المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة أعـــــــــــلام الأنتقال الصــــــــــعب - متجدد -


حيــــــــــدرة
27-11-2008, 12:31 AM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ

الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
والحـــــــمد لله قاصم الجبارين ومبير الظالمين وفاضح الكذابين

... رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي ...
-------------------------------

الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ




قائمة المســــــتبصرين
_________________________







http://www.dalilulhaq.com/mostabser/shenasname/img/71.jpg

__( أبو حيدر الكبيسي )__
البلد : العــــــــــراق
المذهب السابق : حنفي


- السيرة الذاتية :

ولد عام 1958م بمدينة " ذي قار " في العراق ، من عائلة تعتنق المذهب الحنفي ونشأ في أوساط هذا المذهب.
تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1986م، بعد دراسات مكثفة ومعمّقة ومحاورات عديدة أجراها مع العلماء.



- في رحاب مأساة واقعة الطفّ:

يقول فضيلة الشيخ الكبيسي:
" كنت منذ الصبى أجد قلبي ينبض بمحبّة أهل البيت (عليهم السلام) ، وكنت أهوى الحضور في المجالس التي تقام أحياء الذكرى إستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) ـ لا سيما التي تقام في شهر محرم الحرام ـ كما كنت أقصد حرمه الطاهر في كربلاء لأداء مراسم الزيارة أيام الأربعين مع مواكب المعزين من الشيعة، مما أدّى إلى تعلقي لمعرفة أهل البيت (عليهم السلام) وقراءة تاريخهم وتتبع سيرتهم الشريفة.

وكنت بعد معرفتي لكل إمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أقف منبهراً لعظمتهم وجلالة قدرهم، حتى إنّني ولشدّة إعجابي بشخصية الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) صرت أذكره في الإقامة عند الصلاة، رغم أنني كنت أؤدّي الصلاة وغيرها من الفرائض وفق المذهب الحنفي!.

كنت مسروراً بإلمامي ومعرفتي بأهل البيت (عليهم السلام) ، ولكن مصرع الإمام الحسين (عليه السلام) وما جرى عليه من مآسي في كربلاء أوجد حرقة في قلبي، فكنت أطفئها بدموعي من خلال مشاركتي في مآتم العزاء التي تقام حزناً عليه، ولم أكن أبالي بالانتقادات التي كان يوجهها لي أبناء طائفتي، لأنّني كنت أرى أنّ كل فرد يمتلك المشاعر الإنسانية و يتمتع بسلامة الوجدان يتأثر وينفعل بارتكاب أي ظلم أو جور بحق إنسان عادي، فكيف به إذا سمع بوقوع ظلامة فادحه على قريب له أو عزيز كان يكنّ له المحبّة من خلال قرابة أو صداقة أو عقيدة؟!.

وكان واضح لديّ أنّ البكاء لا ينافي الصبر، بل هو يمثل حالة طبيعية للنفس إزاء الأحداث المؤلمة، وأنّ بكاء الإنسان بسبب المآسي التي تحل به أو بأحد أحبائه أو أعزائه لايتنافى مع الفطرة السليمة ".




- مشروعية البكاء على الميت:

قد أشاع البعض متوهماً أنّ البكاء على الميت بدعة دخلت حياة المسلمين فيما بعد، ثم عمد إلى زرع الشك في الأذهان، لكن هذا التوهم يرتفع بمجرد أن يراجع الباحث سيرة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين.

فقد ورد أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) وأصحابه والتابعين بكوا لفقدهم الأعزّة والأحبّة، والمصائب حلّت بهم أو بغيرهم من المقرّبين!.

وفي الحقيقة أنّ الذين قالوا بحرمة البكاء وجعلها ذريعة للتوهين والطعن، غفلوا أو تغافلوا عن الفطرة التي أودعها الله في الإنسان، فالإنسان إن تحققت
آماله شعر بالفرح والسرور، وإن أخفق في ذلك أو أصيب بنائبه فإنّه يحزن ويغتم وقد ينهار أمام ذلك، ولهذا نجد أنّ سيد الكائنات نبيّنا محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)بكى على إبنه إبراهيم، وعلى خديجة، وعلى عمه أبي طالب، وعلى أُمّه آمنة بنت وهب، وعلى عمه حمزة بن عبد المطلب، وعلى جعفر الطيار وعلى الإمام الحسين (عليهم السلام) ، وغيرهم.

فقد ورد عن أنس أنّه قال: " دخلنا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)... وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف(رضي الله عنه): وأنت يا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟! فقال: "يابن عوف، إنّها رحمة " ثم أتبعها بأخرى، فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّ العين تدمع والقلب يحزن ولانقول إلاّ ما يرضي ربّنا، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " " ( صحيح البخاري: 1 / 439 (1241)، صحيح مسلم: 4 / 1807 (2315)، سنن أبي داود: 3 / 136 (3126)، كتاب الجنائز، باب البكاء على الميت، سنن ابن ماجة: 1 / 497 (1589)، كتاب الجنائز ).


وورد عن أبي هريرة أنّه قال: " زار النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قبر أمّه فبكى وأبكى من حوله "
( صحيح مسلم: 2 / 671 (976)، كتاب الجنائز، مسند أحمد: 2 / 441 (9686)، سنن أبي داود: 3 / 171 (3234)، كتاب الجنائز، سنن النسائي: 4 / 90 كتاب الجنائز، سنن ابن ماجة: 1 / 492 (1572)، كتاب الجنائز، المصنف لابن أبي شيبة: 3 / 29 (11807)، مستدرك الحاكم: 1 / 531 (.139) ).


وورد أيضاً: " أنّه لما سمع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ بعد غزوة أحد ـ البكاء من دور الأنصار على قتلاهم، ذرفت عينا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وبكى، وقال: " لكن حمزة لابواكي له!" فسمع ذلك سعد بن معاذ، فرجع إلى نساء بني عبد الأشهل فساقهن إلى باب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فبكين على حمزة، فسمع ذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فدعا لهنّ وردّهن، فلم تبك امرأة من الأنصار بعد ذلك إلى اليوم على ميت إلاّ بدأت بالبكاء على حمزة، ثم بكت على ميتها " .
( الطبقات لابن سعد: 3/7، المغازي للواقدي: 1/315 ـ 317، مسند أحمد: 2 / 40 (4984)، تاريخ الطبري: 2 / 532، الإستيعاب لابن عبد البر: 1 / 374، وغيرها ).


وورد أنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) قال في حق جعفر (عليه السلام) :
"على مثل جعفر فلتبك البواكي "
( انساب الأشراف للبلاذري: 43، الاستيعاب لابن عبد البر: 1 / 243، الطبقات لابن سعد: 8 / 220، المصنف لعبد الرزاق: 3 / 361 (6695) ).


وورد عن عائشة: " أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) دخل على عثمان بن مظعون ـ وهو ميّت ـ فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه فقبّله وبكى، حتى رأيت الدموع تسيل على وجنتيه " .
( سنن البيهقي: 3 / 570 (6712) ).


وورد أيضاً أنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) بكى على غيره من الصحابة .
( مستدرك الحاكم: 1 / 514 (1334)، تذكرة الخواص لابن الجوزي: 172 عن ابن سعد، المعجم الكبير للطبراني: 3 / 142 (2932)، صحيح مسلم: 2 / 636 (924) ).


وفي الحقيقة أنّ شبهة حرمة البكاء على الميت قد نشأت ممّا ورد عن عمر وإبنه عبد الله!

فقد ورد صحيح في مسلم عن عبد الله: " أنّ حفصة بكت على عمر، فقال: مهلا يا بنية! ألم تعلمي أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إنّ الميت يعذب ببكاء أهله عليه " .
( صحيح مسلم: 2 / 369 كتاب الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهل، وأنظر سنن النسائى: 4 / 16 كتاب الجنائز، سنن الترمذي: 2 / 315 (1002). ).


وعن عمر، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " الميت يعذّب في قبره بما نيح عليه " .
( صحيح مسلم: 2 / 927 (927) كتاب الجنائز، وأنظر سنن ابن ماجة: 1 / 498 (1595) ).


والجدير بالذكر أنّ عائشة استدركت على عمر وإبنه لمّا بلغها من مقالتهما، فقالت: " إنّكم تحدثوني عن غير كاذبين ولامكذبين، ولكن السمع يخطيء " .
( صحيح مسلم: 2 / 641 (929) كتاب الجنائز، صحيح البخاري: 1 / 432 (1226) كتاب الجنائز، سنن النسائى: 4 / 19 كتاب الجنائز ) .

وعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: " ذكر عند عائشة قول ابن عمر: الميت يعذّب ببكاء أهله عليه، فقالت: رحم الله أبا عبد الرحمن، سمع شيئاً فلم يحفظه، إنّما مرّت على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) جنازة يهودي وهم يبكون عليه، فقال: أنتم تبكون وأنّه ليعذّب " .
( صحيح مسلم: 2 / 642 (930) كتاب الجنائز، صحيح الترمذي: 2 / 317 (1004) كتاب الجنائز، موطأ مالك: 1 / 153، كتاب الجنائز ).


وقد قال النووي في شرح صحيح مسلم عن روايات النهي عن البكاء المروية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " وهذه الروايات من رواية عمر بن الخطاب وإبنه عبدالله. وأنكرت عائشة، ونسبتها إلى النسيان والاشتباه عليهما، وأنكرت أن يكون النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قال ذلك! " .
( شرح صحيح مسلم للنووي: 6 / 468 (2140)، كتاب الجنائز ).


كما أثبت في سيرة الرسول أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى في بعض الحالات على من رآه مشرفاً على الموت، وعلى من أستشهد، وعلى قبر الميت، بل أنّه بكى على ماسوف يجري من مصائب على الأحياء!.




بكاء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على سبطه الحسين (عليه السلام) :

أكّد أصحاب السنن وأرباب السير في كتبهم أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بكى عدّة مرّات على سبطه وريحانته الإمام الحسين (عليه السلام) : كالطبراني، والهيثمي والخوارزمي، وأحمد، والنيسابوري، وأبي نعيم، والمحب الطبري، وابن عساكر، وابن حجر، وعبد الرزاق، وأبي يعلى، وابن كثير، وابن الصباغ المالكي، والمتقي الهندي، والقندوزي الحنفي وآخرين، وحث على البكاء عليه، وكيف لا! وقد حثّ أصحابه على البكاء لجعفر الطيار.

فقد روى الطبراني بسنده عن عروة عن عائشة، قالت: " دخل الحسين بن عليّ (عليه السلام) على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يوحى إليه، فنزا على رسول الله وهو منكب، ولعب على ظهره، فقال جبرئيل لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): أتحبّه يا محمّد؟
قال: " يا جبرئيل ومالي لا أحبّ إبني؟!
" قال: فإنّ أمتك ستقتله من بعدك! فمد جبرئيل (عليه السلام) يده فأتاه بتربة بيضاء، فقال: في هذه الأرض يقتل إبنك هذا يا محمّد واسمها الطفّ.
فلمّا ذهب جبرئيل (عليه السلام) من عند رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)والتربة في يده يبكي... " .
( المعجم الكبير للطبراني: 3 / 107 (2814)، وأنظر: مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 187، مقتل الحسين للخوارزمي: 1 / 233، الصواعق المحرقة لابن حجر: 2 / 567، وغيرها ).


وروى أيضاً بسنده عن أم سلمة(رضي الله عنه) أنّها قالت: " كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)جالساً ذات يوم في بيتي، فقال: " لايدخل عليَّ أحد "، فانتظرت فدخل الحسين (عليه السلام) ، فسمعت نشيج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) يمسح جبينه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت حين دخل، فقال: " إنّ جبرئيل (عليه السلام) كان معنا في البيت فقال: تحبه؟ قلت: أمّا من الدنيا فنعم، قال: إنّ أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء "... " .
( المعجم الكبير للطبراني: 3 / 108 (2819)، وأنظر: مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 189 ).


وروى المحب الطبري بسنده عن أسماء بنت عميس أنّها قالت: " عقّ رسول الله عن الحسن يوم سابعه بكبشين أملحين... فلمّا كان بعد حول ولد الحسين فجاء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ففعل مثل الأوّل، قالت: وجعله في حجره فبكى(صلى الله عليه وآله وسلم)، قلت: فداك أبي وأمي ممّ بكاؤك؟! فقال: " إبني هذا يا أسماء، إنّه تقتله الفئة الباغية من أمتي، لا أنالهم الله شفاعتي "... ".
( ذخائر العقبى للطبري: 119، وأنظر: ينابيع المودة للقندوزي: 2 / 200، مسند زيد بن علي: 468، البحار للمجلسي: 43 / 239 ).


وإنّ ما جرى على الإمام الحسين (عليه السلام) من فجائع ومآسي يوم عاشوراء لم يبك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقط، بل أبكى الملائكة والجن والجماد! وآل الأمر إلى بكاء أعدائه عليه (عليه السلام) !


فقد ورد عن ابن عباس :
" رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يرى النائم بنصف النهار، أغبر أشعث وبيده قارورة فيها دم! فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا؟! قال: " هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل منذ اليوم التقطه "، فأحصي ذلك اليوم، فوجدوه قتل يومئذ " .


وقال ابن سيرين: " لم تبك السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا، إلاّ على الحسين بن عليّ ".


وقال خليفة: " لمّا قتل الحسين أسودّت السماء، وظهرت الكواكب نهاراً، حتى رأيت الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأحمر ".


وقال معمر: " أوّل ما عرف الزهري أنّه تكلّم في مجلس الوليد بن عبد الملك فقال الوليد: أيّكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن عليّ؟ فقال الزهري: بلغني أنّه لم يقلب حجر إلاّ وجد تحته دم عبيط " .
( تاريخ ابن عساكر: 14 / 237 ، 14 / 225 ، 14 / 226 ، 14 / 229).


وقالت أم سلمة: " سمعت الجنّ تنوح على الحسين يوم قتل، وهن يقلن:


أيها القاتلون ظلماً حسيناً
أبشروا بالعذاب والتنكيل

كل أهل السماء يدعو عليكم
من نبيّ ومرسل وقتيل

قد لُعنتم على لسان ابن داود
وموسى وصاحب الإنجيل

( تاريخ ابن عساكر: 14 / 237 )



أمّا بكاء أعدائه عليه، فقد ورد أنّه عندما دنا عمر بن سعد من الحسين (عليه السلام) ، قالت له زينب العقيلة(عليها السلام):
" يا عمر أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر؟ فبكى وصرف وجهه عنها! " .
( البداية والنهاية لابن كثير: 8 / 131 ).


وذكر الذهبي أيضاً بكاء أعداء الحسين (عليه السلام) عليه، فقال: "... أخذ رجل حُلىّ فاطمة بنت الحسين، وبكى، فقالت: لم تبكي؟! فقال: أأسلب بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا أبكي؟ قالت: فدعه، قال: أخاف أن يأخذه غيري! " .
( سير أعلام النبلاء للذهبي: 3 / 303 ).


فيا ترى إذا كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي ويسمع نشيجه ـ وهو صاحب الشريعة ـ فلماذا لا نقتدي به ونتأسى بفعله الشريف؟!.


وإذا كان البكاء مصحوباً بصوت عال محرّم، فلماذا إنتحب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)على عمه حمزة حتى بلغ به بكائه حد الشهيق؟!.
( المعجم الكبير للطبراني: 3 / 142 (2932)، ذخائر العقبى للطبري: 180 )


أضف إلى كل ذلك ماورد من أنّ المسلمين ضجوا بالبكاء كضجيج الحجيج على فقد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّ أجواء المدينة ارتجت من الصياح على الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) يوم وفاته ...!
( تاريخ ابن عساكر: 13 / 291 ).

وذكر أنّ عائشة بكت على أبيها بعد رحيله وناحت عليه .
( تاريخ الطبري: 3 / 423، الطبقات لابن سعد: 3 / 196 ).


والحاصل أنّ البكاء والنياحة إذا لم يكونا مشملين على ما لا يرضي الله تعالى فلا إشكال في جوازهما.






فلسفة البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته:

إنّ البكاء على مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته ليس أمراً يتلبس به، بل هو أمر يعيشه كل موال للعترة في أعماق قلبه وأعماق كيانه، كما أنّ البكاء عليه هو مواصلة لخط رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ومنهجه إزاء أهل بيته (عليهم السلام) ، وقد قال تعالى: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) .


كما أنّه يمثل المودّة لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وإستجابة لقول الباري: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).






منطلق الاستبصار:


يقول فضيلة الشيخ الكبيسي:

" أدركت أنّ فاجعة الحسين (عليه السلام) لها بُعد مأساوي لايصمد أمامه أيّ إنسان سليم الوجدان مرهف الإحساس، ولذلك تفاعلت بكامل كياني مع أحداث كربلاء، وإندمجت بها قلباً وعقلا.


