نجف الخير
02-08-2006, 10:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم قال نور الدين الحلبي في كتابه السيرة الحلبية المسمّاه بـ"إنسان العيون" ج3 / 488 طبع دار المعرفة - عند ذكره دعوى فاطمة ( ع ) في أمر فدك - ما لفظه :
(وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله ، انه – يعني أبا بكر - رضي الله عنه كتب لها بفدك ، ودخل عليه عمر رضي الله تعالى عنه ، فقال : ما هذا ؟!! .
فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها .
فقال : ممّاذا تنفق على المسلمين ، وقد حاربتك العرب كما ترى ؟!! ، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه !! . ) انتهى بلفظه ولم يتعقّبه الحلبي .
أقول : ما نقله الحلبي عن سبط ابن الجوزي هو في كتابه المشهور "مرآة الزمان" كما نقله السيد ناصر حسين - ابن صاحب العبقات قدس سره - كما يأتي .
- في كتاب (إفحام الأعداء والخصوم) - للسيد ناصر حسين الهندي ، ص 95 ، قال :
(وقال العلامة سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه المسمى - مرآة الزمان - في الباب العاشر في طلب آل رسول الله الميراث من أبواب مرض رسول الله ( ص ) في وقائع السنة الحادية عشر ما لفظه :
(وقال علي ابن الحسين رضي الله عنهما : جائت فاطمة بنت رسول الله ( ص ) إلى أبي بكر وهو على المنبر فقالت : يا أبا بكر أفي كتاب الله أن ترث ابنتك [ أباك ] ولا أرث أبي ؟!!.
فاستعبر أبو بكر باكيا !!
ثم قال : باباي [بأبي] أبوك ، وباباي [بأبي] أنت ، ثم نزل فكتب لها بفدك .
ودخل عليه عمر فقال : ما هذا ؟!!.
فقال : كتاب كتبته لفاطمة ميراثها من أبيها .
قال : فماذا تنفق على المسلمين ، وقد حاربتك العرب كما ترى ؟!! ، ثم أخذ عمر رضي الله عنه الكتاب فشقه !! .) ( 1 ) .
وقال نور الدين الحلبي ( 2 ) في "إنسان العيون" ، في المجلد الثالث منه عند ذكره دعوى فاطمة ( ع ) في أمر فدك ما لفظه :
"وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله ، انه رضي الله عنه كتب لها بفدك ودخل عليه عمر رضي الله عنه فقال : ما هذا ؟!! .
فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها .
فقال : ماذا تنفق على المسلمين ، وقد حاربتك العرب كما ترى ؟!! ، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه" ( 3 ) . ) انتهى من كتاب إفحام الأعداء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
( هامش ) ( 1 ) مرآة الزمان .
( 2 ) نور الدين علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي المتوفى 1044 . كان واسع العلم غاية في التحقيق ، عاد الفهم ، قوي الفكرة متحريا في الفتوى . خلاصة الأثر 3 : 122 . هدية العارفين 1 : 755 . ايضاح المكنون 2 : 497 .
( 3 ) السيرة الحلبية ( 2 ) : 485 ط 1349 ( * ) .
وروى القمي في تفسيره بسند صحيح
- تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي ج 2 ص 155 – 159 :
وقال علي بن إبراهيم في قوله " فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل"
فإنه حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى وحماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : لما بويع لأبي بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك ، فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله منها ، فجاءت فاطمة عليها السلام إلى أبي بكر ، فقالت : يا أبا بكر منعتني عن ميراثي من رسول الله وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله .
فقال لها : هاتي على ذلك شهودا .
فجاءت بأم أيمن ، فقالت : لا اشهد حتى احتج يا أبا بكر عليك بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالت : أنشدك الله ، ألستَ تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال إن أم أيمن من أهل الجنة ؟ .
قال : بلى .
قالت : فأشهد أن الله أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله " فآت ذا القربى حقه " فجعل فدك لفاطمة بأمر الله .
وجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك .
فكتب لها كتابا بفدك ودفعه إليها .
فدخل عمر ، فقال : ما هذا الكتاب ؟ ! .
فقال أبو بكر : إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي فكتبت لها بفدك .
فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزقه !! ( 1 ) ، وقال : هذا فئ المسلمين .
وقال : أوس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
( هامش ) ( 1 ) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 / 101 والسيرة الحلبية = ( * )
/ صفحة 156 /
ابن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه قال : "إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة" ، فان عليا زوجها يجر إلى نفسه ، وأم أيمن فهي امرأة صالحة لو كان معها غيرها لنظرنا فيه .
فخرجت فاطمة عليها السلام من عندهما باكية حزينة ، فلما كان بعد هذا جاء علي عليه السلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار ، فقال يا أبا بكر ! : لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله ؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ .
فقال أبو بكر : هذا فئ المسلمين فإن أقامت شهودا ان رسول الله صلى الله عليه وآله جعله لها وإلا فلا حق لها فيه .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا ابا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟
قال : لا .
قال : فإن كان في يد المسلمين شئ يملكونه ؛ ادعيتُ أنا فيه ؛ من تسأل البينة ؟ .
قال : إياك كنت أسأل البينة على ما تدعيه على المسلمين .
قال : فإذا كان في يدي شئ ، وادّعى فيه المسلمون ، فتسألني البينة على ما في يدي ! وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده ، ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادّعوا علي شهوداً كما سألتني على ما ادّعيتُ عليهم ؟!! .
فسكت أبو بكر !! .
ثم قال عمر : يا علي دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حججك !! فان أتيتَ بشهود عدول ، وإلاَّ فهو فئ المسلمين ، لا حقّ لك ، ولا لفاطمة فيه .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا ابا بكر ! تقرأ كتاب الله ؟ .
قال : نعم .
قال : فأخبرني عن قول الله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ، فيمن نزلت ؟ أفينا أم في غيرنا ؟ .
قال : بل فيكم .
قال : فلو أن شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ، ما كنت صانعا ؟ .
قال : كنت أقيمُ عليها الحدّ ، كما أقيم على سائر المسلمين .!
قال : كنتَ إذاً عند الله من الكافرين !! .
قال : ولمَ ؟ !! .
قال : لأنك رددتَ شهادة الله لها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
( هامش ) * = 3 / 400 وإنسان العيون في سيرة الامين والمأمون ص 40 وفيه : أخذ عمر الكتاب فشقه ، وسنورد عليك بقية المصادر لقضية فدك . ج . ز ( * )
/ صفحة 157 /
بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددتَ حكم الله وحكم رسوله أن جعل رسول الله صلى الله عليه وآله لها فدك ، وقبضَتهُ في حياته ، ثم قبلت شهادة أعرابي بايل على عقبه عليها ، فأخذتَ منها فدك ، وزعمت انه فئ المسلمين ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "البينة على من ادّعى ، واليمين على من ادُّعيَ عليه" .
قال : فدمدم الناس ( 1 ) ، وبكى بعضهم ، فقالوا : صدق والله علي .
ورجع علي عليه السلام إلى منزله .
قال : ودخلت فاطمة إلى المسجد وطافت بقبر أبيها عليه وآله السلام وهي تبكي وتقول :
إنا فقدناك فقد الارض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
قد كان بعدك أنباء وهنبثة ( 2 ) * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغاب عنا وكل الخير محتجب
وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب
فقمصتنا ( 3 ) رجال واستخف بنا * إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب
فكل أهل له قرب ومنزلة * عند الاله على الادنين ( 4 ) يقترب
أبدت رجال لنا فحوى ( 5 ) صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الكثب
فقد رزينا بما لم يرزأه أحد * من البرية لا عجم ولا عرب
وقد رزينا به محضا خليقته * صافي الضرائب والاعراق والنسب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
( هامش ) * ( 1 ) أي تحادثوا فيما بينهم مغضبين .
( 2 ) الامر الشديد ج هنابث .
( 3 ) قمص الشئ احتقره .
( 4 ) ( الاديان ك ) .
( 5 ) ( نجوى ط ) . ج ز ( * )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ يتبع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله ، انه – يعني أبا بكر - رضي الله عنه كتب لها بفدك ، ودخل عليه عمر رضي الله تعالى عنه ، فقال : ما هذا ؟!! .
فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها .
فقال : ممّاذا تنفق على المسلمين ، وقد حاربتك العرب كما ترى ؟!! ، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه !! . ) انتهى بلفظه ولم يتعقّبه الحلبي .
أقول : ما نقله الحلبي عن سبط ابن الجوزي هو في كتابه المشهور "مرآة الزمان" كما نقله السيد ناصر حسين - ابن صاحب العبقات قدس سره - كما يأتي .
- في كتاب (إفحام الأعداء والخصوم) - للسيد ناصر حسين الهندي ، ص 95 ، قال :
(وقال العلامة سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه المسمى - مرآة الزمان - في الباب العاشر في طلب آل رسول الله الميراث من أبواب مرض رسول الله ( ص ) في وقائع السنة الحادية عشر ما لفظه :
(وقال علي ابن الحسين رضي الله عنهما : جائت فاطمة بنت رسول الله ( ص ) إلى أبي بكر وهو على المنبر فقالت : يا أبا بكر أفي كتاب الله أن ترث ابنتك [ أباك ] ولا أرث أبي ؟!!.
فاستعبر أبو بكر باكيا !!
ثم قال : باباي [بأبي] أبوك ، وباباي [بأبي] أنت ، ثم نزل فكتب لها بفدك .
ودخل عليه عمر فقال : ما هذا ؟!!.
فقال : كتاب كتبته لفاطمة ميراثها من أبيها .
قال : فماذا تنفق على المسلمين ، وقد حاربتك العرب كما ترى ؟!! ، ثم أخذ عمر رضي الله عنه الكتاب فشقه !! .) ( 1 ) .
وقال نور الدين الحلبي ( 2 ) في "إنسان العيون" ، في المجلد الثالث منه عند ذكره دعوى فاطمة ( ع ) في أمر فدك ما لفظه :
"وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله ، انه رضي الله عنه كتب لها بفدك ودخل عليه عمر رضي الله عنه فقال : ما هذا ؟!! .
فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها .
فقال : ماذا تنفق على المسلمين ، وقد حاربتك العرب كما ترى ؟!! ، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه" ( 3 ) . ) انتهى من كتاب إفحام الأعداء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
( هامش ) ( 1 ) مرآة الزمان .
( 2 ) نور الدين علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي المتوفى 1044 . كان واسع العلم غاية في التحقيق ، عاد الفهم ، قوي الفكرة متحريا في الفتوى . خلاصة الأثر 3 : 122 . هدية العارفين 1 : 755 . ايضاح المكنون 2 : 497 .
( 3 ) السيرة الحلبية ( 2 ) : 485 ط 1349 ( * ) .
وروى القمي في تفسيره بسند صحيح
- تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي ج 2 ص 155 – 159 :
وقال علي بن إبراهيم في قوله " فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل"
فإنه حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى وحماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : لما بويع لأبي بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك ، فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله منها ، فجاءت فاطمة عليها السلام إلى أبي بكر ، فقالت : يا أبا بكر منعتني عن ميراثي من رسول الله وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله .
فقال لها : هاتي على ذلك شهودا .
فجاءت بأم أيمن ، فقالت : لا اشهد حتى احتج يا أبا بكر عليك بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالت : أنشدك الله ، ألستَ تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال إن أم أيمن من أهل الجنة ؟ .
قال : بلى .
قالت : فأشهد أن الله أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله " فآت ذا القربى حقه " فجعل فدك لفاطمة بأمر الله .
وجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك .
فكتب لها كتابا بفدك ودفعه إليها .
فدخل عمر ، فقال : ما هذا الكتاب ؟ ! .
فقال أبو بكر : إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي فكتبت لها بفدك .
فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزقه !! ( 1 ) ، وقال : هذا فئ المسلمين .
وقال : أوس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
( هامش ) ( 1 ) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 / 101 والسيرة الحلبية = ( * )
/ صفحة 156 /
ابن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه قال : "إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة" ، فان عليا زوجها يجر إلى نفسه ، وأم أيمن فهي امرأة صالحة لو كان معها غيرها لنظرنا فيه .
فخرجت فاطمة عليها السلام من عندهما باكية حزينة ، فلما كان بعد هذا جاء علي عليه السلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار ، فقال يا أبا بكر ! : لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله ؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ .
فقال أبو بكر : هذا فئ المسلمين فإن أقامت شهودا ان رسول الله صلى الله عليه وآله جعله لها وإلا فلا حق لها فيه .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا ابا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟
قال : لا .
قال : فإن كان في يد المسلمين شئ يملكونه ؛ ادعيتُ أنا فيه ؛ من تسأل البينة ؟ .
قال : إياك كنت أسأل البينة على ما تدعيه على المسلمين .
قال : فإذا كان في يدي شئ ، وادّعى فيه المسلمون ، فتسألني البينة على ما في يدي ! وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده ، ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادّعوا علي شهوداً كما سألتني على ما ادّعيتُ عليهم ؟!! .
فسكت أبو بكر !! .
ثم قال عمر : يا علي دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حججك !! فان أتيتَ بشهود عدول ، وإلاَّ فهو فئ المسلمين ، لا حقّ لك ، ولا لفاطمة فيه .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا ابا بكر ! تقرأ كتاب الله ؟ .
قال : نعم .
قال : فأخبرني عن قول الله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ، فيمن نزلت ؟ أفينا أم في غيرنا ؟ .
قال : بل فيكم .
قال : فلو أن شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ، ما كنت صانعا ؟ .
قال : كنت أقيمُ عليها الحدّ ، كما أقيم على سائر المسلمين .!
قال : كنتَ إذاً عند الله من الكافرين !! .
قال : ولمَ ؟ !! .
قال : لأنك رددتَ شهادة الله لها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
( هامش ) * = 3 / 400 وإنسان العيون في سيرة الامين والمأمون ص 40 وفيه : أخذ عمر الكتاب فشقه ، وسنورد عليك بقية المصادر لقضية فدك . ج . ز ( * )
/ صفحة 157 /
بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددتَ حكم الله وحكم رسوله أن جعل رسول الله صلى الله عليه وآله لها فدك ، وقبضَتهُ في حياته ، ثم قبلت شهادة أعرابي بايل على عقبه عليها ، فأخذتَ منها فدك ، وزعمت انه فئ المسلمين ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "البينة على من ادّعى ، واليمين على من ادُّعيَ عليه" .
قال : فدمدم الناس ( 1 ) ، وبكى بعضهم ، فقالوا : صدق والله علي .
ورجع علي عليه السلام إلى منزله .
قال : ودخلت فاطمة إلى المسجد وطافت بقبر أبيها عليه وآله السلام وهي تبكي وتقول :
إنا فقدناك فقد الارض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
قد كان بعدك أنباء وهنبثة ( 2 ) * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغاب عنا وكل الخير محتجب
وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب
فقمصتنا ( 3 ) رجال واستخف بنا * إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب
فكل أهل له قرب ومنزلة * عند الاله على الادنين ( 4 ) يقترب
أبدت رجال لنا فحوى ( 5 ) صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الكثب
فقد رزينا بما لم يرزأه أحد * من البرية لا عجم ولا عرب
وقد رزينا به محضا خليقته * صافي الضرائب والاعراق والنسب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
( هامش ) * ( 1 ) أي تحادثوا فيما بينهم مغضبين .
( 2 ) الامر الشديد ج هنابث .
( 3 ) قمص الشئ احتقره .
( 4 ) ( الاديان ك ) .
( 5 ) ( نجوى ط ) . ج ز ( * )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ يتبع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