيء من ما قالهُ..!!



وافقَ حيدر على إخراج أخيه من المستشفى بعد إلحاح طويل..!



حسن: لديّ بعض الأعمال لأقوم بها وأخـي وأبا فاضل أيضاً .. فهـل تستطيع إخراجه معك..؟


حسن: بتأكيد


حسن: من المشفى إلى منزل أخي .. لا تنسى


حيدر –متبسم- : حسناً أبـى



وصلَ أبـا قاسم والأطفال للمنزل .. دخلـوا .. استقبلتهم أم قاسم رحبت بهم من كل قلب



أم قاسم –ببسمةٌ انطبعت في شفتيها- : إلـى متى ستتركهم واقفون .. هيـا بُني خذ أصحابك لغرفة الجلوس


قاسم: حسناً أماه .. هيـا بنـا يا رفاق



ثمَّ ذهبـوا



أم قاسم: لابدَ إنهُ سعيد للغاية الآن


أبــا قاسم: بتأكيد فأصاحبهُ معه


أم قاسم: أجـل ، سأحضر الآن لهم الطعام


أبا قاسم: سأساعدكِ


أم قاسم – متبسمة- : حسناً



وصـلَ سامي للمنزل .. توجه لغرفة الجلوس .. سلم على زينب وسكينه



زينب: أينَ وليد وسالم..؟


سامي –تغيرت ملامحه- : وليد وسالم لم يأتيا معي ذهبا مع قاسم لمنزلهم


زينب: هـل أستاذنا من والديهمـا


سامي –بأسى- : لا


سكينه –ناهضة في تفاجئ- : إذاً لمَ ذهبا..؟!!



فـلم يـرد سامي



زينب: أجب سامي ، لابدَ إن وليد هو من حرض سالم .. أليس كذلك..؟


سامي: لالالا .. وليد حقاً أرادَ الذهاب وأصر على ذلك ولكنه لم يطلب من سالم مرافقته هو من أراده ذلك


زينب: حتى وإن لم يطلب منهُ مرافقته فهو من حرضه


سكينه: أماه .. ما رأيكِ أن نذهب لإحضارهما.؟ .. فحيدر وعلي سيغضبان إن لم يروهما


زينب: منزل أبـا قاسم بعيدٌ عن هنا .. لن نستطيع أن نذهب ليس لدينا إلا الانتظار


سكينه: لم يقدما من قبل على عمل شيء كهذا


زينب –غاضبه- : كُل هذا بسبب وليد


سامي –والحزنُ سيطرة عليه- : عن أذنكما .. سأذهب لأبدل ملابسي وأعود


سكينه: تفضـل صغيري



هـــذا سيئ..!


المشاكل كلها ستقع على عاتق وليد..!


لــم فعلت وليد هكذا..؟! .. لــم..؟!!


سترتاح الآن لهذهِ المشاكل التي ستقع فيها..؟!



كـــأنَ العيــنُ تـــرىَ مصائب شمرت


لتـــمـلأ روحُ وليدٍ بظــلامً قد طــوت


..!..



انتهت أم قاسم من تحضير الطعام .. وضعتهُ على المائدة


وانصرفت .. بدا الأطفال بتناوله



وليد: لـمَ لم يجلسا والديّكَ معنا..؟


قاسم: حتى نأخذ راحتنا


وليد: حتى بوجودهما سنأخذ راحتنا فنحن متعودون عليهما


قاسم: في المرةِ القادمة إن شاء الله .. هههه .. هـل أعجبكم الطعام..؟


سالم: أجـل .. إنهُ طيب المذاق .. سلمت يمناها


قاسم –متبسماً- : أنَّي سعيد لوجودكم معي .. ولكن ينقصنـا سامي


أكبر: أجــل .. وليد .. سالم ألستما خائفان من والديكما..؟


سالم: لأننا لم نستأذن منهما..؟


أكبر: أجل


سالم: أشعر بالخوف قليلاً .. أنا لا أريدهما أن يغضبا منا


وليد –تغيرت نبرة صوته- : دعونا من هذا الكلام الآن


قاسم –يحاول تهدئة الأمور- : هيـا أكملوا تناول الطعام وإلا سألتهمه لوحدي .. هههه


سالم: أتستطيع..؟ ههههه


قاسم: وبكـل سرور .. ههههه



وصـل حيدر لمنزل عمه .. ساعد أخيه على النزول إلـى أن دخلا إلى المنزل متجهان لغرفة الضيوف المخصصة لرجال .. دخـل خلفهما حسين وحسن ويليهما علي



علي: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


الجميع: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


علي: حمداً لله على سلامتك فادي


فادي: سلمكَ اللهُ من كل شر


علي: كيف حالك الآن..؟


فادي –متبسم- : بخيـر والحمدُ لله


علي: الحمدُ لله


حسين: أين أخيك..؟


علي: سيأتي بعد قليل .. كيف حالكم جميعاً..؟


حسن –عباس –حيدر : بخيـر والحمدُ لله // في صحة جيده


حيدر: أين وليد..؟


علي: ربما كان مع سالم وسامي .. لـم يحضر أبا فاضل للآن..؟


حسن: ذهب لإحضار ولديه وسيأتي معهما


علي: سيكون اليوم جميل لتجمع العائلة


حسين –والبسمة في شفتيه- : بتأكيد ومـا أجمل تجمع العائلة


فادي: إذا كانَ على خيرِ طبعاً


حسن: هههههه .. إن شاء الله دائماً نتجمع على الخيـر


علي: إن شاء الله



جلس علي بالقرب من حيدر



علي: أبا وليد .. أنـا أعتذر على ما بذر مني البارحة


حيدر –مبتسماً- : لا داعي لتعتذر .. فلا أسف بينَ الأخوة



جـاء عادل مع أبنه وسلم ورد الجميع عليهِ السلام .. جلس بجوار علي وحيدر



عادل: سأخبركما بأمر ولكن لا تغضبا


حيدر –في نفسه- : اللهم اجعله خيـراً


علي: مــا هــو..؟




شمرت/تهيأت


طوت/تعمدت



وغداً إن شاء الله الجزء العاشر :)

Ahmad
16-09-2008, 07:38 AM
في انتظار بقية القصة
وشكرا لك على هذا الجهد المبذول اخي العزيز
:)

دموع البتول
17-09-2008, 02:26 AM
القصة وايد روعة تسلمين اختيي

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:03 PM
أعتذررر على التأخير ولكن لسبب ضيق الوقت في هذا الشهر الكريم
أشكركم على المتابعه وسأضع الآن أربعة أجزاء :)

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:09 PM
الجزء العاشر


علي: مــا هــو..؟


عادل: أخبرني للتو سامي بأن وليد وسالم ذهبا مع قاسم لتناول الغذاء في منزلهم .. وهما لم يستأذنا منكما ولا من عمتي زينب أو سكينه


علي –بنبرة غضب- : كيف يفعلان ذلك..؟


عادل: أهدئ أرجوك .. سنعرف لمَ فعلا ذلك عندما يعودان


حسين –يخاطبهم- : مـآبكم..؟ .. هـل حدث شيء..؟


عادل: لا أبـي لا تقلق


علي: سأذهب لإحضارهما


عادل: لا .. تمهل ليس الآن ، وقت الظهيـرة ، كيف نذهب ونزعج الناس في هذا الوقت..؟!! .. على الأقل لننتظر إلى أن يحل العصـر


علي: يذهبان من غير علمنا..؟! .. لو لم يخبرنا سامي فكيف لنا أن نعلم أين هما الآن..؟!


عادل: تريث كما قلتُ لك .. سنعرف ما السبب عند عودتها



نظـر عادل لحيدر وعيناه تمتلئان بالحيــرة



لــم يبـح بآيتي كلمه..!!


تعابيــر وجهه لــم تتغيــر..!!


مـا السـرُ في ذلك يــا تـرى..؟!!


أسئلة كثيـرة راودت عقـلي


ولكــن..!!


لم ألقــى لهـا أجوبه..!!



عادل: حيـدر هـل أنتَ معنا..؟


حيدر –بتعابيـر غريبة- : أجـل معكما


عادل: لـم تتفوه بآيتي كلمة .. ولم تعلق على ما قلته


حيدر: سننتظـر إلـى أن يعودا كما قلت .. بعدهـا سنـرى ماذا سنفعـل


عباس – فاضل –دخلا- : اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


الجميع: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ


حسين: أهلاً بكما


فاضل –جالساً بجوار فادي- : كيف حالكَ الآن..؟


فادي: الحمدُ لله بخير .. وأنت ..؟ .. كيف كان التدريب..؟


فاضل: أنا الحمدُ لله بخير .. أما التدريب كانَ ممتعاً ومتعباً في آنٍ واحد


فادي: هههه .. إنَّي متشوق للعب


فاضل: إذاً فلتتعافى سريعاً


فادي: دعواتكَ لـي إذاً


حسن –يخاطب سامي- : أين سالم ووليد..؟


عادل: سالم ووليد في منزلِ أبـا قاسم سيتناولان الغذاء معه


حسن: أهــا



انتهى قاسم ومن معه من تناول الطعام نهضوا وبدءوا بالعب كرة القدم في حديقة منزلهم



خـرج حيدر بعد أن تناولا الغــذاء مباشرةً دون أن يخبرهم إلى أين سيذهب..!!



علي –يخاطب أخيهِ عادل: ألا يبدو حيدر إنهُ متضايق..؟


عادل: هــذا ما اعتقده أيضاً


علي: لا أعتقد إنهُ ذهبَ لإحضارهما


عادل: ولا أنــا


علي: أخي هل لي بطلب..؟


عادل: تفضـل..؟


علي: أريدكَ أن تذهب لاصطحابهما من منزل أبا قاسم .. أما أنا فلديّ شيء أقـوم به الآن


عادل: ومـا هـو..؟


علي: سأخبـركَ لاحقاً


فأكمل ناهضاً: عـن أذنكم


حسين: إلــى أين أنتَ أيضاً..؟


علي: لديّ عمـل أقوم به .. أنَّي في عجلةٍ الآن .. إلى اللقــاء



خـرج بعدهــا



حسن: أولاً حيدر والآن علي وأنت عادل..!!


عادل –نهض- : ههههه .. سأحضر الولدين


سامي: سأذهب معكَ


عادل: حسناً



ثم ذهبَ مع ولده



فاضل: الجماعة ما بهم اليوم..؟


فادي: لا أعلم مثلكَ تماماً


ظلت زينب طيلة الــوقت تثني على زهـراء فتسلل الخجل لها



زينب: أنَّي أتشوق كثيـراً لرؤيتكِ زوجةٌ لأبنـي .. فأنتي الفتاة التي تستحقينه


سكينه – في نفسها- : وفــاطمة ألم تكن تستحقه..!!


زهـراء – بوجنتين تشـعُ احمراراً من الخجل: شكراً خالتـي


زينب: هـذهِ هي الحقيقة بُنيتي


سكينه –منزعجة: فلتتناولا الحلوى


زينب –تذوقت الحلوى- : سلمت يداكِ بُنيتي إنهـا طيبة المذاق


وسيم: كثيـــراً


بنين: أنتَ كـل الطعامِ لديكَ طيب المذاق .. هههههه


وسيم –منزعج: لا دخله لكي


زينب: مـآبك وسيم..؟ .. أنها تمزح معـك


وسيم: مزحٌ سخيف .. لا أحبه


بنين: ولا أنا أحبُ مزاحك ، أينَ وليد..؟ .. لم يأتي..!


زينب: لأنهُ لم يـشأ أن يأتي


بنين: لــمَ..؟


سكينه: سيأتي في وقتاً لاحق بُنيتي



وصـلَ حيـدر لشاطـئ .. جلسَ على أحدى الصخور



جَـلسَ عَـلــىَ الصَـخْـرةِ مُتأَمِـلاً


تلــكَ السَمــاءُ بِعَيِنِــاً متألمتـــاً


عــلىَ أبنهِ والـقـلـبُ مــمــزقــاً


مِنْ الشجوْ والفـؤادُ غدَ محترقـاً


..!..



أقبـلَ إليهِ علـي



لاعَ فـــؤادٌ والعيــنُ اشتـعـلت


مــــنْ ألآلامٍ والروحُ غــدتْ كـ


ـالوَهَجِ منْ ذاكَ العبءُ اضطربت


فصارَ الاستعْجابُ يملكُ قلباًِ ظل


ينـــاظــرهُ بحيــرةٍ وبـأفكـارٍ جالـت


عقلٌ نــاظــرَ لــهُ بـدامع الأسـى


..!..

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:12 PM
حيدر –أدارَ وجههُ للخلف- : عــلــي..!


علي: هـل أزعجتك..؟


حيدر: لاا .. تعـال


علي –جالساً بجوارِ حيدر- : كنتُ متوقع إنكَ ستكون هنـا لهذا لحقتُ بك ، فمـا تفكـر..؟


حيدر: ليس هنالك شيءٌ محدد


علي: لمَ لم تذهب لإحضارهما..؟


حيدر: لأنـي لا أعـرف كيف أتصرف إن رأيتهمـا


علي: وبالأخص مع وليد أليس كذلك..؟! .. لم أعهدك هكذا أبداً .. لقد أقدمت على خطوه ولا أعتقد إن هنالك فرصةٌ لرجوع عنهـا .. فلابدَ أن نعرف كيفه تتصرف والأهم بحكمةٍ حتى لا تقدم على عمل شيء تندم عليه بعدهـا


حيدر: أنتَ محق .. أشعر أنَّي قد استعجلتُ لدىَ موافقتي على الزواج بزهـراء


علي: الندم لا ينفع أبــا وليد .. لأنك أن أردت التـراجـع عن هذا الزواج فستكون قد جرحت مشاعـر زهــراء


حيدر –بضيق- : أعلم بهذا


علي: مـا رأيكَ أن نتنزه قليلاً..؟ .. لترفه عن نفسك


حيدر –ناهضاً- : هيــا بنــا



وصـلَ عادل لمنزل أبـا قـاسم .. طـرق البـاب .. فتحهُ قـاسم



قاسم –متبسماً- : أهلاً عمـي .. أهلاً سامي تفضـلا


عادل: أهلاً بكَ بُني .. هـل أبـاكَ هنـا..؟


قاسم: لا .. ذهبَ منذُ قليل لعمله


عادل: أهـآ ، نادي إذاً على وليد وسالم فلقد جئتُ لأصطحبهما للمنزل


قاسم: لمَ لا تدخلا وتجلسا معنـا


عادل –متبسماً- : في المرةِ القادمة إن شاء الله عندما يكن أباكَ موجوداً


قاسم: حسناً .. سأناديهما الآن


سامي: أبتاه


عادل: نعم بُني


سامي: لا تدع عمي علي وحيدر يغضبان منهمـا


عادل: إن شاء الله



ثمَّ جـاء قاسم ومعهُ وليد وسـالم



عادل: هيـا بنـا .. أوصل سلامي لأبيكَ قاسم


قاسم: سيصـل إن شاء الله .. إلى اللقاء


عادل –الأولاد- : إلـى اللقاء



ركبـوا السيارة .. انطلقوا .. عـمى صمتاً طـويـل .. إلـى أن قرب الوصول لمنزلهم



وليد: إلـى أين نحن ذاهبـون..؟


عادل: لمنزل جدك..؟


وليد –منفعلاً- : لاااااا .. لا أريد أن أراها خذني لمنزلنا


عادل: لا يوجد أحد في منزلكم الآن وليد


وليد: أبقى في الشارع أفضل من أن ادخل مكاناً توجد تلكَ به


عادل –متفاجئاً من تصرفاتِ وليد- : ما هذا وليد..؟!


