(خادمة الرضا)
30-08-2008, 10:26 PM
هل تظلين عانساً أم تصبحين زوجة ثانية ؟ (مقال)
اللهم صل على سيدنا محمد واله الاطهار
العنوسة.. شبح مخيف يتهدد أي فتاة تكبر في العمر بدون زواج، فهي تشعر أن سنوات العمر تمضي بدون شريك حياة ، وأن الكثير من أحلامها في تكوين أسرة وبيت لم تتحقق وأنها في طريقها لحمل لقب تخشى منه كل فتاة لأنه وصمة عار ولقب قاس يؤلم أي فتاة، وهو لقب "عانس".
وأسباب العنوسة كثيرة ، منها المغالاة في المهور وتكلفة الزواج والصورة الذهنية الخاطئة عن الزواج وشريك الحياة والبطالة والمشكلة الاقتصادية.
أما عن الحلول المطروحة فقد طرح البعض تشغيل الشباب وتزويجهم بأقل الإمكانات الممكنة ، وطرح البعض فكرة التعدد لحل هذه المشكلة، ونحن في هذا التحقيق نناقش هذا الفتيات ممن تأخر بهن سن الزواج: هل تظلين بلا زواج أم تصبحين زوجة ثانية؟ فماذا كانت إجابتهن وما رأي الدين وعلماء النفس في هذا الأمر؟
احتياج عاطفي
مي حسني 40 سنة غير متزوجة ترفض الفكرة أو أن تتزوج من رجل متزوج بأخرى فتقول: (التعدد ليس حلاً، ولا أقول إنه حرام لأن الله تعالى أباحه، ولكن ما يحدث على أرض الواقع يقول إن المشكلة ليست مشكلة عددية فهناك شباب كثير في سن الزواج ولكن ممتنع عن الزواج، وهم عدد كبير وصل إلى حوالي مليون ونصف المليون شاب في سن الزواج وقادر مادياً وممتنع عن الزواج، لوجود فساد أخلاقي في المجتمع، فالحل في عودة الأخلاق والسعي الجاد لتحصين النفس بالحلال، فطالما الحرام سهل للشباب فلن يتجه للزواج لما يحمله من مسئوليات، ومن هنا فحل تعدد الزوجات للقضاء على العنوسة حل مبتور عن الواقع ولا يعبر عنه).
وعن أسباب رفضها الزواج برجل متزوج تقول مي: (نظرتي للزواج ليست مجرد ارتباط برجل للإنجاب أو تكوين أسرة، ولكنه احتياج عاطفي، ورغبة في تبادل مشاعر فطرية ليس لها مجال إلا في الزواج، ومسألة التعدد تجعل هدفي من الزواج غير محقق، فلا يمكن أن أقبل هذا الوضع، فهنا العلاقة الاجتماعية الراقية المسماة بالزواج تتحول لمجرد علاقة روتينية، فحتماً الزوج سيهتم بواحدة على حساب الأخرى، ففي النهاية البيت الثاني يكون على حساب البيت الأول).
حالات معينة
أما سماح شادي 31 سنة غير متزوجة ترى أن التعدد حلاً ثانوياً جداً لحل مشكلة العنوسة فمع وجود البطالة والأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة المستمر لا أحد يقدم على الزواج الثاني .
وترى أن سبب تأخير الزواج في رأيها تشمل نقطتين.. أولاً: مغالاة بعض الأهالي وهذا ليس للفتاة وحدها بل للرجل أيضاً.
والنقطة الثانية: وهي مشكلة بنات كثيرة وطلباتها في المواصفات التي تتمناها وعدم تنازلها عن صورة معينة في خيالها، وطبعا البنت المثقفة المتعلمة تكون مشكلتها أكبر لأنه كلما كبرت زاد وعيها أكثر وزادت معه رغباتها في الشخص الموجود الذي تتمناه، أو أنها تصل لمستوى معين من التعليم أو حتى النجاح في العمل وتحتاج لشخص أفضل منها في ذلك، يعني مسألة نفسية، وتعدد الزوجات هنا لا يتناسب مع أسباب المشكلة الأصلية، وتكمل سماح حديثها بقولها: (أما بالنسبة لموضوع التعدد فأنا لست أصلاً ضد الزواج الثاني في ظروف معينة وليس على إطلاقه كحاجة الزوج للإنجاب وعدم قدرة الزوجة الأولى على الإنجاب إلا أن الزواج الثاني يمثل مشكلة في جانبها اقتصادي، فالزوجة الثانية في الغالب سيقع عليها العبء الاقتصادي في الإنفاق فصعب أن يستطيع العدل في الإنفاق على البيتين، كما لا أقبل الزواج من رجل متزوج لأني لا أريد أن أسبب ألماً لأي شخص فهذا ألم كبير أن تشعر الزوجة أن هناك من أخذت زوجها منها).
