حيدر القرشي
30-10-2008, 05:12 PM
الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 12 ص 7 قال:
قال علي بن خشرم: أخبرني يحيى قال: صرت إلى حفص بن غياث ، فتعشينا عنده ، فأتى بعس ، فشرب ، وناول أبا بكر بن أبي شيبة ، فشرب وناولني .
قال: فقلت: أيسكر كثيره ؟
قال: إي والله ، وقليله . فتركته .
انتهى
المزي في تهذيب الكمال ج 13 ص 217 قال:
وقال سهل بن شاذويه ، عن علي بن خشرم: أخبرني يحيى ابن أكثم ، أنه صار إلى حفص بن غياث فتعشى عنده ، فأتي حفص بعس ، فشرب منه ، ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة فشرب منه ، فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم ، فقال له: يا أبا بكر أيسكر كثيره ؟
قال: إي والله ، وقليله . فلم يشرب .
انتهى
ما شاء الله حفاظ ويشربون المسكرات !!!
والجدير بالذكر أن ابن أبي شيبة روى في مصنفه أكثر من أربعين رواية في النهي عن شرب المسكر ، ومن تلك الروايات ما يلي:
* عن عائشة تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل شراب أسكر فهو حرام " .
* عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل مسكر حرام " ، قال : وقال ابن عمر : كل مسكر خمر .
* عن سراج بن عقبة عن عمته خالدة بنت طلق قالت : حدثني أبي قال : كنا جلوسا عند نبي الله ، فجاء صحار عبد القيس فقال : يا رسول الله ! ما ترى في شراب نصنعه من ثمارنا ، قال : فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله ثلاث مرات ، ثم قام بنا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ، فلما قضى الصلاة قال : " من السائل عن المسكر ؟ يا أيها السائل عن المسكر ! لا تشربه ولا نسقه أحدا من المسلمين فو الذي نفس محمد بيده ! ما شربه قط رجل ابتغاء لذة سكره فيسقيه الله خمرا يوم القيامة " .
* عن ابن عمر قال : كل مسكر حرام ، وقال ابن عمر : كل مسكر خمر .
* عن المختار قال : سألت أنسا عن النبيذ فقال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظروف المزفتة وقال : " كل مسكر حرام " .
* عن عطاء وطاوس ومجاهد قالوا : قليل ما أسكر كثيره حرام .
* عن السائب بن يزيد قال : قال عمر بن الخطاب : ذكر لي أن عبيد الله وأصحابه شربوا شربوا شرابا بالشام ، وأنا سائل عنه ، فإن كان مسكرا جلدتهم .
* عن مالك بن أبي مريم قال : تذاكرنا الطلاء فدخل علينا عبد الرحمن بن غنم فتذاكرناه فقال : حدثني أبو مالك الاشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يشرب أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات ، يخسف الله بهم الارض ويجعل منهم القردة والخنازير " .
* عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليستحلن آخر أمتي الخمر تسميها باسمها " .
* عن الضحاك بن عثمان قال : حدثني بكير بن عبد الله بن الاشجع قال : أراه بن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره " .
المصدر: المصنف لابن أبي شيبة ج 5 ص 469 - 474
بقي شئ واحد وهو ذكر ترجمة مختصرة لهذين الحافظين الكبيرين !!
1 - حفص بن غياث:
الامام الحافظ أبو عمر النخعي الكوفي قاضى بغداد ثم قاضي الكوفة .
ولد سنة سبع عشرة ومائة .
قال يحيى القطان : حفص اوثق اصحاب الاعمش .
وقال سجادة : كان يقال : ختم القضاء بحفص بن غياث .
قال حفص : والله ما وليت القضاء حتى حلت لى الميتة .
مات وعليه دين تسعمائة درهم .
قال يحيى بن معين : جمع ما حدث به حفص ببغداد وبالكوفة فمن حفظه ، لم يخرج كتابا ، كتبوا عنه ثلاثة آلاف أو اربعة آلاف حديث من حفظه .
وقال أبو جعفر المسندي كان حفص ابن غياث من اسخى العرب ، وكان يقول من لم يأكل من طعامي لا احدثه وإذا كان يوم ضيافته لا يبقى رأس من الرواسين .
توفى حفص آخر سنة اربع وتسعين ومائة رحمة الله عليه .
قال احمد بن حنبل رأيت مقدم فم حفص مضببة اسنانه بالذهب .
(الذهبي: تذكرة الحفاظ ج 1 ص 297)
2 - أبو بكر بن ابى شيبة (خ م د س ق)
الحافظ عديم النظير الثبت النحرير عبد الله بن محمد بن ابى شيبة ابراهيم ابن عثمان بن خواستى العبسى مولاهم الكوفى صاحب المسند والمصنف وغير ذلك .
سمع من شريك القاضى وابى الاحوص وابن المبارك وابن عيينة وجرير بن عبد الحميد وطبقتهم .
وعنه أبو زرعة والبخاري ومسلم وابو داود وابن ماجه وابو بكر بن ابى عاصم وبقى بن مخلد والبغوى وجعفر الفريابى وامم سواهم .
قال احمد : أبو بكر صدوق ، هو احب إلى من اخيه عثمان .
وقال العجلى : ثقة حافظ .
وقال الفلاس : ما رأيت احفظ من ابى بكر بن ابى شيبة . وكذا قال أبو زرعة الرازي .
وقال أبو عبيد : انتهى الحديث إلى اربعة فابو بكر بن ابى شيبة اسردهم له ، وأحمد افقهم فيه ، وابن معين اجمعهم له ، وابن المدينى اعلمهم به .
وقال صالح بن محمد : اعلم من ادركت بالحديث وعلله على ابن المدينى ، واحفظهم له عند المذاكرة أبو بكر بن ابى شيبة .
وعن ابى عبيد قال : احسنهم وضعا لكتاب أبو بكر بن ابى شيبة .
وقال الخطيب : كان أبو بكر متقنا حافظا . صنف المسند والاحكام والتفسير .
قال البخاري : مات في المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى .
(الذهبي: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 432)
هذا المورد الثالث:
الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 9 ص 140
48 - وكيع ( ع ) ابن الجراح ، بن مليح ، بن عدي ، بن فرس ، بن جمجمة ، بن سفيان ، بن الحارث ، بن عمرو ، بن عبيد ، بن رؤاس ،
الامام الحافظ ، محدث العراق ، أبو سفيان الرؤاسي ، الكوفي ، أحد الاعلام .
ولد سنة تسع وعشرين ومئة ، قاله أحمد بن حنبل ....
وكان من بحور العلم وأئمة الحفظ .
إلى أن قال الذهبي:
الفضل بن محمد الشعراني : سمعت يحيى بن أكثم يقول : صحبت وكيعا في الحضر والسفر ، وكان يصوم الدهر ، ويختم القرآن كل ليلة .
قلت : هذه عبادة يخضع لها ، ولكنها من مثل إمام من الائمة الاثرية مفضولة ، فقد صح نهيه عليه السلام عن صوم الدهر ، وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث ، والدين يسر ، ومتابعة السنة أولى ، فرضي الله عن وكيع ، وأين مثل وكيع ؟ !
ومع هذا فكان ملازما لشرب نبيذ الكوفة الذي يسكر الاكثار منه فكان متأولا في شربه ، ولو تركه تورعا ، لكان أولى به ، فإن من توقى الشبهات ، فقد استبرأ لدينه وعرضه ، وقد صح النهي والتحريم للنبيذ المذكور ، وليس هذا موضع هذه الامور ، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك ، فلا قدوة في خطأ العالم ، نعم ، ولا يوبخ بما فعله باجتهاد ، نسأل الله المسامحة ....
وعن سفيان بن وكيع ، قال : كان أبي يجلس لاصحاب الحديث من بكرة إلى ارتفاع النهار ، ثم ينصرف ، فيقيل ، ثم يصلي الظهر ، ويقصد الطريق إلى المشرعة التي يصعد منها أصحاب الروايا فيريحون نواضحهم ، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض إلى حدود العصر ، ثم يرجع إلى مسجده ، فيصلي العصر ، ثم يجلس يدرس القرآن ويذكر الله إلى آخر النهار ، ثم يدخل منزله ، فيقدم إليه إفطاره ، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام ، ثم تقدم إليه قرابة فيها نحو من عشرة أرطال من نبيذ ، فيشرب منها ما طاب له على طعامه ، ثم يجعلها بين يديه ، ثم يقوم فيصلي ورده من الليل ، كلما صلى شيئا شرب منها حتى ينفدها ، ثم ينام .
روى هذه الحكاية الدارقطني ، عن القاضي ابن أم شيبان ، عن أبيه ، عن أبي عبد الرحمن بن سفيان بن وكيع ، عن أبيه .
قال إسحاق بن بهلول : قدم علينا وكيع ، فنزل في مسجد الفرات ، وسمعت منه ، فطلب مني نبيذا ، فجئته به ، وأقبلت أقرأ عليه الحديث ، وهو يشرب ، فلما نفد ما جئته به ، أطفأ السراج .
قلت : ما هذا ؟
قال : لو زدتنا ، زدناك .
قال جعفر الطيالسي : سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت رجلا يسأل كيعا ، فقال : يا أبا سفيان ، شربت البارحة نبيذا ، فرأيت فيما يرى النائم كأن رجلا يقول : شربت خمرا . فقال وكيع : ذلك الشيطان .
وقال نعيم بن حماد : تعشينا عند وكيع - أو قال : تغدينا - فقال : أي شئ تريدون أجيئكم منه : نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان ؟
فقلت : تتكلم بهذا ؟
قال : هو عندي أحل من ماء الفرات ،
قلت له : ماء الفرات لم يختلف في حله ، وقد اختلف في هذا .
قلت : الرجل سامحه الله لو لم يعتقد إباحته ، لما قال هذا .
وقال أبو سعيد الاشج : كنت عند وكيع فجاءه رجل يدعوه إلى عرس ، فقال : أثم نبيذ ؟
قال : لا ، قال : لا نحضر عرسا ليس فيه نبيذ ، قال : فإني آتيكم به . فقام
قال علي بن خشرم: أخبرني يحيى قال: صرت إلى حفص بن غياث ، فتعشينا عنده ، فأتى بعس ، فشرب ، وناول أبا بكر بن أبي شيبة ، فشرب وناولني .
قال: فقلت: أيسكر كثيره ؟
قال: إي والله ، وقليله . فتركته .
انتهى
المزي في تهذيب الكمال ج 13 ص 217 قال:
وقال سهل بن شاذويه ، عن علي بن خشرم: أخبرني يحيى ابن أكثم ، أنه صار إلى حفص بن غياث فتعشى عنده ، فأتي حفص بعس ، فشرب منه ، ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة فشرب منه ، فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم ، فقال له: يا أبا بكر أيسكر كثيره ؟
قال: إي والله ، وقليله . فلم يشرب .
انتهى
ما شاء الله حفاظ ويشربون المسكرات !!!
والجدير بالذكر أن ابن أبي شيبة روى في مصنفه أكثر من أربعين رواية في النهي عن شرب المسكر ، ومن تلك الروايات ما يلي:
* عن عائشة تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل شراب أسكر فهو حرام " .
* عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل مسكر حرام " ، قال : وقال ابن عمر : كل مسكر خمر .
* عن سراج بن عقبة عن عمته خالدة بنت طلق قالت : حدثني أبي قال : كنا جلوسا عند نبي الله ، فجاء صحار عبد القيس فقال : يا رسول الله ! ما ترى في شراب نصنعه من ثمارنا ، قال : فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله ثلاث مرات ، ثم قام بنا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ، فلما قضى الصلاة قال : " من السائل عن المسكر ؟ يا أيها السائل عن المسكر ! لا تشربه ولا نسقه أحدا من المسلمين فو الذي نفس محمد بيده ! ما شربه قط رجل ابتغاء لذة سكره فيسقيه الله خمرا يوم القيامة " .
* عن ابن عمر قال : كل مسكر حرام ، وقال ابن عمر : كل مسكر خمر .
* عن المختار قال : سألت أنسا عن النبيذ فقال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظروف المزفتة وقال : " كل مسكر حرام " .
* عن عطاء وطاوس ومجاهد قالوا : قليل ما أسكر كثيره حرام .
* عن السائب بن يزيد قال : قال عمر بن الخطاب : ذكر لي أن عبيد الله وأصحابه شربوا شربوا شرابا بالشام ، وأنا سائل عنه ، فإن كان مسكرا جلدتهم .
* عن مالك بن أبي مريم قال : تذاكرنا الطلاء فدخل علينا عبد الرحمن بن غنم فتذاكرناه فقال : حدثني أبو مالك الاشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يشرب أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات ، يخسف الله بهم الارض ويجعل منهم القردة والخنازير " .
* عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليستحلن آخر أمتي الخمر تسميها باسمها " .
* عن الضحاك بن عثمان قال : حدثني بكير بن عبد الله بن الاشجع قال : أراه بن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره " .
المصدر: المصنف لابن أبي شيبة ج 5 ص 469 - 474
بقي شئ واحد وهو ذكر ترجمة مختصرة لهذين الحافظين الكبيرين !!
1 - حفص بن غياث:
الامام الحافظ أبو عمر النخعي الكوفي قاضى بغداد ثم قاضي الكوفة .
ولد سنة سبع عشرة ومائة .
قال يحيى القطان : حفص اوثق اصحاب الاعمش .
وقال سجادة : كان يقال : ختم القضاء بحفص بن غياث .
قال حفص : والله ما وليت القضاء حتى حلت لى الميتة .
مات وعليه دين تسعمائة درهم .
قال يحيى بن معين : جمع ما حدث به حفص ببغداد وبالكوفة فمن حفظه ، لم يخرج كتابا ، كتبوا عنه ثلاثة آلاف أو اربعة آلاف حديث من حفظه .
وقال أبو جعفر المسندي كان حفص ابن غياث من اسخى العرب ، وكان يقول من لم يأكل من طعامي لا احدثه وإذا كان يوم ضيافته لا يبقى رأس من الرواسين .
توفى حفص آخر سنة اربع وتسعين ومائة رحمة الله عليه .
قال احمد بن حنبل رأيت مقدم فم حفص مضببة اسنانه بالذهب .
(الذهبي: تذكرة الحفاظ ج 1 ص 297)
2 - أبو بكر بن ابى شيبة (خ م د س ق)
الحافظ عديم النظير الثبت النحرير عبد الله بن محمد بن ابى شيبة ابراهيم ابن عثمان بن خواستى العبسى مولاهم الكوفى صاحب المسند والمصنف وغير ذلك .
سمع من شريك القاضى وابى الاحوص وابن المبارك وابن عيينة وجرير بن عبد الحميد وطبقتهم .
وعنه أبو زرعة والبخاري ومسلم وابو داود وابن ماجه وابو بكر بن ابى عاصم وبقى بن مخلد والبغوى وجعفر الفريابى وامم سواهم .
قال احمد : أبو بكر صدوق ، هو احب إلى من اخيه عثمان .
وقال العجلى : ثقة حافظ .
وقال الفلاس : ما رأيت احفظ من ابى بكر بن ابى شيبة . وكذا قال أبو زرعة الرازي .
وقال أبو عبيد : انتهى الحديث إلى اربعة فابو بكر بن ابى شيبة اسردهم له ، وأحمد افقهم فيه ، وابن معين اجمعهم له ، وابن المدينى اعلمهم به .
وقال صالح بن محمد : اعلم من ادركت بالحديث وعلله على ابن المدينى ، واحفظهم له عند المذاكرة أبو بكر بن ابى شيبة .
وعن ابى عبيد قال : احسنهم وضعا لكتاب أبو بكر بن ابى شيبة .
وقال الخطيب : كان أبو بكر متقنا حافظا . صنف المسند والاحكام والتفسير .
قال البخاري : مات في المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى .
(الذهبي: تذكرة الحفاظ ج 2 ص 432)
هذا المورد الثالث:
الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 9 ص 140
48 - وكيع ( ع ) ابن الجراح ، بن مليح ، بن عدي ، بن فرس ، بن جمجمة ، بن سفيان ، بن الحارث ، بن عمرو ، بن عبيد ، بن رؤاس ،
الامام الحافظ ، محدث العراق ، أبو سفيان الرؤاسي ، الكوفي ، أحد الاعلام .
ولد سنة تسع وعشرين ومئة ، قاله أحمد بن حنبل ....
وكان من بحور العلم وأئمة الحفظ .
إلى أن قال الذهبي:
الفضل بن محمد الشعراني : سمعت يحيى بن أكثم يقول : صحبت وكيعا في الحضر والسفر ، وكان يصوم الدهر ، ويختم القرآن كل ليلة .
قلت : هذه عبادة يخضع لها ، ولكنها من مثل إمام من الائمة الاثرية مفضولة ، فقد صح نهيه عليه السلام عن صوم الدهر ، وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث ، والدين يسر ، ومتابعة السنة أولى ، فرضي الله عن وكيع ، وأين مثل وكيع ؟ !
ومع هذا فكان ملازما لشرب نبيذ الكوفة الذي يسكر الاكثار منه فكان متأولا في شربه ، ولو تركه تورعا ، لكان أولى به ، فإن من توقى الشبهات ، فقد استبرأ لدينه وعرضه ، وقد صح النهي والتحريم للنبيذ المذكور ، وليس هذا موضع هذه الامور ، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك ، فلا قدوة في خطأ العالم ، نعم ، ولا يوبخ بما فعله باجتهاد ، نسأل الله المسامحة ....
وعن سفيان بن وكيع ، قال : كان أبي يجلس لاصحاب الحديث من بكرة إلى ارتفاع النهار ، ثم ينصرف ، فيقيل ، ثم يصلي الظهر ، ويقصد الطريق إلى المشرعة التي يصعد منها أصحاب الروايا فيريحون نواضحهم ، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض إلى حدود العصر ، ثم يرجع إلى مسجده ، فيصلي العصر ، ثم يجلس يدرس القرآن ويذكر الله إلى آخر النهار ، ثم يدخل منزله ، فيقدم إليه إفطاره ، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام ، ثم تقدم إليه قرابة فيها نحو من عشرة أرطال من نبيذ ، فيشرب منها ما طاب له على طعامه ، ثم يجعلها بين يديه ، ثم يقوم فيصلي ورده من الليل ، كلما صلى شيئا شرب منها حتى ينفدها ، ثم ينام .
روى هذه الحكاية الدارقطني ، عن القاضي ابن أم شيبان ، عن أبيه ، عن أبي عبد الرحمن بن سفيان بن وكيع ، عن أبيه .
قال إسحاق بن بهلول : قدم علينا وكيع ، فنزل في مسجد الفرات ، وسمعت منه ، فطلب مني نبيذا ، فجئته به ، وأقبلت أقرأ عليه الحديث ، وهو يشرب ، فلما نفد ما جئته به ، أطفأ السراج .
قلت : ما هذا ؟
قال : لو زدتنا ، زدناك .
قال جعفر الطيالسي : سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت رجلا يسأل كيعا ، فقال : يا أبا سفيان ، شربت البارحة نبيذا ، فرأيت فيما يرى النائم كأن رجلا يقول : شربت خمرا . فقال وكيع : ذلك الشيطان .
وقال نعيم بن حماد : تعشينا عند وكيع - أو قال : تغدينا - فقال : أي شئ تريدون أجيئكم منه : نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان ؟
فقلت : تتكلم بهذا ؟
قال : هو عندي أحل من ماء الفرات ،
قلت له : ماء الفرات لم يختلف في حله ، وقد اختلف في هذا .
قلت : الرجل سامحه الله لو لم يعتقد إباحته ، لما قال هذا .
وقال أبو سعيد الاشج : كنت عند وكيع فجاءه رجل يدعوه إلى عرس ، فقال : أثم نبيذ ؟
قال : لا ، قال : لا نحضر عرسا ليس فيه نبيذ ، قال : فإني آتيكم به . فقام