عاشقة المرتضى
03-10-2008, 04:20 AM
صرخ في وجه النبي: عليٌّ أحب إليك من أبي و.. !
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 7 : 19 ط. دار المعرفة – بيروت:
"َأَخْرَجَ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير قَالَ : " اِسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صَوْت عَائِشَة عَالِيًا وَهِيَ تَقُول: وَاَللَّه لَقَدْ عَلِمْت أَنَّ عَلِيًّا أَحَبّ إِلَيْك مِنْ أَبِي".
انتهى بنصه من المصدر المذكور.
وتمام الرواية في مسند أحمد 4 : 275 ط. دار صادر – بيروت:
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْعِيزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا وَهِيَ تَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي وَمِنِّي، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَدَخَلَ فَأَهْوَى إِلَيْهَا، فَقَالَ: يَا بِنْتَ فُلانَةَ ! أَلا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتهى
وتعليقاً على الرواية أعلاه نقول:
إن قلتم: إن المقصود هو أنَّ علياً أحب من بعض الجهات فقط.
قلنا: فماذا في ذلك مما يوجب هذا السخط من قبل السيدة عائشة، بحيث ترفع صوتها بنحو يوجب – في نظر أبيها أبي بكر – أن يضربها تأديباً؟
ولاحظ أنَّها قالت الجملة بالصوت المرتفع (الصراخ) بصورة مكررة، مرتين أو ثلاث مرات..!
فدل ذلك أن أحبية عليٍّ عليه السلام تُلغي دعوى أحبية أبي بكر وعائشة، وهو ما يوجب تضايق عائشة، فترفع صوتها بهذا النحو في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله.
ولاحظ أيضاً أن النبي لم يقل لها: عليٌّ أحب من بعض الجهات فقط.. فدل ذلك على أن هذا التأويل غير صحيح، ولو صح، لكان النبي أولى بطرحه؛ لتهدئة غضب زوجته السيدة عائشة، وإخراج الحسد من قلبها.
إن مسألة تفضل علي والزهراء على غيرهم لا يغضب السيدة عائشة فقط بل حتى في عصرنا هذا من لو ذرت له ذلك إستعظم وراح يبحث سبل تضعيف الرويات
كمثل الرواية التاليه
المستدرك على الصحيحين للحاكم ج: 3 ص: 168
4735 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا شاذان الأسود بن عامر ثنا جعفر بن زياد الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ومن الرجال علي هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
((ووافقه الذهبي)).
وإن قلتم: فليكن علي هو الأحب، فهذا لا ينفي أن أبا بكر أفضل..!
قلنا لكم: شيخ إسلامكم ابن تيمية قال في منهاج سنته ما نصه:
"وأيضا فالنبي صلى الله عليه وسلم محبته تابعة لمحبة الله، وأبو بكر أحبهم إلى الله تعالى، فهو أحبهم إلى رسوله . وإنما كان كذلك لأنه أتقاهم وأكرمهم . وأكرم الخلق على الله تعالى أتقاهم بالكتاب و السنة".
فقد اقر ابن تيمية أن الأحب إلى رسول الله هو الأحب إلى الله، وأن الأحب إلى الله هو الأفضل من جميع جوانب العبودية.. ونحن نقول: قد اعترفت السيدة عائشة أن عليا هو الأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فيثبت لعلي جميع ما ذكره ابن تيمية لأبي بكر، فيكون علي هو الأفضل..
قلتُم: قد روي عن عائشة ما ينفي هذا القول، وذلك في سنن الترمذي، حيث جاء فيه:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَتْ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَتْ عُمَرُ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَتْ ثُمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ فَسَكَتَتْ.
أجبنا: هذه الرواية لا تصلح لمعارضة الرواية التي تعترف فيها السيدة عائشة بأن الإمام علياً أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، من أبيها ومنها؛ وذلك لأربعة أسباب:
السبب الأول: أن الأولى تتضمن تقرير النبي صلى الله عليه وآله لصحة ما نقطت به عائشة، فإنه لو كان ما دعاها إلى رفع صوتها في محضر النبي، أمراً غير صحيح، للزم تنبيهها، فلما أقرها النبي، دل ذلك على صحة ما أسست عليه سخطها وصراخها.
هذا في حين أن الرواية الثانية لا تتضمن تقرير النبي صلى الله عليه وآله، فقد قيلت في غير محضره.
السبب الثاني: أن الأولى من قبيل الإقرار والاعتراف، وهذا من قبيل الدعوى، والإقرار مقدم على الدعوى، بل الدعوى لا تقبل إلا بدليل.
السبب الثالث: أن الثانية رواها عن السيدة عائشة "عبد الله بن شقيق" ، وهو ناصبي، ومثله متهم في مثل هذه الرواية، فالأرجح أنها من وضع هذا المنافق.
السبب الرابع: أن الرواية الأولى مؤيدة برواية أخرى هي كالتالي:
المستدرك على الصحيحين (3/168) برقم (4735/333) :
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا شاذان الأسود بن عامر ، ثنا جعفر بن زياد الأحمر ، عن عبد الله بن عطاء ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، ومن الرجال علي .