وليد –ناظراً لنافذة بألم- : أنزلني هنـا



فـلم يـرد عليه عادل وظـل يقود..!



لـهمْ الأحزانُ والهمومُ قــدْ بدأت


تعتـريِ حـيـاتــهـمْ التــيِ كــانت


بيـنـــابيـعِ الحـبِ والراحةِ تمتلئ


فغدتْ المصائبُ لمنازلهمْ تحتوي


ولأرواحهمْ الشجوْ ظــلَ يعــتري


قـــلوبهمْ التـيِ تنـاثــرتْ بالألـمِ


..!..



نهـض فاضل..!



فادي: إلـى أين..؟


فاضل: للمنـزل لأذاكر وأحـل الواجبات التي عليّ فالليلة لدينـا تدريبات فلن يسعني الوقت لأقوم بتأدية واجباتي المدرسية والمذاكرة الليل لهذا سأقومُ بها الآن


فـادي: هنيئاً لــك


فاضل: هههه .. ستكون معنا قريباً بأذن الله


عباس: إن شاء الله .. هـل أوصـلك للمنزل..؟


فاضل: لا أبى .. أفضل الذهاب مشياً فالمشي سيزيد من نشاطـي


حسين: حفظك الله بُني .. أنتبه لنفسك


فاضل: حسناً



وصـل عادل لمنـزلهم .. خرج الجميع من السيارة إلا وليــد..!



عادل –صارماً- : وليـد لا تكن عنيداً وأنزل على الفور


وليد: لـن أنزل .. أريدُ الذهـابَ إلى منزلنا



ثمَّ وصـل علي .. نزلَ من السيارة





علي –متجهاً لعادل- : مآبكم..؟ .. لما أنتم واقفون للآن هنا..؟!


عادل: وليد لا يريد أن يترجل من السيارة .. إنهُ مصرٌ على عِناده


علي: لــمَ..؟


عادل: لا يريد أن يدخل المنزل ما دامت زهراء فيه


علي: أمممم .. سـالم أذهب لعمـي حسن وأطلب منهُ مفتاح منزلهم لأني سآخذ وليد بنفسي


سالم: حسنـاً



ثمَّ ذهب



عادل -يخاطب علي بصوتٍ منخفض- : تغيـرَ وليد كثيـراً


علي: أزمة وستمـرُ على خير بأذنِ الله


عادل: أتمنى ذلك



كأنـي سمعتُ كلمة أزمة من لساني عمي..؟!!


هـل يـا ترى نحنُ حقاً في أزمة..؟!


هـل هذا الزواج سيسبب لنــا الكثيـر من المشاكل..؟!


هــل ستمرُ على خيــر..؟!


أسئلة كثيــرة راودتنـي


لــم ألقى لهـا أجوبه..!



جـاء سـالم .. أعطى المفتاح لأبيه



علي: لـم يقـل لك شيء..؟


سالم: علىَ الاستغراب وجهه ولكن لم يقل شيء


علي: وليد أنزل من السيارة سآخذك للمنزل كما تريد


وليد –نازلاً من السيارة- : إذاً هيـا بنــا


عادل: أينَ حيدر..؟


علي: ذهب إلى المستشفـى .. سنذهب الآن .. عن أذنكم


عادل: حفظكما الله .. إلى اللقاء


سامي: نراكَ غـداً وليــد


وليد: على خير


عادل: سامي .. سالم فلتدخــلا



كانَ عمـر مختبئاً خلف الأشجار وهـو يراقب ما يجري أمام منزل حسين



عمر –في نفسه- : هنالك شيءٌ غريباً يعتري هذهِ العائلة .. مـآبهِ أبنُ حيدر كأن الحزن .. الضيق يسيطرا عليه..؟!! .. يجب أن أعرف ما السر الذي تخفيه هذهِ العائلة فما بهم بتأكيد سيساعدني على القضاء عليهم جميعاً



حـاول عـلي أن يرفه قليلاً عن وليد ويبهجه ولكن لم يستطع..!



علي-بينما هما في السيارة- : وليد هيــا فلتبتهج


وليد: ما دامت تلكَ ستسرقُ أبـي مــني فلن أبتهج



ثمَّ وصلا للمنـزل .. نزلا ثمَّ دخـلا



علي: وليد أنا لن أتحدث معك على أنك طفلاً صغيـر .. يجب أن تفكر بالموضوع بطريقة إيجابيه وليست سلبيه


وليد –بعيناً ممتلئةً بالحزن- : ولكني لا أريد أن أخسر أبـي


علي: وليد هذا التفكير ليسَ منطقياً أبداً .. من قال بأنك ستخسر أباك بزواجه..! .. لا .. قلت لك يجب أن تفكر بالموضوع بطريقة إيجابيه وليست سلبيه وأباك يا وليد يحبك كثيراً .. أنت طفله المدلل .. وكلنا نعلم بذلك .. وزهـراء طيبة القلب.. يستحال أن تفرق بينكما بل صدقني ستكون كأمك تماماً


وليد –بنبرة غضب- : لا تقارنها بأمي لن تكن مثل أمي أبداً


أحسه بغلطة فأكمل : أنـا آسف .. لـم أقصـد


علي –متبسم- : لا بأس وليد .. ولكن فكر بطريقة إيجابيه كما قلتُ لك وصدقنـي ستتقبـل هذا الموضوع ومع الوقت ستشعر بسعادة كبيرة لوجودهـا معكما .. لا تترك أبداً الحقد ولا الغضب ولا الكره ولا آيتي من هذهِ الحشرات المظلمة تسيطر عليك



الحقد .. الغضب .. الكره .. حشرات .. مظلمة..!


هـذهِ الكلمات تذكرنــي بشيء..!!


أجل تذكرني بشيء


ولــكن مــا هــو يـــا تــرى..؟!



ظـلَ عقلـي بحيرةٍ يفكـرُ


في هذهِ الكلماتُ يتمعنُ

للوصولِ لما ترمي يبحـثُ

..!..



علي: وليد مـآبك..؟ .. في ماذا شردت..؟


وليد –بارتباك نوعاً ما- : هـا..! .. لا شيء


علي: أتعدني بأنك ستحاول جاهداً أتأقلم مع الوضع..؟


وليد: أجل أعدك بذلك


علي –متبسماً- : أحسنت صغيري .. هذا ما يجب عليك أن تفعله



جاءَ حسن ومعهُ زينب وفادي



زينب: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ


علي –وليد : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ


حسن : عن أذنكم .. سأساعد فادي للذهاب لغرفته



ثمَّ ذهبـا



زينب –ناظره لوليد بغضب- : ما هذا التصـرف الذي أقدمت عليه .. تذهب من غير أن تخبرني أو تخبر أباك..!


علي: إنهُ نادماً على ما فعله .. أليس كذلك وليد..؟


وليد –بهدوء- : أجل .. أنـا آسف لن أكررها


زينب: آمل حقاً أن لا تكررها مجدداً .. بُني علي أرجوكَ لا تغضب من أبنك سالم


أكملت -بعينٍ غاضبه- : فكل اللوم يقع على وليد


علي: لا بأس .. ولكنه ندم كما قلتُ لكي ولن يكررها


وليد –منزلاً رأسه- : عن أذنكما .. عليّ واجبات يجب أن أقوم بحلها


علي: تفضـل



ثمَّ ذهب



علي: عمتي أرجوكِ لا توبخي وليد هكذا


زينب: تصرفاته باتت تزعجني كثيــراً


علي: يجب أن تصبري قليلاً عليه وخصوصاً في هذا الوقت حتى لا تزيد الأمور سوءاً


زينب: إن شاء الله



رمـى وليد حقيبتهُ على الأرض بقــوةٍ بسبب الغضب الذي تملكه..!



وليد –في نفسه- : أصبحت توبخني .. تكرهنـي كـل هذا لأجل تلك .. ويريدني أن أتأقلم مع الوضع وأحبها..! .. تبــاً .. تبـاً لهـا

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:13 PM
ظـلَ سالم وسامي يتحدثــان عن وليد..!



سامي: لـو كنتُ أستطيع أن أمنع هذا الزواج لمـا ترددتُ أبداً


سالم: كـل هذا لأجل وليد..؟


سامي: بتأكيــد .. وأنتَ لو كنتَ تستطيع أن تمنع هذا الزواج هـل ستتردد في منعه..؟


سالم: لا طبعـاً ، يؤلمني أن أرى وليد متضايقاً وحزيناً


سامي: هـذا مؤسف جداً .. أتمنى أن لا يغير هذا الزواج وليد للأسوأ


، ألستَ خائفاً من أباك وأمك لابدَ إنهما سيوبخانك


سالم: بلــى خائف .. وبتحديد من أبـي


سامي: تستحق


سالم –بنبرة غضب- : مــاذا..؟!


سامي: حذرتكَ ولم تكترث لهذا فأنتَ تستحق


سالم: يكفــي هــذا



ثمَّ طُرقَ البـــاب



سالم : تفضـل


سكينه –داخله- : هـل قاطعتكما..؟!


سامي: لا لا .. تفضـلي عمتـي .. أنـا سأذهب لأرتاح قليلاً قبـلَ المذاكرة


سالم: إلــى أين..؟ .. أجلس قليلاً


سامي –متبسماً- : مرةً أخرى .. عن أذنكما


سكينه: تفضـل


سالم –في نفسه بانزعاج - : كـل هذا لأنك تريدها أن توبخني .. يا لكَ من ماكر


سكينه –صارمة- : سالم


سالم: أنــا آسف لأنَّي لم آخذ الأذن منكِ أو من والدي .. لن أكررها صدقيني .. فلا تغضبي منــي .. أرجوكـِ .. إن كررتها مرة أخرى أفعلي ما تشائين بي


سكينه: حسناً .. حسناً .. سأقبـل اعتذارك متأمله أن لا تكررها فلا تخذلني


سالم –يقبـل يداها- : لن أخذلكِ أماه



بينمـا وليد يشتعـل بنـارِ غضبه..!



ريــحٌ مـن نــافـذتـهِ دخــلت


بأعـذب الألحان إليهِ حمـلت


بذكـرِ الله سبحــانه كــبــرت


لحلولِ الأذانِ بصــوتٍ هللت


ولإيمــانُ قلبهِ قــد وصـلــت


هذهِ الـريـحُ بدمــوعٍ مكــثت



وليـد –بدموعاً تذرف- : لبيــكَ ربـــاه


وليد –في نفسه- : أأقابل الآن ربـي وقلبــي يملئه الحقد تجاهها..؟! .. كيـف سينظـر لـي الله سبحانه..؟! .. لااااا .. يجب أن أزيحه من روحي وقلبــي .. ربمــا كان هذا الزواج خيرٌ لنــا فلما الضيق والكدر..! .. أستغفـرُ الله وأسألهُ التوبة .. سامحنـي يــا رب .. ســامحــني



بـعد مُضي السـاعـات .. أعدت زينب العشـاء .. ساعد حسن فادي لإنزاله .. وأجتمع الجميع على المائدة مـاعدا حيـدر..!



وليـد: أينَ أبـي..؟


حسن: سيتأخر هذا اليوم في عمله .. وأنـا من سأذاكر إليك بعد العشـاء .. حسناً


وليد: حسنـا


حسن: بسم الله



بدأوا بالأكــل



زينب –أثناء تناولهم الطعام- : أبـا حيـدر مـا رأيكَ لو أصبحت الخطبة والعقد في آنٍ واحد أي ليلة الجمـعة


حسن: ولـمَ العجـلة..؟


زينب: منذُ سنوات وأنا آمل أن يتحقق هذا فلا تقـل الآن بأنها عجله..؟!!


حسن: لا بأس .. سأتحدث مع حيـدر


زينب –بسعادة كبيــرة- : أتمنى أن يوافق


وليـد- ناهضاً- : الحمدُ لله


حسن: لـم تأكل شيء..؟!! .. مـآبكَ بُني هذهِ الأيام لا أراكَ تتناول طعامك جيداً..؟!


وليد: لـقد شبعتُ والحمدُ لله .. سأنتظرك في غرفتي لتذاكر لـي


حسن: حسنـاً بُنـي



ثمَّ ذهــب



زينب –بنبرات غاضبه- : لـقد تمادى وليـد كثيـراً


فادي: تمـادى..!! .. في ماذا..؟


زينب: في تصـرفاته منذُ أن علمَ بأن أباه سيتزوج صارَ متمرداً


حسن: هـذا غيـر صحيح


زينب: إذاً مـاذا تسمي ذهابهُ لمنـزل أبا قاسم من غير إخبار أحد..؟!!


حسن –متفاجئ- : هـل ذهبَ من غيـر أن يخبر أبيه أو يخبركِ..؟!!


فادي: لا أظن إن وليد يفعلها..!


زينب: إذاً أنا أكذب..!


فادي: لا لم أقل


زينب: لـقد فعلها وغيرِ ذلك حرض سالم لذهاب معه .. فعـلى ما فعله بـرأيكما ماذا يستحق..؟


حسن: سأتحدث معه


زينب: هـذا فقط..!!


حسن: ماذا تقصدين..؟ .. أضربهُ مثلاً..!!


زينب: أجـل حتى لا يعاود الكرى

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:17 PM
الجزء الحادي عشـر


حسن: ماذا تقصدين..؟ .. أضربهُ مثلاً..!!


زينب: أجـل حتى لا يعاود الكرى


حسن: منذُ متى نستخدم الضرب طريقة لتربية وحـل الأمور.!! .. يوجد أسلوب أفضـل وهو التفاهم ووليد والحمدُ لله يستمع للكـلام



مــنذ أن وافق أخـي على الزواج بزهـراء


تغيــرت..!!


تغيـرت أمــي كثيـراً في تعاملها مع وليــد..!!


ما سبب هذا التغيـر يــا تـرى..!



حـاولَ سالم أن ينـام .. طُرق الباب بعدهـا



سالم: أدخـل


سامي: مرحباً سالم .. أريد أن أنام معك


سالم: حسناً .. ولكن أن جئت لتثرثر فقط فمن الآن أقولُ إليك أذهب لتنامَ في غرفتك أفضـل


سامي –جالساً على الفراش- : ههههه .. هـل وبختكَ عمتـي..؟ .. أردتُ أن أسألكَ وقت العشاء ولكن لم أشأ إحراجك فبقيتُ صامتاً .. ههههههه


سالم: لا تضحك .. أنا أعلم إنكَ جئت لتظهر الشماتةٌ ولكن هيهات أن يتحقق مرادك .. أمـي لم توبخنـي والحمدُ لله


سامي: ههههه .. أنني أمازحك ، أتمنى أن لا تعيد الكرى وتتبع وليد حتى في التصرفات السيئة بـدل أن تنصحه


سالم: لاا .. لن أعيدها مجدداً


سامي: هــذا جيــد .. لكن أخبرنـي كيف كان وليد معكم..؟ .. هـل أستمتع بوقته أم ظلَ بضيقه..؟


سالم: تعابير وجهه لم تدل على شيء


سامي: إنَّي متضايقاً كثيـراً على وليد .. يتضايق أحياناً .. ولكن لـم يطيل ضيقه كما طالَ الآن..!


سالم: ما بوسعنا أن نفعل غيـر أن ننصحه..؟!


سامي: هـل تعتقد إنَ من حق الأهـل التدخـل في كل شيء يخص أبنائهم..؟


سالم: لا أعـلم


سامي: هذا مؤسف لو لم تصر جدتي على زواج عمـي بزهراء لمَ حدث كل هذا


سالم: أجـل .. ولكن الجميع يثنون على زهراء إن كانت فتاة طيبة لابدَ بأنَ وليد سيحبها


سامي: أتمنى ذلك ،، أنظر إلى الساعة .. لم تنم .. ههههه


سالم: بسببك ... سأنام الآن ويكفي ثرثرة


سامي: هههه .. حسناً .. وأنا سأذهب لغرفتـي لن أنام معك غيرتُ رأيّ .. ههههه


سالم: هذا أفضـل .. هههه


سامي: ههههه .. تصبح على خير .. سأذهب مسرعا قبـل أن تبدأ جولة عمتي سكينة .. ههههه


سالم: ههههه .. تصبح على خير



أنهـى حسن تدريس وليــد



حسن: بُنـي .. أريد أن أتحدث معكَ قليلاً قبـل نومك


وليد: تفضـل جدي


حسن: هـل ما فعلته اليـوم برأيك كانَ تصرفاً صائباً..؟


وليد –أحنى رأسه- : أتقصـد لذهابي مع قاسم من غير أن أستاذان من أحدٍ..؟


حسن: أجــل


وليد: أنـا آسف .. أعلم بأنَّي أخطـأت .. لن أكررهـا لا تغضب منـي


حسن –متبسماً- : الحمدُ لله إنك اعترفت بخطئك .. أنا لن أعقابك ولكن لـو كررتهـا..!


وليد: لا لا .. لن أكررها ولو فعلت عاقبني بأشد العقاب


حسن: الآن أخلد إلـى النوم .. تصبح على خيـر


وليد: وأنتَ من أهل الخيـر جدي



بينما رضا يراجع بعد الملفات جاء إليهِ أحد الضوابط



الضابط: سيدي لقـد تـم القبض على تاجـر المخدرات


رضا: أحسنتم هذا عملاً جيـد .. أين هو الآن..؟


الضابط: في الحبس


رضا: أحضرهُ لي


الضابط: حسنا سيدي


رضا –أستوقفه- : لحظة قليلاً


الضابط: نعـم سيـدي


رضا: ألا توجد آيتي معلومات عن عمـر..؟


الضابط: لا سيدي .. والبحث عنه مازال


رضا: لا تتهاونوا في أي شيء وأبقـوا في مراقبة منزل أبا حيدر وعائلته


الضابط: حسناً سيدي

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:19 PM
حسن: ماذا تقصدين..؟ .. أضربهُ مثلاً..!!


زينب: أجـل حتى لا يعاود الكرى


حسن: منذُ متى نستخدم الضرب طريقة لتربية وحـل الأمور.!! .. يوجد أسلوب أفضـل وهو التفاهم ووليد والحمدُ لله يستمع للكـلام



مــنذ أن وافق أخـي على الزواج بزهـراء


تغيــرت..!!


تغيـرت أمــي كثيـراً في تعاملها مع وليــد..!!


ما سبب هذا التغيـر يــا تـرى..!



حـاولَ سالم أن ينـام .. طُرق الباب بعدهـا



سالم: أدخـل


سامي: مرحباً سالم .. أريد أن أنام معك


سالم: حسناً .. ولكن أن جئت لتثرثر فقط فمن الآن أقولُ إليك أذهب لتنامَ في غرفتك أفضـل


سامي –جالساً على الفراش- : ههههه .. هـل وبختكَ عمتـي..؟ .. أردتُ أن أسألكَ وقت العشاء ولكن لم أشأ إحراجك فبقيتُ صامتاً .. ههههههه


سالم: لا تضحك .. أنا أعلم إنكَ جئت لتظهر الشماتةٌ ولكن هيهات أن يتحقق مرادك .. أمـي لم توبخنـي والحمدُ لله


سامي: ههههه .. أنني أمازحك ، أتمنى أن لا تعيد الكرى وتتبع وليد حتى في التصرفات السيئة بـدل أن تنصحه


سالم: لاا .. لن أعيدها مجدداً


سامي: هــذا جيــد .. لكن أخبرنـي كيف كان وليد معكم..؟ .. هـل أستمتع بوقته أم ظلَ بضيقه..؟


سالم: تعابير وجهه لم تدل على شيء


سامي: إنَّي متضايقاً كثيـراً على وليد .. يتضايق أحياناً .. ولكن لـم يطيل ضيقه كما طالَ الآن..!


سالم: ما بوسعنا أن نفعل غيـر أن ننصحه..؟!


سامي: هـل تعتقد إنَ من حق الأهـل التدخـل في كل شيء يخص أبنائهم..؟


سالم: لا أعـلم


سامي: هذا مؤسف لو لم تصر جدتي على زواج عمـي بزهراء لمَ حدث كل هذا


سالم: أجـل .. ولكن الجميع يثنون على زهراء إن كانت فتاة طيبة لابدَ بأنَ وليد سيحبها


سامي: أتمنى ذلك ،، أنظر إلى الساعة .. لم تنم .. ههههه


سالم: بسببك ... سأنام الآن ويكفي ثرثرة


سامي: هههه .. حسناً .. وأنا سأذهب لغرفتـي لن أنام معك غيرتُ رأيّ .. ههههه


سالم: هذا أفضـل .. هههه


سامي: ههههه .. تصبح على خير .. سأذهب مسرعا قبـل أن تبدأ جولة عمتي سكينة .. ههههه


سالم: ههههه .. تصبح على خير



أنهـى حسن تدريس وليــد



حسن: بُنـي .. أريد أن أتحدث معكَ قليلاً قبـل نومك


وليد: تفضـل جدي


حسن: هـل ما فعلته اليـوم برأيك كانَ تصرفاً صائباً..؟


وليد –أحنى رأسه- : أتقصـد لذهابي مع قاسم من غير أن أستاذان من أحدٍ..؟


حسن: أجــل


وليد: أنـا آسف .. أعلم بأنَّي أخطـأت .. لن أكررهـا لا تغضب منـي


حسن –متبسماً- : الحمدُ لله إنك اعترفت بخطئك .. أنا لن أعقابك ولكن لـو كررتهـا..!


وليد: لا لا .. لن أكررها ولو فعلت عاقبني بأشد العقاب


حسن: الآن أخلد إلـى النوم .. تصبح على خيـر


وليد: وأنتَ من أهل الخيـر جدي



بينما رضا يراجع بعد الملفات جاء إليهِ أحد الضوابط



الضابط: سيدي لقـد تـم القبض على تاجـر المخدرات


رضا: أحسنتم هذا عملاً جيـد .. أين هو الآن..؟


الضابط: في الحبس


رضا: أحضرهُ لي


الضابط: حسنا سيدي


رضا –أستوقفه- : لحظة قليلاً


الضابط: نعـم سيـدي


رضا: ألا توجد آيتي معلومات عن عمـر..؟


الضابط: لا سيدي .. والبحث عنه مازال


رضا: لا تتهاونوا في أي شيء وأبقـوا في مراقبة منزل أبا حيدر وعائلته


الضابط: حسناً سيدي



عـادَ حيـدر للمنزل .. أتجه لغرفة أبنهِ .. أستوقفه أبيه



حسن: إنهِ نائماً الآن .. تحدثتُ معه بشأن ما فعلهُ اليوم ولـقد أعترفَ بخطئه ولن يكرره مجدداً فأتمنـى أن لا توبخه


حيدر: حسناً أبتاه


حسن: تصبح على خيـر


حيدر: وأنتَ من أهله



دخلتُ غـرفة ولـدي


تمعنتُ النظـر إليه


مـا أوسـمَ أبنــي..!


إنهُ بغاية الجمال كأمهِ تماماً..!


طبعةُ قبّلةً على جبينهِ


خـرجتُ بعــدهــا..!



التقى عمـر بمن وكلَ إليهِ مهمة التجسس على عائلة حسن مجدداً


أخبـرَ عمـر بكـل المعلومات التي إستطاعَ أن يحصلَ عليهـا



عمـر –بصوتٍ منخفض- : إذاً الخطة ستتغيـر


الرجل: ماذاَ تقـول..؟


عمـر: لا شيء .. تفضـل هذهِ النقود التـي وعدتكَ بهـا


الرجل –أخذها- : وأخيراً .. الآن لا تعرفني ولا أعرفك


عمـر: حسناً


الرجل: إلـى اللقاء



ثمَّ ذهب



عمـر –في نفسه- : كـم هذا رائع .. كـل الظروف أصبحت في صالحي .. يـبدو إن أم حيدر ستساعدنـي كثيراً على تنفيذَ خطتـي .. هههههه .. ستذهب سعادتك قريباً يا حيدر .. ستذهب!! .. بـل ذهبت وانتهى الأمر .. هههههه



مضتْ أياماً والحـالُ لمْ يتغيـر


ولـكنَ وليدً ظـلَ بقلبهِ المأسورِ


بـالحـزنِ يناضلُ ليتخطىَ محنتٍ


لريحانةٍ روحهِ الصغيرةَ قدْ سعت


لتملأهـا بالحقـدِ والكـرهِ تعـمدت


..!..



جـاء يـوم وموعد المبـاراة .. أدى فريق الرمال فيها أداءً رائع .. هذا الأداء أدى لفوزهم للمـرةِ الثانيـة من مباريات التصفية .. فعلت الجماهيـر هتافاً باسم الرمال فعلـوا راية الانتصار وغمـرت السعادة كـل من كانَ يشجع فريق الرمــال



انتصـاراٌ آخـرْ فـي لاحظـتِ أبطـالاً


بــالـجهــدِ والـتـعـبِ نـــالتْ فـــوزاً


فـهـتـفـتْ الجـمـاهـيـرُ بأسمـائهـم


وصفقتْ وعلت بابتساماتً رايتهــم


التي ظـلتْ تتـلألأ والفرحةُ تغمرها


لمَ تحققَ منْ نصراً والبهجةُ اعتلتها



مـع مـرور الدقـائق والساعات مضت هذهِ الأيامُ مسرعة إلـى أن جاءت ليلة الخميــس..!



لـم يتبقـى شيء


سيتزوجهـا أبــي..؟!!


لا أستطيعُ تقبـل ذلك


لا أستطيـــــــــع..!!



لـم أرى نفـسي إلا ممسكاً بالهاتف ومتصـلاَ على منزل جدي حسين..!!



وليد: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ


سامي: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ .. كيف حالكَ وليد..؟


وليد: أريدك أن تأتي أنتَ وسالم لي الآن


سامي: ماذا.؟!! .. الآن..؟!!


وليـد: أجــل


سامي: لا أعتقد إنَ أبــي سيـرضـى


وليد: تصـرف .. أقنعه ، يجب أن تأتيا بسرعة


سامي: حسناً .. سأحاول



ظـلَ عمـر جالساً في مخبئه والنـارُ تشتعـل في قلبه..!



عمـر: مـرت الأيام وأنــا لم أستطع فعلى شيء .. هــذا سيئ .. يجب أن أتحرك فلن تخمدُ النارَ من قلبي إلا برؤية تلكَ العائلة تتعذب وأولهم ذاك اللعينُ حيـدر .. لابدَّ أن أنفذ خطتي حتى وإن كانت المخاطرة كبيرةٌ فيهـا



حـاولاَ سالم مع سامـي إقناعَ أبيه ليأذن لهمـا بذهـاب



عـلي: لـقد التقيتما بوليد كثيـراً واجتمعنا أيضاً بهم .. فلمـا بذات في هذهِ اللحظة تريدان الذهـاب..؟


سالم: غداً يفترض أن نجتمع في منزلهم ولـكن بما أن الخطبة ستكون في الغد فلن نجتمع لهذا سنعوض في وقتً آخر وهو اليوم .. أرجوكَ أبـى خذنـا إليه وأقنع عمـي عادل بالسماح لسامي بالذهاب


علي: أمممم .. حسـناً سأوافق بما أننا لن نستطيع في الغد أن نجتمع .. ولكن لن تجلسا طويلا


سامي: موافقان .. هـل ستتحدث مع أبـي ليأذن لـي


علي: أجـل .. أترك الأمرَ عليّ


سامي –متبسماً- : شكـراً عمـي


علي: عفواً صغيري .. هيـا فلتذهبا لتبذلا


سامي-سالم –في آنٍ واحد- : حسناً



أتصـلَ وليـد بأبيه .. تحدث معهُ قليلاً...!



