احمد العراقي
20-10-2006, 02:04 PM
السلام عليكم
ليس لي أن أقول في علي بن أبي طالب لأني لا أعرف عنه ما يكفي
ولكن وقد طلب إليّ أن اشهد... أريد أن تكون شهادتي بالحب.
حب الكلمة التي لفظ والكلمة التي كتب والكلمة التي خطب والكلمة التي أوصى بها قبل موته.
الكلمة التي انطلقت من لسان لتُفرع الملايين من الأشياع، هذه الكلمة أعجوبتها إنها كانت جسداً, أعجوبتها أنها كانت إنساناً، إنساناً عرف البراءة، فعرف قسوة الحفاظ عليها، ولوعة الانعزال بها، ووحشة الغربة في فردوسها الوحيد.
لقد كان علي نفساً بريئة، براءة العارف فاجعة الوجود، لكن معرفته لم تبعثه على اليأس إنما على الشجاعة فحين كان يصمت فاحتراماً للحياة لا تسليماً لها، وحين كان يزهد فعن قوة لا عن بخل وحين كان يغضب فقاعدة غضبه الرحمة.
ومن يقرؤه يقرأ لثائرٍ الكلمة عنده تتوتر باستمرار، تتوتر وتشتاق إلى ما هو أكثر منها، وتتعذب، وتصفو، وتفرد وراءها أصداء عميقة وظلالاً حية.الكلمة عنده كائن متحرق ليست بليغة فحسب بل هي ما بقي على لسانه من لقاء التأمل الفكري بمعاناة الأعصاب وبهذا كلمته كائن حي مهما توغلت في الوعظ ولهذا بقيت تهدر كالسيل وتتألق كالنجم وتدخل إلى القلب كأنها تعصره أو تهزه أو كأنها قلب إلى قلبه.
إنني احب علياً لأنه، بين الأئمة أشدهم براءة على معرفة....أشدهم صفاء على همّ وأقربهم إلى الينابيع الأولى على شمول وأكثرهم غربة على امتلاء بالحق.
أحب علياً لأنه، بين أساتذة الروح في طليعتهم تجسيداً وبين مجسدي الأفكار في طليعتهم طهارة.
أحب علياً لأنه قبض على سر التناقض ففجره كالضوء في حياته وشهادته وأقواله.
أحب علياً لأنه بعد كل هذه المئات من السنين أطالعه فأسمعه واسمعه فأصغي إليه وأصغي إليه فأشعر انه واقف في الزمان كالجرح ككل صرخة بارة تكسر جدار الزمان. ليس بيننا وبينه مئات من السنين. أنه هنا. صوته في ملايين الأشياع صراعه الذي كان صراع في ما هو كائن وكفاحه ضد ما كان كفاح ضد ما هو كائن لقد انتشر نسغه في الشجرة، وعيده عيد العقل والقلب.
أي ألم عرف علي فأوصله إلى ذلك الصفاء الآسر، أي ألم غير الألم الذي يصيب العادلين الصديقين
كان اليونانيون يعتقدون أن العادل منذور للعذاب وأن الظالم وحده يعرف السعادة أصحيح هذا؟؟
وهل السعادة نقيض العذاب؟
لقد كان علي بن ابي طالب عادلاً فعرف العذاب، لكنه لم يعرف الشقاء لأنه لم يكن مراً والشقاء مرارة.
الشقاء مرارة وعلي كان عذاباً، الشقاء يباس وعلي كان طرياً بالحنان.
كأنه مزيج من الملاك والمحارب، أو مزيج من الفرح والبكاء، أو مزيج من الحلم واليقظة.
ولم تطوه الخيبة على حقد، ولا نشره النصر على طمع...
كان كبيراً وكأنه كان يخاف أن يسئ الآخرون تقليد كبره، فكان يحض على التواضع، ويتواضع، وكأنه خجول بعظمته كأنه كان يعتذر عن كونه كبيراً في عالم يكاد لا يحتمل إلا الأوهام، في عالم يكاد لا يتألف إلا من الأقزام .
إن وجهه هو وجه المحبة، ويده يد الشجاعة، وقلبه قلب البر ومهما أتى ناقماً ساخطاً صارخاً فنقمته هي نقمة البراءة وسخطه سخط العدل وصراخه صراخ الصدق، لا يحدوه شغف بغير الخير، ولا يؤججه غير احترام للكرامة الإنسانية هو شرف للإسلام.
فسلام عليك يا سيد الوصيين
ويا امام المتقين
ويا قائد الغر المحجلين
يا خليفة رسول رب العالمين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مقتبس من موقع المعصومون الاربعة عشر
ليس لي أن أقول في علي بن أبي طالب لأني لا أعرف عنه ما يكفي
ولكن وقد طلب إليّ أن اشهد... أريد أن تكون شهادتي بالحب.
حب الكلمة التي لفظ والكلمة التي كتب والكلمة التي خطب والكلمة التي أوصى بها قبل موته.
الكلمة التي انطلقت من لسان لتُفرع الملايين من الأشياع، هذه الكلمة أعجوبتها إنها كانت جسداً, أعجوبتها أنها كانت إنساناً، إنساناً عرف البراءة، فعرف قسوة الحفاظ عليها، ولوعة الانعزال بها، ووحشة الغربة في فردوسها الوحيد.
لقد كان علي نفساً بريئة، براءة العارف فاجعة الوجود، لكن معرفته لم تبعثه على اليأس إنما على الشجاعة فحين كان يصمت فاحتراماً للحياة لا تسليماً لها، وحين كان يزهد فعن قوة لا عن بخل وحين كان يغضب فقاعدة غضبه الرحمة.
ومن يقرؤه يقرأ لثائرٍ الكلمة عنده تتوتر باستمرار، تتوتر وتشتاق إلى ما هو أكثر منها، وتتعذب، وتصفو، وتفرد وراءها أصداء عميقة وظلالاً حية.الكلمة عنده كائن متحرق ليست بليغة فحسب بل هي ما بقي على لسانه من لقاء التأمل الفكري بمعاناة الأعصاب وبهذا كلمته كائن حي مهما توغلت في الوعظ ولهذا بقيت تهدر كالسيل وتتألق كالنجم وتدخل إلى القلب كأنها تعصره أو تهزه أو كأنها قلب إلى قلبه.
إنني احب علياً لأنه، بين الأئمة أشدهم براءة على معرفة....أشدهم صفاء على همّ وأقربهم إلى الينابيع الأولى على شمول وأكثرهم غربة على امتلاء بالحق.
أحب علياً لأنه، بين أساتذة الروح في طليعتهم تجسيداً وبين مجسدي الأفكار في طليعتهم طهارة.
أحب علياً لأنه قبض على سر التناقض ففجره كالضوء في حياته وشهادته وأقواله.
أحب علياً لأنه بعد كل هذه المئات من السنين أطالعه فأسمعه واسمعه فأصغي إليه وأصغي إليه فأشعر انه واقف في الزمان كالجرح ككل صرخة بارة تكسر جدار الزمان. ليس بيننا وبينه مئات من السنين. أنه هنا. صوته في ملايين الأشياع صراعه الذي كان صراع في ما هو كائن وكفاحه ضد ما كان كفاح ضد ما هو كائن لقد انتشر نسغه في الشجرة، وعيده عيد العقل والقلب.
أي ألم عرف علي فأوصله إلى ذلك الصفاء الآسر، أي ألم غير الألم الذي يصيب العادلين الصديقين
كان اليونانيون يعتقدون أن العادل منذور للعذاب وأن الظالم وحده يعرف السعادة أصحيح هذا؟؟
وهل السعادة نقيض العذاب؟
لقد كان علي بن ابي طالب عادلاً فعرف العذاب، لكنه لم يعرف الشقاء لأنه لم يكن مراً والشقاء مرارة.
الشقاء مرارة وعلي كان عذاباً، الشقاء يباس وعلي كان طرياً بالحنان.
كأنه مزيج من الملاك والمحارب، أو مزيج من الفرح والبكاء، أو مزيج من الحلم واليقظة.
ولم تطوه الخيبة على حقد، ولا نشره النصر على طمع...
كان كبيراً وكأنه كان يخاف أن يسئ الآخرون تقليد كبره، فكان يحض على التواضع، ويتواضع، وكأنه خجول بعظمته كأنه كان يعتذر عن كونه كبيراً في عالم يكاد لا يحتمل إلا الأوهام، في عالم يكاد لا يتألف إلا من الأقزام .
إن وجهه هو وجه المحبة، ويده يد الشجاعة، وقلبه قلب البر ومهما أتى ناقماً ساخطاً صارخاً فنقمته هي نقمة البراءة وسخطه سخط العدل وصراخه صراخ الصدق، لا يحدوه شغف بغير الخير، ولا يؤججه غير احترام للكرامة الإنسانية هو شرف للإسلام.
فسلام عليك يا سيد الوصيين
ويا امام المتقين
ويا قائد الغر المحجلين
يا خليفة رسول رب العالمين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مقتبس من موقع المعصومون الاربعة عشر