المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامام علي ((عليه السلام )) وولاية الشام ((بحث تأريخي))


خادم البضعه
20-10-2008, 12:50 AM
بحث تأريخي

لسماحة آية الله العظمى

السيد محمود الحسني

(دام ظله الشريف)

سماحة السيد محمود الحسني (دام ظلكم)

الاستفتاء :

لماذا لم يبقِ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) معاوية والياً على الشام برهة من الزمن وهو في هذه الحالة سوف يخضع ويبايع , وبعد هذا يكون بامكانه استبداله أو تغييره بأي شخص آخر بعد ان يكون قد استقطب كل اطراف الدولة وتتم له البيعة في كل ارجاء العالم الاسلامي وبها يكون قد امكنه تصفية كل هؤلاء الفجرة ورجوع كل الثروات المسلوبة إلى بيت المال .

علماً ان هذا الأمر صحيح ومعقول من الناحية الفقهية لأنها دائماً تقرر ان الواجب إذا توقف على مقدمة محرمة وكان ملاك الواجب أقوى من ملاك الحرمة فلابد ان يقدّم الواجب على الحرام حسب قانون التزاحم ؟

بسمه تعالى :

الجواب على هذا السؤال فيه عدة مستويات اذكرها باختصار :



المستوى الأول

ملاكات الأحكام الشرعية

ان ملاكات الأحكام واهميتها الله سبحانه وتعالى هو اعلم بها بل هو العالم , فمن اين علمت ان ملاك الواجب أقوى من ملاك الحرمة , هذا لو سلمنا بوجود الملاكات .



المستوى الثاني

التعامل بالظاهر والله يتولى السرائر

ورد عن أهل البيت(عليهم السلام) عن جدهم الصادق الامين (صلى الله عليه وآله وسلم) , من انهم يتعاملون بالظاهر والله يتولى السرائر , فكيف يتم تصفية اولئك بعد ان خضع وبايع ظاهراً , بل حتى من لم يبايع فإنه في امان ما دام لم يشهر السيف ولم يعتدِ على الانفس والاعراض والاموال , كما يشهد التاريخ العديد من الحالات في زمن أمير المؤمنين (عليه السلام) , ونفس الموقف كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع المنافقين .

ويشهد لهذا ما ورد في كتب التاريخ وغيرها :

1- منها (لما دعي سعد بن أبي وقاص إلى البيعة , تمنّع منها تضامناً مع الامويين , وقال لعلي(عليه السلام) : ما عليك من بأس .... فتركه أمير المؤمنين(عليه السلام) ولم يسمح للثائرين ان يستعملوا معه العنف).

2- ومنها (لما دعي اليها عبد الله بن عمر بن الخطاب , وامتنع منها , طلب الإمام علي(عليه السلام) منه كفيلاً بأن لا يشرك مع احد في عمل ضده , ولما امتنع عبد الله بن عمر عن تقديم الكفيل تركه الإمام (عليه السلام) وقال للناس : خلّوه فأنا كفيله) .

وللحديث بقيه
ونسالكم الدعاء

ملكة جمال الكون
20-10-2008, 11:48 AM
البحث قيم قيم قيم .......

ولو كان عالي المستوى علي ....... لأنني أطلت في قراءتة حتى توضح لي

تسلم على هكذا البحوث .......... ومتابعة

خادم البضعه
20-10-2008, 12:49 PM
البحث قيم قيم قيم .......

ولو كان عالي المستوى علي ....... لأنني أطلت في قراءتة حتى توضح لي

تسلم على هكذا البحوث .......... ومتابعة

مشكوره اختي المومنه العزيزه الغاليه ((ملكة جمال الكون)) على المرور

ان شاء الله تعالى اوفق في نقل البحوث المفيده لكم

ونسالكم الدعاء

خادم البضعه
20-10-2008, 11:18 PM
المستوى الثالث

اغتيال الإمام علي(عليه السلام)

يحتمل قوياً القول , ان أمير المؤمنين (عليه السلام) لو ابقى معاوية (لعنه الله) والياً على الشام لحصل اكثر من محذور :

1- ان عملية اغتيال أمير المؤمنين (عليه السلام) تكون قد حصلت بوقت مبكر جداً اسبق من الوقت الفعلي الذي حصلت فيه , وذلك بسبب وضوح تصدي معاوية وتدبيره وتخطيطه لعملية الاغتيال أما بصورة مباشرة أو بدعم واسناد من خطط لذلك . ومثل هذا الأمر حصل ونفّذ في الوقت الذي يعتبر فيه معاوية خارجاً عن القانون وخارجاً عن الدين , فكيف سيكون الأمر لو كان لمعاوية ولاصحابه المبرر الشرعي بعد ابقائه والياً من قبل الإمام علي (عليه السلام) ففي هذه الحالة سيكون له الحرية والقدرة وكذلك لاصحابه بالتنقل في عاصمة الخلافة الإسلامية وهي الكوفة والاتصال بحرية وسهولة مع أي شخص ممكن ان يتآمر معهم ويتعاون ويشارك في عملية الاغتيال , ومثل هذا الأمر حصل مع الخليفة الثالث عثمان حيث كان لبني أمية اليد الرئيسة في عملية التخطيط لاغتيال عثمان واتمام الاغتيال كما يشهد التاريخ بذلك .

