دلال
14-10-2008, 01:06 PM
تنبيه الغافلين وتذكرة العارفين (شرح المولى فتح الله الكاشانيّ)
المولى فتح الله الكاشانيّ:
الفاضل الكريم، والعالم الجليل، والفقيه المتكلّم، والمفسّر النّابه المولى فتح الله بن المولى شكر الله الكاشانيّ أحد العلماء في عصر الشّاه طهماسب الصّفويّ، ومن تلاميذ المفسّر المشهور «عليّ بن حسن الزواري»، الّذي روى عن الشّيخ عليّ الكَرَكيّ بواسطته. وليس بأيدينا معلومات عن تاريخ ولادته، بَيْد أنّ وفاته كانت في كشمير سنة (998هـ) (1). ونُظم في تاريخ وفاته شعر رائع بالفارسيّة، وتعريبه:
مفتي الدّين المتين، كاشف القرآن المبين
الواقف على سرّ القدر، العالم بأسرار القضاء
الهادي في وادي التّفسير، الّذي كان متوقّد الذهن
كان يكشف أسرار اليقين في حلّ ما أغضل من الكلام
الملائكيّ الذّات، السّامي الدّرجة، فتح الإسلام
الّذي بقوّته عَلَت راية الإسلام
قدوة الفقهاء الّذي كان بمصباح دروسه دليلاً
للجميع نحو سبيل الحقّ
عرج قلبه المحبّ للانطلاق من هذا المكان الضيّق
إلى حيث يرتقي الشّاهين بخفّة
ولا ملاذ للفقهاء إلاّ هذه القدوة
من أجل ذلك أرّخوا وفاة «ملاذ الفقهاء» 998هـ (2).
* * *
مصنّفات المولى فتح الله الكاشيّ:
للمولى فتح الله مصنّفات حسَنةٌ، بخاصّة في التّفسير الّذي كانت له فيه يد طُولى وفيما يأتي مصنّفاته:
1 ـ تفسير «منهج الصّادقين في إلزام المخالفين»، وهو تفسير
كبير مشهور، بلغ على ما قال مئةً وسبعين ألف سطر أو قرابة مئة وثمانين ألف خطّ تفسيريّ. أنجزه في خمسة أجزاء، وذكر فيه أدلّة الطّوائف المختلفة من القرآن الكريم، واستعرض فيه نقاطاً أدبيّة مفيدة.
2 ـ تفسير «خلاصة المنهج»، وهو خلاصة للتّفسير المذكور، في ثلاثة أجزاء.
3 ـ تفسير «زبدة التّفاسير» باللغة العربيّة، وهو تفسير كبير باهر أيضاً، يبلغ ثمانين ألف سطر، ويقع في جزءين. صنّفه صاحبه سنة (977هـ) بعد التّفسيرين الفارسيّين المارّ ذكرهما، كما نصّ على ذلك في أوّله. أورد فيه أخبار أهل البيت عليهم السّلام وأحاديثهم في ذيل الآيات. وفي ضوء ما نقل صاحب كتاب «رياض العلماء» فإنّه أخذ معظمه من تفسير «الكشّاف»، وتفسير «القاضي»، وتفسير «مجمع البيان»، و «جوامع الجامع» للطبرسيّ (3).
4 ـ ترجمة فارسيّة للقرآن الكريم، تُلحظ في حاشية بعض المصاحف المتداولة في إيران.
5 ـ ترجمة كتاب «الاحتجاج» للشّيخ الطّبرسيّ باللغة الفارسيّة، وعنوانه «كشف الاحتجاج»، صنّفه للشّاه طهماسب.
6 ـ شرح نهج البلاغة باللغة الفارسيّة، وعنوانه «تنبيه الغافلين وتذكرة العارفين».
