سيهاتي 1
11-09-2008, 06:46 PM
(الحلقة الثالثه)
"علي (عليه السلام) والخصائص"
"حديث المنزله"
كانت غزوة تبوك آخر غزوة غزاها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وخرج معه المسلمون الوضيع منهم والشريف، ولم يبق في المدينة إلا النساء والصبيان وعدد من المتخلفين، فأمر النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يبقى علي في المدينة يحرس المدينة ومن فيها من عوائل المسلمين.
وإليكم التفصيل كما رواه المفيد في الإرشاد
قال: لما أراد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الخروج استخلف أمير المؤمنين (عليه السلام) في أهله وولده وأزواجه ومهاجره، وقال له: يا علي إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، وذلك أنه (صلّى الله عليه وآله) علم من خبث نيات الأعراب وكثير من أهل مكة ومن حولها ممن غزاهم وسفك دماءهم، وأشفق أن يطلبوا المدينة عند نأيه (ابتعاده) عنها، وحصوله ببلاد الروم أو نحوها فمتى لم يكن في المدينة من يقوم مقامه لم يؤمن معرتهم، وإيقاع الفساد في دار هجرته والتخطي إلى ما يشين أهله ومخلفيه، وعلم (صلّى الله عليه وآله) أنه لا يقوم مقامه في إرهاب العدو وحراسة دار الهجرة وحياطة من فيها إلا أمير المؤمنين (عليه السلام) فاستخلفه استخلافاً ظاهراً، ونص عليه بالإمامة من بعده نصاً جلياً وذلك فيما تظاهرت به الرواة: أن أهل النفاق لما علموا باستخلاف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) علياً على المدينة لذلك، وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروجه، وعلموا أنها تتحرس به وتتحصن، ولا يكون فيها للعدو مطمع، فساءهم ذلك وكانوا يؤثرون خروجه معه لما يرجونه من وقوع الفساد والاختلاط عند نأي رسول الله عن المدينة وخلوها من مرهوب مخوف يحرسها وغبطوه على الرفاهية والدعة بمقامه في أهله، وتكلف من خرج منهم المشاق بالسفر والخطر، فأرجفوا (خاضوا في الأخبار السيئة قصد أن يهيج الناس) به، وقالوا: لم يستخلفه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إكراماً له وإجلالاً ومودة، وإنما خلفه استثقالاً له، فبهتوا بهذا الإرجاف، كبهت قريش للنبي (صلّى الله عليه وآله) بالجنة (الجنون) تارة وبالشعر أخرى وبالسحر مرة وبالكهانة أخرى، وهم يعلمون ضد ذلك ونقيضه، كما علم المنافقون ضد ما أرجفوا به على أمير المؤمنين (عليه السلام) وخلافه، وأن النبي كان أخص الناس بأمير المؤمنين (عليه السلام) وكان هو أحب الناس إليه وأسعدهم عنده وأفضلهم لديه، فلما بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام) إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وإظهار فضيحتهم، فلحق بالنبي (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله إن المنافقين يزعمون أنك إنما خلفتني استثقالاً ومقتاً.
فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله): ارجع يا أخي إلى مكانك، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، فأنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي وقومي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
فتضمن هذا القول من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نصه عليه بالإمامة وإبانته من الكافة بالخلافة، ودل به على فضل لم يشركه فيه أحد سواه، وأوجب له به جميع منازل هارون من موسى إلا ما خصه العرف من الأخوة (في النسب) واستثناه هو من النبوة.
ألا ترى أنه (صلّى الله عليه وآله) جعل له كافة منازل هارون من موسى إلا المستثنى منه لفظاً وعقلاً.
وقد علم كل من تأمل معاني القرآن وتصفح الروايات والأخبار: أن هارون كان أخا موسى (عليه السلام) لأبيه وأمه، وشريكه في أمره، ووزيره على نبوته وتبليغه رسالات ربه، وأن الله شد به أزره، وأنه كان خليفته على قومه، وكان له من الإمامة عليهم وفرض الطاعة كإمامته وفرض طاعته.
وأنه كان أحب قومه إليه، وأفضلهم لديه، قال الله عز وجل ـ حاكياً عن موسى (عليه السلام) {رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي، أشدد به أزري، وأشركه في أمري}(4) (http://www.altahaddi.net/AliMinelMehd/10.htm#4) فأجاب الله تعالى مسألته، وأعطاه أمنيته، حيث يقول: {قد أوتيت سؤلك يا موسى}(5) (http://www.altahaddi.net/AliMinelMehd/10.htm#5).
