محمدي
25-10-2006, 04:46 PM
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا في هذه الحياة الدنيا نسعى للعمل من أجل سعادتنا للوصول الى الهدف الأسمى من خلق الانسان
ومن الطبيعي أن يغمرنا فرح وسرور عندما ننجز عملا من الأعمال ويتم بنجاح خاصة الأعمال الأخروية المتصلة بسعادتنا مالم يصل الى حد العجب لأن هناك فرق بين الاثنين كما ان هناك فرق بين فريقين
يرتكبون قبائح الأفعال كما أوضحه سماحة آية الله الشيخ مكارم الشرازي في كتابه تفسير الأمثل
وهذا هو كلامه في المسائل المذكورة 0000
المعجبون بأنفسهم:
المرتكبون لقبائح الفعال على نوعين: طائفة تستحي من أفعالها فور انتباهها إِلى قبح ما فعلت، وهي لم تفعل ما فعلت من القبيح إِلاّ لطغيان غرائزها، وهيجان شهواتها، وهذه الطّائفة سهلة النّجاة جداً، لأنها تندم بعد كل قبيح ترتكبه، وتتعرض لوخز ضميرها وعتب وجدانها باستمرار.
بيد أنّ هناك طائفة اُخرى ليست فقط لا تشعر بالندم والحياء ممّا ارتكبت من الإِثم، بل هي على درجة من الغرور والإِعجاب بالنفس بحيث تفرح بما فعلت، بل تتبجح به وتتفاخر، بل وفوق ذلك تريد أنْ يمدحها الناس على ما لم تفعله أبداً من صالح الأعمال وحسن الفعال.
إِنّ الآية الحاضرة تقول عن هؤلاء: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) أي لا تحسبن أن هؤلاء يعذرون على موقفهم هذا وينجون من العذاب، إِنّما النجاة لمن يستحون ـ على الأقل ـ من أعمالهم القبيحة، ويندمون على أنّهم لم يفعلوا شيئاً من الأعمال الصالحة.
إنّ هؤلاء المعجبين بأنفسهم ليسوا فقط ضلّوا طريق النجاة وحرّموا من الخلاص، بل (ولهم عذاب أليم) ينتظرهم.
ويمكن أن نستفيد من هذه الآية أن ابتهاج الإِنسان بما وفق لفعله وإتيانه من صالح الإعمال ليس مذموماً (إِذا كان ذلك لا يتجاوز حد الإِعتدال، ولم يكن سبباً للغرور والعجب)، وهكذا الحال في رغبة الانسان في التشجيع والإِجلال على
الأفعال الحسنة إِذا كان ـ كذلك ـ في حدود الإِعتدال، ولم يكن الإِتيان بتلك الأعمال الصالحة بدافع الحصول على ذلك، لأن كل ذلك من غريزة الإِنسان ومقتضى فطرته. ولكن أولياء الله ومن هم في المستويات العليا من الإِيمان بعيدون حتى من مثل هذا الإِبتهاج المباح وحبّ التقدير الغير المذموم.
إِنّهم يرون أعمالهم دائماً دون المستوى المطلوب، ويشعرون أبداً بالتقصير تجاه ربّهم العظيم، وبالتفريط في جنبه سبحانه وتعالى.
على أنّه ينبغي أن لا نتصور أنّ الآية الحاضرة ـ مورد البحث ـ تختص بأهل النفاق في صدر الإِسلام أو من شاكلهم ـ في كل عصر وزمان ـ وفي جميع الظروف والمجتمعات المختلفة، ممن يفرحون ويبتهجون بأعمالهم القبيحة أو يحركون الآخرين ليحمدوهم على ما لم يفعلوه بالقلم أو اللسان.
إِنّ مثل هؤلاء مضافاً إِلى العذاب الأليم في الآخرة، سيصيبهم ـ في هذه الحياة ـ غضب الناس وسخطهم، وسيؤول أمرهم إِلى الإِنفصال عن الآخرين وإِلى غير ذلك من العواقب السيئة.ثمّ إنّ الله سبحانه يقول في آية لاحقة: (ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير) وهذا الكلام يتضمن بشرى للمؤمنين، وتهديداً للكافرين، فهي تقول: إنّه لا داعي لأن يسلك المؤمنون لإِحراز التقدم طرقاً وسبلا منحرفة، وأن يحمدوا على مالم يفعلوه، ذلك لأنّهم يقدرون أنْ يواصلوا تقدمهم، ويحرزوا النجاحات بالإِستفادة من السبل المشروعة والصحيحة وفي ظل قدرة الله خالق السماوات والأرضين، كما أنّه على المنافقين والعصاة أنْ لا يتصوروا أنّهم قادرون على إِحراز شيء أو على الخلاص والنجاة من عقاب خالق الكون وربّ السماوات والأرضين بسلوك هذه السبل المنحرفة واستخدام هذه الأساليب غير المشروعة
1 ـ أسباب النزول للواقدي في تفسير هذه الآية وتفسير المنار وتفسير مجمع البيان
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا في هذه الحياة الدنيا نسعى للعمل من أجل سعادتنا للوصول الى الهدف الأسمى من خلق الانسان
ومن الطبيعي أن يغمرنا فرح وسرور عندما ننجز عملا من الأعمال ويتم بنجاح خاصة الأعمال الأخروية المتصلة بسعادتنا مالم يصل الى حد العجب لأن هناك فرق بين الاثنين كما ان هناك فرق بين فريقين
يرتكبون قبائح الأفعال كما أوضحه سماحة آية الله الشيخ مكارم الشرازي في كتابه تفسير الأمثل
وهذا هو كلامه في المسائل المذكورة 0000
المعجبون بأنفسهم:
المرتكبون لقبائح الفعال على نوعين: طائفة تستحي من أفعالها فور انتباهها إِلى قبح ما فعلت، وهي لم تفعل ما فعلت من القبيح إِلاّ لطغيان غرائزها، وهيجان شهواتها، وهذه الطّائفة سهلة النّجاة جداً، لأنها تندم بعد كل قبيح ترتكبه، وتتعرض لوخز ضميرها وعتب وجدانها باستمرار.
بيد أنّ هناك طائفة اُخرى ليست فقط لا تشعر بالندم والحياء ممّا ارتكبت من الإِثم، بل هي على درجة من الغرور والإِعجاب بالنفس بحيث تفرح بما فعلت، بل تتبجح به وتتفاخر، بل وفوق ذلك تريد أنْ يمدحها الناس على ما لم تفعله أبداً من صالح الأعمال وحسن الفعال.
إِنّ الآية الحاضرة تقول عن هؤلاء: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) أي لا تحسبن أن هؤلاء يعذرون على موقفهم هذا وينجون من العذاب، إِنّما النجاة لمن يستحون ـ على الأقل ـ من أعمالهم القبيحة، ويندمون على أنّهم لم يفعلوا شيئاً من الأعمال الصالحة.
إنّ هؤلاء المعجبين بأنفسهم ليسوا فقط ضلّوا طريق النجاة وحرّموا من الخلاص، بل (ولهم عذاب أليم) ينتظرهم.
ويمكن أن نستفيد من هذه الآية أن ابتهاج الإِنسان بما وفق لفعله وإتيانه من صالح الإعمال ليس مذموماً (إِذا كان ذلك لا يتجاوز حد الإِعتدال، ولم يكن سبباً للغرور والعجب)، وهكذا الحال في رغبة الانسان في التشجيع والإِجلال على
الأفعال الحسنة إِذا كان ـ كذلك ـ في حدود الإِعتدال، ولم يكن الإِتيان بتلك الأعمال الصالحة بدافع الحصول على ذلك، لأن كل ذلك من غريزة الإِنسان ومقتضى فطرته. ولكن أولياء الله ومن هم في المستويات العليا من الإِيمان بعيدون حتى من مثل هذا الإِبتهاج المباح وحبّ التقدير الغير المذموم.
إِنّهم يرون أعمالهم دائماً دون المستوى المطلوب، ويشعرون أبداً بالتقصير تجاه ربّهم العظيم، وبالتفريط في جنبه سبحانه وتعالى.
على أنّه ينبغي أن لا نتصور أنّ الآية الحاضرة ـ مورد البحث ـ تختص بأهل النفاق في صدر الإِسلام أو من شاكلهم ـ في كل عصر وزمان ـ وفي جميع الظروف والمجتمعات المختلفة، ممن يفرحون ويبتهجون بأعمالهم القبيحة أو يحركون الآخرين ليحمدوهم على ما لم يفعلوه بالقلم أو اللسان.
إِنّ مثل هؤلاء مضافاً إِلى العذاب الأليم في الآخرة، سيصيبهم ـ في هذه الحياة ـ غضب الناس وسخطهم، وسيؤول أمرهم إِلى الإِنفصال عن الآخرين وإِلى غير ذلك من العواقب السيئة.ثمّ إنّ الله سبحانه يقول في آية لاحقة: (ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير) وهذا الكلام يتضمن بشرى للمؤمنين، وتهديداً للكافرين، فهي تقول: إنّه لا داعي لأن يسلك المؤمنون لإِحراز التقدم طرقاً وسبلا منحرفة، وأن يحمدوا على مالم يفعلوه، ذلك لأنّهم يقدرون أنْ يواصلوا تقدمهم، ويحرزوا النجاحات بالإِستفادة من السبل المشروعة والصحيحة وفي ظل قدرة الله خالق السماوات والأرضين، كما أنّه على المنافقين والعصاة أنْ لا يتصوروا أنّهم قادرون على إِحراز شيء أو على الخلاص والنجاة من عقاب خالق الكون وربّ السماوات والأرضين بسلوك هذه السبل المنحرفة واستخدام هذه الأساليب غير المشروعة
1 ـ أسباب النزول للواقدي في تفسير هذه الآية وتفسير المنار وتفسير مجمع البيان