غيورة جداً
ونفس جانب الرفض تتبناه فاطمة عوض – 30 سنة غير متزوجة لأنها غيورة جداً على حد قولها، فسبب الرفض عندها نفسي كما ذكرت: (لا أقبل ارتباط زوجي بأخرى، فأنا معطاءة جداً وحين أعطي بلا حدود بهذا الشكل أريد أن يعطيني من أتزوجه كما أعطيه، أريد أن أشعر بالسعادة الكاملة التي لا تتحقق في وجود زوجة أخرى تقاسمني مشاعر زوجي، ثم إنني لم أنتظر حتى أرتبط بزوج مناسب كي أتزوج من رجل متزوج، لن أشعر وقتها أنني تزوجت، خصوصاً أني أعرف من تزوجت برجل متزوج ولم تشعر بالسعادة بل لا تشعر أنها تزوجت من الأصل، علاوة على النظرة السيئة للزوجة الثانية من المجتمع الذي يرى أنها امرأة سيئة لأنها أخذت الرجل من أسرته كما يرون).
ضعف العلاقات الاجتماعية
وتزداد الرافضات للزواج من رجل متزوج واحدة ، ومن زاوية جديدة تتحدث هند سليم 31 سنة غير متزوجة: (الزواج مشكلة معقدة وتعدد الزوجات مسألة متشابكة، فكل شخص له ظروفه، ولكنه ليس حلاً في رأيي لمشكلة تأخر سن الزواج، فالمشكلة الحقيقية تتمثل في طغيان الحياة المادية وانشغال الناس في أعمالهم مما يعني ضعف العلاقات الاجتماعية وعدم وجود فرص كبيرة للتعرف على أناس جديدة، مما يعني عدم وجود من يصلح للزواج بسهولة، وهذا لا يحله تعدد الزوجات، بل تحسين العلاقات الاجتماعية من جديد، كما أن هناك شباباً ممتنعا عن الزواج لضعف ثقته في الجنس الآخر، وعدم رغبته في الحياة المثقلة بالمسئوليات بعد الزواج ويريد أن يظل حراً بلا أسرة وارتباط رسمي).
صبر طويل
وتقول و.م 31 سنة: أفضل حمل لقب عانس على الزواج من رجل متزوج! فقد انتظرت الزوج الصالح طويلاً وصبرت على هذا سنوات كثيرة، وليس بعد كل هذه الفترة يكون نتيجة صبري (نصف رجل) ، فإنني أبحث عن رجل يقاسمني حياتي بكل كامل ، لا يتركني أبداً ، ويظل معي دائماً ، ويشاركني كل أوقاتي، وهذا أبسط حقوقي كإنسانة، والتعدد أباحه الله تعالى في ظروف معينة ولمن يستطيع العدل بين الزوجات ولا أعتقد أن رجال هذا الزمن لديهم القدرة على العدل، كما أن الرجل هذه الأيام يتزوج بالكاد بعد مشقة بسبب ارتفاع تكلفة الزواج فكيف له أن ينفق على بيتين؟
العنوسة ظريفة!
أما أغرب الآراء التي صادفتنا أثناء إجراء هذا التحقيق فكانت ليمنى مختار 27 سنة والتي قالت: العنوسة شيء لطيف ! لا يوجد فيها مسئولية ، بل يكون بها حرية كبيرة ، فهي تعني الخروج ، والسفر، فعملي يتطلب السفر أحياناً ، باعتباري صحفية يتطلب عملي السفر لأي مكان كما تعطي العنوسة مساحة أكبر للعمل كما أن عدم وجود أولاد يسهل الأمر كثيراً ، ولم أعرف معنى الحرية إلا حين تمت خطبتي من قبل فقد كانت القيود المفروضة علي كثيرة، والناس عامة لا تنظر إلا لما ينقصها ولا تنظر لما لديها من نعم .
فترفض أن تكون زوجة ثانية وتفضل العنوسة -على حد قولها- وتضيف:
لا أحب أن أشارك امرأة في زوجها وأجرح شعورها ، كما لا أحب أن تشاركني أخرى في زوجي.
