المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملف کامل عن الامام علی علیه السلام


melika
19-09-2008, 09:53 AM
http://www.jannatalhusain.info/2008/uploads/193863f4f6.jpg
ايات في فضل الامام علي (ع)

http://img.tebyan.net/big/1386/07/2411868059142240183140179242220355767183108.jpg
هجرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة

بعد أن فشلَتْ جميع الطرق التي اتَّبعها مشركو قريش في صدِّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن أداء رسالته الإلهية ، اتَّفقوا على أن يرسل كل فخذ من قريش رجلاً مسلحاً بسيفه ، ثم يأتي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو نائم على فراشه ، فيضربونه جميعاً بأسيافهم ضربة رجل واحد فيقتلوه ، فإذا قتلوه منعت قريش رجالها ولم تسلمهم ، وبذلك يذهب دمه هدراً .
فأخبر جبرائيل ( عليه السلام ) النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأنَّ الله عزَّ وجلَّ يأمره بالهجرة إلى المدينة .
فدعا ( صلى الله عليه وآله ) الإمام علي ( عليه السلام ) ، وأخبره بذلك وقال له : ( أمَرَني اللهُ عزَّ وَجلَّ أنْ آمُركَ بالمبيتِ في فراشي ، لكي تُخفِي بمبيتك عليه أثري ، فما أنت صانع ؟ ) .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( أوَ تسلمنَّ بِمَبيتي يا نبيَّ الله ؟ ) .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( نَعَمْ ) ، فتبسَّم ضاحكاً ، وأهوى إلى الأرض ساجداً .
فخرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) في أول الليل ، والرصد من قريش قد أحاطوا بداره ، ينتظرون انتصاف الليل ونوم الأعين .
فخرج ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقرأ قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُون ) يس : 9 .
وأخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيده قبضة من تراب ، فرَمَى بها على رؤوسهم ، فما شعر القوم به حتى تجاوزهم ومضى إلى غار ثور ، وفي طريق صحب معه أبا بكر .
فخرج القوم في طلبه ، فعمى الله أثره وهو نصب أعينهم ، وصَدَّهم عنه ، وأخذ بأبصارهم دونه ، وهُم دُهاة العرب .
ثم بعث الله العنكبوت ، فنسجت في وجه الغار فسترته ، وبعث الله حمامتين فوقفتا بفم الغار ، فأيَّسهم ذلك من الطلب .
وكانت هجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) من مَكَّة إلى المدينة في الواحد من شهر ربيع الأول ، في السنة الثالثة عشر للبعثة ، وكان وصوله إلى ( يَثْرِب ) التي سُمِّيَت فيما بعد بـ( المدينة المنوَّرة ) في الثاني عشر من الشهر نفسه .
وبعد أن استقرَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المدينة المنوَّرة كتب إلى الإمام علي ( عليه السلام ) كتاباً أمره فيه بالمسير إليه .

melika
19-09-2008, 09:53 AM
أقوال في حق الإمام علي ( عليه السلام )

http://img.tebyan.net/big/1386/05/5925370412191641502210228210849662213.jpg
1 - سئل الجنيد عن محل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في هذا العلم يعنى علم التصوف ، فقال : ( لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لا يقوم له القلوب ، ذاك أمير المؤمنين ) فرائد السمطين : 1/380 .
2 - عن بعض الفضلاء وقد سئل عن فضائله ( عليه السلام ) فقال : ( ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، وأخفى أولياؤه فضائله خوفاً وحذراً ، وظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق والغرب ) مقدمة المناقب للخوارزمي : ص8 .
3 - عن هارون الحضرمي قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ( ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فرائد السمطين : 1/79 .
4 - قال محمد بن إسحقاق الواقدي : ( أن علياً كان من معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله ) كالعصا لموسى ( عليه السلام ) ، وإحياء الموتى لعيسى ( عليه السلام ) الفهرست : ص111 .
5 - قال آية الله العظمى السيد الخوئي : ( إن تصديق علي ( عليه السلام ) - وهو ما عليه من البراعة في البلاغة - هو بنفسه دليل على أن القرآن وحي إلهي ، كيف وهو ربُّ الفصاحة والبلاغة ، وهو المثل الأعلى في المعارف ) البيان في تفسير القرآن : ص 91 .
6 - قال الدكتور طه حسين : ( كان الفرق بين علي ( عليه السلام ) ومعاوية عظيماً في السيرة والسياسة ، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة ويرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس ، أما معاوية فإنه لا يجد في ذلك بأساً ولا جناحاً ، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون ، وكان الزاهدون يجدون عند علي ما يحبون ) علي وبنوه : ص59 .
7 - قال خليل بن أحمد الفراهيدي صاحب علم العروض : ( إحتياج الكل إليه واستغناؤه عن الكل دليل على أنه إمام الكل ) عبقرية الإمام : ص 138 .
8 - قال الدكتور السعادة : ( قد أجمع المؤرخون وكتب السير على أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان ممتازاً بمميزات كبرى لم تجتمع لغيره ، هو أمة في رجل ) مقدمة الإمام علي للدكتور السعادة .
9 - قال الدكتور مهدي محبوبة : ( أحاط علي بالمعرفة دون أن تحيط به ، وأدركها دون أن تدركه ) عبقرية الإمام : ص 138 .
10 - قال ابن أبي الحديد : ( أنظر إلى الفصاحة كيف تعطي هذا الرجل قيادها ، وتملكه زمامها ، فسبحان الله من منح هذا الرجل هذه المزايا النفيسة ، والخصائص الشريفة ، أن يكون غلام من أبناء عرب مكة لم يخالط الحكماء ، وخرج أعرف بالحكمة من‏ أفلاطون وأرسطو ، ولم يعاشر أرباب الحكم الخلقية ، وخرج أعرف بهذا الباب من سقراط ، ولم يرب بين الشجعان لأن أهل مكة كانوا ذوي تجارة ، وخرج أشجع من كل بشر مشى على الأرض ) .
11 - قال الجاحظ : سمعت النظام يقول : ( علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) محنة للمتكلم ، إن وفى حقه غلى ، وإن بخسه حقه أساء ، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن ، حادة اللسان ، صعبة الترقي إلا على الحاذق الذكي ) سفينة البحار1/146 مادة ( جحظ ) .
12 - قال العلامة السيد الرضي : ( كَان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مشرِّعُ الفصاحة ومُورِدُها ، ومُنشأ البلاغة ومُولِدُها ، ومنه ( عليه السلام ) ظهر مَكنونها ، وعنه أخذت قوانينها ، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب ، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ، ومع ذلك فقد سَبَقَ فَقَصَرُوا ، وتَقَدَّمَ وتَأَخَّرُوا ، لأن كلامه ( عليه السلام ) الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، وفيه عبقة من الكلام النبوي ، ومن عجائبه ( عليه السلام ) التي انفرد بها ، وأمن المشاركة فيها ، أنَّ كلامَهُ الوارد في الزهد والمواعظ ، والتذكير والزواجر ، إذا تأمله المتأمل ، وفكَّر فيه المُتَفَكِّر ، وخَلَعَ من قلبه ، أنه كلام مثله ممن عَظُمَ
قَدَرُه ، ونفذ أمره ، وأحاط بالرقاب مُلكُه ، لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لاحظ له في غير الزهادة ، ولا شغل له بغير العبادة ، قَد قبع في كسر بيت ، أو انقَطَعَ إِلى سَفحِ جبل ، لا يَسمَعُ إلا حِسَّهُ ، ولا يَرى ‏إِلا نَفسَهُ ، ولا يكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه ، فَيَقُطُّ الرِّقَابَ ، ويُجدِلُ الأبطال ، ويعود به ينطف دما ، ويقطر مهجا ، وهو مع ذلك الحال زاهد الزهاد ، وبدل الأبدال ، وهذه من فضائله العجيبة ، وخصائصه اللطيفة ، التي جمع بها الأضداد ، وألَّفَ بين الأشتات ) مقدمة نهج البلاغة .
13 - قال الفخر الرازي : ( ومن اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه ) .
14 - وقال أيضاً : ( أما إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان يجهر بالتسمية ، فقد ثبت بالتواتر ، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله ( عليه السلام ) : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار ) التفسير الكبير : 1 /205،207 .
15 - قال جبران خليل جبران : ( إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كلام الله الناطق ، وقلب الله الواعي ، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس ، وذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله ) حاشية الشفاء ص 566 / باب الخليفة والإمام .
16 - ذُكر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ( وما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة ، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة ، وتصور ملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها ، وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها ، وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله ، فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريف عليه ووضع المعايب والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر ، وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكراً ، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه ، فما زاده ذلك إلا رفعة وسمواً ، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم يتضوع نشره ، وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة ، وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، وتنتهي إليه كل فرقة ، وتتجاذبه كل طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1/ 29 ، 17 .
17 - وذكر أيضاً : ( وإني لأطيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود ، ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظة بكلام يدل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان الذين لم يأكلوا لحماً ولم يريقوا دماً ، فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس ( الشجاع ) ، وتارة يكون في صورة سقراط والمسيح بن مريم (عليهما السلام) الإلهي ، وأقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة منذ خمسين سنة وإلى الآن أكثر من ألف مرة ، ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة وخوفا وعظة ، أثرت في قلبي وجيباً ، ولا تأملتها إلا وذكرت الموتى من أهلي وأقاربي وأرباب ودي ، وخيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام ( عليه السلام ) حاله . شرح النهج لابن أبي الحديد : 11/150 .
18 - قال ميخائيل نعيمة : ( وأما فضائله ( عليه السلام ) فإنها قد بلغت من العظم والجلال والإنتشار والإشتهار مبلغاً يسمج معه التعرض لذكرها ، والتصدي لتفصيلها ، فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان ، وزير المتوكل والمعتمد : (رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر ، الذي لا يخفى على الناظر ، فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز ، مقصر عن الغاية ، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ، ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك ) شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 /16 .
19 - قال عامر الشعبي : ( تكلم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالاً فقأن عيون البلاغة ، وأيتمن جواهر الحكمة ، وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهنَّ ، ثلاث منها في المناجاة ، وثلاث منها في الحكمة ، وثلاث منها في الأدب ، فأما اللاتي في المناجاة فقال ( عليه السلام ) : ( إلهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب ) وأما اللاتي في الحكمة فقال ( عليه السلام ) : ( قيمة كل امرءٍ ما يُحسنه ، وما هلك امرءٌ عرف قدره ، والمرء مخبو تحت لسانه ) وأما اللاتي في الأدب فقال ( عليه السلام ) : ( امنن على من شئت تكن أميره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره ) سفينة البحار : 1/ 123 .
20 - قال أحدهم : ( هل كان علي ( عليه السلام ) من عظماء الدنيا ليحق للعظماء أن يتحدثوا عنه ؟ ، أم ملكوتياً ليحق للملكوتيين أن يفهموا منزلته ؟ ، لأي رصد يريد أن يعرفوه أهل العرفان غير رصد مرتبتهم العرفانية ؟ وبأية مؤونة يريد الفلاسفة سوى ما لديهم من علوم محدودة ؟ ما فهمه العظماء والعرفاء والفلاسفة بكل ما لديهم من فضائل وعلوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم ومرآة نفوسهم المحدودة ، وعلي ( عليه السلام ) غير ذلك ) نبراس السياسة ومنهل الشريعة للإمام الخميني : ص 17 ، الإمام علي بن أبي‏ طالب (عليه السلام) لأحمد الرحماني الهمداني : ص 140 .

melika
19-09-2008, 09:54 AM
عدالة الإمام علي (عليه السلام)

http://img.tebyan.net/big/1386/05/37161201222134136205108662278911182196125.jpg
قد لازمت شخصيةَ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) السامية جوهرةُ العدالة الثمينة ، واقترن اسمه المقدس بالعدالة ، فقد كان عادلاً يأنس بالعدالة ويهتم بها .
إن كل مجتمع أو جماعة أو فرد مناد بالعدالة ، ويأمل في تكوين مجتمع يقوم على أساس القسط والعدل ، يضع عدل علي ( عليه السلام ) نصب عينه ، ويتخذ أسلوبه في تطبيق العدالة كقدوة في برنامجه الذي يسعى إلى تطبيقه .
فحقاً لم يعرف تاريخ الإنسانية شخصاً كعلي ( عليه السلام ) خلد اسمه إلى الأبد ، وارتسمت صورة عدالته في أذهان البشر ، فقد كان عاشقاً للعدالة ، مولعاً بها إلى غايتها القصوى .
إن الإمام علي ( عليه السلام ) مصداقٌ بارز لآية : ( كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسطِ ) .
نعم ، لقد كانت هذه العدالة ضالته ، وكان كالظاميء الذي يبحث عن عين ماء تروي ظمأه ، ساعياً إلى معين العدالة العذب .
لم يكن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يرضى بالكف عن تطبيق العدالة ، والتراجع عنها مهما كلف الثمن ، ولم يرض أن يتخطى العدالة خطوة ، حتى من أجل تثبيت أركان حكومته الفتية ، وأبى أن يساوم أو يتبع المصالح السياسية مهما عظم الثمن .
كما أنه لم يرض أن يضحي بالعدالة ويقع تحت تأثير الرحمة والتحرق والشفقة ، فيعرض بذلك هذا الركن المقدس للتزلزل والانهيار .
فإن عدالته ( عليه السلام ) كانت ذكراً يلهج به لسان الخاص والعام ، والعدو والصديق ، حتى كانت كثرة عدله هي السبب في قتله ( عليه السلام ) .
ونحن إذا أردنا التعرض لنماذج لعدالته ( عليه السلام ) لاحتجنا إلى مجلدات طوال ، ولكن نقول : إن العدالة كانت نصب عينه ، وملأت وجوده وكيانه ، فقد كان ( عليه السلام ) يرى أنه : ( في العدل صلاح البرية ) .
وقد كان ( عليه السلام ) يسد جوعته بكسرة خبز يابسة ، ويأتدم الملح ليكون مستوى معيشته كأضعف الناس ، ويقول : ( إن الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره ) .
فإن مثل هذا السلوك لا يمكن أن يصدر من غير علي ( عليه السلام ) ، فهو نتاج تربية الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، فإن عدالة علي (عليه السلام) نشأت من العدل الإلهي وسعى لتطبيقها .
ولذا أصبحت عدالته ( عليه السلام ) نموذجاً واضحاً لكل القادة وطلاب العدالة على مرِّ القرون ، ومصداقاً مشرِّفاً للإنسان المسلم المتكامل الذي يستطيع أن يكون قدوة في جميع المجالات .

melika
19-09-2008, 09:55 AM
من حكم الإمام علي (عليه السلام) ووصاياه http://img.tebyan.net/big/1387/04/2373111312112623562946013321163193400135.jpg




قال في طلب العلم :



1 - أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به ، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال ، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه ، والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه .


2 - إن للعالم ثلاث علامات : العلم ، والحلم ، والصمت ، وللمتكلف ثلاث علامات : ينازع من فوقه بالمعصية ، ويظلم من دونه بالغلبة ، ويظاهر الظلمة .

ومن كلماته القصار ( عليه السلام ) :




1 - كن سمحاً ولا تكن مبذراً وكن مقدراً ولا تكن مقتراً .


2 - لا تستحي من إعطاء القليل ، فإن الحرمان أقل منه .


3 - عجبت للبخيل الذي يستعجل الفقر الذي هرب منه .


4 - الصبر صبران : صبر على ما يكره ، وصبر على ما يحب ، والصبر من الإيمان كالرأس من الجسد ، ولا خير في جسد لا رأس معه ، ولا في إيمان لا صبر معه .


5 - ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب .


6 - من لم يملك لسانه يندم ، ومن لا يتعلم يجهل ، ومن لا يتحلم لا يحلم ، ومن لا يرتدع لا يعقل ، ومن لا يعقل يهن ، ومن يهن لا يوقر .


7 - التدبير قبل العمل يؤمنك الندم .


8 - في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق .


9 - احسبوا كلامكم من أعمالكم يقل كلامكم إلا في الخير .

10 - لا يكونن المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ، فإن ذلك تزهيد لأهل الإحسان في الإحسان ، وتدريب لأهل الإساءة على الإساءة ، فالزم كلاً منهم ما ألزم نفسه أدباً منك . [ نهج البلاغة ] .

melika
19-09-2008, 09:57 AM
محبُّ الامام علي ( عليه السلام ) محبُّ لله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) http://img.tebyan.net/big/1387/04/23117819653158204193145768415922320418099.jpg


كان (http://www.tebyan.com/index.aspx?pid=43862) خير المؤمنين بعد الرسول(ص) ، فقد كان قلبه عامراً بأكمل الإيمان ، ولا ينقصه حتى مقدار ذرة واحدة من نور الإيمان المتكامل ، فقلبه ( عليه السلام ) ربيع الإيمان . بل ليس في قلبه ذرة واحدة من هوى النفس ، فهو الصراط المستقيم ، وهو سبيل الله ، وهو ميزان الأعمال ، وهو مع الحق والحق معه ، وإنما تتجلى الصفات الثبوتية للحق فيه ( عليه السلام ) فهو : العدل الإلهي ، ورحمة الله ، وقدرته ، ورمز الرأفة ، والعطف ، والصبر الإلهي ، ومظهر من مظاهرها . علي نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) و عيبة علمه ، وأخوه ، وخليفته ، ووصيه ، وكل من أحبه ووالاه فقد أحب الله ورسوله والمؤمنين ووالاهم ، وكل من أبغضه وعصاه فقد أبغض الله ورسوله والمؤمنين ، فمحبه محب لله ورسوله ، ومبغضه مبغض لله ورسوله . و نلفت أنظار القراء الكرام إلى بعض ما ورد من الأخبار في هذا المقام :
1ـ روى القندوزي الحنفي والجويني ، عن أبي برزة الأسلمي ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إن الله تعالى عهد إلي في علي عهداً ، أن عليا راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضني ، فبشره ) ، فجاء علي ( عليه السلام ) فبشرته بذلك ، فقال : ( يا رسول الله ، أنا عبد الله ، فإن يعذبني فبذنبي ، وإن يتم الذي بشرني به فالله أولى بي ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( قلت : اللهم أجل قلبه ، واجعله ربيع الإيمان ، فقال الله تبارك وتعالى : قد فعلت به ذلك ، ثم قال تعالى : إني مستخصه بالبلاء ، فقلت : يا رب ، إنه أخي ووصي ، فقال تعالى : إنه شي‏ء قد سبق فيه قضائي ، إنه مبتلى ) ينابيع المودة : ص 134 ، فرائد السمطين : 1/151 ، ح 114 .
2ـ روى الجويني ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بيت زينب بنت جحش ، وأتى بيت أم سلمة ، وكان يومها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلم يلبث أن جاء علي ( عليه السلام ) ودق الباب دقا خفيفاً ، فأثبت النبي ( صلى الله عليه وآله ) الدق ، وأنكرته أم سلمة ، فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( قومي وأفتحي له الباب ) ، إلى أن قال : ( قالت : ففتحت الباب ، فأخذ بعضادتي الباب ، حتى إذا لم يسمع حسيسا ولا حركة ، وصرت في خدري ، استأذن فدخل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا أم سلمة ، أتعرفينه ؟ ) قلت : نعم يا رسول الله ، هذا علي بن أبي طالب .
قال : ( صدقت ، هو سيد أحبه ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو عيبة علمي ، فاسمعي واشهدي ، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي ، فاسمعي واشهدي ، وهو قاضي عداتي ، فاسمعي واشهدي ، وهو والله محيي سنتي ، فاسمعي واشهدي ، لو أن عبداً عبد الله ألف عام وألف عام وألف عام ، بين الركن والمقام ، ثم لقي الله عزوجل مبغضاً لعلي بن أبي طالب وعترتي أكبه الله على منخريه يوم القيامة في نار جهنم ) فرائد السمطين : 1/331 ، ح257 .


