الجندي
04-10-2008, 08:25 AM
[CODE][
((عموم العترة ام الخصوص)):
ومن الشبهات الّتي يوردها السلفية على هذا الحديث العظيم الشأن أنّ المراد بـ ((عترتي)) في حديث الثقلين عموم أقارب النبي (ص واله) لا خصوص أمير المؤمنين والزهراء والأئمّة من ذريتهما ([1] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn1)).
والحال: أنّ هذه الدعوى مردودة لغةً وشرعاً.
أمّا اللغة, قال الجوهري في الصحاح: ((عترة الرجل: نسله ورهطه الأدنون))([2] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn2)).
وقال ابن الأثير في النهاية بعد ذكره لحديث الثقلين: ((عترة الرجل: أخص أقاربه))([3] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn3)).
وعن الفراهيدي في كتاب العين قال: ((وعترة الرجل: أصله. وعترة الرجل أقرباؤه من ولده وولد ولده وبني عمه دنيا))([4] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn4)).
وقال ابن منظور في لسان العرب بعد أن روى حديث الثقلين ونقل كلام ابن الأثير المتقدم: ((وقال ابن الأعرابي: العترة ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه قال: فعترة النبيّ ولد فاطمة البتول))([5] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn5)).
وقال الفيروزآبادي في القاموس: ((العِترة بالكسر... نسل الرجل ورهطه وعشيرته الأدنون ممّن مضى وغبر))([6] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn6)).
وقال الزبيدي في التاج: ((... وانّ عترة رسول الله ولد فاطمة هذا قول ابن سيده, وقال أبو عبيد وغيره: عترة الرجل واُسرته وفصيلته: رهطه الأدنون, وقال ابن الأثير: عترة الرجل أخص أقاربه, وقال ابن الأعرابي عترة الرجل ولده وذريته وعقبه من صلبه, قال: فعترة النبيّ ولد فاطمة البتول))([7] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn7)).
وأمّا شرعاً, فقد بيّن النبيّ الأعظم (ص واله) في أحاديث متضافرة متواترة مراده بعترته أنّهم أهل بيته, وبيّن مراده بأهل بيته أنّهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين (ع السلام) ([8] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn8)).
وهذا المعنى ممّا اعترف به علماء أهل السنّة وأقرّوا به في كتبهم. قال المناوي الشافعي في فيض القدير: ((وعترتي أهل بيتي تفصيل بعد إجمال بدلاً أو بياناً وهم أصحاب الكساء الّذين أذهب ا لله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا))([9] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn9)).
وقال الشيخ عبد الحقّ الدهلوي في أشعة اللمعات: ((قوله: والعترة رهط الرجل وأقرباؤه وعشيرته الأدنون, وفسّره بقوله: (وأهل بيتي), للإشارة إلى أنّ مراده هنا من العترة أخص عشيرته وأقاربه وهم أولاد الجد القريب أي أولاده وذريته))([10] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn10)).
وقال الحكيم الترمذي في نوادر الاُصول: ((قوله: لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض, وقوله: ما ان أخذتم به لن تضلوا. واقع على الأئمّة منهم السادة, لا على غيرهم))([11] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn11)).
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة: ((ثمّ أحق من يتمسك به منهم إمامهم وعالمهم عليّ بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) لما قدمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته, ومن ثمّ قال أبو بكر: عليّ عترة رسول الله, أي: الّذين حث على التمسك بهم فخصّه لما قلناه, لذلك خصّه بما مرّ يوم غدير خم))([12] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn12)).