ولقد شدني الإمام الحسين (عليه السلام) نحو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وأدركت أنّه صاحب الحقّ، وأنّ بكاء الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) عليه هو اعلان عن سلب الشرعية عمن ناوءه وقاتله، حيث اعتبره رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) سنخاً له حينما قال: " حسين مني وأنا من حسين ".
فمن هنا تبيّنت لي الأهداف التي جاهد من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام) ، فتأثرت بنهضته وأعلنت استبصاري عام 1986م".



_______( أنتهى )_______




الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ


_( حيـــــــــــــــدرة )_

حيــــــــــدرة
27-11-2008, 12:53 AM
http://www.dalilulhaq.com/mostabser/shenasname/img/96.jpg


__( شكيم علي الفردي )__

البلد : الجــــــــــــزائر
المذهب السابق : مالكي



- السيرة الذاتية :

ولد عام 1976م بمدينة " قسنطينة " في الجزائر ، نشأ في أوساط عائلة تعتنق المذهب المالكي، فشب مالكياً تبعاً لأسرته.
تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 2001م في سوريا.




- بداية التعرف على التشيع:

يقول الأخ شكيم:
" لم يكن لي أي إلمام أو معرفة بمذهب التشيّع! وفي يوم من الأيام دار حديث بيني وبين أحد أصدقائي ـ الذي عرفت بعد ذلك أنّه من أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ـ حول وضع المسلمين وانتماءاتهم لشتى الفرق والطوائف، واختلافهم في الأحكام الشرعية والأمور العقائدية ـ لاسيما الفرعية ـ ثم استعرضنا بعض معتقدات كل طائفة، حتى طرق سمعي اسم الشيعة، وبدأ صديقي يحدثني عن أسس هذا المذهب وبداية نشوئه والمراحل التي مرّ بها منذ
البداية، فذكر في حديثه جملة من القضايا التاريخية التي تعرّض فيها أهل البيت (عليهم السلام) لجور من تولى شؤون الخلافة الإسلامية، وكيفية تنحيت هؤلاء الحكّام لأهل البيت (عليهم السلام) عن مقامهم الطبيعي الذي أراده الله تعالى لهم، ثم ذكر لي معتقدات هذه الطائفة وأحكامها العبادية، والتراث الفكري الضخم الذي كتبه علماء الشيعة في الفقه والتفسير والتاريخ والحديث والفلسفة والأدب وغير ذلك.
فأدهشني حديثه!

فطلبت منه المزيد وجعلت أقارن بين ما عند الشيعة وما عندنا أبناء العامة.




بدعة صلاة التراويح:

واستمر الحديث فيما بيننا حتى ذكر صديقي أمراً لفت انتباهي بشدّة، وذلك حينما قال: إنّ بعض الطقوس التي يمارسها أبناء العامة ما أنزل الله بها من سلطان، وأنّ مصدر تشريعها محض رغبة شخصية لا أكثر، كصلاة التراويح التي يقيمونها في شهر رمضان، فهي بدعة ليست من الدين في شيء، إذ لم ينزل بها قرآن ولم يقمها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يصلها أبو بكر طيلة خلافته، ولا عمر في أوّل خلافته، بل سنّها بعد ذلك بفترة بلا دليل ولا مجوز شرعي من الكتاب أو السنة! ".


ومن الواضح أنّ الإسلام قد شدّد في أمر البدعة، واعتبرها ضلالة مؤدية إلى النار، لأنّ المبتدع غير قانع بما شرّع الله، فهو بمنزلة المستدرك على ربّه ـ كما أنّه عندما يعطى لنفسه حق التشريع يكون بمثابة من نزل نفسه بمنزلة الند لله جلّوعلا ـ في حين أنّ الله تعالى حسم أمر الرسالة بقوله الكريم: ( اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكْم وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينَاً ).


وتضافرت الروايات الشريفة بهذا الخصوص:
فورد عن جابر أنّه قال: " خطبنا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له، ثم قال: أما بعد، فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وأنّ أفضل الهدي هدي محمّد، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة... ".


وعن حذيفة أنّه قال: " يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم... قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي... ".

وعن أبي هريرة قال: " إنّ رسول الله خرج إلى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين... وأنا فرطهم على الحوض ألا ليذادنّ رجال عن حوضي كما يُذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم! فيقال: إنّهم قد بدّلوا بعدك، فأقول سحقاً سحقاً ".


أمّا كلمات الأعلام بهذا الخصوص فكثيرة، نقتصر على قول لإمام المالكية ذكره الشاطبي: " من إبتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أنّ محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم) خان الرسالة، لأنّ الله تعالى يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)، فما لم يكن يومئذ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً " .
( الاعتصام للشاطبي: 1 / 33 ).


ويقول الدكتور يوسف القرضاوي: "... الابتداع في الدين إتّهام للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بالخيانة وعدم تبليغ الرسالة بكمالها " .
( السنة والبدعة للقرضاوي: 28 ).



فالمبتدعون يجعلون الدين ببدعهم عسيراً ويخرجونه عن حدّ السماحة، لأنّهم يضيفون تكاليف ما أنّزل الله بها من سلطان على كاهل العباد.

كما أنّ البدعة ـ وإن منحها البعض عنوان الحسنة! ـ تفتح الباب على مصراعيه أمام الدجّالين والمتاجرين بالدين، ليبتدعوا أموراً تأتي على دعائم الدين وتمحو معالمه الحقة، وقد قال الإمام عليّ (عليه السلام) : " ما أحدثت بدعة إلاّ ترك بها سنة، فاتقوا البدع وألزموا المهيع، إنّ عوازم الأمور أفضلها، وإنّ محدثاتها شرارها " .



فالبدعة فرقة للأمّة وتمزيق لصفوفها، لأنّ المؤمنين يرفضونها والمبطلين يتبعونها، وهكذا يبدأ الشرخ في جسد الأُمّة الواحدة فيتضعضع كيانها، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ ) ، ويقول سبحانه أيضاً: (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) ، فلماذا يأخذ بعض المسلمين بما لم يأت به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كصلاة التراويح ـ ويتّبعون السبل ويشذون عن صراط الله تعالى؟!.


وخلاصة القول: إنّ تشريع الله شامل وكامل ومستوعب لكل أمور الدين والدنيا، وبنصّ كتاب الله عزّوجلّ: (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْء) ، لأنّ الإسلام خاتم لجميع الشرائع السماوية.


يقول الأخ شكيم: " جعلتني هذه الحقائق في حيرة من أمري، ووجدت العقل ينبذ تشريع الإنسان الذي لايملك التخويل الرباني! مع روايات عديدة تحث على الصلاة في الشهر المبارك بصورة غير جماعية ـ إلاّ الصلاة المفروضةـ فقرّرت ترك صلاة التراويح التي كنت أؤديها جماعة، لما عرفت من خلال الحديث مع صديقي أنّ التنفل في شهر رمضان قد شُرّع بشكل فرادي لا جماعةً!.

فلم أجد سبيلاً غير إتباع الشرع لأنني قرّرت من بدء البحث الانسياق وراء الأدلّة والبراهين، وترك التمسك بالموروث الذي لا أعرف له دليل أو مستند ".




- مسألة زيارة القبور:

ويقول الأخ شكيم:
" وتطرّقنا في الحديث لمسألة زيارة القبور، وكان قد طرق سمعي من قبل أنّ هناك فرقة تحسب نفسها على الإسلام ولكنّها تكفّر أهل القبلة لزيارتهم قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وقبور الأولياء والصالحين، فتأملت في الأمر فتبيّن لي أنّ هذه الرؤية جامدة ومحدودة، لا يقول بها أحد يعرف معنى التذكرة والاعتبار ".

فقد ذكر القرآن الكريم جملة من الآيات الدالّة على جواز القيام على القبور واتخاذ المساجد حول مقامات وقبور الأنبياء والصالحين، فقال تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) ، وقال تعالى بخصوص أصحاب الكهف: (قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) .

كما ذكرت كتب الحديث والسيرة والتفسير روايات عديدة تجوّز هذا الأمر:
فقد جاء في صحيح مسلم والنسائي وابن ماجة والترمذي، عن بريدة عن أبيه قال: " قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها "، وفي آخر الحديث على ما في سنن أبي داود: " فإنّ زيارتها تذكرة "، وفي سنن ابن ماجة عن ابن مسعود: "... فإنّها تزهّد في الدنيا وتذكّر في الآخرة ".

وجاء في صحيح البخاري ما ملخصه:
" إنّ إسماعيل وإبراهيم(عليهما السلام)لمّا كانا يبنيان البيت، جعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء إسماعيل بهذا الحجر له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة"، وذلك هو مقام إبراهيم (عليه السلام) الذي أمرنا الله أن نتخذه مصلى ومحلا للعبادة.


وقد نصّت التواريخ والسير على أن حجر إسماعيل (عليه السلام) الذي يتمسّح به الحجيج ويقيمون فيه الصلاة يضم قبر إسماعيل وأمّه هاجر(عليهما السلام)، وكما هو واضح أنّ الصلاة في هذا المكان من الأمور المستحبة، فإذا كان الأمر كذلك فكيف يجتمع هذا المستحب مع الشرك كما يزعم منتحلوا الإسلام؟!

ولو راجعنا التاريخ الإسلامي لوجدنا أنّ الوقوف على القبور وزيارتها، إنّما هو عين التأسي والاقتداء برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) وقف على قبر أُمّه السيدة آمنة بنت وهب (رضي الله عنها) وبكى .


وورد أنّه قال في ذلك الموقف: "... استأذنته في أن أزور قبرها، فأذن لي، فزوروا القبور فإنّها تذكّر الموت " ، بل أكثر من ذلك فقد حثّ(صلى الله عليه وآله وسلم)على زيارة قبره الشريف، حيث قال: " من زار قبري وجبت له شفاعتي "، وقال(صلى الله عليه وآله وسلم)أيضاً: " من حج فزار قبري بعد وفاتي، كان كمن زارني في حياتي " ، وهنالك روايات كثيرة وردت عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) بألفاظ متعددة بهذا الخصوص.


وأخرج مسلم في صحيحه عن عائشة، أنّها قالت: " قال(صلى الله عليه وآله وسلم): " أتاني جبريل فقال: إنّ ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم "، قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: " قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منّا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون " " .


وقد عملت بهذه السنة بضعة المصطفى وسيدة النساء فاطمة الزهراء(عليها السلام)، حيث أخرج البيهقي في سننه، والحاكم في مستدركه: أنّها كانت تزور قبر عمّها حمزة(رضي الله عنه) كل جمعة فتصلي وتبكي عنده.


وقال الحاكم أنّ هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات، ثم قال: " وقد استقصيت في البحث عن زيارة القبور تحرّياً للمشاركة في الترغيب، وليعلم الشحيح بذنبه أنّها مسنونة، وصلى الله على محمّد وآله أجمعين ".



وذكر ابن الحاج العبدري المالكي :
أنّ البخاري روى عن أنس: أنّ عمر ابن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس، فقال: " اللهم كنا نتوسل إليك بنبيك(صلى الله عليه وآله وسلم) فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا، فيسقون ". ( المدخل لابن الحاج العبدري: 1 / 255 ).


هذا بالاضافة إلى وقوف الصحابة والتابعين وزوجات النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) على القبور وزيارتها.




- قول الأعلام في زيارة القبور:

قد أفتى الكثير من علماء المذاهب الأربعة بجواز زيارة قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)واستحبابه، ومنهم:

1 ـ أبو عبد الله الجرجاني الشافعي، فقد ذكر بعد جملة من تعظيمه للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): " فأمّا اليوم فمن تعظيمه زيارته "( المنهاج في شعب الايمان: 2 / 130 ).

2 ـ أبو الحسن الماوردي، حيث قال: " فإذا عاد ـ ولي الحاج ـ سار بهم على طريق المدينة لزيارة قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ليجمع لهم بين حج بيت الله عزّوجلّ وزيارة قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، رعايةً لحرمته وقياماً بحقوق طاعته، ولئنّ لم يكن ذلك من فروض الحج فهو من ندب الشرع المستحبة وعادات الحجيج المستحسنة" . ( الأحكام السلطانية للماوردي: 2 / 109 ).


3 ـ القاضي عياض المالكي، إذ قال: " وزيارة قبره(صلى الله عليه وآله وسلم) سنة مجمع عليها وفضيلة مرغّب فيها " ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عيّاض: 2 / 83 ).


4 ـ أبو الفرج بن الجوزي، قال: " أمّا زيارة قبره عليه الصلاة والسلام فأحضر قلبك لتعظيمه ولهيبته، وأحضر عظيم رتبته في قلبك، وأعلم أنّه عالم بحضورك وتسليمك " ( دفع شبه من شبّه وتمرّد للحصني: 81 ).


5 ـ ابن هبيرة في كتاب (اتفاق الأئمّة):
" اتفق مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل على أنّ زيارة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) مستحبة " ( المدخل لابن الحاج العبدري: 1 / 256 ).


6 ـ أبو زكريّا يحيى بن شرف النووي، قال في زيارة قبره(صلى الله عليه وآله وسلم):
" إنّها من أعظم القربات، وأفضل المساعي والطلبات، وإذا إنتهى إلى قبره وقف قبالة وجهه ويتشفّع به إلى ربّه... " ( دفع شبه من شبّه وتمرّد للحصني: 75 ).


كما ذكر عدد منهم استحباب زيارة البقيع:

فقال الغزالي: " يستحب أن يخرج كل يوم إلى البقيع " ، وكذا قال النووي والفاخوري، وزاد الأخير: "... يأتي المشاهد والمزارات فيزور العباس ومعه الحسن بن عليّ، وزين العابدين، وابنه محمّد الباقر، وابنه جعفر الصادق، ويزور أميرالمؤمنين سيدنا عثمان وقبر إبراهيم ابن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، وجماعة من أزواج (صلى الله عليه وآله وسلم) وعمته صفية وكثيراً من الصحابة والتابعين... ". ( احياء علوم الدين: 1 / 387 ).


بل أكثر من هذا فإنّ المعاصرين من علماء العامة يرون أنّ زيارة القبور مندوبة للاتعاظ وتذكرة بالآخرة...، وينبغي للزائر الاشتغال بالدعاء والتضرّع
والاعتبار بالموتى وقراءة القرآن للميت، ولا فرق في الزيارة بين كون المقابر قريبة أو بعيدة، بل يندب السفر لزيارة الموتى خصوصاً مقابر الصالحين، أمّا زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فهي من أعظم القرب.


ومن هذا كله يتبيّن أنّ زيارة القبور ليست بدعة ـ كما ينعق البعض ـ بل سنة عمل بها الأصحاب والتابعين والمسلمين قاطبةً.




- الوصول إلى جادّة الأمان:

يقول الأخ شكيم الفردي: " وجدت أنّ كلمات الأعلام وأهل الاختصاص تجوّز زيارة القبور ـ مع التزام الزائر بالأمور الشرعية التي ترضي الله تعالى وتنفع الميت ـ وقد لمست خلال زيارتي لقبر السيدة زينب إبنة الإمام أمير المؤمنين(عليهما السلام)في سوريا، الجوّ المعنوي المفعم بالروحانيّة، فوقفت أمام ذلك المشهد مستلهماً منه العطاءات التربوية التي منحتني النفحات الإيمانية، وغرست في نفسي الكثير من الوعي والمعرفة، فإنّ المشهد نقلني إلى عالم ملؤوه الإيمان والورع والتقوى، فأثار فطرتي وأزال عن بصيرتي الحجب التي كانت تمنعني من رؤية الحقّ.

فأثّر ذلك المشهد في نفسي أثراً كبيراً، بحيث دفعني للبحث والمطالعة حول مكانة ومنزلة أهل البيت (عليهم السلام) عند الله سبحانه وتعالى، حتى عرفت بعد ذلك مكانتهم، وعرفت أنّهم عدل الكتاب، وسفينة نوح، ونجوم الهداية، فقلت: لا أحيد عنهم ولا أختار إلاّ طريقتهم، إذ لا يسع المؤمن الاعتصام من الضلال إلاّ بالتمسّك بهم والانضواء تحت لوائهم، فاعتنقت مذهبهم عام 2001م ".


_____( أنتهى )_____





الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ



_( حيـــــــــــــــدرة )_

عبد محمد
27-11-2008, 12:57 AM
احسنت مولاي حيدرة على نشر هذه المعلومات

حيــــــــــدرة
27-11-2008, 03:29 AM
http://www.dalilulhaq.com/mostabser/shenasname/img/34.jpg




__( الهاشمي بن علي رمضان )__

البلد : تونـــــــــس
المذهب السابق : مالكي




- السيرة الذاتية :

ولد في مدينة قابس بتونس عام 1968م، ونشأ في أسرة تعتنق المذهب المالكي، حصل على شهادة الليسانس في اللغتين الانجليزية والايطالية سنة 1994م من جامعة تونس.
كما أنه يجيد اللغة الفرنسية.




- الشعور بالاستغناء عن البحث:

كان الهاشمي منذ طفولته متعلقاً بالدين والمذهب وكان يرى وفق ما املته عليه البيئة الاجتماعية أن المذهب المالكي هو أفضل المذاهب الإسلامية الأربعة، فيقول:
"كنت افاخر بأن المذهب المالكي هو روح الإسلام ولبه، وأنه المذهب الوسط بين المذاهب الإسلامية، فلا هو يميل إلى المعتزلة المتعقلين أكثر من اللازم، ولا يقترب من الحنابلة المجسمة والخرافيين والمضحكين. وفي الحقيقة ما كنت اعرف عن المذهب المالكي ولا عن مؤسسة القليل ولا الكثير!".

فلهذا ما كان يشعر الهاشمي بالحاجة إلى البحث، لأنه يرى أنه على الحق، فكان يقول "ما الحاجة إلى البحث والتنقيب؟! أو ليس قد ولدنا مالكيين وعشنا مالكيين ونموت مالكيين؟!".


- بلورة هوايته نحو المطالعة:

بقي الهاشمي على هذه الحالة حتى دخل مرحلة التعليم الثانوي. فاتجهت رغبته وانصب شوقه إلى المطالعة التي كان المعلمون يشجعونهم عليها ويوفرونها لهم مجاناً في المدرسة.
ويقول الهاشمي: "كان المعلمون يرغبوننا بالمطالعة لتقوية زادنا في العربية والفرنسية، وكان اعطاؤنا القصص يتجاوز المنحى الترفيهي إلى المنحى التعليمي".

ويضيف: "مع مرورالزمان بدأت اقرا بشغف قصصاً اكبر حجماً واعمق مضموناً.
لكن مع دخولي مرحلة المراهقة بدا وضعي الجديد يفرض علىّ الابتعاد عن القصص الملوّنة الجميلة، حيث صارت تمثل لي مرحلة من العمر بدأت في مفارقتها. ولم تعد تلكم القصص تروى غليلى اذ أنّها من ناحية كمّها كانت تبدو صغيرة جداً ومن ناحية كيفها بدأ الجو الدراسي العام يشعرنا بأننا كبرنا عليها وينبغي الاتجاه إلى تلخيص وتحليل روايات وآثار معاصرة لأدباء معاصرين".



- التوجه إلى مطالعة التاريخ:

يقول الهاشمي: "سرعان ما استعضت عن هذه الروايات بشيء أكثر بريقاً وأكثر امتاعاً، حيث وجدت في التاريخ ضالتي المشودة التي تحقق لي حاجتي إلى التسلية والتحليق في فضاء ارحب وأوسع، لكن شغفي بالتاريخ فتح عيني على حقيقة عظمى وغير من حياتي الشيء الكثير".


> المفاجئة بحقائق التاريخ الإسلامي:
لاحظ الهاشمي حين قراءته للتاريخ الإسلامي أن فيه تناقضات غريبة وعجيبة من بينها خلاف الصحابة واقتتالهم ومخالفة البعض منهم للكتاب وللرسول(صلى الله عليه وآله).
فيقول: شعرت بتمزق نفسي كبير بين ما نشأت عليه من عقائد ومقدسات وبين ما أرى بعيني من حقائق.


وكانت من جملة الحقائق التي اصطدم بها الهاشمي، أنه سمع ذات يوم من استاذ مادة التاريخ، حينما مرّ على معركة صفين أنه قال مبتسماً: "فاقترح الداهية عمرو بن العاص فكرة رفع المصاحف حتى يخدعوا جيش علي وينجوا من الهزيمة المنكرة التي بدأت تلوح لهم".
فيقول الهاشمي: "صعقنى جداً هذا الكلام، فقلت في نفسي: أعمرو بن العاص يفعل هذا؟!
هذا الصحابي الجليل ـ الذي عرفناه من أقطاب الصحابة كما قال لنا شيوخنا ـ يخدع ويمكر؟!
اذن أين تقوى الصحابة واخلاصهم الذي ذكره لنا شيوخنا؟!
شعرت حينها بتمزق نفسي شديد بين ثقافتي الاسلامية التي تقدم كل الصحابة وترفعهم إلى صفوف الملائكة وبين حقائق التاريخ إن كانت حقة؟!
رجعت إلى البيت مغموماً وسألت أخي عن المسألة فقال لي: إن هذا ليس من شأننا فلا تخض فيه وهم ـ أي الصحابة ـ ادرى بزمانهم و.....!!

لم يقنعني هذا الكلام البارد الفارغ من كل معنى، وهل يمكن أن يمارس المؤمن العادي الخداع والمكر؟! فكيف بالصحابة؟!"

وبحث الهاشمي عن هذه المسألة قليلاً، لكنه لم يجد أي تفاعل ممن حوله، فلم يصل إلى الجواب المقنع، فيقول: "قفلت عليها في صدري والقيت حبلها على غاربها ومضيت".


- بداية التعرف على التشيع:

مضت على هذه الحادثة التي واجهها الهاشمي سنوات، حتى شاءت الأقدار أن تجمعه مع صديق قديم وزميل دراسة كان قد افترق عنه مدة من الزمن وإذا به يسمع أنه شيعي!

يقول الهاشمي بعد استغرابه من تشيع زميله: "كنت قاطعاً ببطلان مذهب الشيعة وأنهم متطرفون في عقائدهم، وكنت اسمع ما كان ينقله البعض حول بكاءهم على الحسين وسبهم للصحابة، فيزداد عجبي، وكنت أتمنى أن التقي بواحد منهم لأقنعه أو على الأقل لأعرف لماذا هم هكذا".

ومن هنا بدأ الهاشمي يناقش صديقه الشيعي، وخاض معه نقاشات عديدة، حتى بان له الحق، وتعرف على واقع الأمر، واتضح له احقية مذهب أهل البيت(عليهم السلام).
فيقول: "رأيت أن الشيعة مذهب صاف عقلاني ملىء بالحجج الدامغة من القرآن الكريم والسنة المحمدية ولا مجال للخرافات والتحريفات والاكاذيب فيه، وهكذا اذ بينما كنت انسب إلى الشيعة كل قبيح، استفقت على أن مذهبهم حق".



كلمة اخيرة لكل انسان حر:
يقول الهاشمي: "أنا من موقعي هذا ادع كل انسان حرّ أن يطلع على كتب الشيعة وعلى آرائهم من دون واسطة".
ويدعو الهاشمي جميع أبناء العامة إلى البحث حول التشيع، فيقول: "جربوا أن تطالعوا عن التشيع والشيعة الاثني عشرية، فليس في ذلك بأس ولا ضرر ولا فتنة ولا سمّ كما يدعي بعض العلماء المتحجرين، بل إن أحدنا يفاخر بأنه يقرا مجموعة آثار فيكتور هيجو مثلا أو اطلع على مسرحيات شكسبير وتجده جاهلاً بما يقوله اخوانه وبما يعتقدونه جهلاً مطبقا".




- مؤلفاته:

(1) "الصحابة في حجمهم الحقيقي":
صدر عام 1420، عن مركز الأبحاث العقائدية، ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين.
وهو دراسة عقائدية وتاريخية ترفع الضبابية عن الاعين في شأن عدالة جميع الصحابة وقد استند المؤلف في هذه الدراسة إلى القرآن واقوال الرسول(صلى الله عليه وآله)ورأي الصحابة في بعضهم البعض رأي التابعين في الصحابة.

(2) "حوار مع صديقي الشيعي":
صدر عن مركز الأبحاث العقائدية، ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين.
وهو خلاصة لنقاشات وحوارات دارت بينه وبين احد اصدقائه الشيعة في مدينة "قابس" والتي خاض فيها مع صديقه حول أهم عقائد الشيعة الاثنى عشرية، منها: التقية والمتعة والتوسل والامام المهدي وعدالة الصحابة.




_____( أنتهى )_____





الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ



_( حيـــــــــــــــدرة )_

حيــــــــــدرة
27-11-2008, 03:44 AM
http://www.dalilulhaq.com/mostabser/shenasname/img/31.jpg



__( صالح الورداني )__

البلد : مـــــــــصر
المذهب السابق : شافعي




- السيرة الذاتية :

ولد في القاهرة عاصمة مصر سنة 1952م في اُسرة شافعية المذهب، عمل في مجال الصحافة والاعلام في مصر له الكثير من المؤلفات والاصدارات والمقالات المنشورة في الصحف المصرية وغير المصرية، وهو مؤسس دار الهدف للاعلام والنشر في القاهرة.



- الأجواء التي ترعرع فيها:

يقول الاستاذ صالح: نشأت وتربيت في الساحة الاسلامية المصرية مع التيارات الاسلامية في فترة السبعينات في دائرة الفكر السني، حيث كانت خمسة أو ستة تيارات رئيسية وكنت ـ والحمد لله ـ أملك رصيداً فكرياً أتاح لي أن أتعامل مع هذه التيارات معاملة الناقد لا ان استسلم لاطروحة هذه التيارات، فكم من التناقضات كانت سائدة في وسطها وكانت الخلافات والتطاحنات والمشاكل التي واجهناها في تلك الفترة تدفع كل ذي عقل إلى أن يبحث عن البديل، إذ هناك خلل وهو غير معروف.


- رحلته إلى العراق والكويت:

في نهاية السبعينات أمكن لي أن أقوم برحلة إلى العراق بدعوة من صديق لي تعرّفت عليه في مصر وكان على درجة كبيرة من الثقافة ويقوم بتحضير دراسات عليا في القاهرة، وفي العراق استضافتني عائلته مدة طويلة وكانت عائلة شيعية كريمة.

ومن خلال تواجدي في العراق قمت بزيارة مراقد آل البيت ببغداد والطواف على مساجد الشيعة وسماع الدروس والمحاضرات والحوار مع الشباب الشيعي من اصدقاء صديقي... ونتيجة لهذا كلّه تبددت من ذهني الكثير من الأوهام والتصوّرات غير الصحيحة التي كنت احملها عن الشيعة.
انتقلت بعد ذلك إلى الكويت والتقيت ببعض الشباب الشيعي وحصلت على عدد من الكتب، اذكر منها: كتاب السقيفة، وكتاب عقائد الامامية، وكتاب المراجعات، ومن خلال بحثي وتأمّلاتي تبيّن لي أن هناك قدوة سيئة سادت الأمة من بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)، ومنها برزت جميع الاطروحات التي موّهت على حقيقة الإسلام وزيّفت النصوص وحجبت باقوالها وتفسيراتها حقيقتها عن الامة، وبالتالي اسهمت في تمكين الباطل واضعاف الحق واختراع سبل متفرّقة اضلت الأمة عن سبيل الله.




- البحث عن القدوة الحقة:

وعندما يتم الكشف عن القدوة الحقة سوف تتّضح أمامنا القدوة الباطلة والحكم في ذلك يكون للنصوص وليس للرجال.
وقد شغلتني هذه المسألة كثيراً وشكلت حيرة كبيرة بالنسبة لي، وفي وسط هذه الحيرة كانت هناك تساؤلات كثيرة لا أجد لها إجابة في الاطروحة أو في التراث الذي بين أيدينا، وأول هذه التساؤلات كان في تحديد ماهية الحق بعد الرسول(صلى الله عليه وآله).




- مميزات التراث الشيعي:

ولقد كان تبنّي الشيعة لقضية الإمامة قد ميّز التراث الشيعي عن التراث السني وأوجد الكثير من الاجتهادات والمواقف التي انعكست على الفقه والعقيدة. ومن ابرز نتائجها حصر مصدر التلقي في دائرة آل البيت المقصودين بالإمامة ورفض الخطوط الاخرى التي خالفت نهجهم وعلى رأسها خط الصحابة الذي أرسى دعائمه أبو بكر وعمر، وعندما يلتزم الانسان بخط آل البيت (عليهم السلام) إنما يلتزم بخط النصّ لا خط الرجال وقد جذبني لخط آل البيت ودفعني نحو التشيع تميز الطرح الشيعي بتحكيم القرآن والعقل واحترامه ومنحه الدور الشرعي الذي أوجبته نصوص القرآن، وسرني تطبيق هذه القاعدة على كتب الحديث وجميع ما ورد من أقوال وروايات عن الرسول أو أئمة آل البيت أو فقهاء الشيعة.

ولقد استفزتني كثيراً تلك المكانة المتواضعة جداً التي يضع أهل السنة فيها الإمام عليّاً، واستفزني تقديم عثمان عليه على الرغم من افاعيله ومنكراته... واستفزني مساواته بمعاوية الطليق الذي لا وزن له... واستفزني ما يلصقون به من صغائر وموبقات...
وكان هذا كلّه مبرراً للنفور من فقه القوم واطروحتهم والبحث عن الحقيقة في دائرة الاطروحات الاخرى، وسبباً في الاهتداء للاطروحة الشيعية التي وجدت فيها ما أراح عقلي وطمأن نفسي بخصوص الإمام علي (عليه السلام) ... وجدت فيها مكانته وخصوصيته... ووجدت فيها علمه الذي دثره القوم... وجدت عليّاً الإمام المعصوم...
ولفت نظري في الطرح الشيعي أيضاً قضية فتح باب الاجتهاد الذي ظلّ مغلقاً منذ قرون طويلة لدى الطرف الآخر ولا يزال...

وتميّزت المؤسسة الدينية المعاصرة عند الشيعة بوجود عدد من المجتهدين البارزين الذين اجتهدوا في كثير من القضايا الملحّة والعاجلة والتي لا زال يتخبط فيها الطرف السني، وعلى رأس هذه القضايا قضية الربا والبنوك.

وما يميز المؤسسة الدينية عند الشيعة هو استقلالها عن الحكّام وبعدها عن سيطرتهم، مما أكسبها مواقف سياسية شجاعة اسهمت في إحداث تغييرات فعّالة في مجتمعاتها.. وهذه الاستقلالية إنما يعود سببها إلى ارتباط المؤسسة الدينية بالشارع والجماهير التي تدين لها بالطاعة والولاء وتسلمها الحقوق المالية وتذعن لأحكامها.




- اكتشاف الحقيقة:

وهكذا اكتشفت الحقيقة وخرجت من دائرة الوهم عندما تتبّعت مسيرة الإسلام من بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) وأعدت قراءته من جديد.

واستراحت نفسي من بعد سنوات طويلة من التيه والحيرة عندما وقع بصري على الطرف المغيب من تاريخ الإسلام وواقع المسلمين، واستقرّت قدماي على الطريق، وتبددت الغشاوة فور أن سطع أمامي نور آل البيت وظهرت لي معالم الصراط المستقيم وتيقّنت أنني على طريق الاسلام الصحيح.




- مؤلفاته:

(1) "عقائد السنّة وعقائد الشيعة، التقارب والتباعد":
صدر في عام 1419هـ. عن مركز الغدير للدراسات الاسلامية ـ بيروت.
وهو دراسة مقارنة في عقائد السنة والشيعة بهدف التقريب بينها، يمهّد المؤلف بتعريف العقيدة وبنشأة السنة والشيعة، ثم يبحث في أربع قضايا أساسية هي: التوحيد، والنبوة، والإمامة، والرجال، ويبيّن رؤية كل من أهل السنّة والشيعة إلى كل قضية من هذه القضايا، ثم يتقصّى البحث ويبلور ما يخلص إليه من نتائج.


(2) "الكلمة والسيف، محنة الرأي في تاريخ المسلمين":
صدر عام 1997م عن مركز الحضارة العربية ـ القاهرة.
وهو كتاب يعرض قضايا الخلاف في الرأي والاعتقاد والصراع بين النص والرأي، كما يتعرض لمصادرة الرأي والشهداء الذين ذهبوا في سبيل آرائهم.
وقد قسم البحث إلى عدّة عناوين:
ـ الرأي والنص.
ـ العنف، الجذور الفقهية والتاريخية.
ـ سلاح الرواية، عماد الحكام والفقهاء.
ـ القرآن والرأي.
ـ شهداء الرأي.
ـ ملاحق.

موجز حوادث الرأي في تاريخ المسلمين.

الشورى بين السنة والشيعة.

حادثة رأي عام 755هـ.

نماذج من كتب التراث التي تجرم الرأي.




