من جراحات علي
16-11-2008, 08:15 PM
ثمان وعشرون سنة مرّت على شهادة المجاهد سعود الحمّاد في السجون السعودية، دفاعاً عن قضية مقدّسة حملها بين ضلوعه، وصمد في مواجهة إرهاب الدولة وأجهزتها الأمنية...
في أجواء التهويل الأمني تلك، كان الشهيد الحمّاد يعيش امتحان إرادة الصمود وحده، ويقرر أن يتحرر من قبضة الجلاوزة، وقيود الإعتقال بأن لا يعطي الدنيّة من عزمه ودينه وقضيته..وقد ضرب الشهيد في صموده ومقاومته لكل أدوات الترهيب مثالاً للشاب المؤمن المناضل، الذي لا ينحني أمام إغراءات السلطة أو تهديداتها، بل خاض التحدي وعبره بنجاح، وأثبت لجلاوزته بأن في هذا المجتمع من يهزم بجسده، وعزمه، وصلابته أشد أنواع الأسلحة فتكاً..
ترك الشهيد الحمّاد، شهادة لعصره ومجتمعه ولكل من يطمح للتغيير في هذا البلد مفادها أن هذه الحكومة قابلت الكلمة بالرصاصة، والرأي بالهراوة، والحرية بالقتل العمد..ومهما غيرت في جلدها وطلائها، فإنها تبقى الدولة الفاسدة، الجائرة، المناهضة للحرية والعدالة والمساواة..
شهادة المجاهد حمّاد ليست مجرد ذكرى، بل هي مسؤولية جماعية للدفاع عن قضايا مازالت مشروعة، وستبقى، ومن أجلها دفع الشهداء في انتفاضة 1400هـ دماءهم بسخاء، وإذا كان من وقفة وفاء مع الحمّاد وكوكبة الشهداء الذين سقطوا في شوارع القطيف والإحساء أو داخل زنزانات الجور، فإنها تتمثل في إحياء القيم التي دافعوا عنها، والمبادىء التي افتدوها بأرواحهم..تلك الرسالة الحمراء التي يجب أن تبقى مادام للظلم دولة.
لم يكن الشهيد الحماد إرهابياً، ولم يتزنر حزاماً ناسفاً في سوق عام، أو بالقرب من روضة أطفال، ولم يقاتل في معارك مشبوهة، أو يوجّه سلاحاً ضد المدنيين، بل كان نصيراً للكلمة الحرة، ومدافعاً عن حق الإعتقاد الذي انتهكه الجائر في بلده..حين تم إعتقاله لم تكن تهمته حيازة قنابل ولا متفجّرات، ولكنه الكتاب، والذي مازال جريمة في هذا البلد، وسيبقى كذلك طالما تبجّح أدعياء الحوار بأنهم مؤمنون به، بل ويزعمون بأنه يحققون الآن صلحاً بين الحضارات والأديان.. فكم عدد ضحايا الكلمة الحرة في هذه الديار، حتى ندرك كم هم مؤمنون بالحوار!
ألم يقدّم الشهيد البطل سعود الحماد شهادة بدمه على أن حكّام هذا البلد ليسوا سوى جائرين، مستبدين، ولا صلة تربط بينهم وبين الحوار والحرية إلا كالصلة بين الدم والسيف..
في هذه الذكرى المؤلمة والعزيزة في آن، نجدد العهد مع شهدائنا الأبرار الذين قدّموا بسخاء نفوساً أبيّة على ألا يداهنوا ولا يهادنوا من أجل قيم مقدّسة رفعوها، ومبادىء نبيلة حملوها، وإن مرور الزمن لا ينسينا قضيتهم أو يشغلنا عن التأكيد على حضورهم في ذاكرتنا النضالية، وسيبقون الحرّاس الأوفياء على ضمائر العاملين في سبيل الله سبحانه وتعالى لتحقيق الحق والعدالة والحرية.
في أجواء التهويل الأمني تلك، كان الشهيد الحمّاد يعيش امتحان إرادة الصمود وحده، ويقرر أن يتحرر من قبضة الجلاوزة، وقيود الإعتقال بأن لا يعطي الدنيّة من عزمه ودينه وقضيته..وقد ضرب الشهيد في صموده ومقاومته لكل أدوات الترهيب مثالاً للشاب المؤمن المناضل، الذي لا ينحني أمام إغراءات السلطة أو تهديداتها، بل خاض التحدي وعبره بنجاح، وأثبت لجلاوزته بأن في هذا المجتمع من يهزم بجسده، وعزمه، وصلابته أشد أنواع الأسلحة فتكاً..
ترك الشهيد الحمّاد، شهادة لعصره ومجتمعه ولكل من يطمح للتغيير في هذا البلد مفادها أن هذه الحكومة قابلت الكلمة بالرصاصة، والرأي بالهراوة، والحرية بالقتل العمد..ومهما غيرت في جلدها وطلائها، فإنها تبقى الدولة الفاسدة، الجائرة، المناهضة للحرية والعدالة والمساواة..
شهادة المجاهد حمّاد ليست مجرد ذكرى، بل هي مسؤولية جماعية للدفاع عن قضايا مازالت مشروعة، وستبقى، ومن أجلها دفع الشهداء في انتفاضة 1400هـ دماءهم بسخاء، وإذا كان من وقفة وفاء مع الحمّاد وكوكبة الشهداء الذين سقطوا في شوارع القطيف والإحساء أو داخل زنزانات الجور، فإنها تتمثل في إحياء القيم التي دافعوا عنها، والمبادىء التي افتدوها بأرواحهم..تلك الرسالة الحمراء التي يجب أن تبقى مادام للظلم دولة.
لم يكن الشهيد الحماد إرهابياً، ولم يتزنر حزاماً ناسفاً في سوق عام، أو بالقرب من روضة أطفال، ولم يقاتل في معارك مشبوهة، أو يوجّه سلاحاً ضد المدنيين، بل كان نصيراً للكلمة الحرة، ومدافعاً عن حق الإعتقاد الذي انتهكه الجائر في بلده..حين تم إعتقاله لم تكن تهمته حيازة قنابل ولا متفجّرات، ولكنه الكتاب، والذي مازال جريمة في هذا البلد، وسيبقى كذلك طالما تبجّح أدعياء الحوار بأنهم مؤمنون به، بل ويزعمون بأنه يحققون الآن صلحاً بين الحضارات والأديان.. فكم عدد ضحايا الكلمة الحرة في هذه الديار، حتى ندرك كم هم مؤمنون بالحوار!
ألم يقدّم الشهيد البطل سعود الحماد شهادة بدمه على أن حكّام هذا البلد ليسوا سوى جائرين، مستبدين، ولا صلة تربط بينهم وبين الحوار والحرية إلا كالصلة بين الدم والسيف..
في هذه الذكرى المؤلمة والعزيزة في آن، نجدد العهد مع شهدائنا الأبرار الذين قدّموا بسخاء نفوساً أبيّة على ألا يداهنوا ولا يهادنوا من أجل قيم مقدّسة رفعوها، ومبادىء نبيلة حملوها، وإن مرور الزمن لا ينسينا قضيتهم أو يشغلنا عن التأكيد على حضورهم في ذاكرتنا النضالية، وسيبقون الحرّاس الأوفياء على ضمائر العاملين في سبيل الله سبحانه وتعالى لتحقيق الحق والعدالة والحرية.