* * *
أُسلوب المولى فتح الله في شرحه للنّهج:
يبدأ الشّارح بنقل جملة أو جزء من نصوص النّهج، ثمّ ينقلها إلى الفارسيّة بدقّة، بعد ذلك يوضح بقدر الضّرورة ما كان لازماً توضيحه. وتوضيحاته ذات طابع أدبيّ غالباً، وقد تتّخذ طابعاً تاريخيّاً أو روائيّاً أحياناً. ولابدّ أن نضيف إلى ذلك أنّ المؤلّف ـ كما أشار في مقدّمته أيضاً ـ أخذ معظم التّوضيحات المذكورة وشرحه من شرح ابن ميثم البحرانيّ، إمّا عن طريقه أو عن طريق شارحين آخرين. والحقّ هو أن نعدّ شرحه تلخيصاً وترجمةً لشرح ابن ميثم، إذ إنّ كثيراً منه مأخوذ من الشّرح المذكور.
* * *
مواصفات شرح المولى فتح الله الكاشانيّ:
1 ـ هو باللغة الفارسيّة، ويمكن أن يفيد منه جميع النّاطقين بها.
2 ـ ترجمة عبارات النّهج دقيقة وواضحة تماماً، إذ نجد في مقابل كلّ كلمة أو جملة قصيرة من النصّ ترجمتها. فهو كثير الفائدة لمن أراد ان يتعرّف على المعاني الحرفيّة الدقيقة لكلمات نهج البلاغة وعباراته، ومثل هذه الترجمة والشّرح ملحوظ أيضاً في تفسيره «منهج الصّادقين».
3 ـ شرحه وترجمته وتوضيحاته ذات طابع أدبيّ غالباً، وقد يعرض فيها مباحث تاريخيّة وروائيّة دقيقة أحياناً. وهذا يدلّ على تضلّعه في هذه المجالات.
4 ـ حاول المؤلّف كشف ما أعضل، وتبيان ما أشكل، مع تفسيره أيضاً، كما نقل ما يناسب المقام من الحكايات.
5 ـ كان الشّارح المترجم أحد العلماء الكبار في العالم الإسلاميّ، وكان ذا نظر حصيف في العلوم الإسلاميّة، من هنا تمتاز ترجمته وشرحه بشأنٍ خاصّ، وقيمة فائقة.
المولى فتح الله الكاشانيّ:
الفاضل الكريم، والعالم الجليل، والفقيه المتكلّم، والمفسّر النّابه المولى فتح الله بن المولى شكر الله الكاشانيّ أحد العلماء في عصر الشّاه طهماسب الصّفويّ، ومن تلاميذ المفسّر المشهور «عليّ بن حسن الزواري»، الّذي روى عن الشّيخ عليّ الكَرَكيّ بواسطته. وليس بأيدينا معلومات عن تاريخ ولادته، بَيْد أنّ وفاته كانت في كشمير سنة (998هـ) (1). ونُظم في تاريخ وفاته شعر رائع بالفارسيّة، وتعريبه:
مفتي الدّين المتين، كاشف القرآن المبين
الواقف على سرّ القدر، العالم بأسرار القضاء
الهادي في وادي التّفسير، الّذي كان متوقّد الذهن
كان يكشف أسرار اليقين في حلّ ما أغضل من الكلام
الملائكيّ الذّات، السّامي الدّرجة، فتح الإسلام
الّذي بقوّته عَلَت راية الإسلام
قدوة الفقهاء الّذي كان بمصباح دروسه دليلاً
للجميع نحو سبيل الحقّ
عرج قلبه المحبّ للانطلاق من هذا المكان الضيّق
إلى حيث يرتقي الشّاهين بخفّة
ولا ملاذ للفقهاء إلاّ هذه القدوة
من أجل ذلك أرّخوا وفاة «ملاذ الفقهاء» 998هـ (2).
* * *
مصنّفات المولى فتح الله الكاشيّ:
للمولى فتح الله مصنّفات حسَنةٌ، بخاصّة في التّفسير الّذي كانت له فيه يد طُولى وفيما يأتي مصنّفاته:
1 ـ تفسير «منهج الصّادقين في إلزام المخالفين»، وهو تفسير
كبير مشهور، بلغ على ما قال مئةً وسبعين ألف سطر أو قرابة مئة وثمانين ألف خطّ تفسيريّ. أنجزه في خمسة أجزاء، وذكر فيه أدلّة الطّوائف المختلفة من القرآن الكريم، واستعرض فيه نقاطاً أدبيّة مفيدة.
