ابن الولايه
29-10-2008, 12:10 AM
أبو بكر يكتب كتابا لفاطمة بـ ( فدك ) ، ولمّا علم به عمر مزّقه !!!بسم الله الرحمن الرحيم
قال نور الدين الحلبي في كتابه السيرة الحلبية المسمّاه بـ"إنسان العيون" ج3 / 488 طبع دار المعرفة - عند ذكره دعوى فاطمة ( ع ) في أمر فدك - ما لفظه :
(وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله ، انه – يعني أبا بكر - رضي الله عنه كتب لها بفدك ، ودخل عليه عمر رضي الله تعالى عنه ، فقال : ما هذا ؟!! .
فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها .
فقال : ممّاذا تنفق على المسلمين ، وقد حاربتك العرب كما ترى ؟!! ، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه !! . ) انتهى بلفظه ولم يتعقّبه الحلبي .
أقول : ما نقله الحلبي عن سبط ابن الجوزي هو في كتابه المشهور "مرآة الزمان" كما نقله السيد ناصر حسين - ابن صاحب العبقات قدس سره - كما يأتي .
- في كتاب (إفحام الأعداء والخصوم) - للسيد ناصر حسين الهندي ، ص 95 ، قال :
(وقال العلامة سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه المسمى - مرآة الزمان - في الباب العاشر في طلب آل رسول الله الميراث من أبواب مرض رسول الله ( ص ) في وقائع السنة الحادية عشر ما لفظه :
(وقال علي ابن الحسين رضي الله عنهما : جائت فاطمة بنت رسول الله ( ص ) إلى أبي بكر وهو على المنبر فقالت : يا أبا بكر أفي كتاب الله أن ترث ابنتك [ أباك ] ولا أرث أبي ؟!!.
فاستعبر أبو بكر باكيا !!
ثم قال : باباي [بأبي] أبوك ، وباباي [بأبي] أنت ، ثم نزل فكتب لها بفدك .
ودخل عليه عمر فقال : ما هذا ؟!!.
فقال : كتاب كتبته لفاطمة ميراثها من أبيها .
قال : فماذا تنفق على المسلمين ، وقد حاربتك العرب كما ترى ؟!! ، ثم أخذ عمر رضي الله عنه الكتاب فشقه !! .) ( 1 ) .
وقال نور الدين الحلبي في "إنسان العيون" ، في المجلد الثالث منه عند ذكره دعوى فاطمة ( ع ) في أمر فدك ما لفظه :
"وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله ، انه رضي الله عنه كتب لها بفدك ودخل عليه عمر رضي الله عنه فقال : ما هذا ؟!! .
فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها .
فقال : ماذا تنفق على المسلمين ، وقد حاربتك العرب كما ترى ؟!! ، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه" . ) انتهى من كتاب إفحام الأعداء .
وروى القمي في تفسيره بسند صحيح
- تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي ج 2 ص 155 – 159 :
وقال علي بن إبراهيم في قوله " فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل"
فإنه حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى وحماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : لما بويع لأبي بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك ، فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله منها ، فجاءت فاطمة عليها السلام إلى أبي بكر ، فقالت : يا أبا بكر منعتني عن ميراثي من رسول الله وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله .
فقال لها : هاتي على ذلك شهودا .
فجاءت بأم أيمن ، فقالت : لا اشهد حتى احتج يا أبا بكر عليك بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالت : أنشدك الله ، ألستَ تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال إن أم أيمن من أهل الجنة ؟ .
قال : بلى .
قالت : فأشهد أن الله أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله " فآت ذا القربى حقه " فجعل فدك لفاطمة بأمر الله .
وجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك .
فكتب لها كتابا بفدك ودفعه إليها .
فدخل عمر ، فقال : ما هذا الكتاب ؟ ! .
فقال أبو بكر : إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي فكتبت لها بفدك .
فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزقه !! ( 1 ) ، وقال : هذا فئ المسلمين .
وقال : أوس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(هامش ) ( 1 ) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 / 101 والسيرة الحلبية = ( * )
/ صفحة 156 /
ابن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه قال : "إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة" ، فان عليا زوجها يجر إلى نفسه ، وأم أيمن فهي امرأة صالحة لو كان معها غيرها لنظرنا فيه .
فخرجت فاطمة عليها السلام من عندهما باكية حزينة ، فلما كان بعد هذا جاء علي عليه السلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار ، فقال يا أبا بكر ! : لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله ؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ .
فقال أبو بكر : هذا فئ المسلمين فإن أقامت شهودا ان رسول الله صلى الله عليه وآله جعله لها وإلا فلا حق لها فيه .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا ابا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟
قال : لا .
قال : فإن كان في يد المسلمين شئ يملكونه ؛ ادعيتُ أنا فيه ؛ من تسأل البينة ؟ .
قال : إياك كنت أسأل البينة على ما تدعيه على المسلمين .
قال : فإذا كان في يدي شئ ، وادّعى فيه المسلمون ، فتسألني البينة على ما في يدي ! وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده ، ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادّعوا علي شهوداً كما سألتني على ما ادّعيتُ عليهم ؟!! .
فسكت أبو بكر !! .
ثم قال عمر : يا علي دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حججك !! فان أتيتَ بشهود عدول ، وإلاَّ فهو فئ المسلمين ، لا حقّ لك ، ولا لفاطمة فيه .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا ابا بكر ! تقرأ كتاب الله ؟ .
قال : نعم .
قال : فأخبرني عن قول الله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ، فيمن نزلت ؟ أفينا أم في غيرنا ؟ .
قال : بل فيكم .
قال : فلو أن شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ، ما كنت صانعا ؟ .
قال : كنت أقيمُ عليها الحدّ ، كما أقيم على سائر المسلمين .!
قال : كنتَ إذاً عند الله من الكافرين !! .
قال : ولمَ ؟ !! .
قال : لأنك رددتَ شهادة الله لها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
( هامش ) * = 3 / 400 وإنسان العيون في سيرة الامين والمأمون ص 40 وفيه : أخذ عمر الكتاب فشقه ، وسنورد عليك بقية المصادر لقضية فدك . ج . ز ( * )
/ صفحة 157 /
بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددتَ حكم الله وحكم رسوله أن جعل رسول الله صلى الله عليه وآله لها فدك ، وقبضَتهُ في حياته ، ثم قبلت شهادة أعرابي بايل على عقبه عليها ، فأخذتَ منها فدك ، وزعمت انه فئ المسلمين ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "البينة على من ادّعى ، واليمين على من ادُّعيَ عليه" .
قال : فدمدم الناس ( 1 ) ، وبكى بعضهم ، فقالوا : صدق والله علي .
ورجع علي عليه السلام إلى منزله .
قال : ودخلت فاطمة إلى المسجد وطافت بقبر أبيها عليه وآله السلام وهي تبكي وتقول :
إنا فقدناك فقد الارض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
قد كان بعدك أنباء وهنبثة ( 2 ) * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغاب عنا وكل الخير محتجب
وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب
فقمصتنا ( 3 ) رجال واستخف بنا * إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب
فكل أهل له قرب ومنزلة * عند الاله على الادنين ( 4 ) يقترب
أبدت رجال لنا فحوى ( 5 ) صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الكثب
فقد رزينا بما لم يرزأه أحد * من البرية لا عجم ولا عرب
وقد رزينا به محضا خليقته * صافي الضرائب والاعراق والنسب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(هامش ) * ( 1 ) أي تحادثوا فيما بينهم مغضبين .
( 2 ) الامر الشديد ج هنابث .
( 3 ) قمص الشئ احتقره .
( 4 ) ( الاديان ك ) .
( 5 ) ( نجوى ط ) . ج ز ( * )
/ صفحة 158 /
فأنت خير عباد الله كلهم * وأصدق الناس حين الصدق والكذب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت * منا العيون بهمال ( 1 ) لها سكب
سيعلم المتولي ظلم خامتنا ( 2 ) * يوم القيامة أنى كيف ينقلب ( 3 )
قال : فرجع أبو بكر إلى منزله وبعث إلى عمر فدعاه ثم قال : أما رأيت مجلس علي منا اليوم ، والله لان قعد مقعدا مثله ليفسدن أمرنا ، فما الرأي ؟ .
قال عمر : الرأي أن تأمر بقتله .
قال : فمن يقتله ؟ .
قال : خالد بن الوليد .!
فبعثا إلى خالد فأتاهما ، فقالا : نريد أن نحملك على أمر عظيم .
قال : حمّلاني ما شئتما ولو قتل علي بن أبي طالب !! .
قالا : فهو ذاك .
فقال خالد : متى أقتله ؟ .
قال أبو بكر : إذا حضر المسجد ، فقم بجنبه في الصلاة ، فإذا أنا سلمت ، فقم إليه فاضرب عنقه .
قال : نعم .
فسمعت أسماء بنت عميس ذلك ، وكانت تحت أبي بكر ، فقالت لجاريتها : اذهبي إلى منزل علي وفاطمة فاقرئيهما السلام ، وقولي لعلي : ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك ، فارج [فاخرج] إني لك من الناصحين .
فجاءت الجارية اليهما فقالت لعلي عليه السلام : ان أسماء بنت عميس تقرأ عليكما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
( هامش ) * ( 1 ) المبالغة من الهمل وهو الماء السائل الذي لا مانع له .
( 2 ) الخامة : الغضة من النبات . مجمع
( 3 ) راجع صحيح البخاري 3 / 35 باب غزوة خيبر و 2 / 116 ، صحيح مسلم 2 / 92 ، شرح البخاري للعيني 8 / 323 ، فيض الباري ص 98 ، مسند احمد 1 / 4 ، الصواعق ص 31 شرح ابن ابي الحديد 4 / 101 و 3 / 86 ، تفسير الرازي 3 / 230 و 8 / 386 ، تفسير النيشابوري على هامش تفسير ابن جرير 4 / 197 إزالة الخفاء 2 / 30 ، كنز العمال 3 / 125 ، وفاء الوفا 2 / 160 فتوح البلدان ص 38 معجم البلدان 6 / 343 ، السيرة الحلبية 3 / 400 وغيرها من كتب التاريخ والسير . ج . ز ( * )
/ صفحة 159 /
السلام وتقول : ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج أنى لك من الناصحين .
فقال علي ( ع ) : قولي لها ان الله يحيل بينهم وبين ما يريدون .
ثم قام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد ووقف خلف أبي بكر وصلى لنفسه وخالد بن الوليد إلى جنبه ومعه السيف !! فلما جلس أبو بكر في التشهد ندم على ما قال !! وخاف الفتنة وشدة علي وبأسه !! فلم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلِّم ! حتى ظن الناس انه قد سها !! ، ثم التفت إلى خالد فقال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك به ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا خالد ما الذي أمرك به ؟ .
قال : امرني بضرب عنقك !! .
قال : وكنت تفعل ؟ !! .
قال : إي والله ، لولا انه قال لي لا تفعل لقتلتك بعد التسليم ! .
قال : فأخذه علي ( ع ) فضرب به الأرض !! واجتمع الناس عليه .
فقال عمر : يقتله ورب الكعبة ! .
فقال الناس : يا أبا الحسن ؛ الله الله بحق صاحب هذا القبر ، فخلى عنه .
قال : فالتفت إلى عمر ، وأخذ بتلابيبه ، وقال : يابن الصهاك ! لولا عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكتاب من الله سبق لعلمتَ أينا اضعف ناصراً واقل عددا . ثم دخل منزله . ) انتهت .
- الأنساب - السمعاني ج 3 ص 104 ، طبع دار الكتب العلمية ، ط1 ، 1419هـ/1998م ، بيروت :
باب الراء والواو
(الرواجني) : بفتح الراء والواو وكسر الجيم وفي آخرها النون ، هذه النسبة سألت عنها أستاذي أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان عن هذه النسبة .
فقال :
هذا نسب أبي سعيد عباد بن يعقوب شيخ البخاري ، وأصل هذه النسبة الدواجن بالدال المهملة وهي جمع داجن ، وهي الشاة التي تسمن في الدار ، فجعلها الناس الرواجن بالراء ، ونسب عباد إلى ذلك .
هكذا قال ، ولم يسند الحكاية إلى أحد ، وظني أن الرواجن بطن من بطون القبائل والله أعلم .
قال أبو حاتم بن حبان : عباد بن يعقوب الرواجني من أهل الكوفة ، يروي عن شريك ، حدثنا عنه شيوخنا ، مات سنة خمسين ومائتين في شوال ، وكان رافضيا داعية إلى الرفض ، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك ، وهو الذي روى عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا رأيتم معاوية على منبر فاقتلوه" .
قلت : روى عنه جماعة من مشاهير الأئمة ، مثل أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، لأنه لم يكن داعية إلى هواه .
وروي عنه حديث أبي بكر رضي الله عنه ، أنه قال : لا يفعل خالد ما أمر به !!.
سألتُ الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الأثر .!
فقال : كان أمرَ خالد بن الوليد أن يقتل عليا ، ثم ندم بعد ذلك !! فنهى عن ذلك . ) انتهى بحروفه .
- المسترشد- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 455 :
149 - وأخبرني الحسن بن الحسين العرني ( 1 ) ، قال : حدثنا عبيد الله بن المبارك ، ويحيى بن خالد ، عن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام ، قال : لما أبطأ علي عن البيعة على الأول ، أمر الأول خالد بن الوليد ، فقال : إذا سلَّمَ علي من صلاة الفجر فاقتله ، فسلَّم الأول في نفسه ، ثم [ ندم ] فنادى : يا خالد لا تفعلن ما أمرتك به ، وخالد إلى جنب علي ، فقال له عليه السلام ( 2 ) : أو كنت فاعلا ؟!! .
قال : نعم .
قال : أنت أضيق حلقة إست من ذلك ، ثم أهوى علي بيده إلى حلق خالد ، فجعل يرغو رغاء البكر ( 3 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(هامش ) * ( 1 ) - أنظر ترجمة الحسن والحسين العرني في رجال النجاشي ص 38 ط طهران . ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي دام ظله ج 14 ص 316 ط النجف 1 . ورجال المامقاني ج 1 ص 274 ط طهران . ورجال ابن داود ص 72 . ولسان الميزان ج 2 ص 198 .
( 2 ) - وفي نسخة " ح " : علي لخالد .
( 3 ) - كذا في النسخة والصحيح : البعير ، أو البقر .
قال الإمام أبي سعد عبد الكريم بن سعد السمعاني المتوفى ( 562 ) في كتاب الأنساب ج 3 ص 95 في ترجمة الرواجني وهو أبو سعيد عباد بن يعقوب المتوفى ( 250 ) شيخ البخاري ، روى عنه جماعة من مشاهير الأئمة مثل أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري لانه لم يكن داعية إلى هواه ، وروي عنه حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : لا يفعل خالد ما أمر به ، سألت الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الاثر ؟ فقال : كان أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليا ثم ندم بعد ذلك فنهى عن ذلك . [ * ]
/ صفحة 456 /
قال : فاجتمع عليه الناس ، فلم يقدروا على أن يخلصوه ، فقال الأول : لو اجتمع عليه أهل منى لم يخلصوه ، ولكن سلوه بحرمة صاحب القبر والمنبر فناشدوه بذلك فتركه .
150 - وروى العرني ، عن اسماعيل بن إبراهيم ، عن عمرو بن نصر ، قال : سمعت خالد بن الوليد القسري ، يغتاب ، عليا ، ويقول : والله لو كان في أبي تراب خير ما أمر أبو بكر الصديق بقتله .
فهذا دليل على أن الأول أمر خالد بن الوليد بقتل علي ، وأن الخبر في ذلك مستفيض ، ولو أراد علي بعد ذلك أمرا لقبض خالدا على رؤوس أعدائه قبضة يضرب بعضها ببعض ، فيثير دماغه ودماغ كثير منهم ( 1 ) لفعل ، ولكان مليا بذلك ، ولكن لم يأذن الرسول في ذلك ، وأراد أن يصبر ويؤجر كما صبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والأصنام تعبد بين عينيه ، فأتاه ملك ، فقال : إن شئت ضممت عليهم الاخشبين ، وهما جبلان يكتنفان مكة ، وإن شئت صبرت ؟
فقال : بل أصبر .) انتهى من المسترشد .
والحمد لله اولاً واخراً
قال نور الدين الحلبي في كتابه السيرة الحلبية المسمّاه بـ"إنسان العيون" ج3 / 488 طبع دار المعرفة - عند ذكره دعوى فاطمة ( ع ) في أمر فدك - ما لفظه :
(وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله ، انه – يعني أبا بكر - رضي الله عنه كتب لها بفدك ، ودخل عليه عمر رضي الله تعالى عنه ، فقال : ما هذا ؟!! .
فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها .
فقال : ممّاذا تنفق على المسلمين ، وقد حاربتك العرب كما ترى ؟!! ، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه !! . ) انتهى بلفظه ولم يتعقّبه الحلبي .
أقول : ما نقله الحلبي عن سبط ابن الجوزي هو في كتابه المشهور "مرآة الزمان" كما نقله السيد ناصر حسين - ابن صاحب العبقات قدس سره - كما يأتي .
- في كتاب (إفحام الأعداء والخصوم) - للسيد ناصر حسين الهندي ، ص 95 ، قال :
(وقال العلامة سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه المسمى - مرآة الزمان - في الباب العاشر في طلب آل رسول الله الميراث من أبواب مرض رسول الله ( ص ) في وقائع السنة الحادية عشر ما لفظه :
(وقال علي ابن الحسين رضي الله عنهما : جائت فاطمة بنت رسول الله ( ص ) إلى أبي بكر وهو على المنبر فقالت : يا أبا بكر أفي كتاب الله أن ترث ابنتك [ أباك ] ولا أرث أبي ؟!!.
فاستعبر أبو بكر باكيا !!
ثم قال : باباي [بأبي] أبوك ، وباباي [بأبي] أنت ، ثم نزل فكتب لها بفدك .
ودخل عليه عمر فقال : ما هذا ؟!!.
فقال : كتاب كتبته لفاطمة ميراثها من أبيها .
قال : فماذا تنفق على المسلمين ، وقد حاربتك العرب كما ترى ؟!! ، ثم أخذ عمر رضي الله عنه الكتاب فشقه !! .) ( 1 ) .
وقال نور الدين الحلبي في "إنسان العيون" ، في المجلد الثالث منه عند ذكره دعوى فاطمة ( ع ) في أمر فدك ما لفظه :
"وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله ، انه رضي الله عنه كتب لها بفدك ودخل عليه عمر رضي الله عنه فقال : ما هذا ؟!! .
فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها .
فقال : ماذا تنفق على المسلمين ، وقد حاربتك العرب كما ترى ؟!! ، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه" . ) انتهى من كتاب إفحام الأعداء .
وروى القمي في تفسيره بسند صحيح
- تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي ج 2 ص 155 – 159 :
وقال علي بن إبراهيم في قوله " فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل"
فإنه حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى وحماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : لما بويع لأبي بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك ، فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله منها ، فجاءت فاطمة عليها السلام إلى أبي بكر ، فقالت : يا أبا بكر منعتني عن ميراثي من رسول الله وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله .
فقال لها : هاتي على ذلك شهودا .
فجاءت بأم أيمن ، فقالت : لا اشهد حتى احتج يا أبا بكر عليك بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالت : أنشدك الله ، ألستَ تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال إن أم أيمن من أهل الجنة ؟ .
قال : بلى .
قالت : فأشهد أن الله أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله " فآت ذا القربى حقه " فجعل فدك لفاطمة بأمر الله .
وجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك .
فكتب لها كتابا بفدك ودفعه إليها .
فدخل عمر ، فقال : ما هذا الكتاب ؟ ! .
فقال أبو بكر : إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي فكتبت لها بفدك .
فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزقه !! ( 1 ) ، وقال : هذا فئ المسلمين .
وقال : أوس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(هامش ) ( 1 ) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 / 101 والسيرة الحلبية = ( * )
/ صفحة 156 /
ابن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه قال : "إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة" ، فان عليا زوجها يجر إلى نفسه ، وأم أيمن فهي امرأة صالحة لو كان معها غيرها لنظرنا فيه .
فخرجت فاطمة عليها السلام من عندهما باكية حزينة ، فلما كان بعد هذا جاء علي عليه السلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار ، فقال يا أبا بكر ! : لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله ؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ .
فقال أبو بكر : هذا فئ المسلمين فإن أقامت شهودا ان رسول الله صلى الله عليه وآله جعله لها وإلا فلا حق لها فيه .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا ابا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟
قال : لا .
قال : فإن كان في يد المسلمين شئ يملكونه ؛ ادعيتُ أنا فيه ؛ من تسأل البينة ؟ .
قال : إياك كنت أسأل البينة على ما تدعيه على المسلمين .
قال : فإذا كان في يدي شئ ، وادّعى فيه المسلمون ، فتسألني البينة على ما في يدي ! وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده ، ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادّعوا علي شهوداً كما سألتني على ما ادّعيتُ عليهم ؟!! .
فسكت أبو بكر !! .
ثم قال عمر : يا علي دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حججك !! فان أتيتَ بشهود عدول ، وإلاَّ فهو فئ المسلمين ، لا حقّ لك ، ولا لفاطمة فيه .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا ابا بكر ! تقرأ كتاب الله ؟ .
قال : نعم .
قال : فأخبرني عن قول الله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ، فيمن نزلت ؟ أفينا أم في غيرنا ؟ .
قال : بل فيكم .
قال : فلو أن شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ، ما كنت صانعا ؟ .
قال : كنت أقيمُ عليها الحدّ ، كما أقيم على سائر المسلمين .!
قال : كنتَ إذاً عند الله من الكافرين !! .
قال : ولمَ ؟ !! .
قال : لأنك رددتَ شهادة الله لها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
( هامش ) * = 3 / 400 وإنسان العيون في سيرة الامين والمأمون ص 40 وفيه : أخذ عمر الكتاب فشقه ، وسنورد عليك بقية المصادر لقضية فدك . ج . ز ( * )
/ صفحة 157 /
بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددتَ حكم الله وحكم رسوله أن جعل رسول الله صلى الله عليه وآله لها فدك ، وقبضَتهُ في حياته ، ثم قبلت شهادة أعرابي بايل على عقبه عليها ، فأخذتَ منها فدك ، وزعمت انه فئ المسلمين ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "البينة على من ادّعى ، واليمين على من ادُّعيَ عليه" .
قال : فدمدم الناس ( 1 ) ، وبكى بعضهم ، فقالوا : صدق والله علي .
ورجع علي عليه السلام إلى منزله .
قال : ودخلت فاطمة إلى المسجد وطافت بقبر أبيها عليه وآله السلام وهي تبكي وتقول :
إنا فقدناك فقد الارض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
قد كان بعدك أنباء وهنبثة ( 2 ) * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغاب عنا وكل الخير محتجب
وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب
فقمصتنا ( 3 ) رجال واستخف بنا * إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب
فكل أهل له قرب ومنزلة * عند الاله على الادنين ( 4 ) يقترب
أبدت رجال لنا فحوى ( 5 ) صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الكثب
فقد رزينا بما لم يرزأه أحد * من البرية لا عجم ولا عرب
وقد رزينا به محضا خليقته * صافي الضرائب والاعراق والنسب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(هامش ) * ( 1 ) أي تحادثوا فيما بينهم مغضبين .
( 2 ) الامر الشديد ج هنابث .
( 3 ) قمص الشئ احتقره .
( 4 ) ( الاديان ك ) .
( 5 ) ( نجوى ط ) . ج ز ( * )
/ صفحة 158 /
فأنت خير عباد الله كلهم * وأصدق الناس حين الصدق والكذب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت * منا العيون بهمال ( 1 ) لها سكب
سيعلم المتولي ظلم خامتنا ( 2 ) * يوم القيامة أنى كيف ينقلب ( 3 )
قال : فرجع أبو بكر إلى منزله وبعث إلى عمر فدعاه ثم قال : أما رأيت مجلس علي منا اليوم ، والله لان قعد مقعدا مثله ليفسدن أمرنا ، فما الرأي ؟ .
قال عمر : الرأي أن تأمر بقتله .
قال : فمن يقتله ؟ .
قال : خالد بن الوليد .!
فبعثا إلى خالد فأتاهما ، فقالا : نريد أن نحملك على أمر عظيم .
قال : حمّلاني ما شئتما ولو قتل علي بن أبي طالب !! .
قالا : فهو ذاك .
فقال خالد : متى أقتله ؟ .
قال أبو بكر : إذا حضر المسجد ، فقم بجنبه في الصلاة ، فإذا أنا سلمت ، فقم إليه فاضرب عنقه .
قال : نعم .
فسمعت أسماء بنت عميس ذلك ، وكانت تحت أبي بكر ، فقالت لجاريتها : اذهبي إلى منزل علي وفاطمة فاقرئيهما السلام ، وقولي لعلي : ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك ، فارج [فاخرج] إني لك من الناصحين .
فجاءت الجارية اليهما فقالت لعلي عليه السلام : ان أسماء بنت عميس تقرأ عليكما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
( هامش ) * ( 1 ) المبالغة من الهمل وهو الماء السائل الذي لا مانع له .
( 2 ) الخامة : الغضة من النبات . مجمع
( 3 ) راجع صحيح البخاري 3 / 35 باب غزوة خيبر و 2 / 116 ، صحيح مسلم 2 / 92 ، شرح البخاري للعيني 8 / 323 ، فيض الباري ص 98 ، مسند احمد 1 / 4 ، الصواعق ص 31 شرح ابن ابي الحديد 4 / 101 و 3 / 86 ، تفسير الرازي 3 / 230 و 8 / 386 ، تفسير النيشابوري على هامش تفسير ابن جرير 4 / 197 إزالة الخفاء 2 / 30 ، كنز العمال 3 / 125 ، وفاء الوفا 2 / 160 فتوح البلدان ص 38 معجم البلدان 6 / 343 ، السيرة الحلبية 3 / 400 وغيرها من كتب التاريخ والسير . ج . ز ( * )
/ صفحة 159 /
السلام وتقول : ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج أنى لك من الناصحين .
فقال علي ( ع ) : قولي لها ان الله يحيل بينهم وبين ما يريدون .
ثم قام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد ووقف خلف أبي بكر وصلى لنفسه وخالد بن الوليد إلى جنبه ومعه السيف !! فلما جلس أبو بكر في التشهد ندم على ما قال !! وخاف الفتنة وشدة علي وبأسه !! فلم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلِّم ! حتى ظن الناس انه قد سها !! ، ثم التفت إلى خالد فقال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك به ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا خالد ما الذي أمرك به ؟ .
قال : امرني بضرب عنقك !! .
قال : وكنت تفعل ؟ !! .
قال : إي والله ، لولا انه قال لي لا تفعل لقتلتك بعد التسليم ! .
قال : فأخذه علي ( ع ) فضرب به الأرض !! واجتمع الناس عليه .
فقال عمر : يقتله ورب الكعبة ! .
فقال الناس : يا أبا الحسن ؛ الله الله بحق صاحب هذا القبر ، فخلى عنه .
قال : فالتفت إلى عمر ، وأخذ بتلابيبه ، وقال : يابن الصهاك ! لولا عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكتاب من الله سبق لعلمتَ أينا اضعف ناصراً واقل عددا . ثم دخل منزله . ) انتهت .
- الأنساب - السمعاني ج 3 ص 104 ، طبع دار الكتب العلمية ، ط1 ، 1419هـ/1998م ، بيروت :
باب الراء والواو
(الرواجني) : بفتح الراء والواو وكسر الجيم وفي آخرها النون ، هذه النسبة سألت عنها أستاذي أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان عن هذه النسبة .
فقال :
هذا نسب أبي سعيد عباد بن يعقوب شيخ البخاري ، وأصل هذه النسبة الدواجن بالدال المهملة وهي جمع داجن ، وهي الشاة التي تسمن في الدار ، فجعلها الناس الرواجن بالراء ، ونسب عباد إلى ذلك .
هكذا قال ، ولم يسند الحكاية إلى أحد ، وظني أن الرواجن بطن من بطون القبائل والله أعلم .
قال أبو حاتم بن حبان : عباد بن يعقوب الرواجني من أهل الكوفة ، يروي عن شريك ، حدثنا عنه شيوخنا ، مات سنة خمسين ومائتين في شوال ، وكان رافضيا داعية إلى الرفض ، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك ، وهو الذي روى عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا رأيتم معاوية على منبر فاقتلوه" .
قلت : روى عنه جماعة من مشاهير الأئمة ، مثل أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، لأنه لم يكن داعية إلى هواه .
وروي عنه حديث أبي بكر رضي الله عنه ، أنه قال : لا يفعل خالد ما أمر به !!.
سألتُ الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الأثر .!
فقال : كان أمرَ خالد بن الوليد أن يقتل عليا ، ثم ندم بعد ذلك !! فنهى عن ذلك . ) انتهى بحروفه .
- المسترشد- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 455 :
149 - وأخبرني الحسن بن الحسين العرني ( 1 ) ، قال : حدثنا عبيد الله بن المبارك ، ويحيى بن خالد ، عن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام ، قال : لما أبطأ علي عن البيعة على الأول ، أمر الأول خالد بن الوليد ، فقال : إذا سلَّمَ علي من صلاة الفجر فاقتله ، فسلَّم الأول في نفسه ، ثم [ ندم ] فنادى : يا خالد لا تفعلن ما أمرتك به ، وخالد إلى جنب علي ، فقال له عليه السلام ( 2 ) : أو كنت فاعلا ؟!! .
قال : نعم .
قال : أنت أضيق حلقة إست من ذلك ، ثم أهوى علي بيده إلى حلق خالد ، فجعل يرغو رغاء البكر ( 3 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(هامش ) * ( 1 ) - أنظر ترجمة الحسن والحسين العرني في رجال النجاشي ص 38 ط طهران . ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي دام ظله ج 14 ص 316 ط النجف 1 . ورجال المامقاني ج 1 ص 274 ط طهران . ورجال ابن داود ص 72 . ولسان الميزان ج 2 ص 198 .
( 2 ) - وفي نسخة " ح " : علي لخالد .
( 3 ) - كذا في النسخة والصحيح : البعير ، أو البقر .
قال الإمام أبي سعد عبد الكريم بن سعد السمعاني المتوفى ( 562 ) في كتاب الأنساب ج 3 ص 95 في ترجمة الرواجني وهو أبو سعيد عباد بن يعقوب المتوفى ( 250 ) شيخ البخاري ، روى عنه جماعة من مشاهير الأئمة مثل أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري لانه لم يكن داعية إلى هواه ، وروي عنه حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : لا يفعل خالد ما أمر به ، سألت الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الاثر ؟ فقال : كان أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليا ثم ندم بعد ذلك فنهى عن ذلك . [ * ]
/ صفحة 456 /
قال : فاجتمع عليه الناس ، فلم يقدروا على أن يخلصوه ، فقال الأول : لو اجتمع عليه أهل منى لم يخلصوه ، ولكن سلوه بحرمة صاحب القبر والمنبر فناشدوه بذلك فتركه .
150 - وروى العرني ، عن اسماعيل بن إبراهيم ، عن عمرو بن نصر ، قال : سمعت خالد بن الوليد القسري ، يغتاب ، عليا ، ويقول : والله لو كان في أبي تراب خير ما أمر أبو بكر الصديق بقتله .
فهذا دليل على أن الأول أمر خالد بن الوليد بقتل علي ، وأن الخبر في ذلك مستفيض ، ولو أراد علي بعد ذلك أمرا لقبض خالدا على رؤوس أعدائه قبضة يضرب بعضها ببعض ، فيثير دماغه ودماغ كثير منهم ( 1 ) لفعل ، ولكان مليا بذلك ، ولكن لم يأذن الرسول في ذلك ، وأراد أن يصبر ويؤجر كما صبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والأصنام تعبد بين عينيه ، فأتاه ملك ، فقال : إن شئت ضممت عليهم الاخشبين ، وهما جبلان يكتنفان مكة ، وإن شئت صبرت ؟
فقال : بل أصبر .) انتهى من المسترشد .
والحمد لله اولاً واخراً