محبة الحق
24-09-2008, 01:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سأذكر لكم قصة إسلام الأخت الألمانية ( مريم شكر الله ) والتي سمعتها منها بنفسي وجها لوجه والله على ما أقول شهيد وهي الآن تعيش في مكة لمن أراد التحقق منها وقصة إسلامها قبل ثلاثين عاما تقريبا و فيها عبرة لمن يعتبر ومصداق للآية الكريمة ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
حياتها في الجاهلية:
بدايتها تقول كانت حياتي في السابق جحيما لا يطاق فانا أعيش حياة عادية كما يعيش الغربيين كلها حرية وفجور وشرب خمر وربا وغيرها من المعاصي وكان لدي رفض لأسلوب الحياة الذي أعيشه ويعيشه أفراد أسرتي وكل من حولي كنت اشعر بأن هناك خلل وأن هذه الدنيا لم نخلق فيها لمجرد العبث لابد من هدف كنت اشعر باكتئاب وظلام دائم في صدري
تزوجت من فنان موسيقار كان يسهر الليل ويتدرب يوميا على العزف وكان غارقا في عمله كعازف موسيقى نهارا وغارقا في اللهو والعربدة وشرب الخمر وغيرها من المنكرات ليلا
متى سمعت عن الإسلام :
تقول كنت اشعر بضيق دائم ورفض مستمر للواقع العبثي الذي نعيش فيه فلا أرى إلا أناس يلهثون ويجرون خلف المادة ويسهرون ويشربون ويزنون ويزنون ويزنون كررتها أكثر من مرة
تقول كنت دائمة التأمل والرفض حتى بلغ بي الحال إلى محاولة الانتحار فذهبت لانتحر من إحدى العمارات من ارتفاع كبير وتكمل وأنا على وشك أن أرمي بنفسي إذا برجل يسحبني ويردعني فأخذت أبكي وأبكي وأبكي وعدت إلى بيتي وأنا منهارة و تائهة... وكان لزوجي قدوة في الموسيقى وهو فنان كبير كان زوجي معجبا بموسيقاه و كان يعتبره مثله الأعلى وكانت موسيقاه صاخبة ومزعجة وفجأة لاحظت أن هذا الموسيقار قد غير أسلوب موسيقاه فصارت هادئة جدا فسألت زوجي لماذا تغير هذا الموسيقار وأصبح أكثر هدوءا ورزانة ؟؟قال أنا مثلك استغربت ذلك. فلما سألت قالوا لي انه اسلم فقلت له ماذا يعني اسلم؟؟ قال انا لا اعرف ما هو الإسلام فاشتريت هذا الكتاب عن الإسلام وقرأته فما فهمت منه شيئا ورميته هنا في الصالة اقرئيه لعلك تفهمينه فذهبت لأرى الكتاب فكان معاني القران باللغة الألمانية وقلبته ولم افهم شيئا تقول يبدو أن ذنوبي كانت تحجبني عن فهمه في ذلك الوقت.. .وتكمل حكايتها وتقول تصاعدت مشاعر الضيق والرفض لدي حتى اتخذت قرار الهجرة والبحث عن الحقيقة والنور ودعت زوجي وقررت الرحيل لا أدري إلى أين ولكن إلى أن يهديني الله إلى الحق .. فاشتريت مجموعة كتب دينية عن اليهودية وعن البوذية والإسلام وخرجت اضرب في الأرض وقررت التوجه إلى الشرق لأنه منبع الأديان تقول بما أنني ذهبت للبحث عن الحق والنور كنت لا أريد أن يطمع في رجل ولا أريد أن تشغلني أي علاقة بشريه عن هدفي فألهمني الله ولبست ملابس ساترة وظفرت شعري لان الشعر من المثيرات للرجل وأنا لم اخرج للعبث وغطيت سائر جسدي ولبست ثوبا واسعا وغطيت شعري فتقول كأنني تحجبت حجابا إسلاميا وأنا لا ادري ارائيتم أن الحجاب فطرة وانه يحمي المرأة..وتوجهت إلى اليونان بلد الحضارات التاريخية القديمة
ماذا حدث لها في اليونان :
تقول ذهبت إلى قرية يونانيه هادئة وجميلة مطلة على البحر وكان سكانها نصارى كاثوليك وملتزمين بدينهم وكان لديهم ترابط أسري واضح وكانوا لايتخلفون عن الكنيسة كل يوم أحد يتعبدون على طريقتهم وكان فيهم خشوع عظيم كنت استغربه والآن بعد أن أسلمت عرفت سببه فلأنهم على ضلال تركهم الشيطان ولو كانوا على حق لاجتهد في الوسوسة لهم كما يفعل مع المسلمين ومنعهم من الخشوع..
سرت في القرية وأنا هائمة على وجهي وكان لا يرى أي امرأة تسير لوحدها فلابد أن تكون بصحبة رجل وكان هذا قانون للقرية ولم اعلم به فقبض علي جنود الشرطة عندما رأوني أسير لوحدي وأودعوني السجن وأجريت اتصالاتي مع أهلي في ألمانيا وأخبرتهم بما حدث لي ومكثت في السجن عشرة أيام كانت فترة مفيدة لي حيث عندما كنت خارج السجن كانت تشغلني الطبيعة بجمالها عن التأمل في الكتب التي معي وفي واقعي فا أخذت اقرأ في الكتب التي معي وأقارن بينها ..
ثم خرجت من السجن وقررت أن أذهب إلى كهف في جبل يطل على البحر وموقعه جدا جميل لأعيش فيه وكانت معي آلة موسيقية انفخ فيها تشيه أصوات الطيور كنت أحاكي بها الطيور وأتأمل في خلوتي ( سبحان الله تذكرت اعتكاف الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء وبحثه عن الحقيقة ) هذا كلامي ... وما نزكي على الله أحدا
تقول كنت أتأمل البحر والجبال والغنم التي يحضرها راعي كل يوم وأحيانا معه زوجته لترعى وكنت أعجب بالغنم حيث أنها تتميز بالحلم وإذا أتى المغرب تجلس وتهز رؤوسها فو الله كأنها تسبح ولم يعكر صفو خلوتي سوى مجموعة من الشباب الهبيز وهم جماعة ترفض الحضارة ويلبسون الثياب المقطعة ويهيمون في الأرض يعيشون كعيشة البهائم وقد نزلوا بكهف قريب مني ولكي احمي نفسي منهم تعرفت على احدهم وكان مهذبا وأصبحت احضر لهم الماء معي واضعه عند كهفهم لاتقي شرهم ثم تعرفت على امرأة تسكن في كوخ في الجبل دعتني لمنزلها تقول وهذه المرأة كرمها الله بقطع رجلها ( لم تقل معاقة)إنها كلمة عظيمة في معناها فهي تعتبر المرض تكريم من الله وتطهير فياليتنا نتعلم منها الصبر وقوة الإيمان تقول أصبحت أتردد عليها للأنس بها وفي إحدى الأيام ذهبت لها وعند عودتي لكهفي ليلا كانت الدنيا تعصف بالرياح والبرق والرعد والأمطار وكنت خائفة ووصلت كهفي فوجدت كل ما فيه من كتب ومتاع لي قد احرق فكان هذا الشاب الهيبي الذي كنت أظنه مهذبا قد أتى ليبحث عني وهو مخمور يريدني ولم يجدني فتحول إلى وحش هايج واتلف كل شئ وبت ليلتي ابكي واسأل الله يا رب ألهمني الحقيقة ألهمني الطريق لقد تعبت وأخذت ابكي وابكي وأدعو الله من قلبي والغريبة أنني كنت أدعو الله وأنا اسجد واتجه للقبلة عفويا وعند الصباح نادتني راعية الغنم لأول مرة ( وهنا تعلق أن الغرب لا يوجد عندهم كرم مثل العرب ويخافون من الغرباء لذلك استغربت مناداتها لي )..........فذهبت إليها فلحقني ذلك الشاب الهيبي وكأنه كلب يطاردني ونزلت إلى راعية الغنم وناولتني كأس من الحليب الطازج وقالت خذي اشربي فأخذته وأعطيته الكأس لعله يتركني وشأني وفعلا رحل بعدها ......... فلما رأتني قد أعطيت الحليب له أعطتني كأس آخر من الحليب وشكرتها ... (وهنا سألناها كيف كنت تأكلين قالت كنت لا أهتم بالأكل والشرب فعندي هدف أعظم وكان معي كيس دقيق كنت اعجنه واعمل منه خبزا واكل من أعشاب الأرض حيث كنت لا أميل إلى أكل اللحوم وكنت أظن أنها ربما تكون محرمة ) بعدها ذهبت راعية الغنم تمشي ثم صاحت فجأة وهي تقول تعالي انظري هذه الوردة البيضاء ما أجملها وعندما نظرت لها صرخت مذهولة ليس لجمال الوردة ولكن لما بداخلها وكانت صفحة من القران الكريم قد احترق أطرافها فقط ولما شاهدتها أخذت ابكي وعندما مددت يدي لأخذها سرى فيها مثل التيار الكهربائي يهزني وكأن الله يقول لي هذا ما تبحثين عنه وهذه الإجابة على سؤالك وهذا ما تبحثين عنه.