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه .
وقال الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك: صحيح.
والحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 7 : 19 ط. دار المعرفة – بيروت:
"َأَخْرَجَ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير قَالَ : " اِسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صَوْت عَائِشَة عَالِيًا وَهِيَ تَقُول: وَاَللَّه لَقَدْ عَلِمْت أَنَّ عَلِيًّا أَحَبّ إِلَيْك مِنْ أَبِي".
انتهى بنصه من المصدر المذكور.
وتمام الرواية في مسند أحمد 4 : 275 ط. دار صادر – بيروت:
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْعِيزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا وَهِيَ تَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي وَمِنِّي، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَدَخَلَ فَأَهْوَى إِلَيْهَا، فَقَالَ: يَا بِنْتَ فُلانَةَ ! أَلا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتهى
وتعليقاً على الرواية أعلاه نقول:
إن قلتم: إن المقصود هو أنَّ علياً أحب من بعض الجهات فقط.
قلنا: فماذا في ذلك مما يوجب هذا السخط من قبل السيدة عائشة، بحيث ترفع صوتها بنحو يوجب – في نظر أبيها أبي بكر – أن يضربها تأديباً؟
ولاحظ أنَّها قالت الجملة بالصوت المرتفع (الصراخ) بصورة مكررة، مرتين أو ثلاث مرات..!
فدل ذلك أن أحبية عليٍّ عليه السلام تُلغي دعوى أحبية أبي بكر وعائشة، وهو ما يوجب تضايق عائشة، فترفع صوتها بهذا النحو في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله.
ولاحظ أيضاً أن النبي لم يقل لها: عليٌّ أحب من بعض الجهات فقط.. فدل ذلك على أن هذا التأويل غير صحيح، ولو صح، لكان النبي أولى بطرحه؛ لتهدئة غضب زوجته السيدة عائشة، وإخراج الحسد من قلبها.
إن مسألة تفضل علي والزهراء على غيرهم لا يغضب السيدة عائشة فقط بل حتى في عصرنا هذا من لو ذرت له ذلك إستعظم وراح يبحث سبل تضعيف الرويات
كمثل الرواية التاليه
المستدرك على الصحيحين للحاكم ج: 3 ص: 168
4735 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا شاذان الأسود بن عامر ثنا جعفر بن زياد الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ومن الرجال علي هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
((ووافقه الذهبي)).
وإن قلتم: فليكن علي هو الأحب، فهذا لا ينفي أن أبا بكر أفضل..!
قلنا لكم: شيخ إسلامكم ابن تيمية قال في منهاج سنته ما نصه:
"وأيضا فالنبي صلى الله عليه وسلم محبته تابعة لمحبة الله، وأبو بكر أحبهم إلى الله تعالى، فهو أحبهم إلى رسوله . وإنما كان كذلك لأنه أتقاهم وأكرمهم . وأكرم الخلق على الله تعالى أتقاهم بالكتاب و السنة".
فقد اقر ابن تيمية أن الأحب إلى رسول الله هو الأحب إلى الله، وأن الأحب إلى الله هو الأفضل من جميع جوانب العبودية.. ونحن نقول: قد اعترفت السيدة عائشة أن عليا هو الأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فيثبت لعلي جميع ما ذكره ابن تيمية لأبي بكر، فيكون علي هو الأفضل..
قلتُم: قد روي عن عائشة ما ينفي هذا القول، وذلك في سنن الترمذي، حيث جاء فيه:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَتْ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَتْ عُمَرُ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَتْ ثُمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ فَسَكَتَتْ.
أجبنا: هذه الرواية لا تصلح لمعارضة الرواية التي تعترف فيها السيدة عائشة بأن الإمام علياً أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، من أبيها ومنها؛ وذلك لأربعة أسباب:
السبب الأول: أن الأولى تتضمن تقرير النبي صلى الله عليه وآله لصحة ما نقطت به عائشة، فإنه لو كان ما دعاها إلى رفع صوتها في محضر النبي، أمراً غير صحيح، للزم تنبيهها، فلما أقرها النبي، دل ذلك على صحة ما أسست عليه سخطها وصراخها.
هذا في حين أن الرواية الثانية لا تتضمن تقرير النبي صلى الله عليه وآله، فقد قيلت في غير محضره.
السبب الثاني: أن الأولى من قبيل الإقرار والاعتراف، وهذا من قبيل الدعوى، والإقرار مقدم على الدعوى، بل الدعوى لا تقبل إلا بدليل.
السبب الثالث: أن الثانية رواها عن السيدة عائشة "عبد الله بن شقيق" ، وهو ناصبي، ومثله متهم في مثل هذه الرواية، فالأرجح أنها من وضع هذا المنافق.
السبب الرابع: أن الرواية الأولى مؤيدة برواية أخرى هي كالتالي:
المستدرك على الصحيحين (3/168) برقم (4735/333) :
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا شاذان الأسود بن عامر ، ثنا جعفر بن زياد الأحمر ، عن عبد الله بن عطاء ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، ومن الرجال علي .
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه .
وقال الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك: صحيح.
والحمد لله رب العالمين.