رأي الشرع
أما عن رأي الشرع في هذه القضية الشائكة فتقول د. آمنة نصير- أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر: (أرى أن الدعوة لتعدد الزوجات بدعوى القضاء على العنوسة أو تأخر سن الزواج لدى الشباب هي دعوة خلت من الحكمة، فلابد من البحث عن جذور المشكلة، فالمشكلة ليست في زيادة عدد الذكور عن الإناث حتى نقول بزواج الرجل بأكثر من واحدة، بل لقد ثبت العكس في آخر إحصائية رسمية بأن عدد الذكور يفوق عدد الإناث بمليون ونصف تقريباً، مما يعني أن المشكلة بحاجة إلى حل آخر حقيقي، مثل خفض قيمة المهر وتيسير الأمور بالعودة لصحيح الإسلام والتطبيق الحقيقي لحديث الرسول بتزويج الفتاة متى تقدم لها حسن الدين والأخلاق، ولكن للأسف فهناك العديد من الأسر الآن تبحث عن صاحب المال وليس صاحب الدين، ويظهر هذا في مراسم الأفراح ومظاهر البذخ الشديد والإنفاق بتبذير شديد على حفلات الأفراح).
وتضيف د. آمنة أن الإسلام لم يترك الأمر على مصراعيه فيما يتعلق بالتعدد: (ففي حال التعدد تسعى كل زوجة للفوز والانتصار على الأخرى وفي الغالب فهي تتجه هنا للإنجاب بكثرة لتوطيد وضعها من زوجها، وهذا يعني مزيداً من المشكلات للمجتمع وزيادة سكانية نعاني منها جميعاً من سنوات في التعليم والسكن وفي كل مناحي الحياة، كما أن العقل يقول أن نزوج الشباب غير القادر فعلاً لا أن أزوج الرجل المتزوج فعلياً، وأترك الشاب المسكين المحروم من الزواج، يجب إنشاء مشاريع للشباب وتوفير فرص العمل لهم، والتيسير عليهم).
وعلي العكس من هذا كان الدكتور العلامة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين صرح من قبل أن الزواج بنصف رجل – على حد تعبيره- أفضل من العنوسة ، موضحاً أن ظروف المجتمع أصبحت تفرض زواج الرجل بأكثر من امرأة لحل مشكلة العنوسة ، وأن الفتاة خير لها أن تجد رجلاً يصونها ويحفظها حتى لو كان متزوجاً من أن تظل وحيدة تعاني قسوة الحياة وجفاف المشاعر.
حل سطحي
في حين يتحدث د. هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر لـ" لها أون لاين" فيقول: (تعدد الزوجات يعتبر حلاً سطحياً لمشكلة خطيرة مثل العنوسة، فالمشكلة اقتصادية وليست عددية، وهذا يحدث في حال وجود الإناث أربعة أضعاف الرجال مثلاً، ولكن هذا غير صحيح، كما أنني أرى أن هذا فهم غير صحيح للدين، بل خاطئ وسطحي).
وعن الجوانب النفسية للقضية يقول د. هاشم: (لا بد أن نعرف في البداية أن جزءًا من جوانب الزواج لدى المرأة هو الملكية فهي تشعر أن هذا الزوج ملك خاص بها ولا يجوز أن تملكه معها زوجة أخرى، وتقبل الزوجة بوجود زوجة أخرى في حال ما إذا كانت نظرتها لنفسها متدنية، وحالات الزواج الثاني التي نراها في المجتمع تكون لوجود مشكلات مع الزوجة الأولى أو لأن الرجل يحب النساء، ولا يتزوج أبداً ليقضي على مشكلة العنوسة فهذا كلام غير منطقي).
قد يكون حلاً
وعلى العكس من هذا يرى الدكتور يحيى الأحمدي الطبيب النفسي أن هناك إحصائية تقول أن عدد مواليد الإناث يكون 51 مقابل 28 من الذكور ، مما يعني أن عدد الإناث فعلاً يفوق عدد الذكور ، وهذا يعني أن تعدد الزوجات قد يكون حلاً للعنوسة لزيادة عدد النساء على الرجال ، وإن كانت بعض النساء ترفض هذا لأسباب نفسية لأنها ترغب في الاحتفاظ بزوجها لها وحدها إلا أن ظروف المجتمع أصبحت صعبة وأصبحت معاناة الفتيات غير المتزوجات كبيرة
اللهم صل على سيدنا محمد واله الاطهار
العنوسة.. شبح مخيف يتهدد أي فتاة تكبر في العمر بدون زواج، فهي تشعر أن سنوات العمر تمضي بدون شريك حياة ، وأن الكثير من أحلامها في تكوين أسرة وبيت لم تتحقق وأنها في طريقها لحمل لقب تخشى منه كل فتاة لأنه وصمة عار ولقب قاس يؤلم أي فتاة، وهو لقب "عانس".