وقال تعالى ـ حاكياً عن موسى ـ : {وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين}(6) (http://www.altahaddi.net/AliMinelMehd/10.htm#6).
فلما جعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) منه بمنزلة هارون من موسى أوجب له بذلك جميع ما عددناه إلا ما خصه العرف من الأخوة في النسب واستثناه من النبوة لفظاً، وهذه فضيلة لم يشركه فيها أحد من الخلق أمير المؤمنين ولا ساواه في معناها، ولا قاربه فيها على حال...الخ.
لا زال ولا يزال بعض المتجاهلين من المسلمين يزعمون أن هذا الحديث غير ثابت في الصحاح ولا معترف به عند الحفاظ وأئمة الحديث.
أو يدعون اختصاص الحديث بيوم تبوك، فيسلبون منه الدلالة على الخلافة والإمامة العامة المطلقة، ونحن نجيب عن الموضوع الأول: بأن هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة المتواترة عند المسلمين لا يشك فيه ذو دراية بالأحاديث، وإلمام بالروايات، ومعرفة وبصيرة بالأخبار، ولا مجال للمناقشة ـ عند ذي الألباب ـ حول صحة هذا الحديث.
وأما الرواة لهذا الحديث فكثيرون جداً يصعب استيعاب أسمائهم، ونذكر جملة من مشاهير علماء السنة وحفاظهم ورواتهم:
1 ـ الذهبي في تلخيص المستدرك.
2 ـ ابن حجر الهيثمي في الصواعق.
3 ـ صاحب الجمع بين الصحاح الستة.
4 ـ صاحب الجمع بين الصحيحين.
5 ـ البخاري في صحيحه.
6 ـ مسلم في صحيحه.
7 ـ ابن ماجه في سننه.
8 ـ أحمد بن حنبل في مسنده.
9 ـ البزاز في مسنده.
10 ـ الترمذي في صحيحه.
11 ـ ابن عبد البر في الاستيعاب.
وغيرهم ممن كتب أو ألف كتاباً في فضائل علي (عليه السلام).
وأما محدثو الشيعة وحفاظهم فلا يشكون في صحة هذا الحديث وشهرته، وهذه كتبهم مشحونة بذكر هذا الحديث بجميع الطرق والأسانيد والمصادر والمدارك.
أما الجواب عن الموضوع الثاني فنقول: إن الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) قد كرر كلمته الذهبية (حديث المنزلة) في مواقف عديدة ومواطن كثيرة، ذكرها أعلام المسلمين متفقين على صحتها، وثبوتها واستقامة دلالتها تلك الموارد ـ كما في بشارة المصطفى ـ عن ابن عباس، قال: رأيت حسان بن ثابت واقفاً بمنى، والنبي (صلّى الله عليه وآله) وأصحابه مجتمعين، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله): هذا علي بن أبي طالب سيد العرب والوصي الأكبر، منزلته مني منزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي لا تقبل التوبة من تائب إلا بحبه.
يا حسان قل فيه شيئاً، فأنشأ حسان بن ثابت يقول:
لا تـقـبـل التـــوبة مـــــن تائب
إلا بحب ابــــــن أبــي طالــــب
***
أخـــي رســول الله بل صـهره
والصهر لا يعـــــدل بالصاحب
***
ومـــن يكن مثل عـلـــي وقـــد
ردت له الشمس من المغـــرب
***
رُدت عليه الشمس في ضوئـها
بيضاً كأن الشمــس لم تغـــرب
ومن تلك الموارد: حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مع أم سليم (أم أنس بن مالك) وكان النبي يزورها ويحدثها في بيتها: يا أم سليم إن علياً لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى...الخ.
روي ذلك في كنز العمال ومسند أحمد.
ومنها: يوم كان أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح عند النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو متكئ على علي (عليه السلام) فضرب بيده على منكبيه ثم قال: يا علي أنت أول المؤمنين إيماناً، وأولهم إسلاماً، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى...الخ.
ومنها: يوم الدار وقد سبق في أول ترجمة حياة أمير المؤمنين (عليه السلام).
ومنها: يوم المؤاخاة الثانية وقد مضى ذكره.
وكذلك يوم سد الأبواب وقد مر كل ذلك فيما سبق.
ولولا خوف الملل لذكرنا المصادر لهذه الأحاديث ويمكن لكم مراجعة كتاب (المراجعات) و(الغدير) وغيرهما من الكتب التي كتبت حول هذا الموضوع.
(4) سورة طه، الآيات: 25ـ32.
(5) سورة طه، الآية: 36.
(6) سورة الأعراف، الآية: 142.
"علي (عليه السلام) والخصائص"
"حديث المنزله"
كانت غزوة تبوك آخر غزوة غزاها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وخرج معه المسلمون الوضيع منهم والشريف، ولم يبق في المدينة إلا النساء والصبيان وعدد من المتخلفين، فأمر النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يبقى علي في المدينة يحرس المدينة ومن فيها من عوائل المسلمين.
وإليكم التفصيل كما رواه المفيد في الإرشاد
قال: لما أراد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الخروج استخلف أمير المؤمنين (عليه السلام) في أهله وولده وأزواجه ومهاجره، وقال له: يا علي إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، وذلك أنه (صلّى الله عليه وآله) علم من خبث نيات الأعراب وكثير من أهل مكة ومن حولها ممن غزاهم وسفك دماءهم، وأشفق أن يطلبوا المدينة عند نأيه (ابتعاده) عنها، وحصوله ببلاد الروم أو نحوها فمتى لم يكن في المدينة من يقوم مقامه لم يؤمن معرتهم، وإيقاع الفساد في دار هجرته والتخطي إلى ما يشين أهله ومخلفيه، وعلم (صلّى الله عليه وآله) أنه لا يقوم مقامه في إرهاب العدو وحراسة دار الهجرة وحياطة من فيها إلا أمير المؤمنين (عليه السلام) فاستخلفه استخلافاً ظاهراً، ونص عليه بالإمامة من بعده نصاً جلياً وذلك فيما تظاهرت به الرواة: أن أهل النفاق لما علموا باستخلاف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) علياً على المدينة لذلك، وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروجه، وعلموا أنها تتحرس به وتتحصن، ولا يكون فيها للعدو مطمع، فساءهم ذلك وكانوا يؤثرون خروجه معه لما يرجونه من وقوع الفساد والاختلاط عند نأي رسول الله عن المدينة وخلوها من مرهوب مخوف يحرسها وغبطوه على الرفاهية والدعة بمقامه في أهله، وتكلف من خرج منهم المشاق بالسفر والخطر، فأرجفوا (خاضوا في الأخبار السيئة قصد أن يهيج الناس) به، وقالوا: لم يستخلفه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إكراماً له وإجلالاً ومودة، وإنما خلفه استثقالاً له، فبهتوا بهذا الإرجاف، كبهت قريش للنبي (صلّى الله عليه وآله) بالجنة (الجنون) تارة وبالشعر أخرى وبالسحر مرة وبالكهانة أخرى، وهم يعلمون ضد ذلك ونقيضه، كما علم المنافقون ضد ما أرجفوا به على أمير المؤمنين (عليه السلام) وخلافه، وأن النبي كان أخص الناس بأمير المؤمنين (عليه السلام) وكان هو أحب الناس إليه وأسعدهم عنده وأفضلهم لديه، فلما بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام) إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وإظهار فضيحتهم، فلحق بالنبي (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله إن المنافقين يزعمون أنك إنما خلفتني استثقالاً ومقتاً.
فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله): ارجع يا أخي إلى مكانك، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، فأنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي وقومي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
فتضمن هذا القول من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نصه عليه بالإمامة وإبانته من الكافة بالخلافة، ودل به على فضل لم يشركه فيه أحد سواه، وأوجب له به جميع منازل هارون من موسى إلا ما خصه العرف من الأخوة (في النسب) واستثناه هو من النبوة.
ألا ترى أنه (صلّى الله عليه وآله) جعل له كافة منازل هارون من موسى إلا المستثنى منه لفظاً وعقلاً.
وقد علم كل من تأمل معاني القرآن وتصفح الروايات والأخبار: أن هارون كان أخا موسى (عليه السلام) لأبيه وأمه، وشريكه في أمره، ووزيره على نبوته وتبليغه رسالات ربه، وأن الله شد به أزره، وأنه كان خليفته على قومه، وكان له من الإمامة عليهم وفرض الطاعة كإمامته وفرض طاعته.
وأنه كان أحب قومه إليه، وأفضلهم لديه، قال الله عز وجل ـ حاكياً عن موسى (عليه السلام) {رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي، أشدد به أزري، وأشركه في أمري}(4) (http://www.altahaddi.net/AliMinelMehd/10.htm#4) فأجاب الله تعالى مسألته، وأعطاه أمنيته، حيث يقول: {قد أوتيت سؤلك يا موسى}(5) (http://www.altahaddi.net/AliMinelMehd/10.htm#5).
