عاشق الأهات
02-08-2006, 03:03 PM
المولد و النشاة
من مشرق المجد و الرسالة بزغ فيربوع الحجاز و هجيرها المتوقد نور ساطع يشيق جلباب الظلام الحالك، في فبس من النور الالهي المشرق، و لحن ثائر من الحان الوجود، و مثال للقداسة الطاهرة. هنا لك لاحت تباشير السرور و الغبطة على صفحات الوجود، و تدفق تيار الحب العارم في قلوب لاسرة الكلابية الكريمة، فابتهج الاهل و الاقارب بمولد الصبية، حتى طاروا فرحا بهذا الرمز البشري والسر المكنون الذي ازدحمت فيه المعاني الجليلة و الصور الساحرة. هذه الشخصية العظيمة، و القدوة الصالحة في المجتمع لها في كل صورة و وضع قوة اخاذة خلابة، تبهر النفوس و تحير العقول. (ءء1)
ان هذه السيدة الجليلة التي حباها الله و خصها بعناية تامة، استطاعت ان تصمد بكل اقتدار و حزم رغم تحديات الزمن.
روي الشيخ ابو نصر النجارى عن المفصل بن عمر انه قال الصادق«عليه السلام»: كان عمنا العباس«عليه السلام» و اخوته عثمان و جعفر و عبدالله امهم امالبنين بنتحزام بن خالدبن ربيعة - الى ان قال - و قد روي ان اميرالمؤمنين«عليه السلام» قال لاخيه عقيل - و كان نسابة عالما بانساب العرب و اخبارهم انظر الى امراة و قد ولدتها الفحول من العرب لا تزوجها مثلد لي غلاما فارسا. فقال له: تزوج ام البنين الكلابية فانه ليس في العرب اشجع من آبائها فتزوجها. (2)
فقد تزوج الامام على«عليه السلام» منها بعد وفاة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء«عليهاالسلام» كما يرى ذلك بعض المؤرخين منهم الطبرى ابن الاثير و ابي الفداء في تاريخه - على ان قسما آخر من ارباب التاريخ قالوا: انه تزوج بام البنين بعد زواجه من امامة بنت زينب بنت رسول الله«صلى الله عليه وآله» و ذلك وفقا لوصية الزهراء لعلي.
كل هذا حدث بعد وفاة فاطمه لانالله سبحانه قد حرمالنساء على عليما دامت فاطمهموجودة. (3)
صفات ام البنين
كانت ام البنين صافيه كسبيكة الذهب. كان ايمانها عميقا مثل البحر. و دافئا كضوء الشمس. فقد كانت من معادن العلم و النور و المعرفة و قد احسن امير المؤمنين علي«عليه السلام» في اختيارها اما لولده ابي الفضل العباس«عليه السلام» .
و كانت لها منزلة كبيرة عند الحسن و الحسين و عند زينب العقيلة. و قد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تقدم لها العزاء بمصرع اولادها الاربعة. كما كانت زينب«عليهاالسلام» تتعهد زيارة ام البنين في كل فرصة تسنح لها خاصة في المناسبات الدينية مثل ايام الاعياد حيث كانت تقوم زينب بزيارتها مع مجموعة كبيرة من النساء و الفتيات المؤمنات. (4)
و بلغ من عظمتها و معرفتها و تبصرها بمقام اهل البيت انها لما دخلتبيت على امير المؤمنين و كان الحسنان مريضين اخذت تلاطف القول معهما. و تلقي اليهما من طيب الكلام ما ياخذ بمجامع القلوب. و ما برحت على ذلك تحسن السيرة معهما و تخضع لهما الكلام كالام الحنون. (5)
و ليس غريبا على امراة مثل ام البنين هذه الشخصية الفذة ان تقوم بهذا الدور في معاملتها للحسن و الحسن سيدي شباب اهل الجنة. فام البنين استضاءت بنور علم الامام علي، و اخذت منه الادب و الاريحية و الوفاء، هذا بالاضافة الى اصالتها و عمق ايمانها و اخلاقها و ناهيك بمن تكون زوجة لبطل الاسلام الخالد، كيف لا تتاثر به. و تلتحق بروحه و اخلاقه و مبادئه.
اخلاص ام البنين
و لذلك يقال انها يوم رجع الناعي ينعى الحسين الى المدينة كانت في طليعة المستقبلين بشر بن حذلم، و هو ينادي برفيع صوته :
يا اهل يثرب لامقام لكم بها قتل الحسين فادمعي مدرارا الجسم منه بكربلاء مضرج و الراس منه على القناة يدار
و لما وقع بصرها على الناعي لم تساله عن العباس، و لا عن اي واحد من ابنائها الذين قتلوا مع اخيهم الحسين، و انما سالته عن الحسين«عليه السلام» هل هو حي ام لا؟ و علت الدهشة وجه بشر بن حذلم عنه ما عرف ان هذه المراة هي فاطمة بنتحزام العامرية، و هي ام البنين بالذات كيف لا تساله عن اولادها؟ وظنها لوقع الصدمة ذهلت عن ابنائها، فراح يعددهم واحدا بعد الآخر، و في كل واحد منهم كان يعزيها ويقول لها:عظمالله لكالاجر بولدك جعفر.
فتقول: و هل سمعتنى اسالك عن جعفر؟ اخبرني عن ولدي الحسين، اني اسالك عن الحسين.
و لم يلتفتبشر الى هذا الموقف و راح يخبرها ببقية اولادها،الى ان وصل الىالعباس، فما كاد يخبرها بقوله: يا ام البنين عظم الله لك الاجر بولدك ابي الفضل العباس، حتى نظر اليها و قد اعتراها اضطراب شديد في تلك اللحظة التى سمعت فيها بنا مصرع ابي الفضل العباس، بحيث اهتز بدنها حتى سقط الطفل الصغير الذي كانت تحمله على كتفها على الارض و لم تقو على حمله، و لكنها جالدت نفسها، تحاملت و استمرت في الحاحها على بشر; اخبرني عن ولدي الحسين هل هو حي ام لا؟
يقول بشر: وحينما اخبرتها بمقتل الحسين و مصرعه صرخت و نادت: و احسيناه، و احبيب قلباه... يا ولدي يا حسين. نور عيني يا حسين. و قد شاركها الجميع بالبكاء و النحيب و العويل على الحسين، ولم تذكر ابناءها الابعد ان ذكرت الحسين و بكت عليه. (6)
ثم بعد ذلك كانت تخرج الى البقيع و تخط قبورا اربعة لا ولادها و تجلس فيالشمس تندبهم، و ذلك لتشعل نارا ضد بني امية، و ضد الظالمين الطغاة في كل زمان و مكان. (7) (8)
انه كانت ام البنين ام مؤلاء الاربعه الاخوة القتلى، تخرج الى البقيع فتندب بينهااشجى ندبه و احرقها، فيجتمع الناس اليها يسمعون منها و يبكون لبكائها. و كانت تقول في نعيها لهؤلاء الفتية الذين امنوا بربهم وزادهم الله هدى.
و كانت تخاطب جارية لها :
لا تدعوني ويك ام البنين تذكر ين بليوت العرين كانتبنون لي ادعى لهم و اليوم اصبحت ولا من بنين اربعة مثل نسور الربى قد عالجوا الموت بقطع الوتين يا ليتشعري، اكما اخبروا بان عباسا قطيع اليمين
و اخلاص ام البنين لا يضاهيه اي اخلاص، لعلي و ذريته، و ان القلم ليعجز عن ادراك هذه الشخصية المحبوبة .
قيل ان ام البنين انت ذات يوم الى امير المؤمنين و قالت له: لي اليك حاجة.
قال لها: قولي ما عندك.
قالت: انا اطلب منك ان تغير اسمي، قالت عندما تناديني فاطمة، ارى الانكسار باديا على وجوه الحسن و الحسين و زينب فانهم يذكرون امهم فاطمة الزهراو يتالمون. فما كان من الامام الا ان غير اسمها و سماها ام البنين .
فى تربية سيدى شباب اهل الجنة
فام البنين استضائتبنور علم الامام عليعليه السلام و اخذت منه الادب و الوفاء هذا بالاضافة الى اصالتهاو عمقايمانها و اخلاقها.
