المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التقريب بين المذاهب


هادم الأصنام
19-09-2008, 04:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

لست اريد في هذا المقال الإساءة لأحد بغية الإساءة ، ولست من الذين يستهويهم القفز على منصات البروز بحثا عن الشهرة ، ولكنها كلمة الحق التي تقع مسؤوليتها في عاتق كل من يتسمى بالإنسانية فهو مطالب بالنضال من أجلها لإقرارها ، لأن بإقرارها قرار الأرض ومستراحها ، ومن دون كلمة الحق تبقى الأرض تغلي كصفيح ساخن على جهنم مستعرة!!! ولذلك آمل على القارئ الكريم أن لا تسبقه قناعاته التي ربما ابتناها على ما لا علم له بحقيقية المبتنى عليه نتيجة للقراءة الخاطئة أو الخبر المحرف ، أو لشبهة تملكته ، فيصادر بدءاً ما استدعاني إلى الكتابة في هذا الموضوع لأهميته وخطورته ، وكذلك لأنه يفضح قوما أدمنوا على التجارة بالدين لحساب دنياهم ومتعها التي يمارسونها بعيداً عن أعين الناس البسطاء ، وإذا ما ظهروا لهم ظهرو لهم بلباس الأتقياء النبلاء!!!
لاشك في أن مسلمي اليوم تتوزعهم طائفتان كبيرتان ؛ واحدة تصطلح على نفسها (أهل السنة والجماعة) ، والثانية تصطلح على نفسها (الشيعة الإمامية) ، إلا أن كلتي الطائفتين اليوم تخليتا عن النظر فيما يصلحهما والتفتتا إلى إشاعة الطعن والافتراء بينهما والتناحر والتباغض وصيرتا وقود هذا التناحر والتباغض عوام الناس ومن صدق بفرية ذهبت مثلا (دعها برأس عالم واطلع منها سالم) لدى الطائفتين اللتين اجتهدتا في جعل تصنيف الناس إلى ؛ عامة وخاصة من مبتنياتها المذهبية ، فكان الخاصة في كل طائفة هم السدنة والزبانية والمتولين على الحقوق الشرعية باسم الدين والعلم ، وكلا الاسمين منهما براء ، فصار حال الطائفتين اليوم كما يصف القرآن الكريم في قوله تعالى{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}(البقرة/113) ، وهو قول (الشيعة) في (السنة) ، والعكس بالعكس ، ولماذا اختلف القوم وتفرقوا مذاهب ونحلا ومللا؟؟؟!!! لقد اختلفوا طلبا للدنيا والرئاسة الدنيوية ، وصدقت الحكمة القائلة (حب الدنيا رأس كل خطيئة) .
إن اختلاف القوم حذر منه رسول الله(ص) قبل ألف واربعمائة سنة عندما قال لهم ، ما معناه (افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وافترقت أمة النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ناجية) ، وهذا الاخبار الغيبي العظيم كان ينبغي أن يكون وازعا للأمة كي تعتبر بما حصل لأمتي اليهود والنصارى نتيجة افتراقهما إلى تلك الفرق ، كما أن الأمة لم تلتفت إلى معرفة مواصفات الفرقة الناجية ، فكل فرقة راحت تروج لنفسها أنها الفرقة الناجية استنادا إلى ما توهمته أنها مصداقا له ، ومن ينظر إلى حال الأمة اليوم وكل فرقة تدعي فيها أنها الفرقة الناجية وإياها عنى رسول الله(ص) ، يضحك بمرارة على تفاهة هذا الخلف البائس الذي لم يرث من سلفه إلا ما يعمق الهوة ويزيد في الانحراف عن سبيل الحق .
لم تلتفت هذه الأمة إلى سبب سقوط الفرق في أمتي اليهود والنصارى ، بل اخذت ظاهر القول وصاغت عليه زخرف القول غرورا وراحت تستخف به من لزم هواه وتعصب لما يراه ، وإن ثبت لديه فيما بعد خطأه أخذته العزة بالإثم وأصر واستكبر استكبارا . إن اس اختلاف الأمم التي سبقت هو في الحاكمية ومنازعة الإنسان لربه سبحانه في أمر تنصيب الحاكم ، ولعل هذا النزاع الغريب الذي افتعله الإنسان مع ربه يكشف لنا عن حقيقة ما يكمن في هذا الذي يحسب نفسه جرما صغيرا وفيه انطوى العالم الأكبر ، فهاجس انطوائه على العالم الأكبر يزلقه في التدخل فيما لا يعنيه أمره ، وبما أن الدنيا ساحة عمل ولا حساب فيغريه ذلك المهل الإلهي إلى التمادي والذهاب بعيداً في قضية كفاه الله سبحانه أمرها!!!
