عامر الموسوي
06-09-2008, 12:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يظن البعض أن مسألة النهضة الحسينية واقعة تاريخية ، انتهت بموت العناصر المتواجهة فيها ، وهذا خطأ جسيم .. فكما أن تاريخ المواجهات لم تمت - طوال التاريخ - بين الأنبياء وأعدائهم ، ومن هنا جعله القرآن عبرة لأولي الألباب ، فكذلك قضية الحسين (ع) خالدة ، لان منهجه ( منهج المواجهة مع الظلم الفكري والعملي ) لا زال حياً ماثلاً للجميع .. فمتى مات الباطل ، لتموت المواجهة معه ؟..
إن الحسين (ع) في زمان أخيه الحسن (ع) كان رمزاً لطاعة إمام زمانه ، رغم انه يشترك مع أخيه في وصف السيادة لأهل الجنة ، ولهذا نراه يتعامل مع أخيه الإمام معاملة المأموم .. وهذا درس في زماننا المعاصر ، وهو أن نعيش حالة الطاعة المطلقة لبقية الماضين من سلسلة الائمة الاثني عشر .. وثمرتها في زمان الغيبة ، هو الرجوع إلى المجتهد : الصائن لنفسه ، والمطيع لمولاه ، والمخالف لهواه ، كما ورد في الحديث الشريف.
أن الحسين (ع) بحركته الخالدة التي تعرض فيها هو وعياله لما قل مثيله في التاريخ - سواء قبل الاستشهاد وحينه وبعده - أراد أن يبـّين للأمة ثمرة الغرس الذي نشأ بعيداً عن : نمير الغدير ، ودوحة المباهلة ، وواحة الثقلين .. ولولا هذه الهزّة العنيفة لضمير الأمة ، لسارت الأمور في مجرى آخر لا يعلم عاقبته إلا الله تعالى .. ومن هنا نعلم معنى قول النبي (ص) : ( .. وأنا من حسين ).
أن مأساة الحسين (ع) بدءً من خروجه من المدينة ، الى عودة سباياه الى المدينة مرة اخرى ، وما بينهما من الاحداث الجسام ، رغم تعدد الوانها المأساوية ، إلا أنها مصطبغة بلون واحد ، وهو العنصر المميز لكل حركته ، الا وهي العبودية المطلقة لله رب العالمين ، وهي تتجلى تارة : في مناجاته مع رب العالمين في مقتله .. وتارة في صلاة اخته زينب (ع) في جوف ليلة الحادي عشر من محرم .. وتارة في مناجاة السجاد (ع) مع ربه والاغلال الجامعة في عنقه الشريف!
من معالم الثورة الحسينية ، حرص سبايا الحسين (ع) تبليغ رسالته في شتى الظروف القاسية ، وذلك بمنطق المنتصر ، وان كان مغلوباً ظاهرا.. فهذه زينب (ع) يصفها الراوي : ما رأيت خفرة ( أي شديدة الحياء ) بأنطق منها.. فإنها جمعت بين : كمال الالتزام بما تمليه الشريعة على الانثى عند حديثها مع الرجال ، وبين بيان المنهج الفكري الذي ينبغي أن ترجع اليه الامة ، والتي من اجلها ضحى اخوها الحسين (ع) بنفسه.
أن الطبع البشري يميل الى تخليد الذكر ، وبقاء الاثر بعد الرحيل من هذه الدنيا الفانية.. ولا سبيل الى ذلك ، إلا بالارتباط بمبدأ الخلود ، فهو الذي لو بارك في عمل أو وجود ربطه بأسباب الدوام والخلود ، كما ورد فيما اوحاه الله تعالى الى نبي من انبيائه : ( اذا اطعت رضيت ، واذا رضيت باركت ، وليس لبركتي نهاية ) وهو ما نراه متجليا في نهضة الحسين (ع).. ففي كل سنة تمر علينا ذكراه ، وكأنها ذكرى جديدة ، وسيبقى الامر كذلك ، الى ظهور الدولة الكريمة لولده المهدي (ع) الذي يثأر لخط الظلم الذي بدأ بقتل هابيل ، واستمر طوال التاريخ مرورا بكربلا ، الى اليوم الاخير لما قبل الظهور.
