المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسباب معاداة التشيع والافتراء عليه


سهم الاخيار
12-10-2008, 11:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا بد ونحن بصدد تشخيص هذه المشكله ان نتساءل كما يتساءل غيرنا عن اسباب وسر هذا الموقف. للاجابه على ذلك سالخص ما عن لى من اسباب، آمل ان تكون كافيه الى حد ما لتعليل ذلك.
فاقول:
1 - منذ ولد التشيع فى عصر الرسول(ص) وعرف به جماعه كانوا يسمون آنذاك بشيعه على(ع) مثل سلمان وابو ذر والمقدادبن الاسود وعماربن ياسر وغير هولاء، ولد محاصرا لان ولادته كانت تقييم لعلى‏بن ابى طالب، ونتيجه تمييز له عن غيره، وذلك للنصوص والمواقف من الرسول(ص) ازاء على(ع)، ولما جسده على(ع) من انجازات فى خدمه الاسلام
والمسلمين.

اما النصوص، فمن الايات عدد يتراوح بين السبعين الى الثلاثمائه آيه من القرآن الكريم، كما ذهب لذلك عبد اللّه بن عباس وجماعه آخرون. تناولت هذه الايات جوانب مما يتصل بعلى(ع) بمفرده مره، ومع غيره مره اخرى، وقد تكفلت كتب اسباب النزول بحصر ذلك، ومن الاحاديث النبويه مئات نص عليها المعنيون بالسنه النبويه الشريفه. اما مواقف على ففى كتب السير منها كميه تشد اليه القلوب والافكار. كل ذلك استدعى ان يلتف حوله جماعه من الصحابه
وفضلوه على غيره، ووقف منهم الاخرون موقفا سلبيا واعتبروهم فرقه معارضه حينما صار الحكم بجانب الفئات الاخرى، وجندوا ضدهم كل ما تجنده الفئات الحاكمه ضد المعارضه عاده.
2 - ولما كانت ديون على بن ابى طالب(ع) ثقيله من ناحيه الدماء القرشيه ابتداء من السرايا وانتهاءا بالحروب الكبيره، والتى كان عددها اعنى السرايا والحروب ثلاثه وثمانين، كان نصيب على(ع) منها الاوفر، ففى واقعه بدر فقط كان نصف القتلى بسيف على(ع) وفى واقعه احد كان عدد من قتل على يديه ثمانيه عشر بالاضافه الى البيوتات العربيه التى وترها على(ع) بسيفه، وهى وان كانت حروب اسلاميه مع جهات كافره اى لم تحدث بسبب وتر خاص او هدف قبلى، وانما هى صراع بين كفر واسلام يقوم به مقاتلون من المسلمين مقابل مقاتلين من الكافرين، ولكن تلك الدماء لم تعصب بالاسلام كجهه معنويه بل اسندت المسووليه عنها الى الرسول(ص) وبيته الخاص، وحمل مسوولياتها الكامله على‏بن ابى طالب(ع)، وامتدت هذه المسووليه لتشمل من التف حوله، فتعرض من اجل ذلك شيعه على(ع) الى انتقام يلبس وجوها شتى ابتداء من الدم المسفوك والحق المسلوب والكرامه المهدوره، وانتهاء بسيول من التهم والافتراءات عليهم.
واقل تلك التهم كان لاخراجهم عن حظيره الاسلام، ثم كل ذلك بيد الحكام القرشيين الذين امتد حكمهم مددا طويله، وقل انها عمليه اسقاط على الشيعه جاءتهم من الموتورين.
3 - فى خلال ذلك تبلورت نظريه الشيعه فى الحكم، ومن هو احق به، واتضح الطابع السياسى من هذه الناحيه فشكل صراعا فكريا فى الميدان، نشطت له اقلام الطرفين، وحشدت امكانات الفريقين الفكريه لتكون تيارين متصارعين، احدهما يدافع (تيار الشيعه) وآخر يهاجم (تيار الحاكمين) والقاعده المحكومه التى هى فى الغالب على دين ملوكها وهى الطرف الاقوى، بل لا نسبه بين الوسائل عند الطرفين، وكان من جمله تلك الوسائل الاقلام التى جندت ووقفت بضراوه لشن حرب لا هواده فيها، انعدمت فيها امانه التاريخ، واختفت مسووليه الكلمه، بل وغاب الحرف الكريم، وابدل كل ذلك بسباب لا يقبله النهج المسلم، ولا القلم الشريف، ووصل الامر الى درجه من الاسفاف ياسى لها كل مسلم غيور.
وكان حصيله ذلك ان تراكم خزين كبير من الافتراءات على الشيعه، وامتد منذ الايام الاولى حتى الان، بل ربما كان الان اكثر عنفا وضراوه بسبب شريانين دافقين من المال والحقد، يمدان الاقلام ويرفدان النار بالوقود حتى لا تنطفى‏ء، واللّه وحده هو المسوول ان يتولى المسلمين برحمته فينجيهم من هذه النار.
4 - حصلت قناعه تامه فى الساحه الاسلاميه بان الحكم تكرس عند فريق السنه وساعد على هذا التكريس عوامل جغرافيه وعرقيه وعقيديه فى تفصيل طويل لا نريد الالمام به هنا، وانما مجرد اشاره لذلك، ومن الواضح ان يستقطب الحكم كل الطاقات الا النادر، وهذا ما حصل بالفعل، حيث استاثر انصار الحكم بالساحه وابعد عنها الشيعه بمختلف الوسائل، وادت القناعه بتكريس الحكم عند السنه، الى معاداه الشيعه من قبل (الانتهازيين).
5 - عرف عن الفكر والفقه الشيعى تمسكه الحرفى بالنصوص وعدم اخضاعه النص لاعتبارات اخرى كتقييده بالمصلحه، وكاخضاعه لراى المذهب اذا اصطدم براى المذهب، ومودى ذلك ان لا مجال لمن يمد عينيه الى (حصيله) او ان يقفز على مفاد النصوص الى هدف من هذه الاهداف، فى حين اتسع مدلول النص فى الطرف الثانى ليفتح آفاقا امام الطموحات التى تريد لها منفذا لتلج منه لمصلحتها ولو على حساب الدين.
فانكفاء الناس عن الفكر الشيعى لهذا السبب، بالاضافه لاسباب اخرى، ثم تطور الابتعاد عنه الى مهاجمه له تحت ستار الجمود وعدم مسايره روح النص، وهو زعم من ورائه المصلحه، وان غط‏ى بثوب آخر.
واجتمع من وراء هذا التيار رصيد كبير كون تراثا ليس من السهل الخروج عنه، وعمل انصار هذا التراث على مهاجمه ما
يعارضه حتى ولو الافتئات على الحقائق.
هذه مجرد امثله ونماذج لعوامل متعدده ادت الى هذه الحصيله الضخمه من الافتراءات على الشيعه، وكان لا بد مع ما ذكرناه من ان يتضاءل نشاط الشيعه الفكرى والاجتماعى بفعل الضربات المتلاحقه على مختلف الاصعده.
فوسائل الاعلام بيد غيرهم من صحافه وكتاب ومذياع مسموع او منظور، ومناهج التعليم هى الاخرى كذلك هجوم على الفكر الشيعى واشاده بالمقابل له، وفرص الحياه مفتوحه امام حمله الفكر السنى ومغلقه امام حمله الفكر الشيعى، بل حتى مع المتعاطفين معهم. اللهم الا نشاط فردى ضئيل هنا وهناك يشكل جهد المقل، ولولا عنايه اللّه تعالى بفكر آل محمد، لذهبت حتى هذه البقيه الباقيه.
6 - ولو قدر للقارى‏ء ان لا يعتبر ما ذكرناه من الاسباب مبررا او معللا لهذا الهجوم المتواصل على الشيعه عبر القرون فلا يبقى الا عامل واحد يتلخص بان محاصره التشيع منذ ايامه الاولى من قبل الحكام، كانت دوافعه سياسيه، تستهدف اقصاءهم باقصاء ائمتهم عن الحكم، وكان لا بد من خلق مبررات كما اشرنا سابقا، ومن اهم تلك المبررات هى المبررات العقائديه، ومع طول الزمن نشا جيل تغذيه وسائل الاعلام والتربيه بغض الشيعه (لانحرافهم عن الدين)، واخذ هذا الجيل يشكل رافدا يتوالد وتتوارثه الاجيال، وهى معتقده بصحه ما ينسب الى الشيعه من انحراف، فيحملها دينها وحرصها على اسلامها ان تقف موقفا سلبيا من الشيعه، خصوصا مع وجود اقلام تواصل الحمله وتمد النار بالوقود تمشيا مع التيار السائد، وحرصا على مصالحها ومكانتها التى ربما تتعرض الى الضياع لو قالت كلمه الحق، وصححت المسار، وربما تعرضت للاخطار لو اقدمت على انصاف الشيعه، وليس موقف اهل الشام من النسائى ببعيد عن الاذهان، عندما سالوه عن المقارنه بين على ومعاويه، فقال:
وهل يصل معاويه الى ان يكون راسا براس مع على، فضلا عن ان يفضل عليه، فوطوه ورضوه حتى مات.

ولكن مع ذلك تبقى امانه التاريخ ومسووليه الكلمه وقول كلمه الحق كلها داعيه لحمله الفكر واهل الدين ان يصدعوا بالحق، ويضعوا النقاط على الحروف، ويدفعهم الشعور بمصلحه الامه الاسلاميه، ورفع شانها، ووحده كلمتها، الى ان يستسهلوا الصعب ويشتروا وجه اللّه تعالى والدار الاخره، والمكاسب الناتجه من وحده المسلمين لو تحققت، فذلك امل يداعب كل نفس خلت من اوضار العصبيه، واخلصت للّه تعالى، وهو وان يكن امرا عسير المنال، فان كل مكسب لا يحصل بدون تخط‏ى العقبات، وخوض الصعاب، لا سيما ان الحقائق ظهرت بفضل انتشار وسائل الاعلام، وتوفر مصادر المعرفه عن الفكر الشيعى، واختلاط المسلمين بعضهم ببعض. ان كل ذلك كان لتبديد الظلام والتعرف على الواقع، افلا يكفى مرور اربعه عشر قرنا على دعوى وجود قرآن خاص للشيعه للعثور على نسخه منه، واذا تعذر الحصول على نسخه واحده منه فها هى مصادر احكام الشيعه، وكتب فقه الشيعه ميسره ويمكن التعرف على مداركها فهى واضحه، ذلك لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.
اذ خلاصه هذا الوجه الاخير، هو ان معاداه الشيعه والافتراء عليهم هى حركه ناتجه عن قوه الاستمرار فى حركه من ارادوا ابعادهم عن الساحه.