rosemary
28-09-2008, 01:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
((قصت زواج الامام علي من فاطمة عليهما السلام ))
اتمنى تعجبكم
ها هي فاطمة الشابّة النضرة ، ذات الشرف والجمال والمجد الرفيع تعيش في كنف أبيها في المدينة المنوّرة ، فتتجه إليها الأنظار ، ويحدِّث بعض الصحابة نفسه بأن يحظى بالاقتران بها ، وينال شرف الانتساب إلى أبيها .
لقد أقدم على خطبتها أبو بكر وعمر بن الخطّاب، وغيرهما، لكن رسول الله (ص) يعتذر عن الاستجابة لطلبهم ويقول: (لم ينزل القضاء بعد) (82) .
وفكّر عليّ في خطبة فاطمة ، فانطلق (ع) فتوضّأ ثمّ اغتسل ، ولبس كساءه ، وصلّى ركعتين ولبس نعليه ، وأقبل إلى النبيّ (ص) وكان في منزل اُمّ سلمة ، فسلّم عليه ، فردّ عليه السّلام ، وجلس عليّ بين يديه ، ينظر إلى الأرض ، فقال له النبيّ (ص) : أتيت لحاجة ؟
قال : نعم ، أتيتك خاطباً ابنتك فاطمة ، فهل أنت مزوِّجي يا رسول الله ؟
قالت اُمّ سلمة: فرأيتُ وجه رسول الله يتهلّل فرحاً وسروراً، ثمّ يبتسم في وجه عليّ .
ودخل رسول الله (ص) على فاطمة فقال لها : (إنّ عليّ بن أبي طالب مَنْ قد عرفتِ قرابته وفضله في الاسلام ، وإنِّي سألتُ ربِّي أن يزوِّجك خير خلقه ، وأحبّهم إليه ، وقد ذكر من أمرك شيئاً فما ترين ؟ ) ، فسكتت ، فخرج رسول الله (ص) وهو يقول : (الله أكبر ، سكوتها إقرارها) .
فقال (ص) : (يا عليّ ! هل معك شيء اُزوِّجك به ؟ ) .
قال: (سيفي ودرعي وناضحي (83) ـ وفي رواية ـ وفرسي) .
فقال رسول الله (ص) : (أمّا سيفك فلا غنى بك عنه ، تجاهد به في سبيل الله ، وتقاتل به أعداء الله ، وناضحك تنضح به على نخلك ، وتحمل عليه رحلك في سفرك ، وأمّا درعك فشأنك بها) .
إنطلق عليّ وباع درعه إلى عثمان بن عفان ، بأربعمائة وثمانين درهماً ، فصبّها بين يدي النبيّ (ص) (84) .
وجمع رسول الله (ص) المسلمين وأخبرهم نبأ هذه الخطبة العظيمة ثمّ قال (ص) لعليّ :
(إنّ الله قد أمرني أن اُزوِّجكَ فاطمة على أربعمائة مثقال فضّة (85) إن رضيت بذلك) .
فقال عليّ : (لقد رضيتُ بذلك يا رسول الله) .
فقال النبيّ: (جمع الله شملكما ، وأسعد جدّكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما كثيراً طيِّباً) .
قال أنس : (فوَالله لقد أخرج الله منهما الكثير الطيِّب)(86) .
لقد زوّج رسول الله (ص) فاطمة بمهر متواضع ، وأثّث بيتها بما يعادل هذا المهر ، لِتعرف الأجيال فناء المادّة وتصاغر شأنها أمام القيم والمعاني الانسانيّة الرفيعة .
تسلّم رسول الله (ص) دراهم المهر الزهيد من عليّ بن أبي طالب (ع) وأشرف بنفسه على تجهيز ابنته وإعداد بيتها المتواضِع في أثاثه ومحتواه ، العظيم في مجده ومقامه .
وأرسل (ص) إلى السوق عدّة من أصحابه لاعداد جهاز فاطمة وشراء ما يحتاجه بيتها الجديد ، الّذي شمل الفرش والأغطية البسيطة ، وعدداً من حاجيات البيت والطبخ الاساسيّة ، مع حلّة من الملبس وبعض الطِّيب (87) .
وبعد شهر ، يعلم رسول الله (ص) برغبة عليّ (ع) في أن تنتقل فاطمة إلى بيتها الجديد ، فيجيب طلبه .
ويزداد اهتمام الرسول (ص) وعنايته بفاطمة لِيعوِّضها غياب اُمّها الحنون خديجـة ، في مناسبة يكون للاُمّ فيها شأن خاص ، فيساهم هو بنفسه بزفاف فاطمة ، ويطلب من أزواجه إعـدادها وتهيئـتها ، كما تعدّ الفتيات ليلة الزواج .
ثمّ يدعو (ص) لاقامة الوليمة وإعلان الزواج ، ويولم عليّ الوليمة ، ويساهم المهاجرون والأنصار في هذه المناسبة السارّة .
لم تكن هذه المناسبة حدثاً طارئاً ، ولم يكن اهتمام الرسول (ص) بها لقرابته ورحمه من عليّ وفاطمة، بل كان اهتمام الرسول (ص) يتعلّق بامتداد فرع النبوّة وشجرة الامامة من خلال هذه الاُسرة المباركة ، إذ شاء الله أن يزوِّج خيرة النِّساء وبضعة الرسول: فاطمة ، بخيرة رجال: علي .
فعليّ (ع) هو الّذي قال رسول الله (ص) فيه : «أما ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي» (88) .
وفاطمة هي الّتي قال رسول الله (ص) لها : (أما ترضين أن تكوني سيِّدة نساء العالمين» .
بذا كانا أحبّ الناس لرسول الله (ص) وأقربهم إلى نفسه .
لقد سُئلت عائشة: أي الناس أحبّ إلى رسول الله (ص)؟ قالت: فاطمة، قيل : مِنَ الرجال؟ قالت : زوجها ، إن كان ما علمت صوّاماً قوّاماً (89) .
وهكذا شاء الله أن تمتد ذرّيِّة رسول الله (ص) عن طريق عليّ وفاطمة ، ويكون منهما الحسن والحسين (ع) ، سيِّدا شباب أهل الجنّة ، وبقيّة الذرّيِّة الطاهرة أئمّة وهداة هذه الاُمّة .
ولهذا الأمر والسرّ الخطير كان زواج فاطمة (ع) أمراً إلهيّاً؛ لم يسبق رسول الله (ص) إليه ، ولم يتصرّف حتّى نزل القضاء ، كما صرّح هو نفسه (ص) بذلك .
وصلى الله على محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين
مع تحياتي...
منقول...
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
((قصت زواج الامام علي من فاطمة عليهما السلام ))
اتمنى تعجبكم
ها هي فاطمة الشابّة النضرة ، ذات الشرف والجمال والمجد الرفيع تعيش في كنف أبيها في المدينة المنوّرة ، فتتجه إليها الأنظار ، ويحدِّث بعض الصحابة نفسه بأن يحظى بالاقتران بها ، وينال شرف الانتساب إلى أبيها .
لقد أقدم على خطبتها أبو بكر وعمر بن الخطّاب، وغيرهما، لكن رسول الله (ص) يعتذر عن الاستجابة لطلبهم ويقول: (لم ينزل القضاء بعد) (82) .
وفكّر عليّ في خطبة فاطمة ، فانطلق (ع) فتوضّأ ثمّ اغتسل ، ولبس كساءه ، وصلّى ركعتين ولبس نعليه ، وأقبل إلى النبيّ (ص) وكان في منزل اُمّ سلمة ، فسلّم عليه ، فردّ عليه السّلام ، وجلس عليّ بين يديه ، ينظر إلى الأرض ، فقال له النبيّ (ص) : أتيت لحاجة ؟
قال : نعم ، أتيتك خاطباً ابنتك فاطمة ، فهل أنت مزوِّجي يا رسول الله ؟
قالت اُمّ سلمة: فرأيتُ وجه رسول الله يتهلّل فرحاً وسروراً، ثمّ يبتسم في وجه عليّ .
ودخل رسول الله (ص) على فاطمة فقال لها : (إنّ عليّ بن أبي طالب مَنْ قد عرفتِ قرابته وفضله في الاسلام ، وإنِّي سألتُ ربِّي أن يزوِّجك خير خلقه ، وأحبّهم إليه ، وقد ذكر من أمرك شيئاً فما ترين ؟ ) ، فسكتت ، فخرج رسول الله (ص) وهو يقول : (الله أكبر ، سكوتها إقرارها) .
فقال (ص) : (يا عليّ ! هل معك شيء اُزوِّجك به ؟ ) .
قال: (سيفي ودرعي وناضحي (83) ـ وفي رواية ـ وفرسي) .