لقد كان سبب السقوط دوماً هو الوصية الإلهية التي يأتي صاحبها محتجا بها وداعيا الناس إلى الالتفات إليها بوصفها الدليل الأوضح والأبين والألزم لعموم الناس ، فمع دليل الوصية ليس هناك لمحتج من حجة ، فماذا يقول المحتج لرجل جاء وحجته الوصية؟؟؟!!! وهذا السؤال بالطبع جوابه عند من كان يملك نسبة من الحياء من الله سبحانه أو اليقين بأوليائه : لا حجة لمحتج بعد الوصية!!! ذلك أن الوصية هي محور معرفة الوصي ومن دونها يبقى من يدعي (الوصاية) مثار شك في أحسن الأحوال حتى لو أظهر من آيات العلم والمعرفة ما لا حصر له ، فالوصية حاكمة لمتشابه العلم والدعوة إلى الله سبحانه ، ذاك أن الوصي الإلهي يأتي للناس مبيناً ما عجزوا عن بيانه أو معرفته وعلى الرغم من ذلك فهو متهم بأنه (معلم مجنون) ، ويقدم للناس آيات يعجز أي أحد غيره في زمنه الإتيان بمثلها ، وبالرغم من ذلك يتهمونه بأنه (ساحر) ، فكيف سيلجمهم كلهم ولا يترك للخاصة المتصيدة بالماء العكر والعاملة ليلا ونهارا على إضلال العامة وقصرهم على عبادتهم فيما يقولون ويحللون ويحرمون؟؟؟ ليس هناك إلا الوصية فبالوصية يبهتون ويستبين كفرهم وكذبهم ودجلهم على الناس ، وينكشف انحرافهم عن شريعة الحق وانحيازهم إلى شرعة الباطل .
فأمة اليهود اختلفت إلى إحدى وسبعين فرقة على الرغم من أن دوما في الدعوات الإلهية الأوصياء يكونون اثني عشر ولكن بسبب موت الوصي في حياة الرسول الحجة حيث مات هارون(ع) في حياة موسى(ع) بقي الأوصياء بعد موسى(ع) أحد عشر وصياً حيث تسقط في الوصي الأول ستين فرقة ولا تثبت منها إلا واحدة ومع باقي الأوصياء مع كل وصي تسقط فرقة ، فكانت فرق اليهود الهالكة سبعين والناجية واحدة وهي المصدقة بالوصية المعتصمة بها ، ومع عيسى(ع) وأوصيائه الاثني عشر كذلك ، ومع محمد(ص) وأوصيائه كذلك ، قال تعالى{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}(الأحزاب/62) .
إذن ففي الوصية الحل وفيها الامتحان والاختبار بوصفها سنة الله الثابتة ، قال تعالى{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}(الفتح/23) ، والى ذلك يشير حديث رسول الله(ص) المنقول تواتراً عن طريق الفريقين (إني تارك فيكم الثقلين ؛ كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا) وفي رواية (لن يفترقا حتى يردا على الحوض) ، وتروي إحدى الطائفتين بدل (وعترتي) ، (وسنتي) ، ولمن رام الحق أنّ العترة هم الأوصياء(ع) ، والسنة هي الوصية .
فلو كانت كلتا الطائفتين ـ كما تدعيان اليوم ـ صادقتين فيما يروجان له من الرغبة في الوحدة وعدم الفرقة التي مزقت المسلمين وجعلتهم غثاء كغثاء السيل ، كثرة من دون فائدة ، لرجعتا إلى وصية رسول الله(ص) المتواترة الثابتة تلك عند الفريقين والتزمتا ما فيها حقا سواءً من رواها بـ(عترتي) فهم أوصياء محمد(ص) ، ومن رواها بـ(سنتي) فهي الوصية والكتاب الذي حاول عمر بن الخطاب مصادرته باتهامه رسول الله(ص) في رزية يوم الخميس التي يرويها ابن عباس في تاريخ الطبري!!!
