سيهاتي 1
19-09-2008, 03:30 PM
الحلقة الرابعه
المؤاخاة بين النبي (صلّى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام)
كل شيئين إذا جمعهما جامع يطلق على أحدهما: أنه أخو الآخر مثلاً: العربي تجمع العروبة بينه وبين العرب، فيقال للعربي: يا أخا العرب.
والفارسي يشارك الفرس في العنصر فيقال له: يا أخا الفرس.
واليهودية تجمع بين اليهود فيقال لليهودي: يا أخا اليهود، وأفراد القبيلة يجمعهم كونهم من تلك القبيلة فيقال لهم: يا أخا كندة أو يا أخا تميم وهكذا بقية الأديان أو القبائل أو الأشياء التي تجمع بين الأفراد كالمماثلة والمشابهة...
والأخوان الشقيقان أو الأخوان من قبل الأب وحده أو الأم وحدها يقال لهما: أخوان لأن الأب أو الأم أو كلاهما يجمعان الإنسانين وعلى هذا الأساس يقول الله تعالى: {إنما المؤمنون أخوة}(1) (http://www.altahaddi.net/AliMinelMehd/10.htm#7) أي أن مبدأ الإيمان يجمعهما.
هذه نظرة خاطفة ولمحة موجزة عن الأخوة والإخاء في العرف والقرآن وقد تجتمع هذه العلل كأخوة النسب وأخوة الدين، وأخوة المماثلة في إنسانين فتتقوى أواصر الأخوة فيما بينهما.
روى البلاذري عن ابن عباس وغيره: لما نزل قوله تعالى: {إنما المؤمنون أخوة}(1) (http://www.altahaddi.net/AliMinelMehd/10.htm#8) آخى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بين الأشكال والأمثال، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن، وبين سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد، وبين طلحة والزبير، وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب الأنصاري، وبين أبي ذر وأبي مسعود، وبين سلمان وحذيفة، وبين حمزة وزيد بن حارثة وبين أبي الدرداء والبلال، وبين جعفر الطيار ومعاذ بن جبل، وبين المقداد وعمار وبين عائشة وحفصة، وبين زينب بنت جحش وميمونة، وبين أم سلمة وصفية حتى آخى بين أصحابه بأجمعهم على قدر منازلهم ثم قال: (أنت أخي، وأنا أخوك يا علي): وفي لفظ: قال علي (عليه السلام): يا رسول الله آخيت بين أصحابك وتركتني، فقال: أنت أخي، أما ترضى أن تدعى إذا دعيت، وتكسى إذا كسيت، وتدخل الجنة إذا دخلت؟ قال: بلى يا رسول الله.
وفي رواية مناقب آل أبي طالب: فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله): إنما أخرتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة.
فبكى علي (عليه السلام) عند ذلك
وقال:
أقيك بنفـسي أيها المصطفـى الذي
هدانا به الرحمن من عـمه الجهل
***
وأفـديك حوبائي وما قدر مهجتي؟
لمن أنتمي منه إلى الفرع والأصل(2) (http://www.altahaddi.net/AliMinelMehd/10.htm#9)
***
ومن ضمني مـذ كنت طفلاً ويافعاً
وأنعـشـني بالبر والعل والنهـــل
***
ومن جده جدي ومن عـمه عـمي
ومن أهله أمي ومـن بنته أهلي
***
ومن حين آخى بين من كان حاضراً
دعاني وآخاني وبين من فضلـــــي
***
لك الفـضل إني ما حييت لشاكـــــر
لإتمام ما أوليت يا خاتم الرســـــــل
وقال (عليه السلام):
أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي
معه ربيت وسبطاه هـما ولــــــــدي
وقال (عليه السلام):
محمـد النبي أخي وصنـــــــــــوي
وحمزة سيد الشهداء عـمـــــــــي
ولا شك أن هذه الأخوة ليست نسبية، إذ لم يكونا أخوين من النسب تحقيقاً وإنما قال ذلك فيه إبانة لمنزلته وفضله وإمامته على سائر المسلمين، لئلا يتقدمه أحد منهم، ولا يتآمر عليه بعد ما آخى بينهم أجمعين: الأشكال، وجعله شكلاً لنفسه، ولهذا كان علي (عليه السلام) يفتخر بهذه المنقبة والفضيلة لما فيه من علو الرتبة وسمو المنزلة، وشدة الاختصاص بالنبي (صلى الله عليه وآله)، وكان علي (عليه السلام) يقول: أنا عبد الله وأخو رسول الله، وأنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، لا يقوله غيري إلا كذاب.
إن كثرة النصوص الواردة حول هذه الفضيلة وتواترها لا تبقي مجالاً للشك والريب، وقد ذكرها طائفة كبيرة من علماء السنة وحفاظهم، وتطرق إلى ذلك الشعراء في نظمهم وقريضهم لم نذكرها رعاية للاختصار.
مصادر حديث المؤاخاة بين رسول الله وعلي (عليهما السلام)
وهي خمسون مصدراً:
1 ـ جامع الترمذي 2 ص213.
2 ـ مصابيح البغوي 2 ص199.
3 ـ مستدرك الحاكم 3 ص14.
4 ـ الاستيعاب2 ص460.
5 ـ تيسير الوصول 3 ص271.
6 ـ مشكاة المصابيح هامش المرقاة 5 ص569.
7 ـ الرياض النضرة 2 ص167 وفي ص212.
8 ـ الفصول المهمة ص22، 29.
9 ـ تذكرة السبط ص13، 15.
10 ـ كفاية الكنجي ص82.
11 ـ السيرة النبوية لابن سيد الناس 1 ص200 ـ 203.
12 ـ تاريخ ابن كثير 7 ص335.
13 ـ أسنى المطالب للجزري ص9.
14 ـ مطالب السؤول ص18.
15 ـ الصواعق ص73، 75.
16 ـ تاريخ الخلفاء ص114.
17 ـ الإصابة 2 ص507.
18 ـ المواقف 3 ص276.
19 ـ شرح المواهب 1 ص373.
20 ـ طبقات الشعراني2 ص55.
21 ـ تاريخ القرماني هامش الكامل 1 ص216.
22 ـ السيرة الحلبية 1 ص23، 101.
23 ـ السيرة النبوية لزيني دحلان 1 ص325.
24 ـ كفاية الشنقيطي ص34.
25 ـ الإمام علي بن أبي طالب للأستاذ محمد رضا ص21.
26 ـ الإمام علي بن أبي طالب للأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود قاله في ص73.
27 ـ الرياض النضرة 2 ص209.
28 ـ تاريخ ابن عساكر 6 ص201.
29 ـ كنز العمال 6 ص390.
30 ـ تاريخ ابن هشام 2 ص123.
31 ـ الفتاوى الحديثية ص42.
32 ـ تاريخ الخطيب 12 ص268.
33 ـ مسند أحمد 1 ص230.
34 ـ الإمتاع للمقريزي ص340.
35 ـ المحاسن والمساوئ 1 ص31.
36 ـ مجمع الزوائد 9 ص111.
37 ـ مناقب الخوارزمي ص87.
38 ـ شمس الأخيار ص35.
39 ـ فيض القدير 4 ص355.
40 ـ مصباح الظلام 2 ص56.
41 ـ حلية الأولياء 1 ص67.
42 ـ شرح ابن أبي الحديد 2 ص449.
43 ـ فرائد السمطين في الباب 30 و50.
44 ـ نزهة المجالس 2 ص241.
45 ـ ذخائر العقبى ص91.
46 ـ تاريخ بغداد 11 ص112.
47 ـ خصائص النسائي ص32.
48 ـ سنن ابن ماجه 1 ص57.
49 ـ العقد الفريد ص275.
50 ـ تاريخ الطبري 312.
(1) سورة الحجرات، الآية: 10.
(1) سورة الحجرات، الآية: 10.