(3) "الشيعة في مصر من الإمام عليّ (عليه السلام) حتى الإمام الخميني":
صدر عام 1414هـ. عن مكتبة مدبولي الصغير.
وهو كتاب يتعرّض لتاريخ الشيعة في مصر من أيام الإمام عليّ (عليه السلام) ، وفيه يذكر الشيعة الأوائل في مصر كمالك الاشتر ومحمد بن أبي بكر والأحداث التي مروا بها، ثم يتسلسل في ذكر الحوادث والشخصيات حتى يصل إلى فترة الحكم الفاطمي في مصر وانقلاب صلاح الدين والأيوبيين عليهم ومحاولة استئصالهم، ويتعرّض لذكر الأشراف والمشاهد والرحلات التي قام بها علماء الشيعة إلى مصر، ثم يذكر التقارب الشيعي السني في الاربعينيات بين علماء الأزهر وعلماء الشيعة، ثم يتعرّض للأحداث وما جرى على الشيعة بعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران.


(4) "السيف والسياسة، صراع بين الاسلام النبوي والاسلام الاموي":
صدر عام 1996م عن دار الجسام ـ القاهرة.
وهو كتاب يتعرّض للصراع الذي حصل بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) بين أهل البيت (عليهم السلام) الذين يمثّلون الإسلام ومخالفيهم من الخلفاء، ثم بني أمية الذين انحرفوا عن الاسلام وادخلوا فيه ما ليس فيه.
ويتضمّن هذا الكتاب عدّة محطّات، وهي:

المحطة الاولى: وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله).

المحطة الثانية: السقيفة.

المحطة الثالثة: عمر.

المحطة الرابعة: عثمان.

المحطة الخامسة: عليّ (عليه السلام) .

المواجهة.

ركائز الإسلام النبوي.

ركائز الإسلام الأموي.

إنعكاسات الاسلام الاموي.





(5) "أهل السنة، شعب الله المختار":
صدر سنة 1417هـ. الناشر: كنّوته.
وهو دراسة في فساد عقائد أهل السنة، يتعرّض فيها لنشوئها وتطورها وكيفية انتشارها بين المسلمين ثم بروز التيار الوهابي منها، ويتعرّض في الخاتمة لنتائج هذه العقيدة من اهمال العقل وتقديس الحكّام وتحذير الجماهير وتضخيم الرجال والارهاب الفكري.

وقد فهرس مواضيع الكتاب تحت العناوين الرئيسية التالية:
ـ كيفية ظهور لفظ أهل السنة والجماعة.
ـ ركائز عقيدة أهل السنة.
ـ من هم أهل السنة؟ نصوص العقيدة عند أهل السنة.
ـ جانبا العقيدة السياسي والمذهبي.
ـ دائرة الماضي.
ـ دائرة الحاضر.
ـ أهل السنة، نهج اليهود والنصارى.
ـ خاتمة، نتائج عقائد أهل السنة.
وقد احتوى الكتاب على ملاحق هي:
ـ عقيدة أهل السنة لأحمد بن حنبل.
ـ عقيدة أهل السنة لأبي الحسن الاشعري.
ـ العقيدة الطحاوية لابي جعفر الطحاوي.
ـ لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي.
ـ العقيدة النسفية للنسفي.
ـ العقيدة الوسطية لابن تيمية.
ـ نصّ رسالة الذهبي لابن تيمية والتي أعلن فيها رفضه لمذهبه.
ـ رسالة في العقيدة الوهابية.
ـ نصّ فتوى الشيخ سليم البشري في ابن تيمية والوهابية.


(6) "دفاع عن الرسول(صلى الله عليه وآله) ضد الفقهاء والمحدّثين":
صدر عام 1418هـ، الناشر: تريدنكو للطباعة ـ بيروت.
وهو كتاب يتعرّض إلى ما ألصقه بعض الفقهاء بالرسول من امور لا اصل لها وهو بريء منها.
جاء في مقدّمة المؤلف: "من هنا فقد طرحنا في هذا البحث عدّة قضايا ثابتة في كتب السنن حول شخص الرسول وهي محل تسليم القوم سلفاً وخلفاً. إلاّ أنه يضبطها بالقرآن واخضاعها للعقل يتبيّن لنا أنها من صنع الرجال..:

القضية الأولى هي: علاقة الرسول بعائشة الطفلة وعشقه لها وهيامه بها...
والثانية: إخراج الرسول من دائرة التبليغ والتبيين إلى دائرة التشريع.
والثالثة: وصف الرسول بالجهل والخوف والإهمال.
والرابعة: فضح الرسول جنسياً وهتك ستره.
والخامسة: تنازل الرسول لعمر عن أهم خصائصه.
والسادسة: الرسول يبشّر بالظلم.
والسابعة: إهانة الأنبياء وتسفيههم.

وقد فهرس موضوعات الكتاب تحت العناوين التالية:
ـ الرواية بين الشك واليقين.
ـ الرسول الدور والشخصية.
ـ الرسول العاشق، الرسول المشرع، الرسول المجسم، الرسول المهمل، الرسول الجاهل، الرسول الظالم، الرسول المتطرّف، الرسول والأنبياء.



(7) "الخدعة، رحلتي من السنة إلى الشيعة":
صدر عام 1416هـ. عن دار النخيل ـ بيروت.
كتاب يتعرّض فيه لسيرته الذاتية وكيفية انتقاله إلى المذهب الشيعي بعد الشك في عقيدة أهل السنة ووضوح فسادها لديه.
وقد فهرس كتابه تحت العناوين الرئيسية التالية:
ـ أول الطريق.
ـ التحرر من الماضي.
ـ الدين والتراث.
ـ رحلة الشك.
ـ تضخيم الرجال.
ـ الطرح الشيعي.
ـ إشكاليتان: العصمة والغيبة.
ـ بعد التشيع.
ـ القرآن.



(8) "زواج المتعة حلال، محاكمة المنهج الفقهي عند أهل السنة":
صدر عام 1417هـ، الناشر: كنّوته.
وهو دراسة تتعرّض لزواج المتعة الذي حرّمه أهل السنة اتباعاً لعمر، وتعرّض فيها لنصوص الحِل وما اورده القوم من أقوال في التحريم أخذت طابع النصوص.

وقد فهرس كتابه تحت العناوين الرئيسية التالية:
ـ ما هو الزواج.
ـ أهل السنة المنظور الفقهي.
ـ موقف عمر.
ـ نصوص التحريم.
ـ نصوص الاباحة.
ـ المناقشة، الأصل في الأعمال الاباحة.
ـ التطبيق.
ـ رؤية الشيعة.
ـ ملحق / مناظرة يحيى بن أكثم للمأمون حول زواج المتعة.
ـ ردّ العلامة السيد عزّالدين بحر العلوم.
ـ أنا ضد زواج المتعة.
ـ بدلا من الحرام زواج المتعة.



(9) "فقهاء النفط، راية الاسلام أم راية آل سعود":
صدر عام 1994م، الناشر: مدبولي الصغير.
وهو دراسة لاعمال آل سعود في شراء ذمم الفقهاء لخدمة مصالحهم بأموال النفظ، ويعرض التناقضات التي وقعوا فيها لاتباعهم الاهواء والابتعاد عن الإسلام الأصيل.

وقد فهرس كتابه تحت العناوين الرئيسية التالية:
ـ النفطيون والتراث.
ـ النفطيون وحادث الحرم.
ـ النفطيون وافغانستان.
ـ النفطيون وايران.
ـ النفطيون وأزمة الخليج.
ـ فتاوى نفطية.
ـ المتمرّدون.
ـ ملاحق الكتاب.

نماذج من الفتاوى النفطية. * بيانات الهيئات.


قرارات وتوصيات المؤتمر الاسلامي.

برقيات.

نصّ رسالة فهد.



(10) "الحركة الاسلامية والقضية الفلسطينية":
صدر عام 1411هـ. عن الدار الشرقية.
دراسة نصوص موقف التيارات الاسلامية في مصر من القضية الفلسطينية وخصوصاً الاخوان المسلمين منهم.
وحوى الفهرس العناوين التالية:
ـ الحركة والبعد التاريخي.
ـ موقف الاخوان المسلمين.
ـ الاخوان والانتفاضة.
ـ موقف الجماعة الاسلامية الجهادية.
ـ المنتظرون موقف التيارات الاخرى.
ـ نظرية المواجهة.
ـ وثائق.


(11) "فتاوى ابن باز":
صدر عام 1419م، عن دار الهدف ـ القاهرة.
كتاب يتعرّض لفتاوى ابن باز الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية بتكفير المسلمين وتوجيه مخازي آل سعود.
وحوى الفهرس العناوين التالية:
ـ هذا دينهم.
ـ آل سعود والإسلام.
ـ مع الانجليز لا مع المسلمين.
ـ مع الاميركان واليهود.
ـ من هو ابن باز.
ـ عقيدة ابن باز.
ـ تلامذة ابن باز.
ـ ابن باز وآل سعود.
ـ ابن باز والتراث.
ـ فتاوى ابن باز.
ـ ملحق ـ نماذج من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث.



(12) "المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة":
صدر عن دار الهدف سنة 1999م وكذلك عن دار الغدير ـ بيروت سنة 1999م أيضاً.
كتاب جمع فيه بعض المناظرات التي وقعت بين علماء الشيعة وعلماء العامة، كالمناظرة التي دوّنها مقاتل بن عطية وتسمّى بـ "مؤتمر علماء بغداد"، ومناظرة الشيخ حسين بن عبدالصمد العاملي مع أحد شيوخ حلب، ومناظرة الشيخ المفيد حول زواج المتعة مع أحد الاسماعيلية، وفنّد مناقشة مزعومة بين ابن تيمية والعلامة الحلّي.



(13) "النزاع والتخاصم فيما بين بني امية وبني هاشم":
صدر عن دار الهدف ـ القاهرة.
وهو في الأصل كتاب لتقي الدين المقريزي (776 ـ 845هـ) قام باعداده والتعليق عليه الاستاذ صالح الورداني، فترجم للمؤلف وذكر بعض كتبه، وعرّف بهذا الكتاب وطبعاته السابقة، وعلّق عليه بهوامش مختصرة، واضاف إليه ملحقاً وهو كتاب "فصل الحاكم" لمحمد بن تحصيل العلوي.



(14) "مدافع الفقهاء، التطرّف بين فقهاء الخلف وفقهاء السلف":
صدر عام 1419هـ. عن دار الهدف.
وهو دراسة عن الفقهاء المتطرّفين من القدماء كأبن حنبل وابن حزم وابن تيمية، وكذلك الفقهاء المتطرّفين في العصر الحالي كابن باز وابن عثيمين. ويتعرّض فيه إلى فتاواهم في تكفير أو تفسيق الفرق الاسلامية الاخرى والتفافهم حول الحكّام الظالمين.
وقد فهرس موضوعات كتابه تحت العناوين التالية:
ـ الفقهاء بين الدين والحكام.
ـ مدافع ابن حنبل.
ـ مدافع ابن حزم.
ـ مدافع البغدادي.
ـ مدافع الطحاوي.
ـ مدافع ابن تيمية.
ـ مدافع ابن القيم.
ـ مدافع ابن حجر الهيتمي.
ـ مدافع ابن عبدالوهاب.
ـ مدافع ابن باز.
ـ مدافع ابن عثيمين.
ـ مدافع المدخلي.

ملاحق الكتاب:

مدافع اخرى.

فتوى ابن تيمية في أهل الذمّة.

فتوى اخرى.

رسالة أسد بن موسى.

المنكرات من الصور والكتب وادوات اللهو.

شهادة أهل البدع.




(15) "تثبيت الامامة":
صدر عام 1419هـ، عن دار الغدير.
وهو كتاب للقاسم الرسّي (169 ـ 246هـ)، وقد حقّقه الأستاذ صالح، فكتب مقدمة ضافية له، وحقّق نصّه، وشرح ما يحتاج إلى شرح، ووضع فهارس له.
والكتاب في وجوب الإمامة كتبه الرسّي مؤسس الزيدية جواباً عن أحد الأسئلة.



(16) "علي سيف الله المسلول، التاريخ الجهادي للإمام علي":
صدر عن دار الهدف سنة 2001م.

يقول المؤلف في المقدمة معرّفاً بمضمون الكتاب:
إنّ الدور الجهادي للإمام عليّ الذي واكب مسيرة الإسلام منذ بدايته وحتى وفاة النبيّ كان دوراً مرسوماً من قبل الرسول، وامتداد هذا الدور من بعد الرسول هو امتداد لدور الوحي والإسلام.
فهو بحقّ سيف الله المسلول رمز الحقّ على مرّ الزمان وقد شق بسيفه نهج الهداية والرشاد والنجاة في الدنيا والآخرة.

وليس من الحقّ بل من الباطل منازعة الإمام هذا الدور وهذه المكانة...
ليس من الحق أن ينتزع منه هذا الدور وان ينسب الفضل لغيره ممن لا وزن لهم.
لقد طغت السياسة والمذهبية على النصوص وتمّ دفع خالد بن الوليد على حساب الإمام عليّ وجعله سيف الله وتوطين هذه الفكرة الزائفة في نفوس المسلمين، وبين خالد والإمام بعد المشرقين.

إنّ المؤرخين وأصحاب السير قد دونوا كتبهم في عصور الاضطهاد والبطش والارهاب الذي أحاط بآل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم، وفي ظل الوضع تم التعميم على دور الإمام الجهادي، وتم أيضاً التشكيك في المصادر التاريخية التي حاولت إبراز هذا الدور.
من هنا وجب العمل على كشف دور السياسة والرجال في هذه المؤامرة التي لا تستهدف شخص الإمام دائماً وإنّما تستهدف الإسلام، فإنّ الإمام هو رمز الإسلام وسيف الله لا يشاركه في ذلك أحد من الناس.
وهو ما تشهد به النصوص وحقائق التاريخ، ما سوف نبرزه من خلال هذا الكتاب الذي نجدّد من خلاله الدعوة الى إعادة قراءة التاريخ بمعزل عن السياسة والرجال.
وقد فهرس كتابه تحت العناوين التالية:
ـ الرواية والسياسة.
ـ شهادة الرسول.
مع الرسول.
ـ السرايا.
ـ الغزوات.
غزوة بدر، غزوة اُحد، غزوة الخندق، غزوة خيبر، غزوة الفتح، غزوة حنين.
ـ بعد الرسول.
ـ عائشة والإمام.
ـ معاوية والإمام.
ـ الخوارج والإمام.
ـ مقتل الإمام.

ملاحق:
ملحق 1: اكذوبة سيف الله المسلول خالد بن الوليد.
ملحق 2: حديث لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ.



(17) "تصحيح العبادات":
مخطوط، وسوف يصدر عن مركز الابحاث العقائدية.

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب:
لقد درج الفقهاء على تقسيم الدين إلى عبادات ومعاملات، وهذا التقسيم في حدّ ذاته يضرّ بمفهوم العبادة فضلا عن كونه يضرّ بالدين ويؤدي إلى تفتيت تصوّره الثابت الذي يحقّق فكرة العبودية ويرسّخها في نفوس المسلمين وفي ساحة الواقع.
وإن حصر العبادات في حدود الصلاة والزكاة والصيام والحج إنّما هو من عمل السياسة التي انحرفت بالعبادات عن حقيقتها واستثمرتها لصالح الحكام..
وبدلا من أن نتيجة الفقهاء إلى إصلاح هذا الخلل ويعملوا على اعادة الصورة الشرعية للعبادات، اتّجهوا باللوم نحو الجماهير واعتبروها المتسبب في هذا الخلل.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو:
أين الخلل..؟
هل هو في السياسة والحكام؟
هل هو في الفقهاء والتراث؟
هل هو في الجماهير والمجتمع؟

سوف نحاول الاجابة على هذه الاسئلة من خلال هذا الكتاب...
إنّ مفهوم العبادة ليتجاوز ذلك الحدّ الضيق الذي وضعه فيه الفقهاء وهو حدّ الصلاة والزكاة والصوم والحج، إلاّ اننا سوف نركز في هذا الكتاب على هذه الممارسات التعبّدية الأربعة محاولين الوصول إلى صورتها الحقيقية بعيداً عن السياسة والمذهبية التي طمست صورتها وموّهت على حقيقتها وافقدتها مضمونها وتأثيرها على الفرد والمجتمع.



(18) "فضل الشيعة على مصر": مخطوط.
يستعرض المؤلف في هذا الكتاب دور الشيعة وانجازاتهم في مصر وخصوصاً أيام الدولة الفاطمية التي اسست الأزهر الذي رفع من شرف مصر وصار معلماً من معالمها الدينية.
ثم ذكر جمال الدين الأفغاني وما كان له من دور إصلاحي في مصر، وكذلك دور جماعة التقريب ومدى تأثيرها في توحيد المسلمين، كما تعرض للمراقد المنسوبة إلى بعض الرموز الشيعية وما لها من تأثير في حياة المصريين.



(19) "فرق أهل السنة" (جماعات الماضي وجماعات الحاضر):
سيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية، ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين.
يقول المؤلف في المقدمة: على مرّ تاريخ المسلمين، نشأت خلافات ونزاعات وتطاحنات أدت إلى نشوء فرق واتجاهات متعدّدة بداية من وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله)وحتى اليوم... ولقد دارت صراعات ونزاعات وتطاحنات بين فرق أهل السنة وصلت إلى حد التكفير واراقة الدماء سوف نرصدها من خلال هذا الكتاب، وسوف نرصد أيضاً الحالة العقائدية والفكرية لهذه الفرق... بالاضافة إلى رصد دور الحكام في واقع هذه الفرق وفي مواجهة الفرق المخالفة، وما نهدف إليه من خلال هذا الرصد هو كشف الدور الذي لعبته السياسة والمذهبية في التعتيم على حقيقة الدين وبث الفرقة بين المسلمين... وإن هذا الكتاب هو خطوة على طريق تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة الموروثة، وتصحيح المفاهيم هو مقدمة اساسية نحو وحدة المسلمين..".



(20) "فضل الشيعة على مصر":
قيد الطبع، تبنّى مركز الأبحاث العقائدة نشره.
يشرح المؤلف في هذا الكتيب نبدة عن تاريخ الفاطميين ونشأة جامعة الأزهر، ثم يشير إلى أهيمة مراقد بعض رموز الشيعة من ابناء الرسول(صلى الله عليه وآله) بذكر مقتطفات من وصول الشافعي إلى مصر، ثم يذكر المؤلف في النهاية موجز عن دور جمال الدين الأفغاني في الواقع المصري.



(21) "تصحيح العبادات" قيد الطبع، تبنّى مركز الأبحاث العقائدية نشره.
يرى المؤلف في هذا الكتاب بأنّ للعبادة دوراً أكبر مما هو سائد في يومنا هذا، وأن واقع المسلمين اليوم في أمس الحاجة إلى أن تسترد العبادات دورها وتحيي مضمونها كي تسهم في دفع الفرد والمجتمع الإسلامي إلى الأمام.

ويبحث المؤلف عن الأسباب التي اخلّت بالعبادات، هل السبب هو السياسة والحكام، أم السبب هو الفقهاء والتراث أم هو في الجماهير والمجتمع؟
ثم يقول المؤلف: أننا سوف نركّز في هذا الكتاب محاولين الوصول إلى صورة العبادة الحقيقية بعيداً عن السياسة والمذهبية التي طمست صورتها وموّهت على حقيقتها وافقدتها مضمونها وتأثيرها على الفرد والمجتمع.
ويحتوي هذا الكتاب على عدة مواضيع منها: مفهوم العبادات، العبادة بين الدين والسياسة، المذاهب والعبادات، الممارسات التعبدية بين الدين والسياسة: الاذان، الطهارة، الغسل والتيمم، الصلاة، الزكاة، الصيام والحج.







وقفة مع كتابه: "الخدعة، رحلتي من السنة الى الشيعة" ...:

تجربة الاستاذ صالح:
ترك الأستاذ صالح الورداني دعاة التقدس المزيف وادعياء التدين السلفي وبحث عن الحق في النصوص الأصلية كالقرآن والسنة الصحيحة التي لا تخالف القرآن ولا تنافي ضرورة العقل، فعرف أهل الحق وهم أهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله)فتمسك بهم وبالقرآن الذي لا يفترقون عنه فاهتدى، وكانت له رحلة موفّقه ـ رغم مرارتها ـ بالاستفادة من النتائج المخيبة لتجاربه للوصول الى الأسباب الحقيقة التي أدت به الى مثل هذه النتائج، فعرف انه كان في قوم يخلطون بين الدين والتراث، ويأولون ويبررون الأحداث للحفاظ على قدسية رجال ما انزل الله بها من سلطان، فتركهم وانتقل الى قوم يتمسكون بالقرآن والعقل ولا يجتهدون مقابل النصوص وينأون بأنفسهم عن الحكام الظالمين ويدعون إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة.

الدين والتراث:
يعرّف الكاتب الدينَ بأنه: مجموعة النصوص التي جاء بها الرسول(صلى الله عليه وآله)وبلّغها للناس، والكتاب الذي يأتي به الرسول إنّما يحتوي أصول وقواعد هذا الدين.
ويعرف التراث بأنه: مجموعة الاجتهادات الحادثة على الدين من أقوال وروايات وتفسيرات، ويدخل في دائرته الحديث والتاريخ والفقه والتفسير وشتّى النتاجات التي تمخض عنها العقل على ضوء الدين.

ومن هنا يصل الى نتائج: منها: أنّ الدين هو الحق الثابت الذي يبلغه الله الى الإنسان، وأنّ التراث هو ما يتعلق بهذا الحق من اجتهادات متغيرة ومحلّ أخذ ورد، وعليه للوصول الى حقيقة الدين لابدّ من التمييز بين النصوص القرآنية الشرعية وبين النصوص التراثية الوضعية الاجتهادية، وإلاّ وقع الناس في الخلط وأنزلوا أقوال الرجال منزلة النصوص وبالتالي عبادة هؤلاء الرجال مثل ما عبد اليهود والنصارى الأحبار والرهبان كما ذكر القرآن الكريم في سورة التوبة .

ولو استطاع المسلمون أن يفهموا النصوص المتعلقة بالحكم والسياسة بمعزل عن فقهاء الماضي وفقهاء الحكومات من المعاصرين لكان من الممكن أن تتكون في أذهانهم صورة الاسلام الحقة، لكنهم جعلوا هؤلاء الفقهاء واسطة لفهم هذه النصوص وضيعوا المفسّر الحقيقي لها وهم أهل البيت (عليهم السلام) الفئة المصطفاة من الأمة التي ترث الكتاب من بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)، فصاروا رهينة للخط الذي رسمه الحكام بمعونة هؤلاء الفقهاء.



- الالتزام بخط النص لا بخط الرجال:

بيّن الكاتب أنّ هناك ملامح خلاف واضحة بين التراث السني والتراث الشيعي منها:
1 ـ أن التراث السني يعتمد على الصحابة بينما التراث الشيعي يعتمد على آل البيت (عليهم السلام) .
2 ـ التراث السني يتبنّى التعايش مع حكام الجور والتراث الشيعي يرفض هذا التعايش.
3 ـ التراث السني تغلب عليه أقوال الرجال بينما التراث الشيعي يميل مع النص.
4 ـ التراث السني يضيق على العقل بينما التراث الشيعي يحترم العقل.

وقد وضع الشيعة قواعد لضبط حركة الرواية في مجال الاستدلال، حيث تمر الروايات بمراحل من الغربلة والتمحيص حتى تصبح دليلا معتمداً.

ومن هذه القواعد: أنّ الحديث الذي يخالف القرآن يضرب به عرض الجدار، ونتج عن ذلك تحجيم دور الرجال وعزل أقوالهم عن النصوص والحيلولة دون طغيان هذه الأقوال عليها.

بينما نرى في المقابل أنّ التراث السني يعتمد الروايات بعد مناقشة بسيطة في السند وإن خالفت هذه الروايات القرآن وضرورة العقل، فمرت كثير من الروايات المختلفة والموضوعة التي تساهمت في ايجاد تراث ضخم مشوّه عن الإسلام يصعب تمييز النصوص الحقة فيه فكانت أقوال الرجال هي الغالبة والمحكمة، ومن هنا فان من يتبنّى الاطروحة الشيعية بعد أن كان من العامة لم يستبدل تراثاً بتراث، ولم ينتقل من عبادة رجال الى عبادة رجال، بل يلتزم بخط النص الذي حدد رجاله الذي يحملونه النص ولا غير المصطفون من آل البيت (عليهم السلام) .






_____( أنتهى )_____





الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ



_( حيـــــــــــــــدرة )_

ابو حسون
27-11-2008, 07:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه .
وارنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه .

الللهم اهدنا الى احسن الاخلاق لايهدي لاحسنها الا انت ،
وأصرف عنا سيئها لايصرف عنا سيئها الا أنت .

اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين .

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

حيــــــــــدرة
04-12-2008, 12:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه .
وارنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه .

الللهم اهدنا الى احسن الاخلاق لايهدي لاحسنها الا انت ،
وأصرف عنا سيئها لايصرف عنا سيئها الا أنت .

اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين .

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .





آمين
يا رب العالمين

حيــــــــــدرة
05-12-2008, 12:44 AM
http://www.dalilulhaq.com/mostabser/shenasname/img/19.jpg


__( يحيى طالب )__

البلد : اليمن
المذهب السابق : زيـــــــــــدي



ولد عام 1974م بمحافظة " الجوف " في اليمن(1)، ونشأ في أوساط عائلة زيدية المذهب، ودرس قرابة سبع سنوات في المدارس الزيدية.

تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1997م في مدينة " صنعاء " اليمنية بعد بحث ودراسة عميقة.



الإمامة عند الزيدية:

يقول السيد يحيى: " كانت هوايتي مطالعة الكتب الدينية، وحيث أنّ الزيدية تعتبر من الفرق الشيعة فكنت أقرأ بعض الكتب الإمامية الاثنى عشرية، وكان محور قراءاتي تدور حول مسألة الإمامة والخلافة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنّي كنت أرى هذه المسألة منشأ الاختلافات التى أدت إلى تفرق المسلمين بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).

وبما أنّ بحث الإمامة في الفكر الزيدي يكتنفه الغموض والإبهام، ونظريتهم (النصّ الجلي والنصّ الخفي) نظرية مرتبكه ومضطربه من ناحية تطبيق الشروط، مع وجود نقاط مبهمة فيها، اندفعت للبحث عن هذه المسألة عند سائر فرق المسلمين لعلّي أجد نظرية متكاملة في هذا المجال ".



الإمامة في الفكر الشيعي:

إنّ الإمامية يعتقدون أنّ الإمامة استمرار لوظائف النبوّة سوى تحمل الوحي، وأنّها منصب إلهي يتعين بالنصّ، ولايتولى زمامها إلاّ الذين اصطفاهم الله تبارك وتعالى.

وهي غير خاضعة لاختيار الأمّة التى قد يميل بها الهوى وتخضع للضغوط في تعيين الخليفة، وعندئذ تكون طاعة الإمام المنصّب ناشئة عن هوى أو خوف، فتدفع الأمّة جراء ذلك أبهظ الأثمان، وتتكبد أفدح الخسائر المادية والمعنوية ـ وهذا ما حدث بالفعل ـ.

كما يعتقدون أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قد عيّن الأوصياء من بعده، لعلمه أنّ الأمّة مازالت حبيسة للروح القبلية، وأنّ المجتمع فيه رواسب الجاهلية، فحفظاً لها من الضياع وصيانة لها من التنازع حدّد ولي الأمر من بعده في مواقف عديدة، التي كان منها يوم (غدير خم) بعد حجة الوداع، فنصّب بأمر من الله تعالى الإمام عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) خليفة له، وكان ذلك بمحضر عشرات الآلاف من المسلمين.
فإنّ من غير المعقول أن يترك الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أمته هملاً تتخبط في أخطر أمر يبتني عليه كيان الإسلام!.




أدلّة إمامة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) :

يقول السيد يحيى: " طالعت بتمعن معتقدات الشيعة الاثنى عشرية ونظريتهم بخصوص الإمامة، فوجدتها متكاملة مستنبطة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة ".

فاستدلّ الإمامية على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بآيات وأحاديث كثيرة، منها: آية المباهلة، والإنذار، والتبليغ و...، وحديث المنزلة، والطير، والغدير و....
وقد استدلّوا أيضاً بأحاديث الثقلين والسفينة والأمان على أنّها نصوص دالّة على إمامة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، كما استدلّوا على تعيين الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) بنصوص أخرى، كما في الحديث الذي يرويه ابن بابويه:

"... فقام جابر بن عبدالله الأنصاري فقال: يا رسول الله ومن الأئمة من ولد عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ؟ قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، ثم سيد العابدين في زمانه ابن الحسين، ثم الباقر محمّد بن عليّ وستدركه ياجابر، فإذا أدركته فاقرأه مني السلام ـ ثم الصادق جعفر بن محمّد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا عليّ بن موسى، ثم التقي محمّد بن عليّ، ثم النقي عليّ بن محمّد، ثم الزكي الحسن بن عليّ، ثم إبنه القائم بالحقّ مهدي أمتي، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي... " ( أنظر: كمال الدين للصدوق: 289، الصراط المستقيم لأبي محمد العاملي: 2 / 123 ـ 135، الكافي للكليني: 1 / 525 ـ 535، أعلام الورى للطبرسي: 2 / 157 ـ 198 ).

والجدير ذكره أنّ هذه النصوص لم تتنفرّد بها الشيعة الإمامية، بل روت العامة مثل هذه الروايات واتفقت مع الإمامية بشكل يوجب الحكم بصحتها!
( أنظر: فرائد السمطين للجويني: 2 / 132 (430)، الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي: 68 /، ينابيع المودة للقندوزي: 3 / 281 ).



ولو تأمّل الباحث يجد أنّ هذه الأحاديث هي التفسير الوحيد للحديث المتواتر الوارد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " يكون لهذه الأمّة اثنا عشر خليفة " ، وأنّها لا تخرج بمضمونها عن العدد الذي حصره رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
( أنظر: مسند أحمد: 5 / 106، صحيح مسلم: 3 / 1452، صحيح البخاري: 6 / 2640، سنن الترمذي: 4 / 106 (2223)، سنن أبي داود: 4 / 85 (4280) .





صلة الزيدية بالشهيد زيد بن عليّ:

يقول السيد يحيى: " من هنا إلتفت إلى الفرق بين معتقدات مذهبي الزيدي في الإمامة وبين ما تتبناه الإمامية، فقرّرت البدء بالبحث بصورة جادّة لأصل إلى العقيدة التي تحقق لي الراحة النفسية والاطمئنان، فبدأت من حياة الشهيد زيد بن عليّ لأتعرّف على بدء نشوء الزيدية ومستندهم فيما ذهبوا إليه.

وفي بادىء الأمر تبيّن لي أنّ انتماء الزيدية لزيد الشهيد ليس كإنتماء أبناء العامة لأئمتهم الأربعة، لأنّ زيد بن عليّ لم يكن صاحب منهج عقائدي أو فقهي خاص، بل كان مرتبطاً بمنهج الأئمة (عليهم السلام) ! ".

فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام) بحقه: " إنّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً، ولم يدعكم إلى نفسه إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمد (عليهم السلام) لو ظهر لوفى بما دعاكم إليه " .
( أنظر: الكافي للكليني، الروضة: 264 (281) ).


وقال الإمام الرضا (عليه السلام) في جواب المأمون عن إدعاء زيد ما لم يكن له من حقه: " إنّ زيد بن عليّ لم يدّع ما ليس له بحق، وإنّه كان أتقى لله من ذلك، إنّه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد (عليهم السلام) ، وإنّما جاء ما جاء فيمن يدعي أنّ الله نصّ عليه ثم يدعو إلى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد بن عليّ والله ممن خوطب بهذه الآية (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ) " .
( أنظر: عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للصدوق: 1 / 226 الباب 25 ).


فزيد الشهيد كان مرتبطاً بأهل البيت (عليهم السلام) ولم يحد عن نهجهم، وإنّ انتساب الزيدية له ليس إلاّ إشادة بشرفه وعلو مقامه، إذ أنّه بثورته ضدّ هشام بن عبد الملك مثّل رمزاً للثورة ضد الظلم والطغيان، فانتسب الزيدية لهذا الرمز.




تعاطف الزيدية مع المعتزلة:

إنّ ما عليه الزيدية اليوم من تعاطف مع المعتزلة لم يكن إلاّ في العصور المتأخرة، وإنّ ما نسب إلى زيد من آراء، إنّما هي آراء علماء الزيدية وليست هي آراء الشهيد زيد بن عليّ!، وذلك لأنّنا لا نجد أثراً من هذه الآراء المنسوبة إليه فيما هو موروث عنه.

والواقع أنّ بعض أئمة الزيدية كالقاسم الرسي (170 ـ 242 هـ) رأس القاسمية، والناصر الأطروش (230 ـ 304 هـ) رأس الناصرية ومؤسس المذهب الزيدي في الديلم وبلاد الجبل، والإمام الهادي (245 ـ 298 هـ) رأس الهادوية في اليمن و...، اجتهدوا في بعض المسائل وتوصّلوا إليها بعد تأثرهم ببعض التيارات الفكرية الدخيلة، فكانت النتائج التي توصلوا إليها بخلاف ما كان يذهب إليه زيد بن عليّ نفسه!.