نسألكم الدعاء
تحياتي
اخيكم
خادم ال البيت عليهم السلام
مهند الاؤسي
من مشرق المجد و الرسالة بزغ فيربوع الحجاز و هجيرها المتوقد نور ساطع يشيق جلباب الظلام الحالك، في فبس من النور الالهي المشرق، و لحن ثائر من الحان الوجود، و مثال للقداسة الطاهرة. هنا لك لاحت تباشير السرور و الغبطة على صفحات الوجود، و تدفق تيار الحب العارم في قلوب لاسرة الكلابية الكريمة، فابتهج الاهل و الاقارب بمولد الصبية، حتى طاروا فرحا بهذا الرمز البشري والسر المكنون الذي ازدحمت فيه المعاني الجليلة و الصور الساحرة. هذه الشخصية العظيمة، و القدوة الصالحة في المجتمع لها في كل صورة و وضع قوة اخاذة خلابة، تبهر النفوس و تحير العقول. (ءء1)
ان هذه السيدة الجليلة التي حباها الله و خصها بعناية تامة، استطاعت ان تصمد بكل اقتدار و حزم رغم تحديات الزمن.
روي الشيخ ابو نصر النجارى عن المفصل بن عمر انه قال الصادق«عليه السلام»: كان عمنا العباس«عليه السلام» و اخوته عثمان و جعفر و عبدالله امهم امالبنين بنتحزام بن خالدبن ربيعة - الى ان قال - و قد روي ان اميرالمؤمنين«عليه السلام» قال لاخيه عقيل - و كان نسابة عالما بانساب العرب و اخبارهم انظر الى امراة و قد ولدتها الفحول من العرب لا تزوجها مثلد لي غلاما فارسا. فقال له: تزوج ام البنين الكلابية فانه ليس في العرب اشجع من آبائها فتزوجها. (2)
فقد تزوج الامام على«عليه السلام» منها بعد وفاة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء«عليهاالسلام» كما يرى ذلك بعض المؤرخين منهم الطبرى ابن الاثير و ابي الفداء في تاريخه - على ان قسما آخر من ارباب التاريخ قالوا: انه تزوج بام البنين بعد زواجه من امامة بنت زينب بنت رسول الله«صلى الله عليه وآله» و ذلك وفقا لوصية الزهراء لعلي.
كل هذا حدث بعد وفاة فاطمه لانالله سبحانه قد حرمالنساء على عليما دامت فاطمهموجودة. (3)
صفات ام البنين
كانت ام البنين صافيه كسبيكة الذهب. كان ايمانها عميقا مثل البحر. و دافئا كضوء الشمس. فقد كانت من معادن العلم و النور و المعرفة و قد احسن امير المؤمنين علي«عليه السلام» في اختيارها اما لولده ابي الفضل العباس«عليه السلام» .
و كانت لها منزلة كبيرة عند الحسن و الحسين و عند زينب العقيلة. و قد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تقدم لها العزاء بمصرع اولادها الاربعة. كما كانت زينب«عليهاالسلام» تتعهد زيارة ام البنين في كل فرصة تسنح لها خاصة في المناسبات الدينية مثل ايام الاعياد حيث كانت تقوم زينب بزيارتها مع مجموعة كبيرة من النساء و الفتيات المؤمنات. (4)
و بلغ من عظمتها و معرفتها و تبصرها بمقام اهل البيت انها لما دخلتبيت على امير المؤمنين و كان الحسنان مريضين اخذت تلاطف القول معهما. و تلقي اليهما من طيب الكلام ما ياخذ بمجامع القلوب. و ما برحت على ذلك تحسن السيرة معهما و تخضع لهما الكلام كالام الحنون. (5)
و ليس غريبا على امراة مثل ام البنين هذه الشخصية الفذة ان تقوم بهذا الدور في معاملتها للحسن و الحسن سيدي شباب اهل الجنة. فام البنين استضاءت بنور علم الامام علي، و اخذت منه الادب و الاريحية و الوفاء، هذا بالاضافة الى اصالتها و عمق ايمانها و اخلاقها و ناهيك بمن تكون زوجة لبطل الاسلام الخالد، كيف لا تتاثر به. و تلتحق بروحه و اخلاقه و مبادئه.