فمثلاً مما ورد في رواية اليعقوبي , كان عثمان يأمل ان تأتيه النجدة من الشام بعد ان طلب من معاوية ان يمده بالرجال بالسرعة القصوى , أما معاوية فقد تثاقل وتباطأ على امل ان ينتهي الأمر بقتله ليكون ولي الثأر من بعده , وبالتالي خرج من الشام في جيش مؤلف من اثني عشر مقاتل وقبل ان يصل إلى المدينة تركهم في مكان بعيد عنها ينتظرون صدور اوامره اليهم وسار بنفسه إلى المدينة , ولما دخل على عثمان بن عفان سأله عثمان عن النجدة

فقال معاوية : لقد تركتها ورائي وجئت اليك لأعرف رأيك واعود اليهم فاجيبك بهم .

فقال له ابن عفان : لا والله ولكنك اردت ان اقتل فتقول انت , إنا ولي الثأر , ارجع فجئني بالناس حالاً فرجع ولم يعد حتى قتل عثمان .

2- يترتب على المحذور الأول , حصول معاوية على الامضاء الشرعي لولايته من قبل الإمام علي (عليه السلام) وبالتالي يؤدي إلى استحكام قضية معاوية وولايته الممضاة حسب الفرض مما يؤدي إلى خداع الكثير من الناس بذلك اكثر من الاعداد التي خدعت بالفعل بالرغم من كون معاوية خارجاً عن القانون وعن ولي الأمر فهو خارج عن الدين , لكنه بمكره وخداعه ووسائل اعلامه الداخلية والخارجية استطاع ان يكتب التاريخ بصورة مخادعة وكاذبة بالاستعانة بالرواة والاقلام المأجورة مما ادى إلى خداع العديد من الشرائح الاجتماعية , فكيف لو كانت ولايته ممضاة من قبل الإمام (عليه السلام) .

وللحديث بقيه

خادم البضعه
23-10-2008, 02:38 PM
المستوى الرابع

ملاك الوجوب

ان وجوب التصدي للرئاسة غير متحقق , أما لوجود الدليل الشرعي على عدم الوجوب كما في قصة لقمان(عليه السلام) ورفضه الخلافة وكما ورد عن أهل البيت(عليهم السلام) عن جدهم المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم): (من اراد الرئاسة هلك) , (ما ذئبان ضاريان في غنم قد تفرقت بأ ضر في دين المسلم من الرئاسة) , وأما لعدم تحقق شروط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما حصل فعلاً مع أهل الكوفة انفسهم حتى قال فيهم(عليه السلام) : (لقد ملئتم قلبي قيحاً) وغير هذا من الاقوال , ويشهد لعدم الوجوب رفض أمير المؤمنين (عليه السلام) للخلافة بعد مقتل عثمان حتى اضطر إلى القبول .

وينتج من هذا انه لا تزاحم في المقام لانه لا وجود لملاك الواجب .

ويشهد لهذا :

1- ما ورد في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين(عليه السلام): ( وبسطتم يدي فكففتها , ومددتموها فقبضتها , ثم تداككتم عليَّ تداكَّ الابل الهيم على حياضها يوم ورودها , حتى انقطعت النعل وسقطت الرداء , ووطي الضعيف وبلغ من سرور الناس ببيعتهم اياي ان ابتهج بها الصغير وهدج اليها الكبير وتحامل نحوها العليل , وحسرت اليها الكعاب) .

2- وعنه(عليه السلام): (دعوني والتمسوا غيري , فإنا مستقبلون امراً له وجوه والوان , لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول , وان الافاق قد اغابت والمحجة قد تنكرت ,

واعلموا اني ان اجبتكم ركبت بكم ما اعلم ولم اصغ إلى قول القائل وعتب العاتب , وان تركتموني فأنا كأحدكم ولعلّي اسمعكم واطوعكم لمن وليتموه امركم , وأنا لكم وزيراً خير لكم مني اميراً) .

3- وفي تاريخ الطبري , الجزء الخامس , ورد : (ان اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاؤه (أي جاؤا لعلي (عليه السلام)) بعد مقتل عثمان فقالوا له : لابد للناس من امام ولا نجد اليوم احق بهذا الأمر منك .

فقال(عليه السلام): لا تفعلوا فاني اكون وزيراً خير من ان اكون اميراً.

فقالوا : لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك .

وما زالوا به حتى قبل بيعتهم ولكنه ابى إلا ان تكون في المسجد ويرضى جميع الناس) .