وليد: أبـى هل لي بطلب..؟! .. ولكن أتمنى أن لا ترفضه


حيدر: تفضـل بُنـي .. قـُل .. مـا هـو..؟


وليد: سيأتي سامي وسالم .. أريد أن نخرج قليلاً لنتمشى فسأطلب من ناصر أن يأخذنا في نزهه .. فهل تأذن لـي بالخروج..؟


حيدر: حسنـاً .. أنـا سأتصل بـناصر وإن لم يكن منشغلاً فسأطلب منهُ أن يأخذكم في نزهه ، سأردُ عليك بعد قليل


وليد: حسناً



أوصلَ علي الولدين لمنزل حسن



علي –عند نزول الولدين من السيارة- : ساعتان وسأعودُ لكما


سالم: غـداً الخميس .. إجازة .. تأخر علينا قليلاً


علي –مازحاً- : أمممم .. سأفكر بالأمر .. هههه


سامي –متبسم- : بما أنكَ ستفكر بالأمر يعني موافق


علي: حسناً .. انتبها لنفسيكما



أنهى فريق الرمـال من التدريـب .. ثمَّ أنصرف الجميـع ماعدا فادي .. فاضل وجواد ظـلوا يتدربون



جـواد –أثناء التدريب- : كيف حال وليد بعد إن علمَ أن أباه سيتزوج..؟ .. هـل هو سعيد..؟


فادي: الحمدُ لله إنهُ بخيـر


جواد: لـم يعد هو ورفاقه يأتون لمشاهدتنا ونحن نتدرب .. لمَ..؟


فادي: ربمـا بسبب دراستهم .. ولكن لابدَ إنهم سيأتون عن قريب


جواد: وفقهم الله


فاضل: هيـا لنكمل التدريب أما تعبتما..؟


فادي: لا لم نتعب .. لنكمــل



صمتٌ ظــلَ يعتريِ الولدينِ .. هـدوءٌ عـمَ أرجـاءَ الغـرفــةِ


للحالْ الذيِ كانَ عليهِ وليدً


..!!..

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:20 PM
صمتٌ ظــلَ يعتريِ الولدينِ .. هـدوءٌ عـمَ أرجـاءَ الغـرفــةِ


للحالْ الذيِ كانَ عليهِ وليدً


..!!..



سامي –بعد صمتٍ طويل- : ها قد أتينا ماذا تريد أن تقول..؟


وليد: أنَّي أنتظر أن يأتي ناصر


سالم: ناصر..!! .. لـمَ..؟


وليد: سيأخذنا في نزهه


سالم: نزهه..!!


وليد: ستعرفان كـل شيء في طريق


سامي: هـل يعلم عمـي حيدر بذلك..؟


وليد: أجـل ولم يمانع



رنَ الهـاتف..!



وليد –رافعاً السماعة- : اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


ناصر: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ .. ها أنا أمام منزلكم أنتظركم


وليد: ثوانٍ ونحنُ قادمون


ناصر: حسناً


وليد – أغلق السماعة- : هيـا بنا ها قد جاء



خرجوا .. ركبوا السيارة .. انطلقت..!



بينمـا حيـدر منشغـل في عمـله جاءَ صادق إليه



صادق: أزعجتك..؟


حيدر: لا


صادق: أما من أخبار عن عمـر..؟


حيدر: لا


صادق: هذا غريب لم يقدم على فعل شيء بعد الذي فعلهُ بأخيك .. لابدَّ إنهُ يخطط لعمـل شيء كبيـر يجب أن تكن حذراً


حيدر: ليس بوسعه فعلُ شيء


صادق: أمثاله توقع منهم أي شيء فلابدَ أن تحذر إلى أن يتم القبض عليه ونرتاح بعدها منه


حيدر: حسنـاً


صادق –يتمعن النظر لحيدر- : مآبك..؟ .. كأنك منشغل البال..؟


حيـدر: نوعاً ما .. أفكر بليلة الغـد


صادق: كل شيء سيسر بأذن الله على ما يرام


حيدر: آمـل ذلك



بعد مضي الدقائق أراد ناصر أن يرجع الأولاد للمنزل ولكنَ وليد قد أستوقفه..!



ناصر: إلى أينَ تريدنـي أن أخذكم بعد..؟


وليد: لمنزل زوج خالتي عباس


سامي: لمَ..؟


وليد: ستعرف عندما نصل


ناصر: ولكن لا يجب أن تتأخروا هذا ما قالهُ لي والدك


وليد: لن نتأخر شيء بسيط يجب أن أقوم به ثم نعود فوراً لن يأخذ من وقتنا إلا بضعةِ دقائق


ناصر: حسناً


سامي –في نفسه- : فيما يفكر يا ترى..؟! .. ما الفائدة من ذهابنا..!!



مضت دقائق معدودة .. وصلوا لمنزل أبـا فاضل



وليد –عند نزوله- : انتظرنا فلن نتأخر


ناصر: حسناً



ثمَّ أتجه إلى المنزل .. طرقَ الباب



سامي: ما الذي تخطط له..؟



فلم يجب..!!


فتحت الخادمة الباب .. أدخلتهم .. أخذتهم لغرفة الضيوف



سالم: وليد هـل جئت لتطلب من زهراء أن ترفض أباك..؟!


وليد: أجـــل


سامي: لو كنتُ أعلم أنَ هذا ما تفكر فيه لم أتيت معك


وليد: لمَ..؟


سامي –غاضباً- : أتريد أن توقعنا في المشاكل .. يكفي ما حدث من قبـل


سالم: وهذا أيضاً لن يفيد ولو علمت جدتي زينب بما ستفعله الآن لغضبت منك كثيــــــــــــــراً .. دعنا نعود من حيث أتينا وليد .. هذا لن يفيد


وليد: وكيفَ ستعرف..؟! .. ولمَ تقول بأن هذا لا يفيد..!!



ثمَّ جاءت زهراء والابتسامة تعلو شفتيهـا



زهـراء: ما أجملَ هذهِ المفاجئة


وليد –واقفاً- : جئتُ لأخبركِ شيئاً واحد فقط



نظراته لـي غريبة..!



زهراء –بنبره متغيره- : ما هـو..؟


وليد –بنبرةٍ علتها الكـره والقسوة- : أنــا لا أريد أمً ويجب أن ترفضـي أبـي .. هـل تفهمين..!



نــبـرةٍ أدهَـشـتْ قـلـوُبنـا


ونَـظرتٌ حيــرةْ عـقــوُلنــا


..!!..



ظلت زهراء واقفة دون أن تتفوه بكلمة..!!



وليد: هـل سمعتِ..؟ .. لا يجب أن توافقي على أبـي وإلا ستندمين طيلة حياتكـِ .. وها أنا قد حذرتكِ .. ولسلامتك أرفضي والدي


ثم أكمل قائلاً : سالم .. سامي هيـا بنا



ثمَّ خـرجوا



سامي –وهم يمشون- : كيف تجرأ على تهديدها وليد..؟ .. هـل أنتَ وليد..؟ .. هـل هكذا تربيت..؟ .. أهكذا تتصرف..؟!!


وليد: لا توجد طريقة غير هذهِ لأمنع زواج أبي


سالم: ألم تقل بأنك ستحاول أن تتقبـل هذا الوضع..؟


وليد –منفعل- : حاولت وحاولت ولكن لم أستطع .. مجرد التخيـل بأنَ تلك ستحل مكان أمي يصيبني بالجنون .. لااا .. لن أقبـل أن تحل أي فتاة مكان أمي وأبـي لـي وحدي



ثمَّ مشى عنهما متجهاً إلى السيارة..!!



سامي –في هول الصدمة- : أنـا لا أصدق إن هذا وليد..!

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:25 PM
الجزء الثاني عشر

سالم: تغيـرَ كثيراً


سامي: وليتَ هذا التغير للأفضل بـل للأسوأ..!!


سالم: لابدَ من وجودِ حلاً لهذا الوضع



عـادَ حسن للمنزل



حسن : مساء الخير


زينب: أهلاً أبـا حيدر .. مساء النور ، كيف كان العملُ معك..؟


حسن: جيد والحمدُ لله ، أينَ ولديَّ ووليد..؟


زينب: ولديك لم يعودا بعد أما وليد فقلد خرج مع سامي وسالم في نزهه أخذهم ناصر


حسن: أهـا .. جيد .. سأذهب لأتاح في غرفتي .. عندما يأتون .. نادني


زينب: حسناً



ذهب .. جاء بعدهـا وليـد



وليد –يقبـَّل يديّ جدته- : مساء الخير جدتي


زينب: مساء الخير بُني .. أينَ سالم وسامي..؟


وليد: أخذهما ناصر لمنزلهما فلم يشاءا أن ينزلا معـي


زينب: لمَ..؟ .. هـل تشاجرت معهما..؟


وليد: لا .. عن أذنكـِ سأذهب لأنام


زينب: لـم تتناول عشائك لتنام الآن وليد


وليد: لستُ جائعاً .. عن أذنكـِ



ثمَّ ذهب



زينب –في نفسها- : تغيـرَ كثيراً كأنهُ إنساناً آخـر .. أتمنى أن يتأقلم مع الوضع الجديـد وأن يرجع مثلما كان



حيدر: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ


زينب: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ.. عدت مبكراً بُني


حيدر –قبَّل رأسها- : أجـل انتهيت اليوم مبكراً .. كيف حالكِ الآن هل خفى الألمُ في ظهـركـِ..؟


زينب: أجـل بُني والحمدُ لله وكل هذا بفضل الله ومن ثمَّ أنت


حيدر –متبسماً- : أتمنىَ أن أراكـِ دوماً بخيـر .. هـل عاد وليد..؟


زينب: أجـل من دقائق فقط وذهب الآن لينام


حيدر: أتناول العشاء..؟


زينب: لا قال بأنهُ ليسَ جائعاً



تغيـرت مـلامح حيـدر..!



أخرجَ وليد من الدولاب صورة لأمه..!



عينٌ لـِرؤُيتهـاَ نحـلت


بالهَمِ والحـِزنِ غـدتْ


وبالدمُوعِ كالواَبلِ انهَمرت


والروحُ للمسَاتِ يديِهاَ تمنت


!!



وليد – في نفسه وهو ناظراً لصورةِ أمه- : أماه لا أحد يستطيع أخذ مكانكـِ .. لا أحد .. أنت نـور هذا البيت وستظلين دوماً هكذا .. لن يغيب نوركِ ما حييت


أكمل وهو يضمم الصورة إلى صدره والدموع من وجنتيه تنحدر: أحبــكِ أمــاه .. أحبــكِ


حيدر: استنام والباب مفتوح..!


وليد –ينظر لأبيه- : أبى .. لم أنتبه له


حيدر –جالساً بجوارِ أبنه- : لمَ البكـاء بُنـي..؟



نظـرَ لصورةِ زوجته أخذها وظـلَ يتأملها بعينٍ تبرق بالدموع..!



عَينٌ ناظرَتهـاَ بِشَوقٍ


قَـلبٌ تأمـلَهـاَ بعمـقٍ


..!!..



نظـر وليد لأبيه ، ضمهُ بعينٍ تذرف الكثير من الدموع..!



حيدر –يسمح على رأس أبنه- : دموعكَ غاليةٌ عليّ .. لا تذرفهـا بُنـي


وليد: إنّي مشتاقٌ لأمي كثيـراً كلما نظرتُ لصورهـا زادَ اشتياقي لهـا



دموعُ طفلٍ انحـدرت


علىَ الوجنتينِ وبللت


القلبَ. ولها الذكرياتُ تشتت


في الفكرِ فاضتْ وتقلبت


الروحُ من هذا الحالِ تألمت


وبشغفٍ لها اشتاقتْ ونادت


..!..



حيدر: إنهـا معنا أينما كنا بُني .. وأنـا معـك


وليد –ودموعهُ كالوابل- : ألن تتركنـي..؟


حيدر –في حيرةٍ- : ومن قال بأنّي سأتركك بُنـي..؟! .. أنتَ قرةَ عيني ونوراً لحيـاتـي وستبقـى كذلك ولن أتركك ما حييت


وليد –يمسح دموعه- : إذاً هذا الزواج لن يغيركَ عليّ وستظـل تحبنـي وتهتم بي..؟


حيدر –والبسمة انطبعت في شفتيه بحزنٍ- : لا الزواج ولا غيره سيغيرنــي عليك بُنـي .. دع هذهِ الأفكار عنك واستعيذ من الشيطان


وليد –يضم أبيه- : أبتاه أحبــك


حيدر: وأنـا أيضاً .. وإن كنتَ حقاً تحبني ستلبي طلبي


وليد: فلتأمر أبتــاه


حيدر –متبسماً- : أريدك أن تنزل معي لنتناول العشاء


وليد –متبسماً أيضاً- : حسناً

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:26 PM
بينما سامي وسالم يتحدثان جاء لهمـا علي



علي: مساء الخيـر .. شيءٌ غريب بأنكما لم تجلسا طويلاً مع وليد


سالم: لم نشأ أن نطيل القبـاء حتى لا نسهـر كثيراً


علي: أحسنتما .. لقد أعد العشاء .. فلتنزلا


سالم: حسناً



ثمَّ ذهب علي



سامي: ليست لدي الرغبة في تناول شيء


سالم: ولا أنا .. عكـر وليد مزاجي كثراً اليوم حتى إني فقدتُ شهيتي في تناول الطعام


سامي: لستُ مرتاحاً لمَ أصبح عليهِ وليد


سالم: ولا أنــا ، اليوم كانت نظراتهُ لزهـراء غريبة ومخيفةٌ أيضاً


سامي: لاحظتُ هذا الشيء


سالم: أتمنى لو نستطيع أن نساعده .. ولكن بأيتي طريقة..؟!



جاءت سكينه..!



سكينه: لقد وضعتُ العشاء على المائدة .. أننا ننتظركمـا فلتنزلا


سالم –ناهضاً- : حسناً



أنتهـى فادي .. فاضل .. جواد من التدريبات .. ثمَّ خرجوا



جواد –بينما هم يمشون- : الجـو جميل هذا اليـوم


فاضل: كثيــراً .. اشتقت لشتاء كثيراً وبالأخص للمطـر


جواد: الأيام تمضي مسـرعه ستغمض عينيكـ وتفتحها وسـترى موسم الشتاء قد أقبـل


فاضل –أغمض عينه ثمَّ فتحها- : ها قد فعلتُ ما قلت .. أين هـو الشتاء..؟ لم يِقبـل بعد .. هههههه


جواد: ههههه .. ليس بهذهِ السرعة .. ههههه


فاضل: ههههه .. ألم تقل سأغمض عينيّ وأفتحها وسيقبـل الشتاء .. هههه


جواد: لا تكن ظريفاً


فاضل: ههههههه


جـواد –يلتف لفادي- : ما بكَ فادي..؟ .. ألستَ معنا..؟


فادي: بـلى معكما


فاضل: إذاَ لمَ لا تشاركنا الحديث..؟


فادي: أني أستمع لحديثكما


جواد: غداً ستكون خطبة أخاك مبارك ومبارك أيضاً لك فاضل .. لابدَ إن وليد سعيد


فـادي –يحاول تغيـر الموضوع- : كان التدريبُ شاقاً .. تعبتُ كثيراً


جواد: إذاً لابدَ أن تعودَ نفسك على هذهِ التدريبات .. فأمامنا مباريات مع خصوم أقوياء جداً


فاضل: هذا صحيح


فادي: إنشاء الله



وضعت زينب الطعام على المائـدة



ولـيد: لقد بدأتُ أجوع .. ههه


حيدر: ههه .. سيأتي الآن عمكَ .. لن تنتظر كثيراً


حسن: لكنهُ تأخر اليوم


حيدر: ربما كانت لديهم تدريبات إضافية


فادي: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


الجميع: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


زينب: ها قد أتى .. فلتجلس بُني إننا ننتظرك


فادي –جالساً- : أنَّي أتضور من الجوع


حيدر: بعد كـل هذهِ التدريبات لابدَ أن تجوع


حسن: بسم الله



بدأوا بتناول الطعام


عندما انتهـوا جميعاً من تناول الطعام .. ذهبَ كلاً منهم لغرفته وخلدَ إلى النوم



هـدوءاً أنتشـرَ فــي أرجـاءِ المنـزلِ


وظلامٌ سَطْعَ في السَمْاءِ الواسعةِ


ونجومٌ بينَ الكَوْاكبِ تتلألأتْ كالـنـورِ


وطـيـوراً لِمَسْـاكِـنِهْـا الِتَجْأتْ لنــومِ


وبَحْـراً هَـامَ بـهـدوءٍ لصـفـاءِ الـجــوِ


فَهامتْ المَدِيِنةُ بهدوءِ لحلولِ الليلِ


..!!..



مـرت الدقائق .. الساعات .. جاءت تلكَ الليلة التـي لم يتمنـى وليد


مجيئهـا أبداً..!


ذهبَ الجميـع لمنـزل عباس وبرفقتهم سيد مهـدي..!!


لـم يشأ وليد الذهاب ولا سامي فبقا معاً في المنزل



وليد: سامي .. هـل تعتقد إن الأمور كـلها ستسير لصالحي..؟ .. هـل ستلبي لي ما أريد وترفض أبـي..؟


سامي: لا علمَ لي .. لا أستطيع الإجابة .. لكن ساعات معدودة وسنعـرف كـل شيء .. لا تستعجل



أرادَ أن يعقد بهمـا سيد مهـدي .. ولكن أستوقفهُ حيـدر..!




حيدر: هـل أستطيع محادثة زهـراء قليلاً قبـل العقد..؟


سيد مهدي: أجـل تستطيع .. ولكن بوجود أبيهـا


حيدر: حسناً


عباس: إذاً تعالَ معي .. سأناديها



ذهبَ معه



فاضل –يتحدث مع فادي- : لستُ سعيداً بهذا الزواج


فادي: ألم تلاحظ بأن كلنا متشائمين


فاضل: ههههه .. أجل ، تعتقد ماذا يريد أن يقول حيدر لزهـراء..؟


فادي: لا أعلم



وقفَ عباس مع حيدر وجاءت وزهـراء ووجنتيها محمرة من الخجل في الصالة



حيدر –منزلاً رأسه- : زهـراء قبـل العقـد أحببت أن أقول لكي أصبري على وليد فهـو للآن لم يتقبـل تماماً فكـرة زواجي فأتمنى أن تصبري وتتحملين معاملته لكي فربما لا تكون جيدة


زهـراء –بصوتٍ هادئ- : وليد سيكون كابنـي والأم لابدَ أن تصبـر على أبنها مهما كانت تصرفاته معهـا لتنـل محبته


عباس: أحسنتِ بُنيتي


حيدر: أسعدتني بهذا الكلام


عباس –متبسماً- : هيـا لنعد حيدر .. أذهبي الآن بُنيتي وأجلسي مع خالتك وأبنتهـا وسنطلبك بعد قليـل


زهراء –بنبرة خجل- : حسناً أبتاه



ثمَّ عادَ لغرفة الضيوف المخصصة لرجـال



مع مرور الوقت ظـل وليد في غرفته يجيء ويـذهب إيابا..!



سامي: يكفـي وليد فلتجلس أوجعتَ رأسي


وليد: لا أستطيع أنَّي خائفٌ كثيـراً

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:29 PM
وليد: لا أستطيع أنَّي خائفٌ كثيـراً


سامي: ومن ماذا.؟


وليد: لا علم لي .. لا علم لي


سامي: لابدَ إنهم الآن في طريقهم للمنزل .. أهدئ فتوترك لن يفيدكَ في شيء


وليد: لا يبدو إن الأمور ستسير كما أردت


سامي: مهمـا سيحدث لابدَ أن تتقبـله



جـاء سالم لهمـا لم تكن علامة وجهه تدل على السـرور هذا مـا شعر بهِ وليد .. فاستلقى على فراشه بدموعٍ تنحدر على خديّه..!!



زواجٌ حـَصْـلَ


قَلبٌ أِشتَعْـلَ


دُموعٌ هَطلتْ


بـِحَـرةٍ نـَزلـتْ


وَرْوحٌ تَفَطْـرتْ


!!



سالم –والحزنُ أسى قلبه- : يكفـي وليد .. الدموع لن تفيدكَ في شيء لقد حدثَ ما حدث وفي النهاية سيظل أباكـَ أباك لن يتغير شيء


سامي: هـذا صحيح.. هيـا فلتمسح دموعك



فـلم يجبهمـا..!!



سالم –يقترب من سامي- : سـامي دعنا نتركه لوحده هذا أفضل له


سامي –بنبرةٍ حزينة- : حسناً .. وليـد إن احتجتنا فنحنُ معك



هنئا الجميـع حيـدر وامتلأت قلوبهم بسعادة لهذا الزواج



زينب –في نفسها- : الحمدُ لله .. وأخيراً قد تحققَ ما تمنيتهُ بعد طـول انتظار .. شكراً لكَ يـا كريم


حسين: الآن نستأذنكم


حسن: لمَ العجـلة..؟


حسين: غـداً لدينـا اجتماع في العمـل أم نسيتَ ذلك..؟


حسن: أوه هذا صحيح .. كدتُ أنسـى هذا الاجتماع .. هههه


عادل: أينَ وليد لم ينزل لنراه..؟


سامي: يبدو إنهُ سيخلد لنوم


سالم: أجـل


عادل: أهـا .. أبا وليد أوصل سلامي لوليد


سكينه: وأنا أيضاً


بنين: وأنــا


حيدر: إنشاء الله



ثمَّ ذهبـوا جميعهم



فادي: عن أذنكم سأخلد لنوم


زينب: أحلامٌ سعيدة .. تصبح على خيـر


فادي: وأنتم من أهل الخير



ثمَّ ذهـب



حيدر: سأذهب أنـا أيضاً


زينب: تصبح على خيـر



ذهبَ أيضاً..!



حسن: هـل أنتِ الآن سعيدة..؟ .. تحقق ما كنتِ تريدينه


زينب: لستُ سعيدة بـل في غاية السعادة وأخيراً سأرى أبنـي سعيداً


حسن: أتمنى حقاً أن تكون هذهِ هي سعادته



رن هاتف حيدر .. رفع السماعة



صادق: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ


حيدر: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ .. كيف حالك..؟


صادق: الحمدُ لله بخير .. وأنت.؟


حيدر: الحمدُ لله إني بخيـر


صادق: الحمدُ لله .. أخبرني ماذا حدث..؟ .. هـل تم العقد..؟


حيـدر: أجـل


صادق: مبـــارك لك .. إن شاء الله سيكون هذا الزواج خيـرٌ عليك


حيدر: إن شاء الله .. وشكراً لك


صادق: الآن سأتركك .. أوصل سلامي للجميـع


حيدر: سيصـل إن شاء الله


صادق: وداعاً


حيدر: رافقتك السلامة



أتصـلَ سامي بأكبـر وقاسم وأخبرهمـا بأنَ أبا وليد قـد تزوجَ زهـراء



أكبـر –في نفسه- : كـم هذا أمراً مؤسف .. ما حالُ وليد الآن..؟! .. لابدَ إنهُ في حالتٍ سيئة .. صبـر الله قلبه


أم أكبر: أبُنـي .. هيـا حان وقت النوم


أكبر: حسناً أماه .. تصبحين على خيـر



دخـلَ حيدر غرفة أبنه وجدهُ نائماً والدموعُ تنحـدر من عينيه


تألمَ كثيراً لحال ابنه .. مسح دموعه وقبـّلهُ في جبينه ثمَّ أطفـئ الأنوار وخــرج



هـا هـيِ الأيَامُ تَمْضِـي


لـقدْ رَحـلَ ذلكـَ السَيـدُ الجَـليـّل..!


رحـلَ للبـلادِ الطـهـارة


رحـلَ لكربـلاء


وهـا قدْ دَخـلتْ زهـراءُ منزلنـا..!


سكنتْ فيهِ وقلبـي يَشْتَعـل بالنار


يَشْتَعـل كُلَما رأيتهـا


أنـا لا أُحبُهـا ولا أَستَطيعْ أن أُحبُهـا


تُحَاول أن تتقـربَ منـي


ولكنـي أبتعد وأبتـعد


جـاءَ يـومُ مولدي


أكملتُ الثامنة..!


لـقد كنتُ أَتَرقبْ هذا اليـوم


أترقبهُ كثيـــــــــــــراً


ولكنْ لم أكن سعيداً فيه


أجل لمْ أشعر بالسعادةٍ أبداً


فأبـي قدْ تزوج..!


وسيدي قـدْ رحـل..!


وعالمي أمتلئَ بالظـلام..!


فـلمْ أَشْعـر بالسَعادةِ التي كانَ لابدَ منهـا


تسَاءلتُ كثيـراً..!


هـل كلمة الطُفـولة تنطبقُ عليّ..؟!


هـل حقاً عالمـي عالم الطُفـولة..؟!


لا .. لم أشعـر إنَ عالمـي عالم الطُفـوْلة أبداً


بـل كانَ عالم الآهاتِ والمعاناتْ


كـانَ عالم الألمِ والمحن


فلقـد أصبحتْ البسمةُ بعيدةً عن عالمـي


أصبحتْ السعادةُ بعيدةً عـن روحي وقلبـي


أصبحتُ مُتَشَتتْ الذهنْ..!


لا أعـلم ما هَدَفِي في الحياة..!


لا أعلم ما الأحلامُ التـي كُنتُ أريدُ أن أحققهـا


الشيء الذي ظـلَ فـي فكـري وروحـي


هـو الانتِقامْ..!!


الانتِقام ممن سَلبتْ منـي أبـي


الانتِقام ممن شَاركَتْنـي في أبـي


فلقد كانَ أبـي ملكـي


كـانَ لـي وحـدي..!!


لكنهـا جاءتْ وأخذتهُ منـي


كـم أكرهُـها بـل أحقدُ عليهـا


أتمنـىَ لهـا المُعَاناتُ كما عانيت


أجـل.. تَستَحقُ ذلك


فهـي السببْ في معاناتـي


لـم يَتغـيـرْ عليّ أبـي


ولكنـي أنـا من ابتَعدتُ عنه


كُلمـا حاولاَ التقـربُ منـي


ابتعد وابتعد


ولكن لمْ أكن أعرف ما السبب


ولـمَ أبتعدُ عنه..!!


حـتىَ دِراسَتـي لـم تكن كالسابق


فـلم تَعدْ الحَماسة فـي قلبـي


بـل كنتُ أدرس من غيـرِ أن أعرف


لـمَ أدرس..!


وما الهدف من هذهِ الدراسة..؟!


كـل شيء تَغيـرَ في حيـاتـي


وليتَ هذا التغيـر للأفضـل


بـل للأسوأ..!!


ولكن ظـلَ ضميري يُؤنبُني


فلمَ أريد أن أمتلكَ أبـي..!


أبـي روحٌ..!


والروحُ ملكاً لخالقهـا


إذاً لـمَ أدعـي بأنَ أبي لي وحدي..!!


لمَ أدعي بأنَ أبي ملكـي!!


آآآآآآه


كـل شيئاً يجري في حياتي غريب


كـل شيئاً مظلم ومؤلـم


قلـبي يشتعـل بالنـار


وهذهِ النار لن يُطفئها إلا الانتقام


ولكن كيفَ أنتقم..!


وبأيتي طريقة..!


لمْ أكن أعلم..!!


عـمـي فادي تحقق ما تمناه


وها قد فازوا وأصبحَ الكأسُ لهم


وجدتـي الفرحةُ تغمـرهـا لزواجـي أبـي


وجدي منشغـلاً في عمله


وعمـتي سكينه أراهـا مرتاحة البال


وأصدقائي في حالةٍ جيده


أمَ أنا فكيفَ حالي..!


آآآآآآآه


كم هذا مؤلم


مؤلماً كثيـراً


لا يوجد شيء يُلَملمُ هذا الألم..!!


هذا الألم الذي يعج بالآهاتِ في داخلي


وهـا قد مرت أربعة أشهـر على زواج أبـي


مرت وحالي لـم يتغيـر..!


..!!..



ظـلَ وليد وسامي وسالم ينتظـرون نـاصر فلقد خرجوا مبكراً من المدرسة..!



سامـي –مستاء- : لو ذهبنـا مع قاسم أو أكبر لكانَ أفضل من أن ننتظـر


سالم –بغضب- : ألستَ السبب في انتظارنا هذا..؟ .. اعتمدنا عليك بأن تخبـر ناصر بأن اليوم سيخرجوننا مبكراً


سامي: لـقد نسيت فما ذنبي..!


وليد –صارخاً- : يكفـي جدالاً يكفــي


سامي –متعجبً من أمر وليد- : لا داعي لصراخ لو قلتها بصوتٍ منخفض لسمعنا


سالم: لـمَ هذا التغيـر وليد..؟ .. ألا تريد أن ترجع مثلما كنت..؟ .. أستظل على هذا الحال.؟



لـم يجبهمـا..!!



سامي: وهذا حالنا معكـَ وليد..؟ .. هل أصبحَ الصمت وسيلة لحل الأمور..؟



جاء عجوزٌ هـرم بجوارهم وهو يحمل معهُ حقائب..!



العجوز –يخاطب وليد- : هـل تستطيع مساعدتـي أيها الصغيـر..؟


وليد: نعـم سيدي .. تفضل ماذا تريد..؟


العجوز: أريدكَ أن تحمل معي هذهِ الحقائب لمنـزلِ فهـو قريباً من هنا .. ولكني كبرت وليس لديه القوه لحملهم فقلد تعبت


وليد –يأخذ الحقائب من يدي العجوز- : حسناً سيدي هيا فلتدلنـي على منزلك


سامي: هييي .. وليد أنتظر ستذهب معهُ لوحدك..؟ .. سنذهب معك


وليد: لا أنتما أجلسا وانتظار ناصر.. دقائق وسأعود


سالم: كيف تذهب لوحدك..؟


العجوز: لا تقلقا عليه .. سأرجعهُ لكما بنفسي .. ولكن أريدهُ فقد أن يحمل هذهِ الحقائب لمنزلي فقلد تعبتُ كثيراً


وليد: لا عليكَ منهما سيدي .. هيـا بنـي



ثمَّ ذهبـا..!



سالم: كيف تركنا وليد يذهب معه..!

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:32 PM
الجزء الثالث عشر


سالم: كيف تركنا وليد يذهب معه..!


سامي: وما بوسعنا أن نفعل.. لقد أصبح عنيداً كثيراً


سالم: أنَّي مستاء من هذا الحال الذي أصبح عليه وليد .. ألا توجد طريقة لنرجعهُ مثلما كان..؟


سامي: لو وجدتها لما ترددت في تنفيذهـا



جـاء صادق لأبى وليد في مكتبه



صادق: مرحبـاً .. أزعجتك..؟


حيدر: أهلاً .. لا تفضـل


صادق –جالساً على الكرسي- : مـاذا تفعـل..؟


حيدر: أرجاء فحوصات بعض المرضـى


صادق: هـذا جيـد .. كيف الآن تسيـرُ حياتك..؟


حيدر: الحمدُ لله حياتـي بخيـر ولكن وليد لم يتغيـر وهذا ما يقلقنـي


صادق: حاول أن تتقرب منه أكثر فأكثر


حيدر: وهـل تعتقد بأنَّي لم أحاول..؟! .. حاولت وما زلتُ أحاول ولكن لا أرى آيتي نتيجة



رنَ هـاتف حيدر



حيدر –رافعاً السماعة- : اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


رضا: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


حيدر: أهلاً رضا .. ما أخبارك..؟


رضا: الحمدُ لله بخيـرٌ .. وأنت..؟


حيدر: بخيـر والحمدُ لله


رضا: لديّ أخباراً لك ربما لا تسرك


حيدر: خيرٌ إن شاء الله .. ما هـي..؟


رضا: من اليوم توقف البحث عن عمـر وهذا لـم يكن بيدي فرئيس المركز هـو من أمرَ بذلك .. يقـول إن هذا الأمر لم يكن بأمره بـل من الوزارة فلن يفيد البحث عنه .. مرَ أكثر من أربعة أشهـر هم يتوقعون إنهُ رحـلَ من البـلاد


حيدر: لا بأس بذلك


رضا: أتمنى أن تحترس جيداً أنتَ وعائلتك فربما ما زالَ في البلاد


حيدر: لا تقلق .. وشكراً جزيلاً لك


رضا: عفواً .. سأتركك الآن .. إلى اللقاء


حيدر: رافقتك السلامة


صادق: ما الذي يجري..؟


حيدر: توقفَ البحث عن عمـر


صادق –متفاجئاً- : لمَ..؟


حيدر: لمرور أكثر من شهـر


صادق: ما هذا العذر..!


حيدر: لا عليك صادق .. أتركنا من سيرته الآن


صادق: كيف لا تكترث لموضوعٍ مثل هذا..؟ .. برودك يفاجئني كثيراً .. أتمنى أن تحترس حتى لا تندم في يوماً من الأيام .. عن أذنك



أوصـل وليد العجوز لمنزله .. أدخلهُ معه



يـا إلهـي..!


أهذا منزله..؟


إنهُ منزلاً مخيف..!


لـم أرتح لدخولي منزله أبداً..!!



منزلٌ غريبُ


صمتٌ مريبُ


ظلامٌ عجيبُ


غموضٌ مخيفُ


..!..



العجوز: فلتجلس بُنـي .. أعلم بأن منزلي ليسَ بجمالِ منزلكم


وليد: لا .. لا سيدي لا تقل هذا .. ولكن..! .. هـل رأيتَ منزلنا لتقول هذا الكلام..!؟


العجوز: لقد رأيته من الخارج وهـو بغاية الجمال فماذا عن الداخل..!


وليد: أتعرفنا إذاً..؟


العجوز –بنظرات أخافت وليد- : أجـل أعرفكم أشد المعرفة


وليد: ولكني لا أعرفك ولم يسبق لي أن رأيتك من قبل..!



قـامَ هذا العجـوز بانتزاع الشعـر الأبيض الذي كانَ يغطي شعـره ووجهه فإذا بهِ عمر...!!!



يـا إلهـي..!


ما هذاَ..!


إنهُ شابً في مقتبـلِ عمره وليس عجـوز..!!


لمَ يتنكـر بهذا الزي إذاً..!



عمـر: لابدَ إنكَ متفاجئ


وليد: لمَ تنكرت بهذا الزي..؟


عمـر: لأصلَ إليك


وليد –متعجباً بخوف- : تصلَ إليّ..؟! .. لمَ..؟ .. ماذا تريد منـي..؟


عمـر: أريدُ مساعدتك


وليد: تساعدني..؟ .. في ماذا..؟!


عمـر: أنا أعرف كل شيء عن حياتك .. أعـرف بأن هنالك فتاة جاءت وخطفت أباكَ منك ولابدَّ أنك تريد أن تتخلص منهـا .. بل تلقينهـا درساً لن تنساه وأنـا جئتُ لكَ لأساعدك


وليد –وعلامات التعجب في وجهه- : ماذا تقـول..!!!


عمـر: الوقت لا يكفي لشرح .. اذهب .. فلا بدّ إن سائقكم قد جاء أتمنى أن لا تخبر أحداً عن أي شيء وهذا سيكون من صالحك وأنـا سأنتظـرُ مجيئك عصراً وصدقنـي كل هذا لأجلك حتى تعود المياه لمجاريها في منزلكم وإن لم تأتـي فأنت الذي سيخسر.. ستخسر أباكـ وعائلتك تلكَ الفتاة ليست سهـلة اطعنـي وتعالَ إليّ اليـوم



كـل ما قاله فاجئني..!!


حيـرنـي..!!


صرتُ متشتت الذهن..!!


كيفَ سيستطيع مساعدتي..؟!!


ولمَ يريد مساعدتـي..؟!!


فاكتفت بالخروج من منزله دونَ أن أتفوه بأيتي كلمه..!



عمـر –في نفسه- : إن جاءَ هذا اليـوم فخطَتِ ستنجح لا مُحال .. أنتظركَ يا وليد لا تخلدنـي وإلا سيكـون موتكـَ اليومَ على يـديّ



ظلَ ناصر ينتظـر مع الولدين عودت وليد..!



سالم: لقد تأخر كثيراً


ناصر: كيف تتركانه يرافق شخص لا تعرفاه..!


سامي: هـو من أصـر على ذلك


سالم: حاولنا أن نمنعه ولكنك تعرفه أصبحَ هذهِ الأيام عنيداً لا يكترث لحديثنا


سالم: هـا قد جاء


ناصر –ينظر لوليد- : الحمدُ لله


وليد –راكباً السيارة- : اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


الجميع: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


ناصر: وليد.. كيفَ ترافق شخصٌ غريب لا تعرف عنه شيء..!


وليد: أحتاجَ للمساعدة وكان من واجبي مساعدته


ناصر: ولكن كان من المفترض أن تدعى سالم أو سامي يذهبا معك



لـم يبدي وليد إي تعليق على ما قالهُ ناصر بـل ظـل يحدق لنافذة بصمت..!



سالم –في نفسه- : ما بهِ يا تـرى..؟! .. يبدو غريب الأطوار..!!




ظـلَ حسن جالساً في مكتبه والأفكار تسيطـر على عقله ..!!


بمضي برهة جاء لهُ أخيه حسين



حسين: أما زلتَ هنا


حسن –ينظـر لساعة- : لـقد تأخـر الوقت .. لم أنتبه


حسين: مضت نصف ساعة على إنتهاء الدوام .. ترى فيما تفكـر..؟

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:33 PM
حسن: لقد تم إيقاف البحث عن عمر لمضي أشهـر دونَ العثور على أثراً له يعتقدون إنهُ قد هربَ من البلاد


حسين: أخافٌ على حيدر..؟


حسن: أجـل فاعتقاداتهم لن تفيدنا في شيء .. تخيل لو إن عمر ما يزال في البلاد سيكون هذا خطراً على أبنـي حيدر


حسين: مضت أربعة أشهر بل أكثر ولم يظهـر عمر هل تعتقد إنهُ سينتظر كل هذهِ الأشهر والأيام..! .. لا بتأكيد قد رحلَ من البلاد


حسن: آمـل ذلك


حسين: فلتنهض الآن وتذهب لمنزلكم لابدَّ إنهم بانتظارك


حسن: صدقت في ذلك


حسين: أبعد عن عقلك هذا التفكير فسيتعبك بلا فائدة


حسن: إن شاء الله



بينما فاضل..فادي ..جواد يسيرون وصلَ فاضل إلى منزلهم فأكمل فادي وجواد السيـر وهما يتحدثان



فادي: كان التدريب ممتع هذا اليوم


جواد: كثيــراً


فادي: لم نعد نتدرب كما في السابق


جواد: أجـل فمباريات التصفية قد انتهت .. تـرقبها في السنة القادمة وسنتدرب كما في السابق.. هههه


فادي: صدقت .. ليس لنا إلا الإنتظار


جواد: أجل .. كيفَ حالُ وليد..؟! .. مـرت أشهـر لم أرهُ فيها..!!


فادي –متغيـر الوجه- : إن شاء الله بخيـر .. لـم يعد يخرج وليد كما في السابق


جواد: لمَ..؟



لـمَ هذا السؤال..؟!


كأنَّي أصبحتُ متطفلاً..؟!



سرعان ما تراجعتُ بقـول: أعتذر..!


فادي: لا لا داعي للاعتذار.. تغيـرَ وليد كثيراً أصبحَ انطوائي ولا يحب الخروج بعد زواج أبيه


جواد: ألم تحاولوا إخراجهُ من هذا الحال..؟


فادي: بلى حاولنا ولا نزال


جواد: ليتني أستطيع تقديم المساعدة فأنتَ تعرف مدى حبي لهذا الصغيـر


فادي: شكراً لكَ .. لابدَّ إنه سيتأقلم مع هذا الوضع وسيعود مثلما كان


جواد: إن شاء الله



ذهولٌ خيمـا على فـؤادي


من رجـلٍٍ غريبٍ أقبلَ إلـيَّ


وصمـتٌ تصببَ فـي روحي


من نظـراتٍ أخـافـتْ مقلتيَّ


وظلمةٌ باتتْ تغـمـغمُ عليّ


وحيـرةٌ مـن مـا يجـري إلـي


حوتْ بالخوفِ تسيطـرُ عليَّ


..!..



أقبـل حيدر لـوليد الذي كانَ منشغلاً بتفكيـر..!



حيدر –جالساً بجوارِ أبنه- : بُنـي ما بالك..؟


وليد: لاشيء أبتي


حيدر –يتمعن النظـر إليه- : لكنَ عيناك تقولان غير هذا..!


وليد: أشعـر بتعبٍ بسيط


حيدر: ألم تعد تثق بوالدك..؟


وليد –يرتمي بين أحضانِ أبيه- : لا تقل هذا أبتاه .. إنَّي تعبٌ قليلاً هذا كـل شيء


حيدر: هل تحبُ أن ترى والدك يتألم..؟


وليد: لااااا ..لا


حيدر: إذاً تناول طعامكَ بشكلٍ دائم


وليد: أنّي آكل بشكلٍ دائم


حيدر: هذا غير صحيح .. البارحة لم تأكل شيء واليوم لم تتناول إفطارك هذا كله يسبب لكَ التعب.. لأجلي بُني .. أهتمَ بصحتك .. أم تريدني أن أترك عمـلي وأتفرغ للاهتمام بصحتكَ بنفسي


وليد: لا أبتاه


حيدر: سأفعلها إن لم تنتبه لصحتك



لـم أرى إلا الدموع تتساقط على وجنتي..!!


لماذا..؟! .. ما السبب..؟!