يظن البعض أن مسألة النهضة الحسينية واقعة تاريخية ، انتهت بموت العناصر المتواجهة فيها ، وهذا خطأ جسيم .. فكما أن تاريخ المواجهات لم تمت - طوال التاريخ - بين الأنبياء وأعدائهم ، ومن هنا جعله القرآن عبرة لأولي الألباب ، فكذلك قضية الحسين (ع) خالدة ، لان منهجه ( منهج المواجهة مع الظلم الفكري والعملي ) لا زال حياً ماثلاً للجميع .. فمتى مات الباطل ، لتموت المواجهة معه ؟..
إن الحسين (ع) في زمان أخيه الحسن (ع) كان رمزاً لطاعة إمام زمانه ، رغم انه يشترك مع أخيه في وصف السيادة لأهل الجنة ، ولهذا نراه يتعامل مع أخيه الإمام معاملة المأموم .. وهذا درس في زماننا المعاصر ، وهو أن نعيش حالة الطاعة المطلقة لبقية الماضين من سلسلة الائمة الاثني عشر .. وثمرتها في زمان الغيبة ، هو الرجوع إلى المجتهد : الصائن لنفسه ، والمطيع لمولاه ، والمخالف لهواه ، كما ورد في الحديث الشريف.
أن الحسين (ع) بحركته الخالدة التي تعرض فيها هو وعياله لما قل مثيله في التاريخ - سواء قبل الاستشهاد وحينه وبعده - أراد أن يبـّين للأمة ثمرة الغرس الذي نشأ بعيداً عن : نمير الغدير ، ودوحة المباهلة ، وواحة الثقلين .. ولولا هذه الهزّة العنيفة لضمير الأمة ، لسارت الأمور في مجرى آخر لا يعلم عاقبته إلا الله تعالى .. ومن هنا نعلم معنى قول النبي (ص) : ( .. وأنا من حسين ).
أن مأساة الحسين (ع) بدءً من خروجه من المدينة ، الى عودة سباياه الى المدينة مرة اخرى ، وما بينهما من الاحداث الجسام ، رغم تعدد الوانها المأساوية ، إلا أنها مصطبغة بلون واحد ، وهو العنصر المميز لكل حركته ، الا وهي العبودية المطلقة لله رب العالمين ، وهي تتجلى تارة : في مناجاته مع رب العالمين في مقتله .. وتارة في صلاة اخته زينب (ع) في جوف ليلة الحادي عشر من محرم .. وتارة في مناجاة السجاد (ع) مع ربه والاغلال الجامعة في عنقه الشريف!
من معالم الثورة الحسينية ، حرص سبايا الحسين (ع) تبليغ رسالته في شتى الظروف القاسية ، وذلك بمنطق المنتصر ، وان كان مغلوباً ظاهرا.. فهذه زينب (ع) يصفها الراوي : ما رأيت خفرة ( أي شديدة الحياء ) بأنطق منها.. فإنها جمعت بين : كمال الالتزام بما تمليه الشريعة على الانثى عند حديثها مع الرجال ، وبين بيان المنهج الفكري الذي ينبغي أن ترجع اليه الامة ، والتي من اجلها ضحى اخوها الحسين (ع) بنفسه.
أن الطبع البشري يميل الى تخليد الذكر ، وبقاء الاثر بعد الرحيل من هذه الدنيا الفانية.. ولا سبيل الى ذلك ، إلا بالارتباط بمبدأ الخلود ، فهو الذي لو بارك في عمل أو وجود ربطه بأسباب الدوام والخلود ، كما ورد فيما اوحاه الله تعالى الى نبي من انبيائه : ( اذا اطعت رضيت ، واذا رضيت باركت ، وليس لبركتي نهاية ) وهو ما نراه متجليا في نهضة الحسين (ع).. ففي كل سنة تمر علينا ذكراه ، وكأنها ذكرى جديدة ، وسيبقى الامر كذلك ، الى ظهور الدولة الكريمة لولده المهدي (ع) الذي يثأر لخط الظلم الذي بدأ بقتل هابيل ، واستمر طوال التاريخ مرورا بكربلا ، الى اليوم الاخير لما قبل الظهور.