3ـ روى الجويني أيضاً ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أحبني فليحب علي بن أبي طالب ، ومن أبغض علي بن أبي طالب فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله فقد أدخله النار ) المصدر السابق : 1/132 ، ح 94 .
4ـ وعنه أيضا عن أنس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي : ( يا علي ، من زعم أنه يحبني وهو يبغضك ، فهو كذاب ) المصدر السابق : 1/134 ، ح94 .
5ـ روى ابن المغازلي الشافعي ، عن سلمان ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي : ( يا علي ، محبك محبي ، ومبغضك مبغضي ) المناقب لابن المغازلي : 196 ، ح 233 .
6ـ عن ابن عبد البر ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن آذى علياً فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ) الاستيعاب بهامش الإصابة : 3/37 .
7ـ روى ابن عساكر الشافعي ، عن أم سلمة ، قالت : أشهد أني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أحبني أحب الله ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق : 2/190 ، ح673 .
8ـ وعنه أيضاً بإسناده عن جابر ، قال : دخل علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن في المسجد ، وهو آخذ بيد علي ( عليه السلام ) ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( ألستم زعمتم أنكم تحبوني ؟ ) قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ( كذب من زعم أنه يحبني ، ويبغض هذا ) . يعني علياً ( عليه السلام ) المصدر السابق : 2/185 ، ح664 .
9ـ وعنه أيضاً ، عن سلمان الفارسي ، قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ضرب فخذ علي بن أبي طالب وصدره ، وسمعته يقول : ( محبك محبي ، ومحبي محب الله ، ومبغضك مبغضي ، ومبغضي مبغض الله ) المصدر السابق : 2/187 ، ح669 .
10ـ وعنه أيضاً ، عن زياد بن أبي زياد الأسدي ، عن جده ، قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : ( قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنك تعيش على ملتي ، وتُقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ، ومن أبغضك أبغضني ) المصدر السابق : 2/188 ، ح670 .
11ـ وعنه أيضاً ، عن عمر بن عبد الله الثقفي ، عن أبيه ، عن جده يعلى بن مرة الثقفي ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( من أطاع علياً فقد أطاعني ، ومن عصى علياً فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أحب علياً فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا كافر أو منافق ) المصدر السابق : 2/188 ، ح671 .
( حكاية عبد الله بن عباس عن سعيد بن جبير ) : ( روى ابن الصباغ المالكي عن محمد بن يوسف الكنجي الشافعي حكاية عن عبد الله بن عباس ، وكان سعيد بن جبير يقوم بعد كف بصره ، فمر على ضفة زمزم ، فإذا بقوم من أهل الشام يسبون علياً ( عليه السلام ) ، فسمعهم عبد الله بن عباس ، فقال لسعيد : ردني إليهم ، فرده ، فوقف عليهم ، وقال : أيكم الساب لله تعالى ؟ ، فقالوا : سبحان الله ، ما فينا أحد سبَّ الله !! ، فقال : أيكم الساب لرسوله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ، فقالوا : سبحان الله ، ما فينا أحد سبَّ رسول الله !! ، قال : فأيكم الساب لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ فقالوا : أما هذا فقد كان منه شي‏ء ، فقال : أشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بما سمعته أذناي ، ووعاه قلبي ، سمعته يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( يا علي ، من سبَّك فقد سبَّني ، ومن سبَّني فقد سبَّ الله ، ومن سبَّ الله فقد أكبَّه الله على منخريه في النار ) وولى عنهم وقال : يا بني ، ماذا رأيتهم صنعوا ؟ قال : فقلت لهم يا أبتِ :
نظروا إليك بأَعيُنٍ مُحمَرَّةٍ نظرَ التيوس إلى شِفَارِ الجَازِرِ
فقال : زدني فداك أبوك ، فقلت :
خزر العيون نواكس أبصارهم‏ نظر الذليل إلى العزيز القاهر
فقال : زدني فداك أبوك ، فقلت : ليس عندي مزيد ، فقال : عندي المزيد :
أَحيَاؤُهُم عَارٌ على أمواتهم ‏ والميتون مسَبَّةٌ للغابر
الهوامش:
الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 127 ،
حياة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للسيد أصغر ناظم زاده القمي : 169 .

melika
19-09-2008, 09:58 AM
الإمام علي ( عليه السلام ) والحقوق الاجتماعية




تقوم فلسفة الإمام علي ( عليه السلام ) الاجتماعية على الإيمان بأن الحقوق المفروضة في أموال الأغنياء لصالح الفقراء كافيةٌ لِرَفعِ الحاجة في المجتمع .

فهو ( عليه السلام ) يقول :

( إِنَّ الله سبحانهُ فَرضَ في أموالِ الأغنياءِ أقواتُ الفقراء ، فما جَاعَ فقيرٌ إلا بما مَتَّع به غَني ، أو بما مَنِعَ منه غَني ، واللهُ تَعالى سَائِلُهُم عن ذلك ) .

ومن هنا فإنه يكفي أن يدفع الأغنياء التزاماتهم الشرعية المفروضة عليهم ، حتى يكتفي الفقراء ، وليس فقط لِيَتَبَلَّغُوا أو لِيَتَقَوَّتُوا ، وهذا يفهم بشكل واضح من وصاياه ( عليه السلام ) لِعُمَّاله .

فهو يقول لعبد الله بن العباس ، عَامِلُهُ على البصرة :

( أمَّا بعد ، فانظُر ما اجتمع عِندَكَ من غُلاَّتِ المسلمين وَفَيْئِهِم ، فاقسِمْهُ فيمن قِبَلِكَ حتى تُغنِيَهُم ، وابعثْ إلينا بما فَضُلَ نُقسِمُه فيمَن قِبَلِنَا ، والسَّلام ) .

فهذه النظرة تتناقض مع الاشتراكية ، التي تلغي الملكية الفردية ، فينعدم الأغنياء المكلفون ، كما تختلف عن الرأسمالية الليبرالية التي تمنح الحرية الاقتصادية للقوى الجَبَّارة كي تنافس القوى الأقل كفاءة ، وتنتهي بِسَحقِ الفِئات الدنيا .

ثم هي لا تتفق تماماً مع التَدَخُّلِيَّة الحديثة ، التي تؤمِّن بعض حاجات الفئات المَعُوزَة من المجتمع ، لأن الإمام ( عليه السلام ) يعتبر أن جميع الناس يجب أن توفر لهم حاجاتهم الضرورية ، حتى ليأمر بالبحث عن أفراد الطبقة السُّفلى في المجتمع ، لا سِيَّما أولئك الذين لا يَمُدُّون أيديهم ، ويقنعون بأقل الأشياء ، لِيُعَامَلُوا على قَدَم المساواة مع غيرهم من الفقراء .

وحتى يتمكن الوالي من ذلك فإن عليه أن يُكلِّف أهل التواضع بالبحث عن هؤلاء ورفع حوائجهم ، وكذلك حوائج الأيتام والعجزة .

فيقول الإمام ( عليه السلام ) في عهده إلى مالك الأشتر عندما وَلاَّهُ مصر :

( ثُمَّ الله الله فِي الطبقة السُّفلَى من الذين لا حِيلَةَ لَهم مِنَ المساكينِ والمحتاجينَ وأهلِ البُؤسِ والزُّمنَى ، فإن في هذه الطبقة قانعاً ومُعترّاً ) .

فالإسلام خصَّ فئات من الناس بموارد محددة ، كالزكَاة مثلاً ، التي تُوزَّع على الفقراء والمساكين ، وفي سبيل عتق الرقاب ، وفك دين العاجزين عن الوفاء ، وللمسافرين الذين تنقطع بهم السبيل .

ومن جملة من تُوَزَّعُ عليهم ذُكروا في قوله تعالى :

( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [ التوبة : 60 ] .

كما أن أَخْمَاس الغنائم تُوزَّع أيضاً فيمن تُوزَّع الزكاة عَليهم ، فعلى ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ، فقد جاء في قوله تعالى :

( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [ الأنفال : 41 ] .

الحالات الاستثنائية :

تعتبر الدولة الحديثة هي دولة القانون ، وتكون الدسَاتير والقوانين الجزائية تضمن الحريات العامة والحقوق الفردية .

وأن هذه الضمانة ليست مطلقة ، بل هي تخرق في الحالات الاستثنائية ، بحيث تبيح القوانين إقامة الديكتاتورية ، أو إعلان حالة الطوارئ ، أو حالة الحصار .

فمن جهة يتمتع رئيس الدولة - إذا ما تعرض النظام للخطر - بصلاحيات ديكتاتورية ، تسمح له بأن يتخذ جميع الاحتياطات ، بما فيها الحلول محل السلطات العامة جميعاً ، ومصادرة الحُرِّيَّات العامة ، حتى يتمكن من إعادة الأمور إلى مجراها الأساسي ، وهذا ما تعترف به مواد من الدستور الفرنسي والأمريكي والألماني .

وهذه الحكومات بموجب الدستُور تستطيع إعلان حالة الطوارئ ، أو حالة الحصار ، فتسمح لنفسها ضمن مهلة معينة أن تعلق إمكانية التمتع بما تراه من الحقوق والحُرِّيَّات ، فتصادر الأموال والأشخاص ، وتمنع التجمعات ، وتحدد إقامة الأشخاص الذين تعتبرهم خطرين ، وتَحلُّ السُلْطة العسكرية مَحَل السُلْطة المدنية .

كل ذلك إذا كان الخطر داهماً ، أما تقدير هذا الأمر فيعود إلى السلطة التنفيذية نفسها ، فإذا وافقتها السلطة التشريعية فإنها تستطيع أن تستمر في ممارسة هذه الصلاحيات لفترة طويلة .

وكل هذا في القرن العشرين ، بعد كل ما عَانَتْهُ الإنسانية حتى تَوصَّلَتْ إلى إقرار الحقوق والحُرِّيَّات المعروفة .

أما الإمام علي ( عليه السلام ) فقد اعتبر أن حُرِّيَّات الإنسان وحقوقه لا يمكن المساس بها ، لا في زمن الحرب ولا في السلم .

وقد علمنا أن فترة حكمه كانت كلها حالة استثنائية تُبَرِّرُ في أنظمة اليوم اللجوء إلى الديكتاتورية ، وتسمح بإعلان حالة الطوارئ ، ولكنه ( عليه السلام ) لم يغير أي شيء ، ولم يُعطِ نَفسَهُ أية صلاحيات إضافية .

فهو عندما بُويِعَ كانت الأحوال مضطربة ، وما أن هدأت شيئاً ما حتى أعلن معاوية تمرده في الشام .

وفي هذا الجو أبلغه طَلحةَ والزبير بأنهما مغادران المدينة لقضاء العمرة في مكة ، وكان ذلك بعدما تقدما إليه بلوائح مطالبهما غير المقبولة ، وكان ( عليه السلام ) يدرك أنهما سيتحركان ضده ، ولكنه لم يمنعهما من السفر .

ولو أن الأمر حصل اليوم في أية دولة ديمقراطية في حالة حرب ، لَمَنَعَتْهُمَا ، أو حَدَّدَتْ إقامتهما .

والخوارج عندما تركوا الكوفة والبصرة ، وراحوا يتجمعون فيما الإمام ( عليه السلام ) يجهز الجيش للمسير إلى الشام للحرب الفاصلة ، لم يقاتلهم رغم إلحاح قادته ، ورغم توفر إمكانية أن ينقضوا على الكوفة ، بعد مغادرة الجيش إلى الشام .

ولكن الإمام ( عليه السلام ) رفض معتبراً أن ما يسمح له بحربهم غير متوفر ، ولم يتعلل بالظروف الاستثنائية .

وهو ( عليه السلام ) لم يقاتلهم إلا بعد أن أفسدوا في الأرض ، وقتلوا النفس التي حَرَّمَ الله ، وبعد معركة النهْرَوَان .

وبعد مُعاوَدَة الخوارج لِتَركِ الكوفةِ لم يقاتلهم الإمام ( عليه السلام ) أيضاً إلا بعد أن أفسدوا في الأرض من جديد .

أما مسألة المصادرة ، فقد رأينا أن الإمام ( عليه السلام ) كان يرفضها بشكل مطلق ، فهو كان يأمر قادته بعدم إرغام الناس على العمل ، أو استخدام وسائل النقل المتوفرة لديهم - الدواب - إلا برضاهم ومقابل أجر .

كما أنه ( عليه السلام ) لم يسمح بأي نوع آخر من الاستيلاء ، حتى أنه منع جيشه من شرب الماء إلا برضا أصحابه كما رأينا .
فكل هذا يدل على إيمان مطلق بالأوامر والنواهي الإلهية ، وتلك كانت معجزة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) فعلاً ، وهي تُشكِّل تَحَدِّياً لكل الحضارات ، وفي مقدمها الحضارة المعاصرة ، التي اعتبرت الإنسان هو القيمة الأساس في الكون ، التي تُسَخَّرُ كُلُّ الإمكانات من أجلها ، فهل تستطيع هذه الحضارة أن تفكر بالالتزام بما التزم به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تجاه الإنسان .

melika
19-09-2008, 09:59 AM
الناكثون وموقفهم مع الإمام علي ( عليه السلام )


الناكثون : هُم الذين نكثوا بيعتهم ، ونقضوا ما عاهدوا عليه الله في التضحية والطاعة للإمام علي ( عليه السلام )

فانسابوا في ميادين الباطل وساحات الضلال ، وتَمرّسوا في الإثم ، وقد أجمع فقهاء المسلمين على تأثيمهم ، إذ لم يكن لهم أي مُبرّر في الخروج على السلطة الشرعية التي تَبنّت المصالح العامة ، وأخذت على عاتقها أن تسير بين المسلمين بالحق المَحِض ، والعدل الخالص ، وتقضي على جميع أسباب التَخلّف في البلاد .

ومن أعلام الناكثين : طلحة ، والزبير ، وعائشة بنت أبي بكر ، ومروان بن الحكم ، وغيرهم من الذين ضاقوا ذرعا من عدل الإمام ( عليه السلام ) ومساواته .

دوافع التَمَرّد :

والشيء المحقَّق أنه لم تكن للناكثين أيّة أهداف اجتماعية ، وإنما دفعتهم مصالحهم الخاصة ، لنكث بيعة الإمام ( عليه السلام ) .


فبعد أن تقلّد الإمام ( عليه السلام ) طلب طلحة والزبير منه منحهما ولاية البصرة والكوفة .

فلما خيّب ( عليه السلام ) أملهما ، فأظهرا السخط ، وأسرعا إلى مكة لإعلان الثورة عليه ، وتمزيق شمل المسلمين .

وقد أدلى الزبير بتصريح أعرب فيه عن أهدافه ، فقد أقبل إليه وإلى طلحة رجل فقال لهما : إن لكما صحبة وفضلاً ، فأخبراني عن مسيركما وقتالكما ، أشيء أمركما به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟

فسكت طلحة ، وأما الزبير فقال : حُدّثنا أن هَاهُنا بيضاء وصفراء – دراهم ودنانير – فجئنا لنأخذ منها .

وأما عائشة فإنها كانت تروم إرجاع الخلافة إلى أسرتها ، فهي أول من قدح زناد الثورة على عثمان ، وأخذت تلهب المشاعر والعواطف ضده ، وقد جهدت على ترشيح طلحة للخلافة ، وكانت تشيّد به في كل مناسبة .

وأما بنو أمية فقد طلبوا من الإمام ( عليه السلام ) أن يضع عنهم ، ما أصابوا من المال في أيام عثمان ، فرفض الإمام ( عليه السلام ) أن يضع عنهم ، ما اختَلَفوه من أموال الأمة ، فأظهروا له العداء ، وعملوا على إثارة الفتنة والخلاف .

وعلى أي حال ، فإنه لم تكن للناكثين نزعة إصلاحية ، أو دعوة إلى الحق ، وإنما كانت بواعثهم الأنانية ، والأطماع ، والأحقاد على الإمام ( عليه السلام ) ، الذي هو نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وباب مدينة علمه .

خديعة معاوية :

وأيقن معاوية بأهداف الزبير وطلحة ، فقام بدوره في خديعتهما وإغرائهما ، ليتخذهما سُلّماً يعبر عليهما لتحقيق أهدافه ومآربه .


فقد كتب إلى الزبير رسالة جاء فيها : ( لعبد الله الزبير أمير المؤمنين ، من معاوية بن أبي سفيان سلام عليك ، أما بعد : فإني قد بايعتُ لك أهل الشام فأجابوا واستوسقوا كما يستوسق الجلب ، فدونك الكوفة والبصرة لا يسبقك إليها ابن أبي طالب ، فإنه لا شيء بعد هذين المصرين ، وقد بايعت لطلحة بن عبيد الله من بعدك ، فأظهروا الطلب بدم عثمان ، وادْعُوا الناس إلى ذلك ، وليكن منكما الجِدّ والتشمير ، أظفركما الله وخذل مناوئكما ) .

ولما وصلت هذه الرسالة إلى الزبير لم يملك إهابه من الفرح والسرور ، وخفّ إلى طلحة فأخبره بذلك .

فلم يَشُكّا في صدق نيته وإخلاصه لهما ، وتحفّزا إلى إعلان الثورة على الإمام ( عليه السلام ) ، واتّخذا دمَ عثمان شعاراً لهما .

مؤتمر مكة :

وخفّ المتآمرون إلى مكة ، فاتخذوها وكراً لدسائسهم التخريبية الهادفة لتقويض حكم الإمام ( عليه السلام ) .


وقد وجدوا في هذا البلد الحرام تجاوباً فكرياً مع الكثيرين من أبناء القبائل القرشية ، التي كانت تكنّ في أعماق نفسها الكراهية والحقد على الإمام ( عليه السلام ) ، لأنه قد وَتَر الكثيرين منهم في سبيل الإسلام .

وعلى أي حال فقد تداول زعماء الفتنة الآراء في الشعار الذي يَتَبَنّونه ، والبلد التي يَغزُونها ، وسائر الشؤون الأخرى التي تضمن لثورتهم النجاح .

فخرجوا بالمُقَرّرات الآتية :

1 - أن يكون شعار المعركة دم عثمان ، والمطالبة بثأره ، لأنه قُتل مظلوماً ، واستباح الثوّار دمه بعد توبته بغير حق .

2 - تحميل الإمام علي ( عليه السلام ) المسؤولية في إراقة دم عثمان ، لأنه آوَى قَتَلَتَهُ ، ولم يَقتصّ منهم .

3 - الزحف إلى البصرة واحتلالها ، واتخاذها المركز الرئيسي للثورة ، لأن لهم بها حزباً وأنصاراً .

الخطاب السياسي لعائشة :

وخطبت عائشة في مكة خطاباً سياسياً حمّلت فيه المسؤولية في إراقة دم عثمان على الغوغاء ، وقد قتلوا عثمان بعد ما أقلع عن ذنوبه وأخلص في توبته ، ولا حُجّة لهم فيما اقترفوه من سفك دمه .


وقد كان خطابها فيما يقول المحققون حافلاً بالمغالطات السياسية ، إذ كانت هي بالذات من أشد الناقمين على عثمان .

فقد اشتدّت في معارضته وأفْتَتْ في قتله وكفره قائلة : اقتلوا نعثلا فقد كَفَر .

وعلى أي حال ، فقد كان خطابها أول بادرة لإعلان العصيان المُسلّح على حكومة الإمام علي ( عليه السلام ) .

وكان الأَولى بعائشة بحسب مكانتها الإجتماعية ، أن تدعو إلى وحدة الصف ، وجمع كلمة المسلمين .
وأن تقوم بالدعم الكامل لحكومة الإمام ( عليه السلام ) ، التي تمثل أهداف النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وما تَصبُوا إليه الأمة من العِزّة والكرامة .

melika
19-09-2008, 10:00 AM
خصائص الإمام علي ( عليه السلام )




أداءً لبعض ما يجب فعله تجاه ما له ( عليه السلام ) من الحقوق على الإسلام والمسلمين عامَّة ، نقول : إن له ( عليه السلام ) خصائص لم يشترك فيها أحد ، نذكر بعضها :

الأولى : ولادته ( عليه السلام ) في جوف الكعبة .

الثانية : احتضان النبي ( صلى الله عليه وآله ) له ( عليه السلام ) منذ صغره .

الثالثة : سِبْقه ( عليه السلام ) الجميع في الإسلام .

الرابعة : مؤاخاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) له ( عليه السلام ) من دون باقي الصحابة .

الخامسة : حَملُه ( عليه السلام ) من قِبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) على كتفه ، لتحطيم الأصنام الموضوعة في الكعبة .

السادسة : استمرار ذرِّيَّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من صلبه ( عليه السلام ) .

السابعة : بُصاق النبي ( صلى الله عليه وآله ) في عينيه ( عليه السلام ) يوم خَيْبَر ، ودُعاؤه له بأنْ لا يُصيبُه حَر ولا قر .

الثامنة : حُبُّه ( عليه السلام ) إيمان ، وبُغضه نِفاق .

التاسعة : مباهلة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لِنَصَارى نجران ، به ( عليه السلام ) ، وبزوجته فاطمة ( عليها السلام ) ، وأولاده الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، دون سائر الأهل والأصحاب .

العاشرة : تبليغه ( عليه السلام ) سورة براءة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

الحادية عشر : اختصاصه ( عليه السلام ) يوم الغدير بالولاية من قبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

الثانية عشر : هو ( عليه السلام ) القائل : ( سَلُونِي قَبْل أنْ تَفقدُونِي ) .

الثالثة عشر : إنَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) خَصَّه ( عليه السلام ) بتغسيله ، وتجهيزه ، والصلاة عليه .

الرابعة عشر : أنَّ الناسَ جميعاً من أرباب الأديان وغيرهم ينظرون إليه ( عليه السلام ) كأعظم رجل عرفه التاريخ .

الخامسة عشر : تقديمه الصدقة عند مناجاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، امتثالاً لأمر الله تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) المجادلة : 12 .
ولم يعمل بآيَة النجوَى غيره ( عليه السلام ) ، حتى نسخها الله تعالى وذمَّ المتخلِّفينَ عَنها .

melika
19-09-2008, 10:01 AM
خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) في كتب السنة




وردت أحاديث كثيرة في كتب أهل السنة حول خلافة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، نذكر منها ما يأتي :

الحديث الأول :

ما أخرجه أبو داود الطيالسي – كما في أحوال علي من الاستيعاب – عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :

( أنْتَ وَلِيّ كُلِّ مُؤمِنٍ بَعدِي ) .