لم أكن أعرف..!


ضمني أبتي والآلام تسيطـر عليه..!


للحال الذي وجدني عليه..!



حيدر –يمسح دموع وليد- : لا تبكي حبيبي لا تبكي .. أرجوك .. ليتك تخبرني ما بك لمَ هذا الحزن الذي سيطر عليك


وليد: لا .. لاشي أبتـي



كيفَ أسأله هذا السؤال..!


كيف وأنا أعلم لمَ هذا الحزن..؟!


لمَ هذا الانطواء والكدر الذي..


الذي سيطر على قـرة عيني


آآآآآه


ليتنـي أستطيع التخفيفَ عنه


ولكن بآيتي طريقة..!


كانت أفكاري مشتته


مشتته للحال الذي كانَ عليه أبنـي..!!



حيدر: أينَ تلك البسمة التي تٌزهي وجهك يا بُني..؟


وليد: ستعود أبتاه ستعود وعن قريب



لقد قالها وهـو واثقٌ من ذلك


قال ستعـود..!


أراحني ما قالهُ كثيـراً..!



طرقَ باب غـرفتي..!


لقد كانت جدتي زينب



زينب: لقد وضعنا الطعام على المائدة فلتنزلا


حيدر: نحنُ قدمان



أمسكَ حيدر بيدي وليد ونـزلا معها



بينما أكبر يتناول الطعام مع والديه



أردفَ قائلاً: أبتـاه هل تأذن لي اليوم بالخروج..؟


أبا أكبر: إلى أين..؟


أكبر: سأذهب أنا ورفاقي للملعب


أكبر: حسناً ولكن لا تتأخـر


أكبر: اليوم الأربعاء نريدُ أن نستمتع أنا ورفاقـي


أبا أكبر: بعد تأديتك لصلاة المغرب في المسجد تعود للمنزل


أم أكبر: وقتٌ جيد .. ليس لديك اعتراض


أكبر –والبسمةُ تغمـرُ شفتيه- : بتأكيد .. شكراً أبتاه



رنَ هاتف منزلهم..!



أكبر –ناهضاً- : لابدَّ إنهُ قاسم


أكبر –رافعا السماعة- : قاسم لقد وافقَ أبـي


قاسم: فلتسلم أولاً


أكبر: هههه ..اََلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ


قاسم: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ


أكبر: أبي وافق على خروجي معكم


قاسم: هذا ممتاز وسالم وسامي أيضاً وافقا والديهما وأنا كذلك


أكبر: رائع .. إذاً سنلتقي في العصر الساعة الرابعة


قاسم –وقد تغيرت نبرته- : اتصلت بوليد ولكنهُ تعذر


أكبر: لم يكن لهُ داعي أن تتصل به


قاسم: لمَ تقولُ هذا..؟


أكبر: لم يعد يريد الخروج معنا فلا فائدة من الاتصال له


قاسم: مهما يكن يظل صديقنا ومن الواجب الاتصال به فربما غيرَ رأيه


أكبر: لا بأس


قاسم: سأتركك الآن .. سأنامُ قليلاً


أكبر: حسناً .. تصبح على خيـر

نور عشقي أبا تراب
17-09-2008, 08:35 PM
أنهـى حسن وعائلته تناول الطعام .. جلسوا يتحدثون ويتسامرون


أنتابَ حيـدر الفـرح والسرور لوجود أبنهُ معهم يضحك ويتحدث



فادي –ناهضاً- : تصبحون على خيـر


حسن: ستنام..؟


فادي: أجـل فالليلة سأخـرج مع رفاقـي .. عن أذنكم



ثمَّ ذهب



حسن: أبا وليد لقـد وجدتُ منزلاً مناسباً لكم


زهراء: لمَ المنزل..؟ .. أسنخرج من هنا..؟


حسن: أجل بُنيتي وهذا لكي تأخذينَ راحتكِ .. وجدتُ لكم منزلاً رائعاً ليس بعيداً عن هنا



منزلاً جديد..!


سنرحل عن هنـا..!


كـم هذا أزعجنـي..!


شعرتُ بغضبٍ شـديـد


أحسست بأنها هي السبب في هذا


ستفرق بيني وبين المنزل الذي عاشت فيه والدتي


كم أكرهكـِ ..!



زهراء: من قالَ بأنـَّي لستُ مرتاحاً هنـا..؟


زينب: وجودُ أبنـي فادي يعرقل راحتكـِ فطيلةَ ما أنتِ معنا ترتدي الحجاب لهذا فأنَ وجود منزلاً لكم أنتم الثلاثة سيريحكـِ أكثـر


لـم أرى نفسي إلا واقفاً والغضب يعتـريني فقلت: أنا لـن أخرج من منزلاً سكنت فيهِ أمي ولن يجبرني أحد على الخروج منه يكفي إجباراً وتحكماً بي .. يكفـي



فأسـرعَ وتوجهَ لغرفته



زهـراء –بحزنٍ شديد- : لا داعي لخروجنا من هنا أنا مرتاحةٌ فيهِ والحمدُ لله وفادي أخي ووجوده لم ولن يسبب إليّ أي إزعاج


حيدر: إذاً سنبقى هنـا


حسن: كما تشاءَ



بحلولِ الساعة الثالثة والنصف أستـأذنَ وليد من أبيه للخـروج



حيـدر: إلى أينَ ستذهب..؟



لـم أستطيع أجابته..!


فلم أستطيع أخباره إلى أينَ أودُ الذهاب..!


كم كانت لحظةٌ صعبه..!


لقـد كذبتُ فيهـا..!


أجـل كذبت..!



بقـول: سأذهب للملعب فاليوم سيلعبون رفاقـي.. سألعب معهم


حيدر: حسناً .. ولكن لا تتأخـر


وليد: حاضر أبـي



وصلَ سامـي ومن معه للملعب



قاسم:لمَ لا ننتظر وليد فربمـا يأتـي ويلعب معنـا


أوسامه: هـل اتصلتم به..؟


قاسم: أجـل


أكبر: هكذا سنتأخر عن العب من دونِ فائدة .. لا داعي لانتظاره فهـو لن يأتـي


سالم: وأنـا لا أعتقد إنهُ سيأتـي


أوسامه: إذاً لنلعب


قـاسم: لمَ العجلة..؟


أوسامه: إن انتظرنا أكثر سنتأخـر


سامي: هذا صحيح.. دعونا نلعب


قاسم –مستاءً- : كما تشاءون



ذهبَ أبـا صادق لزيارة أبا حيدر في عمـله



صادق: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ


حسن –يتصافح معه- : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ .. أهلاً وسهلاً بكَ يا أخـي .. ما أخبـارك..؟


أبا صادق: الحمدُ لله إنَّي بخيـر.. وأنتَ ما أخبارك.؟ .. أعتذر إن أزعجتكَ في وقتِ عملك ولكن مر وقتٌ طويل لم نراكـَ فيه


حسن: لا داعي للاعتذار لقد أسرتني زيارتك كثيراً .. أنا الحمدُ لله بخير كانَ ينقصنا رؤيتك فقط والحمدُ لله ها قد رأيناك


أبا صادق: دائماً أنتم على البـال ولكن تعرف كنتُ منشغلاً بالتصفية والحمدُ لله انتهت على خيـر


حسن: الحمدُ لله


أبا صادق: كيف حالُ عائلتك..؟


حسن: الحمدُ لله أنهم بخيـر


أبا صادق: الحمدُ لله.. أينَ أبى علي..؟


حسن: إنهُ في مكتبه .. ما رأيكَ أن نذهب إليه


أبا صادق –متبسماً- : حسنـاً هيـا



ها قد خـرجتُ من منزلنـا..!


خـرجتُ لمقابلة ذلك الرجلُ الغريب..!


لم أكن أعلم أهذا الصواب أم لا..!


سرتُ لذلك المنزل المخيف والخوفُ يعتريني


لـم أكن أعلم ما سبب هذا الخـوف..!



أسيـرُ بيـن سُحِبٍ مُظـلمَـةٍ بِعَـجـلٍ


فربمـا أصبحْتُ فـي طَرِيـقي للأمـل


أسيـرُ فلـم يـعد لـي إلا هـذا العمل


فالأيامُ تمضي ولا يزالُ الألمِ والوجل


والمعاناتِ فـي قلبي الذي يشتعـل


لــوجـودِ امــرأةٍ أخـذتْ أبـي والأجـل


قــد قـربَ مـنـي مــنّ هـذا الـجـلـل


..!..



ها قد صلتُ لمنزله..!


كم ترددتُ في طرقِ الباب..!


ولكن..!


فتح الباب..!


كأنهُ كانَ يعلم..!


يعلم بقدومي في هذا الوقت..!



عمـر: أهلاً وليد .. تفضـل



دخلتـُ والقلبُ مني


يمتلأ بالخوف..!



عمـر: كنتُ متوقعاً أنكَ لن تخذلني وستأتي وها قد أتيت وصدقني لقد فعلتَ الصواب



هـل حقاً فعلتُ الصواب..!


لم أكن أعلم..!



وليد –بصوتٍ خائف- : ماذا تريد منـي الآن..؟ .. كيفَ ستساعدنـي..؟


عمـر: قبـل هذا يجب أن تعرف حقيقة زهـراء



ماذا..!!


حقيقة زهـراء..!


أهذا يعني إنهُ يعرفها..!


كيف .. ومتى ..؟!!



وليد: كيفَ تعرفها..؟



إن شاء غداً إن سعَ الوقت سأضع لكم جزء آخر ودمتم برعاية الباري :)

نور عشقي أبا تراب
23-09-2008, 05:54 PM
الجزء الرابع عشر


وليد: كيفَ تعرفها..؟


عمـر: لستُ أنا من أعرفها بل صديقي هو من أخبرني عنها


وليد: صديقك..؟


عمـر: أجـل .. لقد درسا معاً في الخارج بل كانت صديقته وكثيراً ما وعدته بأنها عندما تعود لديارها ستخبر والدها بأمر علاقتهما وستتزوجه ولكنها نكثت بهِ وتزوجت أباك ، وليد هذهِ الفتاة سيئة جداً .. خدعتكم كلكم وخدعة صديقي حتى أباها وأخاها ، يجب أن نكشفَ حقيقتهـا أمام الجميع وبالأخص والدك


وليد –مذهول مما يسمعه- : هـل أنتَ جاد فيما تقوله..!


عمـر: ولمَ أكذب عليك..؟ .. بل ما ذا سأستفيد بالكذب عليك..؟


وليد: إذاً لمَ لا تحضر صديقك لمنزلنا لكي يُبين حقيقتها أمام الجميـع


عمـر: هذا ما كنتُ أريدُ أن أفعله ولكن ويا للأسف صديقي ليسَ هنـا إنهُ مسافر.. سيعـود ولكن بعد عدتِ أشهـر


وليد: إذاً ما العمـل..؟


عمـر: تلقينها درساً لن تنساه أبداً


وليد: هـــا..!! .. كيف..؟


عمـر: أجلس وسأخبرك كيف



أنهى الأولاد لعباً وأنتصرَ فريق أكبر على فريقُ قاسم



أكبر –والفرحة تغمره- : لقد انتصرنا عليكم


سالم: لا بأس خيرها في غيرها


قاسم: هذا صحيح وأنا لم ألعب جيداً ففكـري منشغل بوليد


أكبر: أنا متفاجئاً منكم .. لمَ كل هذا الاهتمام بشخصٍ لم يعد يبالي بكم..!


قاسم: هـل تريد أن تفهمنا بأنكَ لستَ مهتماً له..؟


أكبر –متجاهلاً ما قاله- : قـربَ موعد الأذان لنذهب للمسجد


سامي: هـذا أفضل شيء نفعله.. يا رفاق هل ستذهبونَ معنا..؟


أوسامه: أنا سأذهب معكم



البـاقـي تعـذر..!



بينما هم يسيرون للمسجد أردفَ أوسامه: ما بهِ وليد..؟ .. لم يعد كما في السابق ولا أراهُ معكم أبداً..؟


قاسم: ليتنا نعـرف ما به


أوسامه: ألا تعرفون..؟


سالم: لقد أصبحَ بعيداً عنا كثيـــراً هذا ما نعرفه


أكبر –منزعج- : في كل لحظه وليد .. وليد .. وليد ... يكفـي هذا


أوسامه: وهـل أصبح ذكره يزعجك..!! .. ما بك..؟


أكبر: ما يزعجني هـو اكتراثهم لشخص لم يعد يهتم لهم


سامي –بانزعاج- : إن كان وليد مجرد صديقاً لكم فهـو بنسبةٍ لي ولسالم ليس صديقاً فقبـلَ أن يكون صديقاً لنا هـو نسيبنا وأخينا أيضاً


قاسم: وأنا أيضاً هـو أخي وصديقي ولن أتخلى عنه


أوسامه –متبسم- : تُعجبني صداقتكم لبعضكم البعض كثيراً


سالم: وأنتَ صديقاً لنـا أيضاً


أوسامه: ولكني لستُ قريباً منكم كما أنتم قريبين من بعضكم البعض


سامي: تستطيع أن نكونَ قريباً منا أيضاً


أوسامه: شكراً


سالم: لمَ هذا الصمت يا أكبر..؟


أكبر: لا شيء


أوسامه: هل لي بطلب..؟


قاسم: تفضل وإن شاء الله نستطيع أن نلبيهِ لكَ


أوسامه: إنني أدعوكم للغـداء في منزلنا غـداً .. أتمنى أن تلبون دعوتي


قاسم: موافق أنا فلا أعتقد إن أبي سيمانع


سالم: وأنا أيضاً وسامي موافقان


أوسامه: وأنتَ أكبر..؟


أكبر: سـآتي


أوسامه –متبسمة بسرور- : كم هذا يسعدني .. سأكون بانتظاركم



صـرتُ فـي ذهولٍ ممـا يجول..!


أذاَ الصوابُ يا ترى أم الجنـون..!


عقلي ظـل يفكـر فيما يقـول..!


والحيرةُ غـدتْ تعتري العيـون..!


..!..



