المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : { العصمة }


ملكة جمال الكون
18-10-2008, 12:03 AM
السلام عليكم

نحن نعرف أن الله إختص الأئمه الأطهار " بالعصمة "

أي أنهم معصمون عن الخطأ ، لكني سمعت في إحدى المحاظرات أن عصمة الأئمه بإرادتهم ( إختيارية ) حتى يكونوا مثل يقتدى بهم للوصول للكمال .

أرجوا إفادتي حول هذا الموضوع ... من حيث

* ماهي العصمة ؟

* من هم أهل العصمة ؟
* وما معنى العصمة الصغرى / الكبرى من أدلة وأحاديث

وكل مايتعلق حول هذا الموضوع

النجف الاشرف
18-10-2008, 02:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
ماهي العصمة ؟
العصمة في اللغه العربية معناها (عَصَمَ، يعصم من باب ضَرَبَ: حَفَظَ ووقى,فالعصمة في كلام العرب: معناها المنع,والعاصم: المانع الحامي)
هذه معاني العصمة في القوامسيس اللغه العربية
والعصمة في الاصلاح معناها (عرّف الشيخ المفيد العصمة في الاصطلاح الشرعي بأنّها: (لطفٌ يفعلُهُ اللهُ تعالى بالمكلّف، بحيث تمنع منه وقوع المعصية، وترك الطاعة، مع قدرته عليهما)
ومِنْ هنا قالوا بانّهُ: (ليس معنى العصمة انّ الله يجبُرهُ على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافاً، يترك معها المعصية، باختياره، مع قدرته عليها)(1) .

ولذا قال الشيخ المفيد قدس سره: (العصمة من الله لحججه هي التوفيق، واللّطف، والاعتصام من الحجج بهما عن الذنوب والغلط في دين الله).

والعصمة: تفضّل من الله تعالى على من علم انّه يتمسك بعصمته، والاعتصام فعل المعتصم.

وليست العصمة مانعةً من القدرة على القبيح، ولا مضطرة للمعصوم إلى الحسن، ولا مُلجئةً له إليه؛ بل هي الشيء الذي يعلم الله تعالى إنّه اذا فَعَلهُ بعبدٍ من عبيده، لم يُؤثِر معه معصيةً له.

وليس كلُّ الخلق يُعْلَمُ هذا من حاله، بل المعلوم منهم ذلك هم الصّفوة والاخيار، قال الله تعالى: (إنّ الّذين سبقتْ لهم منّا الحسنى)، وقال: (ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين)، وقال: (وإنَّهم عندنا لَمِنَ المصطفين الاَخيار)

و «اعلم إنّ العصمة هي: اللّطف الذي يفعله الله تعالى فيختار العبد عنده الامتناع من فعل القبيح، فيقال على هذا انّ الله عصمه بأن فَعَلَ له ما اختار عنده العدول عن القبيح)
من هم أهل العصمة ؟
اهل العصمة هم الانبياء والرسل و أهل البيت عليهم السلام ومن ضمنهم بضعة الرسول فاطمة الزهراء عليها السلام والملائكة
وقال العلاّمة المجلسي صاحب البحار قدس سره:

(اعتقادنا في الاَنبياء والرسل والاَئمة، والملائكة عليهم السلام أنهم معصومون، مطهّرون من كلِّ دنس، وانّهم لايذنبون ذنباً صغيراً ولا كبيراً، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم، واعتقادنا فيهم انّهم موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل أمورهم الى أواخرها، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا جهل)

وما معنى العصمة الصغرى / الكبرى من أدلة وأحاديث
اما عن أدلة العصمة الكبرى :-
الادلة من القران الكريم
ـ قال تعالى: (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)

(دلّت الآية ـ كما قال القرطبي ـ على انّ الله عزَّ وجلَّ لا يُخلي الدنيا في وقت من الاوقات من داع يدعو إلى الحق)

وقال الجبائي: (هذه الآية تدلُّ على أنّه لا يخلو زمان ألبتّة عمّن يقوم بالحق، ويعمل به، ويهدي إليه، وانّهم لا يجتمعون في شيء من الازمنة على الباطل...)

فعليه يمكن ان يقال بأنّ هذه الاُمّة آخر الاُمم، وانّه لابدّ ان يبقى منها من يقوم بأوامر الله، حتى يأتي أمر الله. وقال السيد الطباطبائي في «ميزانه»: (تدل على انّ النوع الانساني يتضمن طائفة قليلة أو كثيرة مهتدية حقيقة، إذ الكلام في الاهتداء والضلال الحقيقيين المستندين إلى صنع الله ومن يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون، والاهتداء الحقيقي لا يكون الا عن هداية حقيقية، وهي التي لله سبحانه، وقد تقدم في قوله تعالى: (فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلّنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين) ، وغيره. ان الهداية الحقيقية الالهية لا تتخلف عن مقتضاها بوجه، وتوجب العصمة من الضلال، كما ان الترديد الواقع في قوله تعالى: (أفمن يهدي إلى الحق أحقُّ ان يُتَّبع أمّن لا يهدّي إلاّ أن يُهدى)(2) . يدل على انّ من يهدي إلى الحقّ يجب ان لا يكون مهتدياً بغيره إلاّ بالله.

وعلى هذا فإسناد الهداية إلى هذه الاُمّة لا يخلو عن الدلالة على مصونيتهم من الضلال، واعتصامهم بالله من الزيغ إمّا بكون جميع هؤلاء المشار إليهم بقوله: (اُمّة يهدون بالحق) متصفين بهذه العصمة والصيانة كالانبياء والاوصياء، وإما تكون بعض هذه الاُمّة كذلك، وتوصيف الكل بوصف البعض نظير قوله تعالى: (ولقد آتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ) وقوله تعالى: (وجعلكم ملوكاً)، وقوله: (لتكونوا شهداء على الناس) (1) وانّما المتصف بهذه المزايا بعضهم دون الجميع)(2) .

وبناءً على كلِّ ما تقدّم نستخلص وجود من يهدي إلى الحقّ ولايجتمع مع الباطل أصلاً في جميع الازمنة، ولا يمكن بناءً على هذا ان يظهر المصداق لهذه الآية المباركة إلاّ على ما نقول به من وجود الاِمام المعصوم في كلِّ وقت.

فالذي يهدي بالحق وبه يعدل لابدّ ان يكون معصوماً كما تقدم، إمّا اشارة إلى امة معصومة بالذات، أو إلى الاُمّة المرحومة جميعاً بالاضافة إلى وجود المعصوم فيها في كلِّ وقت.

2 ـ (والنجم إذا هوى * ما ضلَّ صاحبكم وما غوى)

فالضلال منفي عنه، والغواية منفية عنه. ومن معاني الضلال التي أشار إليها القرآن الكريم: النسيان، قال تعالى: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممّن ترضون من الشهداء ان تضلَّ إحداهما فتذكّر إحداهما الاُخرى). (يريد لئلاّ تنسى إحداهما فسمّى النسيان ضلالاً، وذلك معروف في اللغة)
وقال تعالى: (وعصى آدمُ ربَّهُ فغوى) . فسمى سبحانه المعصية هنا غواية. والغواية تأتي في اللغة بمعنى الخيبة، وهنا اطلقت لخيبة آدم من ثواب كان مقدّراً له.

قال الشاعر:

ومن يلق خيراً يحمد الناس أمرهُ ومن يغو لا يُـعدم على الـغي
فحينئذ لو أدركنا انّ من معاني الضلال النسيان وان من معاني الغواية المعصية والخيبة نرى أنَّ الباري عزَّ وجلّ قد نفى النسيان والمعصية والخيبة عن نبيه الكريم باطلاق قوله سبحانه: (والنجم إذا هوى * ما ضلَّ صاحبكم وما غوى) ..
3 ـ وآيات الاتّباع والاسوة لابدّ ان تكون دالة على العصمة وإلاّ لاُمرنا باتّباعه والتأسي به حتى عند خطئه وسهوه وهو كما ترى.

مثل قوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)

وقوله تعالى: (ورحمتي وسعت كلَّ شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون * الذّين يتّبعون الرسول النبيَّ الاُمي)

وقوله تعالى: (قُلْ إن كنتم تحبونَ الله فاتبعوني يحببكم الله)وقوله تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله النبيّ الاُمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتّبعوه لعلّكم تهتدون)

وكذلك آيات الاطاعة الكثيرة سواء كانت مقرونة مع طاعة الله تعالى أو منفصلة بل انّ لسانها كلها (من يُطعِ الرسول فقد أطاع الله)فيجب ان يكون معصوماً مطلقاً كما هو واضحٌ بلا مزيد بيان.
ونكتفي بهذا الغيض من فيض في الدلائل و نستفيد من هذه الآية المباركة استفادات عديدة، منها:
الاستفادة الاُولى:

اطاعة الله سبحانه جاءت في الآية المباركة خالية من أيّ قيدٍ، وبما انّ طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جاءت كذلك وعطفت على اطاعته تعالى، إذاً يجب ان تكون مطابقة لها كما هو الظاهر.

الاستفادة الثانية:

بما انّ الله سبحانه منبعُ العصمة، إذاً يجب ان يكون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم معصوماً، وإلاّ لاختلّت الاطاعة الثانية ولما عُطِفَت على الاطاعة الاُولى كما هو ظاهر.


الاستفادة الثالثة:

قوله تعالى في نهاية هذه الآية المباركة: (فان تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ واحسنُ تأويلاً)(1) .

يظهر وجوب كون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم معصوماً وإلاّ لطلب منهم ان يردّوه إلى الله فقط، لئلا يحدث الخطأ بخطأ رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولما قال في نهاية الآية (ذلك خيرٌ واحسنُ تأويلاً) لاَنّه ان لم يكن معصوماً لاَغرانا الله بالباطل سبحانه وأدلانا به، هذا أولاً.

وثانياً: إنّ الارجاع الى الله غير واضح على ما هو عليه، لاَنّ الله غير ملموس ولا محسوس فالارجاع إليه ارجاع إلى حكمه، وحكمه مستفاد من قبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي يمثله فقوله تعالى (فردّوه إلى الله) كافٍ، أو إلى الرسول كذلك على هذا، إلاّ انّه لم يكتف بذلك بل قال فردّوه إلى الله والرسول، ليبين لنا ان الردَّ إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة الردّ إلى الله، وما بينه الرسول بمنزلة ما بيّنه الله سواءً أظهر هذا الرسول وقال هذا حكم الله، أم لم يظهر ذلك، حتى وان قال هذا حكمي كما هو بيّن في أي أمرٍ صدر منه، وما هذا الامرُ إلاّ العصمة.

ولعلّه لما ذكرنا لم يتكرر حرف الجر، بل عطف الرسول على الله بدونه، ليدلنا على عدم الاثنينية في ذلك، بعد ان كرر لفظ الاطاعة ليؤكدها وليركزها في أذهان الذين آمنوا.


الاستفادة الرابعة:

عطف أولي الاَمر على الرسول واطاعتهما على اطاعة الله يقتضي عصمتهم لما قدّمناه في عصمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

بل نقول أكثر ببركة ورود أمر واحد بالاطاعة للرسول ولأولي الاَمر فاطاعتهما واحدة، ولذا لم يذكر أولي الاَمر مرة اخرى في نهاية الآية لاندكاكهم في الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وللبيان والتوضيح اتى بهم أولاً، وللاختصار ولبيان وحدتهم بعد أن جعل لهما اطاعة واحدة لم يذكر الا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أخيراً وهو واضحٌ بحمد الله وبركته.

ولو جوّزنا الاّ تكون اطاعة أولي الاَمر مطلقة كما كانت اطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للزِمَ ان يكون استعمال اللفظ امّا من باب استعمال المشترك في أكثر من معنى، وهذا ما لا يجوّزه أكثر أصحاب التحقيق ان لم يكن كلّهم. أو من باب المجاز، وهو خلاف الظاهر، فضلاً من ان السياق لا يساعد عليه بعد قوله تعالى: (فان تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول..) ولم يذكر أولي الاَمر لما ذكرناه، وبعد قوله ختاماً: (ذلك خيرٌ واحسنُ تأويلاً) ، وقد «وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة الاَمر لم يطع الله ورسوله»

وقد أقرّ الرازي بدلالة هذه الآية على العصمة ولكنّه لحاجةٍ في نفسه أوّل أولي الاَمر بأهل الاجماع بلا دليل يرتكز عليه. وقد ردّهُ الشيخ محمد حسن المظفر قدس سره في دلائل الصدق، وفيه انَّ المنصرف من أولي الاَمر من لهُ الزعامة وهذا خلاف أهل الاجماع، وهذا الرد نوافق عليه.

إنّ ظاهر الآية إفادة عصمة كلّ واحدٍ منهم لا مجموعهم، لاَنّ ظاهرها ايجاب اطاعة كلّ واحدٍ منهم، وهذا غير واضح من الآية المباركة، ولذا يستطيع ان يدعي خلافه، على ان العمل بمقتضى الاجماع ليس من باب الطاعة لهم، لاَنّ الاجماع من قبيل الخبر الحاكي. وهذا ليس محلّ ذلك ففيه ما فيه.

فلم يبق إلاّ ان التمسك بانّ تأويله لاَولي الاَمر بأهل الاجماع خلاف الظاهر أصلاً ويحتاج إلى دليلٍ واضح، لا سبيل له، ولا دلالة للآية المباركة

عليهم لا من قريب ولا من بعيد، مع الانصراف المذكور أولاً فيتعين من له الزعامة والاِمامة، وهو الاِمام بزعمنا لا غير.

اما دلائل العصمة من السنة النبوية الطاهرة :-
في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة الاَطهار من أهل البيت عليهم السلام طائفة كبيرة من النصوص التي تدل دلالة صريحة على عصمة الاَنبياء والاَئمة عليهم السلام انتخبنا منها هذه المجموعة:

1 ـ عن تفسير الصافي عن الصادقين عليهما السلام: «إنّ أيوب عليه السلام أُبتلي بغير ذنب سبع سنين، وانّ الاَنبياء معصومون لا يذنبون، ولا يزيغون، ولا يرتكبون ذنباً صغيراً، ولا كبيراً»

2 ـ وقال الاِمام الصادق عليه السلام: «نحن خزّان علم الله، نحن تراجمة أمر الله، نحن قوم معصومون، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا، ونهى عن معصيتنا، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الاَرض»

3 ـ وعن الاِمام الرضا عليه السلام: «إنّ الله يقول في كتابه (ولو ردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الاَمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) يعني آل محمد (عليهم السلام) وهم الذين يستنبطون منهم القرآن، ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجة لله على خلقه» . 4 ـ قال الاِمام علي عليه السلام: «وقد جعل الله للعلم أهلاً وفرض على العباد طاعتهم بقوله: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الاَمر منكم) ، وبقوله: (ولو ردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الاَمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) ، وبقوله: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) ، وبقوله: ( وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم) ، وبقوله: (واتوا البيوت من أبوابها) والبيوت هي بيوت العلم الذي استودعته الانبياء، وأبوابها أوصياؤهم، فكل عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي أهل الاصطفاء وعهودهم وحدودهم وشرايعهم وسننهم ومعالم دينهم مردود غير مقبول، وأهله بمحلِّ كفر، وان شملتهم صفة الاِيمان.

إلى أن قال عليه السلام: ثم ان الله جلَّ ذكره لسعة رحمته ورأفته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبدّلون من تغيير كتابه قسّم كلامه ثلاثة أقسام فجعل قسماً منه يعرفه العالم والجاهل، وقسماً لا يعرفه إلاّ من صفا ذهنه ولطف حسه، وصحّ تمييزه ممّن شرح الله صدره للاسلام. وقسماً لا يعرفه إلاّ الله وامناؤه والراسخون في العلم، وإنّما فعل الله ذلك لئلاّ يدعي أهل الباطل من المستولين على ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من علم الكتاب ما لم يجعله الله لهم.

وليقودهم الاضطرار إلى الائتمار لمن ولاه الله أمرهم فاستكبروا عن طاعته»5 ـ حديث صححه أشدُّ نقاد الحديث من أئمة الحديث وهو الذهبي:

روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من اطاعني فقد اطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن اطاع عليّاً فقد أطاعني، ومن عصى علياً فقد عصاني»

ونصوِّر هذا الحديث هكذا: طاعة علي طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبما ان طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طاعة الله، ينتج ان طاعة علي طاعة الله.

ومثل هذا: معصية علي معصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومعصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم معصية لله تعالى، ينتج انّ معصية علي معصية لله تعالى.

فإن كانت ارادة علي عليه السلام تتخلّف عن ارادة الله، وكان ما يكرهه علي يتخلّف عمّا يكرهه الله فانّ القياس الاَول باطل، وهكذا القياس الثاني باطل أيضاً.

وإذا كان صحيحاً وحقّاً فانّ انكار عصمة علي بن أبي طالب عليه السلام ظلم وباطل.

6 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام: قال: «إنّ الله طهّرنا، وعصمنا، وجعلنا شهداء على خلقه، وحجّته في أرضه، وجعلنا مع القرآن، وجعل القرآن معنا، لانفارقه ولا يفارقنا»

ـ حديث الثقلين:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به... وأهل بيتي»

وفي لفظ آخر: «إني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»

(والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة، وطرقها عن بضع وعشرين صحابياً متضافرة)

(وحديث الثقلين من المتواترات التي أجمع على روايتها الفريقان، وقد انهى بعض علماء الحديث رواته من الصحابة إلى خمس وثلاثين راوياً من الرجال والنساء، وقد رواه عنهم جمٌّ غفير من الرواة وأهل الحديث)
(وقد بلغ هذا الحديث الشريف من الشهرة ما أغنى استطراد مصادره، فإنّه قد رواه الفريقان، واعترفت به الفرقتان، وعرفه الخاص والعام، بل حفظه الصغير والكبير، والعالم والجاهل فهو فاكهة الاندية، وفي مذاق الافواه، حتى كاد ان يتجاوز حدّ التواتر)
واختلاف بعض الرواة في زيادة النقل ونقيصته تقتضيه طبيعة تعدد الواقعة التي صدر فيها، ونقل بعضهم له بالمعنى، وموضع الالتقاء بين الرواة متواتر قطعاً.

ومن حسنات دار التقريب بين المذاهب الاِسلامية في مصر انها أصدرت رسالة ضافية ألّفها بعض أعضائها في هذا الحديث اسمتها (حديث الثقلين)، وقد استوفى فيها مؤلفها ما وقف عليه من أسانيد الحديث في الكتب المعتمدة لدى أهل السُنّة
وقد أخرج لحديث الثقلين العلاّمة الحجة الكبير السيد هاشم البحراني في غاية المرام تسعة وثلاثين طريقاً من طرق أهل السُنّة.

كما أخرج له اثنين وثمانين طريقاً من طرق الشيعة عن أهل البيت عليهم السلام

هذا وقد ذكر هذا الحديث السيد الاجل السيد مير حامد حسين النيسابوري، ثمّ الهندي في «عبقات الاَنوار». ورواه عن جماعة تقرب من المائتين من أكابر علماء المذاهب من المائة الثانية إلى المائة الثالثة عشرة، وعن الصحابة والصحابيات أكثر من ثلاثين رجلاً وامرأة كلهم رووا هذا الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن هذا الحديث الشريف نقف على فوائد جمة، منها:

أ ـ تكراره في عدة مواضع، وأوقات مختلفة يدلّ على اهتمام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بمضمونه اهتماماً بالغاً.

ب ـ الرجوع إلى معنى الثقل في اللغة يبين لنا ثقل هذا الحديث الشريف ويمكن ان نستدلّ منه على عصمة من ذكروا فيه.

فهذا ابن حجر مثلاً يقول بعد ان ذكر حديث الثقلين في عليّة تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن وعترته بالثقلين:

(لاَنّ الثقل كلُّ نفيس خطير مصون، وهذان كذلك؛ إذ كلٌّ منهما معدن للعلوم الدينية والاَسرار والحكم العلية، والاَحكام الشرعية، ولذا حثّ صلى الله عليه وآله وسلم على الاقتداء والتمسك بهم، والتعلم منهم، وقال الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة ـ أهل البيت ـ وقيل سُمّيا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما) ويقول آخر: (إنّما سماهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثقلين لخطرهما، وعظم قدرهما حيث يعبّر في اللغة لكلِّ خطر عظيم ثقلاً؛ لاَنّ الاخذ عنهما، ودوام التمسك بهما ليس بالامر السهل، أو لاَنّ العمل بما أوجب الله تعالى من حقوقهما ثقيل كما ذكر ذلك جماعة من أعاظم علماء السُنّة منهم ابن حجر في صواعقه في باب وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم السيوطي)

فلو رجعنا لمعنى الثقل الذي هو: كلُّ نفيس خطير مصون، لتبين لنا الامر فالكتاب نفيس وخطير ومصون لاَنّه ثقل، والعترة نفيسة وخطيرة ومصونة لاَنها ثقل.

فالنفاسة والخطر فيهما، فما وجه الصون لهما لعلّه اشارة طريفة لعصمتهما، فهما مصونان عن كلِّ زيف وزيغ وانحراف، وكذا النفاسة.

جـ ـ نفي الضلال عن التمسك بهما دلالة على انهما على الحق دائماً، وإلاّ لما نُفي: فإنَّ «لن» تفيد تأبيد النفي كما هو واضح لمن تتبع استعمالات هذه الكلمة في كلام العرب، وكما صرّح به أهل الخبرة والتتبع منهم

و (هو مقتضى ما تفيده لن التأبيدية)ومن هنا سلّم العلاّمة الطباطبائي قدس سره بظهورها في التأبيد خلال كلامه حول آية (لن تراني)وقال: (والتعبير في قوله: (لن تراني) بـ «لن» الظاهر في تأبيد النفي) (وقد استدلّ بهذه الآية كثير من العلماء الموحدين على أنّه تعالى لايُرى بالاَبصار من حيث نفي الرؤية نفياً عاماً بقوله تعالى: (لن تراني)

ولو تنزلنا وقلنا انّها لا تفيد تأبيداً كما صرّح به صاحب قطر الندى ، عند كلامه حول ما ينصب به الفعل، إلاّ انّها تفيده لو كانت ثمة قرينة تفيد ذلك، كما في قوله تعالى: (لن يخلقوا ذباباً) ، أو (لن يخلف الله وعده) فهاتان الآيتان لقرائن خارجية على رأي بعضهم أفادتا تأبيداً لما دخل عليه «لن». ففي هذا المقام نقول عين قولهم، إذ لو حدث أن ضللنا باتّباعهما، ولو بمصداق واحد لما خرج كلامه صلى الله عليه وآله وسلم صحيحاً وصادقاً، لاطلاق الكلام وهو في مقام الهداية والبيان.فما يكون اتّباعه عدم الضلال، ومن عدم الضلال يمكن ان نستشف عصمته كما هو ظاهر للمتمعّن.

د ـ إنّ المفهوم من قوله صلى الله عليه وآله وسلم «إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي» انّما هو ضلال من لم يتمسك بهما معاً، كما لايخفى.ويؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ في حديث الثقلين عند الطبراني ـ «فلاتقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» فلابدّ لكلِّ مكلف من ان يتمسك بالثقلين معاً، لا بالكتاب وحده دون قرينة العترة، ولا بالعترة وحدها دون مصدرها الكتاب...، بل ما هما إلاّ عروة واحدة لا يمكن التفكيك بين حلقها المتماسكة، غير ان العترة اللسان الناطق للكتاب الصامت، فلا نقدر ان نتمسك بالكتاب من دون طريقهم هـ ـ كتاب الله، هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه هو معصوم في جميع آياته وسوره، وهذا ما لا يُخالف فيه المسلمون قاطبة.وحسب أئمة العترة الطاهرة ان يكونوا عند الله ورسوله بمنزلة الكتاب، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكفى بذلك حجة تأخذ بالاعناق للتعبّد بمذهبهم.فإنّ المسلم لا يبتغي بكتاب الله بدلا، فكيف يبتغي عن اعداله حولا وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الروايات «ولن يفترقا» كما في سنن الترمذي، إذا تمعنّا بهذه الـ «لن» فانّها تفيد كما ذكرنا سابقاً التأبيد في نفي المتعلق، وهنا هو عدم الافتراق بعد ان نقول لاحقاً اذا وسوست النفس ولم تطمئن بذلك هناك قرينة لفظية بعدم الافتراق، وبالاضافة إلى القرينة تلك وهذه على أقل تقدير إذ حدَّد بمنطوق الكلام فترة عدم الافتراق، نهايتها، بورودهما عليه الحوض، إذ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». وهو المهم في حديثنا الآن، كما هو واضح.

فعليه نقول: إذا كان أحدهما معصوماً وهو كتاب الله الكريم فيجب أن يكون الثاني وهو العترة الطاهرة كذلك، وإلاّ لافترق أحدهما عن الآخر في موارد عدم عصمة الآخر كما هو واضح، (ومن البديهي أن صدور آية مخالفة للشريعة سواءً كانت عن عمد أم سهوٍ أم غفلة تعتبر افتراقاً عن القرآن في هذا الحال، وإن لم يتحقق عنوان المعصية عليها أحياناً كما في الغافل والساهي، والمدار في صدق عنوان الافتراق عنه عدم مصاحبته لعدم التقيّد بأحكامه وإن كان معذوراً في ذلك فيقال فلان مثلاً افترق عن الكتاب وكان معذوراً في افتراقه عنه)(1) .

فهذا يثبت لاخبار الصادق الاَمين صلى الله عليه وآله وسلم عدم افتراقهما مطلقاً، وهذا يثبت عصمة أهل البيت عليهم السلام مطلقاً.

ولا يمكن ان يقع منهم ما يخالف الكتاب الذي هو معصوم لا غفلة ولا سهواً ولا اشتباه ولا نسياناً، كما هو الظاهر للمتأمل المتمعن في هذا الكلام المقدس.