ومن هذه المسائل مسألة الإمامة، حيث إنتهز البعض موقف زيد وثورته على الظالمين، فجعل الثورة وإن لم تتوفر شرائطها من شروط الإمامة، وانّها لكلّ من نسب لذرية الحسن والحسينعليهما السلام إذا شهر السيف بوجه الحاكم الظالم! وكان دافعهم لذلك هو إضفاء الشرعية على إمامة أئمتهم.




جهة الاشتراك بين الزيدية والإمامية:

على الرغم من الافتراق بين الفكر الزيدي والجعفري يجد الباحث أنّ هناك جهات مشتركة بين الإمامية والزيدية التي يكون منبعها من أهل البيت (عليهم السلام) ـ بالتحديد إلى ما قبل ثورة زيد التي حصل بعدها هذا الافتراق ـ إذ لم تخل مصادر الزيدية من النصوص المثبتة لإمامة الإمام عليّ بن الحسين (عليه السلام) وعصمته، فضلاً عن أبيه وجدّه، المؤدية بالتالى إلى وجوب اتباعهم والاقتداء بهم.

أمّا باقي الأئمة الاثنا عشر فقد أقر أئمة الزيدية وعلمائهم، بفضلهم وعلمهم كالباقر والصادق والرضا (عليهم السلام) وجواز تقليدهم!
( أنظر: تراجم الزيدية في شرح الأزهار لابن مفتاح: 10 ـ 34، لوامع الأنوار للمؤيدي: 1 / 348 ) .


كما قال صاحب (شرح الأزهار) ابن مفتاح: " والأئمة المشهورون من أهل البيت (عليهم السلام) بكمال الاجتهاد والعدالة سواء كانوا ممن قام ودعى كالهادي والقاسم، أم كزين العابدين والصادق وغيرهم أولى من تقليد غيرهم عندنا " .
( شرح الأزهار: 1 / 15 ).

ويؤكد هذا السيد الفضيل بقوله: " إنّ الزيدية لا تعتقد بأنّ الإمام زيد بن عليّ أولى بالتقليد من غيره كالإمام جعفر الصادق مثلاً " .
( الزيدية نظرية وتطبيق: 13 ).

وقد اعتبرت الزيدية الإمام الرضا (عليه السلام) ـ الإمام الثامن حسب النصّ عند الإمامية الاثنى عشرية ـ واحداً من أئمتهم القائمين ، بل أكثر من ذلك فإنّ جملة من الزيدية المتقدمين يرون النصّ على الاثني عشر بدون تعيين لهم، وطبّقوه على عدد من الأئمة عينوهم فيما بعد !.
( أنظر: مطلع البدور لأحمد بن أبي الرجال 1092 هـ (مخطوط): 4 / 184 ـ 185، ينابيع النصيحة للحسين بن محمد 663 هـ: 272 ـ 273، عدة الاكياس لأحمد بن محمد الشرقي 1055 هـ: 2 / 374. أنظر: الأساس في عقائد الأكياس للقاسم بن محمد ) .



ويقترب الهادي يحيى بن الحسين من الفكر الإمامي بقوله: " فكل من قال بإمامة أمير المؤمنين ووصيته، فهو يقول بالوصية على أن الله عزّوجلّ أوصى بخلقه على لسان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين، وإلى الأخيار من ذرية الحسن والحسين، أوّلهم عليّ بن الحسين وآخرهم المهدي، ثم الأئمة فيما بينهما " .
( أنظر: المجموعة الفاخرة: 221، كتاب فيه معرفة الله عزّوجلّ من العدل والتوحيد ).




نهاية المطاف:


يقول السيد يحيى طالب: " أزالت هذه النصوص وغيرها الحجب التي كان تمنع بصيرتي من الاهتداء إلى الحقّ في مسألة الخلافة والإمامة، وأدركت بأنّ الحقّ يتجسد فيما يذهب إليه الاثنى عشرية، وأنّ الأئمة (عليهم السلام) هم الذين نصّ عليهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كناية وصراحة، فالتزمت ـ من ذلك الحين ـ نهجهم وتمسكت بحبلهم، وواليت وليهم وتبرأت من عدوهم، وأعلنت استبصاري في مدينة صنعاء عام 1997م ".







_____( أنتهى )_____





الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ



_( حيـــــــــــــــدرة )_

الأميرة الصغيرة
05-12-2008, 12:50 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد

اللهم صلي على محمد وال محمد

اللهم صلي على محمد وال محمد

اللهم صلي على محمد وال محمد

:) اللهم زد وبارك وبنتظار المزيد والمزيد :)

حيــــــــــدرة
05-12-2008, 12:52 AM
http://www.dalilulhaq.com/mostabser/shenasname/img/18.jpg



__( نورالدين الدغير الهاشمي )__

البلد : المغرب
المذهب السابق : مالكي



المولد والنشأة :

ولد عام 1973م في المغرب بمدينة مكناس في أسرة مالكية المذهب، واصل دراسته الأكاديمية حتى حصل على الاجازة في علوم البيولوجيا ـ تخصص علم النباتات ـ وهو حالياً يحضّر للماجستير.
ترعرع الأخ نورالدين في أجواء تسودها الحرية والانفتاح، ونشأ في أجواء تمنح كل شخص حقه الطبيعي في حرية الاطلاع على مختلف المعطيات المعرفية. فلهذا غدا صاحب عقلية متفتحة لا تقبل أي معتقد عن تقليد أعمى أو اتباع عشوائي، بل كان دأبه البحث عن العقيدة التي تفرض نفسها بالأدلة والبراهين.




بداية التفاته إلى مذهب التشيّع:

يقول الأخ نورالدين حول أوّل قضية أخذت بيده إلى عالم التشيع: شاهدت ذات يوم عبر إحدى القنوات التلفزيونية الفضائية تشييع جثمان شارك فيه الملايين من الناس، فلما استفسرت حول ذلك، عرفت أنّه تشييع جثمان الإمام الخميني (رحمة الله عليه)، فاستغربت من الموقف ودارت في ذهني تساؤلات كثيرة، ومن هنا أحسست بدافع وجداني يدفعني للاستطلاع حول المذهب الاسلامي الذي يتبنّاه هؤلاء.


وكنت لا أعرف عن الشيعة الامامية الاثنى عشرية سوى أنّهم يؤلّهون الإمام علي(عليه السلام) وأن لهم قرآناً خاصاً، وأمور اخرى كنت قد سمعتها ممن حولي.

ولكنني بعد اتخاذي قرار البحث بموضوعية، رأيت أن جميع معلوماتي حول هذه الطائفة لا تستند على الأدلة العلمية، ورأيت أن الأمر يتطلّب مني التوجّه إلى البحث الجاد والمبتني على الأُسس والمباني العلمية والموضوعية.




منهجه في البحث عن الحقيقة:

ومن هنا شرع الأخ نورالدين في البحث حول مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وحاول أن لا يستند إلى قول أو معتقد إلاّ بعد الحصول على الحجة والبرهان، ثم وطّن نفسه لقبول النتائج وإن كانت مخالفة لما هو عليه، وقرّر مع نفسه أن يتبع الموضوعية والانصاف خلال البحث.

واستمر الأخ نورالدين على هذا المنوال، وبدأ بالبحث عن معتقدات ورؤى مذهب أهل البيت(عليهم السلام).
وحاول خلال ذلك أن تكون له مراجعة لأدلة مذهبه المالكي، لئلا يقع ضحية الرأي الواحد، واجتهد أن يتحلّى حين البحث بالرؤية الشمولية، وأن يوفّر لنفسه الأجواء النقية التي لا تحجب بصيرته عن رؤية الواقع كما هو عليه.




على اعتاب الاستبصار:

ولم تمض فترة والأخ نورالدين مشغول بتجميع الأدلة والبراهين التي يعتمد عليها طرفي السني والشيعي إلاّ ووجد الأخ نورالدين أنّه على اعتاب تحول مذهبي يأخذ بيده مما كان عليه ويدخله في مذهب أهل البيت(عليهم السلام).

ويصف الأخ نورالدين ما واجهه خلال البحث: رويداً رويداً أخذت تتساقط صروح مدرسة الخلفاء لتحلّ محلها فكرة الارتباط بآل البيت(عليهم السلام)، وكان محفّزي في ذلك الأدلة الهائلة التي تفاجأت بها وكنت غافلا عنها فيما سبق.

ويضيف الأخ نورالدين: ومن هنا بدأت أدخل في رحاب مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) خطوة خطوة، وبالتدريج نتيجة اتجاهي نحو قراءة كتب الشيعة ارتقى مستوى وعيي بأصول ومبادى مذهب التشيع.
وكانت من جملة الكتب التي تأثرت بها وكان لها الدور الكبير في تغيير مرتكزاتي الفكرية هي بعض كتب الدكتور التيجاني السماوي، وكتب الشيخ محمد جواد مغنية، وبعض الكتب الحديثية من قبيل: الكافي للكليني، ومن لا يحضره الفقيه لابن بابويه القمي وغيرها، حتى ثبت عندي بالقطع أحقية مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، فاعلنت بعد ذلك عام 1991م استبصاري واعتناقي لمذهب أهل البيت(عليهم السلام).




مرحلة العمل التوجيهي:

تتالت على الأخ نورالدين الاسئلة والاستفسارات من كل حدب وصوب بعد اعلانه التشيع والموالاة لأهل البيت(عليهم السلام)، فدفعه هذا الأمر للدخول في مرحلة التبليغ والدعوة، ونشر الأدلة التي دفعته إلى تغيير انتمائه المذهبي.

ثم حدث بين الأخ نورالدين، والاستاذ "ادريس الحسيني" صاحب كتاب "لقد شيعني الحسين" اتصال، فاستفاد الأخ نورالدين كثيراً من معلومات الاستاذ ادريس الحسيني، وتفتح ذهنه من خلال ذلك على الكثير من الأدلة المثبتة لأحقية مذهب التشيع، فزاده ذلك رسوخاً وثباتاً على مذهب أهل البيت(عليهم السلام).




مؤلفاته:

(1) "التاريخ بين الحقيقة والمؤرخ": مخطوط.
سيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين.

يقول المؤلف في المقدمة:

المباحث المدروجة في الكتاب هي محاولة للثورة على المعتقد القديم والسائد، وكمحاولة لاخراج دراسة تاريخ الاسلام من الحالة التي وجد عليها إلى حالة أكثر دينامية، تكشف القناع عن المستور وتفعله كي تهتز الاسس المهترئة والتي وقعت تحت تعسّف التاريخ، ومطارحة جديدة لفكر ظل طوال التاريخ يمارس حالة المعارضة على كل الأصعدة سواءاً منها السياسية أو الثقافية، ومحاولة إبراز بعض المعالم المعرفية التي حاول التاريخ الرسمي تهميشها واخراجها من دائرة الفكر الإسلامي، كي نستطيع الوصول إلى تاريخ جماعي تسوده سلطة المعرفة...

إن هذه الدراسة حاولت ملامسة بعض الجوانب الغامضة من التاريخ الاسلامي، من خلال موسوعتين تاريخيتين، وهما البداية والنهاية، وموسوعة التاريخ الاسلامي.

وهي ليست كافية بالشكل الذي نجيب فيه عن الثغرات الموجودة، لكن هي محاولة جادة للخروج من المألوف، وإحداث نمط خاص وهو الوقوف عند علل هذا الخلل التاريخي.

ويحتوي هذا الكتاب على ستة فصول وهي:

الفصل الأول: الخطاب التاريخي من أين؟
الفصل الثاني: ابن كثير والتاريخ.
الفصل الثالث: ابن كثير... الوهم والحقيقة.
الفصل الرابع: قراءة نقدية ـ نموذج أحمد شلبي.
الفصل الخامس: التشيع.. تاريخ مذهب.
الفصل السادس: النظام السياسي ـ نظرية الولاية في الفكر السياسي الاسلامي.


وقفة مع كتابه: "التاريخ بين الحقيقة والمؤرخ" :

يتناول الكاتب في كتابه هذا التاريخ كعلم اسسه وقوانينه ومنهجه، فيبين أهمية التاريخ بالنسبة لحياة الشعوب حيث يقول عن التاريخ بأنّه "يعكس تلك الصيرورة البشرية والتطور الناتج عنها; من ذلك المجتمع البدائي الذي كان الانسان فيه بالكاد يجد قوت يوم حيث كان يصارع قساوة الطبيعة وظروف الحياة إلى زمان صارت فيه امكانية الراحة المادية متاحة، لتظهر لنا بذلك التفوق البشري على معطيات الطبيعة تحت عامل الحاجة، والبحث عن امكانيات أفضل وطريقة عيش أحسن".


ثم يبين العلاقة بين التاريخ والمؤرخ وعلاقتهما بالحقيقة، فالتاريخ هو ما يكتبه المؤرخ وفق ما يراه ويفهمه من أحداث الواقع لا هو أحداث الواقع بعينها، يقول الكاتب في هذا المجال: "قد يكون هذا منطق المؤرخ، أي أنه ينسجم وذاته بحيث يعكس واقعه كمؤرخ ناطق باسم الجهة التي ينتسب إليها سواء كانت سياسية، وتتمثّل خصوصاً في النظام الحاكم بحيث صارت اغلب التواريخ السائدة معبرة عن منتجاتها والحامية لها، أو كتيار فكري يظل المؤرخ في اغلب الأوقات محروم الجماهير وأسير النخبة المتبنية له".

وقد تجلى هذا بوضوح في التاريخ الاسلامي، حيث لم يلعب المؤرخ دور الباحث عن أحداث التاريخ، بل حاول اضفاء الشرعية على الواقع الموجود، وقد ساعد على ذلك عدم التخصص، بل ممارسة التاريخ بالاضافة إلى الفقه والقضاء كما هو عند الطبري أو ابن كثير مثلا، اضف إلى ذلك التقديس والتقليد الذي افرزه الواقع الاسلامي، والذين وقفا حجر عثرة أمام تحرر الفكر والبحث عن الحقيقة، "إذ تعرض التاريخ الاسلامي لعملية تحوير، فأُلحق بالمقدس من الدين مقدسات تاريخية لها نفس الأثر الذي لعبته الخرافات التي كانت تحبس الفكر المسيحي عن التحرك".


وللخلاص من الجمود في التاريخ الاسلامي لابد من الفصل بين ما هو مقدس وما هو غير مقدس، وتحديد المقصود بالمقدس الاسلامي بالضبط دون تداخل في حدوده، إذ يقول الكاتب "ان هذه النقطة جوهرية، بحيث أن مجموعة من الأشياء اكتسبت قدسيتها من قوتها كواقع، سواء كأشخاص، وهذا ما أظهر لنا مثلا عدالة الصحابة رغم ان هذا المبدأ يخالف الطبيعة البشرية"، ثم يضيف "ان الاشكالية التي يمكن أن نخلص إليها من خلال الاطلاع على المدوّنات التاريخية، وخصوصاً منها التي كرست تاريخ الافراد تتمثّل في تكريس حتمية النص الرسمي واصباغه بصبغة الاجماع، كي يتم التوافق على حقيقته وواقعيته. لذا يبقى المخرج الوحيد لهذه الاشكالية هو رفض هذه الحتمية وادخال المبحث التاريخي موقع الشك حتى يتسنّى التعامل معه من جميع النواحي".




ابن كثير والتاريخ:

تعرض الكاتب إلى كتاب البداية والنهاية لابن كثير كمثال للموسوعة التاريخية التي تدون التاريخ الاسلامي الرسمي بطريقة تحفظ من خلالها كرامة هذا التاريخ وعزته، إذ ان ابن كثير الذي يلبس رداء المسلم الذي أشبع بالمؤثرات السلفية يصبغ المرحلة الأولى من التاريخ الاسلامي رجالاتها بقداسة خارقة يتوقف فيها العقل عن ممارسة فعله الحقيقي في البحث والتنقيب.

يرى ابن كثير ان القرن الأول هو خير القرون ورجاله خير الرجال، لأن الحديث المنسوب للنبي(صلى الله عليه وآله) يقول: خير القرون قرني هذا ثم الذي يليه ثم الذي يليه، "ومن هنا ندخل في النقطة الحساسة وهي هذه القداسة المفتعلة التي حاول صبغ التاريخ بها، حيث لم يكن ذلك المؤرخ الذي يعمل على توثيق الأحداث التاريخية بضرب بعضها ببعض، بل التعامل مع الحدث التاريخي من خلال وضعيته العلمية والتي يطغى عليها المحدث على المؤرخ. إذا اهتم في تاريخه بالرواية تماشياً مع صبغته كامام محدّث يكره الاجتهاد وابداء الرأي".