وليد: ما تريدهُ منـي صعب .. صعب


عمـر: إن أردتها أن تسيطر على كل شيء وتأخذ أبيك منكَ فعلاً فلا تفعل ما قلته لك


وليد: لااا .. أنا لا أريدها أن تأخذ أبي مني .. أبي لي .. أريد استعادته كما في السابق .. إنه لي


عمـر: إذاً أفعل ما قلتهُ لكَ وصدقني يا وليد هذا سيجعلها تتندم وستراها قريباً تنسحب من حياتكم فهذا سيكونُ درساً لهـا وسأكونُ معك دائماً وليد وسأساندك في كل شيء


وليد –في حيرةٍ- : لا أعرف ماذا أقولُ لك..!


عمـر: فكـر جيداً قبـلَ أن تقـل أي شيء ، خـذ الآن هذا الكيس فتوجد بهِ كـل الأشياء التي تحتاجها



كنتُ متردداً..!


متردد في أخذه كثيراً..!


ولكن أخذته..!


ودعتهُ وخرجت..!


أصبحتُ أسيـرُ وأسيـر


أسيـرُ وذلك الصـوتُ الجليل


يـردد بذكرِ الله سبحانه..!


فها قد حانَ موعدُ صلاة المغـرب


سيرتُ للمسجد والحزنُ يملئُ قلبي


لقد أصبحتُ متشتت الذهن..!


لم أعد أميز ما هـو الصواب وما هـو الخطـأ..!


شعرتُ إنني ضائعٌ



هيمت السعادةُ تتناثر على قلب عمـر لمَ حققه..!



عمـر –في نفسه- : قـريباً ستتحول حياتكَ يا حيدر لجحيم .. كم هذا أمرٌ يفـرحني ، عن قريب إبنكَ سيصبح خاتمةٌ في أصبعـي .. هههه ، قربَ موعد الانتقام .. قـربَ كثيـراً



أنهـى الأولاد الصلاة وعادَ كلاً منهم لمنزله


وعادَ أيضاً وليد لمنزلهم..!


عندما دخلَ لمنزلهم استوقفتهُُ زينب



زينب –بصارمة- : ما هذا الذي فعلتهُ اليوم يا وليد..؟

نور عشقي أبا تراب
23-09-2008, 05:55 PM
وليد –منزلاً رأسه- : أنـا لم أفعل شيء


زينب: كـل هذا الصراخِ والغضب والاعتراض ولم تفعل شيء..؟


وليد –متجاهلاً ما تقوله- : سأذهب لغرفتـي أتريدينَ مني شيء..؟


زينب: تتجاهل ما أقوله أيضاً..؟ .. ما هذا الكيس الذي بحوزتك..؟



توترتٌ كثيـراً


لم أعرف ماذا أقول..!



عاودتُ وكذبت بقـول: إنهُ يحتوي على بعض الأغراض المدرسية .. عن أذنكِ



ذهبتُ مسرعـاً


يا إلهـي ما بي..؟!


أصبحتُ أكذب..!


هـل حقاً أنا وليد..!


هـل أنا الذي لطالما أردتُ أن.."


أردتُ أن أصبحَ عالماً..!


آآآآه


لم أشعـر بالتعب والضياع والألم


كما شعرتُ بهِ هذهِ اللحظات المظلمة


أجـل كانت مظلمةٌ على قلبي وروحي


ولكن..!


عندما تذكرتُ بأنَ زهراء قد سلبتني أغلى ما لدي..!


عندما تذكرتُ أنني ذهبتُ لها راجيا..!


أجل..!


ذهبت لها وأنا على أمل أن لا توافق على أبي


ولكنهـا لم تكترث لمَ قلت..!


ما تذكرتهُ جعلني أكرهها بـل أحقدُ عليها أكثر فأكثر..!


هذا ما يجعلني أصر على الإنتقام منها بالفعل


أجل ها قد حانَ الانتقام


وجاءت اللحظات التي ستقاسي هذهِ الفتاة


ستقاسي كما جعلتنـي أقاسي..!



ودعَ فادي أمهُ فلقد حانَ وقتُ خروجه



زينب: بُني لا تتأخـر كثيراً


فادي: الليلة ليلة الخميس أماه


زينب: حتى وإن أنا أقلق عليكَ كثيراً


فادي –قبّلها على جبينها- : لا تقلقي عليَّ أماه سأكونُ بخيرٍ من الله .. سأحاول أن أعودَ قبـل الساعةِ الثانية عشر


زينب: حفظك اللهُ يا بُني



بمضي دقائق .. نزلت زهـراء وجلست مع زينب


أستغلى وليد هذهِ الفرصة لتنفيذ ما أمرهُ بهِ عمـر.!


اتجه لغرفتها وبحوزتهِ علبةٌ صغيرة..!



وليد –في نفسه- : حان وقتُ العمـل..!



فتحَ العلبة التي بحوزته .. كانت تحتوي على العقارب السامة..!


وضع هذهِ العقارب على السرير وفرش الغطاء عليه وخرج مسرعاً إلى غرفته



وليد –في نفسه- : الآن ستبرد النارُ التي في قلبي لرؤيتكـِ تجنين .. هههههه .. كم هذا ممتع



ظـلَ سامي مستاءً لهذا التغيـر الذي طرأ على وليد



سامي –يخاطب سالم- : ألا يجب أن تفعلَ شيء حيال ما يحدث..؟


سالم: أجل .. ولكن ماذا أفعل..؟ .. لا أعلم


سامي: أشعر إننا إن لم نفعل شيء فسيدمر وليد حياته ، لمَ لا نحاول التقرب إليه حتى لو أبتعد عنا



طـُرِقَ البـاب



سامي: أدخل


علي: مساءُ الخير


سالم –سامي- : مساءُ الخير


علي –متبسم- : هيـا فلتبذلا


سامي: هـل سنخرج..؟


علي: أجل


سالم: إلى أين..؟


علي: لمنزلِ جدكَ أبا حيدر


سالم –سعيداً- : هذا راااائع


سامي: أجل


علي: إذاً لتسرعا إنَّي بانتظاركما مع والدتك


سالم: حسناً أبتاه لن نتأخـر



ثمَّ ذهب



سامي: هذهِ فرصتنا لتقرب من وليد


سالم: هذا ما فكرتُ فيهِ أيضاً



أجتمعَ فادي مع أصدقائه



فادي: مساءُ الخير يا شباب .. كيف حالكم..؟


الجميع: الحمدُ لله بخير // بخير


بدر: وأنتَ كيف حالك..؟ لم يأتي معك أبنُ أخاك.!


فادي: إنَّي بخير والحمدُ لله ، لم يكن موجوداً في المنزل ذهب للعبِ كرة القدم مع أصدقائه


هاني: عندما كنا نجتمع كان يصرُ عليك أن تصطحبه معك


فادي: هههه .. أجـل ، مرَ وقتٌ طويل لم يلعب كرة القدم ربما أشتاقَ لها فخرج مع رفاقه ليلعب


فاضل: أنَّي أتضورُ من الجوع


جواد: وأنا أيضاً لنذهب لنـتعشى في أحد المطاعم التي تقدم الأطعمة المفضلةُ على قلبي.. هههه


فادي: هههه .. هذهِ الليلة العشاء سيكون على حسابي فطلبوا وتمنوا


ماجد: سأتكفل إذاً بإفلاسك... ههههه


فاضل: بـل أنا .. هههه


فادي: ههههه .. الحمدُ لله لديّ النقود الكافية ههه


صالح: هيـا بنـا



علمت زهراء بقدومِ سكينه والأولاد فأرادت أن تبدلَ ملابسها .. فـور دخولها الغرفة أحست بأنَ هنالكَ شيء يتحرك فـوق السرير..!


رفعت الغطـاء .. صرخت من هـول ما رأته .. عقارب كثيرة مخيفه ..! خرجت مسرعة من الغرفة..!

نور عشقي أبا تراب
23-09-2008, 05:57 PM
عندما رأيتهـا تخرج..!


أسرعتُ لغرفتها..!


وضعتُ تلك العقارب في علبتها


وخرجتُ مسرعاً وأنـا في غاية السرور..!



وليد –في نفسه عندما دخلَ غرفته- : هذهِ البداية فقط .. البداية يا زهراء لأصابتك بالجنون ههههه



روحٌ ظـلـتْ أم شيـطـان..!


تسكن هذا الطفل الحيران..!


..!!..



زينب –والخوف يعتريها- : ما بكِ بُنيتي .. لمَ الصراخ..؟


زهـراء –بـهلع- : فوق .. الغرفة


زينب : ماذا يوجد فوق..؟


زهراء: فوق السرير .. العقارب كثيرة


زينب: عقارب..؟ .. من أين..!!


زهـراء: لا أعلم .. لا أعلم .. أنَّي خائفة


زينب –تضمها- : اهدئي بُنيتي .. اهدئي



طُرقَ باب منزلهم



زينب: لابدَ إنهم قد جاءوا


زهـراء: نعم سأذهب لفتح الباب


زينب: سأذهب أنا بُنيتي ، أبقي أنتِ هنا وارتاحي



ذهبت لفتح الباب .. دخلت سكينه والأولاد أما علي سلم دون أن يدخل .. قال إن لديه بعض الأعمال وحينما أراد أن يذهب استوقفته



زينب: بُني أريدكَ أن تدخل قليلاً


علي –داخلاً- : تفضلي عمتاه ماذا تريدين..؟


زينب: لقد رأت زهراء في غرفتها عقارب لا أعلم كيف وصلت إلى منزلنا .. أريدكَ أن تتفقد الأمر


علي –مندهش- : عقارب..!


سكينه: من أينَ أتت هذهِ العقارب..!


زينب: لا أعلم


علي: حسنا



دخلوا .. سلموا على زهراء



زينب: بُنيتي زهراء جاء علي ليتفقد الأمر .. أينَ وجدتِ تلكَ العقارب


زهراء: كانت فوق السرير


زينب: تعالَ معي بُني سآخذك لغرفتها



أخذتهُ لغرفتهـا



عندما أراد الدخول أردفت زينب: بُني علي كُن حذراً


علي: لا تقلقي عليَّ



دخلَ الغرفة .. بحثَ وبحث ولكن لم يجد شيء..! .. خرج منها



علي: عمتاه لم أجد شيء


زينب: هـل أنتَ متأكد..؟


علي: أجل.. بحثتُ وبحثت ولكن لا يوجد أي شيء في الغرفة .. ربما كانت متعبه فخُيله لها إنها رأت عقارباً


زينب: أنتَ محق .. ربما .. أتعبتك معنا بُني


علي –متبسماً- : لا تقولي هذا



جاءَ صادق لحيدر وبحوزته نتائج فحوصاتِ زوجته..!



صادق: هذهِ هي نتائج الفحوصات .. مبارك لكَ أبا وليد ونعتذر على التأخير الذي طرأ منا ولكنك تعرف هذهِ الأيام المشفى في ازدحام


حيدر: مبارك..! .. هـل هي حامل..؟


صادق –متبسماً- : اجل



لم ترتسم الابتسامة على وجهه حيدر بل لم تظهر علامات وجهه إي تعبير..!



صادق: ألستَ سعيداً أبا وليد..؟


حيدر: هـا.! .. بلى سعيد سيصبح لولدي أخٌ صغير


صادق: سـآخذ الآن مكانك هيا فلتذهب وتبشرهم بهذا الخبر السار


حيدر: حسناً



بعد خروجِ علي أخبرت زينب زهراء بأنهم لم يجدوا شيئاً في غرفتها وربما كانت مجرد تخيلات فهي هذهِ الأيامُ متعبه..!



زهـراء: أممم .. ربمـا


زينب: لا تتعبي نفسكِ بُنيتي في التفكيـر وأنسي ما حصل


زهراء: إن شاء الله


بنين: أماه أين وليد..؟ .. أريدُ أن ألعب معه


سكينه: سينزل قريباً


بنين: سأذهب إليه سأذهب


سكينه –أمسكتها- : بنين أجلسي قلتُ لكِ إنهُ سيأتي الآن



ثمَّ جاء وليـد والسعادةُ تترسم في وجهه..!


سلمَ على الجميـع وأجلسَ بنين في حجره



سامي: كيفَ حالك وليد..؟


وليد –متبسماً- : بخيـر والحمدُ لله .. وأنت..؟


سالم: مرا وقتاً طويل لم أراكَ تبسمُ فيها نتمنى أن نراكـَ دائماً هكذا


وليد: إن شاء الله ستروني دائماً هكذا


سامي –بصوتٍ منخفض- : ألم تعلم بما حدث منذُ قليل..؟


وليد: ماذا حدث..؟


سامي: ظنت زهراء إنَ هنالكَ عقاربٌ في غرفتها عندما ذهب عمي علي ليبحث عن تلك العقارب لم يجد شيء .. يبدو إنها كانت تتخيـل


وليد: هههه .. لاا .. بل ربما جنت ههههه


سالم: أسكت .. ستسمعك


وليد: وإن سمعتني لا يهم



ثمَّ جاء حيـدر


حيدر: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


الجميع: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ


حيدر: لديَّ خبراً سار


زينب: مـا هـو..؟


حيدر –في ارتباك نوعاً ما..!- : هذهِ نتائج الفحوصات .. زهـراء .. زهـراء حـامل


زينب –تضمُ زهراء- : هـل هذا صحيح .. مبارك لكي عزيزتي مبارك


سكينه: خبراً رائع مبارك زهـراء



أنــا حامل..!


كـم هذا أسعدني


بـل كانَ أكثر من ذلكـ..!



حـامل .. حامل..!


آآآه


كم هذا أزعجني


أزعجني لدرجةِ تمنيتُ أن أراها الآن تموت


أجل أتمنى لها الموت


أكرهها أحقدُ عليها لا أحتملها


تبـاً لهـا تبـاً..!



خبـراً مزعجـاً أفسدَ يـومـي


فعادت النارُ تشتعلُ في قلبي


..!..



أسرعتُ لغرفتي


والنـار تشتعل وتشتعل..!



أرادَ حيدر ألحاق بوليد .. استوقفتهُ زينب



زينب: لا داعي بأن تتبعه مع الأيام سيتقبل الوضع .. لا تترك حبك الشديد لأبنك يفسد لك حياتك .. فأن تركته هكذا ثق بأنه مع الأيام سيعتاد ويتقبـل حياتهُ الجديدة




إن شاء الله باجر إذا سع الوكت ندخل ونحط جزء آخر :)