إذن مقتضى عصمة أحدهما، عصمة الآخر بلا شك ولا ريب.

و ـ وأخيراً لا آخراً يمكن أن نستفيد من هذا الحديث بالخصوص، بقاء العترة ببقاء القرآن، فما دام القرآن باقٍ فالعترة باقية، وإلاّ لافترقا، كما هو واضح للمتأمل.

وهذا له عمقه الدلالي لمن أراد الوصول إلى الله تعالى، وألقى السمع وهو شهيد.

ز ـ وبعدها ألا يعني قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثقل ما ذكر في حديث الثقلين ؟ !

فتارةً ينفي الضلال باتّباعهما، واُخرى بالاَمر بالاَخذ بهما والتمسك بهما، وثالثة بالسؤال من الاُمّة عن كيفية مراعاة ما خلّفه فيها تشجيعاً لهم، وتشويقاً للتمسك بهما مع تأكيده لهم بأنّهما لن يفترقا حتى يردا عليه


اما عن العصمة الصغيرى ( فهو تعبير مجازي عمن لم يصدر عنة خطا من الصالحين او ابناء الصالحين ولم يثبت في اي طريق )


وأذ كان هناك عندكم المزيد من الشكال اطرحيه وان شاء الله نجيبه وهذه خلاصه من بعض مصادر اسلامية عن العصمة وحاولت اقتضابها قدر الامكان

والسلام عليكم

النجف الاشرف
18-10-2008, 02:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
ماهي العصمة ؟
العصمة في اللغه العربية معناها (عَصَمَ، يعصم من باب ضَرَبَ: حَفَظَ ووقى,فالعصمة في كلام العرب: معناها المنع,والعاصم: المانع الحامي)
هذه معاني العصمة في القوامسيس اللغه العربية
والعصمة في الاصلاح معناها (عرّف الشيخ المفيد العصمة في الاصطلاح الشرعي بأنّها: (لطفٌ يفعلُهُ اللهُ تعالى بالمكلّف، بحيث تمنع منه وقوع المعصية، وترك الطاعة، مع قدرته عليهما)
ومِنْ هنا قالوا بانّهُ: (ليس معنى العصمة انّ الله يجبُرهُ على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافاً، يترك معها المعصية، باختياره، مع قدرته عليها)(1) .

ولذا قال الشيخ المفيد قدس سره: (العصمة من الله لحججه هي التوفيق، واللّطف، والاعتصام من الحجج بهما عن الذنوب والغلط في دين الله).

والعصمة: تفضّل من الله تعالى على من علم انّه يتمسك بعصمته، والاعتصام فعل المعتصم.

وليست العصمة مانعةً من القدرة على القبيح، ولا مضطرة للمعصوم إلى الحسن، ولا مُلجئةً له إليه؛ بل هي الشيء الذي يعلم الله تعالى إنّه اذا فَعَلهُ بعبدٍ من عبيده، لم يُؤثِر معه معصيةً له.

وليس كلُّ الخلق يُعْلَمُ هذا من حاله، بل المعلوم منهم ذلك هم الصّفوة والاخيار، قال الله تعالى: (إنّ الّذين سبقتْ لهم منّا الحسنى)، وقال: (ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين)، وقال: (وإنَّهم عندنا لَمِنَ المصطفين الاَخيار)

و «اعلم إنّ العصمة هي: اللّطف الذي يفعله الله تعالى فيختار العبد عنده الامتناع من فعل القبيح، فيقال على هذا انّ الله عصمه بأن فَعَلَ له ما اختار عنده العدول عن القبيح)
من هم أهل العصمة ؟
اهل العصمة هم الانبياء والرسل و أهل البيت عليهم السلام ومن ضمنهم بضعة الرسول فاطمة الزهراء عليها السلام والملائكة
وقال العلاّمة المجلسي صاحب البحار قدس سره:

(اعتقادنا في الاَنبياء والرسل والاَئمة، والملائكة عليهم السلام أنهم معصومون، مطهّرون من كلِّ دنس، وانّهم لايذنبون ذنباً صغيراً ولا كبيراً، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم، واعتقادنا فيهم انّهم موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل أمورهم الى أواخرها، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا جهل)

وما معنى العصمة الصغرى / الكبرى من أدلة وأحاديث
اما عن أدلة العصمة الكبرى :-
الادلة من القران الكريم
ـ قال تعالى: (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)

(دلّت الآية ـ كما قال القرطبي ـ على انّ الله عزَّ وجلَّ لا يُخلي الدنيا في وقت من الاوقات من داع يدعو إلى الحق)

وقال الجبائي: (هذه الآية تدلُّ على أنّه لا يخلو زمان ألبتّة عمّن يقوم بالحق، ويعمل به، ويهدي إليه، وانّهم لا يجتمعون في شيء من الازمنة على الباطل...)

فعليه يمكن ان يقال بأنّ هذه الاُمّة آخر الاُمم، وانّه لابدّ ان يبقى منها من يقوم بأوامر الله، حتى يأتي أمر الله. وقال السيد الطباطبائي في «ميزانه»: (تدل على انّ النوع الانساني يتضمن طائفة قليلة أو كثيرة مهتدية حقيقة، إذ الكلام في الاهتداء والضلال الحقيقيين المستندين إلى صنع الله ومن يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون، والاهتداء الحقيقي لا يكون الا عن هداية حقيقية، وهي التي لله سبحانه، وقد تقدم في قوله تعالى: (فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلّنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين) ، وغيره. ان الهداية الحقيقية الالهية لا تتخلف عن مقتضاها بوجه، وتوجب العصمة من الضلال، كما ان الترديد الواقع في قوله تعالى: (أفمن يهدي إلى الحق أحقُّ ان يُتَّبع أمّن لا يهدّي إلاّ أن يُهدى)(2) . يدل على انّ من يهدي إلى الحقّ يجب ان لا يكون مهتدياً بغيره إلاّ بالله.

وعلى هذا فإسناد الهداية إلى هذه الاُمّة لا يخلو عن الدلالة على مصونيتهم من الضلال، واعتصامهم بالله من الزيغ إمّا بكون جميع هؤلاء المشار إليهم بقوله: (اُمّة يهدون بالحق) متصفين بهذه العصمة والصيانة كالانبياء والاوصياء، وإما تكون بعض هذه الاُمّة كذلك، وتوصيف الكل بوصف البعض نظير قوله تعالى: (ولقد آتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ) وقوله تعالى: (وجعلكم ملوكاً)، وقوله: (لتكونوا شهداء على الناس) (1) وانّما المتصف بهذه المزايا بعضهم دون الجميع)(2) .

وبناءً على كلِّ ما تقدّم نستخلص وجود من يهدي إلى الحقّ ولايجتمع مع الباطل أصلاً في جميع الازمنة، ولا يمكن بناءً على هذا ان يظهر المصداق لهذه الآية المباركة إلاّ على ما نقول به من وجود الاِمام المعصوم في كلِّ وقت.

فالذي يهدي بالحق وبه يعدل لابدّ ان يكون معصوماً كما تقدم، إمّا اشارة إلى امة معصومة بالذات، أو إلى الاُمّة المرحومة جميعاً بالاضافة إلى وجود المعصوم فيها في كلِّ وقت.

2 ـ (والنجم إذا هوى * ما ضلَّ صاحبكم وما غوى)

فالضلال منفي عنه، والغواية منفية عنه. ومن معاني الضلال التي أشار إليها القرآن الكريم: النسيان، قال تعالى: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممّن ترضون من الشهداء ان تضلَّ إحداهما فتذكّر إحداهما الاُخرى). (يريد لئلاّ تنسى إحداهما فسمّى النسيان ضلالاً، وذلك معروف في اللغة)
وقال تعالى: (وعصى آدمُ ربَّهُ فغوى) . فسمى سبحانه المعصية هنا غواية. والغواية تأتي في اللغة بمعنى الخيبة، وهنا اطلقت لخيبة آدم من ثواب كان مقدّراً له.

قال الشاعر:

ومن يلق خيراً يحمد الناس أمرهُ ومن يغو لا يُـعدم على الـغي
فحينئذ لو أدركنا انّ من معاني الضلال النسيان وان من معاني الغواية المعصية والخيبة نرى أنَّ الباري عزَّ وجلّ قد نفى النسيان والمعصية والخيبة عن نبيه الكريم باطلاق قوله سبحانه: (والنجم إذا هوى * ما ضلَّ صاحبكم وما غوى) ..
3 ـ وآيات الاتّباع والاسوة لابدّ ان تكون دالة على العصمة وإلاّ لاُمرنا باتّباعه والتأسي به حتى عند خطئه وسهوه وهو كما ترى.

مثل قوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)

وقوله تعالى: (ورحمتي وسعت كلَّ شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون * الذّين يتّبعون الرسول النبيَّ الاُمي)

وقوله تعالى: (قُلْ إن كنتم تحبونَ الله فاتبعوني يحببكم الله)وقوله تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله النبيّ الاُمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتّبعوه لعلّكم تهتدون)

وكذلك آيات الاطاعة الكثيرة سواء كانت مقرونة مع طاعة الله تعالى أو منفصلة بل انّ لسانها كلها (من يُطعِ الرسول فقد أطاع الله)فيجب ان يكون معصوماً مطلقاً كما هو واضحٌ بلا مزيد بيان.
ونكتفي بهذا الغيض من فيض في الدلائل و نستفيد من هذه الآية المباركة استفادات عديدة، منها:
الاستفادة الاُولى:

اطاعة الله سبحانه جاءت في الآية المباركة خالية من أيّ قيدٍ، وبما انّ طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جاءت كذلك وعطفت على اطاعته تعالى، إذاً يجب ان تكون مطابقة لها كما هو الظاهر.

الاستفادة الثانية:

بما انّ الله سبحانه منبعُ العصمة، إذاً يجب ان يكون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم معصوماً، وإلاّ لاختلّت الاطاعة الثانية ولما عُطِفَت على الاطاعة الاُولى كما هو ظاهر.


الاستفادة الثالثة:

قوله تعالى في نهاية هذه الآية المباركة: (فان تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ واحسنُ تأويلاً)(1) .

يظهر وجوب كون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم معصوماً وإلاّ لطلب منهم ان يردّوه إلى الله فقط، لئلا يحدث الخطأ بخطأ رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولما قال في نهاية الآية (ذلك خيرٌ واحسنُ تأويلاً) لاَنّه ان لم يكن معصوماً لاَغرانا الله بالباطل سبحانه وأدلانا به، هذا أولاً.

وثانياً: إنّ الارجاع الى الله غير واضح على ما هو عليه، لاَنّ الله غير ملموس ولا محسوس فالارجاع إليه ارجاع إلى حكمه، وحكمه مستفاد من قبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي يمثله فقوله تعالى (فردّوه إلى الله) كافٍ، أو إلى الرسول كذلك على هذا، إلاّ انّه لم يكتف بذلك بل قال فردّوه إلى الله والرسول، ليبين لنا ان الردَّ إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة الردّ إلى الله، وما بينه الرسول بمنزلة ما بيّنه الله سواءً أظهر هذا الرسول وقال هذا حكم الله، أم لم يظهر ذلك، حتى وان قال هذا حكمي كما هو بيّن في أي أمرٍ صدر منه، وما هذا الامرُ إلاّ العصمة.

ولعلّه لما ذكرنا لم يتكرر حرف الجر، بل عطف الرسول على الله بدونه، ليدلنا على عدم الاثنينية في ذلك، بعد ان كرر لفظ الاطاعة ليؤكدها وليركزها في أذهان الذين آمنوا.


الاستفادة الرابعة:

عطف أولي الاَمر على الرسول واطاعتهما على اطاعة الله يقتضي عصمتهم لما قدّمناه في عصمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

بل نقول أكثر ببركة ورود أمر واحد بالاطاعة للرسول ولأولي الاَمر فاطاعتهما واحدة، ولذا لم يذكر أولي الاَمر مرة اخرى في نهاية الآية لاندكاكهم في الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وللبيان والتوضيح اتى بهم أولاً، وللاختصار ولبيان وحدتهم بعد أن جعل لهما اطاعة واحدة لم يذكر الا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أخيراً وهو واضحٌ بحمد الله وبركته.

ولو جوّزنا الاّ تكون اطاعة أولي الاَمر مطلقة كما كانت اطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للزِمَ ان يكون استعمال اللفظ امّا من باب استعمال المشترك في أكثر من معنى، وهذا ما لا يجوّزه أكثر أصحاب التحقيق ان لم يكن كلّهم. أو من باب المجاز، وهو خلاف الظاهر، فضلاً من ان السياق لا يساعد عليه بعد قوله تعالى: (فان تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول..) ولم يذكر أولي الاَمر لما ذكرناه، وبعد قوله ختاماً: (ذلك خيرٌ واحسنُ تأويلاً) ، وقد «وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة الاَمر لم يطع الله ورسوله»

وقد أقرّ الرازي بدلالة هذه الآية على العصمة ولكنّه لحاجةٍ في نفسه أوّل أولي الاَمر بأهل الاجماع بلا دليل يرتكز عليه. وقد ردّهُ الشيخ محمد حسن المظفر قدس سره في دلائل الصدق، وفيه انَّ المنصرف من أولي الاَمر من لهُ الزعامة وهذا خلاف أهل الاجماع، وهذا الرد نوافق عليه.

إنّ ظاهر الآية إفادة عصمة كلّ واحدٍ منهم لا مجموعهم، لاَنّ ظاهرها ايجاب اطاعة كلّ واحدٍ منهم، وهذا غير واضح من الآية المباركة، ولذا يستطيع ان يدعي خلافه، على ان العمل بمقتضى الاجماع ليس من باب الطاعة لهم، لاَنّ الاجماع من قبيل الخبر الحاكي. وهذا ليس محلّ ذلك ففيه ما فيه.

فلم يبق إلاّ ان التمسك بانّ تأويله لاَولي الاَمر بأهل الاجماع خلاف الظاهر أصلاً ويحتاج إلى دليلٍ واضح، لا سبيل له، ولا دلالة للآية المباركة

عليهم لا من قريب ولا من بعيد، مع الانصراف المذكور أولاً فيتعين من له الزعامة والاِمامة، وهو الاِمام بزعمنا لا غير.

اما دلائل العصمة من السنة النبوية الطاهرة :-
في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة الاَطهار من أهل البيت عليهم السلام طائفة كبيرة من النصوص التي تدل دلالة صريحة على عصمة الاَنبياء والاَئمة عليهم السلام انتخبنا منها هذه المجموعة:

1 ـ عن تفسير الصافي عن الصادقين عليهما السلام: «إنّ أيوب عليه السلام أُبتلي بغير ذنب سبع سنين، وانّ الاَنبياء معصومون لا يذنبون، ولا يزيغون، ولا يرتكبون ذنباً صغيراً، ولا كبيراً»

2 ـ وقال الاِمام الصادق عليه السلام: «نحن خزّان علم الله، نحن تراجمة أمر الله، نحن قوم معصومون، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا، ونهى عن معصيتنا، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الاَرض»

3 ـ وعن الاِمام الرضا عليه السلام: «إنّ الله يقول في كتابه (ولو ردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الاَمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) يعني آل محمد (عليهم السلام) وهم الذين يستنبطون منهم القرآن، ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجة لله على خلقه» . 4 ـ قال الاِمام علي عليه السلام: «وقد جعل الله للعلم أهلاً وفرض على العباد طاعتهم بقوله: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الاَمر منكم) ، وبقوله: (ولو ردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الاَمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) ، وبقوله: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) ، وبقوله: ( وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم) ، وبقوله: (واتوا البيوت من أبوابها) والبيوت هي بيوت العلم الذي استودعته الانبياء، وأبوابها أوصياؤهم، فكل عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي أهل الاصطفاء وعهودهم وحدودهم وشرايعهم وسننهم ومعالم دينهم مردود غير مقبول، وأهله بمحلِّ كفر، وان شملتهم صفة الاِيمان.

إلى أن قال عليه السلام: ثم ان الله جلَّ ذكره لسعة رحمته ورأفته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبدّلون من تغيير كتابه قسّم كلامه ثلاثة أقسام فجعل قسماً منه يعرفه العالم والجاهل، وقسماً لا يعرفه إلاّ من صفا ذهنه ولطف حسه، وصحّ تمييزه ممّن شرح الله صدره للاسلام. وقسماً لا يعرفه إلاّ الله وامناؤه والراسخون في العلم، وإنّما فعل الله ذلك لئلاّ يدعي أهل الباطل من المستولين على ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من علم الكتاب ما لم يجعله الله لهم.

وليقودهم الاضطرار إلى الائتمار لمن ولاه الله أمرهم فاستكبروا عن طاعته»5 ـ حديث صححه أشدُّ نقاد الحديث من أئمة الحديث وهو الذهبي:

روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من اطاعني فقد اطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن اطاع عليّاً فقد أطاعني، ومن عصى علياً فقد عصاني»

ونصوِّر هذا الحديث هكذا: طاعة علي طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبما ان طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طاعة الله، ينتج ان طاعة علي طاعة الله.

ومثل هذا: معصية علي معصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومعصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم معصية لله تعالى، ينتج انّ معصية علي معصية لله تعالى.

فإن كانت ارادة علي عليه السلام تتخلّف عن ارادة الله، وكان ما يكرهه علي يتخلّف عمّا يكرهه الله فانّ القياس الاَول باطل، وهكذا القياس الثاني باطل أيضاً.

وإذا كان صحيحاً وحقّاً فانّ انكار عصمة علي بن أبي طالب عليه السلام ظلم وباطل.

6 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام: قال: «إنّ الله طهّرنا، وعصمنا، وجعلنا شهداء على خلقه، وحجّته في أرضه، وجعلنا مع القرآن، وجعل القرآن معنا، لانفارقه ولا يفارقنا»

ـ حديث الثقلين:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به... وأهل بيتي»

وفي لفظ آخر: «إني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»

(والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة، وطرقها عن بضع وعشرين صحابياً متضافرة)

(وحديث الثقلين من المتواترات التي أجمع على روايتها الفريقان، وقد انهى بعض علماء الحديث رواته من الصحابة إلى خمس وثلاثين راوياً من الرجال والنساء، وقد رواه عنهم جمٌّ غفير من الرواة وأهل الحديث)
(وقد بلغ هذا الحديث الشريف من الشهرة ما أغنى استطراد مصادره، فإنّه قد رواه الفريقان، واعترفت به الفرقتان، وعرفه الخاص والعام، بل حفظه الصغير والكبير، والعالم والجاهل فهو فاكهة الاندية، وفي مذاق الافواه، حتى كاد ان يتجاوز حدّ التواتر)
واختلاف بعض الرواة في زيادة النقل ونقيصته تقتضيه طبيعة تعدد الواقعة التي صدر فيها، ونقل بعضهم له بالمعنى، وموضع الالتقاء بين الرواة متواتر قطعاً.

ومن حسنات دار التقريب بين المذاهب الاِسلامية في مصر انها أصدرت رسالة ضافية ألّفها بعض أعضائها في هذا الحديث اسمتها (حديث الثقلين)، وقد استوفى فيها مؤلفها ما وقف عليه من أسانيد الحديث في الكتب المعتمدة لدى أهل السُنّة
وقد أخرج لحديث الثقلين العلاّمة الحجة الكبير السيد هاشم البحراني في غاية المرام تسعة وثلاثين طريقاً من طرق أهل السُنّة.

كما أخرج له اثنين وثمانين طريقاً من طرق الشيعة عن أهل البيت عليهم السلام

هذا وقد ذكر هذا الحديث السيد الاجل السيد مير حامد حسين النيسابوري، ثمّ الهندي في «عبقات الاَنوار». ورواه عن جماعة تقرب من المائتين من أكابر علماء المذاهب من المائة الثانية إلى المائة الثالثة عشرة، وعن الصحابة والصحابيات أكثر من ثلاثين رجلاً وامرأة كلهم رووا هذا الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن هذا الحديث الشريف نقف على فوائد جمة، منها:

أ ـ تكراره في عدة مواضع، وأوقات مختلفة يدلّ على اهتمام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بمضمونه اهتماماً بالغاً.

ب ـ الرجوع إلى معنى الثقل في اللغة يبين لنا ثقل هذا الحديث الشريف ويمكن ان نستدلّ منه على عصمة من ذكروا فيه.

فهذا ابن حجر مثلاً يقول بعد ان ذكر حديث الثقلين في عليّة تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن وعترته بالثقلين:

(لاَنّ الثقل كلُّ نفيس خطير مصون، وهذان كذلك؛ إذ كلٌّ منهما معدن للعلوم الدينية والاَسرار والحكم العلية، والاَحكام الشرعية، ولذا حثّ صلى الله عليه وآله وسلم على الاقتداء والتمسك بهم، والتعلم منهم، وقال الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة ـ أهل البيت ـ وقيل سُمّيا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما) ويقول آخر: (إنّما سماهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثقلين لخطرهما، وعظم قدرهما حيث يعبّر في اللغة لكلِّ خطر عظيم ثقلاً؛ لاَنّ الاخذ عنهما، ودوام التمسك بهما ليس بالامر السهل، أو لاَنّ العمل بما أوجب الله تعالى من حقوقهما ثقيل كما ذكر ذلك جماعة من أعاظم علماء السُنّة منهم ابن حجر في صواعقه في باب وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم السيوطي)

فلو رجعنا لمعنى الثقل الذي هو: كلُّ نفيس خطير مصون، لتبين لنا الامر فالكتاب نفيس وخطير ومصون لاَنّه ثقل، والعترة نفيسة وخطيرة ومصونة لاَنها ثقل.

فالنفاسة والخطر فيهما، فما وجه الصون لهما لعلّه اشارة طريفة لعصمتهما، فهما مصونان عن كلِّ زيف وزيغ وانحراف، وكذا النفاسة.

جـ ـ نفي الضلال عن التمسك بهما دلالة على انهما على الحق دائماً، وإلاّ لما نُفي: فإنَّ «لن» تفيد تأبيد النفي كما هو واضح لمن تتبع استعمالات هذه الكلمة في كلام العرب، وكما صرّح به أهل الخبرة والتتبع منهم

و (هو مقتضى ما تفيده لن التأبيدية)ومن هنا سلّم العلاّمة الطباطبائي قدس سره بظهورها في التأبيد خلال كلامه حول آية (لن تراني)وقال: (والتعبير في قوله: (لن تراني) بـ «لن» الظاهر في تأبيد النفي) (وقد استدلّ بهذه الآية كثير من العلماء الموحدين على أنّه تعالى لايُرى بالاَبصار من حيث نفي الرؤية نفياً عاماً بقوله تعالى: (لن تراني)

ولو تنزلنا وقلنا انّها لا تفيد تأبيداً كما صرّح به صاحب قطر الندى ، عند كلامه حول ما ينصب به الفعل، إلاّ انّها تفيده لو كانت ثمة قرينة تفيد ذلك، كما في قوله تعالى: (لن يخلقوا ذباباً) ، أو (لن يخلف الله وعده) فهاتان الآيتان لقرائن خارجية على رأي بعضهم أفادتا تأبيداً لما دخل عليه «لن». ففي هذا المقام نقول عين قولهم، إذ لو حدث أن ضللنا باتّباعهما، ولو بمصداق واحد لما خرج كلامه صلى الله عليه وآله وسلم صحيحاً وصادقاً، لاطلاق الكلام وهو في مقام الهداية والبيان.فما يكون اتّباعه عدم الضلال، ومن عدم الضلال يمكن ان نستشف عصمته كما هو ظاهر للمتمعّن.

د ـ إنّ المفهوم من قوله صلى الله عليه وآله وسلم «إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي» انّما هو ضلال من لم يتمسك بهما معاً، كما لايخفى.ويؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ في حديث الثقلين عند الطبراني ـ «فلاتقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» فلابدّ لكلِّ مكلف من ان يتمسك بالثقلين معاً، لا بالكتاب وحده دون قرينة العترة، ولا بالعترة وحدها دون مصدرها الكتاب...، بل ما هما إلاّ عروة واحدة لا يمكن التفكيك بين حلقها المتماسكة، غير ان العترة اللسان الناطق للكتاب الصامت، فلا نقدر ان نتمسك بالكتاب من دون طريقهم هـ ـ كتاب الله، هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه هو معصوم في جميع آياته وسوره، وهذا ما لا يُخالف فيه المسلمون قاطبة.وحسب أئمة العترة الطاهرة ان يكونوا عند الله ورسوله بمنزلة الكتاب، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكفى بذلك حجة تأخذ بالاعناق للتعبّد بمذهبهم.فإنّ المسلم لا يبتغي بكتاب الله بدلا، فكيف يبتغي عن اعداله حولا وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الروايات «ولن يفترقا» كما في سنن الترمذي، إذا تمعنّا بهذه الـ «لن» فانّها تفيد كما ذكرنا سابقاً التأبيد في نفي المتعلق، وهنا هو عدم الافتراق بعد ان نقول لاحقاً اذا وسوست النفس ولم تطمئن بذلك هناك قرينة لفظية بعدم الافتراق، وبالاضافة إلى القرينة تلك وهذه على أقل تقدير إذ حدَّد بمنطوق الكلام فترة عدم الافتراق، نهايتها، بورودهما عليه الحوض، إذ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». وهو المهم في حديثنا الآن، كما هو واضح.

فعليه نقول: إذا كان أحدهما معصوماً وهو كتاب الله الكريم فيجب أن يكون الثاني وهو العترة الطاهرة كذلك، وإلاّ لافترق أحدهما عن الآخر في موارد عدم عصمة الآخر كما هو واضح، (ومن البديهي أن صدور آية مخالفة للشريعة سواءً كانت عن عمد أم سهوٍ أم غفلة تعتبر افتراقاً عن القرآن في هذا الحال، وإن لم يتحقق عنوان المعصية عليها أحياناً كما في الغافل والساهي، والمدار في صدق عنوان الافتراق عنه عدم مصاحبته لعدم التقيّد بأحكامه وإن كان معذوراً في ذلك فيقال فلان مثلاً افترق عن الكتاب وكان معذوراً في افتراقه عنه)(1) .

فهذا يثبت لاخبار الصادق الاَمين صلى الله عليه وآله وسلم عدم افتراقهما مطلقاً، وهذا يثبت عصمة أهل البيت عليهم السلام مطلقاً.

ولا يمكن ان يقع منهم ما يخالف الكتاب الذي هو معصوم لا غفلة ولا سهواً ولا اشتباه ولا نسياناً، كما هو الظاهر للمتأمل المتمعن في هذا الكلام المقدس.

إذن مقتضى عصمة أحدهما، عصمة الآخر بلا شك ولا ريب.

و ـ وأخيراً لا آخراً يمكن أن نستفيد من هذا الحديث بالخصوص، بقاء العترة ببقاء القرآن، فما دام القرآن باقٍ فالعترة باقية، وإلاّ لافترقا، كما هو واضح للمتأمل.

وهذا له عمقه الدلالي لمن أراد الوصول إلى الله تعالى، وألقى السمع وهو شهيد.

ز ـ وبعدها ألا يعني قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثقل ما ذكر في حديث الثقلين ؟ !

فتارةً ينفي الضلال باتّباعهما، واُخرى بالاَمر بالاَخذ بهما والتمسك بهما، وثالثة بالسؤال من الاُمّة عن كيفية مراعاة ما خلّفه فيها تشجيعاً لهم، وتشويقاً للتمسك بهما مع تأكيده لهم بأنّهما لن يفترقا حتى يردا عليه


اما عن العصمة الصغيرى ( فهو تعبير مجازي عمن لم يصدر عنة خطا من الصالحين او ابناء الصالحين ولم يثبت في اي طريق )


وأذ كان هناك عندكم المزيد من الشكال اطرحيه وان شاء الله نجيبه وهذه خلاصه من بعض مصادر اسلامية عن العصمة وحاولت اقتضابها قدر الامكان

والسلام عليكم

ملكة جمال الكون
18-10-2008, 03:20 AM
ي أن الله يعصم من إختار الإبتعاد عن فعل القبيح لان الله يعلم بأن عبدهالذي إختاره لن يترك طاعتة في أي حال من الأحوال .
فهل مافهمته صحيح ؟

ومِنْ هنا قالوا بانّهُ: (ليس معنى العصمة انّ الله يجبُرهُ على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافاً، يترك معها المعصية، باختياره، مع قدرته عليها)(1) .

لم أفهم ما تحته خط

__________________________________________________ __________


بما أن منزلة الرسول صل الله عليه وآله أعلى من منزلة الملائكة المعصومين

ألا نستطيع الإستدلال على معصومية الرسول بناء أعلى أن النبي أعلى منزلة من الملائكه ؟

__________________________________________________ _

مشكور ...... الله يعطيك العافيه ........أقدر مجهودك وإنشاء الله يثمر مجهودك في ......هاهاهاها

أما الآن سأخلد لنوم

وسأنتظر ردك لنكمل الحوار بإذن الله...........

ابو صادق
18-10-2008, 11:42 AM
هذا اجمل موضوع اراه اليوم

ابو الزهراء فاطمة
18-10-2008, 12:11 PM
العصمه وحدها للرسول صلى الله عليه وباقى الناس بشر يخطئون ويصيبون

ملكة جمال الكون
18-10-2008, 01:48 PM
تصحيح( الأخطاء الإملائية).......... السموحه

أي أن الله يعصم من إختار الإبتعاد عن فعل القبيح لان الله يعلم بأن عبده الذي إختاره لن يترك طاعتة في أي حال من الأحوال .
فهل مافهمته صحيح ؟

ومِنْ هنا قالوا بانّهُ: (ليس معنى العصمة انّ الله يجبُرهُ على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافاً، يترك معها المعصية، باختياره، مع قدرته عليها)(1) .

لم أفهم ما تحته خط

__________________________________________________ __________


بما أن منزلة الرسول صل الله عليه وآله أعلى من منزلة الملائكة المعصومين

ألا نستطيع الإستدلال على معصومية الرسول بناء أعلى أن النبي أعلى منزلة من الملائكه ؟

__________________________________________________ _

مشكور ...... الله يعطيك العافيه ........أقدر مجهودك وإنشاء الله يثمر مجهودك في ......هاهاهاها

أما الآن سأخلد لنوم

وسأنتظر ردك لنكمل الحوار بإذن الله................................

ملكة جمال الكون
18-10-2008, 01:59 PM
هذا اجمل موضوع اراه اليوم



أخجلتم تواضعنا .......هاهاهاها

النجف الأشرف وين مايكون لاز يعطي نكهه طيبه وجميلة في الموضوع .
ولا وش رايك يا أبو صادق ؟؟؟

أتمنى أن يكون الموضوع مفيداً للجميع فلنتشارك المعلومات والأسئله حتى لوكانت بسيطة فهي بتأكيد ستنفع الجميع .

ملكة جمال الكون
18-10-2008, 02:05 PM
العصمه وحدها للرسول صلى الله عليه وباقى الناس بشر يخطئون ويصيبون


نقلاً عما ذكره النجف الأشرف
اما عن أدلة العصمة الكبرى :-
الادلة من القران الكريم
ـ قال تعالى: (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)

(دلّت الآية ـ كما قال القرطبي ـ على انّ الله عزَّ وجلَّ لا يُخلي الدنيا في وقت من الاوقات من داع يدعو إلى الحق)

وقال الجبائي: (هذه الآية تدلُّ على أنّه لا يخلو زمان ألبتّة عمّن يقوم بالحق، ويعمل به، ويهدي إليه، وانّهم لا يجتمعون في شيء من الازمنة على الباطل...)

فما رأيك ؟؟؟

النجف الاشرف
18-10-2008, 05:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

ومِنْ هنا قالوا بانّهُ: (ليس معنى العصمة انّ الله يجبُرهُ على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافاً، يترك معها المعصية، باختياره، مع قدرته عليها)(1) .

لم أفهم ما تحته خط
معنى القول ان الله سبحانه وتعالى حينما يعصم المعصوم ليس معناه انه يجبره بحكم العصمه الى ترك المعصيه اي ببسيط الكلام ان المعصوم قادر على الخطا ولكنه لا يخطا

بما أن منزلة الرسول صل الله عليه وآله أعلى من منزلة الملائكة المعصومين

ألا نستطيع الإستدلال على معصومية الرسول بناء أعلى أن النبي أعلى منزلة من الملائكه ؟

حسب راي انا نعم يمكن الاستدلال بهذا القول
والرسول حبيب رب العالمين ومن وصل الى ستدره المنتهى التي لم يصل اليها حتى الملائكه المقربين وهذا حسب ما ورد في الاسراء والمعراج

ونعتذر عن التاخير

والسلام عليكم

خادم_الأئمة
18-10-2008, 06:12 PM
السلام عليكم


نحن نعرف أن الله إختص الأئمه الأطهار " بالعصمة "

أي أنهم معصمون عن الخطأ ، لكني سمعت في إحدى المحاظرات أن عصمة الأئمه بإرادتهم ( إختيارية ) حتى يكونوا مثل يقتدى بهم للوصول للكمال .

أرجوا إفادتي حول هذا الموضوع ... من حيث


* ماهي العصمة ؟



* من هم أهل العصمة ؟
* وما معنى العصمة الصغرى / الكبرى من أدلة وأحاديث


وكل مايتعلق حول هذا الموضوع




1- العصمة هي مَلَكَة تمنع المعصوم من الوقوع بالخطأ او المعصية وتحثه على العبادات وهي من المعصوم نفسه مع مقدرته على فعلها

2- هم نوعين
أ- المعصومين 14 اصحاب العصمة الكبرى
1-الرسول صل الله عليه وآله
2- فاطمة الزهراء عليها السلام
3-الأمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
4-الإمام الحسن بن علي المجتبى ( عليه السلام )
5-الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام )
6-الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام )
7-الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام )
8-الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام )
9-الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام )
10-الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام )
11-الإمام محمد بن علي الجواد ( عليه السلام )
12-الإمام علي بن محمد الهادي ( عليه السلام )
13-الإمام الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام )
14-الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر ( عجل الله فرجه )


ب- المعصومين العصمة الصغرى
1- ابو الفضل العباس ع
2- زينب سلام الله عليها
3- الإمام علي الاكبر بن الحسين ع


------------------------------------------

الفرق بين العصمتين :

