لجنة ألإستقبال
12-10-2006, 01:33 AM
الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام
( علي مع الحق والحق مع علي )
صفته
كان عليه السلام ربع القامة، أزج الحاجبين، أدعج العينين أنجل، حسن الوجه كأن وجهه القمر ليلة البدر حسناً، وهو الى السمرة، أصلع له حفاف من خلفه كأنه إكليل، أغيد كأن عنقه إبريق فضة، وهو أرقب، ضخم البطن، أقرى الظهر، عريض الصد، محض المتن، شثن الكفين، ضخم الكسور، لا يبين عضده من ساعده قد اُدمجت إدماجاً، عبل الذراعين، عريض المنكبين، عظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري، له لحية قد زانت صدره، غليظ العضلات، خمش الساقين.
خصائصه
أ - ولد في الكعبة ولم يولد بها أحد قبله ولا بعده.
ب - آخى رسول الله (ص) بينه وبين علي لما آخى بين المسلمين.
ج - حامل لواء الرسول صلى الله عليه وآله.
د - أمَّره رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض سراياه ولم يجعل عليه أميراً.
هـ - بـُلـّغ عن رسول الله صلى الله عليه وآله سورة براءة.
بيعته
بويع له بالخلافة في الثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة في غدير خم بأمر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، واستلم الحكم في ذي الحجة في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة.
عاصمته: الـكـوفة.
شــاعره: النجاشي، الأعور الشني.
نقش خاتمه: الله الملك وعلي عبده.
حروبه: الجمل ، صفين ، النهروان.
رايته: راية رسول الله صلى الله عليه وآله.
آثاره: نهج البلاغة.
بوابه: سلمان الفارسي.
كاتبه: عبدالله بن أبي رافع.
مجمع الفضائل
لم تعرف الدنيا رجلاً جمع الفضائل ومكارم الأخلاق بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله - كالإمام أمير المؤمنين عليه السلام، فقد سبق الأولين، وأعجز الآخرين، ففضائله عليه السلام أكثر من أن تحصى، ومناقبه أبعد من أن تتناهى، وكيف تعد مناقب رجل قال فيه الرسول الأعظم (ص) يوم برز لعمرو بن عبدود العامري: برز الإيمان كله إلى الشرك كله، وقال فيه بعد ما قتله: ضربة علي لعمرو يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين...
في القرآن الكريم
نزل في علي عليه السلام من القرآن الكريم ما لم ينزل في غيره، وهاهي كتب التفسير والسير والتاريخ مستفيضة بذكر الآيات الواردة فيه عليه السلام. قال عبد الله بن عباس: نزل في علي ثلاثمائة آية. ونقتصرعلى خمس آيات مما نزل فيه عليه أفضل الصلاة والسلام:
1- قوله تعالى:{ الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } ( سورة البقرة آيه 274)
2- قوله تعالى:{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } ( سورة المائدة آية 55)
3- قوله تعالى:{ أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين } ( سورة التوبة آية 19)
4 - قوله تعالى:{إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً} ( سورة مريم آية 96)
5 - قوله تعالى:{ والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون } ( سورة الزمر آية 33)
في أحاديث الرسول (ص)
لم يزل الرسول الأعظم (ص) منذ بعثته وحتى وفاته يشيد بأمير المؤمنين عليه السلام في كل ناد ومجمع، ومنتدى ومحفل، ولا يمكن إحصاء ما جاء من أحاديث الرسول الأعظم (ص) في الإمام عليه السلام، وليس من كتاب يتعرض للحديث أو للسيرة إلاّ وبين دفتيه أحاديث جمّة في فضل أميرالمؤمنين عليه السلام، وقد عقد أرباب الصحاح، وعلماء الحديث فصولاً في كتبهم فيما جاء في فضله عليه السلام، وقد أفرد جمع كبير من علماء المسلمين كتباً مستقلة في فضائله عليه السلام، وتدوين ما ورد فيه من سيد المرسلين (ص)، وتمشياً مع هذا المختصر فقد سجلنا خمسة أحاديث في فضله عليه السلام:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(علي مع الحق والحق مع علي)
2- قال عمر بن الخطاب: (أشهد على رسول الله (ص) لسمعته يقول: إن السموات السبع، والأرضين السبع، لو وضعا في كفة ثم وضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي بن أبي طالب).
3- في صحيحي البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص: قال: ( إن رسول الله (ص) خلف علي رضي الله عنه في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان ؟ قال (ص): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).
4- عن أنسٍ قال: ( كنت عند النبي (ص) فرأى علياً مقبلاً فقال: أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة).
5- لما خطب رسول الله (ص) خطبته المعروفة في فضل شهر رمضان المبارك ، قام أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل. ثم بكى. فقال عليه السلام: يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال: يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد إنبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك، فخضب منها لحيتك. قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ قال (ص): في سلامة من دينك، ثم قال: يا علي من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبك فقد سبني، لأنك مني كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي؛ إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك، وإصطفاني وإياك، واختارني للنبوة، واختارك للإمامة فمن أنكر أمامتك فقد أنكر نبوتي؛ يا علي أنت وصيي، وأبو ولدي، وزوج إبنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي: أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه، وأمينه على سره وخليفته على عباده...
سـيرته
كان لسيرة الرسول الأعظم (ص) وأخلاقه الأثر الكبير في نشر الإسلام، ويحدثنا التاريخ عن إسلام كثير من العرب متأثرين بأخلاقه (ص) وقد مدحه جل شأنه فقال:
{ وإنك لعلى خلق عظيم }.
وقال تعالى:{ ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك }، كما أن الجوانب الأخرى من سيرته (ص): صدقه، أمانته، عطفه، تواضعه، كرمه، شجاعته... كانت المثل الأعلى والذروة في الفضائل والمكارم.
وعلى نهج رسول الله (ص) سار إبن عمه أمير المؤمنين عليه السلام، فكانت سيرته الغراء إمتدادا لسيرة الرسول الأعظم (ص)، ونسخة طبق الأصل من أخلاقه، وما أحوج الأمة اليوم إلى تبني هذه السيرة، والتخلق بهذه الأخلاق، والسير على هداها، لنحقق آمالنا في السعادة والرخاء...
كــلامــه
لم يدون لأحد من الصحابة والخلفاء ما دون له عليه السلام من الخطب والمواعظ والكتب والوصايا والحكم، وهذا نهج البلاغة يطأطئ له البلغاء إعظاماً، وينحني له الفصحاء إجلالاً، وهو مفخرة لكل مسلم، وعز لكل موحد، وهو بعد هذا وذاك دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوق.
قال إبن الحديد: وانظر كلام أمير المؤمنين عليه السلام فإنك تجده مشتقاً من ألفاظه - أي القرآن الكريم - ومقتضباً من معانيه ومذاهبه، ومحذواً بحذوه، ومسلوكاً به في منهاجه، فهو وإن لم يكن له نظيراً ولا نداً، يصلح أن يقال: إنه ليس بعده كلام أفصح منه ولا أجزل ولا أعلى ولا أفخم ولا أنبل، إلا أن يكون كلام ابن عمه عليه السلام. وهذا أمر لا يعلمه إلا من ثبتت له قدم راسخة في علم هذه الصناعة، وليس كل الناس يصلح لانتقاء الجوهر، بل ولا لانتقاء الذهب...
حِكَمـُــه
لا يمكن حصر ما جاء من كلماته عليه السلام القصار، فقد ورد منها ما يناهز الخمسمائة كلمة، وطبع الأديب اللبناني أمين الريجاني مائة كلمة له عليه السلام في كتاب مستقل، وطبعت ألف كلمة من كلماته عليه السلام في كتاب خاص، وجمع آخرون ألفي كلمة له عليه السلام وطبعوها مؤخراً.
وهذه الكلمات القصار تحوي من الأخلاق والعرفان والآداب والعلوم ما لا تحويه مطولات الآخرين، وفيها البلسم الناجع لأمراضنا الخلقية، والترياق المجرب لمشاكلنا الإجتماعية، وقد تسنى لنا تسجيل خمساً وعشرين كلمة منها:
قــال عـليه الســـلام:
1- إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه.
2- من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
3- من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف، والتنفيس عن المكروب.
4- يا ابن آدم إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمته وأنت تعصيه فاحذر.
5- إذا كنت في إدبار، والموت في إقبال، فما أسرع الملتقى.
6- اللسان سبع إن خلي عنه عقر.
7- عجبت لمن يقنط ومعه الإستغفار.
8- من أصلح بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه، ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ.
9- عِظم الخالق عندك، يُصغر المخلوق في عينك.
10- يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم.
11- لا طاعة لمخلوق في معصية الله.
12- لا يترك الناس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه.
13- من وضع نفسه مواضع التهمة، فلا يلومن من أساء به الظن.
14- من أحدّ سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطل.
15- بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.
16- إتق الله بعض التقى وإن قل، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رق.
17- إنّ لله في كل نعمة حقاً، فمن أدّاه زاده منها، ومن قصّر عنه خاطر بزوال نعمته.
18- أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه.
19- مرارة الدنيا حلاوة الآخرة، وحلاوة الدنيا مرارة الآخرة.
20- يا ابن آدم كن وصي نفسك في مالك، واعمل فيه ما تؤثر أن يُعمل فيه من بعدك.
21- إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة.
22- ما زنى غيور قط.
23- إتقوا معاصي الله في الخلوات، فإن الشاهد هو الحاكم.
24- أشد الذنوب ما استهان به صاحبه.
25- العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى.
يتبـــــــــــــــــع
( علي مع الحق والحق مع علي )
صفته
كان عليه السلام ربع القامة، أزج الحاجبين، أدعج العينين أنجل، حسن الوجه كأن وجهه القمر ليلة البدر حسناً، وهو الى السمرة، أصلع له حفاف من خلفه كأنه إكليل، أغيد كأن عنقه إبريق فضة، وهو أرقب، ضخم البطن، أقرى الظهر، عريض الصد، محض المتن، شثن الكفين، ضخم الكسور، لا يبين عضده من ساعده قد اُدمجت إدماجاً، عبل الذراعين، عريض المنكبين، عظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري، له لحية قد زانت صدره، غليظ العضلات، خمش الساقين.
خصائصه
أ - ولد في الكعبة ولم يولد بها أحد قبله ولا بعده.
ب - آخى رسول الله (ص) بينه وبين علي لما آخى بين المسلمين.
ج - حامل لواء الرسول صلى الله عليه وآله.
د - أمَّره رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض سراياه ولم يجعل عليه أميراً.
هـ - بـُلـّغ عن رسول الله صلى الله عليه وآله سورة براءة.
بيعته
بويع له بالخلافة في الثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة في غدير خم بأمر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، واستلم الحكم في ذي الحجة في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة.
عاصمته: الـكـوفة.
شــاعره: النجاشي، الأعور الشني.
نقش خاتمه: الله الملك وعلي عبده.
حروبه: الجمل ، صفين ، النهروان.
رايته: راية رسول الله صلى الله عليه وآله.
آثاره: نهج البلاغة.
بوابه: سلمان الفارسي.
كاتبه: عبدالله بن أبي رافع.
مجمع الفضائل
لم تعرف الدنيا رجلاً جمع الفضائل ومكارم الأخلاق بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله - كالإمام أمير المؤمنين عليه السلام، فقد سبق الأولين، وأعجز الآخرين، ففضائله عليه السلام أكثر من أن تحصى، ومناقبه أبعد من أن تتناهى، وكيف تعد مناقب رجل قال فيه الرسول الأعظم (ص) يوم برز لعمرو بن عبدود العامري: برز الإيمان كله إلى الشرك كله، وقال فيه بعد ما قتله: ضربة علي لعمرو يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين...
في القرآن الكريم
نزل في علي عليه السلام من القرآن الكريم ما لم ينزل في غيره، وهاهي كتب التفسير والسير والتاريخ مستفيضة بذكر الآيات الواردة فيه عليه السلام. قال عبد الله بن عباس: نزل في علي ثلاثمائة آية. ونقتصرعلى خمس آيات مما نزل فيه عليه أفضل الصلاة والسلام:
1- قوله تعالى:{ الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } ( سورة البقرة آيه 274)
2- قوله تعالى:{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } ( سورة المائدة آية 55)
3- قوله تعالى:{ أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين } ( سورة التوبة آية 19)
4 - قوله تعالى:{إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً} ( سورة مريم آية 96)
5 - قوله تعالى:{ والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون } ( سورة الزمر آية 33)
في أحاديث الرسول (ص)
لم يزل الرسول الأعظم (ص) منذ بعثته وحتى وفاته يشيد بأمير المؤمنين عليه السلام في كل ناد ومجمع، ومنتدى ومحفل، ولا يمكن إحصاء ما جاء من أحاديث الرسول الأعظم (ص) في الإمام عليه السلام، وليس من كتاب يتعرض للحديث أو للسيرة إلاّ وبين دفتيه أحاديث جمّة في فضل أميرالمؤمنين عليه السلام، وقد عقد أرباب الصحاح، وعلماء الحديث فصولاً في كتبهم فيما جاء في فضله عليه السلام، وقد أفرد جمع كبير من علماء المسلمين كتباً مستقلة في فضائله عليه السلام، وتدوين ما ورد فيه من سيد المرسلين (ص)، وتمشياً مع هذا المختصر فقد سجلنا خمسة أحاديث في فضله عليه السلام:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(علي مع الحق والحق مع علي)
2- قال عمر بن الخطاب: (أشهد على رسول الله (ص) لسمعته يقول: إن السموات السبع، والأرضين السبع، لو وضعا في كفة ثم وضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي بن أبي طالب).
3- في صحيحي البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص: قال: ( إن رسول الله (ص) خلف علي رضي الله عنه في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان ؟ قال (ص): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).
4- عن أنسٍ قال: ( كنت عند النبي (ص) فرأى علياً مقبلاً فقال: أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة).
