moti1982
17-11-2008, 12:07 AM
من فضائل الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الفضيلة الأولى :
.
.
أنه أول من أسلم من الفتيان ، فقد ورد عن زيد بن أرقم أنه قال :" كان أول من أسلم علي بن أبي طالب " ( أخرجه أحمد والترمذي وصححه ) وعن ابن عباس قال : "كان علي أول من أسلم بعد خديجة " .
.
.
الفضيلة الثانية : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بحبه ، فعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله افترض عليكم حب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي " .
.
.
الفضيلة الثالثة :
.
.
أنه كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ، فقد ورد عن عائشة أنها سئلت : أي الناس أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: فاطمة ، فقيل : من الرجال : قالت : زوجها، إن كان ما علمت صواماً قواماً.( أخرجه الترمذي ، وقال حسن غريب ).
.
.
وفي رواية أخرى : ما رأيت رجلا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، ولا امرأة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرأته" تقصد فاطمة رضي الله عنها .
.
.
وعن مجمّع بن جارية قال: دخلت مع أبي على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فسألتها عن مسراها يوم الجمل فقالت : كانت قدراً من الله، وسألتها عن علي فقالت : سألت عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنة أحب الناس كان إليه.
.
.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: " أنكحتك أحب أهل بيتي إلي " ( المستدرك على الصحيحين للحاكم ) .
.
.
الفضيلة الرابعة :
.
.
أنه نال فضل القيام بأداء الأمانات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته ، قال ابن إسحاق: " وأقام علي بمكة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم .." ..
.
.
الفضيلة الخامسة :
.
.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعله منه بمنزلة هارون من موسى ـ عليهما السلام ـ فقد ورد أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلفه في غزوة تبوك ، فقال يا رسول الله : تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ( أخرجه أحمد ومسلم وأبو حاتم ) .
.
.
وعن عمر ـ رضي الله عنه ـ وقد سمع رجلا يسب علياً فقال: " إني لأظنك من المنافقين ؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي :" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. (أخرجه ابن السمان ).
.
.
وليس في هذا ما يشير إلى أنه كان يشترك معه في النبوة كما حاول المدلسون أن يقنعوا به السذج من الناس ، وإنما معناه أن في استخلافه على أهل المدينة بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل مثل ما لهارون ـ عليه السلام ـ يوم خلفه موسى في بني إسرائيل وذهب لملاقاة ربه .
.
.
الفضيلة السادسة :
.
.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل حبه رضي الله عنه دليلا على حب الله ورسوله ، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: أشهد أني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل ".
.
.
وعن عروة بن الزبير أن رجلا وقع في علي بن أبي طالب بمحضر من عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال له عمر: أتعرف صاحب هذا القبر؟ هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب؛ وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب، لا تذكر عليا إلا بخير ، فإنك إن تنقصه آذيت صاحبه هذا في قبره صلى الله عليه وسلم. ( أخرجه أحمد في مناقب الصحابة ).
.
.
الفضيلة السابعة :
.
.
أن النبي صلى الله عليه وسلم خصه بمؤاخاته بعد الهجرة ، فقد ورد عن عمر بن عبد الله عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين الناس وترك عليا حتى بقي آخرهم لا يرى له أخاً ، فقال : يا رسول الله آخيت بين الناس وتركتني؟ قال: ولمَ تراني تركتك؟ إنما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك فإني أذاكرك ، قل أنا عبد الله وأخو رسوله ، لا يدعيها بعدي إلا كذاب. ( أخرجه أحمد في المناقب ) .
.
.
الفضيلة الثامنة :
.
.
أن النبي صلى الله عليه وسلم اختصه بتبليغ مقدمة سورة " براءة " بعد نزولها إلى الناس في موسم الحج ، فقد ورد عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر على الحج، ثم أرسل عليا بـ "براءة " وأمره أن يقرأها على الناس في مواقف الحج.
.
.
وهذا رغم ما فيه من فضل ، وثقة في أمانة علي رضي الله عنه في التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه ليس فيه ما يدل على ما يرفعه إلى مرتبة الرسالة ، أو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخصه بما لا يخص به أحدا من الصحابة ، فقد ورد عن أبي الطفيل عامر بن وائلة أنه قال : كنت عند علي فأتاه رجل فقال له : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم أسر إليك؟ فغضب علي ثم قال : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلي شيئا يكتمه على الناس، غير أنه قد حدثني بكلمات أربع ، فقال الرجل : ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: لعن الله من لعن والديه ، ولعن الله من ادعى لغير أبيه ، ولعن الله من آوى محدثا ، ولعن الله من غير منار الأرض. ( أخرجه مسلم ).
.
.
كما أكد ذلك رضي الله عنه في أكثر من موطن من ذاك قوله:" إني لست نبياً ولا يوحي إلي، ولكن أعمل بكتاب وسنة نبيه ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم" (أخرجه أحمد في المناقب).
.
.
الفضيلة التاسعة :
.
.
أنه كان يحب الله ويحبه الله سبحانه وتعالى ، فقد ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه قال : كان علي رضي الله عنه تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر ، وكان به رمد فقال : أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ أَوْ قَالَ لَيَأْخُذَنَّ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَوْ قَالَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِيٍّ وَمَا نَرْجُوهُ فَقَالُوا هَذَا عَلِيٌّ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ( البخاري ).
.
.
الفضيلة العاشرة :
.
.
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أدخله في أهل بيته عند دعائه لهم ، فقد جاء عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء، وقال:" اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". (أخرجه الترمذي، وقال حسن صحيح ).
.
.
الفضيلة الحادية عشرة :
.
.
أنه كان مرجع الأمة في القضايا الفقهية الشائكة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لغزارة علمه ، فقد ورد عن أبي طبيان أنه قال: شهدت عمر بن الخطاب أتي بامرأة ( مجنونة ) قد زنت فأمر برجمها، فذهبوا بها ليرجموها فلقيهم علي فقال لهم : ما بال هذه؟ قالوا: زنت فأمر عمر برجمها: فانتزعها علي من أيديهم فردهم ، فرجعوا إلى عمر فقالوا: ردنا علي ، فقال عمر : ما فعل هذا إلا لشيء، فأرسل إليه فجاء فقال: ما لك رددت هذه؟ قال : أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصغير حتى يكبر ، وعن المبتلي حتى يعقل ، قال: بلى ، فقال : فهذه مبتلاة بني فلان ، فلعله أتاها وهو بها ، فقال له عمر: لا أدري ، قال: وأنا لا أدري؛ فترك رجمها.
.
.
وعن مسروق أن عمر أتي بامرأة قد تزوجت في عدتها ففرق بينهما ، وجعل مهرها في بيت المال، وقال : لا يجتمعان أبداً ، فبلغ عليا فقال : إن كانا جهلا فلها المهر بما استحل من فرجها ، ويفرق بينهما ، فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب ، فخطب عمر وقال: ردوا الجهالات إلى السنة ، فرجع إلى قول علي.
.
.
وقد شاوره أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه في قتال أهل الردة بعد أن شاور الصحابة فاختلفوا عليه فقال له : ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال : أقول لك إن تركت شيئاً مما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فأنت على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الصديق : أما إن قلت ذاك لأقاتلنهم وإن منعوني عقالا . ( أخرجه ابن السمان ) .
.
.
ولا عجب فقد كان يقول : " سلوني والله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل ". (أخرجه أبو عمر ).
.
.
الفضيلة الثانية عشرة :
.
.
أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بالجنة في أكثر من موطن ، من ذلك ما جاء عن زيد بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : "أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " إخواناً على سرر متقابلين " ( أخرجه أحمد في المناقب ).
.
.
وعن ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: " يا علي يدك في يدي تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل " . (أخرجه الحافظ الدمشقي في الأربعين الطوال ).
.
.
الفضيلة الثالثة عشرة :
.
.
أنه صلى إلى القبلتين وهاجر، وشهد بدراً والحديبية وبيعة الرضوان والمشاهد كلها غير تبوك ، وكل فضيلة من تلك الفضائل تكفي لإدخاله الجنة إن شاء الله ..
.
.
الفضيلة الرابعة عشرة :
.
.
أنه ظل محافظا على زهده الذي تركه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتغير ولم يتبدل به الحال ؛ حتى بعد أن آلت إليه الخلافة ، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يوما : " يا علي.. كيف أنت إذا زهد الناس في الآخرة ورغبوا في الدنيا وأكلوا التراث أكلا لما وأحبوا المال حبا جما واتخذوا دين الله دغلا ومالوا دولا؟ " فقال له : أتركهم وما اختاروا وأختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأصبر على مصيبات الدنيا وبلواها حتى ألحق بكم إن شاء الله تعالى . ( أخرجه الحافظ الثقفي في الأربعين ) .
.
.
وأكدت الأيام صدق سريرته ، فقد جاء إليه خازن بيت المال يوما وهو خليفة للمسلمين فقال: يا أمير المؤمنين، امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء فقال : الله أكبر، ثم قام متوكئا عليه حتى أتى على بيت المال ، وأمر فنودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت المال للمسلمين، وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء غري غيري، هاء وهاء؛ حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم، ثم أمر بنضحه ( أي بيت المال ) وصل فيه ركعتين. (أخرجه أحمد في المناقب ) .
.
.
وعن أبي سعيد الأزدي قال: رأيت عليا في السوق وهو يقول: من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم؟ فقال رجل: عندي ،فجاء به فأعجبه فأعطاه ثم لبسه ، فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه فأمر به فقطع ما فضل عن أصابعه.
.
.
ولما عاتب رجل في لباسه قال له : ومالك واللبوس؟ إن لبوسي هذا أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي به المسلم.
.
.
وعن علي بن ربيعة قال: كان لعلي امرأتان، فكان إذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم، وإذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم.
.
.
وعن عبد الله بن الزبير قال: دخلت على علي بن أبي طالب يوم الأضحى فقرب إلينا خزيرة ( طعام به قطع لحم صغيرة ) فقلت: أصلحك الله لو قربت إلينا من هذا البط ، فإن الله قد أكثر الخير، فقال: يا ابن الزبير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يحل لخليفة من مال الله إلا قصعتان: قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين أيدي الناس " .( أخرجه أحمد ).
.
.
الفضيلة الخامسة عشرة :
.
. أنه كان أسوة في تواضعه ، فرغم الشرف الذي ناله بقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورغم مكانته عند خلفاء رسول الله ، وأنه آلت إليه الخلافة في نهاية حياته إلا أن التواضع كان سمة ملازمة له ، فقد جاء عن أبي صالح بياع الأكسية عن جده أنه قال: رأيت عليا اشتري تمراً بدرهم فحمله في ملحفته ، فقيل: يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك؟ فقال: أبو العيال أحق بحمله. (أخرجه البغوي في معجمه ).
.
.
وكان يمشي في الأسواق فيمسك الشسوع بيده فيناول الرجل الشسع ( الجلد )، ويرشد الضال ، ويعين الحمال على الحمولة ، وهو يقرأ الآية " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ". ( أخرجه أحمد في المناقب ).
.
.
وعن أبي مطر البصري أنه شهد عليا أتي أصحاب التمر وجارية تبكي عند التمار، فقال: ما شأنك؟ قال: باعني تمراً بدرهم فرده مولاي، فأبى أن يقبله، فقال: يا صاحب التمر خذ تمرك وأعطها درهمها، فإنها خادم وليس لها أمر، فدفع عليا، فقال المسلمون: تدري من دفعت؟ قال : لا. قالوا: أمير المؤمنين ، فصب تمرها وأعطاها درهمها، وقال : أحب أن ترضى عني فقال: ما أرضاني عنك إذا أوفيت الناس حقوقهم ! . ( أخرجه أحمد في المناقب ).
الفضيلة السادسة عشر :
.
.
أنه كان شديد الورع في تعامله مع مال المسلمين ، فعن هارون بن عنترة عن أبيه قال: دخلت على علي بن أبي طالب في الخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفة، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الله قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال، وأنت تصنع بنفسك ما تصنع؟ فقال: ما أرزؤكم من مالكم، وإنها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي أو قال: من المدينة.
.
.
الفضيلة السادسة عشرة :
.
.
أنه كان حريصا على العدل حتى مع من هم أشد الناس له عداوة ، فعندما ضربه ابن ملجم ـ عليه لعنة الله ـ وأيقن أن ميت من ضربته جمع من حضر من أهله ثم قال لهم : يا بني عبد المطلب؛ لا تخوضوا دماء المسلمين خوضا، تقولون قتل أمير المؤمنين. ألا لا تقتلنّ بي إلا قاتلي ؛ انظروا إذا أنامت من ضربته هذه فاضربوه ضربة، ولا تمثلوا به، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور " .
.
.
وهذه الفضائل وتلك المنزلة التي وصل رضي الله عنه إليها جعلت بعض الناس يبالغون في نظرتهم إليهم ، وقد تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال له : " فِيكَ مَثَلٌ مِنْ عِيسَى أَبْغَضَتْهُ الْيَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِي لَيْسَ بِهِ " . ( مسند أحمد )
.
وتنبأ رضي الله عنه بذلك فقال : يهلك فيّ رجلان: محب مفرط بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني . ( أخرجه أحمد في المسند ).
الفضيلة الأولى :
.
.
أنه أول من أسلم من الفتيان ، فقد ورد عن زيد بن أرقم أنه قال :" كان أول من أسلم علي بن أبي طالب " ( أخرجه أحمد والترمذي وصححه ) وعن ابن عباس قال : "كان علي أول من أسلم بعد خديجة " .
.
.
الفضيلة الثانية : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بحبه ، فعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله افترض عليكم حب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي " .
.
.
الفضيلة الثالثة :
.
.
أنه كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ، فقد ورد عن عائشة أنها سئلت : أي الناس أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: فاطمة ، فقيل : من الرجال : قالت : زوجها، إن كان ما علمت صواماً قواماً.( أخرجه الترمذي ، وقال حسن غريب ).
.
.
وفي رواية أخرى : ما رأيت رجلا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، ولا امرأة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرأته" تقصد فاطمة رضي الله عنها .
.
.
وعن مجمّع بن جارية قال: دخلت مع أبي على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فسألتها عن مسراها يوم الجمل فقالت : كانت قدراً من الله، وسألتها عن علي فقالت : سألت عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنة أحب الناس كان إليه.
.
.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: " أنكحتك أحب أهل بيتي إلي " ( المستدرك على الصحيحين للحاكم ) .
.
.
الفضيلة الرابعة :
.
.
أنه نال فضل القيام بأداء الأمانات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته ، قال ابن إسحاق: " وأقام علي بمكة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم .." ..
.
.
الفضيلة الخامسة :
.
.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعله منه بمنزلة هارون من موسى ـ عليهما السلام ـ فقد ورد أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلفه في غزوة تبوك ، فقال يا رسول الله : تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ( أخرجه أحمد ومسلم وأبو حاتم ) .
.
.
وعن عمر ـ رضي الله عنه ـ وقد سمع رجلا يسب علياً فقال: " إني لأظنك من المنافقين ؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي :" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. (أخرجه ابن السمان ).
.
.
وليس في هذا ما يشير إلى أنه كان يشترك معه في النبوة كما حاول المدلسون أن يقنعوا به السذج من الناس ، وإنما معناه أن في استخلافه على أهل المدينة بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل مثل ما لهارون ـ عليه السلام ـ يوم خلفه موسى في بني إسرائيل وذهب لملاقاة ربه .
.
.
الفضيلة السادسة :
.
.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل حبه رضي الله عنه دليلا على حب الله ورسوله ، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: أشهد أني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل ".
.
.
وعن عروة بن الزبير أن رجلا وقع في علي بن أبي طالب بمحضر من عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال له عمر: أتعرف صاحب هذا القبر؟ هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب؛ وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب، لا تذكر عليا إلا بخير ، فإنك إن تنقصه آذيت صاحبه هذا في قبره صلى الله عليه وسلم. ( أخرجه أحمد في مناقب الصحابة ).
.
.
الفضيلة السابعة :
.
.
أن النبي صلى الله عليه وسلم خصه بمؤاخاته بعد الهجرة ، فقد ورد عن عمر بن عبد الله عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين الناس وترك عليا حتى بقي آخرهم لا يرى له أخاً ، فقال : يا رسول الله آخيت بين الناس وتركتني؟ قال: ولمَ تراني تركتك؟ إنما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك فإني أذاكرك ، قل أنا عبد الله وأخو رسوله ، لا يدعيها بعدي إلا كذاب. ( أخرجه أحمد في المناقب ) .
.
.
الفضيلة الثامنة :
.
.
أن النبي صلى الله عليه وسلم اختصه بتبليغ مقدمة سورة " براءة " بعد نزولها إلى الناس في موسم الحج ، فقد ورد عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر على الحج، ثم أرسل عليا بـ "براءة " وأمره أن يقرأها على الناس في مواقف الحج.
.
.
وهذا رغم ما فيه من فضل ، وثقة في أمانة علي رضي الله عنه في التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه ليس فيه ما يدل على ما يرفعه إلى مرتبة الرسالة ، أو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخصه بما لا يخص به أحدا من الصحابة ، فقد ورد عن أبي الطفيل عامر بن وائلة أنه قال : كنت عند علي فأتاه رجل فقال له : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم أسر إليك؟ فغضب علي ثم قال : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلي شيئا يكتمه على الناس، غير أنه قد حدثني بكلمات أربع ، فقال الرجل : ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: لعن الله من لعن والديه ، ولعن الله من ادعى لغير أبيه ، ولعن الله من آوى محدثا ، ولعن الله من غير منار الأرض. ( أخرجه مسلم ).
.
.
كما أكد ذلك رضي الله عنه في أكثر من موطن من ذاك قوله:" إني لست نبياً ولا يوحي إلي، ولكن أعمل بكتاب وسنة نبيه ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم" (أخرجه أحمد في المناقب).
.
.
الفضيلة التاسعة :
.
.
أنه كان يحب الله ويحبه الله سبحانه وتعالى ، فقد ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه قال : كان علي رضي الله عنه تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر ، وكان به رمد فقال : أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ أَوْ قَالَ لَيَأْخُذَنَّ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَوْ قَالَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِيٍّ وَمَا نَرْجُوهُ فَقَالُوا هَذَا عَلِيٌّ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ( البخاري ).
.
.
الفضيلة العاشرة :
.
.
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أدخله في أهل بيته عند دعائه لهم ، فقد جاء عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء، وقال:" اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". (أخرجه الترمذي، وقال حسن صحيح ).
.
.
الفضيلة الحادية عشرة :
.
.
أنه كان مرجع الأمة في القضايا الفقهية الشائكة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لغزارة علمه ، فقد ورد عن أبي طبيان أنه قال: شهدت عمر بن الخطاب أتي بامرأة ( مجنونة ) قد زنت فأمر برجمها، فذهبوا بها ليرجموها فلقيهم علي فقال لهم : ما بال هذه؟ قالوا: زنت فأمر عمر برجمها: فانتزعها علي من أيديهم فردهم ، فرجعوا إلى عمر فقالوا: ردنا علي ، فقال عمر : ما فعل هذا إلا لشيء، فأرسل إليه فجاء فقال: ما لك رددت هذه؟ قال : أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصغير حتى يكبر ، وعن المبتلي حتى يعقل ، قال: بلى ، فقال : فهذه مبتلاة بني فلان ، فلعله أتاها وهو بها ، فقال له عمر: لا أدري ، قال: وأنا لا أدري؛ فترك رجمها.
.
.
وعن مسروق أن عمر أتي بامرأة قد تزوجت في عدتها ففرق بينهما ، وجعل مهرها في بيت المال، وقال : لا يجتمعان أبداً ، فبلغ عليا فقال : إن كانا جهلا فلها المهر بما استحل من فرجها ، ويفرق بينهما ، فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب ، فخطب عمر وقال: ردوا الجهالات إلى السنة ، فرجع إلى قول علي.
.
.
وقد شاوره أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه في قتال أهل الردة بعد أن شاور الصحابة فاختلفوا عليه فقال له : ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال : أقول لك إن تركت شيئاً مما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فأنت على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الصديق : أما إن قلت ذاك لأقاتلنهم وإن منعوني عقالا . ( أخرجه ابن السمان ) .
.
.
ولا عجب فقد كان يقول : " سلوني والله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل ". (أخرجه أبو عمر ).
.
.
الفضيلة الثانية عشرة :
.
.
أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بالجنة في أكثر من موطن ، من ذلك ما جاء عن زيد بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : "أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " إخواناً على سرر متقابلين " ( أخرجه أحمد في المناقب ).
.
.
وعن ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: " يا علي يدك في يدي تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل " . (أخرجه الحافظ الدمشقي في الأربعين الطوال ).
.
.
الفضيلة الثالثة عشرة :
.
.
أنه صلى إلى القبلتين وهاجر، وشهد بدراً والحديبية وبيعة الرضوان والمشاهد كلها غير تبوك ، وكل فضيلة من تلك الفضائل تكفي لإدخاله الجنة إن شاء الله ..
.
.
الفضيلة الرابعة عشرة :
.
.
أنه ظل محافظا على زهده الذي تركه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتغير ولم يتبدل به الحال ؛ حتى بعد أن آلت إليه الخلافة ، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يوما : " يا علي.. كيف أنت إذا زهد الناس في الآخرة ورغبوا في الدنيا وأكلوا التراث أكلا لما وأحبوا المال حبا جما واتخذوا دين الله دغلا ومالوا دولا؟ " فقال له : أتركهم وما اختاروا وأختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأصبر على مصيبات الدنيا وبلواها حتى ألحق بكم إن شاء الله تعالى . ( أخرجه الحافظ الثقفي في الأربعين ) .
.
.
وأكدت الأيام صدق سريرته ، فقد جاء إليه خازن بيت المال يوما وهو خليفة للمسلمين فقال: يا أمير المؤمنين، امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء فقال : الله أكبر، ثم قام متوكئا عليه حتى أتى على بيت المال ، وأمر فنودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت المال للمسلمين، وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء غري غيري، هاء وهاء؛ حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم، ثم أمر بنضحه ( أي بيت المال ) وصل فيه ركعتين. (أخرجه أحمد في المناقب ) .
.
.
وعن أبي سعيد الأزدي قال: رأيت عليا في السوق وهو يقول: من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم؟ فقال رجل: عندي ،فجاء به فأعجبه فأعطاه ثم لبسه ، فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه فأمر به فقطع ما فضل عن أصابعه.
.
.
ولما عاتب رجل في لباسه قال له : ومالك واللبوس؟ إن لبوسي هذا أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي به المسلم.
.
.
وعن علي بن ربيعة قال: كان لعلي امرأتان، فكان إذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم، وإذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم.
.
.
وعن عبد الله بن الزبير قال: دخلت على علي بن أبي طالب يوم الأضحى فقرب إلينا خزيرة ( طعام به قطع لحم صغيرة ) فقلت: أصلحك الله لو قربت إلينا من هذا البط ، فإن الله قد أكثر الخير، فقال: يا ابن الزبير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يحل لخليفة من مال الله إلا قصعتان: قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين أيدي الناس " .( أخرجه أحمد ).
.
.
الفضيلة الخامسة عشرة :
.
. أنه كان أسوة في تواضعه ، فرغم الشرف الذي ناله بقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورغم مكانته عند خلفاء رسول الله ، وأنه آلت إليه الخلافة في نهاية حياته إلا أن التواضع كان سمة ملازمة له ، فقد جاء عن أبي صالح بياع الأكسية عن جده أنه قال: رأيت عليا اشتري تمراً بدرهم فحمله في ملحفته ، فقيل: يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك؟ فقال: أبو العيال أحق بحمله. (أخرجه البغوي في معجمه ).
.
.
وكان يمشي في الأسواق فيمسك الشسوع بيده فيناول الرجل الشسع ( الجلد )، ويرشد الضال ، ويعين الحمال على الحمولة ، وهو يقرأ الآية " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ". ( أخرجه أحمد في المناقب ).
.
.
وعن أبي مطر البصري أنه شهد عليا أتي أصحاب التمر وجارية تبكي عند التمار، فقال: ما شأنك؟ قال: باعني تمراً بدرهم فرده مولاي، فأبى أن يقبله، فقال: يا صاحب التمر خذ تمرك وأعطها درهمها، فإنها خادم وليس لها أمر، فدفع عليا، فقال المسلمون: تدري من دفعت؟ قال : لا. قالوا: أمير المؤمنين ، فصب تمرها وأعطاها درهمها، وقال : أحب أن ترضى عني فقال: ما أرضاني عنك إذا أوفيت الناس حقوقهم ! . ( أخرجه أحمد في المناقب ).
الفضيلة السادسة عشر :
.
.
أنه كان شديد الورع في تعامله مع مال المسلمين ، فعن هارون بن عنترة عن أبيه قال: دخلت على علي بن أبي طالب في الخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفة، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الله قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال، وأنت تصنع بنفسك ما تصنع؟ فقال: ما أرزؤكم من مالكم، وإنها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي أو قال: من المدينة.
.
.
الفضيلة السادسة عشرة :
.
.
أنه كان حريصا على العدل حتى مع من هم أشد الناس له عداوة ، فعندما ضربه ابن ملجم ـ عليه لعنة الله ـ وأيقن أن ميت من ضربته جمع من حضر من أهله ثم قال لهم : يا بني عبد المطلب؛ لا تخوضوا دماء المسلمين خوضا، تقولون قتل أمير المؤمنين. ألا لا تقتلنّ بي إلا قاتلي ؛ انظروا إذا أنامت من ضربته هذه فاضربوه ضربة، ولا تمثلوا به، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور " .
.
.
وهذه الفضائل وتلك المنزلة التي وصل رضي الله عنه إليها جعلت بعض الناس يبالغون في نظرتهم إليهم ، وقد تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال له : " فِيكَ مَثَلٌ مِنْ عِيسَى أَبْغَضَتْهُ الْيَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِي لَيْسَ بِهِ " . ( مسند أحمد )
.
وتنبأ رضي الله عنه بذلك فقال : يهلك فيّ رجلان: محب مفرط بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني . ( أخرجه أحمد في المسند ).