ECHO2005
17-10-2006, 07:45 AM
ماذا حل برزان الطفله
بسم الله الرحمن الرحيم
رزان
ربما قرأ بعضكم هذا الاسم في الصحف أو المنتديات أوشاهده التلفزيون
طبعاً لا أتحدث هنا عن المذيعة المشهورة بل هي رزان أخرى
طفلة من أسرة فقيرة في بلاد الثمانين ألف مليونير
قصتها باختصار أنها قتلت
سيقول بعضكم أن الموضوع ليس بغريب ... فالأطفال في عالمنا العربي التعيس
يقتلون يومياً في الحروب الظالمة أو الجوع أو الفقر أو أو .......
وهي ليست بأعز أو أفضل من غيرها
ربما يكون هذا الكلام صحيحاً ... ونسأل الله الرحمة لها ولجميع موتانا
ولكن
مأساة رزان أن من شاركوا في قتلها ليسوا من المحتلين الغاصبين .... وليسوا من الإرهابيين
بل هم ( ملائكة الرحمة ) كما يسمون
نعم ... قتلها الأطباء
فقد دخلت رزان الصغيرة إلى المستشفى في جزيرة ( فرسان ) وهي
جزيرة صغيرة في جنوب المملكة
لإجراء عملية صغيرة ولكن الأطباء نسوا في أحشائها قطعة من الشاش الطبي
سبب لها التهابات خطيرة وعندما اشتد بها المرض أراد والدها أن ينقلها إلى مستشفى أكبر وأفضل تجهيزاً
في مدينة ( جازان ) لم يستطع لعدم وجود عبارات سريعة في هذه الجزيرة التي تبعد فقط عشرين كيلومتر فقط
ولذلك اضطر الأب المسكين لنقل ابنته بمساعدة أحد جيرانه الأكثر منه فقراً بواسطة قارب صيد صغير احتاج
ما يقارب الأربع ساعات للوصول للشاطئ
وعند وصولها للمستشفى قام الأطباء باستخراج قطعة الشاش من بطنها
وهنا بدأ الفصل الثاني من مأساة رزان فقد حضر إلى المستشفى ( مدير عام الشؤون الصحية ) بمنطقة جازان
وطلب من الأب تقديم شكوى في الطبيب الذي أجرى العملية لرزان .. ولكن الأب رفض وطلب فقط نقل ابنته
إلى إحدى المستشفيات الكبرى في العاصمة ( الرياض ) لاستكمال علاجها .. وهنا تغير وجه المدير – حسب
رواية الأب – وقال إن الحالة بسيطة ولا تستدعي نقلها إلى أي مكان
هكذا وبكل بساطة خاف المدير على مظهره ومظهر إدارته دون أدنى اهتمام بمريضته الصغيرة لتقضي
رزان 14 يوماً في المستشفى ( قليل الإمكانيات ) وطوال هذه الفترة كان والدها يتوسل للجميع حتى
استطاع أن يوصل صوته لوزير الصحة الذي أمر بنقل رزان إلى أكبر مستشفيات الرياض
ليبدأ أيضا الفصل الثالث والأخير من مسلسل الإهمال
فبعد وصولها حاول الطبيب الجديد إصلاح ما أفسده من سبقوه وقام بإجراء عملية جديدة لرزان
وعند استقرار حالتها تركها الطبيب تحت رعاية إحدى الممرضات على أن تتصل به
في حالة حدوث شيء وفي الليل استيقظت رزان وهي تصرخ من الألم وطلبت والدتها
من الممرضة إحضار الطبيب ولكن وحسب تصريح الطبيب فقد أخبرته الممرضة
بأن الحالة مستقرة ولا تستدعي حضوره في الليل
ولم يحضر إلا في الصباح بعد تدهور حالتها وفوراً تم نقلها إلى غرفة العناية المركزة لتلفظ أنفاسها الأخيرة
هناك
المأساة الحقيقية في هذه القصة هي التصريح المتكرر للمسؤلين عن هذه الحادثة حيث لم يعترف أحد ممن شاركوا
فيها بأخطائهم وكل منهم يلقي بالمسؤولية على عدم كفاءة الأطباء والممرضات الوافدين ( إذن لماذا
استقدموهم ؟؟؟؟) وماذا لو كانت رزان هي ابنة أي واحد من هؤلاء المسؤولين هل كانت ستتعرض لنفس المعاملة ؟؟؟؟
انتهت قصة رزان بهدوء ... فلا عقوبات .. ولا إصلاحات ... ولا تعويضات ... ولا حتى اعتذار
وللحقيقة أردت في البداية أن أكتب عن قصة رزان باعتبارها حالة واحدة فقط ولكن فوجئت بعشرات القصص
المشابهة (بل وأسوأ بكثير ) في كل الدول العربية ودائماً نفس التبريرات ونفس الأخطاء ونفس
التفريق بين البشر في ابسط حقوقهم وهو حق العلاج
طبعاً لا أنكر أن الأطباء هم بشر في النهاية والبشر يخطئون بطبعهم وليس الحديث عن الأخطاء
ولكن أردت أن يكون الحديث عن الإهمال والاستهتار ونوعية المحاسبة التي يواجهها المخطئ
بانتظار تعليقاتكم ولي عودة بإذن الله
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
رزان
ربما قرأ بعضكم هذا الاسم في الصحف أو المنتديات أوشاهده التلفزيون
طبعاً لا أتحدث هنا عن المذيعة المشهورة بل هي رزان أخرى
طفلة من أسرة فقيرة في بلاد الثمانين ألف مليونير
قصتها باختصار أنها قتلت
سيقول بعضكم أن الموضوع ليس بغريب ... فالأطفال في عالمنا العربي التعيس
يقتلون يومياً في الحروب الظالمة أو الجوع أو الفقر أو أو .......