ويشهد لذلك ايضاً عدم رغبة ورفض الإمام الرضا (عليه السلام) تولي الخلافة أو ولاية العهد عندما عرض ذلك المأمون , حتى اضطر الإمام إلى ان يقبل بولاية العهد بشرط ان يكون ذلك من الناحية الظاهرية الشكلية فقط حيث قبل الإمام ذلك على ان لا يولّي والياً ولا يعزل آخر ولا ينقض كتاباً ولا يصدر آخر ويدل على هذا :

4- ما جاء في رواية الصدوق : (لما انقضى امر المخلوع واستوى امر المامون كتب إلى الإمام الرضا (عليه السلام) يستدعيه ويستقدمه إلى خراسان فأعتل عليه الرضا (عليه السلام) بعلل كثيرة , فما زال المأمون يكاتبه ويسأله حتى علم انه لن يكف عنه , فخرج (عليه السلام) من المدينة ولولده محمد الجواد من العمر سبع سنوات) .

وما جاء في علل الشرائع : ان الإمام (عليه السلام) قال للمأمون : (وأنا اقبل ذلك على ان لا اولّي احداً ولا اعزل احداً ولا انقض رسماً ولا سنة واكون في الأمر من بعيد مشيراً) فرضي المأمون منه ذلك .

5- وما ورد عن معمر بن خلاد: (ان المأمون قال لأبي الحسن الرضا: يا ابا الحسن انظر بعض من تثق به توليه هذه البلدان التي فسدت علينا,

فقال له الرضا (عليه السلام) : تفي لي وافي لك , انما دخلت فيما دخلت على ان لا آمر ولا انهى ولا اعزل ولا اولّي ولا اسير حتى يقدمني الله قبلك فوالله ان الخلافة شيء ما حدثت به نفسي) .

وينتج من ذلك كله انه لا وجود لملاك الواجب فلا تزاحم في المقام حتى يقدّم الواجب على الحرام .

خادم البضعه
24-10-2008, 04:43 PM
المستوى الخامس

دهاء معاوية

ان معاوية ليس بتلك السذاجة بحيث يسلم الأمر للإمام (عليه السلام) فولاية الشام كانت من أقوى الولايات الإسلامية وكانت تتميز عن باقي الولايات في زمن عثمان باستقلاليتها حيث أسس معاوية لنفسه في الشام دولة بكل معنى الكلمة من الشرطة والجيش وباقي المؤسسات الخدمية والاعلامية ولم تكن لعثمان سلطة على الشام إلا من الناحية الشكلية الظاهرية فقط , فهل تتوقع من معاوية التنازل عن هذه الرئاسة بسهولة بل المتوقع جداً بما يعرف عن دهاء معاوية ومكره انه لو حصل على الامضاء من الإمام (عليه السلام) فانه سيستغل هذا الامضاء لصالحه ويوظفه لتقوية اركان دولته في الشام وتوسعتها , ويدل على هذا العديد من الموارد والتي تثبت اضافة لذلك ان معاوية لا يرضى بأقل من تنحي الإمام (عليه السلام) عن الحكم وانفراد معاوية بالحكم على جميع المسلمين ,

1- منها ما قاله معاوية في بعض رسائله إلى الإمام علي (عليه السلام) وكان معاوية يتهدد ويتوعد ومما قال : ( ليس لك ولاصحابك إلا السيف ) وقد رد عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) : (أما ما ذكرت من انه ليس لي ولاصحابي إلا السيف , فلقد اضحك بعد استعبار , متى الفيت بني عبد المطلب عن الأعداء ناكلين وبالسيوف مخوفين.....) .

2- منها , ما جاء في رسالته إلى الإمام علي (عليه السلام) : (وقد ابى الناس إلا قتالك حتى تدفع لهم قتلة عثمان فإن فعلت كانت شورى بين المسلمين , وانما كان الحجازيون هم الحكام على الناس والحق فيهم فلما فارقوه كان الحكام على الناس أهل الشام ) .

ومن الواضح ان حصر الشورى بأهل الشام يعني انتخاب معاوية لا غير .

3- ومنها , ما ثبت في التاريخ من ان معاوية هو الذي بادر إلى القتال حيث ذكر المؤرخون , ان معاوية جمع ما يزيد على مئة الف مقاتل من أهل الشام وقادهم يقطع الارض نحو العراق ولما بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام) خبره جهز جيشه .

4- ومنها في معركة صفين حينما شرعوا في كتابة بنود الاتفاق كتب الكاتب : (هذا ما تقاضى عليه علي أمير المؤمنين ومعاوية بن أبي سفيان) .

فقال معاوية : (بأس الرجل إنا ان اقررت انه أمير المؤمنين , ثم قاتلته..... ) .

وللحديث بقيه

خادم البضعه
27-10-2008, 03:35 PM
المستوى السادس

تصفية الحسابات

ان اسلوب تصفية الحسابات ليس من اخلاق أهل البيت (عليهم السلام) لان فيه كذباً ومكراً وخديعة ونقضاً للعهد , فمثلاً في معركة صفين بعد التحكيم وبعد كتابة الصحيفة شهر اولئك القوم سيوفهم في وجه أمير المؤمنين (عليه السلام) وطالبوه برفض العهد بعد ابرامه فقال (عليه السلام) لهم: (ويحكم أ بعد الرضا والميثاق والعهد نرجع , أليس الله ورسوله يقول : [واوفوا بعهد الله] , [واوفوا بالعقود ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها ] ) .