وقال القاري في المرقاة عند شرحه لحديث الثقلين ما نصه: ((وأقول: الأظهر هو أن أهل البيت غالباً يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله, فالمراد بهم أهل العلم فهم المطّلعون على سيرته, الواقفون على طريقته, العارفون بحكمه وحكمته, وبهذا يصلح أن يكونوا مقابلاً لكتاب الله سبحانه كما قال: ]وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ, ويؤيّده ما أخرجه أحمد في المناقب عن حميد بن عبد الله بن زيد أن النبيّ ذكر عنده قضاء قضى به عليّ بن أبي طالب فأعجبه وقال: الحمد لله الّذي جعل فينا الحكمة أهل البيت. وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب اليقين عن محمّد بن مسعر اليربوعي قال: قال عليّ للحسن: كم بين الإيمان واليقين؟ قال: أربع أصابع, قال: بيّن, قال: اليقين ما رأته عينك والإيمان ما سمعته اذنك وصدقت به, قال: أشهد أنّك ممّن أنت منه ذرية بعضها من بعض. وقارف الزهري [ذنباً- ظ] فهام على وجهه, فقال له زين العابدين: قنوطك من رحمة الله الّتي وسعت كلّ شيء أعظم عليك من ذنبك, فقال الزهري: ألله أعلم حيث يجعل رسالته, فرجع إلى أهله))([13] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn13)).
وأمّا ما فسّره زيد بن أرقم - كما في الرواية الواردة في صحيح مسلم – بأنّ أهل بيته هو خصوص من حرم الصدقة بعده, وهم آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس([14] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn14)). نقول هذا التفسير من زيد لا يعدو أن يكون رأياً رآه, وهو ليس بحجة لأنّه لم يصدر من النبيّ (ص واله) بل الصادر عنه هو ما تظافر نقله في تنصيصه على أنّ المراد بأهل بيته هم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين دون غيرهم (عليهم السلام )([15] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn15)) .
قال الحافظ الكنجي الشافعي في ((كفاية الطالب)) بعد ذكره لحديث الثقلين وتفسير زيد المتقدم: ((قلت: إنّ تفسير زيد ((أهل البيت)) غير مرضي, لأنّه قال أهل البيت من حرم الصدقة بعده, يعني بعد النبيّ, وحرمان الصدقة يعم زمان حياة الرسول وبعده وهم لا ينحصرون في المذكورين, فإنّ بني المطلب يشاركونهم في الحرمان, ولأنّ آل الرجل غيره على الصحيح, فعلى قول زيد يخرج أمير المؤمنينu عن أن يكون من أهل البيت, بل الصحيح: أن أهل البيت عليّ وفاطمة والحسنان(عليهما السلام), كما رواه مسلم بإسناده عن عائشة ان رسول الله خرج ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود, فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ثمّ جاء الحسين فأدخله معه, ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها, ثمّ جاء عليّ فأدخله ثمّ قال: ]إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.
وهذا دليل على أن" أهل البيت(عليهم السلام) هم الّذين ناداهم الله بقوله: ((أهل البيت)) وأدخلهم الرسول (رسول الله)(صلى الله عليه واله) في المرط.
وأيضاً روى مسلم باسناده أنّه لمّا نزلت آية المباهلة دعا رسول الله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: ((اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي))([16] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn16)).
وأيضاً, الرأي الآخر القائل بإدخال زوجاته في مفهوم ((أهل بيته)) من معنى ((العترة)) في حديث الثقلين([17] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn17)), فهو أيضاً ممّا لا يمكن المساعدة عليه لغة وشرعاً, وقد تقدم البيان اللغوي لمعنى كلمة ((العترة)) ولم نجد من أهل اللغة أحداً ينص على دخول الأزواج في معناها.
وقد تقدم أيضاً التفسير الشرعي لهذه الكلمة من الحضرة النبوية المقدسة ذاتها, وأنّه أراد بها أهل بيته الكرام, وقد زادها بياناً حين نصّ على مراده من أهل بيته بأعيانهم.
قال الآلوسي في تفسيره: ((وأخبار إدخاله عليّاً وفاطمة وابنيهما (رضي الله تعالى عنهم), تحت الكساء, وقوله عليه الصلاة والسلام: ((اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي)) ودعائه لهم, وعدم إدخال اُمّ سلمة أكثر من أن تحصى, وهي مخصصة لعموم أهل البيت بأيّ معنى كان. فالمراد بهم مَن شملهم الكساء, ولا يدخل فيهم أزواجه
[/URL] ([1]) كما في مختصر التحفة الاثني عشرية: 174.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref1) ([2]) الصحاح 2: 735.