2 ـ تفسير «خلاصة المنهج»، وهو خلاصة للتّفسير المذكور، في ثلاثة أجزاء.
3 ـ تفسير «زبدة التّفاسير» باللغة العربيّة، وهو تفسير كبير باهر أيضاً، يبلغ ثمانين ألف سطر، ويقع في جزءين. صنّفه صاحبه سنة (977هـ) بعد التّفسيرين الفارسيّين المارّ ذكرهما، كما نصّ على ذلك في أوّله. أورد فيه أخبار أهل البيت عليهم السّلام وأحاديثهم في ذيل الآيات. وفي ضوء ما نقل صاحب كتاب «رياض العلماء» فإنّه أخذ معظمه من تفسير «الكشّاف»، وتفسير «القاضي»، وتفسير «مجمع البيان»، و «جوامع الجامع» للطبرسيّ (3).
4 ـ ترجمة فارسيّة للقرآن الكريم، تُلحظ في حاشية بعض المصاحف المتداولة في إيران.
5 ـ ترجمة كتاب «الاحتجاج» للشّيخ الطّبرسيّ باللغة الفارسيّة، وعنوانه «كشف الاحتجاج»، صنّفه للشّاه طهماسب.
6 ـ شرح نهج البلاغة باللغة الفارسيّة، وعنوانه «تنبيه الغافلين وتذكرة العارفين».
* * *
أُسلوب المولى فتح الله في شرحه للنّهج:
يبدأ الشّارح بنقل جملة أو جزء من نصوص النّهج، ثمّ ينقلها إلى الفارسيّة بدقّة، بعد ذلك يوضح بقدر الضّرورة ما كان لازماً توضيحه. وتوضيحاته ذات طابع أدبيّ غالباً، وقد تتّخذ طابعاً تاريخيّاً أو روائيّاً أحياناً. ولابدّ أن نضيف إلى ذلك أنّ المؤلّف ـ كما أشار في مقدّمته أيضاً ـ أخذ معظم التّوضيحات المذكورة وشرحه من شرح ابن ميثم البحرانيّ، إمّا عن طريقه أو عن طريق شارحين آخرين. والحقّ هو أن نعدّ شرحه تلخيصاً وترجمةً لشرح ابن ميثم، إذ إنّ كثيراً منه مأخوذ من الشّرح المذكور.
* * *
مواصفات شرح المولى فتح الله الكاشانيّ:
1 ـ هو باللغة الفارسيّة، ويمكن أن يفيد منه جميع النّاطقين بها.
2 ـ ترجمة عبارات النّهج دقيقة وواضحة تماماً، إذ نجد في مقابل كلّ كلمة أو جملة قصيرة من النصّ ترجمتها. فهو كثير الفائدة لمن أراد ان يتعرّف على المعاني الحرفيّة الدقيقة لكلمات نهج البلاغة وعباراته، ومثل هذه الترجمة والشّرح ملحوظ أيضاً في تفسيره «منهج الصّادقين».
3 ـ شرحه وترجمته وتوضيحاته ذات طابع أدبيّ غالباً، وقد يعرض فيها مباحث تاريخيّة وروائيّة دقيقة أحياناً. وهذا يدلّ على تضلّعه في هذه المجالات.
4 ـ حاول المؤلّف كشف ما أعضل، وتبيان ما أشكل، مع تفسيره أيضاً، كما نقل ما يناسب المقام من الحكايات.
5 ـ كان الشّارح المترجم أحد العلماء الكبار في العالم الإسلاميّ، وكان ذا نظر حصيف في العلوم الإسلاميّة، من هنا تمتاز ترجمته وشرحه بشأنٍ خاصّ، وقيمة فائقة.