الحديث الثاني :

ما أخرجه النسائي عن عمران بن حصين ، قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سَريَّة واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فاصطفَى لِنفسه جارية ، فأنكروا ذلك عليه ، وتعاقد أربعة منهم على شِكَايته إلى النبي .

فلما قدموا قام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، ألم تر أن علياً صنع كذا وكذا .

فأعرض عنه ، فقام الثاني فقال مثل ذلك ، فأعرض عنه ، وقام الثالث فقال مثل ما قال صاحباه ، فأعرض عنه .

وقام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل عليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والغضب يُبصَر في وجهه ، فقال :

( مَا تُريدُونَ مِن عَلِي ؟ إن علياً مني وأنا منه ، وهو وَليّ كُلِّ مؤمِنٍ بَعدي ) .

الحديث الثالث :

ما أخرجه أحمد في مسنده 5 / 356 ، عن بريدة قال : بعث رسول الله بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال :

( إِذَا التقيتُم فَعَليّ عَلَى النَّاس ، وإن افترقتُم فَكُلّ واحدٍ منكمَا عَلَى جُندِه ) .

قال : فلقينا بني زبيدة من أهل اليمن فاقْتَتَلْنا ، فظهر المسلمون على المشركين ، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذرية .

فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه ، قال بريدة : فكتب معي خالد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخبره بذلك ، فلما أتيتُ النبي ( صلى الله عليه وآله ) دفعتُ الكتاب ، فَقرِئ عليه ، فرأيت الغضب في وجهه .

فقلت : يا رسول الله ، هذا مكان العائذ ، بعثتَني مع رجلٍ وأمرتني أن أطيعه ، ففعلتُ ما أرسلت به .

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

( لا تُقِع فِي عَليٍّ ، فَإِنَّهُ مِني وأنا مِنه ، وَهو وليّكُم بعدي ، وإنَّه منِّي وأنا مِنه ، وهو وليّكُم بعدي ) .

ولفظه عند النسائي في صفحة ( 17 ) من خصائصه العلوية :

( لا تَبغضَنَّ يَا بُرَيدة لِي عَلياً، فإِنَّ علياً مِني وأنا مِنه ، وَهو وليّكُم بَعدي ) .

الحديث الرابع :

ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس ، ذكر فيه عَشر خصائص لعلي ( عليه السلام ) ، فقال : وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

( أَنتَ وَلِيّ كُلِ مُؤمنٍ بَعدي ) .

الحديث الخامس :

ما أخرجه ابن السكن عن وهب بن حمزة قال – كما في ترجمة وهب – :

سافرتُ مع عليٍّ فرأيت منه جفاء ، فقلت لَئِن رجعت لأشكُوَنَّه ، فرجعتُ ، فذكرت علياً لرسول الله ، فنلتُ منه ، فقال :

( لا تَقولُنَّ هَذا لِعَلِيّ ، فإِنَّهُ وليّكُم بَعدِي ) .

وأخرجه الطبراني في الكبير ، غير أنه قال :

( لا تَقلْ هَذا لِعَلِيّ ، فَهو أولَى النَّاس بِكُم بَعدي ) .

الحديث السادس :

وأخرج ابن أبي عاصم عن علي مرفوعاً :( ألَستُ أولَى بِالمؤمنين مِن أنفسِهم ) ؟

قالوا : بلى .

قال : ( مَن كُنتُ وَليّه فَهوَ وَليّه ) .
وصحاحُنا – نحن الشيعة – في ذلك متواترة عن أئمة العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) ، وهذا القدر كاف لما أردناه ، على أن آية الولاية في كتاب الله عزَّ وجلَّ – وحدها – تؤيد ما قلناه .

melika
19-09-2008, 10:04 AM
تبليغ الإمام علي ( عليه السلام ) سورة البراءة http://img.tebyan.net/big/1387/06/1302057424217870212331861787208165108158225.jpg (http://www.tebyan.com/bigimage.aspx?img=http://img.tebyan.net/big/1387/06/24620016313621424833194493015110451151078.jpg)


أجمع المؤرخون أنَّه لمَّا نزلت الآيات الأُوَل من سورة التوبة على الرسول(ص) ، دفع بها مع أبي بكر ليؤدِّيها إلى المشركين من أهل مكة يوم النحر .
فلما خرجَ أبو بكر ، نزل جبرائيل ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : ( يَا مُحمَّد ، لا يؤدِّي عنكَ إلاَّ أنت أو رَجلٌ مِنك ) .
فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الامام (ع) (http://www.tebyan.com/index.aspx?pid=43862)في طلب أبي بكر ، على ناقته الروحاء - وقيل : العضباء - ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) له : ( اِلحَقْ أبا بكر ، فَخُذ براءةَ مِن يده ، وامض بها إلى مكة ، وخَيِّر أبَا بكرٍ بين أن يسيرَ مع رِكَابك أو يرجع إليَّ ) .
فركب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ناقة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسار حتى لحق بأبي بكر ، فلما رآه فزع من لحوقه به ، واستقبله .
فقال : فيم جئت يا أبا الحسن ؟ أسائِرٌ أنت أم لغير ذلك ؟
فقال ( عليه السلام ) :
( إنَّ رسولَ الله أمَرَني أن ألحقَك ، فأقبض منك الآيات من براءة ، وأنبذ بها عهد المشركين إليهم ، وأمرني أنْ أخيِّرَك بين أن تسير معي أو ترجع إليه ) .

فقال : بل أرجع إليه .
وكان ذلك في ذي حليفة - على الأكثر - وذي الحليفة : ميقات أهل المدينة ، بينه وبينها ستة أميال ، فرجع أبو بكر إلى المدينة ، وسار الإمام علي ( عليه السلام ) بالآيات إلى مكة .
فلما دخل أبو بكر على النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : يا رسول الله ، إنَّك أهَّلتَني لأمرٍ طالت الأعناق إليَّ فيه ، فلما توجَّهت إليه ردَدْتَني عنه ، مالي ؟! ، أنزلَ فِيَّ قرآن ؟! .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا ، ولكنَّ الأمين جبرائيل هبط إليَّ عن الله عزَّ وجلَّ ، بأنْ لا يؤدِّي عنك إلا أنت أو رجل منك ، وعليٌّ مني ، ولا يؤدِّي عني إلا عليٌّ ) .
وحينما وصل الإمام علي ( عليه السلام ) مكة ، وحينها كان يوم النحر ، يوم الحجّ الأكبر .
فقام الإمام علي ( عليه السلام ) على الملأ - بعد الظهر – وقال : ( إنِّي رسولُ رسولِ اللهِ إليكم ) .
فقرأها عليهم : ( بَرَاءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِين * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) التوبة 1 - 2 .
أي : من عشرين من ذي الحجَّة ومحرَّم وصفر وربيع الأول وإلى عشرٍ من شهر ربيع الآخر .
وقال الإمام ( عليه السلام ) : ( لا يطوفُ بالبيتِ عريَانٌ ولا عريَانة ولا مشرِكٌ بعد هذا العام ) .
وقال الإمام ( عليه السلام ) أيضاً : ( ومن كان له عهد عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فمُدَّتُه إلى هذه الأربعة أشهر ) .
والمراد من الأشهر الأربعة للعهود التي لا مدَّة لها ، أما العهود المحدَّدة بِمُدَّة فأجلها إلى انتهاء مُدَّتها .
فعن امام الباقر (ع) (http://www.tebyan.com/index.aspx?pid=55776) قال : ( خَطَبَ علي ( عليه السلام ) بالناسِ وخَرَط سيفَه ، وقال : لا يطوفُنَّ بالبيتِ عرْيَان ، ولا يَحجُّنَّ بالبيت مشرِكٌ ، ومَنْ كانت له مدَّة فهو إلى مُدَّتِه ، ومن لم يكن له مُدَّة فمُدَّته أربعة أشهر ، وكان خطب يوم النحر ) .
وقال ( عليه السلام ) : ( يومُ النحرِ يومُ الحَجِّ الأكبر ) تفسير الميزان 9 / 163 .
وبلَّغ الإمام علي ( عليه السلام ) حكم آخر وهو : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ ) التوبة : 28 .
فلا يطوف بالبيت ولا يحج البيت مشرك بعد هذا العام .
وهناك حُكم خاصٌّ ، ذكرته بعض الروايات أنه ( عليه السلام ) كان ينادي به ، وهو : ( لا يَدخُلُ الجَنَّةَ إلاَّ مُؤمِنٌ ) .

melika
19-09-2008, 10:05 AM
مبيت الإمام علي ( عليه السلام ) في فراش النبي ( صلى الله عليه وآله )




أخبر جبرائيل ( عليه السلام ) النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأن الله عزَّ وجلَّ يأمره بالهجرة إلى المدينة .

فدعا ( صلى الله عليه وآله ) الإمام علي ( عليه السلام ) وأخبره بذلك ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) له : ( أمَرَني اللهُ عزَّ وجلَّ أنْ آمُرك بالمبيت في فراشي ، لكي تخفي بِمَبيتِك عليه أثري ، فما أنتَ صانع ؟ ) .

فقال الإمام ( عليه السلام ) :( أوَ تسلمنَّ بِمَبيتي يا نَبيَّ الله ؟ ) .

قال ( صلى الله عليه وآله ) :( نَعَمْ ).

فتبسَّم الإمام ( عليه السلام ) ضاحكاً ، وأهوى إلى الأرض ساجداً .

فبات الإمام علي ( عليه السلام ) تلك الليلة في فراش النبي ( صلى الله عليه وآله ) موطِّناً نفسه على القتل .

وجاءت رجال من قريش لتنفيذ المؤامرة ، فلما أرادوا أن يضعوا أسيافهم فيه ، وهم لا يشكُّون أنه محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فأيقظوه ، فرأوه الإمام علياً ( عليه السلام ) فتركوه ، وتفرَّقوا في البحث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

وقبل أن يهاجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) اتَّصل بالإمام علي ( عليه السلام ) ، وأمره أن يذهب إلى مكة وينادي صارخاً :( مَنْ كانَ لَهُ قِبل مُحمَّدٍ أمانة أو وديعَة فليأتِ ، فلنؤدِّ إليه أمانتَه ) .

ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) له :( إنَّهم لَن يَصِلوا إليك مِنَ الآن - يا علي - بأمرٍ تكرهُه حتَّى تُقدم عَليَّ ، فأدِّ أمانتي على أعيُن الناس ظاهراً ) .

وبعد أن استقرَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المدينة المنوَّرة كَتَب إلى الإمام علي ( عليه السلام ) كتاباً أمَرَه فيه بالمسير إليه .

فخرج الإمام علي ( عليه السلام ) من مكة بركب الفَواطم ، مُتَّجِهاً نحو المدينة ، ومعه فاطِمة الزهراء ( عليها السلام ) ، وأمه فاطمة بنت أسد ( رضوان الله عليها ) ، وفاطمة بنت الزبير .

فلحقه جماعة متلثَّمين من قريش ، فعرفهم الإمام ( عليه السلام ) وقال لهم: ( إنِّي مُنطَلِق إلى ابن عَمِّي ، فمن سَرَّه أن أفري لحمه وأُهريقَ دمه فَلْيتَبَعني ، أو فَليَدْنُ مني ) .

ثم سار الإمام ( عليه السلام ) وفي كل مكان ينزل كان يذكر الله مع الفواطم قياماً وقعوداً ، وعلى جنوبهم .

فلما وصلوا المدينة نزل قوله تعالى :( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ) آل عمران : 195 .

فقرأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الآية عليهم ، فالذكَر هو الإمام علي ( عليه السلام ) ، والأنثى هُنَّ الفَواطِم .
ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) للإمام علي ( عليه السلام ) :( يَا عَلي ، أنتَ أوَّل هَذه الأمة إيماناً بالله ورسُولِه ، وأولهم هِجْرة إلى الله ورسُولِه ، وآخرهم عَهْداً برسولِه .لا يُحبّك - والَّذي نَفسي بِيَده - إلاَّ مُؤمِن قَد امتحنَ اللهُ قلبَه للإيمان ، ولا يبغضُكَ إلاَّ مُنافِق أو كَافِر ) .

melika
19-09-2008, 10:06 AM
إصلاحات الإمام علي ( عليه السلام ) السياسية والإدارية http://img.tebyan.net/big/1387/06/237093202189115916673814322544423246.jpg (http://www.tebyan.com/bigimage.aspx?img=http://img.tebyan.net/big/1387/06/51571751162021372428924334511802511943654.jpg)


استلم الامام علیه السلام (http://www.tebyan.com/index.aspx?pid=43862)الخلافة بعد مقتل عثمان بسبعة أيام ، ذلك في ( 25 ) ذي الحجة عام ( 35 هـ ) ، فوجد الأوضاع متردّية بشكل عام ، وعلى أثر ذلك وضع خطّة إصلاحية شاملة ، ركّز فيها على شؤون الإدارة ، والاقتصاد ، والحكم ، وفي السطور القادمة سنتناول شواهد على ذلك البرنامج الإصلاحي بشكل مختصر :
الأول : تطهير جهاز الدولة :

أول عمل قام به الإمام ( عليه السلام ) فور توليته لمنصب رئاسة الدولة هو عَزل وُلاة عثمان الذين سَخّروا جهاز الحكم لمصالحهم الخاصة ، وأُثروا ثراءً فاحشاً مما اختلسوه من بيوت المال ، وعزل ( عليه السلام ) معاوية بن أبي سفيان أيضاً .
ويقول المؤرخون : إنه أشار عليه جماعة من المخلصين بإبقائه في منصبه ريثما تستقر الأوضاع السياسية ثم يعزله فأبى الإمام ( عليه السلام ) ، وأعلن أن ذلك من المداهنة في دينه ، وهو مما لا يُقرّه ضميره الحي ، الذي لا يسلك أي طريق يبعده عن الحق ولو أبقاه ساعة لكان ذلك تزكية له ، وإقرارا بعدالته ، وصلاحيته للحكم .
الثاني : تأميم الأموال المختلسة :

أصدر الإمام ( عليه السلام ) قراره الحاسم بتأميم الأموال المختلسة التي نهبها الحكم المُباد .
فبادرت السلطة التنفيذية بوضع اليد على القطائع التي أقطعها عثمان لذوي قُرباه ، والأموال التي استأثر بها عثمان ، وقد صودِرت أمواله حتى سيفه ودرعه ، وأضافها الإمام ( عليه السلام ) إلى بيت المال .
وقد فزع بنو أمية كأشد ما يكون الفزع ، فهم يرون الإمام ( عليه السلام ) هو الذي قام بالحركة الانقلابية التي أطاحت بحكومة عثمان ، وهم يطالبون الهاشميين برد سيف عثمان ودرعه وسائر ممتلكاته التي صادرتها حكومة الإمام ( عليه السلام ) .
وفزعت القبائل القرشية وأصابها الذهول ، فقد أيقنت أن الإمام سيصادر الأموال التي منحها لهم عثمان بغير حق .
فقد كتب عمرو بن العاص رسالة إلى معاوية جاء فيها : ما كنتُ صانعاً فاصنع إذا قشّرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها .
لقد راح الحسد ينهش قلوب القرشيين ، والأحقاد تنخر ضمائرهم ، فاندفعوا إلى إعلان العصيان والتمرد على حكومة الإمام ( عليه السلام ) .


الثالث : اِلتياع الإمام ( عليه السلام ) :
وامتُحِن الإمام ( عليه السلام ) امتحاناً عسيراً من الأُسَر القرشية ، وعانى منها أشدّ ألوان المِحن والخُطوب في جميع أدوار حياته .
فيقول ( عليه السلام ) : ( لقد أخافَتني قُريش صغيراً ، وأنصبتني كبيراً ، حتى قبض الله رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، فكانت الطامّة الكبرى ، والله المُستعان على ما تَصِفون ) .
ولم يعرهم الإمام ( عليه السلام ) اهتماماً ، وانطلق يؤسس معالم سياسته العادلة ، ويحقق للأمة ما تصبوا إليه من العدالة الاجتماعية .
وقد أجمع رأيه ( عليه السلام ) على أن يقابل قريش بالمِثل ، ويسدد لهم الضربات القاصمة إن خلعوا الطاعة ، وأظهروا البغي .
فيقول ( عليه السلام ) : ( مَالي وَلِقُريش ، لقد قتلتُهم كافرين ، ولأقتلنَّهم مَفتونين ، والله لأبقرنَّ الباطل حتى يظهر الحق من خَاصِرَتِه ، فَقُلْ لقريش فَلتضجّ ضَجيجَها ) .
الرابع : سياسة الإمام ( عليه السلام ) :

فيما يلي عرضاً موجزاً للسياسة الإصلاحية التي اتبعها الإمام ( عليه السلام ) لإدارة الدولة الإسلامية وهي كما يلي :
أولاً : السياسة المالية :

كانت السياسة المالية التي انتهجها الإمام ( عليه السلام ) امتداد لسياسة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) الذي عنى بتطوير الحياة الاقتصادية ، وإنعاش الحياة العامة في جميع أنحاء البلاد ، بحيث لا يبقى فقير أو بائس أو محتاج ، وذلك بتوزيع ثروات الأمة توزيعاً عادلاً على الجميع .
ومن مظاهر هذه السياسة هي :

1 - المساواة في التوزيع والعطاء ، فليس لأحد على أحد فضل أو امتياز ، وإنما الجميع على حدٍّ سواء .
فلا فضل للمهاجرين على الأنصار ، ولا لأسرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأزواجه على غيرهم ، ولا للعربي على غيره .
وقد أثارت هذه العدالة في التوزيع غضب الرأسماليين من القرشيين وغيرهم ، فأعلنوا سخطهم على الإمام ( عليه السلام ) .
وقد خفت إليه جموع من أصحابه تطالبه بالعدول عن سياسته فأجابهم الإمام ( عليه السلام ) : ( لو كان المال لي لَسوّيتُ بينهم فكيف ، وإنما المال مال الله ، ألا وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف ، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ، ويضعه في الآخرة ، ويُكرّمه في الناس ، ويهينه عند الله ) .
فكان الإمام ( عليه السلام ) يهدف في سياسته المالية إلى إيجاد مجتمع لا تطغى فيه الرأسمالية ، ولا تحدث فيه الأزمات الاقتصادية ، ولا يواجه المجتمع أي حِرمان أو ضيق في حياته المعاشية .
وقد أدت هذه السياسة المشرقة المستمدة من واقع الإسلام وهَدْيهِ إلى إجماع القوى الباغية على الإسلام أن تعمل جاهدة على إشاعة الفوضى والاضطراب في البلاد ، مستهدفة بذلك الإطاحة بحكومة الإمام ( عليه السلام ) .
2 - الإنفاق على تطوير الحياة الاقتصادية ، وإنشاء المشاريع الزراعية ، والعمل على زيادة الإنتاج الزراعي الذي كان من أصول الاقتصاد العام في تلك العصور .
وقد أكد الإمام ( عليه السلام ) في عهده لمالك الأشتر على رعاية إصلاح الأرض قبل أخذ الخراج منها .
فيقول ( عليه السلام ) : ( وليكُن نظرك في عِمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج ، لأن ذلك لا يُدرك إلا بالعمارة ، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد ، ولم يستقم أمره إلا قليلاً ) .
لقد كان أهم ما يعني به الإمام ( عليه السلام ) لزوم الإنفاق على تطوير الاقتصاد العام ، حتى لا يبقى أي شبح للفقر والحرمان في البلاد .
3 - عدم الاستئثار بأي شيء من أموال الدولة ، فقد تحرج الإمام ( عليه السلام ) فيها كأشد ما يكون التحرّج .
وقد أثبتت المصادر الإسلامية بوادر كثيرة من احتياط البالغ فيها ، فقد وفد عليه أخوه عقيل طالباً منه أن يمنحه الصلة ويُرَفّهُ عليه حياته المعاشية ، فأخبره الإمام ( عليه السلام ) أن ما في بيت المال للمسلمين ، وليس له أن يأخذ منه قليلاً ولا كثيراً ، وإذا منحه شيء فإنه يكون مختلساً .
وعلى أي حال فإن السياسة الاقتصادية التي تَبنّاها الإمام ( عليه السلام ) قد ثقلت على القوى المنحرفة عن الإسلام ، فانصرفوا عن الإمام وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، والتحقوا بالمعسكر الأموي الذي يضمن لهم الاستغلال ، والنهب ، وسلب قوت الشعب ، والتلاعب باقتصاد البلاد .
ثانياً : السياسة الداخلية :

عنى الإمام ( عليه السلام ) بإزالة جميع أسباب التخلف والانحطاط ، وتحقيق حياة كريمة يجد فيها الإنسان جميع متطلبات حياته ، من الأمن والرخاء والاستقرار ، ونشير فيما يلي إلى بعض مظاهرها :
1 - المساواة : وتجسّدت فيما يأتي :
أ - المساواة في الحقوق والواجبات .
ب - المساواة في العطاء .
ج - المساواة أمام القانون .
وقد ألزم الإمام ( عليه السلام ) عُمّاله وَوُلاته بتطبيق المساواة بين الناس على اختلاف قوميّاتهم وأديانهم .
فيقول ( عليه السلام ) في بعض رسائله إلى عماله : ( واخفضْ للرعيّة جناحك ، وابسط لهم وجهك ، وأَلِنْ لهم جنابك ، وآسِ بينهم في اللحظة والنظرة ، والإشارة والتحية ، حتى لا يطمع العظماء في حيفك ، ولا ييأس الضعفاء من عدلك ) .


2 - الحرية :
أما الحرية عند الإمام ( عليه السلام ) فهي من الحقوق الذاتية لكل إنسان ، ويجب أن تتوفر للجميع ، شريطة أن لا تستغلّ في الاعتداء والإضرار بالناس ، وكان من أبرز معالمها هي الحُرّية السياسية .
ونعني بها أن تُتَاح للناس الحرية التامة في اعتناق أي مذهب سياسي دون أن تفرض عليهم السلطة رأيا معاكساً لما يذهبون إليه .
وقد منح الإمام ( عليه السلام ) هذه الحرية بأرحب مفاهيمها للناس ، وقد منحها لأعدائه وخصومه الذين تخلفوا عن بيعته .
فلم يجبرهم الإمام ( عليه السلام ) ، ولم يتخذ معهم أي إجراء حاسم كما اتخذه أبو بكر ضده حينما تَخلّف عن بيعته .
فكان الإمام ( عليه السلام ) يرى أن الناس أحرار ، ويجب على الدولة أن توفر لهم حريتهم ما دام لم يخلوا بالأمن ، ولم يعلنوا التمرد والخروج على الحكم القائم .
وقد منح ( عليه السلام ) الحرية للخوارج ، ولم يحرمهم عطاءهم مع العلم أنهم كانوا يشكلون أقوى حزب معارض لحكومته .
فلما سَعوا في الأرض فساداً ، وأذاعوا الذعر والخوف بين الناس انبرى إلى قتالهم حفظاً على النظام العام ، وحفظاً على سلامة الشعب .
ثالثاً : الدعوة إلى وحدة الأمة :

وجهد الإمام كأكثر ما يكون الجهد والعناء على العمل على توحيد صفوف الأمة ونشر الأُلفة والمحبة بين أبنائها .
واعتبر ( عليه السلام ) الأُلفة الإسلامية من نعم الله الكبرى على هذه الأمة .
فيقول ( عليه السلام ) : ( إنّ الله سبحانه قد امتَنّ على جماعة هذه الأمة فيما عقد بينهم من حبل هذه الأُلفة التي ينتقلون في ظلها ، ويأوون إلى كنفها ، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة ، لأنها أرجح من كل ثمن ، وأجلُّ من كل خطر ) .
فقد عنى الإمام ( عليه السلام ) بوحدة الأمة ، وتبنّي جميع الأسباب التي تؤدي إلى تماسكها واجتماع كلمتها ، وقد حافظ على هذه الوحدة في جميع أدوار حياته .
فقد ترك ( عليه السلام ) حَقّه وسَالَم الخلفاء صِيانة للأمة من الفرقة والاختلاف .
رابعاً : تربية الأمة :

لم يعهد عن أحد من الخلفاء أنه عنى بالناحية التربوية أو بشؤون التعليم كالإمام ( عليه السلام ) ، وإنما عنوا بالشؤون العسكرية ، وعمليات الحروب ، وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية ، وبسط نفوذها على أنحاء العالم .
وقد أولى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المزيد من اهتمامه بهذه الناحية ، فاتخذ جامع الكوفة معهداً يلقي فيه محاظراته الدينية والتوجيهية .
وكان ( عليه السلام ) يشغل أكثر أوقاته بالدعوة إلى الله ، وإظهار فلسفة التوحيد ، وبَثّ الآداب والأخلاق الإسلامية مستهدفا من ذلك نشر الوعي الديني ، وخلق جيل يؤمن بالله إيمانا عقائدياً لا تقليدياً .


فقد كان الإمام ( عليه السلام ) المؤسس الأعلى للعلوم والمعارف في دنيا الإسلام ، وقد بذل جميع جهوده على إشاعة العلم ونشر الآداب والثقافة بين المسلمين ، وكان دوماً يذيع بين أصحابه قوله :
( سَلوني قَبلَ أن تفقدوني ، سَلوني عن طُرق السَّماء ، فإني أبصَرُ بها من طُرُق الأرض ) .

melika
19-09-2008, 10:08 AM
علي ( عليه السلام ) مع الحق والحق مع علي ( عليه السلام )

http://img.tebyan.net/big/1386/10/578232253711815310684171112180183233225113.jpg (http://www.tebyan.com/bigimage.aspx?img=http://img.tebyan.net/big/1386/10/22610175638727252426218412116041127230.jpg)
لنتعرَّف على الحق :

يقف الإسلام من أيِّ مفهوم أحد مواقف ثلاثة :
1 - إمَّا أن يرفضه تماماً كـ( الدعارة ) .
2 - وإمَّا أن يجري عليه تعديلاً ، حتى يغدو متناسباً مع المفاهيم الإسلامية كـ( الحُريَّة ) .
3 - وإمَّا أن يقرُّه كما هو كـ( المروءة ) ، لأنَّه من صُلبِ مَفاهيمه .
فالدعارة وهي الفحش في القول وفي العمل مرفوضة إسلاميّاً ، لأنَّها تتعارض مع المنهج الأخلاقي الإسلامي ، الذي يقوم على عِفَّة اللسان ، كما يؤكِّد على عِفَّة الفرج لدى الجنسين .
والحريَّة في الإسلام ليست كالحريَّة في الغرب ، فهي هناك – في الغرب – منفلتة ، وإن وُضِعت لها بعض الحدود والضوابط البسيطة .
لكنَّها في الإسلام حريَّة ملتزمة ومسؤولة ، ومُدافَعٌ عنها من قبل الإسلام نفسه في تحرير الإنسان من جميع القيود التي تُكبِّله .
فالإسلام يمنع الإنسان من تناول المخدرات ، لأنَّ في ذلك إساءة لشخصيته وصحَّته ، ولعلاقته بالآخرين .
وهذا المنع ليس قيداً ضدَّ الحريَّة ، وإنَّما هو إجراء احترازي لحماية الحريَّة ، فالإدمان سواء على المخدرات أو على غيرها قَيدٌ يأسِّرُ الإنسان ، ويحدُّ من فعالياته الإيجابية .
وأيّ ضعف يُبديه الإنسان أمام رغبة جامحة ، أو حاجة مذلِّة ، أو قوَّة ضاغطة ، يجعله مقيَّداً ، ويقلِّص من مساحة عِزَّته وكرامته ، واستقلاله وحريَّته .
وقد أراد الله له أن يكون عبداً له فقط ، ولا عبودية أخرى أيّاً كان شكلها .
وبمعنى آخر ، فإنَّ الحريَّة في الإسلام هي الفُسْحة الفَسيحة التي تتحرَّك فيها دون أن تجرَّ حركتك أيّ أذىً نفسي أو جسدي ، شخصي أو اجتماعي .
وبالتالي فما يسمَّى بـ( الخطوط الحمر ) أو الممنوعات أو المحرَّمات في الإسلام ليست كوابح للحريَّة ، وإنَّما كوابح للعدوان على الذات وعلى الغَير .
وأمَّا إقرار المروءة ، وهي تعبير مَرِن وواسع عن إنسانية الإنسان ، فلأنَّ الإسلام هو دِين المروءة .


وحينما جاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الجزيرة العربية بالدين الجديد ، كانت هناك أمثلة رائعة للمروءة ، فأقرَّها ، وحافظ عليها ، ونمَّاها .
ومنها مثلاً : إكرام الضيف ، ورعاية حقوق الجار ، وإغاثة الملهوف ، ونصرة المظلوم .
لكنَّ المفاهيم لا تبقى على حالها دائماً ، فهي تتعرَّض إلى التشويه والتشويش بين حين وآخر ، فتبدو تارة غائمة ، وتارة قلقة ، وتارة تلبس لباساً مغايراً للأصل ، وهو ما نسمِّيه بـ( المفاهيم المغلوطة ) ، أو ( المفاهيم الخاطئة ) .
ولذلك أسبابه : فقد يكون الجو الاجتماعي أو السياسي الحاكم ضاغطاً في تحريف المفاهيم ، وقلبها عن مواضعها الصحيحة ، فتلتبس على الناس .
حتى أنَّ شخصاً جاء إلى الإمام علي ( عليه السلام ) في إحدى المعارك التي وقعت بين فِئتين من المسلمين ، وقد اختلطت عليه الأمور ، وصعب الفرز والتمييز بين مَنْ هُم أهلُ الحقِّ ؟ ومَنْ هُم أهلُ الباطلِ ؟
فقال له ( عليه السلام ) : ( يَا هَذا ، إنَّك لَملبوسٌ عَليك - أي أنَّ الأمور مُلتبِسة عندك - ، اِعرفِ الحقَّ تعرف أهلَه ، واعرفِ الباطلَ تعرف أهلَه ) .
وقال ( عليه السلام ) في موضع آخر : ( يُعرَف الرجالُ بالحقِّ ولا يُعرَف الحقُّ بالرجال ) .
وهذا يعني أنَّ مفهوم الحق إذا كان واضحاً في ذِهني عرفت مَنْ هُم أهلُ الحق وإن قَلّوا ، وعرفت أهل الباطل وإن كَثروا .
فإذا تحدَّد مفهوم الحق في أنَّ الله هو الحق ، وأنَّ كل ما أنزله علينا هو الحق ، وكل مَنْ أرسله إلينا هو الحق ، فيكون كل ما هو خارج ذلك ليس بحق .
وقد تكون النُصوص قَلقة في أذهان الناس ، فيفسِّرونها بحسب أهوائهم ، ووِفق أمزجتهم ، فيأتي التطبيق منحرفاً ، لأنَّ الفهم كان مشوَّشاً ولم يَقُم على دليل قاطع ، وإن استند إلى النص .
فذاك الذي كان يسرق ليطعم الجياع والفقراء ، يُجيب السائل المعترض على فعلته : أنا أتماشَى مع منطِق القرآن ، فالقرآن يقول : ( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا ) الأنعام 160 .
فأنا حينما أسرق أرتكبُ سيِّئة ، وحين أتصدَّق على الفقراء والمساكين أحصل على عشر حسنات ، فإذا طرحت الواحد من العشرة بقي تسعة ، وبالنتيجة أنا الرابح .
فهذا تشويه صريح لمفهوم الحسنة القرآني ، فالله إنَّما يتقبَّل من المتَّقين المحسنين الصالحين ، الذين لا يخلطون عملاً صالحاً وآخر سيِّئاً .
والإسلام يرفض الشعار الميكافيلي : ( الغاية تبرِّر الوسيلة ) ، إلا في حالات استثنائية نادرة ومحدودة ، تقتضيها الضرورة أو المصلحة الإسلامية .

فعندما ينقلب العنوان أو يتغيَّر ، فإنّ الحكم يتغير أيضاً ، فالكذب حرام لكنه في حالات الإصلاح بين الأخوين أو الزوجين مُباح ، ولأنَّ المصلحة في الكذب هنا أكبر من المفسدة .
وهناك مَنْ يشوِّه المفهوم ليعيش من خلال ذلك ، لأنَّه لو بقي المفهوم سالماً مُعافىً من التشويه لما استطاع أن يرتزق منه ، كمن يعتبر الشطارة ، والذكاء ، والدهاء ، هو أن يتلاعب بعقول ومشاعر الناس ، ويستدرجهم إلى حيث ما تهوى مآربه ، ويبتزّهم بالخداع ، والمكر ، والتمويه .
ورُبَّما يشوِّه المفهوم من خلال تجريده عن التطبيق ، أي أن تكون صورته في الذهن غير صورته التي في الواقع .
فالعدل مفهوم إسلامي أصيل ، ولكنَّ البعض من الناس يرى أنَّه المساواة ، والحال أنَّ كل مساواة عدل ، وليس كل عدل مساواة .
فالعدل أن لا يتساوى عندك المحسن والمسيء ، فإذا وجد المُحسن عندك المكافأة ، والمسيء العقوبة ، فأنت عادل ، أمَّا إذا ساويت بينهما في المكافأة ، أو في العقوبة فقد ظلمت أحدهما في الحالين .
من هم أهل الحق ؟
بعد أن تعرَّفنا على الحق فلنفتِّش عن أهله ، ولنأخذ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وندقق في امتيازاته ، ونقول : يحتاج ولي الله إلى امتلاك وسائل وقابليَّات وإمكانات مختلفة ، تُعِينه على الوفاء بوظيفته ، وأداء مُهمَّته ودوره ، لا بلحاظ عصره فقط ، بل بلحاظ جميع العصور والأزمنة ، وكأن هذه الأشياء يحتاجها في مقام إثبات الحجة على العباد .
ولا بأس هنا أن نشير إلى بعض المميزات التي أعطيت للإمام علي ( عليه السلام ) :

المِيزة الأولى : علمه ( عليه السلام ) بالأمور الغيبية :

لسنا هنا بصدد الحديث عن علم الإمام علي ( عليه السلام ) ، إذ أن ذاك بحث مستقل ينبغي التعرض له ، وبيان ما هو جهة الارتباط بينه وبين الحق ، وما هي النكتة في كثرة تأكيده على علمه ( عليه السلام ) ، وكثرة ما ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك ، ومفاخرة أبنائه بذلك .
وإنما نود هنا بيان مدى الارتباط بين الجانب الغيبي في علم الإمام علي ( عليه السلام ) وبين الاصطفاء الإلهي لتحقيق أهدافه .
إذ من الواضح أن علياً ( عليه السلام ) بحاجة لعلم الغيب ، حتى يقوم بمسؤولياته الكبرى ، فمن الضروري أن يمدُّه الله تعالى به ، لِيَفي بجميع متطلَّباته ، وتحقيق شرائط الحق فيها .
والعلم بالغيب أحد تلك المتطلبات المفروضة ، بل هو أهمُّها ، لأنَّ دين الإسلام صِلة رابطة بين الغيب والشهادة .
فلابد أن يرفد المنتخب للقيام بدور خاص في هذا الدين برصيد يمكنه من أداء دوره ومهمته .
ويمكن تصنيف النصوص الواردة في علم الإمام علي بالغيب إلى مجموعات :

المجموعة الأولى :

ما هو عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن تعداده صفات علي ( عليه السلام ) ، إذ عَدَّ منها علمه بالمغيبات ، وجعل ما عنده من علم كما عند الأنبياء ( عليه السلام ) ، وأن مصدرها عند الجميع هو الله تعالى .
كما في قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( عَليّ عَيبةُ عِلمي ) .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( عَليّ وَارِثُ عِلمي ) .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( عَليّ بَابُ عِلمي ) .
المجموعة الثانية :

ما صدر عن الإمام علي ( عليه السلام ) نفسه ، بإبرازه هذه الصفة ، ليلفتَ بصائر البشرية إلى ماله من موقع خاص في دين الله عزَّ وجلَّ وإعداده من بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لقيادة الأمّة .
ومن ذلك قوله ( عليه السلام ) : ( أنَا الذي عِندي عِلمَ الِكتاب ، وَمَا كَان ومَا يَكُون ) .
وقوله ( عليه السلام ) : ( أنَا الذي عِندي مَفاتيحَ الغَيبِ ، لا يَعلمُها بعدَ مُحمَّدٍ غيري ) .
وقوله ( عليه السلام ) : ( سَلونِي عَن أسرارِ الغيوب ، فإنِّي وارثُ عُلوم الأنبياء والمرسَلين ) .
المجموعة الثالثة :

الإخبارات التي صدرت منه ( عليه السلام ) عن حوادث لم تقع حتى في زمانه ، ثم صدَّقه الواقع فيما أخبر به .
كإخباره ( عليه السلام ) بقتل ابن ملجم ( لعنه الله ) له .
وإخباره ( عليه السلام ) بشهادة ولده الحسين ( عليه السلام ) .
وإخباره ( عليه السلام ) بِمُلك معاوية بعده .
وإخباره ( عليه السلام ) بقتاله الفِرَق الثلاث .
وإخباره ( عليه السلام ) بمجيء ألف فارس لبيعته وهو بذي قَار .
المجموعة الرابعة :

ما ورد عَمَّن عاصره ، حيث يشهدون فيها بإخباره عن المغيَّبات ثم وقعت ، وهذه النصوص طائفة كثيرة ، كما في إخباره رشيد الهجري بشهادته ، وغير ذلك من القضايا .
والحاصل إن هذه الأمور الصادرة عنه ( عليه السلام ) ، وعلمه بالمغيَّبات ، لم يكن لولا وجود رعاية ربَّانية به ( عليه السلام ) .
المِيزة الثانية : كماله ( عليه السلام ) :

سواء في قواه الجسمية ، أو النفسية ، أو العقلية ، أو القدرة الذاتية على التحمّل ومعالجة الأمور لتحقيق المسؤولية الإلهية .
بحيث يمكنه ( عليه السلام ) أن يحقِّق جميع ما يريده في مسئوليته الإلهية ، حتى لو تجاوَزَت هذه القوى الحدود المتعارفة عند الإنسان العادي .
ولتوضيح ذلك نشير لبعض الشواهد على ما ذكرنا :

الشاهد الأول : القوة الجسمية :
يكفينا في هذا المضمار قراءة الغزوات التي خاضها النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكان علي ( عليه السلام ) إلى جانبه ، لنتعرَّف على مدى القوى الجسمية الموجودة عنده ( عليه السلام ) .
وذلك من خلال تلك الشجاعة العجيبة ، كما أنَّ قَلْعَ بابُ خَيبرٍ شاهدٌ حي في التأريخ ، يُجسِّد هذه المقالة .
وقد ورد عنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( واللهِ ما قَلَعتُ بابَ خَيبرٍ بقوةٍ جسمانية ، وإنَّما بقوَّة رَبَّانية ) .
الشاهد الثاني : القوة النفسية :
ويكفينا هنا شاهداً على المدَّعى صبرُه ( عليه السلام ) على الأذى ، وما كان يَلقاه ، وخصوصاً‌ ذلك الصبر على ظُلامة السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) .
يقول العلامة الجشي :
يَا ابنَ عَمِّ النَّبي صَبرُك أنسَى صَبرَ أيّوب في قَديمِ العُصُورِ
ضَاقَ ذِرعاً بأمرِ رَحمة لما جَزَّت الشَّعرَ شَاكياً للخَبِيرِ
وأراكَ اصطبرتَ والقومُ آذوا فَاطماً في عَشيِّها والبُكُورِ
الشاهد الثالث : القوة العقلية :
وهنا تُطالِعُنا مجموعة من الشواهد الكثيرة ، التي تنمُ عن قوَّة عقلية خارقة ، إذ ينقل عنه كثيراً أنه كان يجيب عن المسائل الرياضية المعقَّدة بسرعة ، وهو على ظهر فرسه .
ولقد أجاد صاحب كتاب ( التكامل في الإسلام ) ، عندما استعرض الناحية الرياضية عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وذكر شواهد في بيانه لذلك .
وهنا لا بأس أن نشير بنحو من الإيجاز في هذه الناحية ، لنقطة مُهمَّة في هذه الجهة ، ألا وهي قدرته العقلية في القضاء ، فنقول :
تنقسم قضاياه ( عليه السلام ) إلى قسمين :

1 - القضايا القضائية .
2 - القضايا غير القضائية .
وينقسم كل منهما إلى قسمين :
1 - ما هو مطابق للقاعدة الشرعية .
2 - ما يكون من الأمور النادرة في بابه ، وليس معنى ذلك إلغاء القاعدة الشرعية فيه ، أو عصيانها ، وإنما يُراد منه التوصل بعمل مُعيَّن إلى استنتاج النتيجة بدون حاجة للقاعدة الشرعية ، أو يكون المورد خارجاً عن حدود الشريعة ، وهذا ما يصطلح عليه اليوم في العلم الحديث بعلم الكشف عن الجريمة .
حيث يجعل من النقاط الأساسية مثلاً دراسة الحالة النفسية للمتَّهم ، فيفاجئ بشيء معين يجعله يعترف بالجرم ، وهذا ما استخدمه أبو الحسن ( عليه السلام ) في هذا القسم من القضايا .
وتوجد عليه مجموعة من الشواهد ، كقضية المرأتين حينما اختَصَمَا في طفل ، وقضيَّة العَبدِ وسيِّده ، حينما ادَّعى كل منهما مُلكيَّة الآخر .
وتوجد قضايا أخرى نادرة تشمل أحكاماً قضائية ، أعَمَلَ ( عليه السلام ) فيها ملاحظة الشواهد الخارجية ، كقضية المرأة التي ادَّعت أن أنصاريّاً فجرَ بها ، وقد دفقت بياض بيضة على ثوبها ، ومثلها قضية الغلام الذي ادَّعى على امرأة أنها أمّه وهي تنكره ، فزوَّجه إياها ، فاعترفت بذلك .
والقضايا الواردة في هذا المقام كثيرة ، أكثر من أن تُحصَى ، فمن أراد الاستزادة فعليه بمراجعات قضاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للشيخ التستري .
وأما القسم الأول ، وهو القضايا القضائية المطابقة للقاعدة ، أو غير القضائية المطابقة ، لا نرى حاجة للحديث عنها ، لوضوحها ، ولأن محلَّها هو الفقه ، فلتُطلَب من هناك .
نعم نشير هنا إلى أن هذه الأمور التي تطابق القواعد الشرعية الصادرة منه تُعتَبر مصدراً من مصادر التشريع ، لأن السُّنَّة كما هو مقرَّر في مَحلِّه ، تشمل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، كما تشمل النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
نعم هذا لا يجري في النوادر التي صدرت منه ، كما سَبَق ذِكر بعض الأمثلة لكونها من مختصَّاته ( عليه السلام ) .
الميزة الثالثة : قدرته ( عليه السلام ) الخارقة :