([3]) النهاية في غريب الحديث 3: 177.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref3) ([4]) كتاب العين 2: 66.
([5]) لسان العرب 4: 538.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref5) ([6]) القاموس المحيط 2: 84.
([7]) تاج العروس 3: 380.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref7) ([8]) اُنظر صحيح مسلم 7: 121. مسند أحمد 1: 185 و4: 107. فتح الباري 7: 104. سنن الترمذي 4: 294 و5: 302. المستدرك على الصحيحين 2: 451, فيما صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
([9]) فيض القدير في شرح الجامع الصغير 3: 19.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref9) ([10]) أشعة اللمعات 4: 681.
([11]) نوادر الاُصول 1: 259.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref11) ([12]) الصواعق المحرقة 2: 442 و443.
([13]) المرقاة في شرح المشكاة 9: 3975.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref13) ([14]) اُنظر: صحيح مسلم 7: 123.
([15]) تقدمت الإشارة إلى بعض مصادره ونضيف: المعجم الكبير 3: 55, وفي مواضع اُخرى مختلفة منه. السنن الكبرى للنسائي 5: 113. مسند أبي يعلى 12: 451 و13: 470. مصنف ابن أبي شيبة 7: 501. كتاب السنّة: 589. نصب الراية 1: 71. تفسير الطبري 22: 10. أسباب النزول للواحدي: 239. تفسير ابن كثير 3: 491. الدر المنثور للسيوطي 5: 197, وغيرهم.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref15) ([16]) كفاية الطالب: 54.
[URL="http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref17"] ([17]) فيما نقله المباركفوري في تحفة الأحوذي 10: 196 عن التوربشتي الّذي قال: ((أنّه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه)) انتهى.
/CODE]
((عموم العترة ام الخصوص)):
ومن الشبهات الّتي يوردها السلفية على هذا الحديث العظيم الشأن أنّ المراد بـ ((عترتي)) في حديث الثقلين عموم أقارب النبي (ص واله) لا خصوص أمير المؤمنين والزهراء والأئمّة من ذريتهما ([1] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn1)).
والحال: أنّ هذه الدعوى مردودة لغةً وشرعاً.
أمّا اللغة, قال الجوهري في الصحاح: ((عترة الرجل: نسله ورهطه الأدنون))([2] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn2)).
وقال ابن الأثير في النهاية بعد ذكره لحديث الثقلين: ((عترة الرجل: أخص أقاربه))([3] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn3)).
وعن الفراهيدي في كتاب العين قال: ((وعترة الرجل: أصله. وعترة الرجل أقرباؤه من ولده وولد ولده وبني عمه دنيا))([4] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn4)).
وقال ابن منظور في لسان العرب بعد أن روى حديث الثقلين ونقل كلام ابن الأثير المتقدم: ((وقال ابن الأعرابي: العترة ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه قال: فعترة النبيّ ولد فاطمة البتول))([5] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn5)).
وقال الفيروزآبادي في القاموس: ((العِترة بالكسر... نسل الرجل ورهطه وعشيرته الأدنون ممّن مضى وغبر))([6] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn6)).
وقال الزبيدي في التاج: ((... وانّ عترة رسول الله ولد فاطمة هذا قول ابن سيده, وقال أبو عبيد وغيره: عترة الرجل واُسرته وفصيلته: رهطه الأدنون, وقال ابن الأثير: عترة الرجل أخص أقاربه, وقال ابن الأعرابي عترة الرجل ولده وذريته وعقبه من صلبه, قال: فعترة النبيّ ولد فاطمة البتول))([7] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn7)).
وأمّا شرعاً, فقد بيّن النبيّ الأعظم (ص واله) في أحاديث متضافرة متواترة مراده بعترته أنّهم أهل بيته, وبيّن مراده بأهل بيته أنّهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين (ع السلام) ([8] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn8)).
وهذا المعنى ممّا اعترف به علماء أهل السنّة وأقرّوا به في كتبهم. قال المناوي الشافعي في فيض القدير: ((وعترتي أهل بيتي تفصيل بعد إجمال بدلاً أو بياناً وهم أصحاب الكساء الّذين أذهب ا لله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا))([9] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn9)).
وقال الشيخ عبد الحقّ الدهلوي في أشعة اللمعات: ((قوله: والعترة رهط الرجل وأقرباؤه وعشيرته الأدنون, وفسّره بقوله: (وأهل بيتي), للإشارة إلى أنّ مراده هنا من العترة أخص عشيرته وأقاربه وهم أولاد الجد القريب أي أولاده وذريته))([10] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn10)).
وقال الحكيم الترمذي في نوادر الاُصول: ((قوله: لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض, وقوله: ما ان أخذتم به لن تضلوا. واقع على الأئمّة منهم السادة, لا على غيرهم))([11] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn11)).
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة: ((ثمّ أحق من يتمسك به منهم إمامهم وعالمهم عليّ بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) لما قدمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته, ومن ثمّ قال أبو بكر: عليّ عترة رسول الله, أي: الّذين حث على التمسك بهم فخصّه لما قلناه, لذلك خصّه بما مرّ يوم غدير خم))([12] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn12)).
وقال القاري في المرقاة عند شرحه لحديث الثقلين ما نصه: ((وأقول: الأظهر هو أن أهل البيت غالباً يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله, فالمراد بهم أهل العلم فهم المطّلعون على سيرته, الواقفون على طريقته, العارفون بحكمه وحكمته, وبهذا يصلح أن يكونوا مقابلاً لكتاب الله سبحانه كما قال: ]وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ, ويؤيّده ما أخرجه أحمد في المناقب عن حميد بن عبد الله بن زيد أن النبيّ ذكر عنده قضاء قضى به عليّ بن أبي طالب فأعجبه وقال: الحمد لله الّذي جعل فينا الحكمة أهل البيت. وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب اليقين عن محمّد بن مسعر اليربوعي قال: قال عليّ للحسن: كم بين الإيمان واليقين؟ قال: أربع أصابع, قال: بيّن, قال: اليقين ما رأته عينك والإيمان ما سمعته اذنك وصدقت به, قال: أشهد أنّك ممّن أنت منه ذرية بعضها من بعض. وقارف الزهري [ذنباً- ظ] فهام على وجهه, فقال له زين العابدين: قنوطك من رحمة الله الّتي وسعت كلّ شيء أعظم عليك من ذنبك, فقال الزهري: ألله أعلم حيث يجعل رسالته, فرجع إلى أهله))([13] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn13)).
وأمّا ما فسّره زيد بن أرقم - كما في الرواية الواردة في صحيح مسلم – بأنّ أهل بيته هو خصوص من حرم الصدقة بعده, وهم آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس([14] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn14)). نقول هذا التفسير من زيد لا يعدو أن يكون رأياً رآه, وهو ليس بحجة لأنّه لم يصدر من النبيّ (ص واله) بل الصادر عنه هو ما تظافر نقله في تنصيصه على أنّ المراد بأهل بيته هم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين دون غيرهم (عليهم السلام )([15] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn15)) .
قال الحافظ الكنجي الشافعي في ((كفاية الطالب)) بعد ذكره لحديث الثقلين وتفسير زيد المتقدم: ((قلت: إنّ تفسير زيد ((أهل البيت)) غير مرضي, لأنّه قال أهل البيت من حرم الصدقة بعده, يعني بعد النبيّ, وحرمان الصدقة يعم زمان حياة الرسول وبعده وهم لا ينحصرون في المذكورين, فإنّ بني المطلب يشاركونهم في الحرمان, ولأنّ آل الرجل غيره على الصحيح, فعلى قول زيد يخرج أمير المؤمنينu عن أن يكون من أهل البيت, بل الصحيح: أن أهل البيت عليّ وفاطمة والحسنان(عليهما السلام), كما رواه مسلم بإسناده عن عائشة ان رسول الله خرج ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود, فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ثمّ جاء الحسين فأدخله معه, ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها, ثمّ جاء عليّ فأدخله ثمّ قال: ]إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.
وهذا دليل على أن" أهل البيت(عليهم السلام) هم الّذين ناداهم الله بقوله: ((أهل البيت)) وأدخلهم الرسول (رسول الله)(صلى الله عليه واله) في المرط.
وأيضاً روى مسلم باسناده أنّه لمّا نزلت آية المباهلة دعا رسول الله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: ((اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي))([16] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn16)).
وأيضاً, الرأي الآخر القائل بإدخال زوجاته في مفهوم ((أهل بيته)) من معنى ((العترة)) في حديث الثقلين([17] (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn17)), فهو أيضاً ممّا لا يمكن المساعدة عليه لغة وشرعاً, وقد تقدم البيان اللغوي لمعنى كلمة ((العترة)) ولم نجد من أهل اللغة أحداً ينص على دخول الأزواج في معناها.
وقد تقدم أيضاً التفسير الشرعي لهذه الكلمة من الحضرة النبوية المقدسة ذاتها, وأنّه أراد بها أهل بيته الكرام, وقد زادها بياناً حين نصّ على مراده من أهل بيته بأعيانهم.
قال الآلوسي في تفسيره: ((وأخبار إدخاله عليّاً وفاطمة وابنيهما (رضي الله تعالى عنهم), تحت الكساء, وقوله عليه الصلاة والسلام: ((اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي)) ودعائه لهم, وعدم إدخال اُمّ سلمة أكثر من أن تحصى, وهي مخصصة لعموم أهل البيت بأيّ معنى كان. فالمراد بهم مَن شملهم الكساء, ولا يدخل فيهم أزواجه
[/URL] ([1]) كما في مختصر التحفة الاثني عشرية: 174.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref1) ([2]) الصحاح 2: 735.
([3]) النهاية في غريب الحديث 3: 177.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref3) ([4]) كتاب العين 2: 66.
([5]) لسان العرب 4: 538.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref5) ([6]) القاموس المحيط 2: 84.
([7]) تاج العروس 3: 380.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref7) ([8]) اُنظر صحيح مسلم 7: 121. مسند أحمد 1: 185 و4: 107. فتح الباري 7: 104. سنن الترمذي 4: 294 و5: 302. المستدرك على الصحيحين 2: 451, فيما صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
([9]) فيض القدير في شرح الجامع الصغير 3: 19.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref9) ([10]) أشعة اللمعات 4: 681.
([11]) نوادر الاُصول 1: 259.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref11) ([12]) الصواعق المحرقة 2: 442 و443.
([13]) المرقاة في شرح المشكاة 9: 3975.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref13) ([14]) اُنظر: صحيح مسلم 7: 123.
([15]) تقدمت الإشارة إلى بعض مصادره ونضيف: المعجم الكبير 3: 55, وفي مواضع اُخرى مختلفة منه. السنن الكبرى للنسائي 5: 113. مسند أبي يعلى 12: 451 و13: 470. مصنف ابن أبي شيبة 7: 501. كتاب السنّة: 589. نصب الراية 1: 71. تفسير الطبري 22: 10. أسباب النزول للواحدي: 239. تفسير ابن كثير 3: 491. الدر المنثور للسيوطي 5: 197, وغيرهم.
(http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref15) ([16]) كفاية الطالب: 54.
[URL="http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref17"] ([17]) فيما نقله المباركفوري في تحفة الأحوذي 10: 196 عن التوربشتي الّذي قال: ((أنّه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه)) انتهى.
/CODE]