المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب الفتنة.. في الكويت


شمس فدك
15-09-2008, 11:09 PM
السماح ببيعه أو التغافل عنه وإهماله يصب في منحى ضرب القوانين والوحدة الوطنية كتاب الفتنة.. في الكويت ! (http://www.aldaronline.com/AlDar/AlDarPortal/UI/Author.aspx?AuthorID=0)http://www.aldaronline.com/AlDar/Upload/Article%20Pictures/2008/9/13/M1/172944548-p1-06_med_thumb.jpg
غلاف الكتاب - الفتنة

هاني صالح:
عندما يكون التطرف منبوذا فان العدالة هي طريق الاصلاح، وحين يكون القانون سقف المجتمع فان الاجتهادات تزول وينتفي معها التطلع بمنظارين، اما الحديث عن الوحدة الوطنية فالاجدى انه يكون المسلك اليومي منطلقه ومنتهاه.. بهذه الكلمات عبر عدد من اهل الرأي لـ«الدار» عن استيائهم الشديد للسماح ببيع كتاب في الكويت هو قمة الفتنة العمياء لمؤلفه الدكتور علي محمد الصلابي وبعنوان «سيرة امير المؤمنين علي بن ابي طالب شخصيته وعصره» وهو على جزءين، ويمكن شراؤه من عدة مكتبات واهمها تلك التي تقع ضمن مخزن مشهور عالميا تدور الشكوك حول «يهودية» صاحبه، ومصدر الاستياء، هو ان السماح ببيع هذا الكتاب، او التغافل عنه، او اهماله او عدم مراقبته واخضاعه للتدقيق من قبل وزارة الاعلام.. كل ذلك يصب في منحى واحد هو الفتنة التي لعن الله من ايقظها، وسواء اراد البعض ام لم يرد، فان الناس ستسارع للمقارنة بين اقدام الرقابة منذ اسابيع على مصادرة كتاب وسطي لمؤلفه عبدالهادي الصالح بعد مضي عشر سنوات على اصداره وتوزيعه في الكويت ورغم انه ينادي بالتآلف والمحبة وفهم الآخر، وبين السماح باستمرار عرض وبيع كتاب الصلابي الحافل بالترهات والاتهامات والافتراءات والتجني على طائفة بأكملها تشكل جزءا اساسيا من نسيج المجتمع الكويتي ولا تتردد في بذل الغالي والنفيس دفاعا عن الارض والسيادة والاسرة الكريمة.. بل كيف يبقى مثل هذا الكتاب بجزءيه على ارفف المكتبات وهو يعلن بصراحة ووقاحة عن تكفير المسلمين الشيعة، ولا يتردد بتسميتهم بـ«الرافضة» ويدعي بان «اول من دعا الى اصول عقائد الشيعة الرافضة التي بنيت عليها عقائدهم الاخرى، رجل يهودي اسمه عبدالله بن سبأ من يهود اليمن» ويتابع ما حرفيته «..وهكذا كانت بداية الرافضة، ومازالت تلك العقائد التي دعا اليها ابن سبأ تسير في نفوس اناس من اهل الزيغ والضلال، وتتشربها قلوبهم وعقولهم»، ويزعم الصلابي ان ائمة الشيعة ومراجعهم «يحرمون ما يشاؤون، ويحللون ما يريدون» ثم ينادي بتحذير المسلمين السنة منهم ويقول «صار التشيع قناعا يتستر به كل من اراد الكيد للاسلام والمسلمين»، ويضيف في كتابه «الاسود»: «بدعة التشيع على ضربين: بدعة صغرى كغلو التشيع وبدعة كبرى كالرفض الكامل والغلو فيه والحط من أبي بكر وعمر والدعاء الى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولاكرامة لهم ايضا بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم فالشيعي المغالي في زماننا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين فهذا ضال مفتر». ويحاول الصلابي التشكيك في ولاء الشيعة للامام علي عليه السلام فيرتكب عملية تزوير مكشوفة حيث يقول: «يلحظ على تعريفات الشيعة الواردة في معظم كتب المقالات انها دأبت على القول في التعريف للشيعة الامامية بانهم اتباع علي، وهذه نتيجة خاطئة ان يكون علي بن ابي طالب شيعيا، يرى ما يراه الشيعة وعلي رضي الله عنه براء مما تعتقده الشيعة، فيه وفي ابنيه.. هم يزعمون انهم اتباع علي، حيث انهم لم يتبعوا عليا على الحقيقة وليس امير المؤمنين على ما يعتقدون او يقال انهم المدعون التشيع لعلي او الرافضة»، ثم يتابع الصلابي فيقول: «الرافضة لقب ينبز به من يقدم عليا رضي الله عنه في الخلافة ولهذا يتسمون اليوم بـ«الشيعة» وقد اشتهروا بهذه التسمية عند العامة» ويمعن في اضاليله فيقول: «لم يكن استعمال لقب الشيعة في عهد علي الا بمعنى الموالاة والنصرة ولا يعني بحال الايمان بعقيدة من عقائد الشيعة الرافضة اليوم»، ويفسر مقصده الخبيث فيقول: «.. لكن التشيع بمعنى عقيدة النصر على علي رضي الله عنه والرجعة والبداء والغيبة وعصمة الائمة، فلاشك انها عقائد ما انزل الله بها من سلطان وهي دخيلة على المسلمين ذلك انه قد ركب مطية التشيع كل من اراد الكيد للاسلام واهله»، ويغوص الصلابي اكثر في محاولاته لتفريق صفوف المسلمين بين سنة وشيعة وعرب وغيرهم فيقول «ان المنتسبين للتشيع قد اخذوا من مذاهب الفرس والروم واليونان والنصارى واليهود امورا مزجوها بالتشيع»، ولم يتوقف الصلابي عند حدود في زرع بذور التشكيك باسلام الشيعة. فزعم انهم اسقطوا الشهادتين من اركان الاسلام واستبدلوهما بـ«الولاية» وان كتبهم «مليئة باللعن والتكفير لمن رضي الله عنهم ورضوا عنه من المهاجرين والانصار واهل بدر وبيعة الرضوان وسائر الصحابة»، لينتهي الى القول ان «التشيع هو ستار لتنفيذ اغراض خبيثة ضد الاسلام واهله»، كاشفا بذلك عن حقيقة غرضه من وراء هذه الاراجيف الباطلة. واكد عدد من اهل الرأي لـ«الدار» ان المجال الان ليس للنقاش الفقهي حول ما ورد في هذا الكتاب - الفتنة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، على جميع المسؤولين واعضاء مجلس الامة، والمعنيين في السلطة التنفيذية، هل ان تسويق وترويج وتداول هذا الكتاب للصلابي، يتوافق مع القوانين الكويتية مرعية الاجراء؟ واين هو من دستور البلاد اعتباره ان المساس بالوحدة الوطنية جريمة كبرى؟ واذا كان القرآن الكريم يوصي المسلمين بدعوة اهل الكتاب الى كلمة سواء، فكيف باهل الدين الواحد الذين يلتقون على المودة والرحمة، وحذروا من ان السكوت او التأخر في اتخاذ الاجراءات اللازمة سيزيد العزف على اوتار الطائفية التي لا تتوافق مع مصلحة الوطن والمواطنين، سواء في هذه المرحلة بالذات، او في كل حين. http://www.aldaronline.com/AlDar/Upload/Article%20Pictures/2008/9/13/M2/172959736-p1-06_med2_thumb.jpghttp://www.aldaronline.com/AlDar/Upload/Article%20Pictures/2008/9/13/M2/17305748-p1-02_med2_thumb.jpgصورة مقطع من الكتاب