علي مرتضى
29-10-2008, 05:02 PM
التوحيد بين التنزيه والتشبيه
وقع البحث في مذاهب المسلمين في تفسير آيات الصفات. وقد ذكرنا أن المسلمين انقسموا إلى مذاهب وطوائف عقائدية لاختلاف مناهجهم ومذاهبهم في تفسيرها.
المذهب الثاني: تفويض الصفات:[1] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn1)[1]
كان الرسول صلى الله عليه وآله يمثل مرجعية المسلمين العقائدية، فكانوا يرجعون إليه (ص) في كل ما أشكل عليهم فهمه من آيات الكتاب الحكيم. ولهذا كان منهج المسلمين حينها في تفسير آيات الصفات وفق مقتضيات اللغة العربية من حيث الحمل على المجاز والكناية وغيره متى ما كانت هناك قرينة عقلية موجبة لذلك.
أما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد عدول الأمة عن الرجوع إلى الخلفاء الشرعيين والأئمة الهداة تضاربت الأقوال والآراء في تفسير آيات الصفات، وكثرت الظنون والاحتمالات، مضافاً إلى ظهور الروايات الموضوعة في التجسيم، مما أوقع المسلمين في ارتباك معرفي واضح.
وحينها كان هناك من علماء العامة من سلك مسلك التأويل، إلا أن بعضهم قد أفتى" بوجوب السكوت عن تفسيرها احتياطاً لدينهم وخوفاً من الخطأ في هذا الموضوع الخطير، وقالوا لمن يأخذ برأيهم من المسلمين: إقرؤوها كما هي ولا تفسروها، وفوضوا أمرها إلى الله تعالى. وهذا هو معنى التفويض أو مذهب الإمتناع عن التفسير، الذي صار مذهباً رسمياً لكثير من المسلمين عندما راجت سوق التفاسير المتناقضة، وكثرت رواية الأحاديث المؤيدة لهذا التفسير وذاك."[2] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn2)[2]
ولهذا يمكننا أن نقول بأن مذهب التفويض، يتعامل مع آيات الصفات على أساس كونها من الآيات المتشابهة التي يجب أن يوكل علمها إلى الله. ولهذا لا يؤولون آيات الصفات ولا يثبتون ما يظهر منها من معاني وإنما هم متوقفون في تفسير هذه الآيات.
نصوص في التفويض
ويمكن أن ننقل النصوص التالية لبيان مذهب المفوضين:
أخرج البيهقي عن عبد الله بن وهب قال: كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى، كيف استواؤه؟ فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال له كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة، أخرجوه قال فأخرج الرجل!. [3] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn3)[3]
وأخرج البيهقي عن أحمد بن أبي الحواري قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: كل ما وصف الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه.
وأخرج البيهقي عن إسحق بن موسى قال سمعت ابن عيينة يقول: ما وصف الله به نفسه فتفسيره قراءته، ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسله صلوات الله عليهم.
وكذا ما أورده الذهبي في سيره: 8/466:
قال محمد بن إسحاق الصاغاني: حدثنا لوين قال: قيل لابن عيينة: هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية؟ قال: حق على ما سمعناها ممن نثق به ونرضاه.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثني أحمد بن نصر قال: سألت ابن عيينة وجعلت ألح عليه فقال: دعني أتنفس، فقلت: كيف حديث عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحمل السماوات على إصبع، وحديث: إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمان، وحديث أن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في الأسواق؟ فقال سفيان: هي كما جاءت نقر بها ونحدث بها بلا كيف!
المذهب الثالث: إمرار الصفات كما جاءت
وهو مذهب الذين حرَّموا تأويل الصفات، وحرَّموا تفويض معناها إلى الله تعالى، وأوجبوا حملها على ظاهر اللغة، أي المعنى الحسي المادي.[4] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn4)[4] وهذا القول هو ما اختارته الحنابلة وابن تيمية والسلفية.
والإنصاف أن السلفية لا يصرحون بأنهم يحملون الصفات على المعنى الحسي، ولكنهم يقولون بأنه لا بد من إمرار الصفات كما جاءت وكما يظهر منها، وهذا المقدار كافٍ في حملهم الصفات على المعنى الحسي.
وقد صرح غير واحد من علماء السلف أن مذهبهم في تفسير آيات الصفات وكذا الصفات الواردة في الأحاديث النبوية هو إمرار الصفات كما جاءت وكما يظهر منها، من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تعطيل ولا تشبيه.
ولهذا فإن هذا المذهب يقوم على إثبات ما ظهر من آيات الصفات لله سبحانه بلا كيف ولا تكييف، فالكيف عندهم ممنوع حسب ما يدعون. مع أنه قد وردت عندهم روايات صريحة صحيحة في الكيف. ولهذا فإن هذه الدعوى لا معنى لها، كما سيأتي منا الإشارة إليه.
وكذا لا يجوز تأويل المعنى على خلاف ما يظهر منه وإلا استلزم تعطيل الصفات وإلغائها.
وإصرارهم على رفض التأويل أوقعهم في طامة كبرى ومصيبة عظمى، وهي إنكار المجاز في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، حيث ينبغي حمل ما ورد فيها من صفات الله على ظاهره بدون تأويل أو تعطيل. وهذا يتضح جلياً في قوله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ)[5] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn5)[5]
الفارق بين المذهب الثاني والثالث:
والفارق بين مذهب المفوضة وبين هذا المذهب وإن بدا قليلاً، إلا أنه في الحقيقة فارق كبير، "لأن التفويض رأيٌ بالإمتناع عن تفسير الصفات، والحمل على الظاهر تصويت بأن المراد منها معناها الحسي!
فكلمة (يد الله) عند المفوضين لا تعني القدرة كما يقول المتأولون، ولا تعني الجارحة كما يقول الحسيون، لأن معنى كونهم مفوضة أنهم متوقفون في معناها وممتنعون كلياً عن تفسيرها. أما الحسيون فيقولون يجب حمل الكلمة على اليد الحقيقية لا المجازية!
وإذا قلت لهم: تقصدون أن الله تعالى له جوارح، يد ورجل وعين، إلى آخره؟ يقولون: نعم له يد، ولكن لا نقول كيد الإنسان! وهذا كافٍ عندهم للخروج من مأزق التشبيه، وهذا الرأي كما ترى في الضعف والسخف.
المذهب الثالث والتجسيم:
وينبغي الإشارة إلى أن حمل آيات الصفات على ظاهرها، وإثبات ما يظهر منها لله سبحانه وتعالى من أعضاء لا ينفك عن التجسيم بحال، بل هو التجسيم بعينه وعيانه. لأن حمل اليد والوجه والساق والعين على المعنى الحقيقي لا المجازي يلزم منه المغايرة، فيكون الوجه غير العين، واليد وغير الساق، وهذا يعني التركيب، والتركيب هو التجسيم.
وقد حاولت السلفية الفرار من مأزق التشبيه والتجسيم فقالت أننا نحمل الصفات على ظاهرها من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تعطيل ولا تشبيه، وأننا نثبت له ما أثبته لنفسه بما يليق بجلاله، إلا أنه بعد حمل هذه الصفات على معناها الحقيقي، وما يلزم من ذلك من مغايرتها لبعضها البعض فلا محيص من الوقوع في التجسيم.
ومما يدلل على قول فئة كبيرة من الحنابلة بالتجسيم ما ذكره الفخر الرازي:
إن المجسمة اختلفوا في أنه هل يصح عليه الذهاب والمجيء، القائلون بأنه نور ينكرون الأعضاء والجوارح مثل الرأس واليد والرجل، وأكثر الحنابلة يثبتون هذه الأعضاء والجوارح.[6] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn6)[6]
ومما يدلل على المذهب الحسي عند ابن تيمية في تفسير الصفات:
قال ابن بطوطة في رحلته ص 90 : وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة في الدين بن تيمية كبير الشام، يتكلم في الفنون، إلا أن في عقله شيئاً، وكنت إذ ذاك في دمشق، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا! ونزل ربعة من ربع المنبر، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء وأنكر ما تكلم به، فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً حتى سقطت عمامته.
السلفية والتجسيم:
تذهب السلفية إلى أن الله سبحانه وتعالى في السماء مستوٍ على عرشه، فهو يتصف بالعلو والفوقانية على خلقه بما يليق بجلاله.
وقد سئل أحد أعلام السلفية من المعاصرين عن مكان وجود الله فقال:
والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الله - سبحانه - فوق العرش، فوق جميع خلقه، كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع سلف الأمة، كما قال - عز وجل -: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " وكرر ذلك - سبحانه - في ست آيات أخرى من كتابه العظيم، ومعنى الاستواء عند أهل السنة هو: العلو والارتفاع فوق العرش على الوجه الذي يليق بجلال الله - سبحانه -، لا يعلم كيفيته سواه، كما قال مالك - رحمه الله - لما سئل عن ذلك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، ومراده - رحمه الله -: السؤال عن كيفيته، وهذا المعنى جاء عن شيخه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وهو مروي عن أم سلمة - رضي الله عنها -، وهو قول جميع أهل السنة من الصحابة - رضي الله عنهم - ومن بعدهم من أئمة الإسلام، وقد أخبر الله - سبحانه - في آيات أخرى أنه العلي كما قال - سبحانه -: "فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ "وقال - عز وجل -: " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ..[7] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn7)[7]
أقول: القول بأن الاستواء معلوم، يتنافى مع قوله الكيف مجهول، فلاحظ وتأمل.
كما سئل أحد أعلام السلفية من المعاصرين عن إمكانية صفة الشم لله سبحانه من خلال ما رواه مسلم في صحيحه، حيث قال: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ قَالَ اللَّهُ - عز وجل - كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.
إلا أنه توقف في إثبات هذه الصفات، فأمسك فيها فلم يثبتها ولم ينفيها.[8] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn8)[8]
روايات صريحة في التجسيم
إن القول بالتجسيم عند المسلمين بدأ مع ظهور بعض الروايات الموضوعة في أيام خلافة الخليفة الثاني، وتحديداً على يد كعب الأحبار وغيره من علماء اليهود. وكتب أهل السنة وصحاحهم تضج بروايات التجسيم، ونذكر منها ما يلي:
ما جاء في كتبهم من حديث أطيط العرش وصريره وأزيزه من ثقل الله تعالى بروايات صحيحة عندهم.
منها، ما روي عن عمر أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أدع الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح[9] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn9)[9].
وأيضاً ما أورده السيوطي في الدر المنثور:
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي عاصم في السنة، والبزار، وأبو يعلى، وابن جرير، وأبو الشيخ، والطبراني، وابن مردويه، والضياء المقدسي في المختارة، عن عمر أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أدع الله أن يدخلني الجنة فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله، ما يفضل منه أربع أصابع.[10] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn10)[10]
مضافاً إلى ما أورده الديلمي في فردوس الأخبار: عن ابن عمر: إن الله عز وجل ملأ عرشه، يفضل منه كما يدور العرش أربعة أصابع، بأصابع الرحمن عز وجل.[11] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn11)[11] انتهى.
ويلاحظ أن عبد الله بن عمر جعل العرش أكبر من حجم الله تعالى بأربع أصابع بأصابع الله تعالى.
[1] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref1)[1] الوهابية والتوحيد، الشيخ علي الكوراني
[2] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref2)[2] الوهابية والتوحيد، ص50
[3] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref3)[3] الدر المنثور، ج3، ص91
[4] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref4)[4] المصدر السابق، ص55
[5] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref5)[5] سورة القصص، 88
[6] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref6)[6] المطالب العالية، ج1، ص26، الفخر الرازي
[7] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref7)[7] راجع الموقع السلفي على الانترنت المختار الإسلامي: http://www.islamsel ect.com/cat/ 77 (http://www.islamselect.com/cat/77)
[8] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref8)[8] راجع الموقع السلفي على الانترنت المختار الإسلامي http://www.islamsel ect.com/mat/ 37838 (http://www.islamselect.com/mat/37838)
[9] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref9)[9] مجمع الزوائد، الهيثمي، ج1، ص83
[10] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref10)[10] الدر المنثور، السيوطي، ج1، ص328
[11] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref11)[11] فردوس الأخبار، الديلمي، ج1، ص219
--
إني لاكتـم مـن علمي جـواهـره ** كيلا يرى الحق ذو جهـل فيفتتنـا
وقـد تقـدم فـي هـذا أبـو حســن ** إلى الحسين ووصى قبله الحسنا
يا رب جوهرُ علمٍ لـو أبـوحُ بـهِ ** لقيـل لـي أنت ممـن يعبـدُ الوثنـا
ولاستحل رجالٌ مسلمون دمي ** يـرون أقبـح مـا يأتــونـهُ حسنـا
وقع البحث في مذاهب المسلمين في تفسير آيات الصفات. وقد ذكرنا أن المسلمين انقسموا إلى مذاهب وطوائف عقائدية لاختلاف مناهجهم ومذاهبهم في تفسيرها.
المذهب الثاني: تفويض الصفات:[1] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn1)[1]
كان الرسول صلى الله عليه وآله يمثل مرجعية المسلمين العقائدية، فكانوا يرجعون إليه (ص) في كل ما أشكل عليهم فهمه من آيات الكتاب الحكيم. ولهذا كان منهج المسلمين حينها في تفسير آيات الصفات وفق مقتضيات اللغة العربية من حيث الحمل على المجاز والكناية وغيره متى ما كانت هناك قرينة عقلية موجبة لذلك.
أما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد عدول الأمة عن الرجوع إلى الخلفاء الشرعيين والأئمة الهداة تضاربت الأقوال والآراء في تفسير آيات الصفات، وكثرت الظنون والاحتمالات، مضافاً إلى ظهور الروايات الموضوعة في التجسيم، مما أوقع المسلمين في ارتباك معرفي واضح.
وحينها كان هناك من علماء العامة من سلك مسلك التأويل، إلا أن بعضهم قد أفتى" بوجوب السكوت عن تفسيرها احتياطاً لدينهم وخوفاً من الخطأ في هذا الموضوع الخطير، وقالوا لمن يأخذ برأيهم من المسلمين: إقرؤوها كما هي ولا تفسروها، وفوضوا أمرها إلى الله تعالى. وهذا هو معنى التفويض أو مذهب الإمتناع عن التفسير، الذي صار مذهباً رسمياً لكثير من المسلمين عندما راجت سوق التفاسير المتناقضة، وكثرت رواية الأحاديث المؤيدة لهذا التفسير وذاك."[2] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn2)[2]
ولهذا يمكننا أن نقول بأن مذهب التفويض، يتعامل مع آيات الصفات على أساس كونها من الآيات المتشابهة التي يجب أن يوكل علمها إلى الله. ولهذا لا يؤولون آيات الصفات ولا يثبتون ما يظهر منها من معاني وإنما هم متوقفون في تفسير هذه الآيات.
نصوص في التفويض
ويمكن أن ننقل النصوص التالية لبيان مذهب المفوضين:
أخرج البيهقي عن عبد الله بن وهب قال: كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى، كيف استواؤه؟ فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال له كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة، أخرجوه قال فأخرج الرجل!. [3] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn3)[3]
وأخرج البيهقي عن أحمد بن أبي الحواري قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: كل ما وصف الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه.
وأخرج البيهقي عن إسحق بن موسى قال سمعت ابن عيينة يقول: ما وصف الله به نفسه فتفسيره قراءته، ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسله صلوات الله عليهم.
وكذا ما أورده الذهبي في سيره: 8/466:
قال محمد بن إسحاق الصاغاني: حدثنا لوين قال: قيل لابن عيينة: هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية؟ قال: حق على ما سمعناها ممن نثق به ونرضاه.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثني أحمد بن نصر قال: سألت ابن عيينة وجعلت ألح عليه فقال: دعني أتنفس، فقلت: كيف حديث عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحمل السماوات على إصبع، وحديث: إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمان، وحديث أن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في الأسواق؟ فقال سفيان: هي كما جاءت نقر بها ونحدث بها بلا كيف!
المذهب الثالث: إمرار الصفات كما جاءت
وهو مذهب الذين حرَّموا تأويل الصفات، وحرَّموا تفويض معناها إلى الله تعالى، وأوجبوا حملها على ظاهر اللغة، أي المعنى الحسي المادي.[4] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn4)[4] وهذا القول هو ما اختارته الحنابلة وابن تيمية والسلفية.
والإنصاف أن السلفية لا يصرحون بأنهم يحملون الصفات على المعنى الحسي، ولكنهم يقولون بأنه لا بد من إمرار الصفات كما جاءت وكما يظهر منها، وهذا المقدار كافٍ في حملهم الصفات على المعنى الحسي.
وقد صرح غير واحد من علماء السلف أن مذهبهم في تفسير آيات الصفات وكذا الصفات الواردة في الأحاديث النبوية هو إمرار الصفات كما جاءت وكما يظهر منها، من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تعطيل ولا تشبيه.
ولهذا فإن هذا المذهب يقوم على إثبات ما ظهر من آيات الصفات لله سبحانه بلا كيف ولا تكييف، فالكيف عندهم ممنوع حسب ما يدعون. مع أنه قد وردت عندهم روايات صريحة صحيحة في الكيف. ولهذا فإن هذه الدعوى لا معنى لها، كما سيأتي منا الإشارة إليه.
وكذا لا يجوز تأويل المعنى على خلاف ما يظهر منه وإلا استلزم تعطيل الصفات وإلغائها.
وإصرارهم على رفض التأويل أوقعهم في طامة كبرى ومصيبة عظمى، وهي إنكار المجاز في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، حيث ينبغي حمل ما ورد فيها من صفات الله على ظاهره بدون تأويل أو تعطيل. وهذا يتضح جلياً في قوله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ)[5] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn5)[5]
الفارق بين المذهب الثاني والثالث:
والفارق بين مذهب المفوضة وبين هذا المذهب وإن بدا قليلاً، إلا أنه في الحقيقة فارق كبير، "لأن التفويض رأيٌ بالإمتناع عن تفسير الصفات، والحمل على الظاهر تصويت بأن المراد منها معناها الحسي!
فكلمة (يد الله) عند المفوضين لا تعني القدرة كما يقول المتأولون، ولا تعني الجارحة كما يقول الحسيون، لأن معنى كونهم مفوضة أنهم متوقفون في معناها وممتنعون كلياً عن تفسيرها. أما الحسيون فيقولون يجب حمل الكلمة على اليد الحقيقية لا المجازية!
وإذا قلت لهم: تقصدون أن الله تعالى له جوارح، يد ورجل وعين، إلى آخره؟ يقولون: نعم له يد، ولكن لا نقول كيد الإنسان! وهذا كافٍ عندهم للخروج من مأزق التشبيه، وهذا الرأي كما ترى في الضعف والسخف.
المذهب الثالث والتجسيم:
وينبغي الإشارة إلى أن حمل آيات الصفات على ظاهرها، وإثبات ما يظهر منها لله سبحانه وتعالى من أعضاء لا ينفك عن التجسيم بحال، بل هو التجسيم بعينه وعيانه. لأن حمل اليد والوجه والساق والعين على المعنى الحقيقي لا المجازي يلزم منه المغايرة، فيكون الوجه غير العين، واليد وغير الساق، وهذا يعني التركيب، والتركيب هو التجسيم.
وقد حاولت السلفية الفرار من مأزق التشبيه والتجسيم فقالت أننا نحمل الصفات على ظاهرها من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تعطيل ولا تشبيه، وأننا نثبت له ما أثبته لنفسه بما يليق بجلاله، إلا أنه بعد حمل هذه الصفات على معناها الحقيقي، وما يلزم من ذلك من مغايرتها لبعضها البعض فلا محيص من الوقوع في التجسيم.
ومما يدلل على قول فئة كبيرة من الحنابلة بالتجسيم ما ذكره الفخر الرازي:
إن المجسمة اختلفوا في أنه هل يصح عليه الذهاب والمجيء، القائلون بأنه نور ينكرون الأعضاء والجوارح مثل الرأس واليد والرجل، وأكثر الحنابلة يثبتون هذه الأعضاء والجوارح.[6] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn6)[6]
ومما يدلل على المذهب الحسي عند ابن تيمية في تفسير الصفات:
قال ابن بطوطة في رحلته ص 90 : وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة في الدين بن تيمية كبير الشام، يتكلم في الفنون، إلا أن في عقله شيئاً، وكنت إذ ذاك في دمشق، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا! ونزل ربعة من ربع المنبر، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء وأنكر ما تكلم به، فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً حتى سقطت عمامته.
السلفية والتجسيم:
تذهب السلفية إلى أن الله سبحانه وتعالى في السماء مستوٍ على عرشه، فهو يتصف بالعلو والفوقانية على خلقه بما يليق بجلاله.
وقد سئل أحد أعلام السلفية من المعاصرين عن مكان وجود الله فقال:
والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الله - سبحانه - فوق العرش، فوق جميع خلقه، كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع سلف الأمة، كما قال - عز وجل -: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " وكرر ذلك - سبحانه - في ست آيات أخرى من كتابه العظيم، ومعنى الاستواء عند أهل السنة هو: العلو والارتفاع فوق العرش على الوجه الذي يليق بجلال الله - سبحانه -، لا يعلم كيفيته سواه، كما قال مالك - رحمه الله - لما سئل عن ذلك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، ومراده - رحمه الله -: السؤال عن كيفيته، وهذا المعنى جاء عن شيخه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وهو مروي عن أم سلمة - رضي الله عنها -، وهو قول جميع أهل السنة من الصحابة - رضي الله عنهم - ومن بعدهم من أئمة الإسلام، وقد أخبر الله - سبحانه - في آيات أخرى أنه العلي كما قال - سبحانه -: "فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ "وقال - عز وجل -: " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ..[7] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn7)[7]
أقول: القول بأن الاستواء معلوم، يتنافى مع قوله الكيف مجهول، فلاحظ وتأمل.
كما سئل أحد أعلام السلفية من المعاصرين عن إمكانية صفة الشم لله سبحانه من خلال ما رواه مسلم في صحيحه، حيث قال: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ قَالَ اللَّهُ - عز وجل - كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.
إلا أنه توقف في إثبات هذه الصفات، فأمسك فيها فلم يثبتها ولم ينفيها.[8] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn8)[8]
روايات صريحة في التجسيم
إن القول بالتجسيم عند المسلمين بدأ مع ظهور بعض الروايات الموضوعة في أيام خلافة الخليفة الثاني، وتحديداً على يد كعب الأحبار وغيره من علماء اليهود. وكتب أهل السنة وصحاحهم تضج بروايات التجسيم، ونذكر منها ما يلي:
ما جاء في كتبهم من حديث أطيط العرش وصريره وأزيزه من ثقل الله تعالى بروايات صحيحة عندهم.
منها، ما روي عن عمر أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أدع الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح[9] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn9)[9].
وأيضاً ما أورده السيوطي في الدر المنثور:
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي عاصم في السنة، والبزار، وأبو يعلى، وابن جرير، وأبو الشيخ، والطبراني، وابن مردويه، والضياء المقدسي في المختارة، عن عمر أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أدع الله أن يدخلني الجنة فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله، ما يفضل منه أربع أصابع.[10] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn10)[10]
مضافاً إلى ما أورده الديلمي في فردوس الأخبار: عن ابن عمر: إن الله عز وجل ملأ عرشه، يفضل منه كما يدور العرش أربعة أصابع، بأصابع الرحمن عز وجل.[11] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftn11)[11] انتهى.
ويلاحظ أن عبد الله بن عمر جعل العرش أكبر من حجم الله تعالى بأربع أصابع بأصابع الله تعالى.
[1] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref1)[1] الوهابية والتوحيد، الشيخ علي الكوراني
[2] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref2)[2] الوهابية والتوحيد، ص50
[3] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref3)[3] الدر المنثور، ج3، ص91
[4] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref4)[4] المصدر السابق، ص55
[5] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref5)[5] سورة القصص، 88
[6] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref6)[6] المطالب العالية، ج1، ص26، الفخر الرازي
[7] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref7)[7] راجع الموقع السلفي على الانترنت المختار الإسلامي: http://www.islamsel ect.com/cat/ 77 (http://www.islamselect.com/cat/77)
[8] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref8)[8] راجع الموقع السلفي على الانترنت المختار الإسلامي http://www.islamsel ect.com/mat/ 37838 (http://www.islamselect.com/mat/37838)
[9] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref9)[9] مجمع الزوائد، الهيثمي، ج1، ص83
[10] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref10)[10] الدر المنثور، السيوطي، ج1، ص328
[11] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=2098036999&da=0&midIndex=23&mid=1_24417_AMrHtEQAATLLSQUXpQvipV2c2VY&prevMid=1_28241_AMXHtEQAAKrQSQVOWgg4QB2agOY&nextMid=1_18273_AL%2FHtEQAAQXPSQGWMAsKZ#11d328ce55 20dd97__ftnref11)[11] فردوس الأخبار، الديلمي، ج1، ص219
--
إني لاكتـم مـن علمي جـواهـره ** كيلا يرى الحق ذو جهـل فيفتتنـا
وقـد تقـدم فـي هـذا أبـو حســن ** إلى الحسين ووصى قبله الحسنا
يا رب جوهرُ علمٍ لـو أبـوحُ بـهِ ** لقيـل لـي أنت ممـن يعبـدُ الوثنـا
ولاستحل رجالٌ مسلمون دمي ** يـرون أقبـح مـا يأتــونـهُ حسنـا