وللحديث بقيه

ملكة جمال الكون
27-10-2008, 09:49 PM
أضفت معلومات قيمة ..........متابعين

خادم البضعه
29-10-2008, 01:28 AM
أضفت معلومات قيمة ..........متابعين

اللهم وفق اختي العزيزه *** ملكة جمال الكون ***

خادم البضعه
29-10-2008, 01:30 AM
المستوى السابع

عزل الولاة ومحاسبتهم

ان الاقرار لمعاوية على ولايته وعمله , يعتبر خيانة وخداعاً وغدراً للنفس وللناس ومثل هذا لا يصدر من الانسان العامي الذي يمتلك الحد الادنى من الاخلاق فكيف يصدر من الإمام المعصوم (عليه السلام) ؟ !!

وقد ثبت في التاريخ ان الإمام علي (عليه السلام) كان يلح على عثمان بعزل اولئك الولاة الظلمة وتولية الاكفاء الصالحين وحتى اللحظات الاخيرة من حياة عثمان كان يطالبه بذلك وكان هذا مما طالب به من خرج بالثورة على عثمان , وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يحاول الاصلاح بين الطرفين وقد اخذ العهد على عثمان بأن ينفذ مطالب الثوار في عزل الولاة الظلمة والاقتصاص منهم , وبعد هذا كله كيف ترضى وتعقل ان ينكر الإمام (عليه السلام) ويتنازل عما طالب به بالامس وكيف تتصور ان يخذل الإمام (عليه السلام) اولئك الناس الذين بايعوه بالامس بعد ان قتلوا عثمان بسبب اولئك الولاة وظلمهم , بأن يقر الولاة في مناصبهم وخاصة معاوية وهو اخطرهم واسوأهم .

ومما يشهد لتلك المواقف ما ورد في تاريخ الطبري , ان الثوار كتبوا إلى عثمان يدعونه إلى التوبة واقسموا له انهم لا يرجعون عنه أبداًوغير تاركيه حتى يعطيهم ما يلزمهم من حق الله , وأحس عثمان ان القوم جادون في طلبهم وسوف لا يتراجعون عنه إلا بقتله إذا لم يلبِّ طلباتهم , فأرسل إلى علي (عليه السلام) , فلما جاءه قال له: ( يا أبا الحسن انه قد كان من الناس ما رأيت وكان مني ما قد علمت ولست آمنهم على قتلي فأرددهم عني , فان لهم الله ان اعفيهم من كل ما يكرهون وان اعطيهم من نفسي ومن غيري ما يريدون وان كان في ذلك سفك دمي) ,

فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام) : (ان الناس على عدلك احوج منه إلى قتلك واني لأرى القوم لا يرضون إلا بالرضا وقد كنت اعطيتهم في المرة الاولى عهد الله لترجعن عن جميع ما نقموا ورددتهم عنك , ولم تفِ لهم بشيء من ذلك , فلا تغرنني هذه المرة من شيء فإني معطيهم عليك الحق) .

قال عثمان : (نعم , فأعطهم الان , فو الله لأفين لهم بكل ما تريد ) .

فخرج علي(عليه السلام) إلى الناس فقال : (ايها الناس انكم انما طلبتم الحق وقد اعطيتموه , ان عثمان زعم انه منصفكم من نفسه ومن غيره وراجع عن كل ما تكرهون , فاقبلوا منه ووكدوا عليه ) .

فقال الناس: (قد قبلنا , فاستوثق لنا منه , فإنا والله لا نرضى بقول دون فعل ) .


وللحديث بقيه

المحب للمسلمين
30-10-2008, 12:04 PM
بحث تأريخي

لسماحة آية الله العظمى

السيد محمود الحسني

(دام ظله الشريف)

سماحة السيد محمود الحسني (دام ظلكم)

الاستفتاء :

لماذا لم يبقِ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) معاوية والياً على الشام برهة من الزمن وهو في هذه الحالة سوف يخضع ويبايع , وبعد هذا يكون بامكانه استبداله أو تغييره بأي شخص آخر بعد ان يكون قد استقطب كل اطراف الدولة وتتم له البيعة في كل ارجاء العالم الاسلامي وبها يكون قد امكنه تصفية كل هؤلاء الفجرة ورجوع كل الثروات المسلوبة إلى بيت المال .

علماً ان هذا الأمر صحيح ومعقول من الناحية الفقهية لأنها دائماً تقرر ان الواجب إذا توقف على مقدمة محرمة وكان ملاك الواجب أقوى من ملاك الحرمة فلابد ان يقدّم الواجب على الحرام حسب قانون التزاحم ؟

بسمه تعالى :

الجواب على هذا السؤال فيه عدة مستويات اذكرها باختصار :



المستوى الأول

ملاكات الأحكام الشرعية

ان ملاكات الأحكام واهميتها الله سبحانه وتعالى هو اعلم بها بل هو العالم , فمن اين علمت ان ملاك الواجب أقوى من ملاك الحرمة , هذا لو سلمنا بوجود الملاكات .