(2) الحوباء: روح القلب أو النفس.
المؤاخاة بين النبي (صلّى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام)
كل شيئين إذا جمعهما جامع يطلق على أحدهما: أنه أخو الآخر مثلاً: العربي تجمع العروبة بينه وبين العرب، فيقال للعربي: يا أخا العرب.
والفارسي يشارك الفرس في العنصر فيقال له: يا أخا الفرس.
واليهودية تجمع بين اليهود فيقال لليهودي: يا أخا اليهود، وأفراد القبيلة يجمعهم كونهم من تلك القبيلة فيقال لهم: يا أخا كندة أو يا أخا تميم وهكذا بقية الأديان أو القبائل أو الأشياء التي تجمع بين الأفراد كالمماثلة والمشابهة...
والأخوان الشقيقان أو الأخوان من قبل الأب وحده أو الأم وحدها يقال لهما: أخوان لأن الأب أو الأم أو كلاهما يجمعان الإنسانين وعلى هذا الأساس يقول الله تعالى: {إنما المؤمنون أخوة}(1) (http://www.altahaddi.net/AliMinelMehd/10.htm#7) أي أن مبدأ الإيمان يجمعهما.
هذه نظرة خاطفة ولمحة موجزة عن الأخوة والإخاء في العرف والقرآن وقد تجتمع هذه العلل كأخوة النسب وأخوة الدين، وأخوة المماثلة في إنسانين فتتقوى أواصر الأخوة فيما بينهما.
روى البلاذري عن ابن عباس وغيره: لما نزل قوله تعالى: {إنما المؤمنون أخوة}(1) (http://www.altahaddi.net/AliMinelMehd/10.htm#8) آخى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بين الأشكال والأمثال، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن، وبين سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد، وبين طلحة والزبير، وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب الأنصاري، وبين أبي ذر وأبي مسعود، وبين سلمان وحذيفة، وبين حمزة وزيد بن حارثة وبين أبي الدرداء والبلال، وبين جعفر الطيار ومعاذ بن جبل، وبين المقداد وعمار وبين عائشة وحفصة، وبين زينب بنت جحش وميمونة، وبين أم سلمة وصفية حتى آخى بين أصحابه بأجمعهم على قدر منازلهم ثم قال: (أنت أخي، وأنا أخوك يا علي): وفي لفظ: قال علي (عليه السلام): يا رسول الله آخيت بين أصحابك وتركتني، فقال: أنت أخي، أما ترضى أن تدعى إذا دعيت، وتكسى إذا كسيت، وتدخل الجنة إذا دخلت؟ قال: بلى يا رسول الله.
وفي رواية مناقب آل أبي طالب: فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله): إنما أخرتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة.
فبكى علي (عليه السلام) عند ذلك
وقال:
أقيك بنفـسي أيها المصطفـى الذي
هدانا به الرحمن من عـمه الجهل
***
وأفـديك حوبائي وما قدر مهجتي؟
لمن أنتمي منه إلى الفرع والأصل(2) (http://www.altahaddi.net/AliMinelMehd/10.htm#9)
***
ومن ضمني مـذ كنت طفلاً ويافعاً
وأنعـشـني بالبر والعل والنهـــل
***
ومن جده جدي ومن عـمه عـمي
ومن أهله أمي ومـن بنته أهلي
***
ومن حين آخى بين من كان حاضراً
دعاني وآخاني وبين من فضلـــــي
***
لك الفـضل إني ما حييت لشاكـــــر
لإتمام ما أوليت يا خاتم الرســـــــل
وقال (عليه السلام):
أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي
معه ربيت وسبطاه هـما ولــــــــدي
وقال (عليه السلام):
محمـد النبي أخي وصنـــــــــــوي
وحمزة سيد الشهداء عـمـــــــــي
ولا شك أن هذه الأخوة ليست نسبية، إذ لم يكونا أخوين من النسب تحقيقاً وإنما قال ذلك فيه إبانة لمنزلته وفضله وإمامته على سائر المسلمين، لئلا يتقدمه أحد منهم، ولا يتآمر عليه بعد ما آخى بينهم أجمعين: الأشكال، وجعله شكلاً لنفسه، ولهذا كان علي (عليه السلام) يفتخر بهذه المنقبة والفضيلة لما فيه من علو الرتبة وسمو المنزلة، وشدة الاختصاص بالنبي (صلى الله عليه وآله)، وكان علي (عليه السلام) يقول: أنا عبد الله وأخو رسول الله، وأنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، لا يقوله غيري إلا كذاب.