إذن فامتحان الأمة واقع بالأوصياء(ع) ، وبالوصية المقدسة ، ولا ألفين قرنا من قرون الشيطان يطلع على الناس ليقول ؛ إن السنة هي ليست الوصية بل هي قول النبي(ص) وفعله وتقريره ، ليصرفهم عن الأصل ويجنح بهم نحو التفاصيل ، وهذا القول مردود على صاحبه جملة وتفصيلا ويدلل على جهل القائل به والتابع له ، ذاك أن هذا التعريف المفصل هو مجمل بالوصية ، ولذلك سمي حديث أهل البيت الأطهار(ص) عن جدهم رسول الله(ص) بحديث السلسلة الذهبية ، لأن سنة الرسول(ص) لا تؤخذ من غير أوصيائه مطلقاً لأنهم هم(ص) من هو أهل لحملها والقيام بأعبائها الثقيلة ، ذاك أن سنة الرسول(ص) ليست قولا يقال أو فعلا يقلد ، أو ... أو ... بل سنته رسالة السماء إلى أهل الأرض ، فلابد هناك في كل زمن من يقوم مقام الرسول(ص) ، وإلا من يقول غير هذا القول ـ فلينتبه ـ لأنه يطعن بالعدالة الإلهية ، فالحق سبحانه عادل ، لا يعطي الأمة محمداً(ص) في زمن ويحرم منه أجيالها اللاحقة ، بل محمد(ص) موجود في كل زمن ومع كل جيل بوصي من أوصيائه(ص) ، فقد ورد عن الطاهرين(ص) ما معناه (لا تخلوا الأرض من حجة لله ولو خلت لساخت بأهلها) ، فمن كان سليم الاعتقاد بالعدالة الإلهية فعليه أن يبحث جاداً ومجتهداً عن الوصي في زمنه ، أما من كان سقيم الاعتقاد فتراه يتعلق بالفتن والشبهات ويجعلها عاذرا لسقطاته ، والحق سبحانه يقول{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}(التوبة/49) .
إن المسرحية الهزلية التي يعكف على صناعتها خدم السياسة الطاغوتية من منتحلي التشيع والتسنن تحت غطاء (التقريب بين المذاهب) ما هي إلا صناعة مشبوهة خبيثة ولقد بانت طلائعها من السيناريو المولودة من رحمه تلك المسرحية البائسة ، سيناريو (حوار الأديان) الذي تشرف عليه الماسونية العالمية ، والغاية منه كسر الحواجز بين قيادات الطوائف الدينية لا على أساس البحث عن الحق والحقيقة ، وإنما على أساس إقرار منهج شيطاني مفاده قبول الآخر على الرغم من اختلاف العقيدة ، وحشر الجانب العقائدي الذي هو محور حركة البشرية في زاوية ومحاولة تهميشه لتفرغ الساحة إلى الطروحات الماسونية القائمة على نشر كل ما من شأنه انتهاك الكرامة البشرية بغطاء شعارات براقة ولكنها سم شيب بعسل!!!
والغريب أن هذه المؤتمرات التي تسعى إلى هذا النهج ما كانت لتبلغ ذروتها هذه الأيام لولا ظهور الوصي(ع) من آل محمد(ص) ، وصار حال الناس معه كما وصف جده أمير المؤمنين(ص) (... ثُمَّ إِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي زَمَانٌ لَيْسَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ شَيْ‏ءٌ أَخْفَى مِنَ الْحَقِّ وَلَا أَظْهَرَ مِنَ الْبَاطِلِ وَلَا أَكْثَرَ مِنَ الْكَذِبِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ(ص) ، وَلَيْسَ عِنْدَ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ سِلْعَةٌ أَبْوَرَ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ، وَلَا سِلْعَةٌ أَنْفَقَ بَيْعاً وَلَا أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الْكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ (ومعلوم أن مواضعه هم آل محمد(ص) حصراً) ، وَلَيْسَ فِي الْعِبَادِ وَلَا فِي الْبِلَادِ شَيْ‏ءٌ هُوَ أَنْكَرَ مِنَ الْمَعْرُوفِ(حاكمية الله) ، وَلَا أَعْرَفَ مِنَ الْمُنْكَرِ(حاكمية الناس والانتخابات الديمقراطية) ، وَلَيْسَ فِيهَا فَاحِشَةٌ أَنْكَرَ وَلَا عُقُوبَةٌ أَنْكَى مِنَ الْهُدَى عِنْدَ الضَّلَالِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ . فَقَدْ نَبَذَ الْكِتَابَ حَمَلَتُهُ ، وَتَنَاسَاهُ حَفَظَتُهُ حَتَّى تَمَالَتْ بِهِمُ الْأَهْوَاءُ وَتَوَارَثُوا ذَلِكَ مِنَ الْآبَاءِ وَعَمِلُوا بِتَحْرِيفِ الْكِتَابِ كَذِباً وَتَكْذِيباً فَبَاعُوهُ بِالْبَخْسِ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ فَالْكِتَابُ وَأَهْلُ الْكِتَابِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ طَرِيدَانِ مَنْفِيَّانِ وَصَاحِبَانِ مُصْطَحِبَانِ فِي طَرِيقٍ وَاحِدٍ لَا يَأْوِيهِمَا مُؤْوٍ!!! فَحَبَّذَا ذَانِكَ الصَّاحِبَانِ وَاهاً لَهُمَا وَلِمَا يَعْمَلَانِ لَهُ فَالْكِتَابُ وَأَهْلُ الْكِتَابِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فِي النَّاسِ وَلَيْسُوا فِيهِمْ وَمَعَهُمْ وَلَيْسُوا مَعَهُمْ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الضَّلَالَةَ لَا تُوَافِقُ الْهُدَى وَإِنِ اجْتَمَعَا ، وَقَدِ اجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَى الْفُرْقَةِ وَافْتَرَقُوا عَنِ الْجَمَاعَةِ قَدْ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ وَأَمْرَ دِينِهِمْ مَنْ يَعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَكْرِ وَالْمُنْكَرِ وَالرِّشَا وَالْقَتْلِ كَأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْكِتَابِ وَلَيْسَ الْكِتَابُ إِمَامَهُمْ!!!(أ ليس هذا ما يحدث في المسرحية الهزلية التي اسمها ؛ تقريب المذاهب؟؟؟!!!) ، لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْحَقِّ إِلَّا اسْمُهُ وَلَمْ يَعْرِفُوا مِنَ الْكِتَابِ إِلَّا خَطَّهُ وَزَبْرَهُ . يَدْخُلُ الدَّاخِلُ لِمَا يَسْمَعُ مِنْ حِكَمِ الْقُرْآنِ فَلَا يَطْمَئِنُّ جَالِساً حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدِّينِ يَنْتَقِلُ مِنْ دِينِ مَلِكٍ إِلَى دِينِ مَلِكٍ وَمِنْ وَلَايَةِ مَلِكٍ إِلَى وَلَايَةِ مَلِكٍ وَمِنْ طَاعَةِ مَلِكٍ إِلَى طَاعَةِ مَلِكٍ وَمِنْ عُهُودِ مَلِكٍ إِلَى عُهُودِ مَلِكٍ فَاسْتَدْرَجَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَإِنَّ كَيْدَهُ مَتِينٌ بِالْأَمَلِ وَالرَّجَاءِ حَتَّى تَوَالَدُوا فِي الْمَعْصِيَةِ وَدَانُوا بِالْجَوْرِ وَالْكِتَابُ لَمْ يَضْرِبْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ صَفْحاً ضُلَّالًا تَائِهِينَ قَدْ دَانُوا بِغَيْرِ دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَدَانُوا لِغَيْرِ اللَّهِ ، مَسَاجِدُهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ عَامِرَةٌ مِنَ الضَّلَالَةِ خَرِبَةٌ مِنَ الْهُدَى قَدْ بُدِّلَ فِيهَا مِنَ الْهُدَى فَقُرَّاؤُهَا وَعُمَّارُهَا أَخَائِبُ خَلْقِ اللَّهِ وَخَلِيقَتِهِ ؛ مِنْ عِنْدِهِمْ جَرَتِ الضَّلَالَةُ وَإِلَيْهِمْ تَعُودُ!! فَحُضُورُ مَسَاجِدِهِمْ وَالْمَشْيُ إِلَيْهَا كُفْرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ إِلَّا مَنْ مَشَى إِلَيْهَا وَهُوَ عَارِفٌ بِضَلَالِهِمْ ، فَصَارَتْ مَسَاجِدُهُمْ مِنْ فِعَالِهِمْ عَلَى ذَلِكَ النَّحْوِ خَرِبَةً مِنَ الْهُدَى عَامِرَةً مِنَ الضَّلَالَةِ قَدْ بُدِّلَتْ سُنَّةُ اللَّهِ وَتُعُدِّيَتْ حُدُودُهُ وَلَا يَدْعُونَ إِلَى الْهُدَى ، وَلَا يَقْسِمُونَ الْفَيْ‏ءَ ، وَلَا يُوفُونَ بِذِمَّةٍ ، يَدْعُونَ الْقَتِيلَ مِنْهُمْ عَلَى ذَلِكَ شَهِيداً!! قَدْ أَتَوُا اللَّهَ بِالِافْتِرَاءِ وَالْجُحُودِ وَاسْتَغْنَوْا بِالْجَهْلِ عَنِ الْعِلْمِ ، وَمِنْ قَبْلُ مَا مَثَّلُوا بِالصَّالِحِينَ كُلَّ مُثْلَةٍ ، وَسَمَّوْا صِدْقَهُمْ عَلَى اللَّهِ فِرْيَةً ، وَجَعَلُوا فِي الْحَسَنَةِ الْعُقُوبَةَ السَّيِّئَةَ ، وَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْكُمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (ص) وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَاباً عَزِيزاً لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا ، وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ . فَلَا يُلْهِيَنَّكُمُ الْأَمَلُ وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الْأَجَلُ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَمَدُ أَمَلِهِمْ وَتَغْطِيَةُ الْآجَالِ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِهِمُ الْمَوْعُودُ الَّذِي تُرَدُّ عَنْهُ الْمَعْذِرَةُ وَتُرْفَعُ عَنْهُ التَّوْبَةُ وَتَحُلُّ مَعَهُ الْقَارِعَةُ وَالنَّقِمَةُ ، وَقَدْ أَبْلَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْكُمْ بِالْوَعْدِ وَفَصَّلَ لَكُمُ الْقَوْلَ وَعَلَّمَكُمُ السُّنَّةَ وَشَرَحَ لَكُمُ الْمَنَاهِجَ لِيُزِيحَ الْعِلَّةَ ، وَحَثَّ عَلَى الذِّكْرِ ، وَدَلَّ عَلَى النَّجَاةِ ، وَإِنَّهُ مَنِ انْتَصَحَ لِلَّهِ وَاتَّخَذَ قَوْلَهُ دَلِيلًا هَدَاهُ لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَوَفَّقَهُ لِلرَّشَادِ وَسَدَّدَهُ وَيَسَّرَهُ لِلْحُسْنَى ، فَإِنَّ جَارَ اللَّهِ آمِنٌ مَحْفُوظٌ وَعَدُوَّهُ خَائِفٌ مَغْرُورٌ فَاحْتَرِسُوا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِكَثْرَةِ الذِّكْرِ وَاخْشَوْا مِنْهُ بِالتُّقَى وَتَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ فَإِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ})(من خطبة له(ص) نقلها الكافي) . فانظروا وتفكروا واعتبروا ولا يستخفنكم الشيطان بمكره .

لكاتبه : أبو الهيجاء الأنصاري

منقول

ا عابر ا
16-06-2012, 03:03 PM
ان التقريب بين المذاهب يعتمد على قراءة كتب كلا الفريقين والقرآن وتحديد الوجه الصحيح مثل الوضوء
وليس عبث أطفال بالتخلي عن العقائد والسقوط في الهاويات

ا عابر ا
16-06-2012, 06:48 PM
يرفع يرفع يرفع

علي ولي الله1
16-06-2012, 07:42 PM
ان التقريب بين المذاهب يعتمد على قراءة كتب كلا الفريقين والقرآن وتحديد الوجه الصحيح مثل الوضوء
وليس عبث أطفال بالتخلي عن العقائد والسقوط في الهاويات