المستوى الثاني

التعامل بالظاهر والله يتولى السرائر

ورد عن أهل البيت(عليهم السلام) عن جدهم الصادق الامين (صلى الله عليه وآله وسلم) , من انهم يتعاملون بالظاهر والله يتولى السرائر , فكيف يتم تصفية اولئك بعد ان خضع وبايع ظاهراً , بل حتى من لم يبايع فإنه في امان ما دام لم يشهر السيف ولم يعتدِ على الانفس والاعراض والاموال , كما يشهد التاريخ العديد من الحالات في زمن أمير المؤمنين (عليه السلام) , ونفس الموقف كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع المنافقين .

ويشهد لهذا ما ورد في كتب التاريخ وغيرها :

1- منها (لما دعي سعد بن أبي وقاص إلى البيعة , تمنّع منها تضامناً مع الامويين , وقال لعلي(عليه السلام) : ما عليك من بأس .... فتركه أمير المؤمنين(عليه السلام) ولم يسمح للثائرين ان يستعملوا معه العنف).

2- ومنها (لما دعي اليها عبد الله بن عمر بن الخطاب , وامتنع منها , طلب الإمام علي(عليه السلام) منه كفيلاً بأن لا يشرك مع احد في عمل ضده , ولما امتنع عبد الله بن عمر عن تقديم الكفيل تركه الإمام (عليه السلام) وقال للناس : خلّوه فأنا كفيله) .

وللحديث بقيه
ونسالكم الدعاء

تقصد للكذب بقيه

خادم البضعه
01-11-2008, 12:40 AM
المستوى الثامن

القدوة والمثل الأعلى

لقد مثّل أهل البيت القدوة والمثل الأعلى في كل المجالات فكان الحق يدور اينما داروا , وقد جسدوا ذلك بأسمى وانبل درجة لا تعتريها أي شائبة اخلاقية أو عقلائية أو شرعية , فليس من منهجهم (عليهم السلام) الغاية تبرر الوسيلة , فالغاية هي الحق والعدالة والانصاف أما الرئاسة والسلطة فهي عبارة عن وسيلة للوصول إلى تلك الغاية والهدف , ولهذا يرى أمير المؤمنين (عليه السلام) ان اقرار معاوية على منصبه وعمله اقرار للباطل وللضلالة وللظلم وهذا خلاف الهدف المنشود

1- وقد اثبت التاريخ صدور نفس الاقتراح والطلب الموجود في هذا الاستفتاء , حيث اشار ابن عباس والمغيرة بن شعبة على أمير المؤمنين(عليه السلام) بأن يقر معاوية على ولاية الشام ولو لفترة قصيرة , فأجاب (عليه السلام) : (ما كنت لأتخذ المضلين عضدا) .

2- وقد اشار(عليه السلام) إلى منهجه وهدفه الاخلاقي والشرعي في مقابل ابراز منهج المنكر والخداع والكفر والباطل المتمثل في معاوية , حيث قال (عليه السلام) : (والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر , ولولا كراهية الغدر لكنت من ادهى الناس , ولكن كل غدرة فجرة , وكل فجرة كفرة , ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة , والله ما استغفل بالمكيده , ولا استغمز بالشديدة ) .

وللحديث بقيه
ونسالكم الدعاء

خادم البضعه
01-11-2008, 12:45 AM
تقصد للكذب بقيه


اهلا وسهلا بك اخي المسلم ((المحب للمسلمين)) جعلنا الله واياكم من المحبين الصادقين للمسلمين
وعلماء المسلمين
وائمة المسلمين
وان هذا البحث وغيره لهو الحجه البالغه على كل مسلم يبحث عن الحق

خادم البضعه
04-11-2008, 06:22 PM
المستوى التاسع

المحك والقسيم

الثابت عقلاً وشرعاً ان تمام النعمة كان بولاية الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) واهل بيته المعصومين(عليهم السلام) وان تمام الأعمال وحصول الثواب انما يحصل ويقع بعد الايفاء لله سبحانه وتعالى ولرسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يحصل الإيفاء إلا بمودة ذوي القربى(عليهم السلام) .

فالمحك والقسيم بين قبول الأعمال وعدمها وبالتالي دخول الجنة والنار هو حب وولاية الإمام علي واهل بيته (عليهم الصلاة والسلام) , ومن الواضح ان تصدي أهل البيت للرئاسة والقيادة الفعلية العامة المطلقة , والتي تحصل عند غيرهم دائماً أو غالباً بتصفية الحسابات واللجوء إلى المكر والخديعة ومخالفة العهود حسب الظاهر , فمثل هذا الحال سيلغي إلى حد كبير دائماً أو غالباً ثمرة المحك والقسيم (أي الولاية) لأن المنتفعين والمنافقين يعطون ولائهم للوالي الفاسق الظالم , فبالأولية القطعية انه سيعطي ولائه للإمام المعصوم (عليه السلام) بعد عدم وجود البديل لان الأمر انعقد إليه فعلاً وبصورة عامة ومطلقة بحيث لا يوجد معسكر يقابل معسكر الحق يلتجئ إليه المنتفع والمنافق حسب الفرض وتطبيقاً للقانون الالهي المتمثل بعدة مقدمات منها , قوله تعالى : ( أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) سورة العنكبوت / آية 2 .

