تراب البقيع...
08-10-2008, 04:01 AM
السبب في كثرة إختيار اللون الأخضر في المجالس التي يعقدها الشيعة في مختلف المناسبات الاسلامية يعود إلى أمور عدةَّ نُشير الى أهمها :
1 _ اللون الأخضر هو اللون المُميز في الجنة ، و منه تكون ثياب أهل الجنة و ملابسهم ، و قد أشار القرآن الكريم الى هذا الأمر في عدد من الآيات القرآنية :
قال الله عز و جل : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [1] .
و قال عز من قائل : ﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ﴾ [2] .
و قال جل جلاله : ﴿ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴾ [3] .
2 _ يُستفاد من أحاديث كثيرة أن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) و الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) كانوا يستخدمون اللون الأخضر ،
فقد أعطى النبي ( صلى الله عليه و آله ) علياً ( عليه السلام ) في ليلة المبيت رداءه الأخضر الذي كان يرتديه لكي يستخدمه في تلك الليلة المباركة ، و كثيراً ما يتردد في الأحاديث أن الأئمة ( عليهم السلام ) كانوا يلبسون الأخضر .
3 _ إن الغالب في مشاهدات المؤمنين للرسول ( صلى الله عليه و آله ) و المعصومين ( عليهم السلام ) في الرؤيا هو أنهم شوهدوا بثياب خضراء ، و عمائم خضراء .
4 _ يظهر من الأحاديث أن لواء الحمد لونه أخضر ، و تؤكد الأحاديث المتواترة أن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) يُعطي لواء الحمد هذا في يوم القيامة الى الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ليحمله ، فيحمله علي ( عليه السلام ) و عليه ثياب خضر .
فقد رَوَى الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَأْمُرُ اللَّهُ جَبْرَئِيلَ فَيَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ مَعَهُ لِوَاءُ الْحَمْدِ الْأَخْضَرُ ، فَيَرْكُزُ اللِّوَاءَ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَة ... " [4] .
وَ رَوَى إبن عباس عن النبي محمد ( صلى الله عليه و آله ) أنهُ قال في حديث طويل يَعُدَّ فيه رُكبان يوم القيامة : " ... وَ أَخِي عَلِيٌّ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ ، زِمَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ ، عَلَيْهَا مَحْمِلٌ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ ، قُضْبَانُهُ مِنَ الدُّرِّ الْأَبْيَضِ ، عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ ، عَلَيْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ ، بِيَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ ، وَ هُوَ يُنَادِي : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، فَيَقُولُ الْخَلَائِقُ مَا هَذَا إِلَّا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ لَيْسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا حَامِلُ عَرْشٍ ، هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَصِيُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ ، وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ " [5] .
5 _ إن اللون الأخضر هو رمز للسلالة الطاهرة ( عليهم السلام ) ، و هو اللون الذي يرمز الى الاسلام ، و هو اللون المُحبَّب في الطبيعة ، و قد إكتشف العلماء بعض خواص هذا اللون .
كل هذه الأمور و غيرها من الأمور ، تكفي لأن يكون اللون الأخضر هو اللون المميَّز لدى المؤمنين الشيعة و يكون له نوع من القدسية و الإحترام .
________________________________________
[1] القران الكريم : سورة الكهف ( 18 ) ، الآية : 30 و 31 ، الصفحة : 297 .
[2] القران الكريم : سورة الرحمن ( 55 ) ، الآية : 76 ، الصفحة : 534 .
[3] القران الكريم : سورة الإنسان ( 76 ) ، الآية : 21 ، الصفحة : 579 .
[4] مستدرك وسائل الشيعة : 7 / 458 ، للشيخ المحدث النوري ، المولود سنة : 1254 هجرية ، و المتوفى سنة : 1320 هجرية ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1408 هجرية ، قم / إيران .
[5] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 7 / 235 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود
1 _ اللون الأخضر هو اللون المُميز في الجنة ، و منه تكون ثياب أهل الجنة و ملابسهم ، و قد أشار القرآن الكريم الى هذا الأمر في عدد من الآيات القرآنية :
قال الله عز و جل : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [1] .
و قال عز من قائل : ﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ﴾ [2] .
و قال جل جلاله : ﴿ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴾ [3] .
2 _ يُستفاد من أحاديث كثيرة أن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) و الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) كانوا يستخدمون اللون الأخضر ،
فقد أعطى النبي ( صلى الله عليه و آله ) علياً ( عليه السلام ) في ليلة المبيت رداءه الأخضر الذي كان يرتديه لكي يستخدمه في تلك الليلة المباركة ، و كثيراً ما يتردد في الأحاديث أن الأئمة ( عليهم السلام ) كانوا يلبسون الأخضر .
3 _ إن الغالب في مشاهدات المؤمنين للرسول ( صلى الله عليه و آله ) و المعصومين ( عليهم السلام ) في الرؤيا هو أنهم شوهدوا بثياب خضراء ، و عمائم خضراء .
4 _ يظهر من الأحاديث أن لواء الحمد لونه أخضر ، و تؤكد الأحاديث المتواترة أن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) يُعطي لواء الحمد هذا في يوم القيامة الى الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ليحمله ، فيحمله علي ( عليه السلام ) و عليه ثياب خضر .
فقد رَوَى الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَأْمُرُ اللَّهُ جَبْرَئِيلَ فَيَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ مَعَهُ لِوَاءُ الْحَمْدِ الْأَخْضَرُ ، فَيَرْكُزُ اللِّوَاءَ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَة ... " [4] .
وَ رَوَى إبن عباس عن النبي محمد ( صلى الله عليه و آله ) أنهُ قال في حديث طويل يَعُدَّ فيه رُكبان يوم القيامة : " ... وَ أَخِي عَلِيٌّ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ ، زِمَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ ، عَلَيْهَا مَحْمِلٌ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ ، قُضْبَانُهُ مِنَ الدُّرِّ الْأَبْيَضِ ، عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ ، عَلَيْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ ، بِيَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ ، وَ هُوَ يُنَادِي : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، فَيَقُولُ الْخَلَائِقُ مَا هَذَا إِلَّا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ لَيْسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا حَامِلُ عَرْشٍ ، هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَصِيُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ ، وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ " [5] .
5 _ إن اللون الأخضر هو رمز للسلالة الطاهرة ( عليهم السلام ) ، و هو اللون الذي يرمز الى الاسلام ، و هو اللون المُحبَّب في الطبيعة ، و قد إكتشف العلماء بعض خواص هذا اللون .
كل هذه الأمور و غيرها من الأمور ، تكفي لأن يكون اللون الأخضر هو اللون المميَّز لدى المؤمنين الشيعة و يكون له نوع من القدسية و الإحترام .
________________________________________
[1] القران الكريم : سورة الكهف ( 18 ) ، الآية : 30 و 31 ، الصفحة : 297 .
[2] القران الكريم : سورة الرحمن ( 55 ) ، الآية : 76 ، الصفحة : 534 .
[3] القران الكريم : سورة الإنسان ( 76 ) ، الآية : 21 ، الصفحة : 579 .
[4] مستدرك وسائل الشيعة : 7 / 458 ، للشيخ المحدث النوري ، المولود سنة : 1254 هجرية ، و المتوفى سنة : 1320 هجرية ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1408 هجرية ، قم / إيران .
[5] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 7 / 235 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود