سيد محمد الكفائي
22-10-2008, 09:30 PM
مَدرَسة ُ الحُسَين/قاسم محمّد الكفائي
لِكلِّ أمّةٍ مَدرسة ٌ شيّدَها عظمائُها على أنماطٍ مختلفة في السياسةِ ، والأجتماع ، والفنون ، والشريعة ، والعلوم الأخرى . فتفننت بتثبيت ركائزِها كأطروحةٍ تمخّضَت عن
صراع وتلاقح ٍ وعمل ٍ مُستمرٍ عَبرَ مراحلٍ تأريخيةٍ طويلةٍ من حياتِها . العراقُ نموذجا لهذا النمَط من التشييد ، وقد أبدع التأريخُ العراقي بعرض صورا جميلة تعكسُ وجوهَ الأبداع لحضاراتٍ سادت آلافَ السنين في بلادِ مابين النهرين وأنتهت مَسيرُتها لتصبحَ مدرسة معرفية وإنسانية تتباهى بها اليوم أمّتُنا والعالم . وفي مدرسةِ الأمام الحُسين بن ِعلي بن ِ أبي طالب - ع – جوانبُ أخرى كان قد شيدها بأحرفِ - الكلمة العليا – التي هي أكبر وأنقى من الأرث الذي خلفتهُ العصور . فقد كانت بحق نموذجا لمعنى الرسالاتِ السماوية ، والأسلامية على الخصوص . لقد بدأ تشييدَها إماما ومُصلِحا على َفهم ٍ ودرايةٍ ومسؤوليةٍ تلازمُها عملية ُالتغيير في الفرد والمجتمع ، بعيدة عن روح العصبيةِ والتناحر والأستنفار بالسيف .
لقد تصدّى بكلمتهِ ، ثم ثارَ بها على طاغوتِ عصرهِ ولم يُعلن سَيفهُ مُبتدِأ ً كحَلٍّ في الأصلاح أو هدَّدَ به . وما كانت هذه الثورة تعني أراقة الدم الذي أراد له يزيد أن يُُهدَر ، وإنما تعني حفظهُ وإعلانَ حالةِ الطوارىء للدفاع عن الدين والقيم والنفس . كذلك الأعلان عن مبادىء الأصلاح العقيدي والسياسي والأجتماعي التي أرادَ لها الحُسين أن َتطغى على السّاحة وبين جَمهور
المسلمين .هذه المبادىء لا يصعب التعرف عليها مادام الأسلام وكلُّ الرسالاتِ السماوية هي شِعار الأمام الحسين الذي رفعَهُ وتمسَّكَ به واستشهدَ من أجلهِ ، إنما الصعب في تجسيد الشعار ، وفي إيجاد أسباب بقائه محفوظا سليما من عوامل التغيير والتلوين والتشويه ، وحتى لا يتبدل أو يندثر فتتحقق طموحات من سَيخلفهُم ( يزيد ) من الآخِرين . بهذا السلوك الحسيني تشيّدت هذه المدرسة واعتلى مقامُها ، فتمسَّكَ عامة ُ المسلمين بشخصية الأمام الحسين على أنه حفيدُ الرسول الأكرم ، وسيدُ شباب أهل الجنة ، بينما عَرفهُ سالكو خط أهل البيت أنه الأمامُ المعصومُ ، وخليفة الله في أرضهِ ، والأمتدادُ الطبيعي لجدِه وأبيهِ في َتحَمّل أعباءَ العمل السياسي والرسالي الذي أولتهُ له الأمة . لقد استشهدَ الأمامُ الحُسين – ع – بحَدِّ موقفِهِ إنتصارا للأنسان والأرض والعدل . إن وفائنا لأمامِنا يدعونا لمراجعة أحوالنا كي نبلغَ قمة صرح الثقافة الحسينية ، وإقامة مراسيم ذكرى الأستشهاد ، وكيفية استثمارها لبناء صروحِنا في كلِّ مناحي الحياة ،السياسية والأجتماعية وبناء الوطن والشخصية الوطنية ، فنجعلها حالة للألفة ، والتكامل في النهوض . من قبل ألف عام والى اليوم مازال طلابُ مدرسة الأمام الحسين -ع - يقيمون الشعائرَ الحسينية تعظيما لصاحب الذكرى ، وتجسيدا للقيم الألهية المثلى التي توسَّمَة بها شخصيَّتهُ ومدرستهُ لتصبح مَصدَرا مُهمّا من مَصادر عقيدتِنا وثقافتِنا . لقد بَكت عينُ النبي الأكرم حفيدَهُ الحسين بينما كان طفلا لا يغادر حجريه ، وامتلىء قلبُه حزنا عليه . فكان النبي – ص- عارفا باستشهادِه ، مقرّا له بأمامتِهِ . فأيُّ عين ٍلا تتأسى بعين الرسول الأكرم ، وأيُّ قلبٍ لا يتأسّى بقلبه !!! وما بالنا ونحنُ من ُطلاب مدرستهِ غيرُ مخالفين ولا ناكثين ؟
في هذه الايام من كل عام ( خلافا لحقبة استبداد صدام التكريتي ) ، تتقاطرُ على مدينة كربلاء المقدسة الملايين البشرية قاصدة زيارة قبر إمامِها ، لتجدِّدَ بيعتهَا له بالولاء ، وتأخذ منه أسبابَ قوتِها . لأن الولاءَ الحُسيني الذي أرتضاهُ الأمامُ لنا هو أن يكون ولاءً الى العقيدة ، وأن يكونَ وسيلة ً طاهرة ً للتماسك الأجتماعي ، وبناء الشخصية والوطن . ففي هذا العام حرصت حكومتنا الشرعية وبالخصوص الأجهزة الأمنية المختصة أن تسيِّر مراسيمَ الزيارة والمواكبَ وفق شروطٍ والتزاماتٍ خالية من كل أشكال الطائفية والولاءات السياسية ، أو العشائرية والتيارات الأخرى . فكانت أجهزتنا بحق كفوئة في هذه الأجراءات ومخلصة في تعاملِها مع الواقع الحسيني الذي تعيشهُ كربلاءُ وشيعتهُا . على الواقع العملي الذي تعيشه الساحة الكربلائية هناك مهام كثيرة يجب على الجميع تحَمّلها والعمل بها . تتلخص بما يلي :
* دَورُ المرجعية ومسؤوليتها الشرعية - المطلوب من المرجعية الدينية أن توجِّه خطابا من داخل الصحن الحسيني في كل مناسبة من كل عام تحث فيه الحكومة على سدّ ثغرات ضَعفِها التي تعاني منها ، وتحثها على تقديم أفضل الخدمات للمواطن العراقي ، مع التركيز على إيجاد سبل الأرتقاء به ، وتعميم مبدأ الضمان والتكافل . أيضا ، من الأهمية بمكان توجيه خطاب الوعي الوطني الى منتسبي الدولة والمواطنين بضرورة الحرص على الأنسان والأرض والزمن ، والألتزام بمبدأ الجدية
والأبداع في الحياة . والمرجعية مدعوة الى توضيح وتهذيب مَشاهد إحياء ذكرى الطف بأحسن الصور والطفِها وجها ومعنى .
وللمرجعية حق مطالبة حكام الدول الأسلامية بالالتزام الأخلاقي في عمل برامجها الأعلامية لدولِها لفترة محرم وصفر ، ودعوتهم لزيارة العتبات المقدسة في العراق . أيضا دعوة علماء المسلمين لنفس الغرض من أجل التقريب وأقامة أفضل العلاقات ما بين المذاهب والفرق الأسلامية . وبوضوح فأن المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم هو الشخصية اللائقة لقراءة مثل هكذا خطاب على مسامع الملايين المحتشدة من داخل الصحن الحسيني الطاهر في كل عام .
* دَورُ الدولة ومسؤوليتها القانونية - يتحتم على الدولة أن تعمل ما بوسعِها في تنظيم الأحتفالات التي ُتقام بهذه المناسبة الأليمة والمقدسة ، وأن تحمي الزائرين ، وتوجهَهُم للوعي في أداء المراسيم واحترام القانون وكل التعليمات التي تصدر عن الجهات المسؤولة . كذلك ماتلتزم به هو توفير مزيدا من الخدمات والأمكانات المادية والأمنية لمدينة كربلاء ، والدولة أمامها المنبرالكربلائي لأعلان مشاريعها في البناء والأعمار في مثل هذه المناسبة من كل عام ، مع تعميق أواصر المحبة والعلاقة .
* دَورُ المواطن والمسؤولية الوطنية - على الزائر أن يساهم في عملية استتباب الأمن بمساعدته الجهات الأمنية في تقديم المعلومة التي تساهم بتحجيم حركة الأرهاب والمخالفات ، وعليه الأنضباط الروحي والأخلاقي والوطني وهو يعيش أجواءَ المدرسة الحسينية التي تدعوه لمثل هذا الأنضباط . كذلك للمواطن الدورالفاعل في تعميم حالة الوعي عندما يكون حاضرا في المؤسسات الثقافية والأعلامية المعنية لتلقي ضوابط وتوجيهاتِ المرجعيةِ والدولة .
( السلامُ عليكَ سيدي يا أبا عبد الله . لعنَ اللهُ أمة ظلمتكَ وقتلتكَ ، وأبرىءُ الى الله واليك منهم .... )
لِكلِّ أمّةٍ مَدرسة ٌ شيّدَها عظمائُها على أنماطٍ مختلفة في السياسةِ ، والأجتماع ، والفنون ، والشريعة ، والعلوم الأخرى . فتفننت بتثبيت ركائزِها كأطروحةٍ تمخّضَت عن
صراع وتلاقح ٍ وعمل ٍ مُستمرٍ عَبرَ مراحلٍ تأريخيةٍ طويلةٍ من حياتِها . العراقُ نموذجا لهذا النمَط من التشييد ، وقد أبدع التأريخُ العراقي بعرض صورا جميلة تعكسُ وجوهَ الأبداع لحضاراتٍ سادت آلافَ السنين في بلادِ مابين النهرين وأنتهت مَسيرُتها لتصبحَ مدرسة معرفية وإنسانية تتباهى بها اليوم أمّتُنا والعالم . وفي مدرسةِ الأمام الحُسين بن ِعلي بن ِ أبي طالب - ع – جوانبُ أخرى كان قد شيدها بأحرفِ - الكلمة العليا – التي هي أكبر وأنقى من الأرث الذي خلفتهُ العصور . فقد كانت بحق نموذجا لمعنى الرسالاتِ السماوية ، والأسلامية على الخصوص . لقد بدأ تشييدَها إماما ومُصلِحا على َفهم ٍ ودرايةٍ ومسؤوليةٍ تلازمُها عملية ُالتغيير في الفرد والمجتمع ، بعيدة عن روح العصبيةِ والتناحر والأستنفار بالسيف .
لقد تصدّى بكلمتهِ ، ثم ثارَ بها على طاغوتِ عصرهِ ولم يُعلن سَيفهُ مُبتدِأ ً كحَلٍّ في الأصلاح أو هدَّدَ به . وما كانت هذه الثورة تعني أراقة الدم الذي أراد له يزيد أن يُُهدَر ، وإنما تعني حفظهُ وإعلانَ حالةِ الطوارىء للدفاع عن الدين والقيم والنفس . كذلك الأعلان عن مبادىء الأصلاح العقيدي والسياسي والأجتماعي التي أرادَ لها الحُسين أن َتطغى على السّاحة وبين جَمهور
المسلمين .هذه المبادىء لا يصعب التعرف عليها مادام الأسلام وكلُّ الرسالاتِ السماوية هي شِعار الأمام الحسين الذي رفعَهُ وتمسَّكَ به واستشهدَ من أجلهِ ، إنما الصعب في تجسيد الشعار ، وفي إيجاد أسباب بقائه محفوظا سليما من عوامل التغيير والتلوين والتشويه ، وحتى لا يتبدل أو يندثر فتتحقق طموحات من سَيخلفهُم ( يزيد ) من الآخِرين . بهذا السلوك الحسيني تشيّدت هذه المدرسة واعتلى مقامُها ، فتمسَّكَ عامة ُ المسلمين بشخصية الأمام الحسين على أنه حفيدُ الرسول الأكرم ، وسيدُ شباب أهل الجنة ، بينما عَرفهُ سالكو خط أهل البيت أنه الأمامُ المعصومُ ، وخليفة الله في أرضهِ ، والأمتدادُ الطبيعي لجدِه وأبيهِ في َتحَمّل أعباءَ العمل السياسي والرسالي الذي أولتهُ له الأمة . لقد استشهدَ الأمامُ الحُسين – ع – بحَدِّ موقفِهِ إنتصارا للأنسان والأرض والعدل . إن وفائنا لأمامِنا يدعونا لمراجعة أحوالنا كي نبلغَ قمة صرح الثقافة الحسينية ، وإقامة مراسيم ذكرى الأستشهاد ، وكيفية استثمارها لبناء صروحِنا في كلِّ مناحي الحياة ،السياسية والأجتماعية وبناء الوطن والشخصية الوطنية ، فنجعلها حالة للألفة ، والتكامل في النهوض . من قبل ألف عام والى اليوم مازال طلابُ مدرسة الأمام الحسين -ع - يقيمون الشعائرَ الحسينية تعظيما لصاحب الذكرى ، وتجسيدا للقيم الألهية المثلى التي توسَّمَة بها شخصيَّتهُ ومدرستهُ لتصبح مَصدَرا مُهمّا من مَصادر عقيدتِنا وثقافتِنا . لقد بَكت عينُ النبي الأكرم حفيدَهُ الحسين بينما كان طفلا لا يغادر حجريه ، وامتلىء قلبُه حزنا عليه . فكان النبي – ص- عارفا باستشهادِه ، مقرّا له بأمامتِهِ . فأيُّ عين ٍلا تتأسى بعين الرسول الأكرم ، وأيُّ قلبٍ لا يتأسّى بقلبه !!! وما بالنا ونحنُ من ُطلاب مدرستهِ غيرُ مخالفين ولا ناكثين ؟
في هذه الايام من كل عام ( خلافا لحقبة استبداد صدام التكريتي ) ، تتقاطرُ على مدينة كربلاء المقدسة الملايين البشرية قاصدة زيارة قبر إمامِها ، لتجدِّدَ بيعتهَا له بالولاء ، وتأخذ منه أسبابَ قوتِها . لأن الولاءَ الحُسيني الذي أرتضاهُ الأمامُ لنا هو أن يكون ولاءً الى العقيدة ، وأن يكونَ وسيلة ً طاهرة ً للتماسك الأجتماعي ، وبناء الشخصية والوطن . ففي هذا العام حرصت حكومتنا الشرعية وبالخصوص الأجهزة الأمنية المختصة أن تسيِّر مراسيمَ الزيارة والمواكبَ وفق شروطٍ والتزاماتٍ خالية من كل أشكال الطائفية والولاءات السياسية ، أو العشائرية والتيارات الأخرى . فكانت أجهزتنا بحق كفوئة في هذه الأجراءات ومخلصة في تعاملِها مع الواقع الحسيني الذي تعيشهُ كربلاءُ وشيعتهُا . على الواقع العملي الذي تعيشه الساحة الكربلائية هناك مهام كثيرة يجب على الجميع تحَمّلها والعمل بها . تتلخص بما يلي :
* دَورُ المرجعية ومسؤوليتها الشرعية - المطلوب من المرجعية الدينية أن توجِّه خطابا من داخل الصحن الحسيني في كل مناسبة من كل عام تحث فيه الحكومة على سدّ ثغرات ضَعفِها التي تعاني منها ، وتحثها على تقديم أفضل الخدمات للمواطن العراقي ، مع التركيز على إيجاد سبل الأرتقاء به ، وتعميم مبدأ الضمان والتكافل . أيضا ، من الأهمية بمكان توجيه خطاب الوعي الوطني الى منتسبي الدولة والمواطنين بضرورة الحرص على الأنسان والأرض والزمن ، والألتزام بمبدأ الجدية
والأبداع في الحياة . والمرجعية مدعوة الى توضيح وتهذيب مَشاهد إحياء ذكرى الطف بأحسن الصور والطفِها وجها ومعنى .
وللمرجعية حق مطالبة حكام الدول الأسلامية بالالتزام الأخلاقي في عمل برامجها الأعلامية لدولِها لفترة محرم وصفر ، ودعوتهم لزيارة العتبات المقدسة في العراق . أيضا دعوة علماء المسلمين لنفس الغرض من أجل التقريب وأقامة أفضل العلاقات ما بين المذاهب والفرق الأسلامية . وبوضوح فأن المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم هو الشخصية اللائقة لقراءة مثل هكذا خطاب على مسامع الملايين المحتشدة من داخل الصحن الحسيني الطاهر في كل عام .
* دَورُ الدولة ومسؤوليتها القانونية - يتحتم على الدولة أن تعمل ما بوسعِها في تنظيم الأحتفالات التي ُتقام بهذه المناسبة الأليمة والمقدسة ، وأن تحمي الزائرين ، وتوجهَهُم للوعي في أداء المراسيم واحترام القانون وكل التعليمات التي تصدر عن الجهات المسؤولة . كذلك ماتلتزم به هو توفير مزيدا من الخدمات والأمكانات المادية والأمنية لمدينة كربلاء ، والدولة أمامها المنبرالكربلائي لأعلان مشاريعها في البناء والأعمار في مثل هذه المناسبة من كل عام ، مع تعميق أواصر المحبة والعلاقة .
* دَورُ المواطن والمسؤولية الوطنية - على الزائر أن يساهم في عملية استتباب الأمن بمساعدته الجهات الأمنية في تقديم المعلومة التي تساهم بتحجيم حركة الأرهاب والمخالفات ، وعليه الأنضباط الروحي والأخلاقي والوطني وهو يعيش أجواءَ المدرسة الحسينية التي تدعوه لمثل هذا الأنضباط . كذلك للمواطن الدورالفاعل في تعميم حالة الوعي عندما يكون حاضرا في المؤسسات الثقافية والأعلامية المعنية لتلقي ضوابط وتوجيهاتِ المرجعيةِ والدولة .
( السلامُ عليكَ سيدي يا أبا عبد الله . لعنَ اللهُ أمة ظلمتكَ وقتلتكَ ، وأبرىءُ الى الله واليك منهم .... )