ومنها قوله تعالى : ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) سورة الرعد / آية 11 .

وتطبيقاً لهذا القانون سوف لن يتصدى الإمام (عليه السلام) للخلافة والرئاسة ( إلا إذا اضطر إلى ذلك) حتى يغير الناس ما بانفسهم ويصبح المجتمع على استعداد فكري ونفسي واخلاقي يستحق ان يكون الإمام (عليه السلام) معه وهو يتصدى بصورة مباشرة وفعلية للخلافة الإلهية , ويشهد لهذا الاحتمال رفض أمير المؤمنين (عليه السلام) الخلافة عندما جعلها عمر شورى بين الستة بالرغم من وجود الطريق (الشرعي) كالتورية مثلاً يمكن سلوكه في ذلك الموقف لكنه (عليه السلام) لم يفعله ولم يفعل غيره من الطرق وكذلك رفضه الخلافة بعد مقتل عثمان حتى اضطر إلى القبول , وكذلك موقف الإمام الرضا (عليه السلام) ورفضه الخلافة حتى اضطر إلى قبول ولاية العهد ولا اقل من كون هذا الاحتمال في هذا المستوى ينفي الوجوب المدعى في السؤال .

واليك بعض الموارد الشرعية التي تشير بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى ذلك القانون الالهي أو إلى مقدماته والتي تشير إلى الترابط والتلازم بين فعل الخيرات واطاعة وامتثال الأحكام والتحلي بمكارم الاخلاق وبين نعم الله وفضله وتسديده ومن الواضح ان افضل النعم والطفها وجود السلطان والإمام العادل (عليه السلام) وهو يطبق احكام الله وينشر العدل والامان , وبخلاف ذلك ينتشر الظلم والفساد والنقمة والعذاب وفي بعضها اشارات إلى ان الدنيا دار اختبار وابتلاء فيها يمحص الانسان ويعرف الصالح من الطالح , فتكون الحجة تامة على المكلف من التنجيز والتعذير :

وللحديث بقيه
ونسالكم الدعاء

خادم البضعه
09-11-2008, 01:18 AM
1- ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : (ايها الناس .... لقد كنت امس اميراً فأصبحت اليوم مأموراً وكنت امس ناهياً فأصبحت اليوم منهياً ,

وقد احببتم البقاء وليس لي ان احملكم على ما تكرهون ) .

2- وعنه (عليه السلام) : (اللهم اني مللتهم وملّوني , وسئمتهم وسئموني , فابدلني بهم خيراً منهم , وابدلهم بي شراً مني , اللهم مثّ قلوبهم كما يماث الملح في الماء ) .

3- وعن امام المتقين وامير المؤمنين (عليه السلام) : (اخذ الباطل مآخذه , وركب الجهل مراكبه , وغطمت الطاغية , وقلت الداعية , وصال الدهر صيال السبع العقور , وهدر فنيق الباطل بعد كظوم , وتراخى الناس على الفجور , وتهاجروا على الدين , وتحابوا على الكذب , وتباغضوا على الصدق , فإذا كان ذلك , كان الولد غيضاً والمطر قيضاً , وتفيض اللئام فيضاً , وتغيض الكرام غيضاً ,

وكان أهل ذلك الزمان ذئاباً , وسلاطينه سباعاً واوساطه اكالاً , وفقداؤه امواتاً ,

زغار الصدق , وفاض الكذب , واستعملت المودة باللسان , وتشاجر الناس بالقلوب , وصار الفسوق نسباً , والعفاف عجباً , ولبس الاسلام لبس الفرو مقلوباً) .

4- وقال (عليه السلام) : (ألا فتوقعوا ما يكون من ادبار اموركم , وانقطاع وصلكم , واستعمال صغاركم ,

ذاك حيث تكون ضربة السيف على المؤمن اهون من الدرهم من حله,

ذاك حيث يكون المعطى اعظم اجراً من المعطي ,

ذاك حيث تسكرون من غير شراب , بل من النعمة والنعيم , وتحلفون من غير اضطرار , وتكذبون من غير احراج , ذاك إذا عضكم البلاء كما يعض القتب غارب البعير , انما مثلي بينكم مثل السراج في الظلمة يستضيء به من ولجها , فاسمعوا ايها الناس وعوا , واحضروا آذان قلوبكم تفهموا) .

5- ومنها قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (ان الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات , وحبس البركات , واغلاق خزائن الخيرات , ليتوب تائب , ويقلع مقلع , ويتذكر متذكر , ويزدجر مزدجر ,

وقد جعل الله سبحانه وتعالى الاستغفار سبباً لدرور الرزق ورحمة الخلق فقال تعالى : (استغفروا ربكم انه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً , ويمددكم بأموال وبنين)

فرحم الله امرئً استقبل توبته , واستقال خطيئته وبادر منيته) .