فإنه ( عليه السلام ) قادر على التصرف الذي يريده في الأشياء ، حتى لو استلزم ذلك خرق النواميس الطبيعية ، وهذا هو المعبَّر عنه بالولاية التكوينية .
ولسْنا هنا بِصدَد الحديث عنها ، وذكر الأدلة الدالة عليها ، فإنَّ لذلك مَحلَّه الذي يطلب منه .
بل إنَّ غرضنا ينصبُّ في ذكر شيء من الشواهد الموجودة في تلك السيرة المباركة لهذه الشخصية المنتجبة .
فمن تلك الشواهد نذكر ما يلي :

أولها :
رَدّ الشمس له ( عليه السلام ) مرَّتين ، وهذا أمر معروف ، تعرَّضت له كتب الفريقين ، ونحن في غِنىً عن ذكر تفاصيله .
وما يقال من الإشكال والتأمل في مثل هذه الكرامة مدفوع بأدنى تأمّل ، ولتحقيقه مجال آخر .
ثانيها :
قِصة الغراب مع خفِّه ، فقد ذكر العلامة المجلسي عن أبي الرعل المرادي ، أنه : قدم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فتطهَّر للصلاة ، فنزع خفَّه ، فانسابَت فيه أفعى ، فلمَّا دعا ليلبسه انقض غراب فحلَّق به ، ثم ألقاهُ ، فخرجَت الأفعى منه .
ثالثها :
قصة جويرية بن مسهر ، عندما عزم على الخروج فقال ( عليه السلام ) له : ( أمَا أنَّه سيعرض لك في طريقك أسَد ) .
قال : فما الحيلة ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( تُقرِأه السَّلام ، وتخبره أنِّي أعطيتُك منه الأمَان ) .
فبينما هُوَ يسير إذ أقبل نحوه أسد ، فقال : يا أبا حارث إنَّ أمير المؤمنين يُقرئُك السلام ، وأنه قد أمَّنَني منك ، فولَّى وهمهم خمساً .
فلما رجع حَكى ذلك لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( فإنَّه قَال لَكَ فأقرِأْ وصيَّ مُحمَّدٍ مِنِّي السلام ، وعقد بِيَده خمساً ) .
إلى غير ذلك من الشواهد الكثيرة التي يراها المُتَتَبِّع في الكتب المُعَدَّة لذلك .
الميزة الرابعة : ضمان الاستجابة الإلهية لدعائه ( عليه السلام ) في المُهِمَّات :

فقد ثبت بِطُرق كثيرة معتَبَرة استجابة دعائه ( عليه السلام ) في بسر بن أرطأة باختلاط عقله .
وكذا استجابة دعائه ( عليه السلام ) على جاسوس معاوية فعمي .
وكذا في دعائه ( عليه السلام ) على طَلحَة والزبير ، بأن يُقتَلا بأذلِّ حَالة ، وقد استجيب دعاؤه .
وكذا دعاؤه على مُنكِري بيعة الغدير ، فأصيبُوا بالبرص أو العمى ، إلى غير ذلك مِمَّا يجده المتتبع في الكتب الموضوعة لذلك .
هذا هو أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، الذي قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( عَليٌّ مَعَ الحَقِّ ، والحَقُّ مَع عَليٍّ ، يَدُورُ مَعهُ حَيثُ دَارَ ) .


فَلا ينفكَّان ، ولا يبتعدان عن بعضهما البعض ، بل هُما متلازمان معاً دائماً وأبداً .
.................................................. ..................................................

melika
19-09-2008, 10:09 AM
علي ( عليه السلام ) مع الحق والحق مع علي ( عليه السلام )

http://img.tebyan.net/big/1386/10/578232253711815310684171112180183233225113.jpg (http://www.tebyan.com/bigimage.aspx?img=http://img.tebyan.net/big/1386/10/22610175638727252426218412116041127230.jpg)
لنتعرَّف على الحق :

يقف الإسلام من أيِّ مفهوم أحد مواقف ثلاثة :
1 - إمَّا أن يرفضه تماماً كـ( الدعارة ) .
2 - وإمَّا أن يجري عليه تعديلاً ، حتى يغدو متناسباً مع المفاهيم الإسلامية كـ( الحُريَّة ) .
3 - وإمَّا أن يقرُّه كما هو كـ( المروءة ) ، لأنَّه من صُلبِ مَفاهيمه .
فالدعارة وهي الفحش في القول وفي العمل مرفوضة إسلاميّاً ، لأنَّها تتعارض مع المنهج الأخلاقي الإسلامي ، الذي يقوم على عِفَّة اللسان ، كما يؤكِّد على عِفَّة الفرج لدى الجنسين .
والحريَّة في الإسلام ليست كالحريَّة في الغرب ، فهي هناك – في الغرب – منفلتة ، وإن وُضِعت لها بعض الحدود والضوابط البسيطة .
لكنَّها في الإسلام حريَّة ملتزمة ومسؤولة ، ومُدافَعٌ عنها من قبل الإسلام نفسه في تحرير الإنسان من جميع القيود التي تُكبِّله .
فالإسلام يمنع الإنسان من تناول المخدرات ، لأنَّ في ذلك إساءة لشخصيته وصحَّته ، ولعلاقته بالآخرين .
وهذا المنع ليس قيداً ضدَّ الحريَّة ، وإنَّما هو إجراء احترازي لحماية الحريَّة ، فالإدمان سواء على المخدرات أو على غيرها قَيدٌ يأسِّرُ الإنسان ، ويحدُّ من فعالياته الإيجابية .
وأيّ ضعف يُبديه الإنسان أمام رغبة جامحة ، أو حاجة مذلِّة ، أو قوَّة ضاغطة ، يجعله مقيَّداً ، ويقلِّص من مساحة عِزَّته وكرامته ، واستقلاله وحريَّته .
وقد أراد الله له أن يكون عبداً له فقط ، ولا عبودية أخرى أيّاً كان شكلها .
وبمعنى آخر ، فإنَّ الحريَّة في الإسلام هي الفُسْحة الفَسيحة التي تتحرَّك فيها دون أن تجرَّ حركتك أيّ أذىً نفسي أو جسدي ، شخصي أو اجتماعي .
وبالتالي فما يسمَّى بـ( الخطوط الحمر ) أو الممنوعات أو المحرَّمات في الإسلام ليست كوابح للحريَّة ، وإنَّما كوابح للعدوان على الذات وعلى الغَير .
وأمَّا إقرار المروءة ، وهي تعبير مَرِن وواسع عن إنسانية الإنسان ، فلأنَّ الإسلام هو دِين المروءة .


وحينما جاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الجزيرة العربية بالدين الجديد ، كانت هناك أمثلة رائعة للمروءة ، فأقرَّها ، وحافظ عليها ، ونمَّاها .
ومنها مثلاً : إكرام الضيف ، ورعاية حقوق الجار ، وإغاثة الملهوف ، ونصرة المظلوم .
لكنَّ المفاهيم لا تبقى على حالها دائماً ، فهي تتعرَّض إلى التشويه والتشويش بين حين وآخر ، فتبدو تارة غائمة ، وتارة قلقة ، وتارة تلبس لباساً مغايراً للأصل ، وهو ما نسمِّيه بـ( المفاهيم المغلوطة ) ، أو ( المفاهيم الخاطئة ) .
ولذلك أسبابه : فقد يكون الجو الاجتماعي أو السياسي الحاكم ضاغطاً في تحريف المفاهيم ، وقلبها عن مواضعها الصحيحة ، فتلتبس على الناس .
حتى أنَّ شخصاً جاء إلى الإمام علي ( عليه السلام ) في إحدى المعارك التي وقعت بين فِئتين من المسلمين ، وقد اختلطت عليه الأمور ، وصعب الفرز والتمييز بين مَنْ هُم أهلُ الحقِّ ؟ ومَنْ هُم أهلُ الباطلِ ؟
فقال له ( عليه السلام ) : ( يَا هَذا ، إنَّك لَملبوسٌ عَليك - أي أنَّ الأمور مُلتبِسة عندك - ، اِعرفِ الحقَّ تعرف أهلَه ، واعرفِ الباطلَ تعرف أهلَه ) .
وقال ( عليه السلام ) في موضع آخر : ( يُعرَف الرجالُ بالحقِّ ولا يُعرَف الحقُّ بالرجال ) .
وهذا يعني أنَّ مفهوم الحق إذا كان واضحاً في ذِهني عرفت مَنْ هُم أهلُ الحق وإن قَلّوا ، وعرفت أهل الباطل وإن كَثروا .
فإذا تحدَّد مفهوم الحق في أنَّ الله هو الحق ، وأنَّ كل ما أنزله علينا هو الحق ، وكل مَنْ أرسله إلينا هو الحق ، فيكون كل ما هو خارج ذلك ليس بحق .
وقد تكون النُصوص قَلقة في أذهان الناس ، فيفسِّرونها بحسب أهوائهم ، ووِفق أمزجتهم ، فيأتي التطبيق منحرفاً ، لأنَّ الفهم كان مشوَّشاً ولم يَقُم على دليل قاطع ، وإن استند إلى النص .
فذاك الذي كان يسرق ليطعم الجياع والفقراء ، يُجيب السائل المعترض على فعلته : أنا أتماشَى مع منطِق القرآن ، فالقرآن يقول : ( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا ) الأنعام 160 .
فأنا حينما أسرق أرتكبُ سيِّئة ، وحين أتصدَّق على الفقراء والمساكين أحصل على عشر حسنات ، فإذا طرحت الواحد من العشرة بقي تسعة ، وبالنتيجة أنا الرابح .
فهذا تشويه صريح لمفهوم الحسنة القرآني ، فالله إنَّما يتقبَّل من المتَّقين المحسنين الصالحين ، الذين لا يخلطون عملاً صالحاً وآخر سيِّئاً .
والإسلام يرفض الشعار الميكافيلي : ( الغاية تبرِّر الوسيلة ) ، إلا في حالات استثنائية نادرة ومحدودة ، تقتضيها الضرورة أو المصلحة الإسلامية .

فعندما ينقلب العنوان أو يتغيَّر ، فإنّ الحكم يتغير أيضاً ، فالكذب حرام لكنه في حالات الإصلاح بين الأخوين أو الزوجين مُباح ، ولأنَّ المصلحة في الكذب هنا أكبر من المفسدة .
وهناك مَنْ يشوِّه المفهوم ليعيش من خلال ذلك ، لأنَّه لو بقي المفهوم سالماً مُعافىً من التشويه لما استطاع أن يرتزق منه ، كمن يعتبر الشطارة ، والذكاء ، والدهاء ، هو أن يتلاعب بعقول ومشاعر الناس ، ويستدرجهم إلى حيث ما تهوى مآربه ، ويبتزّهم بالخداع ، والمكر ، والتمويه .
ورُبَّما يشوِّه المفهوم من خلال تجريده عن التطبيق ، أي أن تكون صورته في الذهن غير صورته التي في الواقع .
فالعدل مفهوم إسلامي أصيل ، ولكنَّ البعض من الناس يرى أنَّه المساواة ، والحال أنَّ كل مساواة عدل ، وليس كل عدل مساواة .
فالعدل أن لا يتساوى عندك المحسن والمسيء ، فإذا وجد المُحسن عندك المكافأة ، والمسيء العقوبة ، فأنت عادل ، أمَّا إذا ساويت بينهما في المكافأة ، أو في العقوبة فقد ظلمت أحدهما في الحالين .
من هم أهل الحق ؟
بعد أن تعرَّفنا على الحق فلنفتِّش عن أهله ، ولنأخذ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وندقق في امتيازاته ، ونقول : يحتاج ولي الله إلى امتلاك وسائل وقابليَّات وإمكانات مختلفة ، تُعِينه على الوفاء بوظيفته ، وأداء مُهمَّته ودوره ، لا بلحاظ عصره فقط ، بل بلحاظ جميع العصور والأزمنة ، وكأن هذه الأشياء يحتاجها في مقام إثبات الحجة على العباد .
ولا بأس هنا أن نشير إلى بعض المميزات التي أعطيت للإمام علي ( عليه السلام ) :

المِيزة الأولى : علمه ( عليه السلام ) بالأمور الغيبية :

لسنا هنا بصدد الحديث عن علم الإمام علي ( عليه السلام ) ، إذ أن ذاك بحث مستقل ينبغي التعرض له ، وبيان ما هو جهة الارتباط بينه وبين الحق ، وما هي النكتة في كثرة تأكيده على علمه ( عليه السلام ) ، وكثرة ما ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك ، ومفاخرة أبنائه بذلك .
وإنما نود هنا بيان مدى الارتباط بين الجانب الغيبي في علم الإمام علي ( عليه السلام ) وبين الاصطفاء الإلهي لتحقيق أهدافه .
إذ من الواضح أن علياً ( عليه السلام ) بحاجة لعلم الغيب ، حتى يقوم بمسؤولياته الكبرى ، فمن الضروري أن يمدُّه الله تعالى به ، لِيَفي بجميع متطلَّباته ، وتحقيق شرائط الحق فيها .
والعلم بالغيب أحد تلك المتطلبات المفروضة ، بل هو أهمُّها ، لأنَّ دين الإسلام صِلة رابطة بين الغيب والشهادة .
فلابد أن يرفد المنتخب للقيام بدور خاص في هذا الدين برصيد يمكنه من أداء دوره ومهمته .
ويمكن تصنيف النصوص الواردة في علم الإمام علي بالغيب إلى مجموعات :

المجموعة الأولى :

ما هو عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن تعداده صفات علي ( عليه السلام ) ، إذ عَدَّ منها علمه بالمغيبات ، وجعل ما عنده من علم كما عند الأنبياء ( عليه السلام ) ، وأن مصدرها عند الجميع هو الله تعالى .
كما في قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( عَليّ عَيبةُ عِلمي ) .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( عَليّ وَارِثُ عِلمي ) .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( عَليّ بَابُ عِلمي ) .
المجموعة الثانية :

ما صدر عن الإمام علي ( عليه السلام ) نفسه ، بإبرازه هذه الصفة ، ليلفتَ بصائر البشرية إلى ماله من موقع خاص في دين الله عزَّ وجلَّ وإعداده من بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لقيادة الأمّة .
ومن ذلك قوله ( عليه السلام ) : ( أنَا الذي عِندي عِلمَ الِكتاب ، وَمَا كَان ومَا يَكُون ) .
وقوله ( عليه السلام ) : ( أنَا الذي عِندي مَفاتيحَ الغَيبِ ، لا يَعلمُها بعدَ مُحمَّدٍ غيري ) .
وقوله ( عليه السلام ) : ( سَلونِي عَن أسرارِ الغيوب ، فإنِّي وارثُ عُلوم الأنبياء والمرسَلين ) .
المجموعة الثالثة :

الإخبارات التي صدرت منه ( عليه السلام ) عن حوادث لم تقع حتى في زمانه ، ثم صدَّقه الواقع فيما أخبر به .
كإخباره ( عليه السلام ) بقتل ابن ملجم ( لعنه الله ) له .
وإخباره ( عليه السلام ) بشهادة ولده الحسين ( عليه السلام ) .
وإخباره ( عليه السلام ) بِمُلك معاوية بعده .
وإخباره ( عليه السلام ) بقتاله الفِرَق الثلاث .
وإخباره ( عليه السلام ) بمجيء ألف فارس لبيعته وهو بذي قَار .
المجموعة الرابعة :

ما ورد عَمَّن عاصره ، حيث يشهدون فيها بإخباره عن المغيَّبات ثم وقعت ، وهذه النصوص طائفة كثيرة ، كما في إخباره رشيد الهجري بشهادته ، وغير ذلك من القضايا .
والحاصل إن هذه الأمور الصادرة عنه ( عليه السلام ) ، وعلمه بالمغيَّبات ، لم يكن لولا وجود رعاية ربَّانية به ( عليه السلام ) .
المِيزة الثانية : كماله ( عليه السلام ) :

سواء في قواه الجسمية ، أو النفسية ، أو العقلية ، أو القدرة الذاتية على التحمّل ومعالجة الأمور لتحقيق المسؤولية الإلهية .
بحيث يمكنه ( عليه السلام ) أن يحقِّق جميع ما يريده في مسئوليته الإلهية ، حتى لو تجاوَزَت هذه القوى الحدود المتعارفة عند الإنسان العادي .
ولتوضيح ذلك نشير لبعض الشواهد على ما ذكرنا :

الشاهد الأول : القوة الجسمية :
يكفينا في هذا المضمار قراءة الغزوات التي خاضها النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكان علي ( عليه السلام ) إلى جانبه ، لنتعرَّف على مدى القوى الجسمية الموجودة عنده ( عليه السلام ) .
وذلك من خلال تلك الشجاعة العجيبة ، كما أنَّ قَلْعَ بابُ خَيبرٍ شاهدٌ حي في التأريخ ، يُجسِّد هذه المقالة .
وقد ورد عنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( واللهِ ما قَلَعتُ بابَ خَيبرٍ بقوةٍ جسمانية ، وإنَّما بقوَّة رَبَّانية ) .
الشاهد الثاني : القوة النفسية :
ويكفينا هنا شاهداً على المدَّعى صبرُه ( عليه السلام ) على الأذى ، وما كان يَلقاه ، وخصوصاً‌ ذلك الصبر على ظُلامة السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) .
يقول العلامة الجشي :
يَا ابنَ عَمِّ النَّبي صَبرُك أنسَى صَبرَ أيّوب في قَديمِ العُصُورِ
ضَاقَ ذِرعاً بأمرِ رَحمة لما جَزَّت الشَّعرَ شَاكياً للخَبِيرِ
وأراكَ اصطبرتَ والقومُ آذوا فَاطماً في عَشيِّها والبُكُورِ
الشاهد الثالث : القوة العقلية :
وهنا تُطالِعُنا مجموعة من الشواهد الكثيرة ، التي تنمُ عن قوَّة عقلية خارقة ، إذ ينقل عنه كثيراً أنه كان يجيب عن المسائل الرياضية المعقَّدة بسرعة ، وهو على ظهر فرسه .
ولقد أجاد صاحب كتاب ( التكامل في الإسلام ) ، عندما استعرض الناحية الرياضية عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وذكر شواهد في بيانه لذلك .
وهنا لا بأس أن نشير بنحو من الإيجاز في هذه الناحية ، لنقطة مُهمَّة في هذه الجهة ، ألا وهي قدرته العقلية في القضاء ، فنقول :
تنقسم قضاياه ( عليه السلام ) إلى قسمين :

1 - القضايا القضائية .
2 - القضايا غير القضائية .
وينقسم كل منهما إلى قسمين :
1 - ما هو مطابق للقاعدة الشرعية .
2 - ما يكون من الأمور النادرة في بابه ، وليس معنى ذلك إلغاء القاعدة الشرعية فيه ، أو عصيانها ، وإنما يُراد منه التوصل بعمل مُعيَّن إلى استنتاج النتيجة بدون حاجة للقاعدة الشرعية ، أو يكون المورد خارجاً عن حدود الشريعة ، وهذا ما يصطلح عليه اليوم في العلم الحديث بعلم الكشف عن الجريمة .
حيث يجعل من النقاط الأساسية مثلاً دراسة الحالة النفسية للمتَّهم ، فيفاجئ بشيء معين يجعله يعترف بالجرم ، وهذا ما استخدمه أبو الحسن ( عليه السلام ) في هذا القسم من القضايا .
وتوجد عليه مجموعة من الشواهد ، كقضية المرأتين حينما اختَصَمَا في طفل ، وقضيَّة العَبدِ وسيِّده ، حينما ادَّعى كل منهما مُلكيَّة الآخر .
وتوجد قضايا أخرى نادرة تشمل أحكاماً قضائية ، أعَمَلَ ( عليه السلام ) فيها ملاحظة الشواهد الخارجية ، كقضية المرأة التي ادَّعت أن أنصاريّاً فجرَ بها ، وقد دفقت بياض بيضة على ثوبها ، ومثلها قضية الغلام الذي ادَّعى على امرأة أنها أمّه وهي تنكره ، فزوَّجه إياها ، فاعترفت بذلك .
والقضايا الواردة في هذا المقام كثيرة ، أكثر من أن تُحصَى ، فمن أراد الاستزادة فعليه بمراجعات قضاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للشيخ التستري .
وأما القسم الأول ، وهو القضايا القضائية المطابقة للقاعدة ، أو غير القضائية المطابقة ، لا نرى حاجة للحديث عنها ، لوضوحها ، ولأن محلَّها هو الفقه ، فلتُطلَب من هناك .
نعم نشير هنا إلى أن هذه الأمور التي تطابق القواعد الشرعية الصادرة منه تُعتَبر مصدراً من مصادر التشريع ، لأن السُّنَّة كما هو مقرَّر في مَحلِّه ، تشمل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، كما تشمل النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
نعم هذا لا يجري في النوادر التي صدرت منه ، كما سَبَق ذِكر بعض الأمثلة لكونها من مختصَّاته ( عليه السلام ) .
الميزة الثالثة : قدرته ( عليه السلام ) الخارقة :

فإنه ( عليه السلام ) قادر على التصرف الذي يريده في الأشياء ، حتى لو استلزم ذلك خرق النواميس الطبيعية ، وهذا هو المعبَّر عنه بالولاية التكوينية .
ولسْنا هنا بِصدَد الحديث عنها ، وذكر الأدلة الدالة عليها ، فإنَّ لذلك مَحلَّه الذي يطلب منه .
بل إنَّ غرضنا ينصبُّ في ذكر شيء من الشواهد الموجودة في تلك السيرة المباركة لهذه الشخصية المنتجبة .
فمن تلك الشواهد نذكر ما يلي :

أولها :
رَدّ الشمس له ( عليه السلام ) مرَّتين ، وهذا أمر معروف ، تعرَّضت له كتب الفريقين ، ونحن في غِنىً عن ذكر تفاصيله .
وما يقال من الإشكال والتأمل في مثل هذه الكرامة مدفوع بأدنى تأمّل ، ولتحقيقه مجال آخر .
ثانيها :
قِصة الغراب مع خفِّه ، فقد ذكر العلامة المجلسي عن أبي الرعل المرادي ، أنه : قدم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فتطهَّر للصلاة ، فنزع خفَّه ، فانسابَت فيه أفعى ، فلمَّا دعا ليلبسه انقض غراب فحلَّق به ، ثم ألقاهُ ، فخرجَت الأفعى منه .
ثالثها :
قصة جويرية بن مسهر ، عندما عزم على الخروج فقال ( عليه السلام ) له : ( أمَا أنَّه سيعرض لك في طريقك أسَد ) .
قال : فما الحيلة ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( تُقرِأه السَّلام ، وتخبره أنِّي أعطيتُك منه الأمَان ) .
فبينما هُوَ يسير إذ أقبل نحوه أسد ، فقال : يا أبا حارث إنَّ أمير المؤمنين يُقرئُك السلام ، وأنه قد أمَّنَني منك ، فولَّى وهمهم خمساً .
فلما رجع حَكى ذلك لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( فإنَّه قَال لَكَ فأقرِأْ وصيَّ مُحمَّدٍ مِنِّي السلام ، وعقد بِيَده خمساً ) .
إلى غير ذلك من الشواهد الكثيرة التي يراها المُتَتَبِّع في الكتب المُعَدَّة لذلك .
الميزة الرابعة : ضمان الاستجابة الإلهية لدعائه ( عليه السلام ) في المُهِمَّات :

فقد ثبت بِطُرق كثيرة معتَبَرة استجابة دعائه ( عليه السلام ) في بسر بن أرطأة باختلاط عقله .
وكذا استجابة دعائه ( عليه السلام ) على جاسوس معاوية فعمي .
وكذا في دعائه ( عليه السلام ) على طَلحَة والزبير ، بأن يُقتَلا بأذلِّ حَالة ، وقد استجيب دعاؤه .
وكذا دعاؤه على مُنكِري بيعة الغدير ، فأصيبُوا بالبرص أو العمى ، إلى غير ذلك مِمَّا يجده المتتبع في الكتب الموضوعة لذلك .
هذا هو أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، الذي قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( عَليٌّ مَعَ الحَقِّ ، والحَقُّ مَع عَليٍّ ، يَدُورُ مَعهُ حَيثُ دَارَ ) .


فَلا ينفكَّان ، ولا يبتعدان عن بعضهما البعض ، بل هُما متلازمان معاً دائماً وأبداً .

melika
19-09-2008, 10:11 AM
تفضيل الإمام علي ( عليه السلام ) على من سواه

http://img.tebyan.net/big/1386/10/221392121312531942189916817191374111516247.jpg (http://www.tebyan.com/bigimage.aspx?img=http://img.tebyan.net/big/1386/10/146243862346021020389231781394015213017323.jpg)
يمكننا الاستدلال على تفضيل الإمام علي ( عليه السلام ) على من سوى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بالأدلة الآتية :
الدليل الأول : آية المُبَاهَلَة :

لما دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصارى نَجْران إلى المُباهلة ، ليوضِّح عن حقه ويُبَرهن على ثبوت نُبوّته ، ويدل على عنادهم في مخالفتهم له ، بعد الذي أقامه من الحجة عليهم ، جعل علياً ( عليه السلام ) في مرتبته ، وحكم بأنه عَدله ، وقضى له بأنه نفسه ، ولم يُقلِّل من مرتبته في الفضل ، وساوى بينه وبينه .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) مخبراً عن رَبِّه عزَّ وجلَّ : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ الله عَلَى الْكاذِبِينَ ) آل عمران : 61
فدعا ( صلى الله عليه وآله ) الحسن والحسين ( عليهما السلام ) للمباهلة ، فكانا ابنيه في ظاهر اللفظ ، ودعا فاطمة ( عليها السلام ) وكانت المُعبَّرُ عنها بـ ( نِسَاءنَا ) ، ودعا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فكان المحكوم له بأنه نفس النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وإذ كان لا يصح دعاء الإنسان نفسه إلى نفسه ولا إلى غيره ، فلم يَبقَ إلا أنه ( صلى الله عليه وآله ) أراد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للتعبير عن النفس ، وإفادة المثل ، والنظير ، ومن يحلّ منه في العِزِّ والإكرام ، والمَودَّة والصيانة ، والإيثار والإعظام والإجلال .
و لو لم يدل من خارج دليل على أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أفضل من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لَقَضى هذا الاعتبار بالتساوي بينهما في الفضل والرتبة ، ولكن الدليل أخرجَ ذلك وبقي ما سواه بمقتضاه .
الدليل الثاني : حُبّه ( عليه السلام ) :

جعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حب علي ( عليه السلام ) حبّاً له وبالعكس .
ومن ذلك أنه ( صلى الله عليه وآله ) جعل حكم موالي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كحكم مواليه ( صلى الله عليه وآله ) ، وحكم معادي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كحكم معاديه ( صلى الله عليه وآله ) ، ولم يجعل بينهما فصلاً بحال ، وكذلك الحُكم في بُغضه وَوِدِّه ( عليه السلام ) .
وقد علمنا أنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يضع الحكم في ذلك للمُحاباة ، بل وضعه على الاستحقاق ووجوب العدل في القضاء .
الدليل الثالث : حديث الطائر المشوي :

وهو الحديث المروي في كتب الفريقين عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : ( اللَّهُمَّ ائتِني بأحبِّ خَلقِكَ إليكَ يَأكل مَعي من هَذا الطائر ) .
فجاء علي ( عليه السلام ) ، فلما بَصر به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( وَإِليَّ ) – يعني : أحبّ الخلق إلى الله تعالى وإليه ( صلى الله عليه وآله ) – .
وقد علمنا أن محبة الله تعالى لخلقه إنما هي ثوابه لهم ، وتعظيمه إياهم ، وإكباره وإجلاله لهم .
وإذا ثبت أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أحب الخلق إلى الله تعالى ، فقد وضح أنه أعظمهم ثواباً عند الله وأكرمهم عليه ، و ذلك لا يكون إلا بكونه أفضلهم عملاً ، وأرضاهم فعلاً ، وأجَلّهم في مراتب العابدين .


الدليل الرابع : مقامه ( عليه السلام ) يوم القيامة :
عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يلي معه الحوض يوم القيامة ، ويحمل بين يديه لواء الحمد إلى الجنة .
وأنه ( عليه السلام ) قَسيم الجنة والنار ، وأنه يعلو معه في مراتب المنبر المنصوب له يوم القيامة للمآب .
وأنه لا يجوز الصراط يوم القيامة إلا من معه براءة من علي ( عليه السلام ) من النار ، وأن ذريته الأئمة الأبرار ( عليهم السلام ) يومئذٍ أصحاب الأعراف .
و قد ثبت أن القيامة محل الجزاء ، وأن الترتيب في الكرامة فيها بحسب الأعمال ، ومقامات الهوان فيها على الاستحقاق بالأعمال .
الدليل الخامس : الأخبار الواردة عن الشيعة بالأفضلية :

<H2>وهي كثيرة ، نذكر منها ما يلي :

</H2>1 - قول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( أما والله ، لو لم يَخلُق الله علي بن أبي طالب لما كان لفاطمة بِنت رسول الله كفء من الخلق ، آدم فمن دونه ) .
2 - وقوله ( عليه السلام ) : ( كانَ يوسُف بن يعقوب نبي بن نبي بن نبي بن خليل الله وكان صِدِّيقاً رسولاً ، وكان والله أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أفضلُ منه ) .
3 - وقوله ( عليه السلام ) وقد سُئل عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما كانت منزلته من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( لَم يَكُن بَينَهُ وبينَه فضلٌ سِوى الرِّسالة التي أورَدَها ) .
4 - قول الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) جميعاً بالآثار المشهورة ، مثل قولهم : ( لولا رسولُ الله وعلي بن أبي طالب لم يخلق الله سماءً ولا أرضا ، ولا جَنَّة ولا ناراً ) .
وهذا يفيد فضلهما ، وتعلق الخلق في مصالحهم بمعرفتهما ، والطاعة والتعظيم والإجلال لهما ( عليهما السلام ) .
الدليل السادس : الأخبار الواردة عن السنَّة بالأفضلية :

1 - روت العامة من طريق جابر بن عبد الله الأنصاري وأبي سعيد الخدري ( رحمهما الله ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : ( عَليّ خَيرُ البَشَر ) .
2 - روي عن عائشة أنها قالت في الخوارج حين ظهر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عليهم وقَتَلَهُم : ما يمنَعُني مما بيني وبين علي بن أبي طالب أن أقول فيه ما سمعته من رسول الله فيه وفيهم ، سمعتُه يقول : ( هُمْ شَرّ الخَلْق والخَليقَة ، يَقتُلُهم خَيرُ الخَلَق والخَليقَة ) .
3 – روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( عَليّ سَيِّدُ البَشَر ، لا يَشُكّ فيه إِلا كَافِر ) .
وغيرها من الأخبار الكثيرة التي وردت عند العامة .
الدليل السابع : جهاده ( عليه السلام ) :

إذا كان الإسلام أفضل الأديان لأنه أعَم مصلحة للعباد ، كان العملُ في تأييد شرائعه أفضل الأعمال .
وكان الإمام ( عليه السلام ) هو الناصر والمعين للنبي ( صلى الله عليه وآله ) فاقتضى ذلك فضله على كافة من فَاتَه ذلك من السالفين ومن الأمم المتأخرين .

melika
19-09-2008, 10:14 AM
<H1>معانات الإمام علي ( عليه السلام ) وأهل بيته من معاوية

http://img.tebyan.net/big/1386/07/645218112214486204189625521222721195102126.jpg
سخَّر معاوية جميع أجهزته للحطِّ من قيمة أهل البيت ( عليهم السلام ) الذين هم وديعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والعصب الحساس في هذه الأمة .
وقد استخدام أخطر الوسائل في محاربتهم ، وإقصائهم عن واقع الحياة الإسلامية ، وكان من بين ما استخدمه في ذلك ما يلي :
أولاً : تسخير الوعاظ :

فسخَّر معاوية الوعاظ في جميع أنحاء البلاد ، لِيحوِّلوا القلوب عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ويذيعوا الأضاليل في انتقاصهم تدعيماً للحكم الأموي .
ثانياً : استخدام معاهد التعليم :

واستخدم معاوية معاهد التعليم وأجهزة الكتاتيب لتغذية الناشئين بِبُغضِ أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وخلق جيل مُعادٍ لَهُم .
وقد قامت تلك الأجهزة بدور خطير في بَثِّ روح الكراهية في نفوس الناشئين لِعِترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
ثالثاً : افتعال الأخبار :

وأقام معاوية شبكة لوضع الأخبار ، وكانت تعد من أخطر الشبكات التخريبية في الإسلام .
فعهد إليها بوضع الأحاديث على لِسَان النبي ( صلى الله عليه وآله ) لِلحَطِّ من قيمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
أما الأعضاء البارزون الذين سخَّرهم معاوية في تلك الشبكات التخريبية فهم :
1 - أبو هريرة الدُّوسي .
2 - سمرة بن جندب .
3 - عمرو بن العاص .
4 - المغيرة بن شعبة .
وقد افتعلوا آلاف الأحاديث على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وقد كانت عِدَّة طوائف مختلفة ، وذلك بحسب التخطيط السياسي للدولة ، هي :
الطائفة الأولى :
وضع الأخبار في فضل الصحابة ، لجعلهم قِبَال أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقد عَدَّ الإمام الباقر ( عليه السلام ) أكثر من مِائة حديث منها :
1 - ( إنَّ عُمَر مُحدَّث ) ، - بصيغة المفعول - ، أي : تُحدِّثُه الملائكة .
2 - إن السَّكِينة تُنطق على لِسان عُمر .
3 - إنَّ عُمَر يُلقِّنُه المَلَك .
4 - إن المَلائكة لَتَستحي من عُثمان .
كما وضعوا في فضل الصحابة الأحاديث المماثلة للأحاديث النبوية في فضل العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) ، مثلاً : ( إنَّ سيدَي كُهول أهل الجنة أبو بكر وعمر ) .
وقد قال ( صلى الله عليه وآله ) عن الحسن والحسين ( عليهما السلام ) : ( الحَسن والحُسَين سيدا شباب أهل الجنة ) .
الطائفة الثانية :
وضع الأخبار في ذمِّ العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) ، والحطِّ من شأنها .
فقد أعطى معاوية سمرة بن جندب أربع مِائة ألف درهم على أن يخطب في أهل الشام ، ويروي لهم أن الآية الكريمة نزلت في الإمام علي ( عليه السلام ) ، وهي قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيوةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ) البقرة 204 - 205 .
فروى لهم سمرة ذلك ، وأخذ العِوَض الضخم من بيت مال المسلمين .
ومِمَّا رووا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال في آل أبي طالب : ( إن آل أبي طالب ليسوا بأولياء لي ، إنما وليِّي اللهُ وصالحُ المؤمنين ) .
وروى الأعمش أنه لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة ( سنة 41 هـ ) جاء إلى مسجد الكوفة ، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جَثَا على ركبتيه ، ثم ضرب صَلعته مراراً ، وقال : ( يا أهل العراق أتزعمون أني أكذب على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأحرق نفسي بالنار ؟!! لقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :
( إنَّ لكل نبيٍّ حَرماً ، وإِنَّ حَرمي بالمدينة ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيهما حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وأشهد بالله أن عَلياً أحدث فيها ) ، فلما بلغ معاوية قوله ، أجازه وأكرمه ، وولاَّه إمارة المدينة .
إلى كثير من أمثال هذه الموضوعات التي تقدح في العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) التي هي مصدر الوعي والإحساس في العالم الإسلامي .
الطائفة الثالثة :
افتعال الأخبار في فضل معاوية ، لمحو العار الذي لحقه ولحق أباه وأسرته في مناهضتهم للإسلام .
وإخفاء ما أُثِر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في ذَمِّهم ، وهذه بعض الأخبار المفتعلة :
1 - قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( معاوية بن أبي سفيان أحْلَم أُمَّتي وأجودها ) .
2 - قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( صاحبُ سِرِّي معاوية بن أبي سفيان ) .
3 - قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( اللَّهُمَّ عَلِّمهُ الكتاب - يعني معاوية - ، وقِهِ العذاب ، وأدخله الجنة ) .
4 - قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقبلوه ، فإنه أمين هذه الأمة ) .
إلى غير ذلك من الأحاديث الموضوعة ، التي تعكس الصراع الفكري ضد الإسلام عند معاوية ، وأنه حاول جاهداً مَحْو هذا الدين والقضاء عليه .
وقد امتُحِن المسلمون امتحاناً عسيراً بهذه الموضوعات التي دُوِّنت في كتب السنة ، وظنَّ الكثيرون من المسلمين أنها حق .
فأضفوا على معاوية ثوب القداسة ، وألحقوه بالرعيل الأول من الصحابة المتحرِّجين في دينهم ، وهم من دون شَكٍّ لو علموا واقعها لتبرَّؤوا منها ، كما يقول المدايني .
ولم تقتصر الموضوعات على تقديس معاوية والحطِّ من شان أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وإنما تدخلت في شؤون الشريعة ، فأُلصقت بها المتناقضات والمستحيلات ، مِمَّا شوَّهت الواقع الإسلامي ، وأفسدت عقائد المسلمين .
سَبّ الإمام علي ( عليه السلام ) :
وتمادى معاوية في عدائه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فأعلَنَ سَبَّه ولعنه في نواديه العامة والخاصة ، وأوعز إلى جميع عُمَّاله وولاته أن يذيعوا سَبَّه بين الناس .
وسرى سَبُّ الإمام ( عليه السلام ) في جميع أنحاء العالم الإسلامي .
وقد خطب معاوية في أهل الشام فقال لهم : ( أيها الناس ، إن رسول الله قال لي : إنك ستلي الخلافة من بعدي ، فاختر الأرض المقدَّسة - يعني الشام - ، فإن فيها الأبدال ، وقد اخترتكم ، فالعنوا أبا تراب ) .
وعجَّ أهل الشام بِسَبِّ الإمام ( عليه السلام ) .
وخطب أيضاً في أولئك الوحوش فقال لهم : ( ما ظنكم برجل - يعني : علياً - لا يصلح لأخيه - يعني : عقيلاً - ، يا أهل الشام ، إن أبا لهب المذموم في القرآن هو عم علي بن أبي طالب ) .
ويقول المؤرخون : إنه كان إذا خطب ختم خطابه بقوله : ( اللَّهم إن أبا تراب أَلْحَدَ في دينك ، وصَدَّ عن سبيلك ، فالعنه لعنا وبيلاً ، وعَذِّبه عذاباً أليما ) .
وكان يُشاد بهذه الكلمات على المنابر ، ولما ولي معاوية المغيرة بن شعبة إمارة الكوفة كان أهم ما عهد إليه أن لا يتسامح في شتم الإمام ( عليه السلام ) ، والترحُّم على عثمان ، والعيب لأصحاب علي وإقصائهم .
وأقام المغيرة والياً على الكوفة سبع سنين ، وهو لا يدع ذمُّ علي ( عليه السلام ) والوقوع فيه .
وقد أراد معاوية بذلك أن يصرف القلوب عن الإمام ( عليه السلام ) ، وأن يحول بين الناس وبين مبادئه التي أصبحت تطارده في قصوره ، لأن مبادئه ( عليه السلام ) في الحكم ، وآراءه في السياسة ، كانت تنغِّصُ عليه - على معاوية - في موته ( عليه السلام ) ، كما كانت في حياته ( عليه السلام ) .
لقد عادت اللَّعَنات التي كان يَصبُّها معاوية وولاته على الإمام بإظهار فضائله ، فقد برز الإمام ( عليه السلام ) للناس أروع صفحة في تاريخ الإنسانية كلّها .
وظهر للمجتمع أنه المنادي الأول بحقوق الإنسان ، والمؤسس الأول للعدالة الاجتماعية في الأرض .
وقد انطوت السنون والأحقاب ، واندكَّت مَعالم تلك الدول التي ناوئت الإمام ( عليه السلام ) ، سواء أكانت من بني أمية ، أم من بني العباس ، ولم يبق لها أثر .
وبقى الإمام ( عليه السلام ) وحده قد احتلَّ قمة المجد ، فها هو رائد الإنسانية الأول ، وقائدها الأعلى .
وإذا بحكمه ( عليه السلام ) القصير الأمد يصبح طغراء في حكام هذا الشرق .
وإذا بالوثائق الرسمية التي أُثِرت عنه ( عليه السلام ) تصبح مناراً لكل حكم صالح ، يستهدف تحقيق القضايا المصيرية للشعوب .
وإذا بحكم معاوية أصبح رمزاً للخيانة ، والعَمَالة ، ورمزاً لاضطهاد الشعوب واحتقارها .
ستر فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) :
وحاول معاوية بجميع طاقاته حجب فضائل آل البيت ( عليهم السلام ) ، وستر مآثرهم عن المسلمين ، وعدم إذاعة ما أُثِر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في فضلهم .
يقول المؤرخون : إنه بعد عام الصلح حَجَّ معاوية بيت الله الحرام ، وإلتقى عبد الله بن عباس وقال له : إنا كتبنا إلى الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته ، فَكُفَّ لسانك يا بن عباس .
فانبرى ابن عباس بفيض من منطقه وبليغ حُجَّته ، يُسدِّد سهاماً لمعاوية قائلاً : فتنهانا عن قراءة القرآن ؟
قال معاوية : لا .
فقال ابن عباس : فتنهانا عن تأويله ؟
قال معاوية : نعم .
فقال ابن عباس : فنقرأه ولا نسأل عَمَّا عنى اللهُ به ؟
قال معاوية : نعم .
فقال ابن عباس : فأيهما أوجب علينا ، قراءته أو العمل به ؟
قال معاوية : العمل به .
فقال ابن عباس : فكيف نعمل به حتى نعلم ما عنى الله بما أنزل علينا ؟
قال معاوية : اقرأوا القرآن ، ولا ترووا شيئاً مما أنزل الله فيكم ، ومما قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيكم ، وارووا ما سوى ذلك .
فسخر منه ابن عباس ، وتلا قوله تعالى : ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) التوبة 32 .
وصاح به معاوية : ( اكفني نفسك ، وكفَّ عنِّي لسانك ، وإن كنت فاعلاً فليكن سِراً ، ولا تُسمِعُه أحداً علانية ) .
ودلَّت هذه المحاورة على عمق الوسائل التي اتَّخذها معاوية في مناهضته لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وإخفاء مآثرهم ، حتى بلغ الحقد به على الإمام ( عليه السلام ) أنه لما ظهر عمرو بن العاص بِمِصر على محمد بن أبي بكر وقتله ، استولى على كُتُبه ومذكَّراته ، وكان من بينها عهد الإمام له ، وهو من أروع الوثائق السياسية ، فرفعه ابن العاص إلى معاوية ، فلما رآه قال لخاصَّته :
( إنا لا نقول هذا من كتب علي بن أبي طالب ، ولكن نقول : هذا من كتب أبي بكر التي كانت عنده ) .
التحرُّج من ذكر الإمام ( عليه السلام ) :
وأسرف الحكم الأموي إلى حَدٍّ بعيد في محاربة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقد عهد بقتل كل مولود يُسمَّى عَلياً ، فبلغ ذلك علي بن رياح فخاف ، وقال : لا أجعل في حِلٍّ من سَمَّاني عَلياً ، فإن اسمي : عُلِي - بضم العين - .
ويقول المؤرخون : ( إن العلماء والمحدِّثين تحرَّجوا من ذكر الإمام علي ( عليه السلام ) والرواية عنه ، خوفاً من بني أمية ، فكانوا إذا أرادوا أن يرووا عنه يقولون : روى أبو زينب ) .
وروى معمر ، عن الزهري ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنَّ الله عزَّ وجلَّ منع بني إسرائيل قطر السماء لسوء رأيهم في أنبيائهم ، واختلافهم في دينهم ، وإنه أخذ على هذه الأمة بالسنين ، ومنعهم قطر السماء ببغضهم علي بن أبي طالب ) .
قال معمر : حدثني الزهري في مَرْضَةٍ مَرِضَها ، ولم أسمعه يحدث عن عكرمة قبلها ولا بعدها ، فلما أبل من مرضه ندم على حديثه لي ، وقال :
يا يماني ، أكتم هذا الحديث واطوِهِ دوني ، فإن هؤلاء - يعني بني أمية - لا يعذرون أحداً في تقريض علي وذكره .
هذه بعض المِحَن التي عاناها المسلمون في مَوَدَّتِهم لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، التي هي جزء من دينهم .
</H1>

melika
19-09-2008, 10:16 AM
آداب الأخوة عند الإمام علي ( عليه السلام ) http://img.tebyan.net/big/1386/05/156219881602032202081200119198542069469115.jpg


شَذَرات من أقواله علیه السلام في ما يجب أن تكون عليه الأخوة في الله .
1ـ قال ( عليه السلام ) : الناسُ إخوان ، فمن كانت أخوَّته في غير ذات الله فهي عداوة ، وذلك قوله عزَّ وجلَّ :
( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) الزخرف : 67 .

2ـ قال ( عليه السلام ) :
( مَن قَلَّب الإخوان عَرف جَواهر الرِّجال ) .

3ـ قال ( عليه السلام ) :
( اِمحض أخاكَ النصيحة ، حسنةً كانت أم قبيحةً ، ساعده على كُلِّ حالٍ ، وزِلْ معه حيث ما زَالَ ، فلا تَطلبْنَ منه المجازاة ، فإنَّها من شِيَم الدّناة ) .

4ـ قال ( عليه السلام ) :
( ابذِلْ لصديقك كل المودَّة ، ولا تبذل له كل الطمأنينة ، وأعطِهِ كلَّ المواساة ، ولا تفضي إليه بكُلِّ الأسرار ، تُوفي الحكمة حقَّها ، والصديق واجبَه ) .

5ـ قال ( عليه السلام ) :
( لا يَكونَنَّ أخوك أقوى منك على مَودَّتِك ) .

6ـ قال ( عليه السلام ) :
( البَشاشة فَخّ المودة ، والمودَّة قرابة مُستَفادة ) .

7ـ قال ( عليه السلام ) :
( لا يُفسِدُك الظنُّ على صديقٍ أصلحَهُ لك اليقينُ ) .

8ـ قال ( عليه السلام ) :
( كَفى بِكَ أدباً لِنَفسك ما كرهتَه لِغَيرك ) .

9ـ قال ( عليه السلام ) :
( لأخيك عَليكَ مِثل الَّذي لكَ عليه ) .

10ـ قال ( عليه السلام ) :
( لا تُضيِّعَنَّ حقَّ أخيك اتِّكالاً على ما بينك وبينه ، فإنَّه ليس لك بأخ من ضَيَّعتَ حقَّه ، ولا يَكُن أهلك أشقى الناس بك ) .

11ـ قال ( عليه السلام ) :
( اِقبلْ عُذرَ أخيك ، وإنْ لم يكن لهُ عذرٌ فالتَمِسْ لَهُ عُذراً ) .

12ـ قال ( عليه السلام ) :
( لا يُكلِّف أحدكم أخَاه الطَّلَب إذا عَرفَ حَاجَتَه ) .

13ـ قال ( عليه السلام ) :
( لا تَرغَبَنَّ فيمن زَهد فيك ، ولا تَزهدَنَّ فيمَن رَغب فيك ) .

14ـ قال ( عليه السلام ) :
( لا تكثرنَّ العِتاب فإنه يورثُ الضَّغينة ، ويجرُّ إلى البغضة ، و كثرته من سوء الأدب ) .

15ـ قال ( عليه السلام ) :
( اِرحم أخاكَ وإنْ عَصَاك ، وصِلْهُ و إِنْ جَفَاك ) .

16ـ قال ( عليه السلام ) :
( اِحفِظ زَلَّة وَليِّك ، لوقت وَثْبة عَدوِّك ) .

17ـ قال ( عليه السلام ) :
( مَنْ وعظ أخاه سِرّاً ، فقد زَانَه ، ومن وعَظَه عَلانيةً فقد شَانَه ) .

18ـ قال ( عليه السلام ) :
( مِن كَرَم المرءِ بُكاؤه على ما مضى مِن زَمانه ، وحَنِينه إلى أوطانه ، وَحِفظ قَدِيمِ إِخوانِه ) .

melika
19-09-2008, 10:17 AM
منهج الإمام علي ( عليه السلام ) في المُطالبة بحقه

http://img.tebyan.net/big/1386/07/8511819736175104548017511062332154922694.jpg
إن البعض ممّن لا يمتلك دقّة النظر ، ولا يحسن قراءة الأحداث والشخصيات السياسية والدينية ، ينظر إلى الأمور من نافذة ضيقة ، تقوده إلى الاعتقاد بأن شجاعة علي ( عليه السلام ) المشهودة لا تنسجم مع سكوته عن حقّه ، وقضية امتناع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن اللجوء إلى السيف في حسم نزاعه مع القوم من المُسلَّمات التاريخية .
ولو كان هناك وصية ونص لما ترك حقّه ، ولما امتنع عن تجريد السلاح في وجوههم ، وهو لا تنقصه الشجاعة والقوة ، كما تشهد له الحروب التي خاضها مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
والحق أن هذا الأسلوب من التحليل التاريخي للحدث يدل على قصور في النظر ، وتقصير في التتبع وملاحظة الأمور من جهة واحدة ، لأن هناك فرقاً شاسعاً بين الإنسان الذي يعيش من أجل المبدأ ، وبين الإنسان الذي لا يتحرك إلا في سبيل الدنيا ، ويستخدم كل وسيلة في سبيل الوصول إلى مُبتغاه .
فأمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان شجاعاً ، إلا أنه لم يستخدم شجاعته في سبيل المصالح الشخصية ، أو الأطماع الدنيوية ، بل كانت شجاعته في سبيل الله وعلى أعداء الله .
فبعض الناس يُعجبون ببطولات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، لكنهم ينظرون إليها كما ينظرون إلى بطولات عَنتَرَة بن شَدَّاد وسَيف بن ذي يَزن ، ومثل هذا التفكير سَطحي جداً .
ويفترض بنا أن نبحث عن تلك الشجاعة والبطولة كيف استُخدِمت ، وفي سبيل ماذا ؟
فليس فخراً أن يكون الإنسان شجاعاً مقداماً في التعدي على الحقوق وإرهاب الآخرين ، فهذا هو الطغيان المذموم .
لقد تميزت شجاعة علي ( عليه السلام ) وبطولته بأنها لم تستخدم أبداً لتحقيق غاية دنيوية ولا شخصية .
بل كان الأمير ( عليه السلام ) يملك عنان شجاعته ، ويتحكم بزمام قدرته ، ويحركها باتجاه رضى الله ونُصرة دينه .
فيروى أنه ( عليه السلام ) لمَّا صرع عَمرو بن عَبد وِدٍّ يوم الخندق تباطأ في احتزاز رأسه ، وتوقف قبل أن يضربه .
فلما رجع سأله النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن ذلك فقال : ( قَد كان شَتَم أُمي ، وتَفَل في وجهي ، فخشيت أن أضربَه لِحظِّ نفسي ، فتركتُه حتى سَكن ما بي ، ثم قتلتُه في الله ) .
فقد كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أبرز مصداق للآية الشريفة : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُمْ ) الفتح : 29 .
وقد وصفه تعالى في آية أخرى فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَومٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةً عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلٌ اللهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) المائدة : 54 .
فقد روى الثعلبي وغيره أنها نزلت في علي ( عليه السلام ) ، وإن لم تكن مختصَّة به فهو ( عليه السلام ) من أبرز المقصودين فيها .
وقد أوضح ( عليه السلام ) فلسفة قعوده عن مناجزتهم في عِدَّة مواقف ، نذكر بعضاً منها :
أولاً :
قال ( عليه السلام ) بعد أن عزموا على بيعة عثمان : ( لَقد عَلِمتُم أني أحَقّ الناس بها من غيري ، وَوَالله لأسَلِّمَنَّ ما سَلِمَت أمور المسلمين ، ولم يَكن فيها جَور إلا عَلَيَّ خاصَّة ) .
ثانياً :
قال ( عليه السلام ) في خطبته المعروفة بـ ( الشقْشَقِيَّة ) : ( لَولا حُضور الحاضر ، وقِيام الحُجَّة بوجود الناصر ، وما أخذ اللهُ على العلماء إلا يقاروا على كَظَّة ظالم ، ولا سَغَب مظلوم ، لألقيتُ حبلها على غاربها ، وَلَسقيتُ آخرها بكأس أولها ، ولألفيتُم دنياكم هَذه أزهد عِندي مِن عَفطَةِ عَنزٍ ) .
فالذي دعاه ( عليه السلام ) إلى العدول عن مناجزتهم وقتالهم أمور عدة :
أولها :
أنه ( عليه السلام ) لم يجد من المسلمين عدداً كافيا للقيام بالسيف ، وإن كان يمتلك من الشجاعة ما يجعله قادراً على الوقوف لوحده ، إلا أن للناصر في مثل هذا المقام موضوعية .
فإن المسألة ليست مسألة انتقام ، وإنما هي إمارة يُراد بها سياسة الناس وتدبير أمورهم ، فإذا عدلت الأمة عن أميرها ولم تَقِف إلى جانبه ، ولم تنصره على عَدوه ، سقطت الحُجَّة عنه وكان عليه القعود والاعتزال .
ثانيها :
انه ( عليه السلام ) نظر إلى مستقبل الإسلام ، ورأى أن المجتمع الإسلامي حديث عهد بالدين ، وأن الحرب الداخلية ستأتي على الإسلام من الجذور ، ولن تبقي للدين أثراً ، ولأجل هذا لجأ ( عليه السلام ) إلى المُسَالمة ، وتخلَّى عن حقه في الإمارة والخلافة .
ثالثها :
إنّه ( عليه السلام ) ليس له رغبة شخصية في الإمارة ، ولا يحرص عليها ، وإذا طلبها فإنما يطلبها لغيرها ، فيطلبها ( عليه السلام ) لِيُقيم قواعد العدل ، ويكرس أحكام الدين ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وهذه هي مهمة الأنبياء والأوصياء وأهدافهم .

melika
19-09-2008, 10:19 AM
بأسه في الحروب http://img.tebyan.net/big/1387/06/66222142261951111799110772756014418714364.jpg



في معركة بدر:

كان عدد المسلمين يساوي ثلث جيش عدوهم وكانت العدة لدى المسلمين ليست ذات بال فعلى سبيل المثال كانوا لقلة ركائبهم يركب منهم الاثنان والثلاثة والأربعة على بعير واحد، ولم يكن منهم فارس غير المقداد بن الأسود الكندي، وكانت أسلحة بعضهم من جريد النخل ونحوه..
حتى إذا اضطرمت نار الفتنة تقدم علي(عليه السلام) (http://www.tebyan.com/index.aspx?pid=43862) وكان يحمل لواء الرسول(صلى الله عليه وآله) (http://www.tebyan.com/index.aspx?pid=44216) فخاض غمار معركة حامية غير متكافئة، كان المسلمون خلالها يستغيثون ربهم طلباً للنصر فاستجاب لهم وأمدهم بالملائكة، وقد انتهت المعركة بمقتل سبعين رجلاً من المشركين كان مقتل حوالي نصف عددهم بسيف علي.

وفي معركة أحد:

كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد أعطى لواء المهاجرين لعلي(عليه السلام) ولما اشتبك الطرفان كان النصر ابتداءً للمسلمين، بيد أن حماة جبل أحد الذين أمرهم الرسول(صلى الله عليه وآله) بعدم مفارقته تركوا أماكنهم بعد فرار المشركين بدافع الطمع في الغنائم، فصعدت إحدى فرق المشركين بقيادة خالد بن الوليد الجبل فتغير الموقف لصالح المشركين فخسر المسلمون الكثير من الشهداء.. وأصيب الرسول(صلى الله عليه وآله) بجروح في وجهه الكريم وكسرت رباعيته وحيث لم يبق مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) في ذلك الموقف الرهيب بعد فرار المسلمين غير علي(عليه السلام) وأبي دجانة وسهل بن حنيف استبسل علي(عليه السلام) كعادته في الدفاع عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومجد الرسالة الإلهية،
وقتل حملة اللواء من المشركين واحداً بعد الآخر، وكانوا تسعة رجال ثمانية من بني عبد الدار وتاسعهم عبدهم. مما أربك العدو واضطره للفرار.

وفي غزوة الأحزاب:

طوقت المدينة بعشرة آلاف من المشركين بشتى فصائلهم، ونقض بنو قريظة صلحهم مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) وانضموا إلى صفوف الغزاة، فتغير ميزان القوى لصالح العدو، وبلغ الذعر في نفوس المسلمين أيما مبلغ، فقد زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وزلزلت نفوس وظنت نفوس بالله الظنونا –كما حدثنا القرآن.
وبدأ العدو هجومه بعبور عمرو بن عبد ود العامري أحد أبطال الشرك الخندق مع بعض رجاله، فهددوا المسلمين في داخل المدينة بل في داخل تحصيناتهم.. وراح بن عبد ود يصول ويجول، ويتوعد المسلمين ويتفاخر عليهم ببطولته، ويستعلي وينادي:
هل من مبارز؟
فقام علي(عليه السلام) وقال: أنا له يا رسول الله.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): اجلس إنه عمرو!


وكرر ابن عبد ود النداء وجعل يوبخ المسلمين، ويسخر بهم يقول: أين جنتكم التي تزعمون، أن من قتل منكم يدخلها، أفلا تبرزون لي رجلاً؟
ولما لم يجبه أحد من المسلمين، كرر علي(عليه السلام) طلبه: أنا له يا رسول الله.
فقال(صلى الله عليه وآله): اجلس إنه عمرو!
فأبدى علي عدم اكتراثه بعمرو وغيره، قائلاً: وإن كان عمرو!!
فأذن رسول الله لعلي(عليه السلام) وأعطاه سيفه ذا الفقار، وألبسه درعه، وعممه بعمامته..


ثم قال(صلى الله عليه وآله) (اللهم هذا أخي وابن عمي، فلا تذرني فرداً، وأنت خير الوارثين).
ومضى علي(عليه السلام) إلى الميدان، وخاطب ابن عبد ودّ بقوله: يا عمرو إنك كنت عاهدت الله، أن لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا قبلتها..
قال عمرو: أجل.
فقال علي(عليه السلام) فإني أدعوك إلى الله ورسوله(صلى الله عليه وآله) وإلى الإسلام.
فقال: لا حاجة لي بذلك.
قال له الإمام: فإني أدعوك إلى البراز.
فقال عمرو: إني أكره أن أهرق دمك، وإن أباك كان صديقاً لي..
فرد عليه الإمام(عليه السلام) قائلاً: لكني والله أحب أن أقتلك، فغضب عمرو، وبدأ الهجوم على علي(عليه السلام) فصده الإمام برباطة جأشه المعتاد، وأرداه قتيلاً، فعلا التكبير، والتهليل في صفوف المسلمين..
ولما عاد الإمام(عليه السلام) ظافراً استقبله رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يقول: (لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ودّ، أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة).
وبعد مقتل ابن عبد ودّ بادر علي(عليه السلام) إلى سد الثغرة التي عبر منها عمرو ورجاله الخندق ورابط عندها مزمعاً القضاء على كل من تسول له نفسه العبور، ولولا ذلك الموقف البطولي لاقتحم جيش المشركين المدينة على المسلمين، بذلك العدد الهائل.
وهكذا كانت بطولة علي(عليه السلام) في غزوة الأحزاب أهم عناصر النصر للمعسكر الإسلامي، وانهزام المشركين.
وفي غزوة خيبر:

عجز عليه القوم عن الصمود أمام اليهود، ولما بأن ضعف الجميع عن اقتحام حصون خيبر حتى تأخر فتحها أياماً قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كراراً غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه..).
ولما كان الغد أعطاها علياً فاقتحم حصون خيبر ودخلها عليهم عنوة، وقتل بطلهم مرحباً ثم فتح الحصون جميعاً..

وفي غزوة حنين:

فرّ المسلمون فلم يبق مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) غير علي(عليه السلام).
والعباس وبعض اهل البیت (ع) (http://www.tebyan.com/IslamicFeatures/AhlalBait/Articles/2004/5/9/28293.html)فكان النصر بعد عودة المسلمين لميدان القتال.. وكان الظفر..
هذه صور يسيرة من مواقف الصمود التي سجلها الإمام علي(عليه السلام) بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) القائد في أدق الساعات وأكثرها حرجاً.
ومن نافلة القول أن نعيد إلى الأذهان أن علياً(عليه السلام) قد اشترك في حروب رسول الله جميعاً غير تبوك وذلك بأمر من الرسول(صلى الله عليه وآله) بذاته، وكان له في جميعها القدح المعلى، هذا عدا الغزوات التي قادها بنفسه عليه السلام.
والباحث المنصف حين يتناول حياة الإمام علي(عليه السلام) بالدراسة وفي شطرها الجهادي بالذات يقف مذهولاً أمام بطولته الفريدة وتضحياته المعطاءة، لكن البطولة بما هي بطولة ليست هي الميزة في جهاد علي (عليه السلام) وإن كان ميدانها الواسع وشمولها يبقى سمة من سمات علي ولكن الأهم فيها إنما هو الإخلاص لله تعالى والتضحية في سبيله.
فإيمان علي(عليه السلام) بالله تعالى يبقى هو الحافز والمحرك لتلك
البطولات العظيمة التي سجلها تاريخ الإسلام في أنصع صفحاته بشكل لم يسجل مثلها سواه.
وحسبك في ذلك أن كثيراً من المواقف العسكرية – كما رأينا– يعترض فيها عليه القوم فضلاً عن عامتهم للهون بل والهزيمة النكراء غير أن التاريخ لم يسجل لعلي(عليه السلام) إلا الصمود والفداء والتضحية في كل موقف، صمد الناس فيه أم انهزموا، الأمر الذي لا يفسره إلا ما يتمتع به علي(عليه السلام) من صدق اليقين وعمق الاستعانة والتوكل على الله والعبودية له واللامبالاة بما سواه كبر ذلك أم صغر.
هذا عدا ما يتمتع به علي(عليه السلام) من علو الهمة وقوة العزيمة ورباطة الجأش وسمو النفس

melika
19-09-2008, 10:21 AM
اغتيال الإمام علي (عليه السلام)

http://img.tebyan.net/big/1386/07/2112032502482100151353561275413768226182.jpg


اغتيل الإمام أمير المؤمنين (ع) (http://www.tebyan.com/index.aspx?pid=43862)في فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك في مسجد الكوفة ، و خرَّ صريعاً في المحراب متشحطاً بدمه الطاهر قائلاً : ( فزتُ وربّ الكعبة ) لأنه الفائز الأكبر ، فقد فاز ( سلام الله عليه ) في الدنيا والآخرة و ذلك هو الفوز العظيم .
وأي فوز أعظم من أن يقضي الإنسان عمره في سبيل الله وفي سبيل الإسلام المحمدي ، وفي سبيل إرساء دعائم العدالة والمساواة في المجتمع ، والقضاء على الظلم والجور وانصاف المظلومين .
لقد كانت شهادته انتصاراً له ، وأي نصر أعظم من أن ينتصر الإنسان على أعداء الرسالة الإسلامية من القاسطين والمارقين والناكثين لأجل خلاص الأمة الإسلامية منهم ليكون الدين كله لله عزّ وجل .
فإن اغتيال الإمام علي ( عليه السلام ) هو المجسد الحقيقي للإسلام الأصيل ، والمطبِّق لجميع أحكامه وقوانينه ، والمنفِّذ لجميع تشريعاته .
فقد كان اغتيالاً للإسلام الذي بناه بجهده وجهاده وكيانه ودمه ، واغتيالاً للأمة حيث فقدت خليفة وقائداً إسلامياً فذّاً ، وقمة شامخة في العلم والفضل والجهاد ، وكان جبلاً راسخاً من الثبات والاستقامة والشجاعة والبطولة ، وعَلَماً من أعلام الدين وإماماً للمتقين .
إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وُلد في بيت الله واستشهد في بيت الله تعالى ليكون رمزاً ومثالاً للمتقين ، وإماما للساجدين والعابدين والزاهدين ، وسيداً من أسياد الجنة المبشرين .


وإن على المسلمين في العالم معرفة هذا الإمام العظيم ، والتمسك والالتزام بمنهجه السوي وسيرته العطرة ومبادئه القيمة .
وإننا نعاهدك يا أبا الحسن أن نسير على دربك ، ونقتدي بك ونجعلك قدوة لنا في أعمالنا وسلوكنا وتعاملنا مع أمتنا الإسلامية ، ومع أسرتنا ومجتمعنا وأخواننا المؤمنين ، وتعاملنا مع قوى الكفر والإلحاد ، فنكون حرباً لمن حاربت ، وسِلماً لمن سالمت .
اللهم اجعلنا من السائرين على خطى الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والذابين والمدافعين عن الإسلام ، والمهتمين بأمور المسلمين ، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين .

melika
19-09-2008, 10:22 AM
جرح الإمام أمير المؤمنين علي (ع)


http://img.tebyan.net/big/1383/10/36252563112140511822182023052731114572.jpg

بعد التحكيم الذي جرى في حرب صفين تمردت فئة على الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وسمّيت هذه الفئة الخوارج، واعطاهم الإمام ( عليه السلام ) الفرص الكثيرة ليعودوا إلى رشدهم لكنهم استمروا في غيّهم وقاموا بتشكيل قوة عسكرية واعلنوا استباحتهم لدم الإمام علي ( عليه السلام ) ودماء المنتمين إلى عسكره، واستعدوا لمنازلة جيش الإمام، فقاتلهم الإمام، وقضى ( عليه السلام ) عليهم في معركة النهروان.

وكان جماعة من الخصوم ـ الذين يؤيدون الأفكار المنحرفة للخوارج ـ قد عقدوا اجتماعاً في مكة المكرمة، وتداولوا في أمرهم الذي انتهى إلى أوخم العواقب، فخرجوا بقرارات كان أخطرها اغتيال أمير المؤمنين ( عليه السلام )، وقد أوكل أمر تنفيذه للمجرم الاثيم عبد الرحمن بن ملجم المرادي، وفي صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام 40 هـ امتدت يد اللئيم المرادي إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إذ ضربه بسيفه في صلاة نافلة الفجر في مسجد الكوفة الشريف، بينما كانت الأمة آنذاك تتطلع إلى النصر على قوى البغي والضلال التي يقودها معاوية في الشام.

لقد بقي الإمام علي ( عليه السلام ) يعاني من تلك الضربة اللئيمة ثلاثة أيام، عهد خلالها بالإمامة إلى ولده الحسن السبط ( عليه السلام )، وطوال تلك الأيام الثلاثة كان ( عليه السلام ) يلهج بذكر الله والرضا بقضائه والتسليم لأمره، كما كان يصدر الوصيّة تلو الوصيّة، داعياً لإقامة حدود الله عزّوجل، محذراً من الهوى والتراجع عن حمل الرسالة الإسلامية وبهذه المناسبة نقتطف جزءً من وصيته التي خاطب بها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وأهل بيته وأجيال الأمة الإسلامية في المستقبل:
« كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً. أوصيكم، وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي، بتقوى الله، ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم .... الله الله في الأيتام... الله الله في جيرانكم.... الله الله في القرآن .... الله الله في بيت ربكم، لا تخلوه ما بقيتم ... الله الله في الجهاد بأموالكم وانفسكم وألسنتكم في سبيل الله وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم .... انظروا إذا أنا متّ من ضربته هذه فاضربوه ضربةً بضربة، ولا تمثلوا بالرجل، فاني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ».

melika
19-09-2008, 10:23 AM
قبر الإمام علي ( عليه السلام ) حرم آمِن http://img.tebyan.net/big/1387/06/1631075524311524218122923971792281466912090.jpg (http://www.tebyan.com/bigimage.aspx?img=http://img.tebyan.net/big/1387/06/62011615125323894191119126317959652956.jpg)


ذكر عبد الله بن خازم قال : خرجنا يوماً مع الرشيد من الكوفة نتصيَّد ، فَصِرنَا إلى ناحية الغَرِيَّيْنِ فرأينا ظباءاً ، فأرسلنا عليها الصُقورة والكلاب ، فجاولتها ساعة ، ثم لجأت الظباء إلى أكمةٍ فسقطت عليها ، فسقطت الصقورة ناحية ورجعت الكلاب .
فعجب الرشيد من ذلك ، ثم إن الظباء هبطت من الأكمة ، فهبطت الصقورة والكلاب ، فرجعت الظباء إلى الأكمة فتراجعت عنها الكلاب والصقورة ، ففعلت ذلك ثلاثاً .
فقال الرشيد : أُركضوا ، فمن لقيتموه فأتوني به ، فأتيناه بشيخ من بني أسد .
فقال له هارون : أخبرني ما هذه الأكمة ؟
قال : إن جعلت لي الأمان أخبرتك .
قال الرشيد : لك عهد الله وميثاقه ألا أهيجك ولا أؤذيك .
قال الشيخ الأسدي : حدثني أبي عن آبائه أنهم كانوا يقولون أن في هذه الأكمة قبر
الامام علیه السلام (http://www.tebyan.com/index.aspx?pid=43862)، جعله الله حرماً لا يأوي إليه شيء إلا أمِن .

melika
19-09-2008, 10:27 AM
قصة قبر الإمام علي ( عليه السلام ) http://img.tebyan.net/big/1386/07/186201835936322119012512593160216311311.jpg


جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : لما قُتل الامام علیه السلام قصد بنوه أن يخفوا قبرَه بوصية منه ، خوفاً من بني أميّة والمنافقين والخوارج أن يُحْدِثوا في قبره حدثاً .
فأوهموا الناس في موضع قبره تلك الليلة - ليلة دفنه ( عليه السلام ) - إيهامات مختلفة .
فشدّوا على جملٍ تابوتاً موثقاً بالحبال ، يفوح منه روائح الكافور وأخرجوه من الكوفة في سواد الليل بصحبة ثقاتهم ، يوهمون أنهم يحملونه إلى المدينة فيدفنونه عند السیده فاطمه الزهرا علیها السلام .
وأخرجوا بغْلاً وعليه جنازة مغَطَّاة ، يوهمون أنهم يدفنونه بالحيرة ، وحفروا حفائر عدَّة ، منها في رحبة مسجد الكوفة .
ومنها برحبة قصر الإمارة ، ومنها في حجرة في دور آل جعدة بن هبيرة المخزومي ، ومنها في أصل دار عبد الله بن يزيد القسري ، بحذاء باب الورَّاقين ، مما يلي قبلة المسجد .
ومنها في الكناسة - محلَّة بالكوفة - ومنها في الثويَّة - موضع قريب من الكوفة - فعمي على الناس موضع قبره .
ولم يعلم دفنه على الحقيقة إلا بَنُوه والخواص المخلصون من أصحابه ، فإنهم خرجوا بالإمام ( عليه السلام ) وقت السَحَر ، في الليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان ، فدفنوا الإمام ( عليه السلام ) في مدينة النجف الأشرف ، بالموقع المعروف بالغري .
وذلك بوصایه منه (http://www.tebyan.com/index.aspx?pid=28405)إليهم في ذلك ، وعهد كان عهد به إليهم ، وعمي موضع قبره على الناس .
أما الشيعة فمتَّفقون خَلَفاً عن سَلَف ، نقلاً عن أئمتهم أبناء الإمام علي ( عليه وعليهم السلام ) ، أنه قد دُفِن في الغري ، في الموضع المعروف الآن في مدينة النجف الأشرف ، ووافَقَهُم المحققون من علماء سائر المسلمين ، والأخبار فيه متواترة .
http://img.tebyan.net/big/1383/10/36252563112140511822182023052731114572.jpg
أما قول أبو نعيم الإصبهاني : إن الذي على النجف إنما هو قبر المغيرة بن شعبة ، فغير صحيح ، لأن المغيرة بن شعبة لم يُعرف له قبر ، وقيل أنه مات بالشام .
وهكذا لم يزل قبره ( عليه السلام ) مخفيّاً ، لا يعرفه غير أبنائه والخُلَّص من شعيته ( عليه السلام ) .
حتى دلَّ عليه الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) أيام الدولة العباسية ، حينما زاره عند وروده إلى أبي جعفر المنصور وهو في الحيرة ، فعرفته الشيعة ، واستأنفوا إذ ذاك زيارته .
وكان قبل ذلك قد جاء أيضاً الام علی بن الحسین بن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) من الحجاز إلى العراق ، مع خادم له لزيارته ، فزاره ( عليه السلام ) ثم رجع .
ثم عرَّفه وأظهره الخليفة العباسي هارون الرشيد ، بعد سنة ( 170 هـ ) ، فعرفه الناس عامَّة .
وكان أول من عَمَّر القبر الشريف هو هارون الرشيد ، بعد سنة ( 170 هـ ) ، لأن الرشيد استخلف سنة ( 170 هـ ) ، ومات سنة ( 193 هـ ) .
فإظهار القبر وتعميره كان في خلافته ، إذ أمر ببناء قُبَّة على القبر ، لها أربعة أبواب من طِين أحمر ، وعلى رأسها جرَّة خضراء وهي - اليوم - في الخزانة ، كما جاء في كتاب أعيان الشيعة ، وأخذ الناس في زيارته والدفن لموتاهم حوله .
وإن العمارة الموجودة اليوم ، والمشهورة بين أهل مدينة النجف الأشرف ، هي للشاه عباس الصفوي الأول .
فجعل القبَّة خضراء بعد أن كانت بيضاء ، ويُحتمل أن تكون هذه العمارة بأمر الشاه صفي الصفوي ، سنة ( 1047 هـ ) ، والد الشاه عباس الصفوي ، حيث توفي صفي الصفوي عام ( 1052 هـ ) ، فأتمَّها ولده الشاه عباس الصفوي سنة ( 1057 هـ ) .
ثم تنافست الملوك والأُمَراء في عمارته والإهداء إليه ، وهو اليوم صرح تأريخي شامخ ، تعلوه قُبَّة كبيرة مذهَّبة ، ومئذنتان كبيرتان ذهبيَّتان ، وله صحن مربع كبير ، له خمسة أبواب من جهاته الأربعة ، يؤمُّه المسلمون من جميع أنحاء العالم ، لتجديد الولاء والزيارة له .
فسلامٌ عليك يا أبا الحسن ، وعلى ضجيعيك آدم ونوح ، وعلى جاريك هود وصالح ، ورحمة الله وبركاته .

melika
19-09-2008, 10:29 AM
النور في سطور http://img.tebyan.net/big/1386/07/2274966107562012919616116031135138406201.jpg




اسمه:

علي أبن أبي طالب (عليهما السلام).
كنيته:

أبو الحسن ،أبو تراب.
لقبه:

أمير المؤمنين وسيد الوصيين والمرتضى وحيدر والأنزع والوصي.
ولادته:

ولد داخل بيت الله الحرام(في الكعبة) في13 من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة.
أبوه:

عبد مناف(أبو طالب) وهو أخو عبد الله أب النبي(صلى الله عليه وآله) لامه وأبيه.
جده: عبد المطلب بن هاشم سيد قريش.
أمه:

السيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي أول هاشمية تزوجها هاشمي.
زوجاته: اول زوجاته سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) وبعد استشهادها تزوج أمامة بنت أبي العاص وأمها زينب بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ثم تزوج ام البنين بنت حزام، وتزوج ليلى بنت مسعود، وتزوج أسماء بنت عميس، وتزوج أم حبيب بنت ربيعه، وتزوج خوله بنت جعفر بن قيس، وتزوج أم سعيد بنت عروة بن مسعود، وتزوج مخبأة بنت امرئ القيس.
أولاده:

قال الشيخ المفيد أنهم سبعة وعشرون ما بين ذكر وانثى وبإضافة الشهيد السقط(المحسن) يكونوا ثمانية وعشرين، أشهرهم: الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس والمحسن وزينب الكبرى وأم كلثوم...
أخوته: عقيل، وطالب، وجعفر الطيار.
حرزه:

الله.. بتألق نور بهاء عرشك من أعدائي استترت وبسطوة الجبروت من كمال عزك ممن يكيدني احتجبت وبسلطانك العظيم من شر كل سلطان وشيطان استعذت ومن فرائض نعمتك وجزيل عطيتك يا مولاي طلبت كيف اخاف وأنت أملي وكيف اضام وعليك متكلي اسلمت إليك نفسي وفوضت إليك امري وتوكلت في كل أحوالي عليك صل على محمد واشفني واكفني واغلب لي من غلبني يا غالبا غير مغلوب زجرت كل راصد رصد ومارد مرد وحاسد حسد وعاند عند ببسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد كذلك الله ربنا حسبنا الله ونعم الوكيل إنه قوي معين.
شهادته: في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 40 للهجرة.

melika
19-09-2008, 10:30 AM
الامام علي (ع)في ذمة الله

http://img.tebyan.net/big/1386/07/81992172356711251311792182211481371183.jpg
أنهى الإمام(عليه السلام) مقاومة المارقين، فشمر عن ساعديه لاستئناف قتال القاسطين في الشام بعد أن فشل التحكيم عند اللقاء الثاني بين الحكمين.
وقد أمر الإمام(عليه السلام) بتعبئة جيشه، وأعلن حالة الحرب لتصفية القوى المعادية التي يقودها معاوية، وجاء إعلان الحرب من خلال خطبة لأمير المؤمنين(عليه السلام) خطبها في الكوفة- عاصمة الدولة الإسلامية- فضمنها دعوته للجهاد.
(..الجهاد، الجهاد عباد الله! ألا وإني معسكر في يومي هذا.. فمن أراد الرواح إلى الله، فليخرج!).
ثم بادر الإمام(عليه السلام) إلى عقد ألوية الحرب، فعقد للحسين راية ولأبي أيوب الأنصاري أخرى، ولقيس بن سعد ثالثة.
وبينما كان أمير المؤمنين يواصل تعبئة قواته من أجل أن ينهي حركة الردة التي يقودها معاوية في بلاد الشام كان يجري في الخفاء تخطيط لئيم من أجل اغتيال الإمام(عليه السلام).
فقد كان جماعة من الخصوم قد عقدوا اجتماعاً في مكة المكرمة، وتداولوا في أمر حركتهم، التي انتهت إلى أوخم العواقب.
فخرجوا بقرارات كان أخطرها قرار اغتيال أمير المؤمنين(عليه السلام) وقد أوكل أمر تنفيذه للمجرم الأثيم(عبد الرحمن بن ملجم المرادي عليه لعنة الله)، وفي ساعة من أحرج الساعات التي يمر بها الإسلام والمسيرة الإسلامية، وبينما كانت الأمة تتطلع إلى النصر على العناصر والفرقة التي يقودها معاوية بن سفيان، امتدت يد الأثيم المرادي إلى علي(عليه السلام) فضرب الإمام(عليه السلام) بسيف وهو في سجوده عند صلاة الفجر، وفي مسجد الكوفة الشريف، وذلك في صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام 40 هجرية.
لقد اغتيل الإمام(عليه السلام) وهو في أفضل ساعة حيث يقوم بين يدي الله في صلاة خاشعة.
وفي أشرف الأيام إذ كان يؤدي صوم شهر رمضان.
ثم هو(عليه السلام) في أعظم تكليف إسلامي حيث كان في طريقه لخوض غمار حرب جهادية، كما كان في بقعة من أشرف بقاع الله وأطهرها(مسجد الكوفة).
فطوبى لعلي(عليه السلام) وحسن مآب.
لكن جريمة قتل علي(عليه السلام) تبقى أشرس جريمة وأكثرها فظاعة ووحشية، لأنها جريمة لم تستهدف رجلاً كباقي الرجال، إنما استهدفت القيادة الإسلامية الراشدة.
واستهدفت كذلك اغتيال رسالة، وتاريخ، وحضارة، وأمة كلها تتمثل في شخص علي أمير المؤمنين(عليه السلام).
وبهذا خسرت الأمة الإسلامية مسيرة وحضارة، وأروع فرصة وأطهرها في حياتها بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله).
ولقد بقي الإمام(عليه السلام) يعاني من علته ثلاثة أيام، عهد خلالها بالإمامة إلى ولده الحسن السبط (عليه السلام) ليمارس بعده مسؤولياته في قيادة الأمة الفكرية والاجتماعية.
وكان(عليه السلام) طوال الأيام الثلاثة -كما كان طول حياته- لهجا بذكر الله، والثناء عليه والرضا بقضائه، والتسليم لأمره، كما كان يصدر الوصية تلو الوصية، والتوجيه الحكيم إثر التوجيه، مرشداً للخير، دالاً على المعروف، محدداً سبل الهدى، مبيناً طريق النجاة، داعياً لإقامة حدود الله تعالى وحفظها، محذراً من الهوى والنكوص عن حمل الرسالة الإلهية.
وهذه واحدة من وصاياه بهذا الشأن -مخاطباً بها الحسن والحسين سبطي رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته وأجيال الأمة:
(أوصيكما، بتقوى الله، وألا تبغيا الدنيا وأن بغتكما، ولا تأسفا على شيء منها زوى عنكما، وقولاً بالحقّ، واعملا للأجر وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عونا).
أوصيكما، وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي، بتقوى الله، ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت جدكما (صلى الله عليه وآله) يقول: «صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام».
الله الله في الأيتام، فلا تغبوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم.
الله الله في جيرانكم، فإنهم وصية نبيكم. مازال يوصي بهم، حتى ظننا أنه سيورثهم.
الله الله في القرآن، لا يسبقكم بالعمل به غيركم.
الله الله في الصلاة، فإنها عمود دينكم.
الله الله في بيت ربكم، لا تخلوه ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا.
الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله.
فسلام على أمير المؤمنين يوم ولد ويوم قضى شهيداً في محرابه ويوم يبعث حياً..

Dr.Zahra
21-09-2008, 12:28 PM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ

الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
السلام على أمــــــــــير المؤمنيــن
السلام على أمــــــــــــــــام المتقين
السلام على أبا الحســن والحسـين
السلام على وصـي الصادق الأمين
الســلام على بطل صفيــــــــــــــــن
السلام على أصــــــــدق الصـادقين
http://www.s77.com/3DSmile/38/F_153.gif
الشفاعه ياعلي.
ملف راااااائع شامل كامل وافي
ومع كل هذا يبقى قطره من بحار امير المؤمنين علي روحي فداه
ياحيدر يا امل اسنين تاليه
يا حيدر يا ابا السبطين راجيه
يا حيدر يا امير النحل واليه
يا حيدر يا شفاء المرضى عافيه
ياحيدر يا امل كل مؤمن مواليه
يا حيدر انت ابو الحسنين حاميه


دمتم محاطين بالالطاف المهدويه

الراحله الى ربها في وقت غير معلوم: خادمة السيد الفالي
http://www.s77.com/3DSmile/38/F_153.gif
قوم هم الغاية في فضلهم * فالأول السابق كالآخر
بدا بهم نور الهدى مشرقا * وميز البر من الفاجر

بنتُ علي
22-09-2008, 08:12 AM
رحم اله والديج مليكا ومأجورة ان شاء الله

حطيته بالمفضلة حتى اشوفه على مهل ورواق

مأجورين ان شاءالله

melika
22-09-2008, 12:24 PM
اهلاا حبیبتی خدومه

نورتی یاغالیه

melika
22-09-2008, 12:25 PM
اهلاا حبوبتی عشوقه

ووالدیچ یاغالیه

تسلمین

نورتی..

العادل
24-09-2008, 03:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

مثابه اختي الكريمة

احسنت بارك الله فيك"

ام ســــميه
30-09-2008, 12:40 AM
شكراً لك اخي

melika
11-10-2008, 01:35 AM
سلاام علیکم

شکراا لکم جمیعا علی حضورکم وتواجدکم العطر

بورکتم...