5- لما خطب رسول الله (ص) خطبته المعروفة في فضل شهر رمضان المبارك ، قام أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل. ثم بكى. فقال عليه السلام: يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال: يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد إنبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك، فخضب منها لحيتك. قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ قال (ص): في سلامة من دينك، ثم قال: يا علي من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبك فقد سبني، لأنك مني كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي؛ إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك، وإصطفاني وإياك، واختارني للنبوة، واختارك للإمامة فمن أنكر أمامتك فقد أنكر نبوتي؛ يا علي أنت وصيي، وأبو ولدي، وزوج إبنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي: أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه، وأمينه على سره وخليفته على عباده...
سـيرته
كان لسيرة الرسول الأعظم (ص) وأخلاقه الأثر الكبير في نشر الإسلام، ويحدثنا التاريخ عن إسلام كثير من العرب متأثرين بأخلاقه (ص) وقد مدحه جل شأنه فقال:
{ وإنك لعلى خلق عظيم }.
وقال تعالى:{ ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك }، كما أن الجوانب الأخرى من سيرته (ص): صدقه، أمانته، عطفه، تواضعه، كرمه، شجاعته... كانت المثل الأعلى والذروة في الفضائل والمكارم.
وعلى نهج رسول الله (ص) سار إبن عمه أمير المؤمنين عليه السلام، فكانت سيرته الغراء إمتدادا لسيرة الرسول الأعظم (ص)، ونسخة طبق الأصل من أخلاقه، وما أحوج الأمة اليوم إلى تبني هذه السيرة، والتخلق بهذه الأخلاق، والسير على هداها، لنحقق آمالنا في السعادة والرخاء...
كــلامــه
لم يدون لأحد من الصحابة والخلفاء ما دون له عليه السلام من الخطب والمواعظ والكتب والوصايا والحكم، وهذا نهج البلاغة يطأطئ له البلغاء إعظاماً، وينحني له الفصحاء إجلالاً، وهو مفخرة لكل مسلم، وعز لكل موحد، وهو بعد هذا وذاك دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوق.
قال إبن الحديد: وانظر كلام أمير المؤمنين عليه السلام فإنك تجده مشتقاً من ألفاظه - أي القرآن الكريم - ومقتضباً من معانيه ومذاهبه، ومحذواً بحذوه، ومسلوكاً به في منهاجه، فهو وإن لم يكن له نظيراً ولا نداً، يصلح أن يقال: إنه ليس بعده كلام أفصح منه ولا أجزل ولا أعلى ولا أفخم ولا أنبل، إلا أن يكون كلام ابن عمه عليه السلام. وهذا أمر لا يعلمه إلا من ثبتت له قدم راسخة في علم هذه الصناعة، وليس كل الناس يصلح لانتقاء الجوهر، بل ولا لانتقاء الذهب...
حِكَمـُــه
لا يمكن حصر ما جاء من كلماته عليه السلام القصار، فقد ورد منها ما يناهز الخمسمائة كلمة، وطبع الأديب اللبناني أمين الريجاني مائة كلمة له عليه السلام في كتاب مستقل، وطبعت ألف كلمة من كلماته عليه السلام في كتاب خاص، وجمع آخرون ألفي كلمة له عليه السلام وطبعوها مؤخراً.
وهذه الكلمات القصار تحوي من الأخلاق والعرفان والآداب والعلوم ما لا تحويه مطولات الآخرين، وفيها البلسم الناجع لأمراضنا الخلقية، والترياق المجرب لمشاكلنا الإجتماعية، وقد تسنى لنا تسجيل خمساً وعشرين كلمة منها:
قــال عـليه الســـلام:
1- إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه.
2- من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
3- من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف، والتنفيس عن المكروب.
4- يا ابن آدم إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمته وأنت تعصيه فاحذر.
5- إذا كنت في إدبار، والموت في إقبال، فما أسرع الملتقى.
6- اللسان سبع إن خلي عنه عقر.
7- عجبت لمن يقنط ومعه الإستغفار.
8- من أصلح بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه، ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ.
9- عِظم الخالق عندك، يُصغر المخلوق في عينك.
10- يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم.
11- لا طاعة لمخلوق في معصية الله.
12- لا يترك الناس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه.
13- من وضع نفسه مواضع التهمة، فلا يلومن من أساء به الظن.
14- من أحدّ سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطل.
15- بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.
16- إتق الله بعض التقى وإن قل، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رق.
17- إنّ لله في كل نعمة حقاً، فمن أدّاه زاده منها، ومن قصّر عنه خاطر بزوال نعمته.
18- أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه.
19- مرارة الدنيا حلاوة الآخرة، وحلاوة الدنيا مرارة الآخرة.
20- يا ابن آدم كن وصي نفسك في مالك، واعمل فيه ما تؤثر أن يُعمل فيه من بعدك.
21- إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة.
22- ما زنى غيور قط.
23- إتقوا معاصي الله في الخلوات، فإن الشاهد هو الحاكم.
24- أشد الذنوب ما استهان به صاحبه.
25- العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى.
يتبـــــــــــــــــع