اخلاص ام البنين
و لذلك يقال انها يوم رجع الناعي ينعى الحسين الى المدينة كانت في طليعة المستقبلين بشر بن حذلم، و هو ينادي برفيع صوته :
يا اهل يثرب لامقام لكم بها قتل الحسين فادمعي مدرارا الجسم منه بكربلاء مضرج و الراس منه على القناة يدار
و لما وقع بصرها على الناعي لم تساله عن العباس، و لا عن اي واحد من ابنائها الذين قتلوا مع اخيهم الحسين، و انما سالته عن الحسين«عليه السلام» هل هو حي ام لا؟ و علت الدهشة وجه بشر بن حذلم عنه ما عرف ان هذه المراة هي فاطمة بنتحزام العامرية، و هي ام البنين بالذات كيف لا تساله عن اولادها؟ وظنها لوقع الصدمة ذهلت عن ابنائها، فراح يعددهم واحدا بعد الآخر، و في كل واحد منهم كان يعزيها ويقول لها:عظمالله لكالاجر بولدك جعفر.
فتقول: و هل سمعتنى اسالك عن جعفر؟ اخبرني عن ولدي الحسين، اني اسالك عن الحسين.
و لم يلتفتبشر الى هذا الموقف و راح يخبرها ببقية اولادها،الى ان وصل الىالعباس، فما كاد يخبرها بقوله: يا ام البنين عظم الله لك الاجر بولدك ابي الفضل العباس، حتى نظر اليها و قد اعتراها اضطراب شديد في تلك اللحظة التى سمعت فيها بنا مصرع ابي الفضل العباس، بحيث اهتز بدنها حتى سقط الطفل الصغير الذي كانت تحمله على كتفها على الارض و لم تقو على حمله، و لكنها جالدت نفسها، تحاملت و استمرت في الحاحها على بشر; اخبرني عن ولدي الحسين هل هو حي ام لا؟
يقول بشر: وحينما اخبرتها بمقتل الحسين و مصرعه صرخت و نادت: و احسيناه، و احبيب قلباه... يا ولدي يا حسين. نور عيني يا حسين. و قد شاركها الجميع بالبكاء و النحيب و العويل على الحسين، ولم تذكر ابناءها الابعد ان ذكرت الحسين و بكت عليه. (6)
ثم بعد ذلك كانت تخرج الى البقيع و تخط قبورا اربعة لا ولادها و تجلس فيالشمس تندبهم، و ذلك لتشعل نارا ضد بني امية، و ضد الظالمين الطغاة في كل زمان و مكان. (7) (8)
انه كانت ام البنين ام مؤلاء الاربعه الاخوة القتلى، تخرج الى البقيع فتندب بينهااشجى ندبه و احرقها، فيجتمع الناس اليها يسمعون منها و يبكون لبكائها. و كانت تقول في نعيها لهؤلاء الفتية الذين امنوا بربهم وزادهم الله هدى.
و كانت تخاطب جارية لها :
لا تدعوني ويك ام البنين تذكر ين بليوت العرين كانتبنون لي ادعى لهم و اليوم اصبحت ولا من بنين اربعة مثل نسور الربى قد عالجوا الموت بقطع الوتين يا ليتشعري، اكما اخبروا بان عباسا قطيع اليمين
و اخلاص ام البنين لا يضاهيه اي اخلاص، لعلي و ذريته، و ان القلم ليعجز عن ادراك هذه الشخصية المحبوبة .
قيل ان ام البنين انت ذات يوم الى امير المؤمنين و قالت له: لي اليك حاجة.
قال لها: قولي ما عندك.
قالت: انا اطلب منك ان تغير اسمي، قالت عندما تناديني فاطمة، ارى الانكسار باديا على وجوه الحسن و الحسين و زينب فانهم يذكرون امهم فاطمة الزهراو يتالمون. فما كان من الامام الا ان غير اسمها و سماها ام البنين .
فى تربية سيدى شباب اهل الجنة
فام البنين استضائتبنور علم الامام عليعليه السلام و اخذت منه الادب و الوفاء هذا بالاضافة الى اصالتهاو عمقايمانها و اخلاقها.
نسألكم الدعاء
تحياتي
اخيكم
خادم ال البيت عليهم السلام
مهند الاؤسي