وقال تعالى ـ حاكياً عن موسى ـ : {وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين}(6) (http://www.altahaddi.net/AliMinelMehd/10.htm#6).
فلما جعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) منه بمنزلة هارون من موسى أوجب له بذلك جميع ما عددناه إلا ما خصه العرف من الأخوة في النسب واستثناه من النبوة لفظاً، وهذه فضيلة لم يشركه فيها أحد من الخلق أمير المؤمنين ولا ساواه في معناها، ولا قاربه فيها على حال...الخ.
لا زال ولا يزال بعض المتجاهلين من المسلمين يزعمون أن هذا الحديث غير ثابت في الصحاح ولا معترف به عند الحفاظ وأئمة الحديث.
أو يدعون اختصاص الحديث بيوم تبوك، فيسلبون منه الدلالة على الخلافة والإمامة العامة المطلقة، ونحن نجيب عن الموضوع الأول: بأن هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة المتواترة عند المسلمين لا يشك فيه ذو دراية بالأحاديث، وإلمام بالروايات، ومعرفة وبصيرة بالأخبار، ولا مجال للمناقشة ـ عند ذي الألباب ـ حول صحة هذا الحديث.
وأما الرواة لهذا الحديث فكثيرون جداً يصعب استيعاب أسمائهم، ونذكر جملة من مشاهير علماء السنة وحفاظهم ورواتهم:
1 ـ الذهبي في تلخيص المستدرك.
2 ـ ابن حجر الهيثمي في الصواعق.
3 ـ صاحب الجمع بين الصحاح الستة.
4 ـ صاحب الجمع بين الصحيحين.
5 ـ البخاري في صحيحه.
6 ـ مسلم في صحيحه.
7 ـ ابن ماجه في سننه.
8 ـ أحمد بن حنبل في مسنده.
9 ـ البزاز في مسنده.
10 ـ الترمذي في صحيحه.
11 ـ ابن عبد البر في الاستيعاب.
وغيرهم ممن كتب أو ألف كتاباً في فضائل علي (عليه السلام).
وأما محدثو الشيعة وحفاظهم فلا يشكون في صحة هذا الحديث وشهرته، وهذه كتبهم مشحونة بذكر هذا الحديث بجميع الطرق والأسانيد والمصادر والمدارك.
أما الجواب عن الموضوع الثاني فنقول: إن الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) قد كرر كلمته الذهبية (حديث المنزلة) في مواقف عديدة ومواطن كثيرة، ذكرها أعلام المسلمين متفقين على صحتها، وثبوتها واستقامة دلالتها تلك الموارد ـ كما في بشارة المصطفى ـ عن ابن عباس، قال: رأيت حسان بن ثابت واقفاً بمنى، والنبي (صلّى الله عليه وآله) وأصحابه مجتمعين، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله): هذا علي بن أبي طالب سيد العرب والوصي الأكبر، منزلته مني منزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي لا تقبل التوبة من تائب إلا بحبه.
يا حسان قل فيه شيئاً، فأنشأ حسان بن ثابت يقول:
لا تـقـبـل التـــوبة مـــــن تائب
إلا بحب ابــــــن أبــي طالــــب
***
أخـــي رســول الله بل صـهره
والصهر لا يعـــــدل بالصاحب
***
ومـــن يكن مثل عـلـــي وقـــد
ردت له الشمس من المغـــرب
***
رُدت عليه الشمس في ضوئـها
بيضاً كأن الشمــس لم تغـــرب
ومن تلك الموارد: حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مع أم سليم (أم أنس بن مالك) وكان النبي يزورها ويحدثها في بيتها: يا أم سليم إن علياً لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى...الخ.
روي ذلك في كنز العمال ومسند أحمد.
ومنها: يوم كان أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح عند النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو متكئ على علي (عليه السلام) فضرب بيده على منكبيه ثم قال: يا علي أنت أول المؤمنين إيماناً، وأولهم إسلاماً، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى...الخ.
ومنها: يوم الدار وقد سبق في أول ترجمة حياة أمير المؤمنين (عليه السلام).
ومنها: يوم المؤاخاة الثانية وقد مضى ذكره.
وكذلك يوم سد الأبواب وقد مر كل ذلك فيما سبق.
ولولا خوف الملل لذكرنا المصادر لهذه الأحاديث ويمكن لكم مراجعة كتاب (المراجعات) و(الغدير) وغيرهما من الكتب التي كتبت حول هذا الموضوع.
(4) سورة طه، الآيات: 25ـ32.
(5) سورة طه، الآية: 36.
(6) سورة الأعراف، الآية: 142.