كانت هذه الصفحة أول صفحة من القران الكريم كانت سورة الفاتحة وأول سورة البقرة ولو تأملنا هاتين السورتين فهي تعريف بالإسلام وأول سورة البقرة ملخص لصفات المؤمنين وعندها أدركت أن الجواب هو الإسلام وانه هو الحق ولا حق سواه وشعرت كأنني في نفق مظلم ثم رأيت بصيص نور من بعيد..
وفرحت كثيرا واطمأن قلبي وأصبحت حياتي لها معنى وهدف فقررت أن ارحل لأقرب بلد إسلامي وكانت تركيا وفي يوم كنت انفخ في التي الموسيقية التي أخاطب بها الطيور فسمعت صوتا آخر يرد علي بالطريقة نفسها وشيئا فشيئا بدأ يقترب فإذا هو شاب أمريكي مسلم قد سبقني إلى الإسلام وسلم علي واستأنست به وكان صالحا فاتفقنا أن نذهب إلى تركيا سويا وبالكاد دبرت مبلغ التذاكر ثم ذهبنا سويا وكأن الله أرسله لي كمحرم تذكرته عندما قرأت قصة الصحابية التي هاجرت إلى المدينة لوحدها وصحبها احد المشركين ليحميها فسبحان الله هو خير الحافظين ومن يحفظ الله يحفظه ...
ماذا حدث لها في تركيا :
تقول وصلنا إلى تركيا وسمعت الأذان لأول مرة فبكيت وأصابني مثل الرعشة والرجفة وأخذت أبكي و أبكي و أقول ما هذا الصوت ماهذا الجمال ثم دخلنا المسجد وأعجبت بمنظر المحجبات اللاتي يصلين ورأيت المصحف باللغة العربية وهذه أول مرة أتشرف بمسكه في يدي ولن أنسى عندما أخذته ووضعته على حجري جاءتني طفلة صغيرة وأحضرت لي حامل المصحف وقالت ضعيه هنا فعلمتني احترام كتاب الله طفلة ما أجمله من احترام وتقديس انه يستحق أكثر من ذلك فهو كلام الله الخالق سبحانه ورسالته لهداية خلقه.
قررنا الذهاب لمصر حتى نتعلم في الأزهر فذهبت أنا ورفيقي الذي أرسله الله لي إلى مصر وعندما نزلنا إلى الشارع المصري رأيت الحياة البسيطة والترابط الأسري وكيف تحمل الأم طفلها على كتفها أو يحمله الأب بينما المرأة الغربية تضع ابنها في العربية ولا ترى وجهه ولا تحمله ورأيت الناس سعيدين وأثوابهم محتشمة وجميله استقبلني بكل حفاوة وعرفتهم على
نفسي واني مسلمة جديدة فأخذوني إلى شيخهم ولقنني الشهادة وعندما نطقت الشهادتين أحسست كأنني ولدت من جديد ومسحت من ذاكرتي حياتي السابقة بشكل عجيب ولم يبقى في ذاكرتي سوى صورة وجه أمي وكنت أحبها كثيرا ....... استقبلتني إحدى الأسر وضيفوني في بيتهم وكانوا في منتهى الكرم أعجبني الترابط الأسري وكيف أن الأم هي ملكة في بيتها وهي تعمل بجد وتعجن وتخبز وكان لهذه الأسرة سبعة أبناء في مختلف الأعمار وكانت الأم تطبخ وتعمل وأنا أرعى الأطفال فقط والعب معهم وكنت اذهب معهم لأداء طقوسهم الدينية وكانوا يجتمعون ثم يتمايلون ويقولون الله حي الله حي الله حي ويتبركون بالقبور وكنت اعمل مثلهم ولم أكن ادري أن هؤلاء