المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلاف فاطمة الزهراء عليها السلام مع ابي بكر


ذو النفس الزكية
20-09-2008, 06:51 PM
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين
اما بعد
لما كان من موضوع فدك من امر مهم ويتخذه النواصب دائما موضوعا للطعن في سيدة نساء اهل الجنة وسيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين سيدي ومولاتي ام العترة الطاهرة وبنت الرسول امنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها فانا ساكتب هنا ما يثبت احقيتها في ارض فدك وهي موجهة فقط للعقلاء اما النواصب اللذين اعمى الحقد قلوبهم والجاهلين فلا
حديث نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة

اولا : بالنسبة الى سند هذا الحديث فهو مروي عن ابو بكر وعائشة ابنته اللتي اتفقت معه على رواية هذا الحديث وكما انظم اليهم عمر بن الخطاب وعبد الرحمن ابن عوف وبالتالي فان فان هذا الحديث لا يمكن نسبه الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لانه مروي عن ابي بكر ليبرر موقفه وكذلك رواه الباقين ليساندوا ابو بكر ويبرروا موقفه وقد ضعفه علمائنا كثيرا

ثانيا : بالتسليم على ان هذا الحديث صحيح وهذا في حال ان احسنا الظن بابي بكر ومن معه ولكن علينا ان نتمعن قليلا في معنى الحديث وهل ان معناه ان النبي قد نفى التوريث عن اي شي او انه نفى توريث الانبياء لشي محدد ولهذا اقول لكم انتبهوا الى كلمة ما وهي موصولة لربط الجملة فجملة نحن معاشر الانبياء لا نورث لا يمكن ان تنتهي انما هي موصولة ب ما تركانه صدقة او بصياغة اخرى نحن معاشر الانبياء لا نورث المال اللذي تركناه صدقة جارية ونورث بقية المال وهذا هو معنى الحديث اللذي اراده رسول الله ولم يفهمه ابو بكر ومن معه وساذكر لكم مثال يؤكد ما اقول
نحن في كلية الطب لا ندرس ما يدرسونه في كلية الهندسة فلو اكتفينا بالمقطع الاول وهو نحن في كلية الطب لا ندرس :d انظروا ماذا صار المعنى ولكن نحن في كلية الطب لا ندرس ما يدرسونه في الهندسة وبالتالي نحن معاشر الانبياء لا نورث لا يمكن ان تكون مسقلة بذاتها عن ما تركناه صدقة لان ما هنا موصولة ولان المعنى سيختل لان الحديث سينفي توريث اي شي حتى العلم وهذا خلاف القران اللذي ذكر فيه وورث سليمان داوود وبالتالي فيكون مختصر المعنى ان النبي قال ان الانبياء لا يورثون الصدقة لبنيهم وهذا مؤكد لدينا لان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان لا ياخذ الصدقة بل انه ياخذ الهدية وكذلك قالت السيدة زينب عليها السلام بنت الامام علي عليه السلام الصدقة حرام علينا اهل البيت واظن ان هذا الشرح كافي لهذا الدليل

حديث مذكور عن الامام الصادق عليه السلام ومقطع منه يقول ان الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ولكن ورثوا العلم وانا اقول هنا
اولا:
اننا لو تمعنا في ظاهر الحديث لوجدنا انه جاء لمدح الانبياء وقد استخدم اسلوب المدح بالنفي اي انه ينفي صفة هي من صفاتهم ويثبت لهم صفة اوسع مع كون النفي الاول ليس نفيا حقيقيا بل انه نفي معنوي وسابين لكم ذلك بمثال بسيط
عندما نقول:
ان الحمزة عم النبي لم يمت بل انه قد استشهد

وفي هذه الحالة فاننا نفينا صفة الموت عن الحمزة عليه السلام وثبتنا له صفة الشهادة وهذا اسلوب مدح بالنفي المعنوي وكذلك الحال بالنسبة للحديث فانه نفى توريث درهما او دينار من الانبياء وثبت لهم صفة توريث العلم لكونه جاء في صيغة المدح ونفي الصفات البشرية العادية وذكر الصفات السامية اللتي لا يتمتع بها الا اشخاص قليلون واضرب مثالا اخر فعندما نقول ان احمد لم يرث من ابيه المال بل ورث الشجاعة والكرم مع اننا نعرف انه ورث منه المال بالاضافة الى الشجاعة والكرم ولكنا نفينا عنه انه ورث عن ابيه المال وثبتنا له صفة الشجاعة لكونها جائت في سياق المدح

ثانيا:
وان لم تنفي الفعل الماضي وهي تنفي حدث من الممكن حدوثه ولكنه لم يحدث وليس لاستحالته بل لكون ظرف منع ذلك
فعندما نقول ان علي عليه السلام لم يشارك في تبوك فهل هذا يعني انه كان من المستحيل ان يشارك في تبوك بل امرا منعه من ذلك وهو استخلاف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام في المدينة

الايات القرانية:
ومن الايات القرانية اللتي تؤكد على ان الانبياء يورثون واللتي استشهدت بها الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها في ردها على ابي بكر هي:
بسم الله الرحمن الرحيم وورث سليمان داوود صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم يرثني ويرث من ال يعقوب واجعله ربي رضيا صدق الله العلي العظيم وهذه الاية جائت على لسان زكريا عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين صدق الله العلي العظيم

وهذه ايات واضحة وصريحة فالاياتان الاولى والثانية تدل دلالة واضحة على امكانية توريث الانبياء بالنص والاية الثاثلة تدل على التوريث بشكل عام ولو كان الانبياء غير مشمولين لذكرت الاية الكريمة ذلك لان اسلوب الاستثناء طالما استخدمه القران الكريم في عدة مواضع الا يستخدمه في هذا الامر الخطير
وياتي بعد ذلك من يقول ان سليمان ورث من داوود العلم فقط وانا اقول لهم لا بل ورث العلم والنبوة والملك ايضا لان داوود كان ملك وسليمان استلم ملك ابيه عليهما السلام ولو كان ذلك غير ممكن لترك الملك واصبح فردا عاديا لكن التاريخ اثبت عكس ذلك حيث ان سليمان ورث داوود في كل شي وانا اريد ان اقول للذين ينفون صفة التوريث عن الانبياء هل ان الله يجازي الانبياء بان يمنعهم ان يورثوا لابنائهم من مالهم شيء مالكم كيف تحكمون اريد ان تراجعوها في عقولكم

ابو بكر منع ميراث فاطمة الزهراء عليها السلام وترك ابنته ترث:

ومن الثابت في التاريخ ان ابا بكر منع فاطمة واخذ منها فدك بالقوة بحجة ان الانبياء لا يورثون ولكن مع ذلك فانه ترك بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لابنته عائشة وحتى بعد انقضاء العدة ولم يجعل بيت رسول الله صدقة كما في الحديث اللذي رواه هو وابنته وعندما ذهبت عائشة الى الخليفة الثالث عثمان تطالبه بان يعطيها حقها في ارث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لها عثمان اولستي انتي وابوك شهدتما بان الانبياء لا يورثون وان كانوا يورثون حقا فلما منعتم حق فاطمة فخرجت منه غاظبة وهي تقول اقتلوا نعثلا فقط كفر وعندما اراد بنو هاشم دفن الامام الحسن عليه السلام بجوار قبر جده خرجت عائشة ومعها بنو امية راكبة بغل وهي تقول لا تدخلو بيتي من لا احب فخاطبها حبر الامة ابن عباس بابياته الشهيرة

تجملت تبغلت ولو عشت تفيلت
لك الثمن من التسع وبالكل تصرفت

فدك من حق الزهراء في جميع الاحوال:

عندما عاد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من خيبر نزلت عليه الاية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم وات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا صدق الله العلي العظيم وبقي متحيرا حتى اتاه جبريل وقال له ذا القربى هو فاطمة وحقه هي فدك فاعطى رسول الله ابنته الزهراء حقها الذي امر به الله سبحانه وتعالى وهو ارض فدك وما عليكم سوى مراجعة سبب نزول هذه الاية وستجدون هذه الرواية صحيحة في كتب اهل السنة والجماعة ايضا ولذا فان الله هو من قرر ان فدك من حق فاطمة فهل من معترض يعترض على حكم الله؟؟؟؟؟؟؟

السبب الحقيقي لاغتصاب فدك:

ان السبب الحقيقي لاغتصاب فدك من الزهراء عليها السلام لم يكن سببا دينيا انما هو سبب سياسي بحت لان ابا بكر علم لو ان هذه الارض لو بقيت بايدي اهل البيت وشيعتهم لاستخدموا اموالها في الثورة على الحكم غير الشرعي لذا فانهم سارعوا الى مصادرتها تحت غطاء ديني

فاطمة الزهراء عليها السلام والقران الكريم لا يظل بهما:

قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اني تارك فيكم الثقلين ما تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي اهل بيتي وهذا الحديث صحيح عند اهل السنة وقد صححوه كثيرا وحديث اخر يقول احب اهل بيتي الي فاطمة وبالتالي فان فاطمة الزهراء اللتي هي من اهل البيت واحدى الثقلين وكتاب الله فاكتمل الثقلين اللذين لا يظل بهما ابدا قالا عكس ما قاله ابو بكر فمن يلتمس العذر لمن في هذه الحالة يا اصحاب العقول المتفتحة اينكم؟؟؟؟؟

يغضب الله لغضبها ويرضا ولرضاها:

قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاطمة بضعة مني من اغضبها فقد اغضبي ومن اغضبي فقد اغضب الله وهذا حديث واضح على ان غضب الله متوقف على غضب فاطمة فهل يمكن ان يكون غضب الله على امر باطل استغفر الله ولا يمكن ان يقول رسول الله حديث بلا مدلول حاشاه بابي هو وامي اذن فالحديث يدل دلالة واضحة على عصمة الزهراء وان غضبها مبني على الحق دائما

خاتمة البحث :
فبعد كل هذه الادلة اما ان نقول ان سيدة نساء العالمين وسيدة نساء اهل الجنة وريحانة المصطفى اللتي كان ابوها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندما يراها يقوم اجلالا لها ويقعدها مكانه واللتي كانت مشيتها لا تخطء مشية رسول الله واللتي كانت عندما تقوم الليل بالصلاة في حجرتها تملتيء الحجرة بالنور واللتي عقدت نطفتها اعلى عليين ليلة الاسراء والمعراج واللتي كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول كلما اشتقت لريح الجنة شممت ابنتي فاطمة واللتي يغضب الله لغضبها ويرضا ولرضاها واللتي واللتي ايمكن ان تكون هذه مخطئة استغفر الله فاذا كانت مخطئة فانها لا تستحق ان تكون سيدة نساء العالمين استغفر الله العلي العظيم وهذا لا يمكن وهيهات لذلك ان يكون

اللهم صلي على سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء اللهم صلي عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها سيدتي تقبلي هذا القليل مني واشفعي لي عند الله وصلى اللهم وسلم على محمد وال محمد

الياسر@
20-09-2008, 11:46 PM
ذو النفس الزكية اهلا بك..
واشكرك لطرحك...
واتمنى ان تطلعي على طرحي لتالي وتقفي معه كثيرا بعد تامل وتروي..


بسم الله الرحمن الرحيم





يقول الاخوه الشيعه: بعدة وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم جاءت فاطمة إلي أبي بكر رضي الله عنه وارضاه تطلب ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم و فلم يعطها ابو بكر حقها .






والذين إستدلوا بهذا الدليل اختلفوا في توجيه طلب فاطمة عليها السلام لارض فدك.






وقال بعضهم : إن فدك إرث من النبي صلى الله عليه واله وسلم لفاطمة .






وقال آخرون : هي هبة من النبي صلى الله عليه واله وسلم وهبها الي فاطمة يوم خيبر .






اما على القول الاول : وهو ان فدك ارث من النبي صلى الله عليه واله وسلم فالرواية الصحيحة فيها :





أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت فاطمة لابي بكر تطلب منه ارثها من النبي صلى الله عليه واله وسلم في فدك وسهم النبي صلى الله عليه واله وسلم من خيبر وغيرها .






فقال ابو بكر : اني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول :"إنا لا نورث ما تركناه صدقة " ( صحيح مسلم ) كتاب الجهاد والسير , باب :حكم الفيء حديث ( 1757) .





أو :" ما تركنا صدقة " . متفق عليه : ( صحيح البخاري ) كتاب فرض الخمس , باب ك فرض الخمس , حديث (3093) , (صحيح مسلم) كتاب الجهاد والسير , باب : قول النبي لا نورث , حديث (1759) .