وهي ليست بأعز أو أفضل من غيرها
ربما يكون هذا الكلام صحيحاً ... ونسأل الله الرحمة لها ولجميع موتانا
ولكن
مأساة رزان أن من شاركوا في قتلها ليسوا من المحتلين الغاصبين .... وليسوا من الإرهابيين
بل هم ( ملائكة الرحمة ) كما يسمون
نعم ... قتلها الأطباء
فقد دخلت رزان الصغيرة إلى المستشفى في جزيرة ( فرسان ) وهي
جزيرة صغيرة في جنوب المملكة
لإجراء عملية صغيرة ولكن الأطباء نسوا في أحشائها قطعة من الشاش الطبي
سبب لها التهابات خطيرة وعندما اشتد بها المرض أراد والدها أن ينقلها إلى مستشفى أكبر وأفضل تجهيزاً
في مدينة ( جازان ) لم يستطع لعدم وجود عبارات سريعة في هذه الجزيرة التي تبعد فقط عشرين كيلومتر فقط
ولذلك اضطر الأب المسكين لنقل ابنته بمساعدة أحد جيرانه الأكثر منه فقراً بواسطة قارب صيد صغير احتاج
ما يقارب الأربع ساعات للوصول للشاطئ
وعند وصولها للمستشفى قام الأطباء باستخراج قطعة الشاش من بطنها
وهنا بدأ الفصل الثاني من مأساة رزان فقد حضر إلى المستشفى ( مدير عام الشؤون الصحية ) بمنطقة جازان
وطلب من الأب تقديم شكوى في الطبيب الذي أجرى العملية لرزان .. ولكن الأب رفض وطلب فقط نقل ابنته
إلى إحدى المستشفيات الكبرى في العاصمة ( الرياض ) لاستكمال علاجها .. وهنا تغير وجه المدير – حسب
رواية الأب – وقال إن الحالة بسيطة ولا تستدعي نقلها إلى أي مكان
هكذا وبكل بساطة خاف المدير على مظهره ومظهر إدارته دون أدنى اهتمام بمريضته الصغيرة لتقضي
رزان 14 يوماً في المستشفى ( قليل الإمكانيات ) وطوال هذه الفترة كان والدها يتوسل للجميع حتى
استطاع أن يوصل صوته لوزير الصحة الذي أمر بنقل رزان إلى أكبر مستشفيات الرياض
ليبدأ أيضا الفصل الثالث والأخير من مسلسل الإهمال
فبعد وصولها حاول الطبيب الجديد إصلاح ما أفسده من سبقوه وقام بإجراء عملية جديدة لرزان
وعند استقرار حالتها تركها الطبيب تحت رعاية إحدى الممرضات على أن تتصل به
في حالة حدوث شيء وفي الليل استيقظت رزان وهي تصرخ من الألم وطلبت والدتها
من الممرضة إحضار الطبيب ولكن وحسب تصريح الطبيب فقد أخبرته الممرضة
بأن الحالة مستقرة ولا تستدعي حضوره في الليل
ولم يحضر إلا في الصباح بعد تدهور حالتها وفوراً تم نقلها إلى غرفة العناية المركزة لتلفظ أنفاسها الأخيرة
هناك
المأساة الحقيقية في هذه القصة هي التصريح المتكرر للمسؤلين عن هذه الحادثة حيث لم يعترف أحد ممن شاركوا
فيها بأخطائهم وكل منهم يلقي بالمسؤولية على عدم كفاءة الأطباء والممرضات الوافدين ( إذن لماذا
استقدموهم ؟؟؟؟) وماذا لو كانت رزان هي ابنة أي واحد من هؤلاء المسؤولين هل كانت ستتعرض لنفس المعاملة ؟؟؟؟
انتهت قصة رزان بهدوء ... فلا عقوبات .. ولا إصلاحات ... ولا تعويضات ... ولا حتى اعتذار
وللحقيقة أردت في البداية أن أكتب عن قصة رزان باعتبارها حالة واحدة فقط ولكن فوجئت بعشرات القصص
المشابهة (بل وأسوأ بكثير ) في كل الدول العربية ودائماً نفس التبريرات ونفس الأخطاء ونفس
التفريق بين البشر في ابسط حقوقهم وهو حق العلاج
طبعاً لا أنكر أن الأطباء هم بشر في النهاية والبشر يخطئون بطبعهم وليس الحديث عن الأخطاء
ولكن أردت أن يكون الحديث عن الإهمال والاستهتار ونوعية المحاسبة التي يواجهها المخطئ
بانتظار تعليقاتكم ولي عودة بإذن الله
منقول