إن كثرة النصوص الواردة حول هذه الفضيلة وتواترها لا تبقي مجالاً للشك والريب، وقد ذكرها طائفة كبيرة من علماء السنة وحفاظهم، وتطرق إلى ذلك الشعراء في نظمهم وقريضهم لم نذكرها رعاية للاختصار.
مصادر حديث المؤاخاة بين رسول الله وعلي (عليهما السلام)
وهي خمسون مصدراً:
1 ـ جامع الترمذي 2 ص213.
2 ـ مصابيح البغوي 2 ص199.
3 ـ مستدرك الحاكم 3 ص14.
4 ـ الاستيعاب2 ص460.
5 ـ تيسير الوصول 3 ص271.
6 ـ مشكاة المصابيح هامش المرقاة 5 ص569.
7 ـ الرياض النضرة 2 ص167 وفي ص212.
8 ـ الفصول المهمة ص22، 29.
9 ـ تذكرة السبط ص13، 15.
10 ـ كفاية الكنجي ص82.
11 ـ السيرة النبوية لابن سيد الناس 1 ص200 ـ 203.
12 ـ تاريخ ابن كثير 7 ص335.
13 ـ أسنى المطالب للجزري ص9.
14 ـ مطالب السؤول ص18.
15 ـ الصواعق ص73، 75.
16 ـ تاريخ الخلفاء ص114.
17 ـ الإصابة 2 ص507.
18 ـ المواقف 3 ص276.
19 ـ شرح المواهب 1 ص373.
20 ـ طبقات الشعراني2 ص55.
21 ـ تاريخ القرماني هامش الكامل 1 ص216.
22 ـ السيرة الحلبية 1 ص23، 101.
23 ـ السيرة النبوية لزيني دحلان 1 ص325.
24 ـ كفاية الشنقيطي ص34.
25 ـ الإمام علي بن أبي طالب للأستاذ محمد رضا ص21.
26 ـ الإمام علي بن أبي طالب للأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود قاله في ص73.
27 ـ الرياض النضرة 2 ص209.
28 ـ تاريخ ابن عساكر 6 ص201.
29 ـ كنز العمال 6 ص390.
30 ـ تاريخ ابن هشام 2 ص123.
31 ـ الفتاوى الحديثية ص42.
32 ـ تاريخ الخطيب 12 ص268.
33 ـ مسند أحمد 1 ص230.
34 ـ الإمتاع للمقريزي ص340.
35 ـ المحاسن والمساوئ 1 ص31.
36 ـ مجمع الزوائد 9 ص111.
37 ـ مناقب الخوارزمي ص87.
38 ـ شمس الأخيار ص35.
39 ـ فيض القدير 4 ص355.
40 ـ مصباح الظلام 2 ص56.
41 ـ حلية الأولياء 1 ص67.
42 ـ شرح ابن أبي الحديد 2 ص449.
43 ـ فرائد السمطين في الباب 30 و50.
44 ـ نزهة المجالس 2 ص241.
45 ـ ذخائر العقبى ص91.
46 ـ تاريخ بغداد 11 ص112.
47 ـ خصائص النسائي ص32.
48 ـ سنن ابن ماجه 1 ص57.
49 ـ العقد الفريد ص275.
50 ـ تاريخ الطبري 312.
(1) سورة الحجرات، الآية: 10.
(1) سورة الحجرات، الآية: 10.
(2) الحوباء: روح القلب أو النفس.