وأسباب العنوسة كثيرة ، منها المغالاة في المهور وتكلفة الزواج والصورة الذهنية الخاطئة عن الزواج وشريك الحياة والبطالة والمشكلة الاقتصادية.
أما عن الحلول المطروحة فقد طرح البعض تشغيل الشباب وتزويجهم بأقل الإمكانات الممكنة ، وطرح البعض فكرة التعدد لحل هذه المشكلة، ونحن في هذا التحقيق نناقش هذا الفتيات ممن تأخر بهن سن الزواج: هل تظلين بلا زواج أم تصبحين زوجة ثانية؟ فماذا كانت إجابتهن وما رأي الدين وعلماء النفس في هذا الأمر؟
احتياج عاطفي
مي حسني 40 سنة غير متزوجة ترفض الفكرة أو أن تتزوج من رجل متزوج بأخرى فتقول: (التعدد ليس حلاً، ولا أقول إنه حرام لأن الله تعالى أباحه، ولكن ما يحدث على أرض الواقع يقول إن المشكلة ليست مشكلة عددية فهناك شباب كثير في سن الزواج ولكن ممتنع عن الزواج، وهم عدد كبير وصل إلى حوالي مليون ونصف المليون شاب في سن الزواج وقادر مادياً وممتنع عن الزواج، لوجود فساد أخلاقي في المجتمع، فالحل في عودة الأخلاق والسعي الجاد لتحصين النفس بالحلال، فطالما الحرام سهل للشباب فلن يتجه للزواج لما يحمله من مسئوليات، ومن هنا فحل تعدد الزوجات للقضاء على العنوسة حل مبتور عن الواقع ولا يعبر عنه).
وعن أسباب رفضها الزواج برجل متزوج تقول مي: (نظرتي للزواج ليست مجرد ارتباط برجل للإنجاب أو تكوين أسرة، ولكنه احتياج عاطفي، ورغبة في تبادل مشاعر فطرية ليس لها مجال إلا في الزواج، ومسألة التعدد تجعل هدفي من الزواج غير محقق، فلا يمكن أن أقبل هذا الوضع، فهنا العلاقة الاجتماعية الراقية المسماة بالزواج تتحول لمجرد علاقة روتينية، فحتماً الزوج سيهتم بواحدة على حساب الأخرى، ففي النهاية البيت الثاني يكون على حساب البيت الأول).
حالات معينة
أما سماح شادي 31 سنة غير متزوجة ترى أن التعدد حلاً ثانوياً جداً لحل مشكلة العنوسة فمع وجود البطالة والأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة المستمر لا أحد يقدم على الزواج الثاني .
وترى أن سبب تأخير الزواج في رأيها تشمل نقطتين.. أولاً: مغالاة بعض الأهالي وهذا ليس للفتاة وحدها بل للرجل أيضاً.
والنقطة الثانية: وهي مشكلة بنات كثيرة وطلباتها في المواصفات التي تتمناها وعدم تنازلها عن صورة معينة في خيالها، وطبعا البنت المثقفة المتعلمة تكون مشكلتها أكبر لأنه كلما كبرت زاد وعيها أكثر وزادت معه رغباتها في الشخص الموجود الذي تتمناه، أو أنها تصل لمستوى معين من التعليم أو حتى النجاح في العمل وتحتاج لشخص أفضل منها في ذلك، يعني مسألة نفسية، وتعدد الزوجات هنا لا يتناسب مع أسباب المشكلة الأصلية، وتكمل سماح حديثها بقولها: (أما بالنسبة لموضوع التعدد فأنا لست أصلاً ضد الزواج الثاني في ظروف معينة وليس على إطلاقه كحاجة الزوج للإنجاب وعدم قدرة الزوجة الأولى على الإنجاب إلا أن الزواج الثاني يمثل مشكلة في جانبها اقتصادي، فالزوجة الثانية في الغالب سيقع عليها العبء الاقتصادي في الإنفاق فصعب أن يستطيع العدل في الإنفاق على البيتين، كما لا أقبل الزواج من رجل متزوج لأني لا أريد أن أسبب ألماً لأي شخص فهذا ألم كبير أن تشعر الزوجة أن هناك من أخذت زوجها منها).