أو :" ما تركنا فهو صدقة " متفق عليه : ( صحيح البخاري ) كتاب المناقب , باب : مناقب قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم , حديث (1712) , و ( صحيح مسلم ) كتاب الجهاد والسير , باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا نورث " , حديث ( 1758) .





هكذا اخبر ابو بكر فاطمة . في رواية عند احمد : " إنا معشر الأنبياء لا نورث " مسند الامام احمد ( 3/225) .
ومن استشهد بهذا الحديث الامام الخميني في كتاب الحكومة الاسلاميه ..باب ولاية الفقيه..


بلفظ:ا ن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهما...




ولكن الرواية التي في الصحيحين : " إنا لا نورث ما تركناه صدقة " فوجدت فاطمة رضي الله عنها , على ابي بكر.






فإما أنها تدعي أنه أخطا في فهمه لقول النبي صلى الله عليه وسلم , أو أنه أخطأ في سماعه , وهي استدلت بالعموم في قوله تعالى .





(يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن الثلث مما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما الثلث مما ترك وان كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له أخوه فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بهآ أو دين ءابآؤكم وأبنائكم لا تدرون أيهم اقرب لمن نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما ) (النساء :11) .






وأهل السنة في هذه المسألة لا يبحثون عن عذر لأبي بكر , وإنما يبحثون عن عذر لفاطمة , لأنهم يرون أن أبا بكر يستدل بحديث سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ورواه : أبو بكر , عثمان , وعمر , وعلي نفسه , والعباس , وعبد الرحمن بن عوف , وسعد بن أبي وقاص , والزبير بن العوام , كل هؤلاء رووا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إنا لا نورث إن ما تركنا صدقة " .







ففاطمة رضي الله عنها لما قبلت منه هذا الكلام , حاول أهل السنة أن يبحثوا عن عذر لفاطمة , لا لأبي بكر , لأنهم لا يرون أن أبا بكر هنا قد أخطأ في حق فاطمة .







قال الاخوة االشيعة : غضبت على أبي بكر !!!!!



فقال الاخوة السنه : لو جعل أي إنسان نفسه مكان أبي بكر , وجاءته فاطمة رضي الله عنها تطالب بالميراث وهو قد سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا نورث " . فهل يقدم قول النبي المعصوم أو يقدم رضا فاطمة رضي الله عنها ؟؟؟؟؟؟.






وكذا نقول : بأن فاطمة وجدت على أبا بكر !





والذي يظهر : أنه من زيادات الزهري وإدارجه , وليس من أصل الرواية .





ثم نرد فنقول هذا الدليل بالتفصيل .





أما قولهم : إنه ارث !!!!






فنقول لهم : إن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال :"إنا لا نورث ما تركناه صدقة " بمعنى : الذي تركناه هو صدقة , ولذلك جاء في بعض طرق الحديث عند مسلم : " ما تركناه فهو صدقة " .






وحرف البعض هذا الحديث , فقال : " ما تركنا صدقة " فيجعلون " ما " نافية , أي : لم نترك وأهل السنة يجعلون " ما " هنا موصولة , وهي الرواية الصحيحة والتي في الصحيحين " ما تركنا صدقة " بالرفع يؤكد هذه الرواية رواية : " ما تركنا فهو صدقة " .







فالنبي لا يورث صلوات الله وسلامه عليه , بل على الصحيحين إن الأنبياء جميعا لا يورثون , والاخوه الشيعه يستدلون بقول الله تبارك وتعالى عن زكريا : ( وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب وجعله ربي رضيا ) (مريم :16) .







وتفسير هاتين الآيتين ما يأتي :





أما الآية الأولى : وهي قول الله تبارك وتعالى : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) . فنقول :





أولا : أنه لا يليق برجل صالح أن يسأل الله تبارك وتعالى ولدا حتى يرث المال فقط , فكيف ترضى هذا لنبي كريم وهو زكريا أن يسأل ولدا , لكي يرث المال ؟!.






ثانيا :المشهور أن زكريا كان فقيرا يعمل نجارا , فأي مال عند زكريا حتى يطلب من الله تبارك تعالى أن يرزقه وارثا , بل الأضل في أنبياء الله تبارك وتعالى أنهم لا يبقون مال , بل يتصدقون به في وجوه الخير .







ثالثا : وهو ما يدل عليه سياق الآية , فهو قول الله تبارك وتعالى ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) .





كم شخصا في آل يعقوب ؟ وأين يحيى من آل يعقوب ؟






آل يعقوب , هم : موسى , وداود , وسليمان , ويحيى , و زكريا , وأقوامهم , بل كان كل أنبياء بني إسرائيل من آل يعقوب , لأن إسرائيل هو يعقوب , فكيف ببقية بني إسرائيل من غير الأنبياء و إذن , فكيف سيكون نصيب يحيى ؟






ثم إنه محجوب بالفرع الوارث , فلا شك أن قوله : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) يرد على قول من يقول : إنه أراد وراثة المال , بل ذكر يعقوب , لأن يعقوب نبي و زكريا نبي , فأراد أن يرث النبوة والعلم والحكمة .






رابعا : وهو قول النبي صلى الله عليه واله وسلم : ( إنا معاشر الأنبياء لا نورث ) , أو قوله : ( إنا لا نورث ما تركنا صدقة ) , وجاء في الحديث : ( إن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا , وإنما ورثوا العلم ) " سنن أبي داود " كتاب العلم , باب : الحث على طلب العلم , حديث (3641) وإسناده صحيح .







أما الآية الثانية : وهي قول الله تبارك وتعالى : ( وورث سليمان داود ) فكذلك لم يرث منه المال , إنما ورث النبوة والحكمة والعلم لأمرين اثنين :






الأول : أن داود قد اشتهر أن له مائة زوجة , وله ثلاثمائة سرية , أي : أمة , وله الكثير من الأولاد , فكيف لا يرثه إلا سليمان ؟ بل أخوة سليمان أيضا يرثون , فتخصيص سليمان بالذكر ليس بسديد , إن كان معه ورثة آخرون .






فلو كان الأمر إرثا عاديا ما كان لذكره فائدة في كتاب الله , ولكن تحصيل حاصل , لأن إرث المال أمر عادي , والذي لا شك فيه أن الله أراد شيئا أخر خصه بالذكر , وهو إرث النبوة .






وأما قول الاخوه الشيعه : إنها هبة وهدية من النبي صلى الله عليه واله وسلم وهبها لفاطمة يوم خيبر , فقد روى الكاشاني في " تفسيره " : أن النبي صلى الله عليه واله وسلم بعد فتح خيبر وبعد أن أنزل الله تبارك وتعالى عليه : ( وءات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ) " الاسراء :26" , فنادى فاطمة فأعطاها فدك . "تفسير الصافي " , (3/186) .







ولنقف هنا قليلا :





أولا : هذه القصة لاتصح, ولم تنزل هذه الآية في هذا الوقت , ولم يعطي النبي صلى الله عليه واله وسلم لفاطمة – رضي الله عنها وأرضاها – شيئا , بل الصحيح أن فاطمة طلبت فدك من باب الإرث لا من باب الهبة , وفتح خيبر في أول السنة السابعة , وزينب بنت النبي صلى الله عليه واله وسلم توفيت في الثامن من الهجرة "سيرة أعلام النبلاء " (2/250) , و"الإصابة " (4/206) .





وأم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه واله وسلم ,توفيت في التاسعة من الهجرة " سيرة أعلام النبلاء " (2/252), و " الإصابة " (4/466) ,((((((((( فكيف يعطي فاطمة ويدع أم كلثوم وزينب صلوات الله وسلامه عليه , فهل اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفرق بين أولاده صلى الله عليه وسلم .)))))!!!!!







ثم إن النعمان بن بشير لما جاء النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال : يا رسول الله , إني قدت وهبت ابني حديقة , وأريد ان أشهدك , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أكل أولادك أعطيت ؟ ) قال : لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اذهب فإني لا أشهد على جور ) .





"صحيح مسلم " كتاب الهبات , باب : كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة , حديث ( 1623) .





فسما جورا , وذلك أن يفضل بعض أولاده على بعض , فهذا النبي الكريم الذي لا يشهد على الجور , هل يفعل الجور ؟؟؟؟؟؟






أبدا . بل نحن ننزهه صلى الله عليه وسلم .





ثم إن كانت هبة , فإما تكون قبضتها أو لم تقبضها .!!!!!!





فإن كانت قبضتها , فكيف جاءت تطالب بها . وإن لم تكن قبضتها , فإن الهبة إن لم تقبض فكأنها لم تعطى .





فعلى أي الأمرين سواء القول إنها إرث أو نقول هبة , فالقول ساقط , فهي لا إرث ولا هبة .







والعجيب في الأمر أنه بعد وفاة ابي بكر استخلف عمر بن الخطاب , ثم عثمان , ثم استخلف علي , فلو فرضنا أن فدك لفاطمة سواء أكانت إرثا أم هبة , فهي تدخل في ملك فاطمة رضي الله عنها , وهي ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر , فإلي من تذهب فدك ؟؟؟؟؟؟






تذهب إلي الورثة , فعلي كرم الله وجهه له الربع لوجودد الفرع الوارث , والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم رضي الله عنهم لهم الباقي , للذكر مثل حظ الأنثيين ....






ولما استخلف علي رضي الله عنه لم يعطي فدك لأولاده , فإن كان أبو بكر ظالما وعمر ظالما وعثمان ظالما ((حاشاهم)), لأنهم منعوا فدك أهلها , فلم لا يتعدى الحكم إلي علي ((حاشا ابا الحسن)), لأنه منع فدك أهلها ولم يعطها لأولاد فاطمة .






وفدك كانت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما توفي كانت بيد أبي بكر ثم عمر , وفي عهد عمر جاء العباس وعلي وطلبا منه أن يكون بيدهما ما أعطاهما إياها يديرانها , ثم كانت بيد علي وظلت عنده إلي أن توفي سنة ( 40هــــ ) ثم بيد الحسن , ثم بيد الحسين , ثم الحسن بن الحسن , وعلي بن الحسين , ثم زيد بن الحسن . " فتح الباري " (6/239) , حديث ( 3094) .






نحن ننزه الجميع , ننزه أبا بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين , ومن كانت فدك في يده إلي زيد بن الحسن .






فلم تكن فدك هبة , ولم تكن - كذلك – إرثا من النبي صلى الله عليه واله وسلم .






ثانيا : كيف يترك النبي صلى الله عليه واله وسلم كل هذا المال , وهو الزاهد ومما يدل على هذه الأمور :






1. حديث أم سلمة رضي الله عنها , وفيه : أن النبي دخل عليها وهو ساهم الوجه , قالت : فحسبت ذلك من وجه , فقلت يا رسول الله , أراك ساهم الوجه , أفمن وجه ؟ فقال بأبي هو وأمي : ( لا , ولكن الدنانير السبع التي أتينا بها أمس , أمسينا ولم ننفقها ) رواه احمد (6/314) , "النهاية " (2/429) .





2. توفي النبي صلى الله عليه واله وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي مقابل ثلاثين صاعا استلفها





" صحيح البخاري " كتاب الجهاد , باب : ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم , حديث ( 2916) .





فمن عنده فدك وسهم خيبر يرهن درعه مقابل عشرين صاعا ؟!







ويذكرالاخوه الشيعه عن فاطمة : أنها لما منعت فدك غضبت وذهبت الي قبر أبيها تشتكي إليه !!!!!!!!!





وهذا لايصح , بل ولا يليق بفاطمة رضي الله عنها , فإن الله يقول عن العبد الصالح النبي الكريم يعقوب عليه السلام ( قال إنما أشكوا بثي وحزني إلي الله واعلم من الله ما لا تعلمون )





" يوسف : 86" .







والمشهور : أن أبا بكر ترضاها حتى رضيت بعدما بين لها ان الانبياء لايورثون, كما أخرج هذا الكثير من أهل العلم عن الشعبي ومرسلا صحيحا , والشعبي من كبار التابعين , والله اعلم بحقيقة الأمر .






وكذلك المشهور : أن فاطمة غسلتها أسماء بنت عميس , وأسماء زوجة أبي بكر الصديق , فكيف تغسلها زوجة أبي بكر الصديق وأبو بكر لا يدري بموتها ؟؟؟!!! .







والصحيح : أنها دفنت ليلا , ولم يؤذن أبو بكر فيها .





وعائشة دفنت ليلا , بل وسيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم دفن ليلا .والجميل في الموضوع ومايثبت صحت ماكتبت اننا وجدنا الامام علي رضي الله عنه وكذا الزهراء الكريمه يزوجون عمر بن الخطاب بعدها!!!
بل ويسمون الابناء على اسماء ابي بكر وعمر وعثمان..
فهل يعقل ان يكون بينهم عداوة وبغضاء!!!!!






.....هذه دراستي للحادثة وبتمعن وتجرد ولا ادعي العصمة فيها.... ويسعدني ان تناقش وتدرس وان يكون الهدف هو الوصول للحقيقه لا الانتصار لاللذات ولالغيره...

ذو النفس الزكية
21-09-2008, 12:59 PM
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين
اما بعد

فانا اشكر كثيرا اخي وعزيزي ياسر ليس لشيء سوا لأدبه في الحوار وهي خصلة اعترف له بها واقول مع الاسف فاني اكاد افتقدها في اغلب من حاورتهم من اخواني من اهل السنة والجماعة المهم هنا هو ان اوضح لك يا اخي العزيز لان الامور عندك ما تزال غير متضحة وابدا الرد

فدك اعطاها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لفاطمة وانا حسب رايي انها كانت هبة ليست من رسول الله فقط بل انها هبة من الله تعالى والاية واضحة وصريحة لان بعد ما نزلت الاية الكريمة واتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا بقى رسول الله متحيرا من المقصود هنا بذي القربى وما هو الحق اللذي جعله الله تعالى له حتى جائه جبريل عليه السلام وقال له ان ذا القربى هو فاطمة الزهراء عليها السلام بالخصوص وحقه هو فدك وبالتالي فقد اعطاها رسول الله الى فاطمة وجعلت فاطمة تاخذ واردها وتنفقه على فقراء المسلمين وقد جعل الله تعالى ارض فدك لفاطمة واهل البيت لكي تكون لهم سند بعد رسول الله يتقوون به وكذلك كي تكون دلالة واية واضحة على بعض الظلم اللذي سيقع عليهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولذا عندما ارسل ابو بكر جيشه الى فدكواخرج منها عمال فاطمة الزهراء عليها السلام واخذها منها ذهبت اليه لانه ان احسنت الظن به فانه كان يعتقد انها ارث وان رسول الله لا يورث ولذلك ارادت الزهراء ان تنفي ذلك الامر الخطير وهو ان الانبياء لا يورثون ولذلك اصر ابو بكر على عناده واضطرت السيدة الزهراء عليها السلام من ان تلقي خطبتها المشهورة في معشر المسلمين في المدينة واللتي كانت كوقع الرماح على المسامع وحركت المشاعر وابكت العيون ولذا لجئوا بعد ذلك الى احراق بيتها وليس احراق بيتها واسقاط جنينها وكسر ضلعها موضوعي هنا ولذا ساورد نص خطبتها عليها السلام هنا وساجعلها الحكم امامك لانها محاورة السيدة الزهراء وابوبكر امام المسلمين

خطبة الزهراء(ع) الشهيرة


روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه(ع): أنه لما أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمة(ع) فدكاً، وبلغها ذلك، لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله(ص) ، حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة، فجلست، ثم أنّت أنّةً أجهش لها القوم بالبكاء، فارتجّ المجلس، ثم أمهلت هنيئة، حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله(ص) ، فعاد القوم في بكائهم، فلما أمسكوا عادت في كلامها، فقالت(ع) :


"الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدّم، من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن أولاها، جمّ عن الإحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتّصالها، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمّن القلوب موصولها، وأنار في التفكر معقولها، الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن الأوهام كيفيته، ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها، كوّنها بقدرته، وذرأها بمشيّته، من غير حاجة منه إلى تكوينها، ولا فائدة له في تصويرها، إلا تثبيتاً لحكمته، وتنبيهاً على طاعته، وإظهاراً لقدرته، وتعبّداً لبريته، وإعزازاً لدعوته، ثم جعل الثواب على طاعته، ووضع العقاب على معصيته، ذيادة لعباده عن نقمته، وحياشة لهم إلى جنته.


وأشهد أنّ أبي محمداً(النبي الأمي)(ص) عبده ورسوله، اختاره وانتجبه قبل أن أرسله، وسمّاه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علماً من الله تعالى بمآيل الأمور، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بمواقع الأمور.


ابتعثه الله إتماماً لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذاً لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقاً في أديانها، عُكّفاً على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبي محمد(ص) ظُلَمَها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلّى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، فأنقذهم من الغواية، وبصّرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم.


ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار، ورغبة وإيثار، فمحمد(ص) من تَعَب هذه الدار في راحة، قد حُفّ بالملائكة الأبرار، ورضوان الرب الغفّار، ومجاورة الملك الجبّار، صلّى الله على أبي، نبيّه وأمينه على الوحي، وصفيّه في الذكر وخيرته من الخلق ورضيّه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته".


ثم التفتت(ع) إلى أهل المجلس وقالت: "أنتم عباد الله نصُبُ أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغاؤه إلى الأمم، وزعيم حق له فيكم، وعهد قدّمه إليكم، وبقيّة استخلفها عليكم: كتاب الله الناطق والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع، بيّنة بصائره، منكشفة سرائره، منجلية ظواهره، مغتبطة به أشياعه، قائداً إلى الرضوان أتباعه، مؤدٍّ إلى النجاة استماعه، به تنال حجج الله المنوّرة، وعزائمه المفسّرة، ومحارمه المحذّرة، وبيّناته الجالية، وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة.


فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحج تشييداً للدين، والعدل تنسيقاً للقلوب، وطاعتنا نظاماً للملّة، وإمامتنا أماناً من الفرقة، والجهاد عزّاً للإسلام (وذلاً لأهل الكفر والنفاق) ، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبرّ الوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة، وترك السرقة إيجاباً للعفّة، وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأطيعوا الله في ما أمركم به و ما نهاكم عنه، فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماءُ".


ثم قالت: "أيها الناس، اعلموا أنّي فاطمة وأبي محمد(ص) ، أقول عوداً وبدواً، ولا أقول ما أقول غلطاً، ولا أفعل ما أفعل شططاً، لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تُعزوه وتعرفوه، تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمّي دون رجالكم، ولنعم المعزى إليه(ص) ، فبلّغ الرسالة صادعاً بالنذارة، مائلاً عن مدرجة المشركين، ضارباً ثَبَجهم، آخذاً بأكظامهم، داعياً إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، يكسر الأصنام، وينكث الهام، حتى انهزم الجمع وولّوا الدبر، حتى تفرّى الليل عن صبحه، وأسفر الحقّ عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين، وطاح وشيظ النفاق، وانحلّت عقد الكفر والشقاق، وفِهْتُم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص ، وكنتم على شفا حفرة من النار، مِذْقَة الشارب ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القدّ، أذلة خاسئين صاغرين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمدٍ(ص) بعد اللّتيا واللتي، وبعد أن مني ببهم الرجال وذئبان العرب ومردة أهل الكتاب، كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه، مكدوداً في ذات الله،مجتهداً في أمر الله، قريباً من رسول الله، سيداً في أولياء الله، مشمّراً ناصحاً، مجدّاً كادحاً، لا تأخذه في الله لومة لائم، وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر، وتتوكّفون الأخبار، وتنكصون عند النزال، وتفرّون من القتال.


فلما اختار الله لنبيّه دار أنبيائه، ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكة (حسيكة) النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأقلّين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرّة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً، وأحمشكم فألفاكم غضاباً، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير مشربكم.


هذا والعهد قريب والكلم رحيب، والجرح لمّا يندمل، والرسول لمّا يُقبر، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة، ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين، فهيهات منكم، وكيف بكم، وأنّى تؤفكون وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة، وأعلامه باهرة، وزواجره لايحة، وأوامره واضحة، ( و ) قد خلّفتموه وراء ظهوركم، أرغبة عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟ بئس للظالمين بدلاً، ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها، ثم أخذتم تورون وقدتها وتهيجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، وإطفاء أنوار الدين الجلي، وإهمال سنن النبي الصفي، تشربون حسواً في ارتغاء، وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء، ونصبر ( ويصير ) منكم على مثل حزّ المدى ووخز السنان في الحشا، وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا، أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون؟!! أفلا تعلمون؟ بلى، قد تجلّى لكم كالشمس الضاحية أنّي ابنته.


أيّها المسلمون، أأغلب على إرثي؟ يابن أبي قحافة، أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئاً فريّاً على الله ورسوله ، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: {وورث سليمانُ داودَ}، وقال في ما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريا(ع) إذ قال: {فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب}، وقال (أيضاً): {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}، وقال: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين}، وقال: {إن ترك خيراً الوصيةُ للوالدين والأقربين بالمعروف حقّاً على المتقين}، وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصّكم الله بآية (من القرآن) أخرج أبي محمداً(ص) منها؟ أم تقولون : إن أهل ملتين لا يتوارثان؟ أولست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمّي؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحَكَم الله، والزعيم محمد(ص) والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم ما قلتم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقر، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم".


ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت(لهم): "يا معشر النقيبة وأعضاد الملّة وحضنة الإسلام، ما هذه الغميزة في حقي والسِّنةُ عن ظلامتي؟ أما كان رسول الله(ص) أبي يقول: "المرء يحفظ في ولده"؟ سرعان ما أحدثتم، وعجلان ذا إهالة، ولكم طاقة بما أحاول، وقوة على ما أطلب وأزاول، أتقولون مات محمد(ص)؟ فخطبٌ جليل، استوسع وهنه واستنهر فتقه، وانفتق رتقه، وأظلمت الأرض لغيبته، وكسفت الشمس والقمر، وانتثرت النجوم لمصيبته، وأكدت الآمال، وخشعت الجبال، وأضيع الحريم، وأزيلت الحرمة عند مماته، فتلك والله النازلة الكبرى، والمصيبة العظمى، لا مثلها نازلة، ولا بائقة عاجلة، أعلن بها كتاب الله جلّ ثناؤه، في أفنيتكم، في ممساكم ومصبحكم، يهتف في أفنيتكم هتافاً وصراخاً وتلاوة وألحاناً، ولقبله ما حلّ بأنبياء الله ورسله، حكم فصل وقضاء حتم: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين}.


إيهاً بني قيلة، أأهضم تراث أبي، وأنتم بمرأى مني ومسمع، ومنتدى ومجمع؟ تلبسكم الدعوة، وتشملكم الخبرة، وأنتم ذوو العدد والعدّة، والأداة والقوة، وعندكم السلاح والجُنّة، توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون، وأنتم موصوفون بالكفاح، معروفون بالخير والصلاح، والنخبة التي انتخبت، والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت.


قاتلتم العرب، وتحمّلتم الكدّ والتعب، وناطحتم الأمم، وكافحتم البهم ، لا نبرح أو تبرحون، نأمركم فتأتمرون، حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام، ودرّ حلب الأيام، وخضعت ثغرة الشرك، وسكنت فورة الإفك، وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج والمرج ، واستوسق نظام الدين، فأنّى حزتم بعد البيان؟ وأسررتم بعد الإعلان؟ ونكصتم بعد الإقدام؟ وأشركتم بعد الإيمان؟ بؤساً لقوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم، وهمّوا بإخراج الرسول، وهم بدأوكم أول مرة، أتخشونهم فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين.


ألا وقد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض، وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضيق من السعة، فمججتم ما وعيتم، ودسعتم الذي تسوغتم، فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإنّ الله لغني حميد.


ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة منّي بالخذلة (بالجذلة) التي خامرتكم، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنّها فيضة النفس ونفثة الغيظ، وخور القناة، وبثّة الصدر، وتقدمة الحجة، فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر ، نقبة الخف باقية العار، موسومة بغضب الجبار وشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة التي تطلّع على الأفئدة، فبعين الله ما تفعلون، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون، وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعملوا إنا عاملون، وانتظروا إنّا منتظرون".


فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان، وقال : يا بنت رسول الله ! لقد كان أبوك(ص) بالمؤمنين عطوفاً كريماً، (و) رؤوفاً رحيماً، وعلى الكافرين عذاباً أليماً، وعقاباً عظيماً، إن عزوناه وجدناه أباك دون النساء، وأخا إلفك دون الأخلاّء ، آثره على كل حميم وساعده في كل أمر جسيم، لا يحبّكم إلا سعيد، ولا يبغضكم إلا شقي بعيد، فأنتم عترة رسول الله(ص) الطيبون، والخِيَرةُ المنتجبون، على الخير أدلّتنا، وإلى الجنة مسالكنا، وأنت يا خيرة النساء، وابنة خير الأنبياء، صادقة في قولك، سابقة في وفور عقلك، غير مردودة عن حقك، ولا مصدودة عن صدقك، والله ما عدوت رأي رسول الله ولا عملت إلا بإذنه، والرائد لا يكذب أهله، وإنّي أشهد الله وكفى به شهيداً، أنّي سمعت رسول الله(ص) يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ذهباً ولا فضة، ولا داراً ولا عقاراً، وإنّما نورّث الكتاب والحكمة والعلم والنبوّة، وما كان لنا من طعمة فلوليّ الأمر بعدنا يحكم فيه بحكمه، وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح، يقاتل بها المسلمون ويجاهدون الكفار، ويجادلون المردة الفجّار، وذلك بإجماع من المسلمين، لم أنفرد به وحدي، ولم أستبدّ بما كان الرأي عندي، وهذه حالي ومالي، هي لك (و) بين يديك، لا تُزوى عنك، ولا ندّخر دونك، وأنت سيدة أمّة أبيك، والشجرة الطيبة لبنيك، لا ندفع مالك من فضلك، ولا يوضع من فرعك وأصلك، حكمك نافذ في ما ملكت يداي، فهل ترين أن أخالف في ذلك أباك(ص) ؟!


فقالت(ع): "سبحان الله، ما كان أبي رسول الله(ص) عن كتاب الله صادفاً ولا لأحكامه مخالفاً ! بل كان يتّبع أثره، ويقفو سوره، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالاً عليه بالزور ، وهذا بعد وفاته شبيه بما بُغي له من الغوائل في حياته، هذا كتاب الله حكماً عدلاً، وناطقاً فصلاً يقول:{يرثني ويرث من آل يعقوب}، ويقول: {وورث سليمان داود} ، فبيّن الله عز وجل في ما وزع من الأقساط، وشرع من الفرائض والميراث، وأباح من حظ الذكران والإناث، ما أزاح به علّة المبطلين، وأزال التظنّي والشبهات في الغابرين، كلاّ، بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون".


فقال أبو بكر: "صدق الله ورسوله، وصدقت ابنته، أنت معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين، وعين الحجة، ولا أبعد صوابك، ولا أنكر خطابك، هؤلاء المسلمون بيني وبينك، قلّدوني ما تقلّدت، وباتّفاق منهم أخذت ما أخذت، غير مكابر ولا مستبدّ ولا مستأثر، وهم بذلك شهود".


فالتفتت فاطمة(ع) إلى الناس وقالت:


"معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل، المغضية على الفعل القبيح الخاسر، أفلا تتدبّرون القرآن أم على قلوبهم أقفالها؟


كلاّ، بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم، فأخذ بسمعكم وأبصاركم، ولبئس ما تأوّلتم، وساء ما به أشرتم، وشرّ ما منه اغتصبتم! لتجدنّ والله محمله ثقيلاً، وغبّه وبيلاً، إذا كشف لكم الغطاء، وبان ما وراءه (من البأساء) والضراء، وبدا لكم من ربّكم ما لم تكونوا تحتسبون، وخسر هنالك المبطلون".


ثم عطفت على قبر النبي(ص) وقالت:


قد كان بعدك أنباء وهنبثـة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب


إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها واختل قومك فاشهدهم ولا تغب


وكلّ أهـل لـه قربى ومنزلة عند الإلـه على الأدنين مقترب


أبدت رجال لنا نجوى صدورهم لما أمضيت وحالت دونك الترب


تجهّمتنا رجال واستخـفّ بنـا لما فقـدت وكل الإرث مغتصب


وكنت بدراً ونوراً يستضاء بـه عليك ينزل من ذي العزة الكتب


وكان جبريل بالآيات يونسنـا فقد فقـدت وكل الخير محتجب


فليت قبلك كان الموت صادفنا لما مضيت وحالت دونك الكثب


إناّ رزينا بما يُرزى ذوو شجـن من البريـة لا عجـم ولا عرب


مناسبة الخطبة:


على إثر الأحداث المريرة التي شهدتها الساحة الإسلاميّة بعد وفاة الرسول الأكرم(ص)، مثل قضية اغتصاب الخلافة والاعتداء على حق أمير المؤمنين(ع) وغصب فدك من فاطمة الزهراء(ع) والهجوم على دارها، وغير ذلك من الأحداث الأليمة، رأت الزهراء(ع) أن الواجب يفرض عليها أن تقف مع الحق وتقول كلمة الحق .وهكذا خرجت إلى مسجد النبي(ص) ووقفت أمام جموع المهاجرين والأنصار وخطبت بهذه الخطبة القيّمة.


سند الخطبة:


الظاهر أنه يمكن حصول الوثوق بصدور هذه الخطبة عن سيدتنا فاطمة الزهراء(ع)، لأنها مشهورة ومعروفة وذكرها المؤرخون القدامى، وقد كان أهل البيت والعلويون يتناقلونها كابراً عن كابر، ويعلّمونها ويحفظونها لصبيانهم، ما يدل على أنها من المسلّمات عندنا، هذا مضافاً إلى أن متنها قوي ومتناسب مع المضمون الفكري الإسلامي .


مضمون الخطبة:


إن أهم المسائل التي ركزت عليها الزهراء(ع) في خطبتها هي :


1_ أنها حددت موقفها من الأحداث الطارئة والحادثة بعد وفاة النبي(ص)، لاسيّما في ما يخص الخط الإسلامي الأصيل المتمثل بالإمامة الواعية الشجاعة المنفتحة على الله وعلى الناس والحياة من أوسع الأبواب، والعميقة في فكرها الممتدّ مع الزمن، بحيث لا يكون له ماضٍ أو حاضر أو مستقبل، لأنه فكر الإسلام وحديث الإسلام وهو فكر الحياة الخالد، وهذه الإمامة متمثلة بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع).


2_ اختصرت في خطبتها ـ التي هي محاضرة إسلامية تثقيفية غنيّة ـ أصول العقيدة بركنيها الأساسيين، وهما التوحيد والنبوّة، فقد تحدثت عن صفات الله سبحانه وتعالى، ثم تحدثت عن رسول الله وخصاله ومعاناته في سبيل إنقاذهم من الغواية إلى الهداية،كما وتحدثت عن الإمامة ودورها في انتظام الأمّة.


3_ تحدثت بشكل مستفيض عن أسرار التشريعات الإسلامية وحكمها وخصائصها.


4_ تكلّمت عن الواقع الذي حدث بعد وفاة الرسول(ص) وكيف انحرف عن خط الاستقامة والمسار الذي خطه الله ورسوله، وتوجهت إلى الأنصار الذين أحاطوا برسول الله(ص) ونصروه لتؤجج مشاعرهم وتستنهض هممهم وتستنصرهم.


5_ دخلت في قضية إرثها من رسول الله واستحقاقها فدكاً، وناقشت المسألة مناقشة علميّة تفسيرية بكل حجج القرآن ودقائقه وأسراره، ولم تناقشها مناقشة عاطفية، وإنما دخلت في الاحتجاج بالطريقة المميزة كامرأة عالمة واعية قويّة في الحجج وصلبة في المواقف

واعتقد ان الخطبة واضحة وضوح الشمس فان السيدة الزهراء سلام الله عليها تتحدث اليك وتدافع عن حقها امام جميع المسلمين وانا هنا اقول واكمل ردي على قضية داوود وانه لم يرث سوى النبوة فانا اقول لا يا عزيزي بل انه قد ورث الملك ايضا وهذا ما يثبته التاريخ وبالنسبة ليحيى عليه السلام فانه ورث النبوة والعلم وكما ورث بيت ابيه ايضا فهل انه قد خرج من بيت ابيه لم يخرج وهل ان ابن النبي عليه ان يترك جميع ما كان ابوه لديه سوى اكان من المال او البيت اوكل شي ويصبح مشردا استغفر الله ما ذلك الظن بالله تعالى وماذلك دين الله ولا حكمه ولا عدله ولا مجازاته لانبيائه

غضب السيدة فاطمة الزهراء على ابي بكر :

انظر القصة في صحيح البخاري ومسلم اللذان يقولان ان فاطمة هجرت ابا بكر فلم تكلمهحتى ماتت وان من غسلها ودفنها ليلا هو الامام علي عليه السلام وليست اسماء بنت عميس وانها دفنت ليلا ووصت الامام علي عليه السلام بان لا يصلي عليها احد ممن ظلموها وتقصد ابا بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليدوعكرمة بن ابي جهل وعمرو بن العاص وابو عبيدة الجراح وغيرهم

وان الامام علي عليه السلام لم يترك لقبرها اثرا واضحا ولم يبايع ابا بكر حتى ماتت سلام الله عليها انظر في صحيح البخاري وستجد ما اقول
وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لفاطمة ليس هناك من اعظم رزية منك بين نساء امتي
وهذه اشارة واضحة من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى الظلم اللذي سيقع على فاطمة وقد قالوا علماء السنة على هذا الحديث انه صحيح مشكل

وللمزيد من المعلومات راجع كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري

فدك في عهد خلافة الامام علي عليه السلام:
في الحقيقة ان فدك في زمن خلافة علي عليه السلام كانت حالها هي حال فدك في عهدرسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث كان امير المؤمنين علي ياخذ واردها ويوزعه على فقراء المسلمين كما كانت تفعل الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام وانه لم يجعلها لاولاده من بعده لسبب مهم جدا وهو ان معاوية بن ابي سفيان كان يتربص بعلي عليه السلام ويبحث عن الحجج والذرائع ولو اني الامام علي جعل فدك لاولاده من بعده لاستغل معاوية ذلك الشي في حربه الاعلامية ضد الامام علي عليه السلام وسيبث في اوساط المسلمين ان الامام علي استغل منصبه لاطماع دنيوية واستولى على ارض وجعلها لاولاده ثم ان اولاد الامام علي عليه السلام في ذلك الوقت قد اغناهم الله تعالى من فضلهولم يعودوا بحاجة لارض فدك انما جعلوها لبيت المال ذلك حكم الشرفاء
وبعد سنوات طويلة وفي زمن الخليفة الاموي العادل عمر بن عبد العزيز قد اعاد فدك الى احفاد الحسن والحسين عليهما السلام واوصى من معه ان تبقى لهم ولكن مع ذلك فانهم قد خالفوا وصيته واخذوها منهم بالقوة بعد موت عمر بن عبد العزيز

اكذوبة زواج عمر من ام كلثوم بنت الامام علي عليه السلام:
وهذا موضوع طويل وقد قدمت فيه ابحاث طويلة ادت في النهاية الى انكار هذا الزواج اللذي لم يقع اصلا انما عمر بن الخطاب تزوج امراة اخرى اسمها ام كلثوم فقد استغل الخصوم هذه الحادثة والصقوها بالسيدة ام كلثوم ثم يذكر التاريخ ان ام كلثوم هذه اولدت له ابنا يسمى زيد وكتبنا وكتبكم لم تذكر وجود هذا الشخص ولا تربيته في بيوت اهل البيت عليهم السلام ولم يذكر اصلا في واقعة الطف اللتي شارك فيها كل اهل البيت انما التاريخ يذكر ان عمر لم يكن له ولد اسمه زيد سوى واحد اولدته اياه ام كلثوم بنت جرول
وللمزيد من المعلومات راجع كتاب افحام الخصوم في نفي تزويج ام كلثوم وفيه الحجج الدامغة على نفي هذا الزواج

وان طرحك كان جميل الا شي واحد احزنني كثيرا وهو قولك انك تلتمس العذر لفاطمة ليس لابي بكر وانا اقول لك اتلتمس العذر للثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي اللذين ما ان تمسكتم بهما لن تظلوا من بعدي ابدا كما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخصوصا ان السيدة الزهراء عليها السلام قد استشهدت بكتاب الله تعالى وابطلت الحديث المروي عن ابي بكر ومجموعة من معاونيه وانا اريد ان اوضح لك شيئا ان الامام علي عليه السلام كان مؤيدا لفاطمة عليها السلام في هذا الموضوع علي اللذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم علي مع الحق والحق مع العلي يدور معه اينما دار
وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مخاطبا الصحابي الجليل سلمان الفارسي(المحمدي) يا سلمان ان رايت الناس قد سلكوا واديا وعلي سلك وادي اخر فاسلك وادي علي فانه لا يظل به
والملفت للنظر هنا ان الامام علي عليه السلام لم يمنع السيدة الزهراء عليها السلام من المطالبة بحقها لانه حقها ولو كانت غير ذلك لمنعها بحكم الاية الرجال قوامون على النساء ولكن مع ذلك فانه قد ايدها في ذلك وليس طمعا منه بالارض حاشاه لانه كما قال في مقولته الشهيرة يا دنيا غري غيري

ومرة وانا اتحاور مع عالم دين وهابي قال لي حاشا لفاطمة ان تطلب ما ليس لها به حق وحاشا لابي بكر ان يمنعها ذلك

فوقفت عنده مبهوتا وتذكرت مقولة السيد محمد التيجاني حفظه الله وقلت له ان كلامك هذا يذكرني بالقول

حاشا للقرأن الكريم ان يكذب وحاشا لبني اسرائيل ان يعبدوا العجل
فتعجب ذلك الشيخ المسكين من قولي وانبهر

وانا احب ان اختم البحث بالاحاديث النبوية الشريفة

قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : " من سره أن يحيى حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن غرسها ربي فليوالي علياً من بعدي و ليوال وليه ، و ليقتد بالأئمة من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهماً و علماً ، و ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين لهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي " . حلية الأولياء لأبي نعيم .

الحمد لله اللذي نصر الحق واهل وهزم الشرك واهله واظر دينه ورزقنا باهل بيت معصومين مباريك

سيدتي ومولاتي الزهراء تقبلي مني هذا القليل واشفعي لي عند الله تعالى ان لكي عنده مقاما محمودا وصلي اللهم علي الزهراء وابيها وبعلها حيدر وبنيها وسرك والسر المستودع فيها واشدد على ايدي مواليها حتى تظهر وليك وابن بنت نبيك فليمؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا

محاور عقائدي
21-09-2008, 03:45 PM
لعن الله من اختلف مع الزهراء
http://www.imshiaa.com/sounds/fozat.jpg (http://www.shiaee.com/vb/showthread.php?p=484331#post484331)

الياسر@
24-09-2008, 05:46 AM
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين
اما بعد

فانا اشكر كثيرا اخي وعزيزي ياسر ليس لشيء سوا لأدبه في الحوار وهي خصلة اعترف له بها واقول مع الاسف فاني اكاد افتقدها في اغلب من حاورتهم من اخواني من اهل السنة والجماعة المهم هنا هو ان اوضح لك يا اخي العزيز لان الامور عندك ما تزال غير متضحة وابدا الرد

فدك اعطاها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لفاطمة وانا حسب رايي انها كانت هبة ليست من رسول الله فقط بل انها هبة من الله تعالى والاية واضحة وصريحة لان بعد ما نزلت الاية الكريمة واتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا بقى رسول الله متحيرا من المقصود هنا بذي القربى وما هو الحق اللذي جعله الله تعالى له حتى جائه جبريل عليه السلام وقال له ان ذا القربى هو فاطمة الزهراء عليها السلام بالخصوص وحقه هو فدك وبالتالي فقد اعطاها رسول الله الى فاطمة وجعلت فاطمة تاخذ واردها وتنفقه على فقراء المسلمين وقد جعل الله تعالى ارض فدك لفاطمة واهل البيت لكي تكون لهم سند بعد رسول الله يتقوون به وكذلك كي تكون دلالة واية واضحة على بعض الظلم اللذي سيقع عليهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولذا عندما ارسل ابو بكر جيشه الى فدكواخرج منها عمال فاطمة الزهراء عليها السلام واخذها منها ذهبت اليه لانه ان احسنت الظن به فانه كان يعتقد انها ارث وان رسول الله لا يورث ولذلك ارادت الزهراء ان تنفي ذلك الامر الخطير وهو ان الانبياء لا يورثون ولذلك اصر ابو بكر على عناده واضطرت السيدة الزهراء عليها السلام من ان تلقي خطبتها المشهورة في معشر المسلمين في المدينة واللتي كانت كوقع الرماح على المسامع وحركت المشاعر وابكت العيون ولذا لجئوا بعد ذلك الى احراق بيتها وليس احراق بيتها واسقاط جنينها وكسر ضلعها موضوعي هنا ولذا ساورد نص خطبتها عليها السلام هنا وساجعلها الحكم امامك لانها محاورة السيدة الزهراء وابوبكر امام المسلمين

خطبة الزهراء(ع) الشهيرة


روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه(ع): أنه لما أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمة(ع) فدكاً، وبلغها ذلك، لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله(ص) ، حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة، فجلست، ثم أنّت أنّةً أجهش لها القوم بالبكاء، فارتجّ المجلس، ثم أمهلت هنيئة، حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله(ص) ، فعاد القوم في بكائهم، فلما أمسكوا عادت في كلامها، فقالت(ع) :


"الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدّم، من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن أولاها، جمّ عن الإحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتّصالها، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمّن القلوب موصولها، وأنار في التفكر معقولها، الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن الأوهام كيفيته، ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها، كوّنها بقدرته، وذرأها بمشيّته، من غير حاجة منه إلى تكوينها، ولا فائدة له في تصويرها، إلا تثبيتاً لحكمته، وتنبيهاً على طاعته، وإظهاراً لقدرته، وتعبّداً لبريته، وإعزازاً لدعوته، ثم جعل الثواب على طاعته، ووضع العقاب على معصيته، ذيادة لعباده عن نقمته، وحياشة لهم إلى جنته.


وأشهد أنّ أبي محمداً(النبي الأمي)(ص) عبده ورسوله، اختاره وانتجبه قبل أن أرسله، وسمّاه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علماً من الله تعالى بمآيل الأمور، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بمواقع الأمور.


ابتعثه الله إتماماً لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذاً لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقاً في أديانها، عُكّفاً على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبي محمد(ص) ظُلَمَها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلّى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، فأنقذهم من الغواية، وبصّرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم.


ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار، ورغبة وإيثار، فمحمد(ص) من تَعَب هذه الدار في راحة، قد حُفّ بالملائكة الأبرار، ورضوان الرب الغفّار، ومجاورة الملك الجبّار، صلّى الله على أبي، نبيّه وأمينه على الوحي، وصفيّه في الذكر وخيرته من الخلق ورضيّه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته".


ثم التفتت(ع) إلى أهل المجلس وقالت: "أنتم عباد الله نصُبُ أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغاؤه إلى الأمم، وزعيم حق له فيكم، وعهد قدّمه إليكم، وبقيّة استخلفها عليكم: كتاب الله الناطق والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع، بيّنة بصائره، منكشفة سرائره، منجلية ظواهره، مغتبطة به أشياعه، قائداً إلى الرضوان أتباعه، مؤدٍّ إلى النجاة استماعه، به تنال حجج الله المنوّرة، وعزائمه المفسّرة، ومحارمه المحذّرة، وبيّناته الجالية، وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة.


فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحج تشييداً للدين، والعدل تنسيقاً للقلوب، وطاعتنا نظاماً للملّة، وإمامتنا أماناً من الفرقة، والجهاد عزّاً للإسلام (وذلاً لأهل الكفر والنفاق) ، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبرّ الوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة، وترك السرقة إيجاباً للعفّة، وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأطيعوا الله في ما أمركم به و ما نهاكم عنه، فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماءُ".


ثم قالت: "أيها الناس، اعلموا أنّي فاطمة وأبي محمد(ص) ، أقول عوداً وبدواً، ولا أقول ما أقول غلطاً، ولا أفعل ما أفعل شططاً، لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تُعزوه وتعرفوه، تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمّي دون رجالكم، ولنعم المعزى إليه(ص) ، فبلّغ الرسالة صادعاً بالنذارة، مائلاً عن مدرجة المشركين، ضارباً ثَبَجهم، آخذاً بأكظامهم، داعياً إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، يكسر الأصنام، وينكث الهام، حتى انهزم الجمع وولّوا الدبر، حتى تفرّى الليل عن صبحه، وأسفر الحقّ عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين، وطاح وشيظ النفاق، وانحلّت عقد الكفر والشقاق، وفِهْتُم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص ، وكنتم على شفا حفرة من النار، مِذْقَة الشارب ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القدّ، أذلة خاسئين صاغرين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمدٍ(ص) بعد اللّتيا واللتي، وبعد أن مني ببهم الرجال وذئبان العرب ومردة أهل الكتاب، كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه، مكدوداً في ذات الله،مجتهداً في أمر الله، قريباً من رسول الله، سيداً في أولياء الله، مشمّراً ناصحاً، مجدّاً كادحاً، لا تأخذه في الله لومة لائم، وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر، وتتوكّفون الأخبار، وتنكصون عند النزال، وتفرّون من القتال.


فلما اختار الله لنبيّه دار أنبيائه، ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكة (حسيكة) النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأقلّين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرّة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً، وأحمشكم فألفاكم غضاباً، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير مشربكم.


هذا والعهد قريب والكلم رحيب، والجرح لمّا يندمل، والرسول لمّا يُقبر، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة، ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين، فهيهات منكم، وكيف بكم، وأنّى تؤفكون وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة، وأعلامه باهرة، وزواجره لايحة، وأوامره واضحة، ( و ) قد خلّفتموه وراء ظهوركم، أرغبة عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟ بئس للظالمين بدلاً، ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها، ثم أخذتم تورون وقدتها وتهيجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، وإطفاء أنوار الدين الجلي، وإهمال سنن النبي الصفي، تشربون حسواً في ارتغاء، وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء، ونصبر ( ويصير ) منكم على مثل حزّ المدى ووخز السنان في الحشا، وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا، أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون؟!! أفلا تعلمون؟ بلى، قد تجلّى لكم كالشمس الضاحية أنّي ابنته.


أيّها المسلمون، أأغلب على إرثي؟ يابن أبي قحافة، أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئاً فريّاً على الله ورسوله ، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: {وورث سليمانُ داودَ}، وقال في ما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريا(ع) إذ قال: {فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب}، وقال (أيضاً): {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}، وقال: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين}، وقال: {إن ترك خيراً الوصيةُ للوالدين والأقربين بالمعروف حقّاً على المتقين}، وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصّكم الله بآية (من القرآن) أخرج أبي محمداً(ص) منها؟ أم تقولون : إن أهل ملتين لا يتوارثان؟ أولست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمّي؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحَكَم الله، والزعيم محمد(ص) والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم ما قلتم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقر، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم".


ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت(لهم): "يا معشر النقيبة وأعضاد الملّة وحضنة الإسلام، ما هذه الغميزة في حقي والسِّنةُ عن ظلامتي؟ أما كان رسول الله(ص) أبي يقول: "المرء يحفظ في ولده"؟ سرعان ما أحدثتم، وعجلان ذا إهالة، ولكم طاقة بما أحاول، وقوة على ما أطلب وأزاول، أتقولون مات محمد(ص)؟ فخطبٌ جليل، استوسع وهنه واستنهر فتقه، وانفتق رتقه، وأظلمت الأرض لغيبته، وكسفت الشمس والقمر، وانتثرت النجوم لمصيبته، وأكدت الآمال، وخشعت الجبال، وأضيع الحريم، وأزيلت الحرمة عند مماته، فتلك والله النازلة الكبرى، والمصيبة العظمى، لا مثلها نازلة، ولا بائقة عاجلة، أعلن بها كتاب الله جلّ ثناؤه، في أفنيتكم، في ممساكم ومصبحكم، يهتف في أفنيتكم هتافاً وصراخاً وتلاوة وألحاناً، ولقبله ما حلّ بأنبياء الله ورسله، حكم فصل وقضاء حتم: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين}.


إيهاً بني قيلة، أأهضم تراث أبي، وأنتم بمرأى مني ومسمع، ومنتدى ومجمع؟ تلبسكم الدعوة، وتشملكم الخبرة، وأنتم ذوو العدد والعدّة، والأداة والقوة، وعندكم السلاح والجُنّة، توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون، وأنتم موصوفون بالكفاح، معروفون بالخير والصلاح، والنخبة التي انتخبت، والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت.


قاتلتم العرب، وتحمّلتم الكدّ والتعب، وناطحتم الأمم، وكافحتم البهم ، لا نبرح أو تبرحون، نأمركم فتأتمرون، حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام، ودرّ حلب الأيام، وخضعت ثغرة الشرك، وسكنت فورة الإفك، وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج والمرج ، واستوسق نظام الدين، فأنّى حزتم بعد البيان؟ وأسررتم بعد الإعلان؟ ونكصتم بعد الإقدام؟ وأشركتم بعد الإيمان؟ بؤساً لقوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم، وهمّوا بإخراج الرسول، وهم بدأوكم أول مرة، أتخشونهم فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين.


ألا وقد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض، وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضيق من السعة، فمججتم ما وعيتم، ودسعتم الذي تسوغتم، فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإنّ الله لغني حميد.


ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة منّي بالخذلة (بالجذلة) التي خامرتكم، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنّها فيضة النفس ونفثة الغيظ، وخور القناة، وبثّة الصدر، وتقدمة الحجة، فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر ، نقبة الخف باقية العار، موسومة بغضب الجبار وشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة التي تطلّع على الأفئدة، فبعين الله ما تفعلون، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون، وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعملوا إنا عاملون، وانتظروا إنّا منتظرون".


فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان، وقال : يا بنت رسول الله ! لقد كان أبوك(ص) بالمؤمنين عطوفاً كريماً، (و) رؤوفاً رحيماً، وعلى الكافرين عذاباً أليماً، وعقاباً عظيماً، إن عزوناه وجدناه أباك دون النساء، وأخا إلفك دون الأخلاّء ، آثره على كل حميم وساعده في كل أمر جسيم، لا يحبّكم إلا سعيد، ولا يبغضكم إلا شقي بعيد، فأنتم عترة رسول الله(ص) الطيبون، والخِيَرةُ المنتجبون، على الخير أدلّتنا، وإلى الجنة مسالكنا، وأنت يا خيرة النساء، وابنة خير الأنبياء، صادقة في قولك، سابقة في وفور عقلك، غير مردودة عن حقك، ولا مصدودة عن صدقك، والله ما عدوت رأي رسول الله ولا عملت إلا بإذنه، والرائد لا يكذب أهله، وإنّي أشهد الله وكفى به شهيداً، أنّي سمعت رسول الله(ص) يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ذهباً ولا فضة، ولا داراً ولا عقاراً، وإنّما نورّث الكتاب والحكمة والعلم والنبوّة، وما كان لنا من طعمة فلوليّ الأمر بعدنا يحكم فيه بحكمه، وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح، يقاتل بها المسلمون ويجاهدون الكفار، ويجادلون المردة الفجّار، وذلك بإجماع من المسلمين، لم أنفرد به وحدي، ولم أستبدّ بما كان الرأي عندي، وهذه حالي ومالي، هي لك (و) بين يديك، لا تُزوى عنك، ولا ندّخر دونك، وأنت سيدة أمّة أبيك، والشجرة الطيبة لبنيك، لا ندفع مالك من فضلك، ولا يوضع من فرعك وأصلك، حكمك نافذ في ما ملكت يداي، فهل ترين أن أخالف في ذلك أباك(ص) ؟!


فقالت(ع): "سبحان الله، ما كان أبي رسول الله(ص) عن كتاب الله صادفاً ولا لأحكامه مخالفاً ! بل كان يتّبع أثره، ويقفو سوره، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالاً عليه بالزور ، وهذا بعد وفاته شبيه بما بُغي له من الغوائل في حياته، هذا كتاب الله حكماً عدلاً، وناطقاً فصلاً يقول:{يرثني ويرث من آل يعقوب}، ويقول: {وورث سليمان داود} ، فبيّن الله عز وجل في ما وزع من الأقساط، وشرع من الفرائض والميراث، وأباح من حظ الذكران والإناث، ما أزاح به علّة المبطلين، وأزال التظنّي والشبهات في الغابرين، كلاّ، بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون".


فقال أبو بكر: "صدق الله ورسوله، وصدقت ابنته، أنت معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين، وعين الحجة، ولا أبعد صوابك، ولا أنكر خطابك، هؤلاء المسلمون بيني وبينك، قلّدوني ما تقلّدت، وباتّفاق منهم أخذت ما أخذت، غير مكابر ولا مستبدّ ولا مستأثر، وهم بذلك شهود".


فالتفتت فاطمة(ع) إلى الناس وقالت:


"معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل، المغضية على الفعل القبيح الخاسر، أفلا تتدبّرون القرآن أم على قلوبهم أقفالها؟


كلاّ، بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم، فأخذ بسمعكم وأبصاركم، ولبئس ما تأوّلتم، وساء ما به أشرتم، وشرّ ما منه اغتصبتم! لتجدنّ والله محمله ثقيلاً، وغبّه وبيلاً، إذا كشف لكم الغطاء، وبان ما وراءه (من البأساء) والضراء، وبدا لكم من ربّكم ما لم تكونوا تحتسبون، وخسر هنالك المبطلون".


ثم عطفت على قبر النبي(ص) وقالت:


قد كان بعدك أنباء وهنبثـة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب


إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها واختل قومك فاشهدهم ولا تغب


وكلّ أهـل لـه قربى ومنزلة عند الإلـه على الأدنين مقترب


أبدت رجال لنا نجوى صدورهم لما أمضيت وحالت دونك الترب


تجهّمتنا رجال واستخـفّ بنـا لما فقـدت وكل الإرث مغتصب


وكنت بدراً ونوراً يستضاء بـه عليك ينزل من ذي العزة الكتب


وكان جبريل بالآيات يونسنـا فقد فقـدت وكل الخير محتجب


فليت قبلك كان الموت صادفنا لما مضيت وحالت دونك الكثب


إناّ رزينا بما يُرزى ذوو شجـن من البريـة لا عجـم ولا عرب


مناسبة الخطبة:


على إثر الأحداث المريرة التي شهدتها الساحة الإسلاميّة بعد وفاة الرسول الأكرم(ص)، مثل قضية اغتصاب الخلافة والاعتداء على حق أمير المؤمنين(ع) وغصب فدك من فاطمة الزهراء(ع) والهجوم على دارها، وغير ذلك من الأحداث الأليمة، رأت الزهراء(ع) أن الواجب يفرض عليها أن تقف مع الحق وتقول كلمة الحق .وهكذا خرجت إلى مسجد النبي(ص) ووقفت أمام جموع المهاجرين والأنصار وخطبت بهذه الخطبة القيّمة.


سند الخطبة:


الظاهر أنه يمكن حصول الوثوق بصدور هذه الخطبة عن سيدتنا فاطمة الزهراء(ع)، لأنها مشهورة ومعروفة وذكرها المؤرخون القدامى، وقد كان أهل البيت والعلويون يتناقلونها كابراً عن كابر، ويعلّمونها ويحفظونها لصبيانهم، ما يدل على أنها من المسلّمات عندنا، هذا مضافاً إلى أن متنها قوي ومتناسب مع المضمون الفكري الإسلامي .


مضمون الخطبة:


إن أهم المسائل التي ركزت عليها الزهراء(ع) في خطبتها هي :


1_ أنها حددت موقفها من الأحداث الطارئة والحادثة بعد وفاة النبي(ص)، لاسيّما في ما يخص الخط الإسلامي الأصيل المتمثل بالإمامة الواعية الشجاعة المنفتحة على الله وعلى الناس والحياة من أوسع الأبواب، والعميقة في فكرها الممتدّ مع الزمن، بحيث لا يكون له ماضٍ أو حاضر أو مستقبل، لأنه فكر الإسلام وحديث الإسلام وهو فكر الحياة الخالد، وهذه الإمامة متمثلة بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع).


2_ اختصرت في خطبتها ـ التي هي محاضرة إسلامية تثقيفية غنيّة ـ أصول العقيدة بركنيها الأساسيين، وهما التوحيد والنبوّة، فقد تحدثت عن صفات الله سبحانه وتعالى، ثم تحدثت عن رسول الله وخصاله ومعاناته في سبيل إنقاذهم من الغواية إلى الهداية،كما وتحدثت عن الإمامة ودورها في انتظام الأمّة.


3_ تحدثت بشكل مستفيض عن أسرار التشريعات الإسلامية وحكمها وخصائصها.


4_ تكلّمت عن الواقع الذي حدث بعد وفاة الرسول(ص) وكيف انحرف عن خط الاستقامة والمسار الذي خطه الله ورسوله، وتوجهت إلى الأنصار الذين أحاطوا برسول الله(ص) ونصروه لتؤجج مشاعرهم وتستنهض هممهم وتستنصرهم.


5_ دخلت في قضية إرثها من رسول الله واستحقاقها فدكاً، وناقشت المسألة مناقشة علميّة تفسيرية بكل حجج القرآن ودقائقه وأسراره، ولم تناقشها مناقشة عاطفية، وإنما دخلت في الاحتجاج بالطريقة المميزة كامرأة عالمة واعية قويّة في الحجج وصلبة في المواقف

واعتقد ان الخطبة واضحة وضوح الشمس فان السيدة الزهراء سلام الله عليها تتحدث اليك وتدافع عن حقها امام جميع المسلمين وانا هنا اقول واكمل ردي على قضية داوود وانه لم يرث سوى النبوة فانا اقول لا يا عزيزي بل انه قد ورث الملك ايضا وهذا ما يثبته التاريخ وبالنسبة ليحيى عليه السلام فانه ورث النبوة والعلم وكما ورث بيت ابيه ايضا فهل انه قد خرج من بيت ابيه لم يخرج وهل ان ابن النبي عليه ان يترك جميع ما كان ابوه لديه سوى اكان من المال او البيت اوكل شي ويصبح مشردا استغفر الله ما ذلك الظن بالله تعالى وماذلك دين الله ولا حكمه ولا عدله ولا مجازاته لانبيائه

غضب السيدة فاطمة الزهراء على ابي بكر :

انظر القصة في صحيح البخاري ومسلم اللذان يقولان ان فاطمة هجرت ابا بكر فلم تكلمهحتى ماتت وان من غسلها ودفنها ليلا هو الامام علي عليه السلام وليست اسماء بنت عميس وانها دفنت ليلا ووصت الامام علي عليه السلام بان لا يصلي عليها احد ممن ظلموها وتقصد ابا بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليدوعكرمة بن ابي جهل وعمرو بن العاص وابو عبيدة الجراح وغيرهم

وان الامام علي عليه السلام لم يترك لقبرها اثرا واضحا ولم يبايع ابا بكر حتى ماتت سلام الله عليها انظر في صحيح البخاري وستجد ما اقول
وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لفاطمة ليس هناك من اعظم رزية منك بين نساء امتي
وهذه اشارة واضحة من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى الظلم اللذي سيقع على فاطمة وقد قالوا علماء السنة على هذا الحديث انه صحيح مشكل

وللمزيد من المعلومات راجع كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري

فدك في عهد خلافة الامام علي عليه السلام:
في الحقيقة ان فدك في زمن خلافة علي عليه السلام كانت حالها هي حال فدك في عهدرسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث كان امير المؤمنين علي ياخذ واردها ويوزعه على فقراء المسلمين كما كانت تفعل الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام وانه لم يجعلها لاولاده من بعده لسبب مهم جدا وهو ان معاوية بن ابي سفيان كان يتربص بعلي عليه السلام ويبحث عن الحجج والذرائع ولو اني الامام علي جعل فدك لاولاده من بعده لاستغل معاوية ذلك الشي في حربه الاعلامية ضد الامام علي عليه السلام وسيبث في اوساط المسلمين ان الامام علي استغل منصبه لاطماع دنيوية واستولى على ارض وجعلها لاولاده ثم ان اولاد الامام علي عليه السلام في ذلك الوقت قد اغناهم الله تعالى من فضلهولم يعودوا بحاجة لارض فدك انما جعلوها لبيت المال ذلك حكم الشرفاء
وبعد سنوات طويلة وفي زمن الخليفة الاموي العادل عمر بن عبد العزيز قد اعاد فدك الى احفاد الحسن والحسين عليهما السلام واوصى من معه ان تبقى لهم ولكن مع ذلك فانهم قد خالفوا وصيته واخذوها منهم بالقوة بعد موت عمر بن عبد العزيز

اكذوبة زواج عمر من ام كلثوم بنت الامام علي عليه السلام:
وهذا موضوع طويل وقد قدمت فيه ابحاث طويلة ادت في النهاية الى انكار هذا الزواج اللذي لم يقع اصلا انما عمر بن الخطاب تزوج امراة اخرى اسمها ام كلثوم فقد استغل الخصوم هذه الحادثة والصقوها بالسيدة ام كلثوم ثم يذكر التاريخ ان ام كلثوم هذه اولدت له ابنا يسمى زيد وكتبنا وكتبكم لم تذكر وجود هذا الشخص ولا تربيته في بيوت اهل البيت عليهم السلام ولم يذكر اصلا في واقعة الطف اللتي شارك فيها كل اهل البيت انما التاريخ يذكر ان عمر لم يكن له ولد اسمه زيد سوى واحد اولدته اياه ام كلثوم بنت جرول
وللمزيد من المعلومات راجع كتاب افحام الخصوم في نفي تزويج ام كلثوم وفيه الحجج الدامغة على نفي هذا الزواج

وان طرحك كان جميل الا شي واحد احزنني كثيرا وهو قولك انك تلتمس العذر لفاطمة ليس لابي بكر وانا اقول لك اتلتمس العذر للثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي اللذين ما ان تمسكتم بهما لن تظلوا من بعدي ابدا كما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخصوصا ان السيدة الزهراء عليها السلام قد استشهدت بكتاب الله تعالى وابطلت الحديث المروي عن ابي بكر ومجموعة من معاونيه وانا اريد ان اوضح لك شيئا ان الامام علي عليه السلام كان مؤيدا لفاطمة عليها السلام في هذا الموضوع علي اللذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم علي مع الحق والحق مع العلي يدور معه اينما دار
وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مخاطبا الصحابي الجليل سلمان الفارسي(المحمدي) يا سلمان ان رايت الناس قد سلكوا واديا وعلي سلك وادي اخر فاسلك وادي علي فانه لا يظل به
والملفت للنظر هنا ان الامام علي عليه السلام لم يمنع السيدة الزهراء عليها السلام من المطالبة بحقها لانه حقها ولو كانت غير ذلك لمنعها بحكم الاية الرجال قوامون على النساء ولكن مع ذلك فانه قد ايدها في ذلك وليس طمعا منه بالارض حاشاه لانه كما قال في مقولته الشهيرة يا دنيا غري غيري

ومرة وانا اتحاور مع عالم دين وهابي قال لي حاشا لفاطمة ان تطلب ما ليس لها به حق وحاشا لابي بكر ان يمنعها ذلك

فوقفت عنده مبهوتا وتذكرت مقولة السيد محمد التيجاني حفظه الله وقلت له ان كلامك هذا يذكرني بالقول

حاشا للقرأن الكريم ان يكذب وحاشا لبني اسرائيل ان يعبدوا العجل
فتعجب ذلك الشيخ المسكين من قولي وانبهر

وانا احب ان اختم البحث بالاحاديث النبوية الشريفة

قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : " من سره أن يحيى حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن غرسها ربي فليوالي علياً من بعدي و ليوال وليه ، و ليقتد بالأئمة من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهماً و علماً ، و ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين لهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي " . حلية الأولياء لأبي نعيم .

الحمد لله اللذي نصر الحق واهل وهزم الشرك واهله واظر دينه ورزقنا باهل بيت معصومين مباريك

سيدتي ومولاتي الزهراء تقبلي مني هذا القليل واشفعي لي عند الله تعالى ان لكي عنده مقاما محمودا وصلي اللهم علي الزهراء وابيها وبعلها حيدر وبنيها وسرك والسر المستودع فيها واشدد على ايدي مواليها حتى تظهر وليك وابن بنت نبيك فليمؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا



اولا اشكرك لحسن ثنائك والله مانتصنع ذالك واننا نرا الاحترام والتقدير من الدين واساس الحوار..فلك الشكر..
ثم:
قلت ان فدك هبه من الله لفاطمه ..وهذايحتاج لدليل صحيح مسند مقبول ..فاتمنى ان نراه..
واما كونها من النبي الكريم فهذا لايليق بالنبي ان يهب ابنتا واحده ويتر الباقي وهذا ليس من العدل وحاشا للنبي ان يكون كذالك..

ثم:
ماذا فعل ابوبكر بفدك ؟؟
هل اخذها لماله ولاهله!!او لابناءه!!
الثابت انه جعل يصرف منها كما كان يصرف منها الرسول الكريم ولم تذكر المصادر ان ابو بكر استفاد منها بشي انما جعلها من مال المسلمين كما كانت على عهد الرسول الكريم..

وانظر للامام علي هل ردها للحسن او الحسين عليهما السلام او لاحد من ورثة فاطمه!!!
بل تركها كما تركها ابوبكر وعمر وعثمان....

وماذكرتيه من بقية الروايات فليس لها سند واضح ولامصحح لها ولايحتج بها..وهناك روااايات متعدده في ذالك ولاكن المهم صحة الرواية بسندها الصحيح...

وحاشا فاطمة الزهراء ان تقف امام الرجال لتحاكيهم وتطالبهم بفدك وهي التي تقراء وتسمع كلام الله((وقرن في بيوتكن))
بل:
ماهو اكثر من ذالك ان فاطمة رضي الله عنها ومن شده حيائها من الرجال وصت ان تدفن ليلا حتى لايقع نظر الرجال عليها..
رضي الله عنها وعن زوجها وعن ابنيها سيدا شباب الجنه...

ذو النفس الزكية
24-09-2008, 12:08 PM
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين

اخي في البداية عليك ان تعرف باني رجل ولست امراة لذا تكلم معي بصيغة المذكر والله الموفق

ثانيا ان الاية واضحة على ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد وهب فاطمة ارض فدك بامر من الله تعالى وقد ذكر ذلك اكثر علماء التفسير واسباب النزول سواء كان من السنة ام من الشيعة اذكر منها

وآت ذا القربى حقه والمسكين وإبن السبيل ولا تبذر تبذيرا [ إسراء 26 ]

أبو يعلى الموصلي - مسند أبي يعلى - ومن مسند أبي سعيد الخدري

1037 - قرأت على الحسين بن يزيد الطحان هذا الحديث فقال : هو ما قرأت على سعيد بن خثيم ، عن فضيل ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : لما نزلت هذه الآية وآت ذا القربى حقه دعا النبي (ص) فاطمة وأعطاها فدك.

الرابط:

http://www.sonnaonline.com/Hadith.aspx?HadithID=289441


أبو يعلى الموصلي - مسند أبي يعلى - ومن مسند أبي سعيد الخدري

1379 - قرأت على الحسين بن يزيد الطحان ، حدثنا سعيد بن خثيم ، عن فضيل ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية : وآت ذا القربى حقه دعا النبي (ص) فاطمة وأعطاها فدك .

الرابط:


http://www.sonnaonline.com/Hadith.aspx?HadithID=289783


إبن حجر - المطالب العالية - كتاب التفسير

3801 - وقال أبو يعلى : قرأت على الحسين بن يزيد الطحان قال : هذا ما قرأت على سعيد بن خثيم ، عن فضيل ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : لما نزلت : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله (ص) فاطمة ، وأعطاها فدكا .

الرابط:


http://www.sonnaonline.com/Hadith.aspx?HadithID=286961


المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 767 )

8696 - عن أبي سعيد قال : لما نزلت وآت ذا القربى حقه قال النبي (ص) : يا فاطمة لك فدك.

الرابط:


http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=137&CID=128&SW=8696#SR1



البيهقي - السنن الكبرى - كتاب قسم الفيئ والغنيمة

11940 - أخبرنا أبو علي الروذباري , أنا محمد بن بكر , ثنا أبو داود , ثنا عبد الله بن الجراح , ثنا جرير , عن المغيرة قال : جمع عمر بن عبد العزيز بني مروان حين استخلف فقال : إن رسول الله (ص) كانت له فدك ، وكان ينفق منها ويعود منها على صغير بني هاشم ، ويزوج فيه أيمهم وإن فاطمة (ر) سألته أن يجعلها لها ، فأبى ، فكانت كذلك في حياة رسول الله (ص) حتى مضى لسبيله ، فلما ولي أبو بكر (ر) عمل فيها بما عمل النبي (ص) في حياته ، حتى مضى لسبيله ، فلما ولي عمر (ر) عمل فيها بمثل ما عملا حتى مضى لسبيله ، ثم أقطعها مروان , ثم صارت لعمر بن عبد العزيز ، قال : عمر بن عبد العزيز : فرأيت أمرا منعه رسول الله (ص) فاطمة ليس لي بحق ، وأنا أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت ، يعني على عهد رسول الله (ص) . قال الشيخ : إنما أقطع مروان فدكا في أيام عثمان بن عفان (ر) ، وكأنه تأول في ذلك ما روي عن رسول الله (ص) : إذا أطعم الله نبيا طعمة فهي للذي يقوم من بعده ، وكان مستغنيا عنها بماله فجعلها لأقربائه , ووصل بها رحمهم , وكذلك تأويله عند كثير من أهل العلم . وذهب آخرون إلى أن المراد بذلك التولية وقطع جريان الإرث فيه , ثم تصرف في مصالح المسلمين , كما كان أبو بكر وعمر (ر) يفعلان ، وكما رآه عمر بن عبد العزيز حين رد الأمر في فدك إلى ما كان . واحتج من ذهب إلى هذا بما روينا في حديث الزهري ، وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر بن الخطاب (ر) وقال : هما صدقة رسول الله (ص) ، كانت لحقوقه التي تعروه ونوائبه ، وأمرهما إلى ولي الأمر ، فهما على ذلك إلى الآن.

الرابط:

http://www.sonnaonline.com/Hadith.aspx?HadithID=593840



السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 177 )

- وأخرج البزار وأبو يعلي وإبن أبى حاتم وإبن مردويه عن أبى سعيد الخدرى (ر) قال لما نزلت هذه الآية وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله (ص) فاطمة فاعطاها فدك .

- وأخرج إبن مردويه عن إبن عباس (ر) قال لما نزلت وآت ذا القربى حقه أقطع رسول الله (ص) فاطمة فدكا .

الرابط:


http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=248&CID=307&SW=فدك#SR1

السيوطي - لباب النقول - رقم الصفحة : ( 123 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- قوله تعالى وآت ذا القربى الآية : أخرج الطبراني وغيره عن أبي سعيد الخدري قال لما أنزلت وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاها فدك قال إبن كثير هذا مشكل فانه يشعر بأن الآية مدنية والمشهور خلافه .


الشوكاني - فتح القدير - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 224 )

- وأخرج البزار وأبو يعلي وإبن أبي حاتم وإبن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال لما نزلت هذه الآية وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاها فدك .

- وأخرج إبن مردويه عن إبن عباس قال لما نزلت وآت ذا القربى حقه أقطع رسول الله (ص) فاطمة فدك قال إبن كثير بعد أن ساق حديث أبي سعيد هذا ما لفظه وهذا الحديث مشكل لو صح إسناده لأن الآية مكية وفدك إنما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة فكيف يلتئم هذا مع هذا انتهى .


الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 438 )

467 - حدثنا الحاكم الوالد أبو محمد ، قال : حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد شفاها ، قال : أخبرني عمربن الحسن بن علي بن مالك قال : حدثنا جعفر بن محمد الاحمسي قال : حدثنا حسن بن حسين ، قال : حدثنا أبو معمر سعيد بن خثيم ، وعلي بن القاسم الكندي ويحيى بن يعلى ، وعلي بن مسهر ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية : عن أبي سعيد قال : لما نزلت : وآت ذا القربى حقه أعطى رسول الله (ص) فاطمة فدكا .


الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 439 )

468 - أخبرنا أبو بكر إبن أبي سعيد الحيري قال : حدثنا أبو عمرو الحيري قال : أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال : قرأت على الحسين بن يزيد الطحان ، [ عن ] سعيد بن خثيم ، عن فضيل ، عن عطية : عن أبي سعيد قال : لما نزلت هذه الآية : وآت ذا القربى حقه دعا النبي (ص) فاطمة وأعطاها فدكا .

469 - أخبرنا أبو يحيى الخوري ؟ وأبو علي القاضي قالا : أخبرنا محمد بن نعيم ، قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم الفقيه قال : أخبرنا صالح بن أبي رميح الترمذي سنة خمس وعشرين وثلاث مائة ، قال : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن أبي خيثمة قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : حدثني علي بن هاشم ، عن داود الطائي ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية : عن أبي سعيد قال : لما نزلت : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاها فدكا .


الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 440 )

471 - أخبرنا زكريا بن أحمد بقراءتي عليه في داري من أصل سماعه قال : أخبرنا محمد بن الحسين بن النخاس ببغداد قال : حدثنا عبد الله بن زيدان ، قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا معاوية بن هشام القصار ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية : عن أبي سعيد قال : لما نزلت وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاها فدكا .


الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 441 )

472 - أخبرنا أبو سعد السعدي بقراءتي عليه في الجامع من أصل سماعه قال : أخبرنا أبو الفضل الطوسي قال : أخبرنا أبو بكر العامري قال : أخبرنا هارون بن عيسى قال : أخبرنا بكار بن محمد بن شعبة ، قال : حدثني أبي قال : حدثني بكر بن الاعتق عن عطية العوفي : عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت على رسول الله : وآت ذا القربى حقه دعا فاطمة فأعطاها فدكا والعوالي وقال : هذا قسم قسمه الله لك ولعقبك .


الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 442 )

473 - حدثنى أبو الحسن الفارسي قال : حدثنا الحسين بن محمد الماسرجسي قال : حدثنا جعفر بن سهل ببغداد ، قال : حدثنا المنذر بن محمد القابوسي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عمي عن أبيه ، عن أبان بن تغلب : عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال : لما نزلت : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله فاطمة (ع) فأعطاها فدكا .

473 - حدثنى أبو الحسن الفارسي قال : حدثنا الحسين بن محمد الماسرجسي قال : حدثنا جعفر بن سهل ببغداد ، قال : حدثنا المنذر بن محمد القابوسي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عمي عن أبيه ، عن أبان بن تغلب : عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال : لما نزلت : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله فاطمة (ع) فأعطاها فدكا .


الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 443 )

- ورواه أيضا في فضائل فاطمة في أوائل الجزء السادس تحت الرقم : ( 674 ) من كتاب المناقب الورق قال : حدثنا عثمان بن محمد الالثلغ قال : حدثنا جعفر بن مسلم قال : حدثنا يحي بن الحسن قال : حدثنا أبان بن أبان بن تغلب عن أبي مريم الانصاري عن أبان بن تغلب : عن جعفر بن محمد قال : لما نزلت هذه الآية : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاها فدك . قال أبان بن تغلب : قلت لجعفر بن محمد : من رسول الله أعطاها ؟ قال : بل [ من ] الله أعطاها .

- ورواه أيضا الثعلبي كما في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ج 2 ص 415 . وورد أيضا عن إبن عباس ، قال السيوطي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدر المنثور : وأخرج إبن مردويه عن إبن عباس قال : لما نزلت :وآت ذا القربى حقه أقطع رسول الله (ص) فاطمة (ع) فدكا.

- وقال علي بن طاووس رحمه الله : وقد روى محمد بن العباس المعروف بابن الحجام حديث فدك عن عشرين طريقا ونذكر منها طريقا واحدا بلفظه قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وإبراهيم بن خلف الدوري وعبد الله بن سليمان إبن الاشعث ومحمد بن القاسم بن زكريا ، قالوا : حدثنا عباد بن يعقوب قال : أخبرنا علي بن عابس وحدثنا جعفر بن محمد الحسيني قال : حدثنا علي بن المنذر الطريقي قال : حدثنا علي بن عابس قال : حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي : عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله فاطمة وأعطاها فدكا .


الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 444 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- وروى البلاذري في عنوان : فتح فدك من كتاب فتوح البلدان ص 40 قال : وحدثنا عبد الله بن ميمون المكتب قال : أخبرنا الفضيل بن عياض عن مالك بن جعونة عن أبيه قال : قالت فاطمة لابي بكر : إن رسول الله (ص) جعل فدك فأعطني إياها وشهد لها علي بن أبي طالب فسألها شاهدا آخر فشهدت لها أم أيمن ، فقال : قد علمت يا بنت رسول الله أنه لا تجوز إلا شهادة رجلين أو رجل وامرأتين ! فانصرفت [ عنه فاطمة .


الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 570 )

608 - أخبرنا عقيل بن الحسين قال : أخبرنا علي بن الحسين قال : حدثنا محمد بن عبيد الله قال : حدثنا أبو مروان عبد الملك بن مروان قاضي مدينة الرسول بها سنة سبع وأربعين وثلاث مائة قال : حدثنا عبد الله بن منيع ، قال : حدثنا آدم قال : حدثنا سفيان عن واصل الاحدب عن عطاء : عن إبن عباس قال : لما أنزل الله : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله (ص) فاطمة وأعطاها فدكا وذلك لصلة القرابة .


عبدالله بن عدي - الكامل - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 190 )

- أخبرنا القاسم بن زكريا ثنا عباد بن يعقوب ثنا علي بن عابس عن فضيل يعني إبن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاها فدك .


الطبري - بشارة المصطفى - رقم الصفحة : ( 353 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- وأما الخامسة : قول الله عز وجل : وآت ذا القربى حقه خصوصية خصهم الله تعالى العزيز الجبار بها واصطفاهم على الامة ، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله ، قال : إدعوا لي فاطمة ، فدعيت له ، فقال : يا فاطمة ، قالت : لبيك يارسول الله ، فقال (ص) : هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، وهي لي خاصة دون المسلمين وقد جعلتها لك كما أمرني الله فخذيها لك ولولدك .


القندوزي - ينابيع المودة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 138 / 359 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- خامسا : قول الله تعالى وآت ذا القربى حقه خصوصية لهم خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الامة ، فلما نزلت هذه الآية [ على رسول الله (ص) ) قال (ص) لفاطمة (ع) : هذه فدك وهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين وقد جعلتها لك لما أمرني الله به فخذيها لك ولولدك .

- [ 18 ] وفى جمع الفوائد : أبو سعيد قال : لما نزلت وآت ذا القربى حقه دعا النبي (ص) فاطمة فأعطاها فدك .

- [ 19 ] وفى عيون الاخبار : قال الامام على الرضا . فلما نزلت وآت ذا القربى حقه قال النبي (ص) لفاطمة (ع) : هذه فدك قد جعلتها لك .


محمد بيومي - السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) - رقم الصفحة : ( 140 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- ثم ان الزهراء قالت ان اباها (ص) وهبها ارض فدك ، فهي ان لم تكن ارثا فهي هبة روى السيوطي في تفسيره الدر المنثور ( 5 / 273 - 274 ) أخرج البزار وابو يعلي وإبن أبي حاتم وإبن حاتم وإبن مردوية عن أبي سعيد الخدري (ر) لما نزلت هذه الآية وآت ذا القربى حقه ( الاسراء آية 26 ) دعا رسول الله (ص) فاطمة فاعطاها فدك .

- وأخرج إبن مردوية عن إبن عباس (ر) قال : لما نزلت وآت ذا القربى حقه اقطع رسول الله (ص) فاطمة فدكا .

- وروى الهيمثي في مجمعه عن أبي سعيد قال : لما نزلت وآت ذي القربى حقه ، دعا رسول الله (ص) فاطمة فاعطاها فدكا.

- قال : رواه الطبراني ، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ، وصححه المتقي في كنز العمال عن أبي سعيد قال : لما انزلت وات ذي القربى حقه قال النبي (ص) يا فاطمة لك فدك ، قال أخرجه الحاكم في تاريخه وإبن النجار ( وانظر : فضائل الخمسة 3 / 136 ) .


وقد جمعت هنا هذه الروايات الكثيرة من مصادر متعددة لكي تكون شواهد يقوي بعضها بعضا

وانت تقول حاشا لرسول الله ان يعطي فاطمة ويترق البقية وانا اقول لك ان هذا امر الله تعالى لكي تكون فدك لاهل البيت وتكون وثيقة تدل على بعض الظلم اللذي وقع عليهم الى يوم القيامة

وانا اقول لك هنا ان ابا بكر قد انتزع فدك من يد فاطمة عليها السلام وصحيح انه جعلها في بيت مال المسلمين والله اعلم ان كان استفاد من اموالها او لا ولكن هو انتزع حق قرره الله تعالى لفاطمة عليها السلام

وتقول ان الامام علي لم يرجع فدك للحسن والحسين فانا قد جاوبتك واعتقد جوابي كان واضحا ولا مشكلة في ان اعيده

اولا ان كانت تنفق اموالها في سبيل الله في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولما شعر ابو بكر بان اهل البيت قد يستفادون من اموالها في تقوية المعارضة اللتي كان يقودها علي عليه السلام وبعض المهاجرين والانصار وبعض القبائل العربية ولعل من ابرزها قبيلة مالك بن النويرة لذا انتزعها منهم وبعد ان تولى امير المؤمنين الخلافة استرجعها و استمر على نهج فاطمة الزهراء في توزيع خراجها للفقراء وكان الاوان قد فات

ثانيا ان معاوية بن ابي سفيان كان يتربص بالامام علي عليه السلام وكان يخرج عليه الاشاعات ولذا كان امير المؤمنين ليس بحاجة لهذه الارض اللتي ان جعلها في الحسن والحسين فانه قد يفتح عليه باب جديدا من الاشاعات بين المسلمين

ثالثا ان الحسن والحسين عليهما السلام لم يكونا بحاجة الى فدك لاغراضهم الدنوية وانما جعلت لفقراء المسلمين

رابعا عدم استرداد ما اخذ ظلما من اهل البيت لان الله قد اثاب المظلومة مكانها اجرا عظيما وقد عاقب الظالم بقصر ملكه

وهنا اورد روايات مسندة عن هذه الاسباب


صرّحت عدّة روايات بعدم إرجاع الإمام علي ( عليه السلام ) لفدك أيام حكومته ، كما صرّحت بالعلة التي من أجلها لم يسترجع الإمام ( عليه السلام ) فدكاً .
من تلك الروايات :
1ـ ما ذكره الشيخ الصدوق في كتاب علل الشرائع 1 / 154 ، في باب 124 : العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فدكا لمّا ولي الناس :
باسناده إلى أبي بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : لم لم يأخذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فدك لمّا ولي الناس ، ولأي علة تركها ؟
فقال : لأن الظالم والمظلومة قد كانا قدما على الله عز وجل ، وأثاب الله المظلومة وعاقب الظالم ، فكره أن يسترجع شيئاً قد عاقب الله عليه غاصبه وأثاب عليه المغصوبة .
2ـ وذكر أيضاً في الباب المذكور جواباً آخر ، ورواه باسناده إلى إبراهيم الكرخي قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقلت له : لأي علة ترك أمير المؤمنين فدكا لمّا ولي الناس ؟
فقال : للاقتداء برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا فتح مكة ، وقد باع عقيل ابن أبي طالب داره ، فقيل له : يا رسول الله ألا ترجع إلى دارك ؟
فقال ( صلى الله عليه وآله ) وهل ترك عقيل لنا داراً ، إنا أهل بيت لا نسترجع شيئاً يؤخذ منّا ظلماً ، فلذلك لم يسترجع فدكاً لمّا ولي .
3ـ وذكر أيضاً في الباب المذكور جواباً ثالثاً ، بإسناده إلى علي بن الحسن بن فضّال عن أبيه عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) قال : سألته عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لم لم يسترجع فدكاً لمّا ولي الناس ؟
فقال : لأنّا أهل بيت لا نأخذ حقوقنا ممّن ظلمنا إلا هو ( يعني إلا الله ) ، ونحن أولياء المؤمنين ، إنما نحكم لهم ، ونأخذ حقوقهم ممّن ظلمهم ، ولا نأخذ لأنفسنا .
للاقتداء برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيث يقول: «إنا لا نسترجع شيئاً يوخذ منا ظلماً».

وهذا الحكم ساري طبعا على اهل البيت

واتمنى ان يكون الجواب كافي

واما بالنسبة لقضية اسناد خطبة الزهراء عليها السلام فان سندها قوي جدا وقد توارثه الائئمة وقد نقلت هذه الخطبة اذاعة مصر في حديثها عن السيدة الزهراء عليها السلام

وبالنسبة للاية الكريمة وقرن في بيوتكن فهذا لا ينطبق على حالة استنفار مشاعر الناس من اجل الحق فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
ان من اعظم الجهاد عند الله كلمة عدل عند سلطان جائر

وهذا حكم عام يشمل الجميع رجال ونساء واما قرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى فهذا دليل على التزام القعود في البيوت ان لم يكن هناك حاجة خطيرة للخروج وكذلك عدم التبرج واما ان تكون مسالة حق فلا يجوز السكوت ولا تنطبق هذه الاية على السكوت عن الحق
من راى منكم منكرا فليغره ..... الى اخر الحديث

وقد اخذ الامام الحسين عليه السلام معه اخته زينب في واقعة الطف لكي تكون هي الوسيلة الاعلامية لثورته ضد الظلم والطغيان

ومن ثم ان الزهراء سلام الله عليها عندما خطبت بالناس كانت في كامل تبيقها لتعاليم الله وليس في معصيته وحاشا لله

واذا اردنا ان نفسر الاية وقرن في بيوتكن على كل شيء حتى الحق فاننا سنحكم على المراة بالسجن المؤبد ولن يكون هناك قيمة لوصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم للمراة بان لا تخرج الا باذن زوجها وخروجها وفقا للحديث للحق لا لغيره

اما قضية دفنها ليلا فلم يكن لحيائها كما تقول لانها كانت مكفنة سلام الله عليها وما العبرة من الحياء هنا ان كان الشخص ميتا فقد دفن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بناته وخديجة وفاطمة بنت اسد سلام الله عليهم جميعا في وضح النهار ولم يكن هناك داعي للحياء لان الميت مكفن اولا وثانيا ان الميت له قدسية واحترام وانه لا يخشى عليه خصوصا ان كانت سيدة نساء العالمين واعتقد صحيح البخاري واضح بانها ماتت غاضبة على ابي بكر حتى ماتت ولا يمكن ان يكون غضبها لباطل والعياذ بالله

وبالنسبة لحديث الثقلين كاتب الله وعترتي اهل بيتي فهناك موضوع كتبته مفصلا يمكن مراجعته بعنوان من تمسك بكتاب الله والعترة فلن يظل ابدا وقد شرحت فيه السند الصحيح واللذي صححه حتى الالباني

هذا اللذي يتمسك بكتاب الله والعترة لا يظل فان كانت العترة وكتاب الله يتكلمون فهل هناك ادنى شك بان الحق اللذي لا يظل به ابدا؟؟؟؟

اللهم صلي على محمد وال محمد ووفقنا لما فيه خير الدنيا والاخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته