رامي العكراتي
22-11-2008, 02:17 AM
الامام جعفر الصادق (عليه السلام):
الكرة الأرضية ومن عليها مسؤولون عن دم الامام الحسين
قال الامام الصادق في زيارته لجده الحسين: (وضمّن - أي الله تعالى - الأرض ومَن عليها دمك وثارك) (1) .
فهل خطر على بالك أيها المؤمن بالله أنك مسؤول عن دم حجة الله !
هل خطر على بالك أيها المؤمن بالرسول أنك مسؤول عن دم الرسالة !
هل خطر على بالك أيها الموالي لعلي بن أبي طالب أنك مسؤول عن دم الولاية !
هل خطر على بالك أيها المحب للحسين أنك مسؤول عن دم الحسين !
هل خطر على بال بشر أنه والبشر كافة مسؤولون عن دم الحسين ؟
هل خطر على بال بشر أن الكرة الأرضية مسؤولة عن دم الحسين؟
كيف؟
لماذا؟
ما ذنبي؟
وما ذنب البشر؟
وما ذنب الكرة الأرضية؟
أين العدل؟
هل سأُقتَل؟
هل سأُدخل النار؟
هل يعفو عني الله والحسين؟ وكيف؟
========
(1) كامل الزيارات: ص386.
اللهم وفـِّر بلطفك نيّتي
عطية الله للحسين أعظم العطاي]
ولا بأس أن نتذكّر - عطية الله تعالى للإمام الحسين (عليه السلام) الذي ترك الخلق طراً في الله، فقد أعطاه سبحانه امتيازات لم يعطها أحداً قط حتى أولئك الذين هم أفضل من الحسين (عليه السلام) وهم جدّه المصطفى وأبوه المرتضى وأمّه الزهراء وأخوه المجتبى سلام الله عليهم أجمعين. وهذا الأمر ملحوظ في الأدعية والزيارات كثيراً.
هناك زيارة للإمام الحسين (عليه السلام) يرويها العلاّمة المجلسي (رضوان الله عليه) في البحار لم أجدها في كتب الزيارات المتعارفة مثل "الدعاء والزيارة" و"مفاتيح الجنان" و"تحفة الزائر" للعلاّمة المجلسي نفسه و«مفتاح الجنات» للسيد محسن الأمين رضوان الله عليهما. ولكنّ المجلسي (رحمه الله) ينقل هذه الزيارة عن كتاب اعتبره جماعه من فقهاء الشيعة ومحدّثيهم من أصح كتب الطائفة وهو كتاب «كامل الزيارات» لابن قولويه (رضوان الله عليه). وابن قولويه هذا هو أستاذ الشيخ المفيد (رضوان الله عليه)، فالشيخ المفيد يروي عن الكليني بواسطة ابن قولويه.
هذه الزيارة معتبرة سنداً وينقلها كتاب معتبر، وفيها يقول الإمام الصادق (عليه السلام) مخاطباً جده الإمام الحسين (عليه السلام): «وضمّن - أي الله تعالى - الأرض ومَن عليها دمك وثارك»[4]. لا أقول لم أعثر، بل أستطيع أن أقول بجزم: لم يرد مثل هذا التعبير في الروايات والأدعية والزيارات المروية عن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين إلاّ ما ورد هنا بحق الإمام الحسين (عليه السلام)، حتى أنّ العلاّمة المجلسي والأعاظم من العلماء بقوا متحيّرين في تفسير هذه العبارة. فذكر العلاّمة عدّة معانٍ أتصوّر أنّ أياً منها - رغم إجلالي للعلاّمة المجلسي - ليس في مستوى هذه الجملة، والعلاّمة المجلسي لا ينْزعج ولا يضرّ بشأنه لو قيل إنّ كلامه ليس في مستوى كلام الإمام الصادق (عليه السلام).
ولكن قبل بيان ذلك لابدّ أن نعرف معاني مفردات الجملة، وأوّلها «ضمّن» وفاعله ضمير مستتر يعود إلى الله، كما يتبيّن ذلك لمن يراجع الزيارة. أمّا الضمان فهو موضوع شرعي يوجد خلاف بين الشيعة والسنة في معناه. فالمشهور بين علماء الشيعة أنّه «ضم ذمة إلى ذمة»، أمّا مشهور السنة فيقولون إنّ الضمان «نقل ذمة إلى ذمة» وتوضيحهما:
لو كان في ذمة زيد مال لعمرو بسبب دَين مثلاً، وضمن بكر زيداً لدى عمرو، فحسب تفسير السنة للضمان لا يحق لعمرو بعد ذلك مطالبة زيد بالمال لأنّ الذمة انتقلت إلى بكر وهو المطالَب به بعد ذلك. أما حسب المشهور من علماء الشيعة فإن عمراً يمكنه أن يطالب زيداً وبكراً كليهما، ولكن حقّه بمطالبة كل منهما ينتفي لو وفّى له الآخر. ولكن الضامن - على كلا التفسيرين - مسؤول أمام صاحب الحق، سواء بانتقال المسؤولية إليه وحده، أم بالاشتراك مع المستفيد من ذلك الحق.
ظاهر عبارة الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): أنّ الله سبحانه وتعالى ألقى على الأرض مسؤولية دم الحسين (عليه السلام) لأنّ ذلك الدم الطاهر أُريق عليها، وأصبح بذمتها فأصبحت هي الضامن والمسؤولة عن دم الحسين (عليه السلام). هذا هو المعنى الظاهر من «ضمن الأرض دمه».
ولا يشترط أن يكون الضمان اختيارياً فربما ركل النائم برجله كوباً فكسره فهو ضامن له، مع أنّه لم يكن مريداً لذلك، وهكذا الأرض - كل الأرض - أصبحت مسؤولة عن دم الحسين (عليه السلام) لأنه أريق عليها وإن لم تكن راضية بذلك!
==========
[4] كامل الزيارات: ص386.
والله اعلم
اللهم صلي على محمد وال محمد
الكرة الأرضية ومن عليها مسؤولون عن دم الامام الحسين
قال الامام الصادق في زيارته لجده الحسين: (وضمّن - أي الله تعالى - الأرض ومَن عليها دمك وثارك) (1) .
فهل خطر على بالك أيها المؤمن بالله أنك مسؤول عن دم حجة الله !
هل خطر على بالك أيها المؤمن بالرسول أنك مسؤول عن دم الرسالة !
هل خطر على بالك أيها الموالي لعلي بن أبي طالب أنك مسؤول عن دم الولاية !
هل خطر على بالك أيها المحب للحسين أنك مسؤول عن دم الحسين !
هل خطر على بال بشر أنه والبشر كافة مسؤولون عن دم الحسين ؟
هل خطر على بال بشر أن الكرة الأرضية مسؤولة عن دم الحسين؟
كيف؟
لماذا؟
ما ذنبي؟
وما ذنب البشر؟
وما ذنب الكرة الأرضية؟
أين العدل؟
هل سأُقتَل؟
هل سأُدخل النار؟
هل يعفو عني الله والحسين؟ وكيف؟
========
(1) كامل الزيارات: ص386.
اللهم وفـِّر بلطفك نيّتي
عطية الله للحسين أعظم العطاي]
ولا بأس أن نتذكّر - عطية الله تعالى للإمام الحسين (عليه السلام) الذي ترك الخلق طراً في الله، فقد أعطاه سبحانه امتيازات لم يعطها أحداً قط حتى أولئك الذين هم أفضل من الحسين (عليه السلام) وهم جدّه المصطفى وأبوه المرتضى وأمّه الزهراء وأخوه المجتبى سلام الله عليهم أجمعين. وهذا الأمر ملحوظ في الأدعية والزيارات كثيراً.
هناك زيارة للإمام الحسين (عليه السلام) يرويها العلاّمة المجلسي (رضوان الله عليه) في البحار لم أجدها في كتب الزيارات المتعارفة مثل "الدعاء والزيارة" و"مفاتيح الجنان" و"تحفة الزائر" للعلاّمة المجلسي نفسه و«مفتاح الجنات» للسيد محسن الأمين رضوان الله عليهما. ولكنّ المجلسي (رحمه الله) ينقل هذه الزيارة عن كتاب اعتبره جماعه من فقهاء الشيعة ومحدّثيهم من أصح كتب الطائفة وهو كتاب «كامل الزيارات» لابن قولويه (رضوان الله عليه). وابن قولويه هذا هو أستاذ الشيخ المفيد (رضوان الله عليه)، فالشيخ المفيد يروي عن الكليني بواسطة ابن قولويه.
هذه الزيارة معتبرة سنداً وينقلها كتاب معتبر، وفيها يقول الإمام الصادق (عليه السلام) مخاطباً جده الإمام الحسين (عليه السلام): «وضمّن - أي الله تعالى - الأرض ومَن عليها دمك وثارك»[4]. لا أقول لم أعثر، بل أستطيع أن أقول بجزم: لم يرد مثل هذا التعبير في الروايات والأدعية والزيارات المروية عن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين إلاّ ما ورد هنا بحق الإمام الحسين (عليه السلام)، حتى أنّ العلاّمة المجلسي والأعاظم من العلماء بقوا متحيّرين في تفسير هذه العبارة. فذكر العلاّمة عدّة معانٍ أتصوّر أنّ أياً منها - رغم إجلالي للعلاّمة المجلسي - ليس في مستوى هذه الجملة، والعلاّمة المجلسي لا ينْزعج ولا يضرّ بشأنه لو قيل إنّ كلامه ليس في مستوى كلام الإمام الصادق (عليه السلام).
ولكن قبل بيان ذلك لابدّ أن نعرف معاني مفردات الجملة، وأوّلها «ضمّن» وفاعله ضمير مستتر يعود إلى الله، كما يتبيّن ذلك لمن يراجع الزيارة. أمّا الضمان فهو موضوع شرعي يوجد خلاف بين الشيعة والسنة في معناه. فالمشهور بين علماء الشيعة أنّه «ضم ذمة إلى ذمة»، أمّا مشهور السنة فيقولون إنّ الضمان «نقل ذمة إلى ذمة» وتوضيحهما:
لو كان في ذمة زيد مال لعمرو بسبب دَين مثلاً، وضمن بكر زيداً لدى عمرو، فحسب تفسير السنة للضمان لا يحق لعمرو بعد ذلك مطالبة زيد بالمال لأنّ الذمة انتقلت إلى بكر وهو المطالَب به بعد ذلك. أما حسب المشهور من علماء الشيعة فإن عمراً يمكنه أن يطالب زيداً وبكراً كليهما، ولكن حقّه بمطالبة كل منهما ينتفي لو وفّى له الآخر. ولكن الضامن - على كلا التفسيرين - مسؤول أمام صاحب الحق، سواء بانتقال المسؤولية إليه وحده، أم بالاشتراك مع المستفيد من ذلك الحق.
ظاهر عبارة الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): أنّ الله سبحانه وتعالى ألقى على الأرض مسؤولية دم الحسين (عليه السلام) لأنّ ذلك الدم الطاهر أُريق عليها، وأصبح بذمتها فأصبحت هي الضامن والمسؤولة عن دم الحسين (عليه السلام). هذا هو المعنى الظاهر من «ضمن الأرض دمه».
ولا يشترط أن يكون الضمان اختيارياً فربما ركل النائم برجله كوباً فكسره فهو ضامن له، مع أنّه لم يكن مريداً لذلك، وهكذا الأرض - كل الأرض - أصبحت مسؤولة عن دم الحسين (عليه السلام) لأنه أريق عليها وإن لم تكن راضية بذلك!
==========
[4] كامل الزيارات: ص386.
والله اعلم
اللهم صلي على محمد وال محمد