1- العصمة الكبرى: تكون في العبادات ملزمة حتى يكونوا قدوة لغيرهم وتكون ذاتيه في النفس
2- العصمة الصغرى: تكون في الامور الدنيوية في الابتعاد عن المحرمات والنواهي وتكون مكتسبة من البيئة التي يعيش فيها


اتمنى ان يكون شرحي البسيط موفق

بارك الله فيك مولاي النجف:)

خادم_الأئمة
18-10-2008, 06:16 PM
الادلة على العصمة كثيره

أما عن عصمة الرسول فمصداق قوله تعالى :(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) (سورة النجم: 3)

أما عن الائمة ع فلنا من الادلة القرآنية والسنة الشريفة

1- القرآن

قال الله (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (سورة البقرة: 124)

فالظالمين لأنفسهم بالمعاصي ... فالله يختار الصفوة المعصومة


2- أما من السنة فهي متواتره واعطيكم مثال بسيط :الاِمام الصادق عليه السلام : « نحن خزّان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ، ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الاَرض »

ء
ي

ابو الزهراء فاطمة
18-10-2008, 06:35 PM
يا ملكة جمال الكون استعمل عقلك
لو كنت اعلم الغيب كنت قتلت فى كربلاء الامام الحسين
لوكنت اعلم الغيب كنت قتلت الامام على بن ابى طالب

لا يعلم الغيب الا الله ولا معصوم الا رسول الله
افق من هذه الغيبوبة

النجف الاشرف
18-10-2008, 06:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
لو كنت اعلم الغيب كنت قتلت فى كربلاء الامام الحسين
لوكنت اعلم الغيب كنت قتلت الامام على بن ابى طالب


ياعزيزي ماهذا الكلام ؟؟ ماوجه الرابط بين العصمه والغيب ؟؟؟

بلله عليك لا تفرق بين العصمه وبين الغيب ؟؟؟

لا حول ولاقوه الا بلله العلي العظيم

لا يفرقون بين العصمه وبين الغيب وينكرون عصمه الانبياء والرسول واهل البيت عليهم السلام

مصيبه فعلا

والسلام عليكم

تراب البقيع...
18-10-2008, 06:55 PM
انت يا بن النجف رحم الله ولديك ان شاء الله
واشكر صاحبة الموضوع ماكة جمال الكون
موفقين ان شاء الله
اخوكم تراب البقيع
=====
دمتم بحب الزهراء عليه السلام

ملكة جمال الكون
18-10-2008, 06:58 PM
*تشكر أخي خادم الأئمة*

هل العصمة الصغرى فقط ل.....؟

1- ابو الفضل العباس ع
2- زينب سلام الله عليها
3- الإمام علي الاكبر بن الحسين ع

خادم_الأئمة
18-10-2008, 07:03 PM
للذي وصلنا هؤلاء الثلاثه فقط
لكن يجوز هناك اخرين لكن لم اصل إليها

موفقه:)

ملكة جمال الكون
19-10-2008, 01:32 AM
انت يا بن النجف رحم الله ولديك ان شاء الله
واشكر صاحبة الموضوع ماكة جمال الكون
موفقين ان شاء الله
اخوكم تراب البقيع
=====
دمتم بحب الزهراء عليه السلام








شكرا أخي ،،، ;) ........

ملكة جمال الكون
19-10-2008, 12:13 PM
" أنتم نتوسل بالمعصومين ....وتتوسلون( بأم البنين )/( السيدة نرجس) وليسوا بمعصومين "

فبماذا تردون على ماسبق؟؟؟؟؟

خادم_الأئمة
19-10-2008, 04:22 PM
التوسل بالصالحين ليس فيها اشكال؟؟.!

فمابالكم في بعض اتباع احمد الذين يعتقدون انه صاحب كرامات

فنحن نعتقد انهم من المؤمنين المقربين إلى الله لذلك ان دعينا الله بهؤلاء ويكونوا واسطة لا اشكال فيها

موفقه:)

ملكة جمال الكون
20-10-2008, 03:06 PM
يقول البعض أن النبي آدم عليه السلام أخطئ والدليل خروجه من الجنه.... نحن نعلم أن النبي معصوم

فكيف نثبت ذلك ؟

خادم البضعه
20-10-2008, 11:06 PM
السلام عليكم

نحن نعرف أن الله إختص الأئمه الأطهار " بالعصمة "

أي أنهم معصمون عن الخطأ ، لكني سمعت في إحدى المحاظرات أن عصمة الأئمه بإرادتهم ( إختيارية ) حتى يكونوا مثل يقتدى بهم للوصول للكمال .

أرجوا إفادتي حول هذا الموضوع ... من حيث

* ماهي العصمة ؟

* من هم أهل العصمة ؟
* وما معنى العصمة الصغرى / الكبرى من أدلة وأحاديث

وكل مايتعلق حول هذا الموضوع


***سماحةالسيد محمود الحسني (دام ظله)***
س/ ما هي العصمة ؟ وهل هي ملكة ربانية وهل توجد هناك عصمة ثانوية ؟ نرجو إيراد أمثلة على ذلك .
 بسمه تعالى :-
هي اللطف الذي يفعله الله فيختار العبد الأمتناع من فعل القبيح فيقال ان الله تعالى عصمه بأن فعل له ما اختار عنده العدول عن القبيح . ويقال ان العبد معصوم لأنه اختار عند هذا الداعي الذي اختار له الامتناع من القبيح . فالعصمة أما مقيدة أو مطلقة , والعصمة المقيدة تنطبق (مثلاً) على كل عبد اختار الامتناع عن فعل القبائح لا جميعها .
أما العصمة المطلقة فتطلق على الأنبياء والأئمة الهداة وفاطمة الزهراء(صلوات الله عليهم) لأنهم لا يفعلون شيئاً من القبائح , وهذه لا تعرف إلا من الله سبحانه وتعالى بالنص . ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) {... فهم الكواكب العلوية والأنوار المشرقة من شمس العظمة الفاطمية , في سماء العظمة المحمدية والأغصان النبوية ... هم خير البرية فهم الأئمة الطاهرون والعترة المعصومون ...}.

ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام) { ليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها . فلذلك لا يكون منصوصاً } ومن تصدى لمثل ذلك التقسيم للعصمة فيتساءل عن أصل ودليل وذلك الكلام وعن الثمرة الفقهية أو العقائدية أو الأخلاقية أو غيرها المترتبة على ذلك .

خادم_الأئمة
22-10-2008, 01:07 PM
يقول البعض أن النبي آدم عليه السلام أخطئ والدليل خروجه من الجنه.... نحن نعلم أن النبي معصوم

فكيف نثبت ذلك ؟



الجواب سهل جدآ:

واختاري اي جواب ترينه الاصوب

1- الله سبحانه وضع العصمة في الدنيا ولا يهمنا بالاخره فالمعصية حدثت في غير الدنيا


2- الله سبحانه خير ادم عليه السلام ان يختار اي الطرق وهو توجيه ارشادي له وهو اختار المسلك المهلك ولولا رحمة لله وعفوه ابتعد عنها


والحمد لله رب العالمين:)

اطرحي اختاه المزيد حتى تعم الفائده

ملكة جمال الكون
04-03-2009, 01:47 AM
من هم أولى العزم ؟ وما معنى أولى العزم ؟

حابه أتأكد من صحت معلوماتي ومشكورين ....

خادم_الأئمة
04-03-2009, 12:50 PM
من هم أولى العزم ؟ وما معنى أولى العزم ؟

حابه أتأكد من صحت معلوماتي ومشكورين ....



أولي العزم :
موسى ، عيسى ، ابراهيم ، نوح ، الرسول محمد صل الله عليه وآله


وسميوا أولي العزم لأنهم بعثوا للناس اجمع


وحتى تزدادوا معرفة انقل لكم رواية في بحار الانوار

عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) ، وَ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) ، قَالَا : " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُصَافِحَهُ مِائَةُ أَلْفِ نَبِيٍّ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ نَبِيٍّ فَلْيَزُرْ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَإِنَّ أَرْوَاحَ النَّبِيِّينَ ( عليهم السلام ) يَسْتَأْذِنُونَ اللَّهَ فِي زِيَارَتِهِ فَيُؤْذَنُ لَهُمْ ، مِنْهُمْ خَمْسَةٌ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ " .
قُلْنَا : مَنْ هُمْ ؟
قَالَ : " نُوحٌ ، وَ إِبْرَاهِيمُ ، وَ مُوسَى ، وَ عِيسَى ، وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ " .
قُلْنَا لَهُ : مَا مَعْنَى أُولُو الْعَزْمِ ؟
قَالَ : " بُعِثُوا إِلَى شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا ، جِنِّهَا وَ إِنْسِهَا "

ملكة جمال الكون
04-03-2009, 02:48 PM
مشكور يا خادم الائمه..... ماعليك قصور