غيورة جداً
ونفس جانب الرفض تتبناه فاطمة عوض – 30 سنة غير متزوجة لأنها غيورة جداً على حد قولها، فسبب الرفض عندها نفسي كما ذكرت: (لا أقبل ارتباط زوجي بأخرى، فأنا معطاءة جداً وحين أعطي بلا حدود بهذا الشكل أريد أن يعطيني من أتزوجه كما أعطيه، أريد أن أشعر بالسعادة الكاملة التي لا تتحقق في وجود زوجة أخرى تقاسمني مشاعر زوجي، ثم إنني لم أنتظر حتى أرتبط بزوج مناسب كي أتزوج من رجل متزوج، لن أشعر وقتها أنني تزوجت، خصوصاً أني أعرف من تزوجت برجل متزوج ولم تشعر بالسعادة بل لا تشعر أنها تزوجت من الأصل، علاوة على النظرة السيئة للزوجة الثانية من المجتمع الذي يرى أنها امرأة سيئة لأنها أخذت الرجل من أسرته كما يرون).
ضعف العلاقات الاجتماعية
وتزداد الرافضات للزواج من رجل متزوج واحدة ، ومن زاوية جديدة تتحدث هند سليم 31 سنة غير متزوجة: (الزواج مشكلة معقدة وتعدد الزوجات مسألة متشابكة، فكل شخص له ظروفه، ولكنه ليس حلاً في رأيي لمشكلة تأخر سن الزواج، فالمشكلة الحقيقية تتمثل في طغيان الحياة المادية وانشغال الناس في أعمالهم مما يعني ضعف العلاقات الاجتماعية وعدم وجود فرص كبيرة للتعرف على أناس جديدة، مما يعني عدم وجود من يصلح للزواج بسهولة، وهذا لا يحله تعدد الزوجات، بل تحسين العلاقات الاجتماعية من جديد، كما أن هناك شباباً ممتنعا عن الزواج لضعف ثقته في الجنس الآخر، وعدم رغبته في الحياة المثقلة بالمسئوليات بعد الزواج ويريد أن يظل حراً بلا أسرة وارتباط رسمي).
صبر طويل
وتقول و.م 31 سنة: أفضل حمل لقب عانس على الزواج من رجل متزوج! فقد انتظرت الزوج الصالح طويلاً وصبرت على هذا سنوات كثيرة، وليس بعد كل هذه الفترة يكون نتيجة صبري (نصف رجل) ، فإنني أبحث عن رجل يقاسمني حياتي بكل كامل ، لا يتركني أبداً ، ويظل معي دائماً ، ويشاركني كل أوقاتي، وهذا أبسط حقوقي كإنسانة، والتعدد أباحه الله تعالى في ظروف معينة ولمن يستطيع العدل بين الزوجات ولا أعتقد أن رجال هذا الزمن لديهم القدرة على العدل، كما أن الرجل هذه الأيام يتزوج بالكاد بعد مشقة بسبب ارتفاع تكلفة الزواج فكيف له أن ينفق على بيتين؟
العنوسة ظريفة!
أما أغرب الآراء التي صادفتنا أثناء إجراء هذا التحقيق فكانت ليمنى مختار 27 سنة والتي قالت: العنوسة شيء لطيف ! لا يوجد فيها مسئولية ، بل يكون بها حرية كبيرة ، فهي تعني الخروج ، والسفر، فعملي يتطلب السفر أحياناً ، باعتباري صحفية يتطلب عملي السفر لأي مكان كما تعطي العنوسة مساحة أكبر للعمل كما أن عدم وجود أولاد يسهل الأمر كثيراً ، ولم أعرف معنى الحرية إلا حين تمت خطبتي من قبل فقد كانت القيود المفروضة علي كثيرة، والناس عامة لا تنظر إلا لما ينقصها ولا تنظر لما لديها من نعم .
فترفض أن تكون زوجة ثانية وتفضل العنوسة -على حد قولها- وتضيف:
لا أحب أن أشارك امرأة في زوجها وأجرح شعورها ، كما لا أحب أن تشاركني أخرى في زوجي.
رأي الشرع
أما عن رأي الشرع في هذه القضية الشائكة فتقول د. آمنة نصير- أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر: (أرى أن الدعوة لتعدد الزوجات بدعوى القضاء على العنوسة أو تأخر سن الزواج لدى الشباب هي دعوة خلت من الحكمة، فلابد من البحث عن جذور المشكلة، فالمشكلة ليست في زيادة عدد الذكور عن الإناث حتى نقول بزواج الرجل بأكثر من واحدة، بل لقد ثبت العكس في آخر إحصائية رسمية بأن عدد الذكور يفوق عدد الإناث بمليون ونصف تقريباً، مما يعني أن المشكلة بحاجة إلى حل آخر حقيقي، مثل خفض قيمة المهر وتيسير الأمور بالعودة لصحيح الإسلام والتطبيق الحقيقي لحديث الرسول بتزويج الفتاة متى تقدم لها حسن الدين والأخلاق، ولكن للأسف فهناك العديد من الأسر الآن تبحث عن صاحب المال وليس صاحب الدين، ويظهر هذا في مراسم الأفراح ومظاهر البذخ الشديد والإنفاق بتبذير شديد على حفلات الأفراح).
وتضيف د. آمنة أن الإسلام لم يترك الأمر على مصراعيه فيما يتعلق بالتعدد: (ففي حال التعدد تسعى كل زوجة للفوز والانتصار على الأخرى وفي الغالب فهي تتجه هنا للإنجاب بكثرة لتوطيد وضعها من زوجها، وهذا يعني مزيداً من المشكلات للمجتمع وزيادة سكانية نعاني منها جميعاً من سنوات في التعليم والسكن وفي كل مناحي الحياة، كما أن العقل يقول أن نزوج الشباب غير القادر فعلاً لا أن أزوج الرجل المتزوج فعلياً، وأترك الشاب المسكين المحروم من الزواج، يجب إنشاء مشاريع للشباب وتوفير فرص العمل لهم، والتيسير عليهم).
وعلي العكس من هذا كان الدكتور العلامة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين صرح من قبل أن الزواج بنصف رجل – على حد تعبيره- أفضل من العنوسة ، موضحاً أن ظروف المجتمع أصبحت تفرض زواج الرجل بأكثر من امرأة لحل مشكلة العنوسة ، وأن الفتاة خير لها أن تجد رجلاً يصونها ويحفظها حتى لو كان متزوجاً من أن تظل وحيدة تعاني قسوة الحياة وجفاف المشاعر.
حل سطحي
في حين يتحدث د. هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر لـ" لها أون لاين" فيقول: (تعدد الزوجات يعتبر حلاً سطحياً لمشكلة خطيرة مثل العنوسة، فالمشكلة اقتصادية وليست عددية، وهذا يحدث في حال وجود الإناث أربعة أضعاف الرجال مثلاً، ولكن هذا غير صحيح، كما أنني أرى أن هذا فهم غير صحيح للدين، بل خاطئ وسطحي).
وعن الجوانب النفسية للقضية يقول د. هاشم: (لا بد أن نعرف في البداية أن جزءًا من جوانب الزواج لدى المرأة هو الملكية فهي تشعر أن هذا الزوج ملك خاص بها ولا يجوز أن تملكه معها زوجة أخرى، وتقبل الزوجة بوجود زوجة أخرى في حال ما إذا كانت نظرتها لنفسها متدنية، وحالات الزواج الثاني التي نراها في المجتمع تكون لوجود مشكلات مع الزوجة الأولى أو لأن الرجل يحب النساء، ولا يتزوج أبداً ليقضي على مشكلة العنوسة فهذا كلام غير منطقي).
قد يكون حلاً
وعلى العكس من هذا يرى الدكتور يحيى الأحمدي الطبيب النفسي أن هناك إحصائية تقول أن عدد مواليد الإناث يكون 51 مقابل 28 من الذكور ، مما يعني أن عدد الإناث فعلاً يفوق عدد الذكور ، وهذا يعني أن تعدد الزوجات قد يكون حلاً للعنوسة لزيادة عدد النساء على الرجال ، وإن كانت بعض النساء ترفض هذا لأسباب نفسية لأنها ترغب في الاحتفاظ بزوجها لها وحدها إلا أن ظروف المجتمع أصبحت صعبة وأصبحت معاناة الفتيات غير المتزوجات كبيرة