6- وقال (عليه السلام) : (ان الله بعث رسولاً هادياً بكتاب
ناطق وأمر قائم , لا يهلك عنه إلا هالك , وان المبتدعات المشتبهات هن المهلكات إلا من حفظ الله منها , وان في سلطان الله عصمة لأمركم , فاعطوه طاعتكم غير ملومة , ولا مستكره بها , والله لتفعلن أو لينقلن الله عنكم سلطان الاسلام , ثم لا ينقله اليكم ابداً حتى يأرز الأمر إلى غيركم) .

7- وقال (عليه السلام) : (احمد الله على ما قضى من امر وقدّر من فعل , وعلى ابتلائي بكم ايها الفرقة التي إذا امرت لم تطع , وإذا دعوت لم تجب , أم امهلتم خضتم , وان حوربتم خرتم , وان اجتمع الناس على امام طعنتم .... فو الله لئن جاء يومي , وليأتيني , ليفرقن بيني وبينكم , وأنا لصحبتكم قالٍ , وبكم غير كثير ...

وان أحب ما إنا لاقٍ إليّالموت) .


وللحديث بقيه
ونسالكم الدعاء

خادم البضعه
10-11-2008, 04:07 PM
8- وقال (عليه السلام) : (فلا تعتبروا الرضا والسخط , بالمال والولد , جهلاً بمواقع الفتنة والاختبار في مواضع الغنى والاقتدار , وقد قال سبحانه وتعالى (أيحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون) فإن الله سبحانه يختبر عباده المستكبرين في انفسهم بأوليائه المستضعفين في اعينهم ,) .

9- وقال (عليه السلام) : (ولقد دخل موسى بن عمران ومعه اخوه هارون (عليهما السلام) على فرعون , وعليهما مدارع الصوف وبأيديهما العصي فشرطا له : ان اسلم بقاء ملكه ودوام عزه ,

فقال : (ألا تعجبون من هذين يشرطان لي دوام العز وبقاء الملك وهما بما ترون من حال الفقر والذل , فهلاّ القي عليهما اساورة من ذهب)

اعظاماً للذهب وجمعه واحتقاراً للصوف ولبسه ,

ولو اراد الله سبحانه بانبيائه حيث بعثهم ان يفتح لهم كنوز الذهبان , ومعادن العقيان , ومغارس الجنان , وان يحشر معهم طيور السماء ووحوش الارض لفعل ,

ولو فعل لسقط البلاء , وبطل الجزاء , واضمحلت الانباء , ولما وجب للقابلين اجور المبتلين , ولا استحق المؤمنون ثواب المحسنين ولألزمت الاسماء معانيها , ولكن الله سبحانه جعل رسله أُلي قوة في عزائمهم , وضعفة فيما ترى الاعين من حالاتهم , مع قناعة تملأ القلوب والعيون غنى , وخصاصة تملأ الابصار والاسماع اذى ,

ولو كانت الانبياء أهل قوة لا ترام وعزة لا تضام , وملك تمتد نحوه اعناق الرجال , وتشد إليه عقد الرحال لكان ذلك اهون على الخلق في الاعتبار وابعد لهم في الاستكبار , ولآمنوا عن رهبة قاهرة لهم أو رغبة مائلة بهم , فكانت النيات مشتركة والحسنات مقتسمة ,

ولكن الله سبحانه اراد ان يكون الاتباع لرسله , والتصديق بكتبه , والخشوع لوجهه , والاستكانة لأمره , والاستسلام لطاعته اموراً له خاصة لا تشوبها من غيرها شائبة , وكلما كانت البلوى والاختبار اعظم كانت المثوبة والجزاء اجزل) .

10- وقال (عليه السلام) : (ألا ترون ان الله سبحانه اختبر الاولين من لدن آدم (صلوات الله عليه) إلى الآخرين من هذا العالم , باحجار لا تضر ولا تنفع , ولا تبصر ولا تسمع , فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياماً ,

ثم وضعه بأوعر بقاع الارض حجراً واقل نتائق الارض مدراً , واضيق بطون الاودية قطراً , بين جبال خشنة , ورمال دمثة , وعيون وشلة, وقرى منقطعة , لا يزكوبها خف ولا حافر ولا ظلف ,

ثم امر آدم وولده ان يثنوا اعطافهم نحوه , فصار مثابة لمنتجع اسفارهم , وغاية لملقى رحالهم , تهوى إليه ثمار الافئدة من مفاوز قفار سحيقة , ومهاوي فجاج عميقة وجزائر بحار منقطعة , حتى يهزّوا مناكبهم ذللاً يهلون لله حوله , ويرملون على اقدامهم شعثاً غبراً له , قد نبذوا السرابيل وراء ظهورهم , وشوّهوا باعفاء الشعور محاسن محاسن خلقهم ,

ابتلاء عظيماً وامتحاناً شديداً واختباراً مبيناً , وتمحيصاً بليغاً , جعله الله سبباً لرحمته ووصلة إلى جنته ,

ولو اراد سبحانه ان يضع بيته الحرام ومشاعره العظام بين جنات وانهار , وسهل وقرار , جم الاشجار , داني الثمار , ملتف البُنا , متصل القرى , بين برة سمراء , وروضة خضراء , وارياف محدقة , وعراص مغدقة , ورياض ناضرة , وطرق عامرة ,

لكان قد صغر قدر الجزاء على حسب ضعف البلاء ,

ولو كان الاساس المحمول عليها , والاحجار المرفوع بها بين زمردة خضراء , وياقوتة حمراء , ونور وضياء , لخفف ذلك مسارعة الشك في الصدور , ولوضع مجاهدة ابليس عن القلوب ولنفى معتلج الريب من الناس) .

11- وقال (عليه السلام) : (لكن الله يختبر عباده بانواع الشدائد ويتعبدهم بانواع المجاهد , ويبتليهم بضروب المكاره , اخراجاً للتكبر من قلوبهم , واسكاناً للتذلل في نفوسهم , وليجعل ذلك ابواب فتحاً إلى فضله , واسباباً ذللاً لعفوه) .

12- وقال (عليه السلام) : (وتدبروا احوال الماضين من المؤمنين قبلكم كيف كانوا في حال التمحيص والبلاء , ألم يكونوا اثقل الخلائق اعباء , واجهد العباد بلاء , واضيق أهل الدنيا حالاً , اتخذتهم الفراعنة عبيداً فساموهم سوء العذاب , وجرعوهم المرار , فلم تبرح الحال بهم في ذل الهلكة وقهر الغلبة , لا يجدون حيلة في امتناع ولا سبيلاً إلى دفاع ,

حتى إذا رأى الله جدّ الصبر منهم على الاذى في محبته والاحتمال للمكروه من خوفه جعل لهم من مضايق البلاء فرجاً , فأبدلهم العز مكان الذل , والامن مكان الخوف , فصاروا ملوكاً حكاماً , وائمة اعلاماً , وبلغت الكرامة من الله لهم ما لم تبلغ الامال إليه بهم) .

13- وقال (عليه السلام) : (فانظروا كيف كانوا حيث كانت الاملاء مجتمعة , والاهواء متفقة , والقلوب معتدلة , والايدي مترادفة, والسيوف متناصرة , والبصائر نافذة , والعزائم واحدة , ألم يكونوا ارباباً في اقطار الارضين , وملوكاً على رقاب العالمين ,

فانظروا إلى ما صاروا إليه في آخر امورهم حين وقعت الفرقة , وتشتت الالفة , واختلفت الكلمة والافئدة , وتشعبوا مختلفين , وتفرقوا متحازبين , قد خلع الله عنهم لباس كرامته , وسلبهم غضارة نعمته , وبقي قصص اخبارهم فيكم عبراً للمعتبرين) .

14- وقال (عليه السلام) : (فاعتبروا بحال ولد اسماعيل وبني اسحاق وبني اسرائيل (عليهم السلام) , فما اشد اعتدال الاحوال , واقرب اشتباه الامثال , تأمّلوا أمرهم في حال تشتتهم وتفرقهم ليالي كانت الاكاسرة والقياصرة ارباباً لهم , يجتازونهم عن ريف الافاق , وبحر العراق , وخضرة الدنيا , إلى منابت الشيّح , ومهافي الريح , ونكد المعاش , فتركوهم عالة مساكين اخوان دبر ووبر , اذل الامم داراً , واجدبهم قراراً , لا يأوون إلى جناح دعوة يعتصمون بها , ولا إلى ظل الفة يعتمدون على عزها ,

فالاحوال مضطربة والايدي مختلفة , والكثرة متفرقة , في بلاء ازل , واطباق جهل , من بنات موؤدة , واصنام معبودة , وارحام مقطوعة, وغارات مشنونة ,

فانظروا إلى مواقع نعم الله عليهم حين بعث اليهم رسولاً , فعقد بملته طاعتهم , وجمع على دعوته الفتهم , كيف نشرت النعمة عليهم جناح كرامتها ..... فهم حكام على العالمين , وملوك في اطراف الارضين , يملكون الأمور على من كان يملكها عليهم , ويمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم ....

ألا وانكم قد نفضتم ايديكم من حبل الطاعة , وثلمتم حصن الله المضروب عليكم باحكام الجاهلية ,

ثم تقولون النار ولا العار , كأنكم تريدون ان تكفئوا الاسلام على وجهه , انتهاكاً لحريمه , ونقضاً لميثاقه الذي وضعه الله لكم حرماً في ارضه وامناً بين خلقه , وانكم ان لجأتم إلى غيره , حاربكم أهل الكفر,

ثم لا جبرائيل ولا ميكائيل ولا مهاجرون ولا انصار ينصروكم إلا المقارعة بالسيف .....

فإن الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين ايديكم إلا لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي , والحلماء لترك التناهي) .





والله العالم و المستعان

محمود الحسني

7 / شوال / 1422

علي الفاروق
10-11-2008, 04:23 PM
موضوع قيم

بارك الله بكم جميعا

خادم البضعه
12-11-2008, 11:00 AM
موضوع قيم

بارك الله بكم جميعا

شكرا لك اخي العزيز على المرور

ونسلك الدعاء

خادم البضعه
21-11-2008, 01:51 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد..................وعجل وفرج قائم ال محمد

خادم البضعه
25-11-2008, 04:18 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد..................وعجل وفرج قائم ال محمد