طالب الحق
22-11-2008, 09:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اشهد ان لا إله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله
واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى آله الكرام الطاهرين وصحابته الميامين وعلى من سار على نهجهم واقتفى اثرهم إلى يوم الدين ، وبعد
والله الذي لا إله إلا هو أنني قبل ساعات فقط فرغت من مناظرة مع شخصين يهوديين في اسرائيل
واذا بي اعود لأجد نفسي في هذا المنتدى واقرأ فيه من الخلافات ما (يوجع) القلب ، ويعتبر شطحات غريبة ومحاولة إلصاق التهم في كل طرف.
ايها الناس ، انا مسلم سني عربي اعيش في الدمام في السعودية ولدي الكثير من الاصدقاء من الشيعة احترمهم ويحترمونني ولا ألعنهم ولا يلعنونني ولكن اتمنى لنا ولهم الهداية إلى الصراط المستقيم.
نقاط أحب أن اضعها بين أيديكم جميعا شيعة وسنة ، عامة ام طلاب علم فقط أريدكم ان تفكروا قبل ذلك كله ، هل التناقض دليل على الحقيقة ام على وجود ثغرة او خطأ بغض النظر عن حجم الخطأ كبيراً كان ام صغير ولكن يدل على أن هناك شيء جدير بالاهتمام متأملاً منكم جميعاً الاهتمام بالحيادية ، لكي يظهر الله الحق لنا ولكم ولجميع محبي محمد وسيرته وسنته وسنة آل بيته الأطهار.
بعيداً عن ما تعلمناه من أهلنا وحوزاتنا
- في كتبنا نحن أهل السنة تبجيل وتقدير كبير لأهل البيت جميعاً وتفصيل في فضلهم ، كما أننا لا نصنف خصمهم معاوية بن ابي سفيان على انه صحابي جليل بس انه من الناس الذين اسلموا في عهد رسول الله صلى الله عليه وأله ولا يمثل الرجل أي اهميه دينية في حياة أي مسلم سني بل على العكس تماما كان مجرماً في حق علي ونهبه خلافته في وضح النهار بسبب نفسه الأمّارة بالسوء فهو اتخذ مقتل ابن عمومته عثمان بن عفان وسيلة لانتزاع الحكم وجعله يبقى في بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب لأن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) من بني أمية كما أسلفت.
وبما أن قاتل علي بن ابي طالب رضي الله عنه هو اشقى الآخرين كما هو عند الشيعة وعند السنة روى الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية بسنده عن سماك عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلي : من أشقى الأولين ؟ قال : عاقر الناقة ، قال : فمن أشقى الآخرين ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : قاتلك .
فبالتالي أن أساس المشكلة التي تسببت في مقتل علي رضي الله عنه هو ظلم معاوية بن ابي سفيان لعلي وغيرته من بني هاشم بأن تكون فيهم الحكم والنبوة. كما ان قاتل الحسين بن علي (وهو سيد شباب أهل الجنة وابن رسول الله وأشبه الناس به وحبيبه وريحانة فؤاده) ، مجرم ملعون لقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النساء (آية:93): ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما.
هذا الحال لمن يقتل مؤمنا ومسلماً من المسلمين فما بالكم فيمن يقتل ابن رسول الله ، فاللعن أعظم وأكبر وسيلقى من ربه الجزاء العادل.
إذاً نحن نشترك في لعننا لمن قتل الحسين و علي ومن كان وراء تدبير العمليتين ومن كان قاصداً قتله مستهدفا ابن رسول الله والروايات عندنا وعند الشيعة فيها اختلاف في قصة القتل إلا أننا نقف جمعيا في صف الحسين عليه رضوان الله وسلامه ، وكنا نتمنى ان نكون معه لنذود عنه.
وموقفنا دائماً موقف الصبر والسلوان والحزن الشديد والاحتساب عند الله فقد قتل قبل الحسين أبوه علي بن ابي طالب وهو أعظم منه فضلاً ولم نجعل يوم مقتله مأتماً ومات قبلهما سيد الخلق أجمعين في الدنيا والآخرة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم نجعل يوم موته مأتماً وقتل أنبياء الله من قبل وجزّ رأس يحيى عليه السلام وقدم مهراً لبغي من بني اسرائيل في حادثة فيها من الغبن والألم الشديد.
إلا أن هذا قضاء الله و ما كتبه . لأمر يريده سبحانه وحكمة يعلمها ولا نعلمها كما هي حكمته التي اقتضن ان يعصيه ابليس ويمنحه الفرصة إلى يوم يبعثون.
غير أن هذه القصة والفتنة التي ظهرت بعد مقتل عثمان لم تكن وليدة لحظة بل كان لها تاريخ من قبل.
تؤكد مصادر التاريخ عند الشيعة واهل السنة أن أهل البيت منذ اللحظة الأولى لوفاة الرسول كانوا يرون في علي الخليفة الأجدر لما عرفنا من فضله وقربه ونسبه من رسول الله ، إلا أن اختيار ابو بكر رضي الله عنه خليفة ليحكم 3 سنوات ثم بعده عمر 10 وعثمان كان علي رضي الله عنه يقف موقف تقدير وتبجيل لأصحاب الرسول الكريم وإيثاراً منه رضي الله عنه وتغليباً لمصلحة الأمة على مسألة خلافة او حكم شخصي ومع ماحدث إلا أن آل البيت كانوا يجدون في انفسهم أن الخلافة سلبت منهم وتلك مشيئة الله التي كتبها سبحانه وحدثت ، فتخيلوا لو كانت النبوة والخلافة في بني هاشم وآل البيت لأصبح الحكم سنة وأمراً دينياً في آل البيت بل سوف يصبح الموضوع متعبداً به ولقد قال عبدالله بن عمر محدثاً الحسين في نفس المعنى عند خروجة للكوفة : ( إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنك بضعة منه ، والله لا يليها أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فأبى أن يرجع ، فاعتنقه وبكى وقال : استودعك الله من قتيل)
تلك الفتنة التي حدثت والإشكالات الكبيرة التي أثارت خلافات قامت لها الأرض ولم تقعد نؤمن أنها سحب أطرافاً عديده ولخبطت الكثير من الأوراق ، ولكننا نقف مع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونؤمن انه مهما بلغ الخلاف على (أمر دنيا) كمسألة خلافة أو حكم فإن الموضوع لا يجب أن يتعدى حدود المساس بأرواح ابناء رسول الله وأهل بيته.
كما أن الله سبحانه وتعالى لو أراد أن يخلف علي رضي الله عنه الرسول في الخلافة لصرّح بذلك أو لصرّح الرسول بذلك ، إلا أن لله في ذلك حكمة.
ثم إن خلافة علي أو عدم خلافته لن تقلل من قدره عندنا شيئاً وليس مهماً أن يصبح حاكماً أو أميراً بقدر قيمة أهل البيت المعنوية عند المسلمين.
وبما ان بني هاشم وجدوا في انفسهم على ابي بكر وعمر من حيث رغبتهم في ان يتركا الخلافة لعلي ، إلا أنهم تاريخيا لم يكن بينهم ما يجعلهم يخرجون عن بيعتهما وهذا اقرار من أهل البيت ومن علي بأحقية الخلافة.
بعد ذلك بدأ الأمر بالهدوء شيئاً فشيئاً ، حتى تم فتح بلاد فارس وهزيمة كسرى وإزالة الأمبراطورية الفارسية المجوسية للأبد على يد جيوش المسلمين وفي عهد عمر بالتحديد. ولم يكن من الفرس الذين تصرفوا تصرفا طبيعياً إلا محاولة الانتقام من عمر وفعلاً قتلوه وحاولوا استغلال الخلاف القائم للترويج لفكرة كفر عمر وابو بكر ومحاولة تأسيس فكرة لشق عصا المسلمين مستغلين بداية انتشار الأفكار في المجتمع المسلم آنذاك بوجود الخواراج والمرجئة وبطريقة فيها خلاف بين السنة والشيعة تحول الموضوع إلى تبني الفرس قضية آل البيت بعد مقتل علي رضى الله عنه وهم أبعد الناس فكراً وإيمانا ومضمونا عن أهل البيت باستثناء سلمان الفارسي الذي اسلم في عهد الرسول الكريم واصبح من اهله بيته لقوله صلى الله عليه وسلم (سلمان منا أهل البيت) ، وهدف الفرس من خلال المراحل التاريخية إلى زرع مفاهيم أساسية في نفوس اتباع المذهب الجديد الذي كانت فكرته موجودة وجاهزه للبروز. هذه المفاهيم يمكن ان ألخصها لكم كالآتي:
1- التشكيك في كتاب الله (القرآن الكريم)، وبما فيه من خلال اختلاق اعذار واهية متناسين قول الله العلي الأعلى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وهو جحود نص من كتاب الله يؤدي للكفر البواح.
2- احتقار اللغة العربية ، واعتبارها لغة عقيمة وهي نفسها لغة القرآن ولغة أهل البيت وقريش والعرب جمعاء.
3- التدليس في معاني الكتاب الكريم واعتبار معانيه غير مفهومة ولا تؤخد على ما هي عليه ، والله سبحانه وتعالى يقول ( بلسان عربي مبين) وكلمة مبين تعني واضح جلي . مبين لكل من يقرأه أو يسمعه.
4- استيراد اشياء من غير الإسلام إلى هذا المذهب الجديد منها التطبير الذي كان معروفا ً عند النصارى الكاثوليك ولازال يمارس حتى اليوم انظر الصورة هـــــنـــا (http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/f/fb/The_flagellants_at_Doornik_in_1349.jpg)
5-وصف كافة الطوائف الإسلامية بالنواصب والأعداء والكفرة وترسيخ هذه المفاهيم في عقول أبناء اتباع هذا المذهب ليصبح الجميع في نظرهم أعداء وقتلة.
كل هذه الأشياء ازدهرت وانتشرت مع السنوات ، تضعف وتعود بإضافات جديدة حتى حكم الدولة الصفوية لجزيرة العرب والأحساء ونقل الحجر الأسود من مكة إلى هجر :D
والآن ونحن في عام 1429 للهجرة النبوية المباركة و في عام 2008 للميلاد ، تجد أن المذهب الشيعي يغرد خارج السرب ، مكتمل الحبكة والتفاصيل مع الغموض في بعض جوانبه التي يجهلها عامة الشيعة.
وأصبح الحج إلى (إيران) والمزارات في مشهد وغيرها وقبر أبو لؤلؤة المجوسي يرفع ويبجل ويزار أكثر من قبل علي رضي الله عنه.
بل واصبحت إيران مهوى قلوب الشيعة واصبحت السعودية (وهابية) ودول العالم العربي (فسقة وفجار) .. و 200 مليون عربي عملاء لإسرائيل ومع أن حيدرة ومحمد بن عبدالله هما عربيان إلا أن العروبة في نفوس الشيعة متضعضعة بقوة و ولاءهم لإيران أصبح أكثر من ولاءهم لبلدانهم وأوطانهم.
والسؤال أيها الشيعة ، وأنا أدعوا لكم الله بالرحمة وأن يوفقكم لما فيه هداكم وقبولكم في جناته غير مشركين ولا ظالمين :
س1- ماهو الدين الذي تذهبون إلى إيران لأجله.
قد تفكر لبرهة وتبتسم وتصفني بالجاهل ، لكن قبل هذا اعد التفكير مرارا ستجد للوهلة الأولى أنه أمرٌ محير. قبل ان تجد عذراً شرعياً بدافع من هوى نفسك ورغبة منك في عدم الاستسلام للخصم السني، كيف اصبحت المزارات جزءا من الديانة وكيف أصبح الله رب العالمين يحتفظ بمكانه خاصة لأبي لؤلؤة ؟
انتم تقولون لا يمثل القبر او المزار عندنا الا انه بركة ، أو شفاعة ولا يصل لمرحلة التأليه وربي وربك الله يقول (الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) الزمر آية 3
س2 -عندما تكون عبادتك متعلقة بالله وحده فقط ودينك لله فقط كما جاء بذلك النص الصريح في كتاب الله (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) الأنعام أيه 162، هل يمكنك أن تعيش بمعزل عن تقديس علي بن ابي طالب رضي الله عنه او الحسين ودعنا نغير صيغة السؤال (هل يمكنك التفرد بالله في الصحراء لتعبده ليل نهار بعيدا عن لعن الناس والنياحة والمآتم) أم أنك تجد أن عاشوراء والحسين هما ركنان أساسيان في نظام إيمانك وتقربك إلى الله.
اترك لك الجواب لنفسك ولكن لمعرفتي التامة بأن الشيعة وعامتهم يرتبطون ارتباطا بأشخاص وشخصيات إسلامية بل رسموا الحسين عليه السلام كما رسم النصارى عيسى عليه السلام وصورا معاناته بنفس تصوير النصارى لمعاناة عيسى قبل صلبه (كما يزعم النصارى).
أيها الشيعة وعامتهم وعلماءهم ، أسألكم بالله ربي وربكم لا شريك له هل تنفعكم الكتب والمصادر والتنصيص عن الله من شيء حين تقبلون عليه وتقولون (أن علم الشخوص مثبت عندنا ومتعبد به) وقد خلقكم لتتفرغون لمهام أكبر وأجدر من تلك التي اشغلتهم انفسكم بها.
لن ينفعكم والله آئممتكم المعصومون ، ولا المهدي المنتظر الذي تؤمنون بأسره ، ولا غيره من عباد الله ، فالله هو القادر المطلق المتفرد بالجبروت والعلم والقوة، وإشراك غيره في أي صفة من صفاته شرك به وحجود لقوته وقدرته.
ولمن يحاول ان يجد لصحة المذهب الشيعي دليل من المصادر الاسلامية عند اهل السنة والجماعة ، فأقول لك اليهودية دين سابق وقد جاءت السور الكثيرة لتتكلم عن بني اسرائل وعن النصرانية ايضا وهذا كل من مصدر الاسلام الموحد وليس هذا بدليل على صحة أي من اليهودية أو النصرانية. فكلاهما ديانتان باطلتان.
هذا ما أردت أن أقوله من باب حق الصداقة وحق العروبة وشهادة ان لا إله إلا الله والإنسانية
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
اشهد ان لا إله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله
واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى آله الكرام الطاهرين وصحابته الميامين وعلى من سار على نهجهم واقتفى اثرهم إلى يوم الدين ، وبعد
والله الذي لا إله إلا هو أنني قبل ساعات فقط فرغت من مناظرة مع شخصين يهوديين في اسرائيل
واذا بي اعود لأجد نفسي في هذا المنتدى واقرأ فيه من الخلافات ما (يوجع) القلب ، ويعتبر شطحات غريبة ومحاولة إلصاق التهم في كل طرف.
ايها الناس ، انا مسلم سني عربي اعيش في الدمام في السعودية ولدي الكثير من الاصدقاء من الشيعة احترمهم ويحترمونني ولا ألعنهم ولا يلعنونني ولكن اتمنى لنا ولهم الهداية إلى الصراط المستقيم.
نقاط أحب أن اضعها بين أيديكم جميعا شيعة وسنة ، عامة ام طلاب علم فقط أريدكم ان تفكروا قبل ذلك كله ، هل التناقض دليل على الحقيقة ام على وجود ثغرة او خطأ بغض النظر عن حجم الخطأ كبيراً كان ام صغير ولكن يدل على أن هناك شيء جدير بالاهتمام متأملاً منكم جميعاً الاهتمام بالحيادية ، لكي يظهر الله الحق لنا ولكم ولجميع محبي محمد وسيرته وسنته وسنة آل بيته الأطهار.
بعيداً عن ما تعلمناه من أهلنا وحوزاتنا
- في كتبنا نحن أهل السنة تبجيل وتقدير كبير لأهل البيت جميعاً وتفصيل في فضلهم ، كما أننا لا نصنف خصمهم معاوية بن ابي سفيان على انه صحابي جليل بس انه من الناس الذين اسلموا في عهد رسول الله صلى الله عليه وأله ولا يمثل الرجل أي اهميه دينية في حياة أي مسلم سني بل على العكس تماما كان مجرماً في حق علي ونهبه خلافته في وضح النهار بسبب نفسه الأمّارة بالسوء فهو اتخذ مقتل ابن عمومته عثمان بن عفان وسيلة لانتزاع الحكم وجعله يبقى في بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب لأن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) من بني أمية كما أسلفت.
وبما أن قاتل علي بن ابي طالب رضي الله عنه هو اشقى الآخرين كما هو عند الشيعة وعند السنة روى الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية بسنده عن سماك عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلي : من أشقى الأولين ؟ قال : عاقر الناقة ، قال : فمن أشقى الآخرين ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : قاتلك .
فبالتالي أن أساس المشكلة التي تسببت في مقتل علي رضي الله عنه هو ظلم معاوية بن ابي سفيان لعلي وغيرته من بني هاشم بأن تكون فيهم الحكم والنبوة. كما ان قاتل الحسين بن علي (وهو سيد شباب أهل الجنة وابن رسول الله وأشبه الناس به وحبيبه وريحانة فؤاده) ، مجرم ملعون لقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النساء (آية:93): ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما.
هذا الحال لمن يقتل مؤمنا ومسلماً من المسلمين فما بالكم فيمن يقتل ابن رسول الله ، فاللعن أعظم وأكبر وسيلقى من ربه الجزاء العادل.
إذاً نحن نشترك في لعننا لمن قتل الحسين و علي ومن كان وراء تدبير العمليتين ومن كان قاصداً قتله مستهدفا ابن رسول الله والروايات عندنا وعند الشيعة فيها اختلاف في قصة القتل إلا أننا نقف جمعيا في صف الحسين عليه رضوان الله وسلامه ، وكنا نتمنى ان نكون معه لنذود عنه.
وموقفنا دائماً موقف الصبر والسلوان والحزن الشديد والاحتساب عند الله فقد قتل قبل الحسين أبوه علي بن ابي طالب وهو أعظم منه فضلاً ولم نجعل يوم مقتله مأتماً ومات قبلهما سيد الخلق أجمعين في الدنيا والآخرة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم نجعل يوم موته مأتماً وقتل أنبياء الله من قبل وجزّ رأس يحيى عليه السلام وقدم مهراً لبغي من بني اسرائيل في حادثة فيها من الغبن والألم الشديد.
إلا أن هذا قضاء الله و ما كتبه . لأمر يريده سبحانه وحكمة يعلمها ولا نعلمها كما هي حكمته التي اقتضن ان يعصيه ابليس ويمنحه الفرصة إلى يوم يبعثون.
غير أن هذه القصة والفتنة التي ظهرت بعد مقتل عثمان لم تكن وليدة لحظة بل كان لها تاريخ من قبل.
تؤكد مصادر التاريخ عند الشيعة واهل السنة أن أهل البيت منذ اللحظة الأولى لوفاة الرسول كانوا يرون في علي الخليفة الأجدر لما عرفنا من فضله وقربه ونسبه من رسول الله ، إلا أن اختيار ابو بكر رضي الله عنه خليفة ليحكم 3 سنوات ثم بعده عمر 10 وعثمان كان علي رضي الله عنه يقف موقف تقدير وتبجيل لأصحاب الرسول الكريم وإيثاراً منه رضي الله عنه وتغليباً لمصلحة الأمة على مسألة خلافة او حكم شخصي ومع ماحدث إلا أن آل البيت كانوا يجدون في انفسهم أن الخلافة سلبت منهم وتلك مشيئة الله التي كتبها سبحانه وحدثت ، فتخيلوا لو كانت النبوة والخلافة في بني هاشم وآل البيت لأصبح الحكم سنة وأمراً دينياً في آل البيت بل سوف يصبح الموضوع متعبداً به ولقد قال عبدالله بن عمر محدثاً الحسين في نفس المعنى عند خروجة للكوفة : ( إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنك بضعة منه ، والله لا يليها أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فأبى أن يرجع ، فاعتنقه وبكى وقال : استودعك الله من قتيل)
تلك الفتنة التي حدثت والإشكالات الكبيرة التي أثارت خلافات قامت لها الأرض ولم تقعد نؤمن أنها سحب أطرافاً عديده ولخبطت الكثير من الأوراق ، ولكننا نقف مع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونؤمن انه مهما بلغ الخلاف على (أمر دنيا) كمسألة خلافة أو حكم فإن الموضوع لا يجب أن يتعدى حدود المساس بأرواح ابناء رسول الله وأهل بيته.
كما أن الله سبحانه وتعالى لو أراد أن يخلف علي رضي الله عنه الرسول في الخلافة لصرّح بذلك أو لصرّح الرسول بذلك ، إلا أن لله في ذلك حكمة.
ثم إن خلافة علي أو عدم خلافته لن تقلل من قدره عندنا شيئاً وليس مهماً أن يصبح حاكماً أو أميراً بقدر قيمة أهل البيت المعنوية عند المسلمين.
وبما ان بني هاشم وجدوا في انفسهم على ابي بكر وعمر من حيث رغبتهم في ان يتركا الخلافة لعلي ، إلا أنهم تاريخيا لم يكن بينهم ما يجعلهم يخرجون عن بيعتهما وهذا اقرار من أهل البيت ومن علي بأحقية الخلافة.
بعد ذلك بدأ الأمر بالهدوء شيئاً فشيئاً ، حتى تم فتح بلاد فارس وهزيمة كسرى وإزالة الأمبراطورية الفارسية المجوسية للأبد على يد جيوش المسلمين وفي عهد عمر بالتحديد. ولم يكن من الفرس الذين تصرفوا تصرفا طبيعياً إلا محاولة الانتقام من عمر وفعلاً قتلوه وحاولوا استغلال الخلاف القائم للترويج لفكرة كفر عمر وابو بكر ومحاولة تأسيس فكرة لشق عصا المسلمين مستغلين بداية انتشار الأفكار في المجتمع المسلم آنذاك بوجود الخواراج والمرجئة وبطريقة فيها خلاف بين السنة والشيعة تحول الموضوع إلى تبني الفرس قضية آل البيت بعد مقتل علي رضى الله عنه وهم أبعد الناس فكراً وإيمانا ومضمونا عن أهل البيت باستثناء سلمان الفارسي الذي اسلم في عهد الرسول الكريم واصبح من اهله بيته لقوله صلى الله عليه وسلم (سلمان منا أهل البيت) ، وهدف الفرس من خلال المراحل التاريخية إلى زرع مفاهيم أساسية في نفوس اتباع المذهب الجديد الذي كانت فكرته موجودة وجاهزه للبروز. هذه المفاهيم يمكن ان ألخصها لكم كالآتي:
1- التشكيك في كتاب الله (القرآن الكريم)، وبما فيه من خلال اختلاق اعذار واهية متناسين قول الله العلي الأعلى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وهو جحود نص من كتاب الله يؤدي للكفر البواح.
2- احتقار اللغة العربية ، واعتبارها لغة عقيمة وهي نفسها لغة القرآن ولغة أهل البيت وقريش والعرب جمعاء.
3- التدليس في معاني الكتاب الكريم واعتبار معانيه غير مفهومة ولا تؤخد على ما هي عليه ، والله سبحانه وتعالى يقول ( بلسان عربي مبين) وكلمة مبين تعني واضح جلي . مبين لكل من يقرأه أو يسمعه.
4- استيراد اشياء من غير الإسلام إلى هذا المذهب الجديد منها التطبير الذي كان معروفا ً عند النصارى الكاثوليك ولازال يمارس حتى اليوم انظر الصورة هـــــنـــا (http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/f/fb/The_flagellants_at_Doornik_in_1349.jpg)
5-وصف كافة الطوائف الإسلامية بالنواصب والأعداء والكفرة وترسيخ هذه المفاهيم في عقول أبناء اتباع هذا المذهب ليصبح الجميع في نظرهم أعداء وقتلة.
كل هذه الأشياء ازدهرت وانتشرت مع السنوات ، تضعف وتعود بإضافات جديدة حتى حكم الدولة الصفوية لجزيرة العرب والأحساء ونقل الحجر الأسود من مكة إلى هجر :D
والآن ونحن في عام 1429 للهجرة النبوية المباركة و في عام 2008 للميلاد ، تجد أن المذهب الشيعي يغرد خارج السرب ، مكتمل الحبكة والتفاصيل مع الغموض في بعض جوانبه التي يجهلها عامة الشيعة.
وأصبح الحج إلى (إيران) والمزارات في مشهد وغيرها وقبر أبو لؤلؤة المجوسي يرفع ويبجل ويزار أكثر من قبل علي رضي الله عنه.
بل واصبحت إيران مهوى قلوب الشيعة واصبحت السعودية (وهابية) ودول العالم العربي (فسقة وفجار) .. و 200 مليون عربي عملاء لإسرائيل ومع أن حيدرة ومحمد بن عبدالله هما عربيان إلا أن العروبة في نفوس الشيعة متضعضعة بقوة و ولاءهم لإيران أصبح أكثر من ولاءهم لبلدانهم وأوطانهم.
والسؤال أيها الشيعة ، وأنا أدعوا لكم الله بالرحمة وأن يوفقكم لما فيه هداكم وقبولكم في جناته غير مشركين ولا ظالمين :
س1- ماهو الدين الذي تذهبون إلى إيران لأجله.
قد تفكر لبرهة وتبتسم وتصفني بالجاهل ، لكن قبل هذا اعد التفكير مرارا ستجد للوهلة الأولى أنه أمرٌ محير. قبل ان تجد عذراً شرعياً بدافع من هوى نفسك ورغبة منك في عدم الاستسلام للخصم السني، كيف اصبحت المزارات جزءا من الديانة وكيف أصبح الله رب العالمين يحتفظ بمكانه خاصة لأبي لؤلؤة ؟
انتم تقولون لا يمثل القبر او المزار عندنا الا انه بركة ، أو شفاعة ولا يصل لمرحلة التأليه وربي وربك الله يقول (الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) الزمر آية 3
س2 -عندما تكون عبادتك متعلقة بالله وحده فقط ودينك لله فقط كما جاء بذلك النص الصريح في كتاب الله (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) الأنعام أيه 162، هل يمكنك أن تعيش بمعزل عن تقديس علي بن ابي طالب رضي الله عنه او الحسين ودعنا نغير صيغة السؤال (هل يمكنك التفرد بالله في الصحراء لتعبده ليل نهار بعيدا عن لعن الناس والنياحة والمآتم) أم أنك تجد أن عاشوراء والحسين هما ركنان أساسيان في نظام إيمانك وتقربك إلى الله.
اترك لك الجواب لنفسك ولكن لمعرفتي التامة بأن الشيعة وعامتهم يرتبطون ارتباطا بأشخاص وشخصيات إسلامية بل رسموا الحسين عليه السلام كما رسم النصارى عيسى عليه السلام وصورا معاناته بنفس تصوير النصارى لمعاناة عيسى قبل صلبه (كما يزعم النصارى).
أيها الشيعة وعامتهم وعلماءهم ، أسألكم بالله ربي وربكم لا شريك له هل تنفعكم الكتب والمصادر والتنصيص عن الله من شيء حين تقبلون عليه وتقولون (أن علم الشخوص مثبت عندنا ومتعبد به) وقد خلقكم لتتفرغون لمهام أكبر وأجدر من تلك التي اشغلتهم انفسكم بها.
لن ينفعكم والله آئممتكم المعصومون ، ولا المهدي المنتظر الذي تؤمنون بأسره ، ولا غيره من عباد الله ، فالله هو القادر المطلق المتفرد بالجبروت والعلم والقوة، وإشراك غيره في أي صفة من صفاته شرك به وحجود لقوته وقدرته.
ولمن يحاول ان يجد لصحة المذهب الشيعي دليل من المصادر الاسلامية عند اهل السنة والجماعة ، فأقول لك اليهودية دين سابق وقد جاءت السور الكثيرة لتتكلم عن بني اسرائل وعن النصرانية ايضا وهذا كل من مصدر الاسلام الموحد وليس هذا بدليل على صحة أي من اليهودية أو النصرانية. فكلاهما ديانتان باطلتان.
هذا ما أردت أن أقوله من باب حق الصداقة وحق العروبة وشهادة ان لا إله إلا الله والإنسانية
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا