some time
16-11-2008, 04:57 AM
أنا شاب كويتي في الأربعينيات من عمري ، اسمي محمد علي ، و أًًكنى ببو جاسم ، وقد نشأتُ في أُسرةٍ شيعيةٍ متعصبة ، في أحد أحياء الكويت التي يكثر فيها الشيعة وهي منطقة (بنيد القار) ، وكان جدي رحمه الله حريصاً على أخذي معه للصلاة في مسجد الشيرازي ، وكنت كذلك ألطم لطماً خفيفا ًفي مراسم عاشوراء و ذلك لصغر سني .
وعندما كبرت تزوجت بنت سنية المذهب ، وبالتحديد من أهل السنة في إيران ومن إحدى قرى محافظة (هرمزكان) ، حيث يكثر السنة في قرى تلك المحافظة في إيران ، وكان زواجي منها في الكويت في عام 1997 م ، وزوجتي ولله الحمد والمنة إنسانة متدينة ومخلصة وتخاف الله فيني وفي أبنائي الأربعة الذين رزقني الله منها ، ابنتان وولدان ، الله يهديهم و يصلحهم .
وكانت منذ زواجنا وهي تسعى من أجل تسنني ، و كانت كثيرة الدعاء لي بالهداية ، و كانت تُكثر من دعواتها في جوف الليل ، و خصوصا في صلاة القيام بشهر رمضان المبارك ، و كنا نتناقش أنا وإياها حول اختلاف المذاهب ، وكنت أبغض وألعن الصحابة في قلبي ولكن لا أجهر بلعنهم أمام زوجتي احتراماً لمشاعرها ، وكانت زوجتي حريصة كل الحرص على ألا آخذ الأبناء معي إلى الحسينيات في شهري محرم و صفر ، خوفاً منها عليهم من أن أشيعهم ، وكان من ضمن نقاشاتنا أنها سألتني ذات يوم لماذا تبغض وتلعن الصحابة ؟ لأنها تعلم بأن الشيعة يلعنون الصحابة – رضوان الله عليهم – فكنت أرد عليها بأن الله تعالى لعنهم في كتابه العزيز عندما تخلفوا عن الحرب التي أمرهم بها الرسول الكريم – صلى الله عليه و آله و سلم - ، وهي تنصدم من ردي ، ولم أرد عليها بالدليل كون أنني كنت أسمع كل ذلك في الحسينيات ، ولم أكن أتحقق من صحة الأقوال التي أسمعها ، وعندما مر على زواجنا 7 سنين وكبر الأبناء قليلاً ، وهذا الكلام في ديسمبر2004 الماضي ، وصاروا في سن يستوعبون فيه الدين أكثر، طلبت من زوجتي أن تتشيع ، وذلك لتوحيد المذهب في البيت وليسير الأبناء على مذهبٍ واحد ولا يتشتتوا ، فخافت على نفسها وعلى الأبناء من الوقوع في الضلالة ، وهي تعلم بأنها على حق ، ولكنها قالت: أعطني الدليل على صحة مذهبكم وسوف أتشيع إذا ظهر لي بأن الحق معكم .
وكانت زوجتي في تلك الفترة على اتصالٍ بالشيخ عثمان الخميس – حفظه الله تعالى – وقد طلبت منه أن يقابلني فوافق على الفور وقال سأقابل زوجك وأقابل أي سيد أو كتاب يحضره ، وطلب منها الإكثار من الصلاة والدعاء لي بالهداية ، وكان ذلك ، وقد اتصلت أيضاً بشيخٍ آخر وسألته عن موقفها معي ، فرد عليها الشيخ بأن زواجها مني باطل ! لأنها مسلمة موحدة الله أما أنا فلا ، فزادت صدمتها هنا و خصوصاً بعد إنجابها 4 أبناء ، فماذا عليها أن تفعل وهي لا تريد خراب بيتها ، فظلت تُعَرِّف لي معنى الشرك ومعنى دعاء غير الله وطلب الحاجات من الأموات والتوسل بهم والاستغاثة بهم ، ولكني كنت معانداً ومكابراً و أرد عيها رداً غير منطقي ، فمثلاً أقول لها تارةً بأنهم معصومون ، وبأن الله يجعلهم يسمعوني وأنا أدعوهم ، فهم شهداء وأموات ولكنهم أحياء عند الله يُرزقون ، ولكنها كانت تستدل بآياتٍ قرآنية ٍ تفسر معنى الشرك وتشرح معاني توحيد الله ، وكنت أرد عليها بأنكم تكرهون آل البيت وتبغضونهم وتلعنوهم - وهذا ما تعلمناه في الحسينيات ، من أن السنة نواصب يبغضون آل البيت الأطهار- ولذلك لا تزورون قبورهم ، وهي ترد لو أننا نكره آل البيت كما تدعي ، فَلِمَ نسمي أبناءنا بأسمائهم ، فكثير من أقاربها أسماؤهم علي وحسين وحسن وعلي رضا ومحمد رضا ، حيث أن الأسماء المركبة دارجة في إيران بكثرة ، وصدقتها لأني أعرف أهلها جيداً .
وتكمل : بان دعاء الأموات أو جعلهم واسطة بيننا وبين الله ما هو إلا شركٌ بالله الواحد الأحد ، فنحن نحب الصحابة الكرام ، وقبورهم بارزة في المدينة المنورة ، لماذا إذن لا نشد الرحال إلى قبورهم للتوسل بهم و التبرك بهم وغيره مما يفعله الشيعة ؟! ، أرد عليها : بأن الوهابية في المملكة يمنعونكم ، وترد بأن المملكة تمنع مظاهر الشرك بالله ومنها زيارة القبور كما يفعل الشيعة ، فكانت هذه نقطة البداية في طريق الهداية ، مسألة توحيد الله عز وجل ، فانا في كل دعواتي كنت أقول مثلاً اللهم بحق الحسين ارحمني أو ارزقني أو غيره ، و لم اعلم بأن هذا شركٌ بالله عز و جل .
ومن ثم طلبت مني مقابلة الشيخ عثمان الخميس – حفظه الله تعالى - ، وكنت أرفض مقابلته بل وكنت أسخر منه ، ولكن الله شاء أن يهديني ، فلبيت طلبها بعدما كنتُ معارضاً بشدة ، وعندما قابلته ، تكلم معنا بأسلوبٍ راقٍ وهادئ جداً ، ومن ثم أعطانا أشرطة فيديو لمناظرات المستقلة بين السنة والشيعة ، وعندما شاهدناه أنا وزوجتي ، انصدمت في داخلي من اطلاعي على حقائق لم أكن أسمع عنها من قبل ، وكيف أن رد المناظرين الشيعة كان ضعيفاً ولا يستند إلى دليل ، وأن هناك حقائق خفية هزتني كثيراً و بالدرجة الأولى مسألة تحريف القرآن وهو الثقل الأكبر وصدمتني كذلك فتوى الخميني بجواز التمتع بالرضيعة ، ولم أصدقها بالبداية ، ولكني لم أُظهر أمام زوجتي أنني مصدوم ، وكنت أ نكر ما أراه و أسمعه وأقول هذه دعاية لأهل السنة فقط ، وأخذت الموضوع هنا بجديةٍ تامةٍ ، وفكرت كثيراً في مسألة تحريف القرآن ، وفتوى الخميني ، صحيح أنني لا أقلده ولكني كنت أكن كل الاحترام والتقدير له حيث أنه مؤسس الثورة الإسلامية في إيران ، فكيف يُصدر فتوى شاذة مثل تلك الموجودة في كتابه تحرير الوسيلة ، وعندما جلست مع الشيخ عثمان الخميس مرة أخرى ، طلبت منه التحقق من مسألة فتوى الخميني ، فوافق وعلى الفور أخرج لي كتاب تحرير الوسيلة ، وقرأت الفتوى وتأكدت منها بنفسي ، كما قرأت عنده كتاب الحكومة الإسلامية للخميني أيضاً .
ورأيت بعيني كيف أن الخميني طعن بنبينا نبي الرحمة محمد – صلى الله عليه و آله وسلم – عندما قال بأن النبي الكريم – صلوات ربي و سلامه عليه وعلى آله – لم يؤد الرسالة بأكملها وأن الذي سيؤديها هو الإمام المنتظر !
وانضم إلى مجلسنا هذا أحد أصدقاء الشيخ الخميس ، وتحدث معي بأمور لم أسمعها من قبل ، وذكر لي حقائق جديدة على مسامعي مثل أن الإمام علي – كرم الله وجهه – سمى أبناءه بأبي بكر وعمر وعثمان ! و أنا الذي كنت أعتقد بوقوع العداوة والبغضاء بين الصحابة والإمام علي – رضوان الله عليهم – فكيف يسمي أبناءه بأسمائهم !
فحرصت زوجتي على شراء كتاب تحرير الوسيلة للخميني كما أنها أحضرت لي كتاب لله ثم للتاريخ للسيد المهتدي حسين الموسوي ، فبدأ قلبي يتنفرشيئاً فشيئاً من مذهبي الشاذ ، وقد جاءني بعض الشباب الكويتيين ممن كانوا شيعة وتسننوا ولله الحمد ، كنت قد تعرفت عليهم في إحدى المكتبات ، وطلبتُ منهم زيارتي في المنزل ، و وقتها كنت أميل إلى المذهب السني بنسبة 90% ، ولم يقصرا هؤلاء الشباب ، فقد لبوا دعوتي وجاءوا ومعهم كتاب الكافي للكليني- عليه من الله تعالى ما يستحق – وقرأت الروايات التي تثبت مسألة تحريف القرآن والتي هزتني منذ البداية ، فهذا أعظم كتب الشيعة يصرح بتحريف الثقل الأكبر ، وتحدثنا كثيراً أنا والشباب المهتدين ، ابتداء من موضوع التوحيد والذي هو أساس العقيدة ، إلى المواضيع الفرعية مثل الصلاة ، ثبتنا الله وإياهم ، ومن ضمن حواراتنا أنني سألتهم لماذا السنة دائماً يذكرون الصحابة في أحاديثهم ولا يذكرون آل البيت ؟ فرد علي أحدهم : إن الصحابة هم من رباهم المعلم الناجح ، محمد – صلى الله عليه و آله وسلم – قرابة ربع قرن ، وكانوا معه في كل خطوات حياته الشريفة ، وهم من نقل لنا أحاديثه و رواياته وأفعاله الكريمة ، وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء بصريح قوله – صلى الله عليه و آله و سلم - : قرني خير القرون ، أما آل البيت ، و الكلام للشباب : لو أننا رأينا بان أهل السنة يبغضونهم فعلاً – على حد زعم الشيعة – لما تسننا ، و كما أن آل البيت هم أحفاد الرسول الكريم – صلى الله عليه و آله و سلم - ، وكلهم ساروا على نهج الصحابة الكرام .
فما أن خرجا من المنزل ، حتى رجعت لزوجتي مبتسماً ، سعيداً ، راضياً ، وقلت لها أبشري فأنا من الآن سني المذهب ، حتى أنها بكت من شدة الفرح وسجدت لله حمداً وشكراً على هدايتي ، واتصلتُ على الفور بالشيخ عثمان الخميس – جزاه الله خير – وقلت له بعدما سلمت عليه : كيف حالك شيخنا ؟! سبحان مغير الأحوال ، فبعدما سخرت منه ، أناديه بشيخنا ! وبشرته بأنني تسننت ، ومن ثم صليت ركعتين شكر لله على أنني لم أمُت على عقيدتي الشيعية الضالة ، وأن الله تعالى أحياني وأبصرني على نور الحق وهداني إلى دينه القويم ، وتُبت إلى المولى عز وجل على ما كنت عليه من شركيات وضلالات ، وجزاها الله خير زوجتي الكريمة التي صبرت علي طيلة 7 سنوات .
وجزاهم الله خير الشيخ عثمان الخميس وصديقه ، والشباب الكويتيين المهتدين ، على موقفهم العظيم معي ، وبالنسبة لأهلي ، فقد قاطعوني وزعلوا مني ومن زوجتي ، وحاولوا إعادتي للتشيع من خلال كتب للتيجاني المتشيع وبعض الأشرطة ، ولكن التيجاني عرفت حقيقته وشخصيته من خلال المناظرات ، وأن كلامه وكتبه كلها أكاذيب وأباطيل ، وقد رد عليه من أهل السنة الشيخ عثمان الخميس وخالد العسقلاني – حفظهما الله تعالى - ، وقد هددني أحد الشباب الشيعة بالقتل عبر الهاتف ، ونعتني بالمرتد ، وقد واجهت صدود من زملاء العمل الشيعة الذين سعوا لإعادتي للتشيع من خلال آيات قرآنية ، وأنا أرد عليهم بأن قرآنكم محرف ، كيف راح تستدلون به على أقوالكم ؟
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله ، وقد أعلنت تسنني بالتحديد يوم الثلاثاء الموافق 28/12/2004 ، وهنا أبصرت الحقيقة ، وانزاح غشاء الضلالة من عيني .
في السابق كنت ادعي أنني على مذهب أهل البيت ، ولكن لا ، الآن أنا على مذهب أهل البيت ، على سنة جدهم الكريم – صلوات الله و سلامه عليه – ، على نهج الصحابة الكرام ، مذهب أهل السنة و الجماعة ، مذهب التوحيد والحق ، بإذن الحق تبارك و تعالى ، وأطلب منكم يا إخوان ومن كل من يقرأ موضوع هدايتي ، أن يدعو من صميم قلبه لأهلي بالهداية .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله و صحبه أجمعين.
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أخوكم المهتدي بالله / بو جاسم
منقول من موقع ( لماذا تركنا التشيع )
وعندما كبرت تزوجت بنت سنية المذهب ، وبالتحديد من أهل السنة في إيران ومن إحدى قرى محافظة (هرمزكان) ، حيث يكثر السنة في قرى تلك المحافظة في إيران ، وكان زواجي منها في الكويت في عام 1997 م ، وزوجتي ولله الحمد والمنة إنسانة متدينة ومخلصة وتخاف الله فيني وفي أبنائي الأربعة الذين رزقني الله منها ، ابنتان وولدان ، الله يهديهم و يصلحهم .
وكانت منذ زواجنا وهي تسعى من أجل تسنني ، و كانت كثيرة الدعاء لي بالهداية ، و كانت تُكثر من دعواتها في جوف الليل ، و خصوصا في صلاة القيام بشهر رمضان المبارك ، و كنا نتناقش أنا وإياها حول اختلاف المذاهب ، وكنت أبغض وألعن الصحابة في قلبي ولكن لا أجهر بلعنهم أمام زوجتي احتراماً لمشاعرها ، وكانت زوجتي حريصة كل الحرص على ألا آخذ الأبناء معي إلى الحسينيات في شهري محرم و صفر ، خوفاً منها عليهم من أن أشيعهم ، وكان من ضمن نقاشاتنا أنها سألتني ذات يوم لماذا تبغض وتلعن الصحابة ؟ لأنها تعلم بأن الشيعة يلعنون الصحابة – رضوان الله عليهم – فكنت أرد عليها بأن الله تعالى لعنهم في كتابه العزيز عندما تخلفوا عن الحرب التي أمرهم بها الرسول الكريم – صلى الله عليه و آله و سلم - ، وهي تنصدم من ردي ، ولم أرد عليها بالدليل كون أنني كنت أسمع كل ذلك في الحسينيات ، ولم أكن أتحقق من صحة الأقوال التي أسمعها ، وعندما مر على زواجنا 7 سنين وكبر الأبناء قليلاً ، وهذا الكلام في ديسمبر2004 الماضي ، وصاروا في سن يستوعبون فيه الدين أكثر، طلبت من زوجتي أن تتشيع ، وذلك لتوحيد المذهب في البيت وليسير الأبناء على مذهبٍ واحد ولا يتشتتوا ، فخافت على نفسها وعلى الأبناء من الوقوع في الضلالة ، وهي تعلم بأنها على حق ، ولكنها قالت: أعطني الدليل على صحة مذهبكم وسوف أتشيع إذا ظهر لي بأن الحق معكم .
وكانت زوجتي في تلك الفترة على اتصالٍ بالشيخ عثمان الخميس – حفظه الله تعالى – وقد طلبت منه أن يقابلني فوافق على الفور وقال سأقابل زوجك وأقابل أي سيد أو كتاب يحضره ، وطلب منها الإكثار من الصلاة والدعاء لي بالهداية ، وكان ذلك ، وقد اتصلت أيضاً بشيخٍ آخر وسألته عن موقفها معي ، فرد عليها الشيخ بأن زواجها مني باطل ! لأنها مسلمة موحدة الله أما أنا فلا ، فزادت صدمتها هنا و خصوصاً بعد إنجابها 4 أبناء ، فماذا عليها أن تفعل وهي لا تريد خراب بيتها ، فظلت تُعَرِّف لي معنى الشرك ومعنى دعاء غير الله وطلب الحاجات من الأموات والتوسل بهم والاستغاثة بهم ، ولكني كنت معانداً ومكابراً و أرد عيها رداً غير منطقي ، فمثلاً أقول لها تارةً بأنهم معصومون ، وبأن الله يجعلهم يسمعوني وأنا أدعوهم ، فهم شهداء وأموات ولكنهم أحياء عند الله يُرزقون ، ولكنها كانت تستدل بآياتٍ قرآنية ٍ تفسر معنى الشرك وتشرح معاني توحيد الله ، وكنت أرد عليها بأنكم تكرهون آل البيت وتبغضونهم وتلعنوهم - وهذا ما تعلمناه في الحسينيات ، من أن السنة نواصب يبغضون آل البيت الأطهار- ولذلك لا تزورون قبورهم ، وهي ترد لو أننا نكره آل البيت كما تدعي ، فَلِمَ نسمي أبناءنا بأسمائهم ، فكثير من أقاربها أسماؤهم علي وحسين وحسن وعلي رضا ومحمد رضا ، حيث أن الأسماء المركبة دارجة في إيران بكثرة ، وصدقتها لأني أعرف أهلها جيداً .
وتكمل : بان دعاء الأموات أو جعلهم واسطة بيننا وبين الله ما هو إلا شركٌ بالله الواحد الأحد ، فنحن نحب الصحابة الكرام ، وقبورهم بارزة في المدينة المنورة ، لماذا إذن لا نشد الرحال إلى قبورهم للتوسل بهم و التبرك بهم وغيره مما يفعله الشيعة ؟! ، أرد عليها : بأن الوهابية في المملكة يمنعونكم ، وترد بأن المملكة تمنع مظاهر الشرك بالله ومنها زيارة القبور كما يفعل الشيعة ، فكانت هذه نقطة البداية في طريق الهداية ، مسألة توحيد الله عز وجل ، فانا في كل دعواتي كنت أقول مثلاً اللهم بحق الحسين ارحمني أو ارزقني أو غيره ، و لم اعلم بأن هذا شركٌ بالله عز و جل .
ومن ثم طلبت مني مقابلة الشيخ عثمان الخميس – حفظه الله تعالى - ، وكنت أرفض مقابلته بل وكنت أسخر منه ، ولكن الله شاء أن يهديني ، فلبيت طلبها بعدما كنتُ معارضاً بشدة ، وعندما قابلته ، تكلم معنا بأسلوبٍ راقٍ وهادئ جداً ، ومن ثم أعطانا أشرطة فيديو لمناظرات المستقلة بين السنة والشيعة ، وعندما شاهدناه أنا وزوجتي ، انصدمت في داخلي من اطلاعي على حقائق لم أكن أسمع عنها من قبل ، وكيف أن رد المناظرين الشيعة كان ضعيفاً ولا يستند إلى دليل ، وأن هناك حقائق خفية هزتني كثيراً و بالدرجة الأولى مسألة تحريف القرآن وهو الثقل الأكبر وصدمتني كذلك فتوى الخميني بجواز التمتع بالرضيعة ، ولم أصدقها بالبداية ، ولكني لم أُظهر أمام زوجتي أنني مصدوم ، وكنت أ نكر ما أراه و أسمعه وأقول هذه دعاية لأهل السنة فقط ، وأخذت الموضوع هنا بجديةٍ تامةٍ ، وفكرت كثيراً في مسألة تحريف القرآن ، وفتوى الخميني ، صحيح أنني لا أقلده ولكني كنت أكن كل الاحترام والتقدير له حيث أنه مؤسس الثورة الإسلامية في إيران ، فكيف يُصدر فتوى شاذة مثل تلك الموجودة في كتابه تحرير الوسيلة ، وعندما جلست مع الشيخ عثمان الخميس مرة أخرى ، طلبت منه التحقق من مسألة فتوى الخميني ، فوافق وعلى الفور أخرج لي كتاب تحرير الوسيلة ، وقرأت الفتوى وتأكدت منها بنفسي ، كما قرأت عنده كتاب الحكومة الإسلامية للخميني أيضاً .
ورأيت بعيني كيف أن الخميني طعن بنبينا نبي الرحمة محمد – صلى الله عليه و آله وسلم – عندما قال بأن النبي الكريم – صلوات ربي و سلامه عليه وعلى آله – لم يؤد الرسالة بأكملها وأن الذي سيؤديها هو الإمام المنتظر !
وانضم إلى مجلسنا هذا أحد أصدقاء الشيخ الخميس ، وتحدث معي بأمور لم أسمعها من قبل ، وذكر لي حقائق جديدة على مسامعي مثل أن الإمام علي – كرم الله وجهه – سمى أبناءه بأبي بكر وعمر وعثمان ! و أنا الذي كنت أعتقد بوقوع العداوة والبغضاء بين الصحابة والإمام علي – رضوان الله عليهم – فكيف يسمي أبناءه بأسمائهم !
فحرصت زوجتي على شراء كتاب تحرير الوسيلة للخميني كما أنها أحضرت لي كتاب لله ثم للتاريخ للسيد المهتدي حسين الموسوي ، فبدأ قلبي يتنفرشيئاً فشيئاً من مذهبي الشاذ ، وقد جاءني بعض الشباب الكويتيين ممن كانوا شيعة وتسننوا ولله الحمد ، كنت قد تعرفت عليهم في إحدى المكتبات ، وطلبتُ منهم زيارتي في المنزل ، و وقتها كنت أميل إلى المذهب السني بنسبة 90% ، ولم يقصرا هؤلاء الشباب ، فقد لبوا دعوتي وجاءوا ومعهم كتاب الكافي للكليني- عليه من الله تعالى ما يستحق – وقرأت الروايات التي تثبت مسألة تحريف القرآن والتي هزتني منذ البداية ، فهذا أعظم كتب الشيعة يصرح بتحريف الثقل الأكبر ، وتحدثنا كثيراً أنا والشباب المهتدين ، ابتداء من موضوع التوحيد والذي هو أساس العقيدة ، إلى المواضيع الفرعية مثل الصلاة ، ثبتنا الله وإياهم ، ومن ضمن حواراتنا أنني سألتهم لماذا السنة دائماً يذكرون الصحابة في أحاديثهم ولا يذكرون آل البيت ؟ فرد علي أحدهم : إن الصحابة هم من رباهم المعلم الناجح ، محمد – صلى الله عليه و آله وسلم – قرابة ربع قرن ، وكانوا معه في كل خطوات حياته الشريفة ، وهم من نقل لنا أحاديثه و رواياته وأفعاله الكريمة ، وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء بصريح قوله – صلى الله عليه و آله و سلم - : قرني خير القرون ، أما آل البيت ، و الكلام للشباب : لو أننا رأينا بان أهل السنة يبغضونهم فعلاً – على حد زعم الشيعة – لما تسننا ، و كما أن آل البيت هم أحفاد الرسول الكريم – صلى الله عليه و آله و سلم - ، وكلهم ساروا على نهج الصحابة الكرام .
فما أن خرجا من المنزل ، حتى رجعت لزوجتي مبتسماً ، سعيداً ، راضياً ، وقلت لها أبشري فأنا من الآن سني المذهب ، حتى أنها بكت من شدة الفرح وسجدت لله حمداً وشكراً على هدايتي ، واتصلتُ على الفور بالشيخ عثمان الخميس – جزاه الله خير – وقلت له بعدما سلمت عليه : كيف حالك شيخنا ؟! سبحان مغير الأحوال ، فبعدما سخرت منه ، أناديه بشيخنا ! وبشرته بأنني تسننت ، ومن ثم صليت ركعتين شكر لله على أنني لم أمُت على عقيدتي الشيعية الضالة ، وأن الله تعالى أحياني وأبصرني على نور الحق وهداني إلى دينه القويم ، وتُبت إلى المولى عز وجل على ما كنت عليه من شركيات وضلالات ، وجزاها الله خير زوجتي الكريمة التي صبرت علي طيلة 7 سنوات .
وجزاهم الله خير الشيخ عثمان الخميس وصديقه ، والشباب الكويتيين المهتدين ، على موقفهم العظيم معي ، وبالنسبة لأهلي ، فقد قاطعوني وزعلوا مني ومن زوجتي ، وحاولوا إعادتي للتشيع من خلال كتب للتيجاني المتشيع وبعض الأشرطة ، ولكن التيجاني عرفت حقيقته وشخصيته من خلال المناظرات ، وأن كلامه وكتبه كلها أكاذيب وأباطيل ، وقد رد عليه من أهل السنة الشيخ عثمان الخميس وخالد العسقلاني – حفظهما الله تعالى - ، وقد هددني أحد الشباب الشيعة بالقتل عبر الهاتف ، ونعتني بالمرتد ، وقد واجهت صدود من زملاء العمل الشيعة الذين سعوا لإعادتي للتشيع من خلال آيات قرآنية ، وأنا أرد عليهم بأن قرآنكم محرف ، كيف راح تستدلون به على أقوالكم ؟
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله ، وقد أعلنت تسنني بالتحديد يوم الثلاثاء الموافق 28/12/2004 ، وهنا أبصرت الحقيقة ، وانزاح غشاء الضلالة من عيني .
في السابق كنت ادعي أنني على مذهب أهل البيت ، ولكن لا ، الآن أنا على مذهب أهل البيت ، على سنة جدهم الكريم – صلوات الله و سلامه عليه – ، على نهج الصحابة الكرام ، مذهب أهل السنة و الجماعة ، مذهب التوحيد والحق ، بإذن الحق تبارك و تعالى ، وأطلب منكم يا إخوان ومن كل من يقرأ موضوع هدايتي ، أن يدعو من صميم قلبه لأهلي بالهداية .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله و صحبه أجمعين.
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أخوكم المهتدي بالله / بو جاسم
منقول من موقع ( لماذا تركنا التشيع )