محمدي
02-08-2006, 09:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحمل الانسان المؤمن من الصفات الطيبة الجميلة المحببة للنفس البشرية مايرتقي به الى مصاف الملائكة واكثر وعند ذكر المؤمن ينبغي الالتفات من الاخوة انني اعني بها الجنسين ذكورا واناثا
وكل فرد يحاول الوصول الى هذه الدرجات الرفيعة ويسعى لمعرفة سبل الوصول اليها
احيانا الانسان موهوب بفضل الله سبحانه واحيانا أخرى لا00 هو محتاج للتمرين والتدريب للوصول
الى مبتغاه فعليه ان يشمر عن ذراعيه من اجل ان يتقن التمرين ويكلل جهوده بالنجاح
من الأشياء التي يحتاج لها الفرد لمعايشة اقرانه حسن الخلق كصفة طيبة يتحلى بها ومن جهة ثانية هو مطلوب أن يتخلص من صفة مقابلة لحسن الخلق وهي سوء الخلق
حسن الخلق بمعناه الخاص هو أن يعيش الإنسان في تفاعله الاجتماعي وعلاقاته مع الآخرين بصورة حسنة وكلام طيب ووجه بشوش وسلوكيات قابلة للمرونة والتلاءم مع الآخرين ويتحدّث معهم من موقع المحبّة واللطف وترتسم على شفتيه الابتسامة والانفتاح، وكل هذه تعتبر من الفضائل الأخلاقية المؤثرة إيجابياً في تعميق الروابط الاجتماعية.
(وعلى العكس من ذلك سوء الخلق ومواجهة الآخرين بوجه خشن والتقطيب في وجوههم والجفاف في معاملتهم والخشونة في التحدّث معهم، فهو من الرذائل الأخلاقية التي تمتد في جذورها إلى أعماق النفس الإنسانية وتبعث على تنفّر الآخرين وإبتعادهم عن هذا الشخص وتؤدّي بالتالي إلى إرباك العلاقات الاجتماعية وضعف الروابط الأخوية بين الأفراد
بهذا وصف الله سبحانه وتعالى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بهذه الصفة الجميلة في قوله تعالى:
ـ (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم).
وفي الواقع بما أنّ مال الإنسان محدود ولا يمكن أن يصل باحسانه المادي إلى المحتاجين كافة من الأقرباء والأصدقاء وسائر الفقراء فقد ورد جبران ذلك بالبشاشة وحسن الخلق مع الناس حيث يمثّل كنزاً لا يفنى كما ورد في الحديث المعروف عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «إِنّكُم لا تَسَعُونَ النّاسَ بِأَموالِكُم وَلَكن يَسَعُهُم مِنكُم بَسطَ الَوجهِ وَحُسنِ الخُلقِ»
وفي حديث آخر عن الإمام الباقر في تفسير هذه الآية أنّه قال:
«قُولُوا للنّاسِ أَحسَنَِ مـا تُحِبُّونَ أَن يُقـالُ لَكُم»
إنّ سوء الخلق من أهم عوامل إيجاد الكراهية والتنفّر والتفرّق بين أفراد المجتمع، والأشخاص الذين يعيشون الابتلاء بهذه الحالة السيئة، فإنّهم غالباً ما يعيشون الانزواء في المجتمع حيث يبتعد الناس عنهم ويتجنّبون معاشرتهم، وحتى لو اُجبروا على معاشرتهم بسبب بعض الواجبات الاجتماعية أو بسبب مقامهم ومكانتهم الاجتماعية فإنّهم يشعرون بالنفور منهم في قلوبهم ويجدون في أنفسهم الرغبة في الابتعاد عنهم مهما أمكنهم ذلك.
ولهذا السبب ورد في الروايات تعبيرات شديدة تتحدّث عن سوء الخلق وأحياناً نقرأ فيها كلمات مذهلة ومخيفة عن النتائج الوخيمة والآثار السلبية لهذا المرض الأخلاقي، ومن ذلك نقرأ ما ورد في بعض هذه الروايات:
1 ـ جاء في الحديث الشريف عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله): «إيّاكُم وَسُوءَ الخُلقِ فإَنَّ سُوءَ الخُلقِ فِي النَّارِ لا مَحـالَةَ»(1 )
2 ـ وفي حديث آخر ـ عبرّ عنه بأنّه لا توبة لصاحب الخلق السيء ـ وعنه(صلى الله عليه وآله)قال: «أَبى اللهُ لِصـاحِبِ الخُلقِ السَّيء بِالتَّوبَةِ»
قيل: وكيف يا رسول الله
قال: «لأنّهُ إذا تـابَ مِنْ ذَنب وَقَعَ فِي أَعْظَمَ مِنَ الذَّنبِ الَّذِي تـابَ مِنهُ»(2)
ونقرأ في الرواية الواردة عن هذا الإمام العظيم أنّه قال:
لا وَحشَةَ أَوحَشُ مِنْ سُوء الخُلقِ»
ودليل ذلك واضح وهو أنّ الإنسان السيء الخلق يغرق في الوحدة الموحشة ويعيش وحيداً منقطعاً عن الآخرين، ولهذا السبب ورد في حديث آخر أنّه قال:
لا عَيشَ لِسَّيِّىء الخُلقِ»
لأنّه يعيش دائماً حالة الضجر والتعب في نفسه ويودّي أيضاً إلى تعب المعاشرين له
وما يجدر ذكره هو أنّه ينبغي لغرض قلع جذور الصفات الأخلاقية القبيحة من واقع الإنسان وروحه أن يتحرّك الإنسان على مستوى التمرّن وممارسة الرياضة المعنوية والاصرار في سلوك هذا الطريق وإن كان بواسطة التصنّع ليكون حسن الخلق له بصورة عادة وملكة، وفيما إذا وجد في نفسه عناصر وعوامل نفسية تبعث على سوء الخلق فانّه يتحرّك فوراً لازالتها وتطهير نفسه منها وذلك من خلال ممارسة الصلاة والعبادة وزيارة المراقد المقدّسة أو يتحرّك من موقع الترفيه السليم والألعاب المسلّية المشروعة ليدرأ هذا المرض وهذه العوامل السلبية من كيانه وشخصيته.
وكذلك يتحرّك الإنسان في طريق تهديد نفسه من خلال التلقين، وذلك بالايحاء إلى نفسه بأنّه صاحب خلق حسن ويتّصف بحسن التعامل والطيبة واللطف مع الآخرين، فمن شأن هذا التلقين أن يؤثّر أثره بالتدريج فيغرس في قلبه نبتة حسن الخلق ويعمل على تقويتها وتعميقها وإزالة عناصر الشر وعوامل سوء الخلق من ذاته.
(1) بحار الانوار، ج68، ص383
(2). بحارالانوار، ج70، ص299.
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحمل الانسان المؤمن من الصفات الطيبة الجميلة المحببة للنفس البشرية مايرتقي به الى مصاف الملائكة واكثر وعند ذكر المؤمن ينبغي الالتفات من الاخوة انني اعني بها الجنسين ذكورا واناثا
وكل فرد يحاول الوصول الى هذه الدرجات الرفيعة ويسعى لمعرفة سبل الوصول اليها
احيانا الانسان موهوب بفضل الله سبحانه واحيانا أخرى لا00 هو محتاج للتمرين والتدريب للوصول
الى مبتغاه فعليه ان يشمر عن ذراعيه من اجل ان يتقن التمرين ويكلل جهوده بالنجاح
من الأشياء التي يحتاج لها الفرد لمعايشة اقرانه حسن الخلق كصفة طيبة يتحلى بها ومن جهة ثانية هو مطلوب أن يتخلص من صفة مقابلة لحسن الخلق وهي سوء الخلق
حسن الخلق بمعناه الخاص هو أن يعيش الإنسان في تفاعله الاجتماعي وعلاقاته مع الآخرين بصورة حسنة وكلام طيب ووجه بشوش وسلوكيات قابلة للمرونة والتلاءم مع الآخرين ويتحدّث معهم من موقع المحبّة واللطف وترتسم على شفتيه الابتسامة والانفتاح، وكل هذه تعتبر من الفضائل الأخلاقية المؤثرة إيجابياً في تعميق الروابط الاجتماعية.
(وعلى العكس من ذلك سوء الخلق ومواجهة الآخرين بوجه خشن والتقطيب في وجوههم والجفاف في معاملتهم والخشونة في التحدّث معهم، فهو من الرذائل الأخلاقية التي تمتد في جذورها إلى أعماق النفس الإنسانية وتبعث على تنفّر الآخرين وإبتعادهم عن هذا الشخص وتؤدّي بالتالي إلى إرباك العلاقات الاجتماعية وضعف الروابط الأخوية بين الأفراد
بهذا وصف الله سبحانه وتعالى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بهذه الصفة الجميلة في قوله تعالى:
ـ (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم).
وفي الواقع بما أنّ مال الإنسان محدود ولا يمكن أن يصل باحسانه المادي إلى المحتاجين كافة من الأقرباء والأصدقاء وسائر الفقراء فقد ورد جبران ذلك بالبشاشة وحسن الخلق مع الناس حيث يمثّل كنزاً لا يفنى كما ورد في الحديث المعروف عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «إِنّكُم لا تَسَعُونَ النّاسَ بِأَموالِكُم وَلَكن يَسَعُهُم مِنكُم بَسطَ الَوجهِ وَحُسنِ الخُلقِ»
وفي حديث آخر عن الإمام الباقر في تفسير هذه الآية أنّه قال:
«قُولُوا للنّاسِ أَحسَنَِ مـا تُحِبُّونَ أَن يُقـالُ لَكُم»
إنّ سوء الخلق من أهم عوامل إيجاد الكراهية والتنفّر والتفرّق بين أفراد المجتمع، والأشخاص الذين يعيشون الابتلاء بهذه الحالة السيئة، فإنّهم غالباً ما يعيشون الانزواء في المجتمع حيث يبتعد الناس عنهم ويتجنّبون معاشرتهم، وحتى لو اُجبروا على معاشرتهم بسبب بعض الواجبات الاجتماعية أو بسبب مقامهم ومكانتهم الاجتماعية فإنّهم يشعرون بالنفور منهم في قلوبهم ويجدون في أنفسهم الرغبة في الابتعاد عنهم مهما أمكنهم ذلك.
ولهذا السبب ورد في الروايات تعبيرات شديدة تتحدّث عن سوء الخلق وأحياناً نقرأ فيها كلمات مذهلة ومخيفة عن النتائج الوخيمة والآثار السلبية لهذا المرض الأخلاقي، ومن ذلك نقرأ ما ورد في بعض هذه الروايات:
1 ـ جاء في الحديث الشريف عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله): «إيّاكُم وَسُوءَ الخُلقِ فإَنَّ سُوءَ الخُلقِ فِي النَّارِ لا مَحـالَةَ»(1 )
2 ـ وفي حديث آخر ـ عبرّ عنه بأنّه لا توبة لصاحب الخلق السيء ـ وعنه(صلى الله عليه وآله)قال: «أَبى اللهُ لِصـاحِبِ الخُلقِ السَّيء بِالتَّوبَةِ»
قيل: وكيف يا رسول الله
قال: «لأنّهُ إذا تـابَ مِنْ ذَنب وَقَعَ فِي أَعْظَمَ مِنَ الذَّنبِ الَّذِي تـابَ مِنهُ»(2)
ونقرأ في الرواية الواردة عن هذا الإمام العظيم أنّه قال:
لا وَحشَةَ أَوحَشُ مِنْ سُوء الخُلقِ»
ودليل ذلك واضح وهو أنّ الإنسان السيء الخلق يغرق في الوحدة الموحشة ويعيش وحيداً منقطعاً عن الآخرين، ولهذا السبب ورد في حديث آخر أنّه قال:
لا عَيشَ لِسَّيِّىء الخُلقِ»
لأنّه يعيش دائماً حالة الضجر والتعب في نفسه ويودّي أيضاً إلى تعب المعاشرين له
وما يجدر ذكره هو أنّه ينبغي لغرض قلع جذور الصفات الأخلاقية القبيحة من واقع الإنسان وروحه أن يتحرّك الإنسان على مستوى التمرّن وممارسة الرياضة المعنوية والاصرار في سلوك هذا الطريق وإن كان بواسطة التصنّع ليكون حسن الخلق له بصورة عادة وملكة، وفيما إذا وجد في نفسه عناصر وعوامل نفسية تبعث على سوء الخلق فانّه يتحرّك فوراً لازالتها وتطهير نفسه منها وذلك من خلال ممارسة الصلاة والعبادة وزيارة المراقد المقدّسة أو يتحرّك من موقع الترفيه السليم والألعاب المسلّية المشروعة ليدرأ هذا المرض وهذه العوامل السلبية من كيانه وشخصيته.
وكذلك يتحرّك الإنسان في طريق تهديد نفسه من خلال التلقين، وذلك بالايحاء إلى نفسه بأنّه صاحب خلق حسن ويتّصف بحسن التعامل والطيبة واللطف مع الآخرين، فمن شأن هذا التلقين أن يؤثّر أثره بالتدريج فيغرس في قلبه نبتة حسن الخلق ويعمل على تقويتها وتعميقها وإزالة عناصر الشر وعوامل سوء الخلق من ذاته.
(1) بحار الانوار، ج68، ص383
(2). بحارالانوار، ج70، ص299.