عاشق الزهراء
11-10-2008, 09:27 AM
رسالة من متشيّع إلى الشيخ القرضاوي 1-2 فيصل الدويسان - جريدة الدار الكويتية
http://www.alommah-kw.com/candidates/17420081624فيصل%20الدويسان.jpg
بحثت عن الحق بنفسي دون وكالة من أحد فآمنت بالتشيع وقررت أن أكون اثني عشريا دون ضغط من أحد بعد رحلة بحث، فكان أن وجدت في التشيّع الفوز لا «الخسارة» وما شيّعني إلا هجوم بعض العلماء والتكفيريين.
لم أكن راغبا في الرد على رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله وأبقاه سندا وهدى للأمة إن شاء الله، غير أن جملة قالها أثناء حديثه في برنامج «القاهرة اليوم» على قناة «أوربت» يوم الخميس الماضي أوجعت قلبي ومسّت كرامتي لأنها صدرت ممن نقيم له وزنا ونحشد له احتراما في قلوبنا لاسيّما من عالمٍ جليلٍ يمثل الوسطية، لقد آلمني الشيخ الجليل بقوله: «إن السني الذي يتحول إلى المذهب الشيعي إنسان خاسر لأنه انتقل من المذهب الذي يمثل الإسلام الصحيح». شيخنا الأكرم هذه رسالة مني، من سني تحوّل إلى المذهب الشيعي، لا يشعر أنه خاسر بل أيقن بالفوز، فقد كنت من قبل أُكفِّر الشيعة بسبب التصريحات النارية لبعض علماء السنة التي تطل برأسها بين الفينة والأخرى، وقد سلّمت وقتها دفّة عقلي لعلماء متعصبين وآخرين مفترين وتركتهم يفكرون ويقررون نيابة عني وما كان علي سوى الطاعة العمياء وكلما واجهتنا حقائق وأدلّة إخواننا الشيعة كانوا يعيدون على دورة الاسطوانة المكررة: فرس مجوس.. زنادقة.. كفرة.. مشركون.. مبتدعة.. إلى آخر هذه الكلمات ودون بحث علمي مجرد، إلى أن بحثت عن الحق بنفسي دون وكالة من أحد فآمنت بالتشيع وقررت أن أكون اثني عشريا دون ضغط من أحد بعد رحلة بحث، فكان أن وجدت في التشيّع الفوز لا «الخسارة»
وما شيّعني إلا هجوم بعض العلماء والتكفيريين. يا شيخي.. هل أصدقك أم أصدق رسول الله صلى الله عليه وآله، أليس الشيعة لغة هم: الصحب والأتباع، فقد قال الشهرستاني في كتابه الملل والنحل الجزء الأول صفحة 146: «الشيعة هم الّذين شايعوا عليّا (رضي الله عنه) على الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصّا ووصيّة، إمّا جليا وإمّا خفيا، واعتقدوا أنّ الإمامة لا تخرج من أولاده» وقال ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: 196: «اعلم أنّ الشيعة لغة: الصحب والأتباع، ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلّمين من الخلف والسلف على أتباع عليّ وبنيه، رضي الله عنهم».
فهل تلومني وقد أقسم أفضل الخلق رسول الله محمد صلى الله عليه وآله بأنهم هم الفائزون فقد روى ابـن عساكـر فـي: تاريـخ دمشـق 42 / 333، والخـوارزمـي الحـنفي فـي المناقب: 111، والحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل 2 / 467، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 245 و313 و314، والمناوي الشافعي في كنوز الحقائق: 83، والسيوطي الشافعي في الدرّ المنثور 6 / 379، وسبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص: 54، والشوكاني في فتح القدير 5 / 477: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عن عليّ (عليه السلام): «والّذي نفسي بيده! إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة». شيخنا المحترم.. أتمنى من أمثالكم من العلماء الأجلاّء الممثلين للوسطية أن يبحثوا ما الذي يجذب إخواننا المسلمين السنة للتشيع بحثا علميا وواقعيا بدلا من إقحام إيران في المسألة، لأنه من غير المصلحة أن يتم التعامل مع الخلاف السني الشيعي بتصريحات إعلامية تؤدي إلى مزيد من الانقسام والتعصّب بين عموم المسلمين بما لا يخدم الوسطية التي تدّعو لها. شيخنا الفاضل.. إن الشيعي لا يريد من السني أن يصبح شيعيا، فالاختلاف سنة إلهية إلى أن يظهر الذي على يديه تهدأ الفتن، غاية ما هنالك أن الأخوّة في الدين رابط مقدس {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أمة وَاحِدَة وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء:92) فالشيعة يريدون التآخي مع السنة ومع غيرهم من الفرق الإسلامية، وينشدون تعاونهم لخدمة الإسلام. يا شيخي الفاضل قلتم كذلك إنه ليس لديكم اعتراض على المد الشيعي، ولكن اعتراضكم على المد الشيعي في دول لا يوجد فيها «شخص واحد شيعي»
شيخَنا اجعلني بمنزلة ابنك عبدالرحمن وأفهمني كيف تطلب ألا يُنشر المذهب الشيعي في عدة دول كمصر وتونس والسعودية واعتبرتها سنيّة خالصة لأنه لا يوجد فيها «شخص واحد شيعي»، والشيعة في المملكة العربية السعودية الشقيقة هم من صميم نسيجها الاجتماعي إذ تبلغ نسبتهم 10 في المئة، حسب التقرير السنوي الأول الصادر سنة 1993 من مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية.. فشيعة المملكة يتركزون في المنطقة الشرقية والمدينة المنورة وحائل وفي المناطق الجنوبية، ألا تظن ذلك من التهافت يا شيخنا؟ ألا تجد أن مصر الفاطمية التي شيّدت الجامع الأزهر كقلعة للإسماعيلية قد انتقلت إلى التسنن بسبب قرار سياسي لزعيم الدولة الأيوبية وليس بسبب الدعوة السنية، فهل كان على صلاح الدين أن ينشر التسنن في مكان آخر غير مصر انطلاقا من نفس المبدأ الذي تنادي به لأن معظم أهلها اسماعيليون. يا شيخ يوسف، أرجوك دع الشيعة في حال سبيلهم، فمن أراد أن يتسنن منهم فعليه بألف عافية ومن أراد أن يتشيع من السنة فعليه بألف عافية أيضا، وللحديث تتمة.
http://www.alommah-kw.com/candidates/17420081624فيصل%20الدويسان.jpg
بحثت عن الحق بنفسي دون وكالة من أحد فآمنت بالتشيع وقررت أن أكون اثني عشريا دون ضغط من أحد بعد رحلة بحث، فكان أن وجدت في التشيّع الفوز لا «الخسارة» وما شيّعني إلا هجوم بعض العلماء والتكفيريين.
لم أكن راغبا في الرد على رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله وأبقاه سندا وهدى للأمة إن شاء الله، غير أن جملة قالها أثناء حديثه في برنامج «القاهرة اليوم» على قناة «أوربت» يوم الخميس الماضي أوجعت قلبي ومسّت كرامتي لأنها صدرت ممن نقيم له وزنا ونحشد له احتراما في قلوبنا لاسيّما من عالمٍ جليلٍ يمثل الوسطية، لقد آلمني الشيخ الجليل بقوله: «إن السني الذي يتحول إلى المذهب الشيعي إنسان خاسر لأنه انتقل من المذهب الذي يمثل الإسلام الصحيح». شيخنا الأكرم هذه رسالة مني، من سني تحوّل إلى المذهب الشيعي، لا يشعر أنه خاسر بل أيقن بالفوز، فقد كنت من قبل أُكفِّر الشيعة بسبب التصريحات النارية لبعض علماء السنة التي تطل برأسها بين الفينة والأخرى، وقد سلّمت وقتها دفّة عقلي لعلماء متعصبين وآخرين مفترين وتركتهم يفكرون ويقررون نيابة عني وما كان علي سوى الطاعة العمياء وكلما واجهتنا حقائق وأدلّة إخواننا الشيعة كانوا يعيدون على دورة الاسطوانة المكررة: فرس مجوس.. زنادقة.. كفرة.. مشركون.. مبتدعة.. إلى آخر هذه الكلمات ودون بحث علمي مجرد، إلى أن بحثت عن الحق بنفسي دون وكالة من أحد فآمنت بالتشيع وقررت أن أكون اثني عشريا دون ضغط من أحد بعد رحلة بحث، فكان أن وجدت في التشيّع الفوز لا «الخسارة»
وما شيّعني إلا هجوم بعض العلماء والتكفيريين. يا شيخي.. هل أصدقك أم أصدق رسول الله صلى الله عليه وآله، أليس الشيعة لغة هم: الصحب والأتباع، فقد قال الشهرستاني في كتابه الملل والنحل الجزء الأول صفحة 146: «الشيعة هم الّذين شايعوا عليّا (رضي الله عنه) على الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصّا ووصيّة، إمّا جليا وإمّا خفيا، واعتقدوا أنّ الإمامة لا تخرج من أولاده» وقال ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: 196: «اعلم أنّ الشيعة لغة: الصحب والأتباع، ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلّمين من الخلف والسلف على أتباع عليّ وبنيه، رضي الله عنهم».
فهل تلومني وقد أقسم أفضل الخلق رسول الله محمد صلى الله عليه وآله بأنهم هم الفائزون فقد روى ابـن عساكـر فـي: تاريـخ دمشـق 42 / 333، والخـوارزمـي الحـنفي فـي المناقب: 111، والحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل 2 / 467، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 245 و313 و314، والمناوي الشافعي في كنوز الحقائق: 83، والسيوطي الشافعي في الدرّ المنثور 6 / 379، وسبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص: 54، والشوكاني في فتح القدير 5 / 477: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عن عليّ (عليه السلام): «والّذي نفسي بيده! إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة». شيخنا المحترم.. أتمنى من أمثالكم من العلماء الأجلاّء الممثلين للوسطية أن يبحثوا ما الذي يجذب إخواننا المسلمين السنة للتشيع بحثا علميا وواقعيا بدلا من إقحام إيران في المسألة، لأنه من غير المصلحة أن يتم التعامل مع الخلاف السني الشيعي بتصريحات إعلامية تؤدي إلى مزيد من الانقسام والتعصّب بين عموم المسلمين بما لا يخدم الوسطية التي تدّعو لها. شيخنا الفاضل.. إن الشيعي لا يريد من السني أن يصبح شيعيا، فالاختلاف سنة إلهية إلى أن يظهر الذي على يديه تهدأ الفتن، غاية ما هنالك أن الأخوّة في الدين رابط مقدس {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أمة وَاحِدَة وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء:92) فالشيعة يريدون التآخي مع السنة ومع غيرهم من الفرق الإسلامية، وينشدون تعاونهم لخدمة الإسلام. يا شيخي الفاضل قلتم كذلك إنه ليس لديكم اعتراض على المد الشيعي، ولكن اعتراضكم على المد الشيعي في دول لا يوجد فيها «شخص واحد شيعي»
شيخَنا اجعلني بمنزلة ابنك عبدالرحمن وأفهمني كيف تطلب ألا يُنشر المذهب الشيعي في عدة دول كمصر وتونس والسعودية واعتبرتها سنيّة خالصة لأنه لا يوجد فيها «شخص واحد شيعي»، والشيعة في المملكة العربية السعودية الشقيقة هم من صميم نسيجها الاجتماعي إذ تبلغ نسبتهم 10 في المئة، حسب التقرير السنوي الأول الصادر سنة 1993 من مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية.. فشيعة المملكة يتركزون في المنطقة الشرقية والمدينة المنورة وحائل وفي المناطق الجنوبية، ألا تظن ذلك من التهافت يا شيخنا؟ ألا تجد أن مصر الفاطمية التي شيّدت الجامع الأزهر كقلعة للإسماعيلية قد انتقلت إلى التسنن بسبب قرار سياسي لزعيم الدولة الأيوبية وليس بسبب الدعوة السنية، فهل كان على صلاح الدين أن ينشر التسنن في مكان آخر غير مصر انطلاقا من نفس المبدأ الذي تنادي به لأن معظم أهلها اسماعيليون. يا شيخ يوسف، أرجوك دع الشيعة في حال سبيلهم، فمن أراد أن يتسنن منهم فعليه بألف عافية ومن أراد أن يتشيع من السنة فعليه بألف عافية أيضا، وللحديث تتمة.