من فئة الصوفية..... وقررت الأسرة تزويجي لابنهم ووافقت... ويشاء الله أن يعلن عن حملات للحج مجانية للمسلمين الجدد فقلت للأسرة لن أفوت هذه الفرصة سأذهب للحج ثم أعود لأتزوج وذهبت إلى الحج ولم اعد.. وعند رؤيتي للكعبة أصبت بنفس الحالة التي مرت بي سابقا عندما سمعت الأذان لأول مرة ولم أغادر مكة إلى الآن لقد جاء من يرشدني إلى الطريق المستقيم وأن اعبد الله على منهج أهل السنة والجماعة وأن مصادرهم كتاب الله القران وسنة رسوله فقط وليس لديهم أشعار ولا رقص وضرب بل عبادة وخشوع ودعاء.... ولا يوجد لديهم وسيط أو شفعاء بينهم وبين الله . لازلت أدعو لتلك الأسرة الصوفية التي أكرمتني بالهداية ...بعدها تزوجت فرنسيا مسلما ولم أنجب أبناء وسمحت لزوجي أن يتزوج أخرى وتقول مادام هذا شرع الله فلماذا اغضب ولست أفضل من عائشة وزوجات النبي الأخريات اللاتي لم يرزقهن الله بأبناء وأخذت ازور أمي في ألمانيا وأدعوها للإسلام واعمل للدعوة هناك واستقبل المؤمنات في بيت أمي وكنا نكرم أمي جميعنا ونجتمع على الذكر وتفسير القران ومدارسة أمور الدين وكنت أحاول أن أدعو أمي لأني أحبها وهي كريمة وطيبة وكانت معجبة بتغيري وتقارن بيني وبين أخي الذي يسكن في نفس المدينة ولا تراه إلا كل أسبوعين أو أكثر ويأتي كالغريب ....ولكني عندما أدعوها للإسلام تقول كيف اسلم ..... انظري لأخلاق المسلمين الذين نراهم وانظري إلى ترفهم وبذخهم وأنا أقنعها إن العيب في هؤلاء الأشخاص وليس في دينهم فهم لو كانوا متمسكين بالدين لكانت أخلاقهم أفضل .....ثم تكمل و تقول أمي كرمها الله بمرضها الأخير وأدخلت للمستشفى وكنت أقف عند رأسها وهي في غيبوبة وأحاول تلقينها الشهادة ثم فاقت وكلمتني وقالت أشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله وعندها بكيت أنا وزوجي من الفرحة ....بعدها توفت وأرجو الله أن يجمعني بها في الجنة أما أبي فهو لم يكن يشعر بنا أصلا فهو من زمن بعيد قد هجرنا وتزوج بأخرى وعندما دعوته لعبادة الله قال لي باستهتار هذه الهي يقصد زوجته وفعلا فكل إنسان هناك له صنم يعبده هناك من يقدس فنان وهناك من يقدس لاعب أو مغني أو مال أو ملذات وشهوات وكلها أصنام ولا حول ولا قوة إلا بالله
في أخر كلامها أخذت توصينا بالالتزام بالحجاب والستر وتقول البسن لبس الصحابيات لا تقلدن الغربيات الضالات هم في ضلال لا تلبسين البنطلون لتحصلي على رضا زوجك فالرسول صلى الله عليه وسلم سئل من أحب النساء إليك قال عائشة فقالوا ومن الرجال قال أبوها لم يقل صاحبي بل قال أبوها نسبة إليها وهذا يدل على قدرها عنده وهي لم تلبس البنطلون أو الملابس العارية وتتكشف مثل نساء اليوم .
ملاحظات :
كانت ترتدي ملابس فضفاضة بأكمام طويلة وعليها مسحة وقار وعند خروجها ارتدت العباءة وغطاء الوجه ولم يخرج منه أي جزء
تحمل المصحف بيدها أينما تذهب أو بحقيبتها
تتكلم العربية بطلاقة ونادرا ما تحتاج للمساعدة في اللغة
نسأل الله لها الثبات ونفعنا الله بقصتها ( انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء )
كتبت هذه القصة في تاريخ 23 / 9 / 1429 هـ
والحمدلله وصل اللهم على محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
سأذكر لكم قصة إسلام الأخت الألمانية ( مريم شكر الله ) والتي سمعتها منها بنفسي وجها لوجه والله على ما أقول شهيد وهي الآن تعيش في مكة لمن أراد التحقق منها وقصة إسلامها قبل ثلاثين عاما تقريبا و فيها عبرة لمن يعتبر ومصداق للآية الكريمة ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
حياتها في الجاهلية:
بدايتها تقول كانت حياتي في السابق جحيما لا يطاق فانا أعيش حياة عادية كما يعيش الغربيين كلها حرية وفجور وشرب خمر وربا وغيرها من المعاصي وكان لدي رفض لأسلوب الحياة الذي أعيشه ويعيشه أفراد أسرتي وكل من حولي كنت اشعر بأن هناك خلل وأن هذه الدنيا لم نخلق فيها لمجرد العبث لابد من هدف كنت اشعر باكتئاب وظلام دائم في صدري
تزوجت من فنان موسيقار كان يسهر الليل ويتدرب يوميا على العزف وكان غارقا في عمله كعازف موسيقى نهارا وغارقا في اللهو والعربدة وشرب الخمر وغيرها من المنكرات ليلا
متى سمعت عن الإسلام :
تقول كنت اشعر بضيق دائم ورفض مستمر للواقع العبثي الذي نعيش فيه فلا أرى إلا أناس يلهثون ويجرون خلف المادة ويسهرون ويشربون ويزنون ويزنون ويزنون كررتها أكثر من مرة
تقول كنت دائمة التأمل والرفض حتى بلغ بي الحال إلى محاولة الانتحار فذهبت لانتحر من إحدى العمارات من ارتفاع كبير وتكمل وأنا على وشك أن أرمي بنفسي إذا برجل يسحبني ويردعني فأخذت أبكي وأبكي وأبكي وعدت إلى بيتي وأنا منهارة و تائهة... وكان لزوجي قدوة في الموسيقى وهو فنان كبير كان زوجي معجبا بموسيقاه و كان يعتبره مثله الأعلى وكانت موسيقاه صاخبة ومزعجة وفجأة لاحظت أن هذا الموسيقار قد غير أسلوب موسيقاه فصارت هادئة جدا فسألت زوجي لماذا تغير هذا الموسيقار وأصبح أكثر هدوءا ورزانة ؟؟قال أنا مثلك استغربت ذلك. فلما سألت قالوا لي انه اسلم فقلت له ماذا يعني اسلم؟؟ قال انا لا اعرف ما هو الإسلام فاشتريت هذا الكتاب عن الإسلام وقرأته فما فهمت منه شيئا ورميته هنا في الصالة اقرئيه لعلك تفهمينه فذهبت لأرى الكتاب فكان معاني القران باللغة الألمانية وقلبته ولم افهم شيئا تقول يبدو أن ذنوبي كانت تحجبني عن فهمه في ذلك الوقت.. .وتكمل حكايتها وتقول تصاعدت مشاعر الضيق والرفض لدي حتى اتخذت قرار الهجرة والبحث عن الحقيقة والنور ودعت زوجي وقررت الرحيل لا أدري إلى أين ولكن إلى أن يهديني الله إلى الحق .. فاشتريت مجموعة كتب دينية عن اليهودية وعن البوذية والإسلام وخرجت اضرب في الأرض وقررت التوجه إلى الشرق لأنه منبع الأديان تقول بما أنني ذهبت للبحث عن الحق والنور كنت لا أريد أن يطمع في رجل ولا أريد أن تشغلني أي علاقة بشريه عن هدفي فألهمني الله ولبست ملابس ساترة وظفرت شعري لان الشعر من المثيرات للرجل وأنا لم اخرج للعبث وغطيت سائر جسدي ولبست ثوبا واسعا وغطيت شعري فتقول كأنني تحجبت حجابا إسلاميا وأنا لا ادري ارائيتم أن الحجاب فطرة وانه يحمي المرأة..وتوجهت إلى اليونان بلد الحضارات التاريخية القديمة
ماذا حدث لها في اليونان :
تقول ذهبت إلى قرية يونانيه هادئة وجميلة مطلة على البحر وكان سكانها نصارى كاثوليك وملتزمين بدينهم وكان لديهم ترابط أسري واضح وكانوا لايتخلفون عن الكنيسة كل يوم أحد يتعبدون على طريقتهم وكان فيهم خشوع عظيم كنت استغربه والآن بعد أن أسلمت عرفت سببه فلأنهم على ضلال تركهم الشيطان ولو كانوا على حق لاجتهد في الوسوسة لهم كما يفعل مع المسلمين ومنعهم من الخشوع..
سرت في القرية وأنا هائمة على وجهي وكان لا يرى أي امرأة تسير لوحدها فلابد أن تكون بصحبة رجل وكان هذا قانون للقرية ولم اعلم به فقبض علي جنود الشرطة عندما رأوني أسير لوحدي وأودعوني السجن وأجريت اتصالاتي مع أهلي في ألمانيا وأخبرتهم بما حدث لي ومكثت في السجن عشرة أيام كانت فترة مفيدة لي حيث عندما كنت خارج السجن كانت تشغلني الطبيعة بجمالها عن التأمل في الكتب التي معي وفي واقعي فا أخذت اقرأ في الكتب التي معي وأقارن بينها ..
ثم خرجت من السجن وقررت أن أذهب إلى كهف في جبل يطل على البحر وموقعه جدا جميل لأعيش فيه وكانت معي آلة موسيقية انفخ فيها تشيه أصوات الطيور كنت أحاكي بها الطيور وأتأمل في خلوتي ( سبحان الله تذكرت اعتكاف الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء وبحثه عن الحقيقة ) هذا كلامي ... وما نزكي على الله أحدا
تقول كنت أتأمل البحر والجبال والغنم التي يحضرها راعي كل يوم وأحيانا معه زوجته لترعى وكنت أعجب بالغنم حيث أنها تتميز بالحلم وإذا أتى المغرب تجلس وتهز رؤوسها فو الله كأنها تسبح ولم يعكر صفو خلوتي سوى مجموعة من الشباب الهبيز وهم جماعة ترفض الحضارة ويلبسون الثياب المقطعة ويهيمون في الأرض يعيشون كعيشة البهائم وقد نزلوا بكهف قريب مني ولكي احمي نفسي منهم تعرفت على احدهم وكان مهذبا وأصبحت احضر لهم الماء معي واضعه عند كهفهم لاتقي شرهم ثم تعرفت على امرأة تسكن في كوخ في الجبل دعتني لمنزلها تقول وهذه المرأة كرمها الله بقطع رجلها ( لم تقل معاقة)إنها كلمة عظيمة في معناها فهي تعتبر المرض تكريم من الله وتطهير فياليتنا نتعلم منها الصبر وقوة الإيمان تقول أصبحت أتردد عليها للأنس بها وفي إحدى الأيام ذهبت لها وعند عودتي لكهفي ليلا كانت الدنيا تعصف بالرياح والبرق والرعد والأمطار وكنت خائفة ووصلت كهفي فوجدت كل ما فيه من كتب ومتاع لي قد احرق فكان هذا الشاب الهيبي الذي كنت أظنه مهذبا قد أتى ليبحث عني وهو مخمور يريدني ولم يجدني فتحول إلى وحش هايج واتلف كل شئ وبت ليلتي ابكي واسأل الله يا رب ألهمني الحقيقة ألهمني الطريق لقد تعبت وأخذت ابكي وابكي وأدعو الله من قلبي والغريبة أنني كنت أدعو الله وأنا اسجد واتجه للقبلة عفويا وعند الصباح نادتني راعية الغنم لأول مرة ( وهنا تعلق أن الغرب لا يوجد عندهم كرم مثل العرب ويخافون من الغرباء لذلك استغربت مناداتها لي )..........فذهبت إليها فلحقني ذلك الشاب الهيبي وكأنه كلب يطاردني ونزلت إلى راعية الغنم وناولتني كأس من الحليب الطازج وقالت خذي اشربي فأخذته وأعطيته الكأس لعله يتركني وشأني وفعلا رحل بعدها ......... فلما رأتني قد أعطيت الحليب له أعطتني كأس آخر من الحليب وشكرتها ... (وهنا سألناها كيف كنت تأكلين قالت كنت لا أهتم بالأكل والشرب فعندي هدف أعظم وكان معي كيس دقيق كنت اعجنه واعمل منه خبزا واكل من أعشاب الأرض حيث كنت لا أميل إلى أكل اللحوم وكنت أظن أنها ربما تكون محرمة ) بعدها ذهبت راعية الغنم تمشي ثم صاحت فجأة وهي تقول تعالي انظري هذه الوردة البيضاء ما أجملها وعندما نظرت لها صرخت مذهولة ليس لجمال الوردة ولكن لما بداخلها وكانت صفحة من القران الكريم قد احترق أطرافها فقط ولما شاهدتها أخذت ابكي وعندما مددت يدي لأخذها سرى فيها مثل التيار الكهربائي يهزني وكأن الله يقول لي هذا ما تبحثين عنه وهذه الإجابة على سؤالك وهذا ما تبحثين عنه.
كانت هذه الصفحة أول صفحة من القران الكريم كانت سورة الفاتحة وأول سورة البقرة ولو تأملنا هاتين السورتين فهي تعريف بالإسلام وأول سورة البقرة ملخص لصفات المؤمنين وعندها أدركت أن الجواب هو الإسلام وانه هو الحق ولا حق سواه وشعرت كأنني في نفق مظلم ثم رأيت بصيص نور من بعيد..
وفرحت كثيرا واطمأن قلبي وأصبحت حياتي لها معنى وهدف فقررت أن ارحل لأقرب بلد إسلامي وكانت تركيا وفي يوم كنت انفخ في التي الموسيقية التي أخاطب بها الطيور فسمعت صوتا آخر يرد علي بالطريقة نفسها وشيئا فشيئا بدأ يقترب فإذا هو شاب أمريكي مسلم قد سبقني إلى الإسلام وسلم علي واستأنست به وكان صالحا فاتفقنا أن نذهب إلى تركيا سويا وبالكاد دبرت مبلغ التذاكر ثم ذهبنا سويا وكأن الله أرسله لي كمحرم تذكرته عندما قرأت قصة الصحابية التي هاجرت إلى المدينة لوحدها وصحبها احد المشركين ليحميها فسبحان الله هو خير الحافظين ومن يحفظ الله يحفظه ...
ماذا حدث لها في تركيا :
تقول وصلنا إلى تركيا وسمعت الأذان لأول مرة فبكيت وأصابني مثل الرعشة والرجفة وأخذت أبكي و أبكي و أقول ما هذا الصوت ماهذا الجمال ثم دخلنا المسجد وأعجبت بمنظر المحجبات اللاتي يصلين ورأيت المصحف باللغة العربية وهذه أول مرة أتشرف بمسكه في يدي ولن أنسى عندما أخذته ووضعته على حجري جاءتني طفلة صغيرة وأحضرت لي حامل المصحف وقالت ضعيه هنا فعلمتني احترام كتاب الله طفلة ما أجمله من احترام وتقديس انه يستحق أكثر من ذلك فهو كلام الله الخالق سبحانه ورسالته لهداية خلقه.
قررنا الذهاب لمصر حتى نتعلم في الأزهر فذهبت أنا ورفيقي الذي أرسله الله لي إلى مصر وعندما نزلنا إلى الشارع المصري رأيت الحياة البسيطة والترابط الأسري وكيف تحمل الأم طفلها على كتفها أو يحمله الأب بينما المرأة الغربية تضع ابنها في العربية ولا ترى وجهه ولا تحمله ورأيت الناس سعيدين وأثوابهم محتشمة وجميله استقبلني بكل حفاوة وعرفتهم على
نفسي واني مسلمة جديدة فأخذوني إلى شيخهم ولقنني الشهادة وعندما نطقت الشهادتين أحسست كأنني ولدت من جديد ومسحت من ذاكرتي حياتي السابقة بشكل عجيب ولم يبقى في ذاكرتي سوى صورة وجه أمي وكنت أحبها كثيرا ....... استقبلتني إحدى الأسر وضيفوني في بيتهم وكانوا في منتهى الكرم أعجبني الترابط الأسري وكيف أن الأم هي ملكة في بيتها وهي تعمل بجد وتعجن وتخبز وكان لهذه الأسرة سبعة أبناء في مختلف الأعمار وكانت الأم تطبخ وتعمل وأنا أرعى الأطفال فقط والعب معهم وكنت اذهب معهم لأداء طقوسهم الدينية وكانوا يجتمعون ثم يتمايلون ويقولون الله حي الله حي الله حي ويتبركون بالقبور وكنت اعمل مثلهم ولم أكن ادري أن هؤلاء من فئة الصوفية..... وقررت الأسرة تزويجي لابنهم ووافقت... ويشاء الله أن يعلن عن حملات للحج مجانية للمسلمين الجدد فقلت للأسرة لن أفوت هذه الفرصة سأذهب للحج ثم أعود لأتزوج وذهبت إلى الحج ولم اعد.. وعند رؤيتي للكعبة أصبت بنفس الحالة التي مرت بي سابقا عندما سمعت الأذان لأول مرة ولم أغادر مكة إلى الآن لقد جاء من يرشدني إلى الطريق المستقيم وأن اعبد الله على منهج أهل السنة والجماعة وأن مصادرهم كتاب الله القران وسنة رسوله فقط وليس لديهم أشعار ولا رقص وضرب بل عبادة وخشوع ودعاء.... ولا يوجد لديهم وسيط أو شفعاء بينهم وبين الله . لازلت أدعو لتلك الأسرة الصوفية التي أكرمتني بالهداية ...بعدها تزوجت فرنسيا مسلما ولم أنجب أبناء وسمحت لزوجي أن يتزوج أخرى وتقول مادام هذا شرع الله فلماذا اغضب ولست أفضل من عائشة وزوجات النبي الأخريات اللاتي لم يرزقهن الله بأبناء وأخذت ازور أمي في ألمانيا وأدعوها للإسلام واعمل للدعوة هناك واستقبل المؤمنات في بيت أمي وكنا نكرم أمي جميعنا ونجتمع على الذكر وتفسير القران ومدارسة أمور الدين وكنت أحاول أن أدعو أمي لأني أحبها وهي كريمة وطيبة وكانت معجبة بتغيري وتقارن بيني وبين أخي الذي يسكن في نفس المدينة ولا تراه إلا كل أسبوعين أو أكثر ويأتي كالغريب ....ولكني عندما أدعوها للإسلام تقول كيف اسلم ..... انظري لأخلاق المسلمين الذين نراهم وانظري إلى ترفهم وبذخهم وأنا أقنعها إن العيب في هؤلاء الأشخاص وليس في دينهم فهم لو كانوا متمسكين بالدين لكانت أخلاقهم أفضل .....ثم تكمل و تقول أمي كرمها الله بمرضها الأخير وأدخلت للمستشفى وكنت أقف عند رأسها وهي في غيبوبة وأحاول تلقينها الشهادة ثم فاقت وكلمتني وقالت أشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله وعندها بكيت أنا وزوجي من الفرحة ....بعدها توفت وأرجو الله أن يجمعني بها في الجنة أما أبي فهو لم يكن يشعر بنا أصلا فهو من زمن بعيد قد هجرنا وتزوج بأخرى وعندما دعوته لعبادة الله قال لي باستهتار هذه الهي يقصد زوجته وفعلا فكل إنسان هناك له صنم يعبده هناك من يقدس فنان وهناك من يقدس لاعب أو مغني أو مال أو ملذات وشهوات وكلها أصنام ولا حول ولا قوة إلا بالله
في أخر كلامها أخذت توصينا بالالتزام بالحجاب والستر وتقول البسن لبس الصحابيات لا تقلدن الغربيات الضالات هم في ضلال لا تلبسين البنطلون لتحصلي على رضا زوجك فالرسول صلى الله عليه وسلم سئل من أحب النساء إليك قال عائشة فقالوا ومن الرجال قال أبوها لم يقل صاحبي بل قال أبوها نسبة إليها وهذا يدل على قدرها عنده وهي لم تلبس البنطلون أو الملابس العارية وتتكشف مثل نساء اليوم .
ملاحظات :
كانت ترتدي ملابس فضفاضة بأكمام طويلة وعليها مسحة وقار وعند خروجها ارتدت العباءة وغطاء الوجه ولم يخرج منه أي جزء
تحمل المصحف بيدها أينما تذهب أو بحقيبتها
تتكلم العربية بطلاقة ونادرا ما تحتاج للمساعدة في اللغة
نسأل الله لها الثبات ونفعنا الله بقصتها ( انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء )
كتبت هذه القصة في تاريخ 23 / 9 / 1429 هـ
والحمدلله وصل اللهم على محمد وعلى اله وصحبه أجمعين