الحق مع علي
26-07-2006, 12:27 PM
هذه القصيدة الغزلية من نظم الشاعر الكبير الراحل السيد مصطفى جمال الدين كتبها في النجف الأشرف في 8/2/1951 ولم اجد اروع منها في دواوين الشعراء ولروعتها وجمالها انشرها للأخوة في المنتدى راجيا ان تنال الإعجاب
تقولُ لي ليلى وقد زرتها <<>> في هَدأةِ الليل أناغيها
صِفني ! فاني امرأة كلها <<>> شوق لإعجاب محبيها
فقلتُ : أحداقٌ كأن السما <<>> قد ذوبت فيهن صافيها
وغرةٌ شعَّت بها نجمة <<>> من خُصَلِ الشَعر دياجيها
ووجنتانِ احمرتا فانطفأت <<>> من سُرُجِ الليل دراريها
وقامةٌ ما قال نحّاتها : <<>> كوني لأهل الفن تشبيها
حتى انتمى المسك الى فرعها <<>> والشهدُ والخمرُ الى فيها
وقال ( رافائيلُ ) : يا ليتني <<>> ( وقَّعتُ ) في ذيل حواشيها
لينشدَ الفن وأربابُه : <<>> بورِكَ رافائيلُ منشيها
قالتْ : إذن ليلاكَ حورية <<>> فقلتُ : ما الحورُ تضاهيها
أما ترين الشهب كيف اختفت <<>> قالتْ : وهذي ؟! قلتُ : تحكيها
فانَّ حورَ الخلدِ قد أشرفت <<>> وهذه دُعجُ مآقيها
قالتْ : إذن ليلاك جنية <<>> قلت : من الجن أحاشيها
فهم من النار دخان , وما <<>> ليلاي إلا ضوءُ واريها
قالت : وهذا السحرُ في مقلتي <<>>> ألم يكن للجن يَنميها ؟!
قلتُ : صدقتِ , الجن مسحورة <<>> لكن هذا خِلقةُ فيها ..
فالسحرُ في الجِنة مهما سما <<>> لا يبلغ الحورَ فيغويها
قالت : إذن ليلاك إنسانة <<>> مِنَ الورى !! فقلتُ : تفديها
لو أنها انسانة منهم <<>> لَصيَّرّتْ مشيَهُمُ تِيها
أو هتفوا حين يجيءُ الضحى : <<>> يا لَكَ مِن غِرٍّ يباريها
أو نشر الليلُ فروعَ الدجى <<>> قالوا له : حسبُكَ تمويها
فلستَ من ليلى سوى خُصلةٍ <<>> تعلقُ بالمشط فترميها
قالت : فليلاك مَلاك إذن <<>> قلت : وهذا القدر يكفيها
لكنها لم تكُ من جنسه <<>> وليس بالحُسنِ يجاريها
فيه من النور بياضٌ .. وكم <<>> في البِيض ما يُزعج رائيها
والحُسنُ إذ تمتزجُ النارُ في الْ <<>> وَجنةِ بالنور فتذكيها
وخيرُ أنواع الزهور التي <<>> رُكِّبَ بالوردِ أقاحيها
قالتْ : إذن لا هي حوريةٌ !! <<>> ولا الى الجِنَّةِ تَنميها !!
ولا مَلاكاً أرسَلتْهُ السما !! <<>> ولا من الأرضِ وأهليها !!
قلتُ : سأروي لكِ أقصوصةً <<>> إياكِ والشكَّ براويها :
عنْ عبقِ السوسنِ ...
.................... عنْ رَوْضِهِ ..
.................................. عَنِ السواقي ..
........................................... عنْ دَواليها ..
قالتْ :" جلسنا ها هنا ساعةً <<>> تُسمعُنا الطيرُ أغانيها "
" مَرَّتْ بنا قافلة في الدجى <<>> يهزأُ بالزمانِ حاديها "
" فيها رجالٌ كطيوفِ السَّنى <<>> تنفخُ بالنَّدِّ فواغيها "
قلنا :
.... " لِمَنْ .. هذا الجَلالُ الذي <<>> عزَّ على الشاعر تشبيها ؟! "
قال أميرُ الركبِ :
................ " ما شأنُ ذي الروضةِ فيما ليس يعنيها ؟! "
قلنا لهُ :
..... " ما ضرَّ لو قلتَ عنْ <<>> قصتكم تلك , فنرويها "
" لأنَّ في الأجيالِ مَنْ همُّهُ <<>> مِن عِبَرِ الأيامِ ماضيها "
فقالَ :
..... " قومٌ مِنْ بني ( عبقرٍ ) <<>> نسكنُ في إحدى ضواحيها "
" مرَّ بنا ( كوبيدُ ) في ليلةٍ <<>> يُوَتِّرُ القوسَ ويرميها "
" فلم يقعْ إلا على مَلكةٍ <<>> بِروحِها الجِنُّ تُفدّيها "
"وساءَنا أنَّ ( مَلاكاً ) أتى <<>> بالأمسِ ضيفاً , وهو يَبغيها "
يقولُ :
....... " أني مَلَكُ ... في السما قومي .. وقد أغضبتُ باريها "
" فأنزلوني في ذُرى عبقرٍ <<>> فلُذتُ بالجِنِّ وواديها "
" ومرَّ ( كوبيدُ ) فأحسَسْتُ في <<>> سهمٍ بأحشائيَ يَفريها "
قلنا :
... " وهل زوجتموها لهُ ؟
....................... أم أبتِ الجِنَّةُ تُعطيها ؟! "
قالَ : " نعم , ثُرنا .. ولكنها <<>> مليكةٌ , تطغى , فنرضيها "
" ولم نجدْ أجدرَ مِنْ زَفِّها <<>> لِمَنْ ترى فيهِ أمانيها "
واستسلمَ الراوي قليلاً إلى <<>> خاطِرَةٍ في النفسِ يُخفيها
ثمَّ مضى يُكمِلُها قِصَّةً <<>> قد طرَّزَ الحبُّ حواشيها
فقالَ : " قد أثمرَ هذا الهوى <<>> ( صبيةً ) سبحانَ مُنشيها ..
وسُمِّيَتْ ( ليلى ) فيا سَعدَ مَنْ <<>> فازَ بليلى مِنْ لياليها
يكادُ وَقدُ الحبِّ مِنْ عبقرٍ <<>> يَشِفُّ عنْ طُهرِ السما فيها
( والحُسنُ إذ تمتزجُ النارُ في الوجنةِ بالنورِ فتذكيها )
( وخيرُ أنواعِ الزهورِ التي .... رُكِّبَ بالوردِ أقاحيها )
منقووول
تقولُ لي ليلى وقد زرتها <<>> في هَدأةِ الليل أناغيها
صِفني ! فاني امرأة كلها <<>> شوق لإعجاب محبيها
فقلتُ : أحداقٌ كأن السما <<>> قد ذوبت فيهن صافيها
وغرةٌ شعَّت بها نجمة <<>> من خُصَلِ الشَعر دياجيها
ووجنتانِ احمرتا فانطفأت <<>> من سُرُجِ الليل دراريها
وقامةٌ ما قال نحّاتها : <<>> كوني لأهل الفن تشبيها
حتى انتمى المسك الى فرعها <<>> والشهدُ والخمرُ الى فيها
وقال ( رافائيلُ ) : يا ليتني <<>> ( وقَّعتُ ) في ذيل حواشيها
لينشدَ الفن وأربابُه : <<>> بورِكَ رافائيلُ منشيها
قالتْ : إذن ليلاكَ حورية <<>> فقلتُ : ما الحورُ تضاهيها
أما ترين الشهب كيف اختفت <<>> قالتْ : وهذي ؟! قلتُ : تحكيها
فانَّ حورَ الخلدِ قد أشرفت <<>> وهذه دُعجُ مآقيها
قالتْ : إذن ليلاك جنية <<>> قلت : من الجن أحاشيها
فهم من النار دخان , وما <<>> ليلاي إلا ضوءُ واريها
قالت : وهذا السحرُ في مقلتي <<>>> ألم يكن للجن يَنميها ؟!
قلتُ : صدقتِ , الجن مسحورة <<>> لكن هذا خِلقةُ فيها ..
فالسحرُ في الجِنة مهما سما <<>> لا يبلغ الحورَ فيغويها
قالت : إذن ليلاك إنسانة <<>> مِنَ الورى !! فقلتُ : تفديها
لو أنها انسانة منهم <<>> لَصيَّرّتْ مشيَهُمُ تِيها
أو هتفوا حين يجيءُ الضحى : <<>> يا لَكَ مِن غِرٍّ يباريها
أو نشر الليلُ فروعَ الدجى <<>> قالوا له : حسبُكَ تمويها
فلستَ من ليلى سوى خُصلةٍ <<>> تعلقُ بالمشط فترميها
قالت : فليلاك مَلاك إذن <<>> قلت : وهذا القدر يكفيها
لكنها لم تكُ من جنسه <<>> وليس بالحُسنِ يجاريها
فيه من النور بياضٌ .. وكم <<>> في البِيض ما يُزعج رائيها
والحُسنُ إذ تمتزجُ النارُ في الْ <<>> وَجنةِ بالنور فتذكيها
وخيرُ أنواع الزهور التي <<>> رُكِّبَ بالوردِ أقاحيها
قالتْ : إذن لا هي حوريةٌ !! <<>> ولا الى الجِنَّةِ تَنميها !!
ولا مَلاكاً أرسَلتْهُ السما !! <<>> ولا من الأرضِ وأهليها !!
قلتُ : سأروي لكِ أقصوصةً <<>> إياكِ والشكَّ براويها :
عنْ عبقِ السوسنِ ...
.................... عنْ رَوْضِهِ ..
.................................. عَنِ السواقي ..
........................................... عنْ دَواليها ..
قالتْ :" جلسنا ها هنا ساعةً <<>> تُسمعُنا الطيرُ أغانيها "
" مَرَّتْ بنا قافلة في الدجى <<>> يهزأُ بالزمانِ حاديها "
" فيها رجالٌ كطيوفِ السَّنى <<>> تنفخُ بالنَّدِّ فواغيها "
قلنا :
.... " لِمَنْ .. هذا الجَلالُ الذي <<>> عزَّ على الشاعر تشبيها ؟! "
قال أميرُ الركبِ :
................ " ما شأنُ ذي الروضةِ فيما ليس يعنيها ؟! "
قلنا لهُ :
..... " ما ضرَّ لو قلتَ عنْ <<>> قصتكم تلك , فنرويها "
" لأنَّ في الأجيالِ مَنْ همُّهُ <<>> مِن عِبَرِ الأيامِ ماضيها "
فقالَ :
..... " قومٌ مِنْ بني ( عبقرٍ ) <<>> نسكنُ في إحدى ضواحيها "
" مرَّ بنا ( كوبيدُ ) في ليلةٍ <<>> يُوَتِّرُ القوسَ ويرميها "
" فلم يقعْ إلا على مَلكةٍ <<>> بِروحِها الجِنُّ تُفدّيها "
"وساءَنا أنَّ ( مَلاكاً ) أتى <<>> بالأمسِ ضيفاً , وهو يَبغيها "
يقولُ :
....... " أني مَلَكُ ... في السما قومي .. وقد أغضبتُ باريها "
" فأنزلوني في ذُرى عبقرٍ <<>> فلُذتُ بالجِنِّ وواديها "
" ومرَّ ( كوبيدُ ) فأحسَسْتُ في <<>> سهمٍ بأحشائيَ يَفريها "
قلنا :
... " وهل زوجتموها لهُ ؟
....................... أم أبتِ الجِنَّةُ تُعطيها ؟! "
قالَ : " نعم , ثُرنا .. ولكنها <<>> مليكةٌ , تطغى , فنرضيها "
" ولم نجدْ أجدرَ مِنْ زَفِّها <<>> لِمَنْ ترى فيهِ أمانيها "
واستسلمَ الراوي قليلاً إلى <<>> خاطِرَةٍ في النفسِ يُخفيها
ثمَّ مضى يُكمِلُها قِصَّةً <<>> قد طرَّزَ الحبُّ حواشيها
فقالَ : " قد أثمرَ هذا الهوى <<>> ( صبيةً ) سبحانَ مُنشيها ..
وسُمِّيَتْ ( ليلى ) فيا سَعدَ مَنْ <<>> فازَ بليلى مِنْ لياليها
يكادُ وَقدُ الحبِّ مِنْ عبقرٍ <<>> يَشِفُّ عنْ طُهرِ السما فيها
( والحُسنُ إذ تمتزجُ النارُ في الوجنةِ بالنورِ فتذكيها )
( وخيرُ أنواعِ الزهورِ التي .... رُكِّبَ بالوردِ أقاحيها )
منقووول