ام النور
05-11-2008, 02:12 AM
كتاب عالم عجائب الارواح السيد حسن الأبطحي.....
سوف ادرج هنا قصص من هذا الكتاب الرائع والذي اعجبني بالفعل
واخذني الى عالمة الغريب والروحاني .....
فداك ابوك يا ولدي....
كتب الىّ السيّد الدكتور " س " استاذ احدى الجامعات الايرانية حكاية تشبه الحكاية السابقة .
رايت فى المنام انّى متزوّج ولى ابن ، وذلك حينما كنت طالبا يافعا لم يتجاوز سنّى سبعة عشر ربيعا .
وكان الولد خال كبير على خدّه الايسر ، وهو ازبّ الحاجبين اقرنهما ، غليظ الشفتين ، اقنى الانف ، دمث الخليقة . وقد تـعـلّقـت بـه تـعلّقا شديدا ؛ بحيث انّى حينما انتبهت من النوم وادركت انّ ما رايت كان حلما ولم يتسنّ بعد ذلك رايته اجهشت بالبكاء . وفى الليلة التالية رايت عين الطفل فى الحلم وهو يهتف قائلا :
بابا ، بابا ، واتّجه نحوى راكـضـا ، فـضـمـمـتـه الى صـدرى وانـا مسرور ؛ لانّى رايت ابنى ثانية . ولكن حينما استيقظت من النوم تشعّبتني الهموم وتقسّمتنى الغموم ، فجلست اذرف الدموع وانا انشج نشيجا عاليا ، حتّى استيقظ والداى من نومهما وساءلانى عـن عـلّة بـكـائى ، فـقـصـصـت عـليـهـمـا حـلمـى عـلى الرغـم مـن كـونـى اشـعـر بخجل شديد من سرد حلمى لهما ، ولكن كان يحدونى امل على ان يبادرا الى زواجى ؛ لكى انجب ذلك الولد .
الاّ انّ امـلى ذهـب ادراج الريـاح ؛ اذ اظـهـرا عدم اكتراثهما لهذا الامر وعدم مبالاة به ، وقابلانى باستهزاء وسخرية وهما يقولان :
لازال الزواج بالنّسبة اليك مبكّرا جدّا ، لاتشغل بالك بهذا الامر ابدا ، ثابر على مطالعة دروسك ، ثمّ تركانى وحيدا - متجاهلين رغبتى - وانصرفا .
بيد انّ ولهى بالولد كان شديدا ، فهو لايغيب عن مخيلتى لحظة واحدة ، وما استطعت تلك الايام استيعاب دروسى ، فرسبت فى الامتحانات بعد ان كنت طالبا متفوّقا فى دروسى ؛ لانّ ما جرى لى قد صادف ايّام الامتحانات . وبعد مـضـىّ شهر واحدعلى ذينك الحلمين ، كنت اذرع ساحة البيت ذهابا وايابا فى وقت متاءخّر من احدى الليالى والهدوء يـطـبق على المكان ؛ اذ كان بيتنا بعيدا عن ضوضاء الطريق وصخب المارّة . وكان الولد ممثَّلا لناظرى ، ومتصرّفا بـيـن خـواطـرى ، وفـجـاءة سـمـعـت صـوتـه يـنـبـعـث مـن احـدى زوايـا البـيـت وهـو يـصـيـح :
بـابـا ، بابا . حسبت اوّل الامـر انـّى ارى حلما ايضا ، ولكن حينما اصخت اليه جيّدا تبيّن لى انّى يقظان ، فصرخت بدون شعور :
فداك ابوك يا ولدى ! وهرولت نحو مصدر الصوت ، الاّ انّى لم اسمع غير صدى تلاشى بسرعة . وفى صباح اليوم الثـانى عرضنى والداى على طبيب نفسي بعد ان اطّلعا على ماحدث لى الليلة البارحة ولمسا تغيّرا فى سلوكى خـلال شـهـر . وامـعـن الطـبـيـب فـى فـحـصـى سـاعـة واحـفـى فـى السـؤ ال ، ثـمّ قـال لوالدىّ :
انّ هـذا الشـابّ تعلّق بالطفل الّذى رآه فى المنام وهواه ، وانجع دواء لعلاجه هو الزواج ، رجـاء ان يـرزق طـفـلا ويـشـفـى غـليـله . فـثـلج بكلام الطبيب صدرى ، وسرى همّى ، واسلى غمّى ، وعبّرت عن ذلك بايماءة براسى ، الامر الّذى اثار امتعاض والدىّ وسخطهما علىّ ، لما ابديت جراة متناهية امام الطبيب .
واتّضح لى فيما بعد انّ ابى وامىّ قد صرفا فى هذا الامر عنايتهما ، فقرّرا ان يخطبا لى فتاة ، الاّ انهما كانا يـتـريـّثـان فـى مسيرهما ويتلبّثان فى سيرهما . والحقّ معهما ؛ لانّ الوقت لم يحسن بعد لزواجى ، لصغر سنّى وعـدم اكـمـال دراسـتـى وصـفـر يـدىّ ، كـمـا انـّى اصـبـحـت كـمـعـتـوه بـه لمـم ؛ لولعـى بالطفل وتمثيله لعينىّ دوما .
وكـنـت انـهض من فراشى واخرج من غرفتى بعد تلك الليلة عندما ياءوى والداى الى فراشهما ، واتوجّه الى نفس الزاويـة كـلّ ليـلة ، واتصوّر كيف سمعت صوته بوضوح وهو يردّد باءعلى صوته :
بابا ، بابا . وكيف اجبته بـشـوق وحـرارة :
فـداك ابـوك يـا ولدى ! وكيف ضممته الى صدرى ، واحتضنته وناغيته برهة ، كما يحتضن الاب ابـنـه ويـنـاغـيـه . وفـى ليلة من ليالى الجمع ذهب ابواى لزيارة بعض الاصدقاء ، وبقيت انا وحيدا فى البيت ؛ لكـى ازاول مـا اعـتدته بحرّية ، كما انّهما يستنكفان ان يصطحبانى معهما لما اعانيه . فخلالى الجوّ ، فذهبت على عادتى الى زاوية البيت ، واذا بصوت الطفل يشنّف اذنىّ ثانية ، مع شبح ملامحه التي رايتها فى الحلم مرتسمة عـلى الجـدار وهـو يـنـاديـنى ، فاءسرعت نحوه فى الظلام ، فارتطم راسى بالجدار بشدّة ، فسقطت على الارض مغشيّا علىّ .
وحـيـنـمـا عـاد والداىّ الى البـيـت رايـانـى مـلقـى عـلى الارض مـغـشـيـّا عـلىّ والدمـاء تـسـيل من راسى ، وانا اردّد باستمرار :
فداك ابوك يا ولدى ، فرثيا لحالى وجزعا . ولمّا افقت رايت امّى تذرف الدموع علىّ حتّى احرقت ماقيها .
فـتـاءهـّبـا بعد هذه الحادثة لزواجي باءسرع وقت ممكن ، وقرّرت ان اكبح ما استطعت جماح صبابتى بالولد ؛ لما اصابنى من الكدّ والتعب ، ونالنى من الجهد والنصب ، وعزمت على اغضاء جفنى عنه . ولكن امسى ما ازمعت عليه هواء فـى شـبـك ؛ اذ تـفـاقـم امـره واعـتلى ، واستفحل واستشرى ؛ فكنت ارى الشبح فى الزاوية كلّ ليلة ، واصغى الى صوته والاطفه حينا كما يفعل الوالد مع ولده ، وكان يطلعنى على امور مجهولة بالنسبة الىّ .
واصـبـحـت جـذلان مـبـتـهـجـا ؛ لرؤ يـة ولدى والتـقـائى بـه كـلّ ليـلة ، ومـمـّا زاد فـى سـرورى هـو عـثـور والداى خلال هذه المدّة على فتاة تكون امّالطفلى فى المستقبل ، وقد ابدى رضاه بها ، وسمّى لى اسمها ، فتزوّجت بها .
واصبحت ارى شبح الطفل عـلى صـدر زوجـتـى لا فـى زاويـة المـنـزل ، وذلك حـيـنما تخلد الى النوم ، فنتجاذب اطراف الحديث حينا ، وما ان تـسـتـيـقـظ زوجـتـى مـن نـومـهـا اثـنـاء ذلك حـتـّى يـغـيـب فـورا ولا اعـود اراه . وقـلت له ليـلة :
ارى مـن الافـضـل ان تـاءتـى مـتـاءخـّرا عـنـدمـا تـغـطّ امـّك فـى نـوم عـمـيـق ؛ كـى تـسـتـيـقـظ مـتـاءخـّرة ، فـقـال :
انـا هـنا دائما ، فلحبّك ايّاى وودّك لى ترانى حينما تهوّم امّى وتهجع ، ولكن ما ان اشبعت نهمك من رؤ يتى تواريت عنك .
واخيرا حملت زوجتى ، وما اصبحت ارى للشبح صورة ولا اسمع منه صوتا بعد ان مضى على حملها اربعة اشهر ، وايـقنت انّه حلّ بالجنين الّذى يثوى فى احشاء زوجتى ، ولم احزن لفقده ؛ لانّه قدر تعلّق بى واحبّنى ، ولاملى انّه سوف يولد والازمه ملازمة الظلّ للشاخص .
قـالت امـّى لى يـومـا :
ايـّهـا المـاكر ! انّك خدعتنا واحتلت علينا ؛ ذريعة الى بغيتك ، فجلبت لنا الاذى ، لماذا لم تصارحنى بمرادك وتحسر لثامك ؛ لكى اختار لك شريكة حياتك ؟ وعقّب ابى قائلا :
لولا مكاشرته ومداجاته مـا زوّجـنـاه بـهـذه السـرعـة الاّ بـعـد اكـمـال دراسـتـه ، ثـمّ التـفـت الىّ وقال :
انّك جرّعتنى الغصّة ، سامحك اللّه يا بنى .
فـاضـطـررت الى كـشـف الغـطـاء وحـسـر الغـمـّاء ؛ لانـّهـمـا حـسـبـانـى مـحـتـالا مـخـاتـلا ، فـوصـفـت لهـمـا مـلامـح الطـفـل كـامـلة وهـو فـى بـطـن امـّه ، واسـتـمـحـتـهـمـا ان يـصـبـرا ريـثـمـا يـولد الطفل ، وسوف يريان انى لست متخرّما ولامختلفا ؛ لانّ " الرائد لايكذب اهله "
واحـسـّت زوجـتـى يوما باءلم الوضع ، فنقلناها للتوّالى مستشفى الولادة ، وبقيت انا اترصّد خبرها خلف غرفة العـمـليـّات عـلى احـرّ مـن الجـمـر . وفـجـاءة خـرجـت امـّى مـن الغـرفـة فـرحـة مـسـرورة فـقـبـّلتـنـى وهـى تـقـول :
مـعـذرة يـا ولدى ! كـنـت اظـنّ بـك ظـنّ السـوء عـلى غـيـر هـدى ، انـّك لم تـكـن كـاذبـا ، فـقـد ولد نـفـس الطفل الّذى وصفته لنا ، ليهنئك هذا الامر .
ويـبـلغ طـفـلى الا ن عـشـرة اعـوام مـن عـمـره ، ومـهـمـا احـاول جـاهـدا تـذكـيـره بـتـلك الذكـريـات فـانّ جـهودى تبوء الفـشـل... ، ولكـنـّه كـان يـحـيـط بالحوادث الّتى سردها لى فى ذلك الوقت عفويّا ، وكاءنّه متعلّم لاينسى مواضيع دروسه .
سوف ادرج هنا قصص من هذا الكتاب الرائع والذي اعجبني بالفعل
واخذني الى عالمة الغريب والروحاني .....
فداك ابوك يا ولدي....
كتب الىّ السيّد الدكتور " س " استاذ احدى الجامعات الايرانية حكاية تشبه الحكاية السابقة .
رايت فى المنام انّى متزوّج ولى ابن ، وذلك حينما كنت طالبا يافعا لم يتجاوز سنّى سبعة عشر ربيعا .
وكان الولد خال كبير على خدّه الايسر ، وهو ازبّ الحاجبين اقرنهما ، غليظ الشفتين ، اقنى الانف ، دمث الخليقة . وقد تـعـلّقـت بـه تـعلّقا شديدا ؛ بحيث انّى حينما انتبهت من النوم وادركت انّ ما رايت كان حلما ولم يتسنّ بعد ذلك رايته اجهشت بالبكاء . وفى الليلة التالية رايت عين الطفل فى الحلم وهو يهتف قائلا :
بابا ، بابا ، واتّجه نحوى راكـضـا ، فـضـمـمـتـه الى صـدرى وانـا مسرور ؛ لانّى رايت ابنى ثانية . ولكن حينما استيقظت من النوم تشعّبتني الهموم وتقسّمتنى الغموم ، فجلست اذرف الدموع وانا انشج نشيجا عاليا ، حتّى استيقظ والداى من نومهما وساءلانى عـن عـلّة بـكـائى ، فـقـصـصـت عـليـهـمـا حـلمـى عـلى الرغـم مـن كـونـى اشـعـر بخجل شديد من سرد حلمى لهما ، ولكن كان يحدونى امل على ان يبادرا الى زواجى ؛ لكى انجب ذلك الولد .
الاّ انّ امـلى ذهـب ادراج الريـاح ؛ اذ اظـهـرا عدم اكتراثهما لهذا الامر وعدم مبالاة به ، وقابلانى باستهزاء وسخرية وهما يقولان :
لازال الزواج بالنّسبة اليك مبكّرا جدّا ، لاتشغل بالك بهذا الامر ابدا ، ثابر على مطالعة دروسك ، ثمّ تركانى وحيدا - متجاهلين رغبتى - وانصرفا .
بيد انّ ولهى بالولد كان شديدا ، فهو لايغيب عن مخيلتى لحظة واحدة ، وما استطعت تلك الايام استيعاب دروسى ، فرسبت فى الامتحانات بعد ان كنت طالبا متفوّقا فى دروسى ؛ لانّ ما جرى لى قد صادف ايّام الامتحانات . وبعد مـضـىّ شهر واحدعلى ذينك الحلمين ، كنت اذرع ساحة البيت ذهابا وايابا فى وقت متاءخّر من احدى الليالى والهدوء يـطـبق على المكان ؛ اذ كان بيتنا بعيدا عن ضوضاء الطريق وصخب المارّة . وكان الولد ممثَّلا لناظرى ، ومتصرّفا بـيـن خـواطـرى ، وفـجـاءة سـمـعـت صـوتـه يـنـبـعـث مـن احـدى زوايـا البـيـت وهـو يـصـيـح :
بـابـا ، بابا . حسبت اوّل الامـر انـّى ارى حلما ايضا ، ولكن حينما اصخت اليه جيّدا تبيّن لى انّى يقظان ، فصرخت بدون شعور :
فداك ابوك يا ولدى ! وهرولت نحو مصدر الصوت ، الاّ انّى لم اسمع غير صدى تلاشى بسرعة . وفى صباح اليوم الثـانى عرضنى والداى على طبيب نفسي بعد ان اطّلعا على ماحدث لى الليلة البارحة ولمسا تغيّرا فى سلوكى خـلال شـهـر . وامـعـن الطـبـيـب فـى فـحـصـى سـاعـة واحـفـى فـى السـؤ ال ، ثـمّ قـال لوالدىّ :
انّ هـذا الشـابّ تعلّق بالطفل الّذى رآه فى المنام وهواه ، وانجع دواء لعلاجه هو الزواج ، رجـاء ان يـرزق طـفـلا ويـشـفـى غـليـله . فـثـلج بكلام الطبيب صدرى ، وسرى همّى ، واسلى غمّى ، وعبّرت عن ذلك بايماءة براسى ، الامر الّذى اثار امتعاض والدىّ وسخطهما علىّ ، لما ابديت جراة متناهية امام الطبيب .
واتّضح لى فيما بعد انّ ابى وامىّ قد صرفا فى هذا الامر عنايتهما ، فقرّرا ان يخطبا لى فتاة ، الاّ انهما كانا يـتـريـّثـان فـى مسيرهما ويتلبّثان فى سيرهما . والحقّ معهما ؛ لانّ الوقت لم يحسن بعد لزواجى ، لصغر سنّى وعـدم اكـمـال دراسـتـى وصـفـر يـدىّ ، كـمـا انـّى اصـبـحـت كـمـعـتـوه بـه لمـم ؛ لولعـى بالطفل وتمثيله لعينىّ دوما .
وكـنـت انـهض من فراشى واخرج من غرفتى بعد تلك الليلة عندما ياءوى والداى الى فراشهما ، واتوجّه الى نفس الزاويـة كـلّ ليـلة ، واتصوّر كيف سمعت صوته بوضوح وهو يردّد باءعلى صوته :
بابا ، بابا . وكيف اجبته بـشـوق وحـرارة :
فـداك ابـوك يـا ولدى ! وكيف ضممته الى صدرى ، واحتضنته وناغيته برهة ، كما يحتضن الاب ابـنـه ويـنـاغـيـه . وفـى ليلة من ليالى الجمع ذهب ابواى لزيارة بعض الاصدقاء ، وبقيت انا وحيدا فى البيت ؛ لكـى ازاول مـا اعـتدته بحرّية ، كما انّهما يستنكفان ان يصطحبانى معهما لما اعانيه . فخلالى الجوّ ، فذهبت على عادتى الى زاوية البيت ، واذا بصوت الطفل يشنّف اذنىّ ثانية ، مع شبح ملامحه التي رايتها فى الحلم مرتسمة عـلى الجـدار وهـو يـنـاديـنى ، فاءسرعت نحوه فى الظلام ، فارتطم راسى بالجدار بشدّة ، فسقطت على الارض مغشيّا علىّ .
وحـيـنـمـا عـاد والداىّ الى البـيـت رايـانـى مـلقـى عـلى الارض مـغـشـيـّا عـلىّ والدمـاء تـسـيل من راسى ، وانا اردّد باستمرار :
فداك ابوك يا ولدى ، فرثيا لحالى وجزعا . ولمّا افقت رايت امّى تذرف الدموع علىّ حتّى احرقت ماقيها .
فـتـاءهـّبـا بعد هذه الحادثة لزواجي باءسرع وقت ممكن ، وقرّرت ان اكبح ما استطعت جماح صبابتى بالولد ؛ لما اصابنى من الكدّ والتعب ، ونالنى من الجهد والنصب ، وعزمت على اغضاء جفنى عنه . ولكن امسى ما ازمعت عليه هواء فـى شـبـك ؛ اذ تـفـاقـم امـره واعـتلى ، واستفحل واستشرى ؛ فكنت ارى الشبح فى الزاوية كلّ ليلة ، واصغى الى صوته والاطفه حينا كما يفعل الوالد مع ولده ، وكان يطلعنى على امور مجهولة بالنسبة الىّ .
واصـبـحـت جـذلان مـبـتـهـجـا ؛ لرؤ يـة ولدى والتـقـائى بـه كـلّ ليـلة ، ومـمـّا زاد فـى سـرورى هـو عـثـور والداى خلال هذه المدّة على فتاة تكون امّالطفلى فى المستقبل ، وقد ابدى رضاه بها ، وسمّى لى اسمها ، فتزوّجت بها .
واصبحت ارى شبح الطفل عـلى صـدر زوجـتـى لا فـى زاويـة المـنـزل ، وذلك حـيـنما تخلد الى النوم ، فنتجاذب اطراف الحديث حينا ، وما ان تـسـتـيـقـظ زوجـتـى مـن نـومـهـا اثـنـاء ذلك حـتـّى يـغـيـب فـورا ولا اعـود اراه . وقـلت له ليـلة :
ارى مـن الافـضـل ان تـاءتـى مـتـاءخـّرا عـنـدمـا تـغـطّ امـّك فـى نـوم عـمـيـق ؛ كـى تـسـتـيـقـظ مـتـاءخـّرة ، فـقـال :
انـا هـنا دائما ، فلحبّك ايّاى وودّك لى ترانى حينما تهوّم امّى وتهجع ، ولكن ما ان اشبعت نهمك من رؤ يتى تواريت عنك .
واخيرا حملت زوجتى ، وما اصبحت ارى للشبح صورة ولا اسمع منه صوتا بعد ان مضى على حملها اربعة اشهر ، وايـقنت انّه حلّ بالجنين الّذى يثوى فى احشاء زوجتى ، ولم احزن لفقده ؛ لانّه قدر تعلّق بى واحبّنى ، ولاملى انّه سوف يولد والازمه ملازمة الظلّ للشاخص .
قـالت امـّى لى يـومـا :
ايـّهـا المـاكر ! انّك خدعتنا واحتلت علينا ؛ ذريعة الى بغيتك ، فجلبت لنا الاذى ، لماذا لم تصارحنى بمرادك وتحسر لثامك ؛ لكى اختار لك شريكة حياتك ؟ وعقّب ابى قائلا :
لولا مكاشرته ومداجاته مـا زوّجـنـاه بـهـذه السـرعـة الاّ بـعـد اكـمـال دراسـتـه ، ثـمّ التـفـت الىّ وقال :
انّك جرّعتنى الغصّة ، سامحك اللّه يا بنى .
فـاضـطـررت الى كـشـف الغـطـاء وحـسـر الغـمـّاء ؛ لانـّهـمـا حـسـبـانـى مـحـتـالا مـخـاتـلا ، فـوصـفـت لهـمـا مـلامـح الطـفـل كـامـلة وهـو فـى بـطـن امـّه ، واسـتـمـحـتـهـمـا ان يـصـبـرا ريـثـمـا يـولد الطفل ، وسوف يريان انى لست متخرّما ولامختلفا ؛ لانّ " الرائد لايكذب اهله "
واحـسـّت زوجـتـى يوما باءلم الوضع ، فنقلناها للتوّالى مستشفى الولادة ، وبقيت انا اترصّد خبرها خلف غرفة العـمـليـّات عـلى احـرّ مـن الجـمـر . وفـجـاءة خـرجـت امـّى مـن الغـرفـة فـرحـة مـسـرورة فـقـبـّلتـنـى وهـى تـقـول :
مـعـذرة يـا ولدى ! كـنـت اظـنّ بـك ظـنّ السـوء عـلى غـيـر هـدى ، انـّك لم تـكـن كـاذبـا ، فـقـد ولد نـفـس الطفل الّذى وصفته لنا ، ليهنئك هذا الامر .
ويـبـلغ طـفـلى الا ن عـشـرة اعـوام مـن عـمـره ، ومـهـمـا احـاول جـاهـدا تـذكـيـره بـتـلك الذكـريـات فـانّ جـهودى تبوء الفـشـل... ، ولكـنـّه كـان يـحـيـط بالحوادث الّتى سردها لى فى ذلك الوقت عفويّا ، وكاءنّه متعلّم لاينسى مواضيع دروسه .