المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوصية وضلال بعض الامم


محب الشيرازي
19-09-2008, 03:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم: (يا داود إنّا جعلناكَ خليفة...) (ولقد كرمنا بني آدم ...)
من البديهي جداً أن الله تبارك وتعالى جعل الإنسانَ هو الخليفة والحاكم في الأرض وفضّله على مخلوقاتهِ وميّزهُ عنها بأنْ أودعه القوّة العاقلة وقدرة التفكيرـ العقل ـ ولكن للأسف الشديد ، نلاحظ أقواماً وأممـاً أهملت هذه النعمة وجمّدت العقلَ والتفكير وجعلتهُ وقفاً بين يدي البعض من المنتفعين أو المتسلطين في زمانهم ، مما أدى بالنتيجة وبتعاقـُب الحِقـَب الزمنية إلى أن تكون أمة أو أمم تخضع وتتذلـّل بينَ يدي أفرادٍ ، لربما لا يستحقونَ أدنى احترام مما يؤدي الى ضلال الأمة وانحرافها وهلاكها في الدنيا والآخرة ، ومثال ذلكَ شواهدُ عديدةٍ وللفائدةِ والتنبيهِ أذكرُ بعضَ المواقـف: ـ
الموقف الأول:- السامِرِيّ وأصحابُ موسى(u)
أمة موسى(u) التي اعتقدت وآمنت بدعوى النبي موسى(u) ، لكن استودعت تلك الجماعة عقولَهما وسلّمتها إلى السامِريّ .
ونتيجة ذلك: (عندما خرج النبي موسى(u) إلى ميقاتِ ربهِ ...) إستغلّهم السامري وأضلّهم ، فبإتباعهم الأعمى له أدّى إلى خروجهم عن عبادةِ إلهِ موسى(u) الواحد بسهولة ، لأنهم جعلوا عقولهم أسيرةً للغيرِ ووقّفوا البحثَ العقلي الموضوعي ولم يسلكوا إثبات النتيجة بالبرهان العلمي .
والنتيجة: أصبحوا يعبدونَ العِجلَ وأشركوا باللهِ الواحِدِ الأحد (جلَّ وعلا)
الموقف الثانيالأحبار والرهبان

هنالكَ أكثر من أمة كتابية ـ لها كتاب سماوي ـ كانت معتقداتهم صحيحة ويتعاهدونَ طقوسهم الدينية على الوجهِ التام الذي جاءَ به أصحابُ الرسالاتِ السماوية التي يتعبدون بها بتعاقب الأجيال وبشيءٍ من القصور والتقصير والمداهنة على حسابِ الحقِّ ، فترأَسَ عليهم غيـرُ القادةِ الحقيقيين ـ طـلابُ الدنيا والمنتفعين ـ وشيئاً فشيئاً ، وبزيادةِ الطاعةِ والوثوقِ بهم وتصديقِهم تحرّفت المعتقدات وتبدّلت الطقوسُ والنفوس .
وما نلاحظه اليوم أنّ ملايين البشر تتعبد بنصوصٍ كاذبة ومحرّفة وعلى وجهِ الخُصوص أتباع النصوص التوراتية والإنجيلية التي يمكن إثبات تـزوير وكـذب الكثير مـن نصوصها ـ وإثبات ذلكَ ليس مقام البحث ـ مما أدى إلى أن يترتب الإشراك على ذلك التعبدِ الأعمى .
الموقف الثالث:-وصية عيسى(عليه السلام)
أما بالنسبةِ للوصيةِ التي أوصى بها النبي عيسى(u) حيثُ صرّحَ بأنهّ في لاحقِ الزمن سيبعث اللهُ تعالى تشريعٍاً ومشرعاً و صاحبَ نبوّةٍ وخاتم الأنبياء والمرسلين ـ اسمه أحمد ـ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، حيثُ أرادَ أنْ ينبّهَ الناسَ بأنّ شريعتهُ ستـُنسَخ وليسَ هو خاتمُ الأنبياء(عليهِم السلام) ، بل على الأمةِ أن تفتـّشَ عن النبي الآتي بعده (u) والذي تكون حجتهُ تامة فينبغي عليهم أن يتبعوه ويصدقوه . ولكن وجود أئمة الضلالةِ في صفوفِ تلك الأمةِ الذينَ استغلوا طيبة الناسِ وسذاجة قلوبهم وعقولهم بل وجهلهم . في توظيف تلك الوصية لخدمة مصالحهم ومنافعهم الشخصية فادّعى العديد منهم إتباع الوصية وتطبيقها حيث دعَوا الناس للهجرة الى الأرض الموعودة بظهور ذلك الشخص الموعود والنبي الخاتم(صلوات الله عليه وعلى آله) فحصلوا على المناصب والواجهات وتسلطوا على النفوس والأموال الى أن أشرقت الأرض بالنور الإلهي المحمدي ببعثة المصطفى(صلوات الله عليه وعلى آله) وعندها كشف زيف وكذب المنافقين والضالين فأنكروا الوصية وأنكروا النبوة لأن الإقرار بها يسلبهم كل شيء دنيوي عملوا من أجلـه من المناصب والواجهات والأموال وغيرها ، وقد قاد اليهود حملات التشويه والعداء وشنّوا الحروب الاقتصادية والاعلامية والعسكرية ضد الدعوى الفتية وقائدها المظفر النبي الأمجد(صلى الله عليه وآله وسلم) واستغلوا تلك (الوصية) كورقةِ إثباتٍ مموهة ومحرفة للمنافع الشخصية الدنيوية دون الجانب العلمي العقلي .
وهكذا جاء صاحبُ دعوة النبوة الخاتمة(عليه وعلى آله الصلاة والسلام) ، وكما هو معلوم ينبغي على كـل صاحـب دعوة أن يقدّم دليلاً لإثبـات دعوتـه ـ وبالفعـل ـ قدّم الأدلة والبراهين والحجج التامة القاطعة ولكن وجود المنتفعين بالباطل المخادعين أدت إلى إضلال الأمة المنتَظِرة وشعوب كاملة (إلا القليل) ومن تـلك الحجج الوصية ، حيث قال النبي عيسى(u) ـ نبي من بعدي اسمه أحمد ـ.
الموقف الرابع:- السقيفة وغدير خـم