فقال رسول الله (ص) : (أمّا سيفك فلا غنى بك عنه ، تجاهد به في سبيل الله ، وتقاتل به أعداء الله ، وناضحك تنضح به على نخلك ، وتحمل عليه رحلك في سفرك ، وأمّا درعك فشأنك بها) .
إنطلق عليّ وباع درعه إلى عثمان بن عفان ، بأربعمائة وثمانين درهماً ، فصبّها بين يدي النبيّ (ص) (84) .
وجمع رسول الله (ص) المسلمين وأخبرهم نبأ هذه الخطبة العظيمة ثمّ قال (ص) لعليّ :
(إنّ الله قد أمرني أن اُزوِّجكَ فاطمة على أربعمائة مثقال فضّة (85) إن رضيت بذلك) .
فقال عليّ : (لقد رضيتُ بذلك يا رسول الله) .
فقال النبيّ: (جمع الله شملكما ، وأسعد جدّكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما كثيراً طيِّباً) .
قال أنس : (فوَالله لقد أخرج الله منهما الكثير الطيِّب)(86) .
لقد زوّج رسول الله (ص) فاطمة بمهر متواضع ، وأثّث بيتها بما يعادل هذا المهر ، لِتعرف الأجيال فناء المادّة وتصاغر شأنها أمام القيم والمعاني الانسانيّة الرفيعة .
تسلّم رسول الله (ص) دراهم المهر الزهيد من عليّ بن أبي طالب (ع) وأشرف بنفسه على تجهيز ابنته وإعداد بيتها المتواضِع في أثاثه ومحتواه ، العظيم في مجده ومقامه .
وأرسل (ص) إلى السوق عدّة من أصحابه لاعداد جهاز فاطمة وشراء ما يحتاجه بيتها الجديد ، الّذي شمل الفرش والأغطية البسيطة ، وعدداً من حاجيات البيت والطبخ الاساسيّة ، مع حلّة من الملبس وبعض الطِّيب (87) .
وبعد شهر ، يعلم رسول الله (ص) برغبة عليّ (ع) في أن تنتقل فاطمة إلى بيتها الجديد ، فيجيب طلبه .
ويزداد اهتمام الرسول (ص) وعنايته بفاطمة لِيعوِّضها غياب اُمّها الحنون خديجـة ، في مناسبة يكون للاُمّ فيها شأن خاص ، فيساهم هو بنفسه بزفاف فاطمة ، ويطلب من أزواجه إعـدادها وتهيئـتها ، كما تعدّ الفتيات ليلة الزواج .
ثمّ يدعو (ص) لاقامة الوليمة وإعلان الزواج ، ويولم عليّ الوليمة ، ويساهم المهاجرون والأنصار في هذه المناسبة السارّة .
لم تكن هذه المناسبة حدثاً طارئاً ، ولم يكن اهتمام الرسول (ص) بها لقرابته ورحمه من عليّ وفاطمة، بل كان اهتمام الرسول (ص) يتعلّق بامتداد فرع النبوّة وشجرة الامامة من خلال هذه الاُسرة المباركة ، إذ شاء الله أن يزوِّج خيرة النِّساء وبضعة الرسول: فاطمة ، بخيرة رجال: علي .
فعليّ (ع) هو الّذي قال رسول الله (ص) فيه : «أما ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي» (88) .
وفاطمة هي الّتي قال رسول الله (ص) لها : (أما ترضين أن تكوني سيِّدة نساء العالمين» .
بذا كانا أحبّ الناس لرسول الله (ص) وأقربهم إلى نفسه .
لقد سُئلت عائشة: أي الناس أحبّ إلى رسول الله (ص)؟ قالت: فاطمة، قيل : مِنَ الرجال؟ قالت : زوجها ، إن كان ما علمت صوّاماً قوّاماً (89) .
وهكذا شاء الله أن تمتد ذرّيِّة رسول الله (ص) عن طريق عليّ وفاطمة ، ويكون منهما الحسن والحسين (ع) ، سيِّدا شباب أهل الجنّة ، وبقيّة الذرّيِّة الطاهرة أئمّة وهداة هذه الاُمّة .
ولهذا الأمر والسرّ الخطير كان زواج فاطمة (ع) أمراً إلهيّاً؛ لم يسبق رسول الله (ص) إليه ، ولم يتصرّف حتّى نزل القضاء ، كما صرّح هو نفسه (ص) بذلك .
وصلى الله على محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين
مع تحياتي...
منقول...