بعد أن استمرّ النبي محمد(صلى اللهُ عليه وآله) بالكفاح المسلّح والغير مسلّح لدعوة الحق وعبادة الله الواحد القهّار ، ونشرِ الدين الإسلامي الحنيف ، جاء الأمر الإلهي ((... بلّغ ما أُنزلَ إليك مـن ربّك ، فإن لم تفعلْ فما بلّغتَ رسالتَهُ...)) وألزمـه بالتبليغِ ، وماذا بعد ؟ ، وكيف كان التبليغ ؟ وما هذا الأمرُ الذي بدونه يكون عناءُ النبي على مدى أكثرَ من عشرين عاماً هباءاً منثوراً ؟
وللتبليغِ جمع النبي الأكرم(صلى اللهُ عليه وآله وسلم) حجاجَ ذلك المحفل إذ كان موسماً من مواسم الحج (حج الوداع) فأجتمع الحجيج بأمر الرسول الصادق الأمين(صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم شديد الحرارة وأمرهم أن يبلّغ الحاضر الغائب بهذا الحديث والتبليغ ، فما هذا الحديث والتبليغ ؟
قام الرسول المبلّغ(صلى اللهُ عليه وآله وسلم) خطيباً في أُمته المجتمعة تحت حرارة الشمس , وأوصى بأن: من كنت مولاه ـ أولى بهم من أنفسهم ـ فهذا عليٌّ(عليه الصلاة والسلام) مولاه وقطع قائلاً: اللهم وال ِ من والاه وعادِ من عاداه..، فبايعه الناسُ وفيهم يومئذٍ {الأول والثاني} وتعاهدوا إليه الأمـر , وقال البعض: { بـخٍ بـخٍ لك يـا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة...} ، فكانت هذه الحادثة إكمالاً للدين وإتماماً للنعمة ((اليوم أكملتُ لكم دينَكم وأتممت عليكم نعمتي..)).
ولكن بعد رحيل المصطفى(صلى اللهُ عليه وآله وسلم) انقلب الحالُ ، وتغيرت الأقوال ، فبينما انشغل أمير المؤمنين عليٌّ(عليه الصلاة والسلام) بتغسيل وتحنيط وتجهيز الحبيب المصطفى(صلى اللهُ عليه وآله وسلم) ، فإذا بالسقيفة قد انعقدت وتنصّب (الأول) تحت طاولة الترهيـب والترغيب وضربِ الخراطيمِ بالسيوف .
والنتيجة: انشقت عصا الأُمة وتركت الأُمة أمر النبي(صلى اللهُ عليه وآله وسلم) وراحت تأتمرُ بأمر من خرج على نص النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وأمر اللهِ تعالى وتمرّدٌ على الله ورسولهِ(صلى اللهُ عليه وآله وسلم) وخرج عن طاعة الله ورسولهِ(صلى اللهُ عليه وآله وسلم).
الموقف الخامس الامامة والاعلمية
إن نظام الإمامة نظام متكامل للحياة فلو كان هنالك إمامين متعاصرين في وقت واحد ومكان واحد لكانت طاعة الإمام المنصوص عليه بالأسبقية فرضاً على الإمام الأخر كما كان ذلك في زمن الحسن والحسين فطاعت الحسن على الحسين واجبة والامتثال له واجب وذلك للحفاظ على وحدة القرار ووحدة القيادة والتي تضمن وحدة الأمة وسلامة أمرها ودينها وحياتها المستقرة .
فكذلك تكون القاعدة على الأشخاص الذين حصلوا على قدرٍ من العلم ممن يستحق تبوء مركز القيادة الشرعية النائبة عن مركز أولي الأمر حتى تكون طاعته دليلاً لطاعة أولي الأمر ودليل طاعة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) المنتهية بالنتيجة إلى طاعة الله سبحانه وتعالى وكما وصفها الإمام الصادق(عليه السلام) : { الراد عليهم راد علينا والراد علينا راد على رسول الله والراد على رسول الله راد على الله سبحانه وتعالى } فكما نص الرسول على الأئمة(عليهم السلام) بنص من الله واحد بعد الآخر كذلك نص أهل البيت(عليهم السلام) بتوفر الدليل العلمي لهؤلاء الأشخاص ممن ينوب عنهم(عليهم السلام) وقد أرشد المعصومون(عليهم السلام) إلى حكم العقل والسيرة العقلانية التي أمضوها من الرجوع إلى الأعلم والأمهر إضافة إلى باقي الشروط فتخصيص الأعلم من العلماء باعتباره المتمكن بالرؤية الصحيحة لصالح الأمة وحتى تكون هناك مركزية في القيادة والتوجيه وهذه المركزية تضمن وحدة المجتمع وسلامة نظام الله .
وكما أوجبت طاعة الحسين للحسن(عليهما السلام) أوجبت طاعة غير الأعلم من المجتهدين للأعلم وبالتالي ضمان طاعة الملة له جميعاً وبالتالي سلامة سير المجتمع بطريق صحيح وسليم نحو الكمال والطاعة لله سبحانه وتعالى .

عاشق الامام الحسن
29-09-2008, 04:27 AM
جزاك الله خير اخوي

ام ســــميه
30-09-2008, 12:38 AM
شكراً لك اخي شكراً لك اخي

احمد الخير
30-09-2008, 08:13 AM
جزاك الله خير اخوي