ويوضّح الكاتب اسلوب ابن كثير في كتابة التاريخ بالقول: "ان عملية نقد الروايات والأخبار لم تكن واردة في ذهن ابن كثير بقدر ما كان الهم الكبير هو جمع عدد كبير من الروايات والأحداث ومحاولة اخراجها بشكل يساير طابعه الايديولوجي الطاغي عليه، حيث ان النظر عنده في الرواية أو الحدث التاريخي لا يخرج عن اطارين هما تمجيد مرحلة الصحابة والتابعين، والانتصار لهذا التاريخ الملغوم، فيقبل كل ما روي حتى ولو عن كذاب مشهود عليه بالكذب، كمثال روايات سيف بن عمر التميمي... وكما انه يرفض روايات [الوضاعين] التي قد تمس ببعض شخصيات هذا التاريخ، وقد يكون سبب رفضه الرواية هو التوجه المذهبي للراوي".

ويوضّح الكاتب بعد ذلك اسلوبه الانتقائي وتجاهله لكثير من أحداث التاريخ كرواية اسامة، أو تزويرها بالشكل الذي يخدم ما يراه صحيحياً كحادثة رزية الخميس، ثم يضيف: "ان عملية التاريخ عنده لم تكن إلاّ حالة من محاولات الانتصار المذهبية العقيمة التي لا تفيد العلم في شيء بقدر ما هي محاولات لتكريس التخلف". ثم يورد الكاتب امثلة كثيرة توضّح تناقضات ابن كثير في تاريخه للاحداث المهمة كأحداث السقيفة وتاريخ الخلفاء الأربعة.




موسوعة التاريخ الاسلامي لأحمد شلبي صاحب موسوعة التاريخ الاسلامي المعروف :

ثم يتناول الكاتب هذه الموسوعة كمثال لما كتب حديثاً عن التاريخ الاسلامي، والذي ادعى كاتبها ان يعيد كتابة التاريخ بطريقة تتجاوز ركام التخلف التاريخي، ويحاول استخلاص العبر من التاريخ بحيث تصبح الموضوعية هي المطلب الرئيسي للمؤرخ.

وقد لاحظ الكاتب انه رغم الدقة العلمية والمنهجية الظاهريتين في كتابته للتاريخ لكنه يتعثر كثيراً عندما يصل إلى النقاط الحساسة، فتضيع الموضوعية والعلمية كما في تناوله لشخصية عبدالله بن سبأ.

أو تجاهله تماماً لاحداث مهمة كحادثة رزية الخميس، وسرية اسامة وغيرها، أو تجاهله المتعمد لكل فضيلة للامام علي(عليه السلام)، أو أهل بيته الكرام فانتفت نزاهة هذا المؤرخ وظهرت انتقائيته، وتعامله اللاعلمي مع الحدث التاريخي.




التاريخ أسباب ونتائج:


لكي يتوصل الباحث في التاريخ ـ شأنه شأن البحث في أي علم ـ إلى نتائج صحيحة يمكن قبولها والاعتماد عليها لابد أن يتوفر على دراسة موضوعية للاسباب الممهدة لمثل هذه النتائج، وبدون ذلك لا يمكن الاعتماد والاطمئنان إلى مثل هذه النتائج لانها لا يمكن أن تصمد أمام البحث العلمي أو الواقع الخارجي.
وهذا الأمر شبه البديهي الذي يورده الكاتب يضيف إليه أنّ: "هذه العملية مهمة في دراسة التاريخ الاسلامي، لأنني باستطاعتي ان اعطي حكماً قيمياً أَصِلُ من خلاله إلى حكم يخالف الواقع وما جرت به الأحداث... وهو ما سيترتب عليه التعامل مع باقي الفرق الاخرى بشكل متطرف واخراجها عن ملة الاسلام".

ويلاحظ الكاتب ان هذا هو ما حدث مع كاتب موسوعة التاريخ الاسلامي، الدكتور أحمد شلبي في تفسيره للأحداث التاريخية المهمة كخلافة أبي بكر بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) الذي أدعى أنها كانت بالاجماع دون ان يقدم أي مقدمات تؤيد الوصول إليه، وهو مسألة خلافية مهمة بين المسلمين، وهكذا كان الأمر مع أحداث أخرى أشار الكاتب إلى بعضها.




القرآن والتاريخ:


يشير الكاتب إلى نقطتين مهمتين في هذا المجال، ويقول:
"ان الاعتبار من التاريخ كان جزءاً مهماً في الطرح القرآني; بحيث تناول اغلب الموضوعات، وصدر مفهوماً لتطور الأحداث والتواريخ وسمّاه بالقصص، حيث قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) ، مما يعطي للحدث التاريخي مفهوماً من خلال معنى القصة التي يتوخى منها العبرة".
وهذا وقد دعا القرآن الى الاعتبار صريحاً في قوله تعالى: (قُلْ سِيرُواْ فِى الاَْرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) .


"مما يعطي القرآن بعداً تاريخاً في تتبع الوقائع واعطاء الأسباب واستخلاص النتائج".
ويضيف الكاتب قائلا ان هذا: "مما يلزمنا بنهج منهج القرآن، وهو تقفي الآثار، وطرح التساؤلات والاجابة عن الاشكالات، كي ترجع للامة هويتها المفقودة في ظل فكر اسلامي منسجم من أجل البناء المستقبلي لدولة العدل الالهي و(أَنَّ الاَْرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّــلِحُونَ ) .

____________
1- يوسف: 3.
2- الانعام: 11.
3- الانبياء: 105.






_____( أنتهى )_____





الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ



_( حيـــــــــــــــدرة )_

حيــــــــــدرة
05-12-2008, 01:12 AM
http://www.dalilulhaq.com/mostabser/shenasname/img/101.jpg





__( مبـارك بعداش )__

البلد : تونس
المذهب السابق : مالكي


ولد الشيخ مبارك بن محمّد بن صالح بعداش عام 1935م في منطقة " قنا " التابعة لمدينة " قبلّي " في دولة تونس ، وترعرع في أحضان عائلة ملتزمة ومحافظة تعتنق المذهب المالكي.

تشرّف بالانتماء إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في عقد الثمانينات بعد حوارات عديدة أجراها مع العلماء والأساتذة، وبعد دراسات معمقة إندفع إليها لمعرفة الحقّ.




السيرة الحسنة وبلورة الفكر:

يقول الشيخ مبارك بعداش: " كنت أعيش في أجواء أسرة دينية محافظة بحيث ترك هذا الأمر الأثر البالغ في توجّهي الديني، ودفعني منذ صغري أن أكون مقيماً للصلاة ومداوماً على صيام شهر رمضان، كما أنّني التحقت في وقت مبكر بحلقات دروس القرآن الكريم، وكان لهذا الأمر الدور الكبير في بلورة فكري وسلوكي نحو الاتجاه الديني، رغم أنّ الأجواء التي كان يعيشها بلدنا تسير نحو الانحراف، وذلك بسبب الاستعمار الفرنسي المقيت الذي سعى لسلخ بلدنا عن هويته العربية والإسلامية، والذي فشل في نهاية المطاف ونبذ خارج البلاد، لكنة خلّف في ساحتنا الإسلامية رواسب فكرية جعلت مجتمعنا يعاني منها بعد ذلك.




الانجراف مع التيار القومي:

بعد إتمامي للدراسة الإعدادية شجعني والدي على الالتحاق بالمعهد الثانوي في جامع الزيتونة، فلبّيت طلبه وقضيت مدّة سبع سنوات في ذلك المعهد حتى تخرّجت منه عام 1957م بحصيلة تاريخية وفقهية وثقافية يعتد بها، وكنت ذلك الحين في ريعان شبابي، وتزامنت هذه الفترة مع حركة التحرّر العربي والمدّ القومي الذي إجتاح الساحة حتى هيمن على عواطفي وأحاسيسي فأصبحت من المتحمسين والمؤيدين له، واستمر هذا الحال إلى أواخر الستينات حتى إلتقيت بــ "راشد الغنوشي أحد الحركيين الإسلاميين البارزين في شمال قارة افريقيا، إذ كان عائداً لتوه من سوريا وهو يحمل معه أفكاراً جديدة لاتلتقي مع ما كنت عليه من أفكار.




الإعجاب بحركة الأخوان:

وبحكم رابطة الصداقة التي كانت بيني وبين الغنوشي جلسنا معاً حتى دار الحديث حول ما يخص بلدنا، فتباحثنا معاً حول أفضل أسلوب وأفضل خط فكري بوسعه أن ينتشل أمّتنا من التدهور الذي تعاني منه، فوجدت فكره ومنهجه أفضل من الرؤى المادية التي أنا عليها، لأنّه كان يدعو إلى الله تعالى متبنياً للأطروحة الإسلامية، في حين كنت أدعو إلى تمجيد شخصيات كانت أفكارها محدودة وذو أبعاد ضيقة، فدعاني الأستاذ راشد للانضمام إلى حركة أخوان المسلمين، فقبلت ذلك وأصبحت أحد أعضائها الناشطين والمتميزين، وكنت أتصوّر أنّ الدين كله متمثل بهذا التنظيم، وأنّ أفكار " حسن البنا " و " السيد قطب " و " الشيخ المودودي " فريده في ذاتها، والأطروحة التي ليس لها مثيل في الساحة الإسلامية المعاصرة!.


ولكنني بعد فترة اطلعت على نقاط ضعف كثيرة في هذه الحركة كانت محفزة لابتعادي عنها، حيث وجدتها حركة مهتمة بالبعد الثقافي أكثر من أهتمامها بالبعد الروحي للشريعة الإسلامية، ومما زاد بعدي عنها طريقة تعامل قيادتها معنا، فهم يسكنون خارج تونس ومع ذلك كانوا يعممون أفكارهم التي لا تنسجم مع الأجواء التي كنا نعيشها ولايسمحون لنا بنقدها!.





التوجّه نحو التصوّف:

وبالفعل بدأت أنسحب من حركة الأخوان بشكل تدريجي غير ملفت للنظر، وكنت خلال هذه الفترة أبحث عمّا يشبع روحي ويروي ظمأي ويوقظ فطرتي ويجعل وجداني ممتلىء بشهود الله تعالى، فصممت أن أتوجه إلى التصوف لأسد هذا الفراغ الروحي الذي كنت أُعاني منه، فسافرت إلى مدينة " توزر " وإلتقيت بــ "الشيخ إسماعيل الهادفي" زعيم الجماعة المدنية، فجلسنا معاً وتحاورنا حول بعض المسائل الدينيّة، وتلقيت من أتباعه منهجهم الديني، ولكن بعد عودتي إلى مدينة " قفصة " التي كنت مقيماً فيها، تأملت في التصوّف فوجدته عبارة عن عمل دائري يدور على نفسه، ويعود من حيث يبدأ! فخاب أملي فيه.




الاطّلاع على حقائق تاريخية:

بعد ذلك صادف أن إلتقيت بأحد الشباب المؤمنين، فدار حديث بيّننا حول الوضعية الاجتماعية لحركة أخوان المسلمين؟

فقلت له: لا علم لي بهم منذ فترة.
ثم سألني عن وضعي النفسي؟
فقلت له: إنّني لا أشعر بارتياح وأنا ضجر من الحالة التي نعيشها.

فقال لي: هناك جماعة تسمى جماعة أهل البيت، فلماذا لا تذهب إليهم وتتعرف عليهم لعلك تجد بغيتك عندهم.
فتأملت في كلامه! وقلت في نفسي: إنّ أهل البيت (عليهم السلام) يمثلون فكرة تاريخية تراثية، برزت في العصر الإسلامي الأوّل ولم يكتب لها البقاء، وإنّ الإمام عليّ وفاطمة الزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام) هم كباقة زهور فوق منضدة الإسلام، ولم أتصور أنّ لهم إمتداداً حيّاً إلى يومنا هذا!، ولكن لا بأس أن أتعرف عليهم بصورة مباشرة لأرى ماهم عليه.


وبالفعل أخذني ذلك الشاب إلى أحد أصدقائه فدعانا إلى تناول طعام العشاء في منزله، واتصل هاتفياً بعدد من أصدقائه ليحضروا المأدبة على شرفي، فلبيت الدعوة.

بعد تناول وجبة العشاء جلسنا معاً نتجاذب أطراف الحديث، فسألني أحدهم عن اختصاصي في مجال العلوم الإسلامية؟

فقلت له: أنّا ملم بالسيرة، وقد بذلت جهدي لإتقانها ودراستها بصورة معمّقة.
فقال لي: بودّي أن أسألك عن ثلاثة أسئلة حول السيرة؟

قلت له: إسأل.
فقال لي: أين ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أبنته فاطمة الزهراء(عليها السلام) حينما هاجر إلى المدينة؟

فكرت في الإجابة، فلم أجد جواباً لسؤاله!، وراجعت ذاكرتي فلم أجد في الكتب التي قد قرأتها أي خبر في هذا المجال، فكل ما ذكر في هذا المقطع التاريخي يرتبط بعائشة وأسماء إبنتي أبي بكر.
فقال لي: إن تريد الواقع، إنّ عدم ذكر هذا الأمر هو دليل على بتره، فإنّ مدوّني التاريخ والسيرة ديدنهم عدم تسليط الأضواء على الأمور المرتبطة بعترة الرسول (عليهم السلام) ، لكونهم تبعاً للحكّام الذين حاولوا إخفاء ما يمنح أهل البيت (عليهم السلام) فضلاً أو منقبة!.

فلم أجد جواباً أستند إليه لردّ مدّعاه، وقلت: هذا الموضوع غير مهم جداً، هات سؤالك الآخر؟

فقال لي: هل تعلم كيف خرج الإمام عليّ (عليه السلام) من مكة بعد أن أدى أمانات وودائع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وهل تعلم مع من هاجر؟ وكيف دخل المدينة المنورة؟

راجعت مرّة أخرى ذاكرتى فلم أجد فيها ما يحضر ببالي من كتب السيرة والتاريخ ما ذكر في هذا المجال، فإنّ الأضواء كلّها كانت مركزة على غيره من النساء والصبيان والعبيد، ولم يذكر التاريخ الذي طالعته شيئاً يرتبط بالإمام عليّ (عليه السلام) في هذا الخصوص بشكل لائق، سوى ما ورد أنّه أدّى الودائع وخرج بعد ثلاثة أو أربعة أيام، وأمّا كيفية خروجه ومن خرج معه وما جرى عليه فلم أجد له تفصيلا يذكر!

وكاد رأسي يتصدّع، لأنّه السؤال الثاني الذي لم أجب عليه.

فذكر ذلك الشخص مرّة أخرى مسألة وجود البتر في تدوين السيرة!.

فقلت له: إنّ هذا الأمر يحتاج إلى تتبع ودراسة، وقد يكون كما تقول، فإنّني سوف أبحث عن ذلك في ما بعد، ولكن هات سؤالك الثالث؟

فقال: سؤالي الثالث يرتبط أيضاً بهذا المجال، ويؤكّد ما ذكرته إليك بأنّ معظم مدوّني السيرة لم يكتبوا السيرة بصورة كاملة، بل دوّنوا منها ما كان يتلائم مع أهوائهم ومأربهم، وسؤالي هو: هل تعلم سبب بقاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في " قبا " وهي على مشارف المدينة، في حين كان المسلمون من الأنصار والمهاجرين يخرجون كلّ يوم ـ رغم حرارة الجوّ ـ ينتظرون مجيء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فهل تعلم أي داع دعى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك؟

هنا أيضا وجدّت كتب التاريخ والسيرة لم تشر إلى هذا الأمر، فقلت له: لا يوجد على ما في بالي ذكراً في الكتب التي قرأتها في هذا الخصوص!.
فقال لي: هل تعرف سبب ذلك؟

فحرت بالجواب، وأسقط ما في يدي، وأصبحت رجلاي لاتحملاني!.
وهنا أشار إليّ بالبتر من جديد.


فعرفت أنّ معلوماتي ملفقة وناقصة، فجلست أمام هذا الشاب كالتلميذ لأصغي إلى كلامه، فكانت إجاباته قوّية مؤيدة بالمصادر التاريخية للفريقين، فعجبت من التزييف الذي طال هذا الموضوع! كما طال غيره أيضاً كالحديث والتفسير والفقه و... ".


وحيث أنّ هجرة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت تمثلّ منعطفاً مصيرياً في مسيرة الإسلام، حاولت الأقلام أن تسلّط عليها الأضواء بشكل مكثّف، فأشاروا في تبيينها إلى من يهيء الراحلة للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى من يحمل له الطعام، والمرأة التي يمر عليها في طريقه، والذي يقصّ أثره ويتبعه لينال الجائزة و...، في حين نرى أنّهم لم يذكروا ما يعتدّ به حول وصيّه الإمام عليّ (عليه السلام) ، الذي هو منه بمنزلة النفس ، والمؤدي عنه أماناته، والفادي له بنفسه!.


ومهما يكن من أمر فإنّ الحقائق أكبر من أن تحجب، خصوصاً وقد أنّزل الله تعالى في كتابه ما يؤكدها، كقوله تعالى: (وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) ، إشارة إلى الإمام عليّ (عليه السلام) ليلة مبيته في فراش النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى أنّ الله تعالى باهى به ملائكة السماء! حيث ورد أنّه تعالى أوحى إلى جبرائيل وميكائيل: " إنّي آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله إليهما: ألا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب، آخيت بينه وبين محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة؟! إهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فنزلا، فكان جبرئيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي: بخّ بخّ! من مثلك يا بن أبي طالب، يباهي الله عزّوجلّ به الملائكة.

وأنزل الله عزّوجلّ على رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم)وهو متوجّه إلى المدينة في شأن عليّ (عليه السلام) : (وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ...) " .
( أنظر: أسد الغابة لابن الأثير: 4 / 25، تاريخ اليعقوبي: 2 / 39، شواهد التنزيل للحسكاني: 1 / 96 (133)، التفسير الكبير للرازي: 2 / 350، وقد ذكر السيد جعفر مرتضى العاملى في الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم): 4 / 33 ـ 35 جملة من المصادر التي تروي ذلك فراجع ) .





هجرة الإمام عليّ (عليه السلام) إلى المدينة:

تبدأ خطوات هجرة الإمام عليّ بن أبي طالب(صلى الله عليه وآله وسلم) بعد مبيته في فراش النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بخروجه من مكّة جهاراً متحدّياً لكبرياء قريش ومرغماً لأنوفها، ليوصل ودائع النبوّة ـ ضعينة الفواطم ـ إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بسلام.

والعجيب! ماروى بعض العامة عن الإمام عليّ (عليه السلام) ، أنّه قال: " ما علمت أحداً هاجر إلاّ مختفياً، إلاّ عمر بن الخطّاب! فإنّه لمّا همّ بالهجرة تقلّد سيفه وتنكب بقوسه وانتضى بيديه أسهماً، واختصر في عنزته، ومضى قبل الكعبة والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعاً متمكّناً، ثم أتى المقام فصلى متمكّناً، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة، فقال لهم: شاهت الوجوه، لايرغم الله إلاّ هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمّه أو يؤتم ولده أو يرمّل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي ـ وقال ـ: فما تبعه أحد " .
( أنظر: تاريخ ابن عساكر: 44 / 51، السيرة الحلبية للحلبي: 2 / 184، وأشار إلى ذلك الشبلنجي في نور الأبصار: 91، حياة الصحابة للكاندهلوي: 2 / 65 ).



فمدونوا التاريخ رغم أنّهم قصّروا في حقّ الإمام عليّ (عليه السلام) ، نجدهم في قبال ذلك قد عظّموا بعض الرجال ونسبوا إليهم مواقف بطولية لا حقيقة لها في أرض الواقع كما في هذا الحديث.




شخصيّة عمر بن الخطّاب الحقيقية:

إنّ المتتبّع للتاريخ الإسلامي يكتشف أنّ عمر لم يسلم إلاّ قبل الهجرة بقليل، خائفاً مختبئاً في داره، حتى جاءه العاص بن وائل السهمي وتحدث معه وسأله عن حاله، فقال عمر: زعم قومك أنّهم سيقتلونني إن أسلمت، فقال العاص:
لاسبيل إليك!
( أنظر: صحيح البخاري: 3 / 1403 (3651)، تاريخ الإسلام للذهبي: 2 / 104، السيرة الحلبية للحلبي: 1 / 332 ).


فبالله عليك! إنّ من يختبىء في دراه ويخشى الناس، ويستجير بالكافرين لحمايته، هل يقال عنه: أنّه أعزّ الإسلام عند إسلامه، أو أنّه خرج متحدّياً قريشاً في هجرته؟!.

وإن صحّ ما قيل عنه بخروجه الشجاع، فأين تلك البطولة حينما أرسله النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مشركي مكّة في الحديبية ليؤدّي عنه رسالته؟!

فقد ورد أنّه قال: "إنّي أخاف قريشاً على نفسي، وليس بمكة من عدي أحد يمنعني " وأشار على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بإرسال عثمان لهم! .
( أنظر: مسند أحمد: 4 / 324، تاريخ ابن عساكر: 39 / 78، البداية والنهاية لابن كثير: 4 / 129، تاريخ الطبري: 2 / 631 ).



ومن الأمور التي تكشف عن مدى شجاعة عمر وثباته، مارواه الزمخشري: " من أنّ أنس بن مدركة كان قد أغار على سرح قريش في الجاهلية، فذهب به، فقال له عمر في خلافته: لقد اتّبعناك تلك الليلة، فلو أدركناك؟ فقال: لو أدركتني لم تكن للناس خليفة "!
( أنظر: ربيع الأبرار: 1 / 707 )

وهي كناية ظريفة عن الفتك به وقتذاك.....!!!


ومن مواقفه أيضاً، إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا استشار أصحابه حول حرب بدر، قال عمر لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّها قريش وخيلاؤها، ما آمنت منذ كفرت، وما ذلّت منذ عزّت... "(4)، فأعرض عنه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كما أعرض عن أبي بكر الذي كان له رأي مماثل لرأي صاحبه .
( أنظر: المغازي للواقدي: 1 / 48، السيرة الحلبية للحلبي: 2 / 386، الدر المنثور للسيوطي: 3 / 166 ، وانظر : أنظر: صحيح مسلم، باب غزوة بدر: 3 / 1403 (1779)، مسند أحمد: 3 / 219 (13320) ).


وأمّا في يوم أحد ما كان من عمر إلاّ الانهزام! ففرّ مع كبار الصحابة من ساحة الحرب، مخلفين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وحيداً لايذب عنه إلاّ أخاه ووصيه الإمام عليّ (عليه السلام) ونفر ممن جاء بعد ذلك، وقد غمزه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديبية فقال له: " أنسيتم يوم أحد! إذ تصعدون ولاتلوون على أحد، وأنا أدعوكم في أخراكم " .
( أنظر: المغازي للواقدي: 2 / 609، شرح النهج لابن أبي الحديد: 15 / 24 ).


ولو ثبتت شجاعة عمر في الميادين ـ على اختلافها ـ لما كان يقرّ على نفسه بالفرار قائلاً: " لمّا كان يوم أحد هزمنا، ففررت حتى صعدت الجبل، فلقد رأيتني أنزو كأنني أروى " ...!.
( أنظر: الدر المنثور للسيوطي: 2 / 88، كنز العمال: 2 / 376 (4291)، شرح النهج لابن أبي الحديد: 15 / 22، وقد ذكره بلفظ آخر ) .


وكذا عندما جاءته امرأة مسلمة ومعها بنت لعمر ـ أيام خلافته ـ تطلبان برداً من أبراد كانت بين يديه، فأعطى المرأة وردّ إبنته، فقيل له في ذلك؟ فقال: " إنّ أبا هذه ثبت يوم أحد، وأبا هذه فرّ يوم أحد ولم يثبت "(4)!.
وقد سجل هروبه هذا جمع من أعلام العامة ـ على اختلاف مشاربهم ـ كالجاحظ ، والسيوطي ، والشوكاني ، فضلا عن الذين ذكروا من ثبت عند النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يوردوا اسم عمر.



فهذه المواقف تبين شخصية عمر بوضوح وإن حاول البعض أن يبرروا ذلك، كالفخر الرازي الذي قال حول المنهزمين يوم أُحد: " ومن المنهزمين عمر، إلاّ أنّه لم يكن في أوائل المنهزمين ولم يبعد، بل ثبت على الجبل إلى أن صعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)! " .
( أنظر: التفسير الكبير: 9 / 51 ).


والجدير بالذكر أنّ الذي ينظر في التاريخ لايجد أنّ عمر أصيب بجرح، أو أنّه جرح أحداً، بل الجميع يقرّ بعدم امتلاكه المواقف البطولية في ساحة الحرب، وكل ما في الأمر أنّه فرّ في أُحد وخيبر وحنين، ولم يسجل له في حروب وغزوات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) موقف يعتد به!.

وعلى العموم لم تكن مواقف الرجل مشجعة حتى يعقل تحدّيه لقريش حين خروجه من مكة إلى المدينة، وواقع الأمر أنّ هذا التحدي كان من قِبل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، الذي شهدت له العرب بذلك قبل وبعد استضاءتها بنور الإسلام.


فسأل بدراً واسأل أُحداًوسل الأحزاب وسل خيبر







لكن أعداء الإمام عليّ (عليه السلام) لم يتحملوا أن يروا مناقبه تزدهر في سماء المجد، فنسبوها إلى غيره!.

علّة تأخّر دخول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) للمدينة:

إنّ سبب بقاء الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في " قبا " قد بيّنه(صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي بكر حينما وجده يصر على الدخول في المدينة، بقوله: " ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن أمّي وأخي، وإبنتي " .
( أنظر: الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 52، السيرة النبويّة لابن هشام: 2 / 138، أمالي الشيخ الطوسي: 469 (1031)، اعلام الورى للطبرسي: 1 / 153، بحار الأنوار للمجلسي: 19 / 106 و116، الروضة في الكافي للكليني: 8 / 340 (536) )!.



فالإمام عليّ (عليه السلام) هاجر بمسمع ومرأى من قريش، وكان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قد ترك الزهراء(عليها السلام) عند فاطمة بنت أسد أم عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، فلمّا هاجر الإمام عليّ أخذ الفواطم معه تنفيذاً لوصية الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، والفواطم هنّ: أمّه فاطمة بنت أسد (رضي الله عنها)، وإبنة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب، وفاطمة بنت الزبير ـ على ما روي ـ وتبعهم أيمن ابن أم أيمن وأبو واقد فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم، فأمره أمير المؤمنين (عليه السلام) بالرفق، فاعتذر بخوفه من الطلب، وقد أدركه الطلب قرب " ضجنان "، فكانوا سبعة فرسان وثامنهم جناح مولى الحارث بن أميّة، فأقبل عليهم الإمام عليّ(صلى الله عليه وآله وسلم)منتضياً سيفه، فطلبوا منه الرجوع، فقال: فإن لم أفعل؟ قالوا: لترجعن راغماً أو لنرجعن بأكثرك شعراً، وأهون بك من هالك.


ولما دنوا من الرواحل ليثيروها حال (عليه السلام) بينهم وبينها، فأهوى جناح بسيفه عليه، فراغ الإمام عليّ (عليه السلام) عن ضربته وضربه على عاتقه، فمضت الضربة حتى كادت تمس كاثبة فرسه! وشدّ على الباقين وهو يرتجز ويقول:

خلّوا سبيل الجاهد المجاهدآليت لا أعبد غير الواحد

فتفرقوا عنه، وقالوا: أغن عنا نفسك يابن أبي طالب!، فقال (عليه السلام) : فإنّي منطلق إلى ابن عمي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بيثرب، فمن سره أن أفري لحمه وأريق دمه، فليتبعني، أو فليدن مني...
ثم توجه بمن معه صوب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى وصل إلى " قبا "، ولمّا بلغه(صلى الله عليه وآله وسلم)وصول أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أدعوا لي عليّاً، قيل: يا رسول الله لايقدر أن يمشي! فأتاه(صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه، فلمّا رآه اعتنقه وبكى عليه رحمة لما بقدميه من الورم، وكانتا تقطران دماً، وقال(صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ (عليه السلام) : يا عليّ، أنت أوّل هذه الأمة إيماناً بالله ورسوله، وأوّلهم هجرة إلى الله ورسوله، وآخرهم عهداً برسوله، لايحبّك ـ والذي نفسي بيده ـ إلاّ مؤمن قد إمتحن قلبه للإيمان، ولايبغضك إلاّ منافق أو كافر .
( أنظر: الامالي للطوسي: 471 (1031) بحار الأنوار للمجلسي: 19 / 64 ـ 67، تفسير البرهان للبحراني: 1 / 332، المناقب لابن شهراشوب: 1 / 183 و 184، أمتاع الاسماع للمقريزي: 1 / 48 ).





الانتماء لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) :

يقول الشيخ مبارك بعداش: " لقد أذهلتني هذه الحقائق، وجعلتني أتساءل في نفسي: لماذا هذا التعتيم على دور الإمام عليّ (عليه السلام) ؟! ولماذا هذا الإخفاء لذكر فاطمة الزهراء(عليها السلام)؟! ثم لماذا هذه التغطية على مكانة الإمام (عليه السلام) عند النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)؟!.

وحسب ـ جميع مطالعاتي ـ لم أرى من ذكر أنّ الإمام عليّ (عليه السلام) دخل مع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة فالجميع يذكرون أبا بكر فقط، كما طرأ في ذهني سؤال آخر: وهو أنّ وصول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة المنورة إذا كان في شهر ربيع الأوّل، فلماذا نعتبر العام الهجري من أوّل شهر محرّم؟!.

وهكذا إنقدحت في ذهني أسئلة كثيرة لم أجد لها في كتبنا ـ أبناء العامة ـ ولاعند علمائنا جواباً، فبقيت حائراً أبحث عن مخرج لها، وأدركت أن لامخرج من هذه الدوامة إلاّ بالبحث والمطالعة والاستقصاء، فشمرت عن سواعد الجدّ وخضت في عباب القراءة لأصل إلى الحقيقة ".

وبالفعل بادر الشيخ مبارك إلى هذا الأمر، وقد تنبّه صديقه راشد الغنوشي إلى تحوله التدريجي، فلمّا سمع بأنّه إنتمى إلى التشيع أسرع إلى زيارته.

فيقول الشيخ مبارك بعداش: " جاء راشد الغنوشي إلى منزلنا بعد أن تشيّعت فلم يجدني، وبحكم الصداقة القوية التي بيني وبينه، دعاه من في الدار للدخول إلى المكتبة والانتظار ريثما أعود، فدخل هو وأحد أصدقاءنا إلى المكتبة، وأخذا يتأملان في الكتب ويبحثان لعلهما يجدان عندي كتباً شيعية، فلم يجدا شيئاً من هذا القبيل، ثم سألا زوجتي! هل حدّثك الشيخ عن معتقد جديد؟.

فقالت لهما: لم أسمع منه شيئاً بخصوص ذلك، إلاّ أنّه كان في الفترة الأخيرة كثير المطالعة والتتبع.
وبعودتي إلى المنزل إلتقيت بهما، فقال لي راشد: هنئنا! هل تشيعت؟
فقلت له: إنني أسالك عن ثلاثة أمور فإن أجبتني عنها تخليت عن التشيع.
فقال: لاأريد أسئلتك لأنّنا لانستطيع أن نجاري الشيعة في النقاش والحوار، فهم حزب قد شيدوا معتقدهم وأحكموا بناءه منذ زمن قديم، ولهم تاريخ حافل من أيام الإمام عليّ (عليه السلام) !.

فاستغربت من جوابه! وكان اعترافه هذا محفّزاً لتمسكي بالتشيع، وذلك لأنّني كنت أظن أنّ الشيعة أضعف منّا، وإذا برائد حركة الأخوان في تونس يقرّ بضعف العامة ـ قديماً وحديثاً ـ أمام الإمامية، فوجدت من غير اللائق لأيّ عاقل أن يتسلح بالعصا ويترك السيف!.


ومن ذلك الحين منّ الله تبارك وتعالى علىّ بالاهتداء إلى مذهب العترة (عليهم السلام) ، فتشرفت باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في عقد الثمانينات في بلادي تونس، بعد عناء وجهد مكثف بذلته في المطالعة والبحث ".

ويضيف الشيخ مبارك قائلا: " أنا اليوم بحمد الله تعالى أعمل قدر وسعي مع إخواني المؤمنين على نشر مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، وقد وفقنا الله تعالى إلى حدّ ما في جذب الكثير إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) من خلال التوعية والتبليغ".








_____( أنتهى )_____





الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ



_( حيـــــــــــــــدرة )_

جودر
09-12-2008, 06:58 PM
اللهم صلي على محمد و آل محمد وعجل فرجهم يا كريم

شكرا اخي حيدرة

حيــــــــــدرة
09-12-2008, 09:04 PM
http://www.dalilulhaq.com/mostabser/shenasname/img/70.jpg






__( تانيا بولينغ )__

البــــــــــــــلد : المانيا
الديانة السابقة : مسيحية




الأخت تانيا المانية الأصل ، تشرّفت عام 1999م باعتناق الدين الإسلامي الحنيف المتمثّل بخط أهل البيت (عليهم السلام) ، متحوّلة من الديانة المسيحية في عمر ناهز الإثنين وعشرين عاماً، بعد مدّة طوتها ـ حسب قولها ـ في الضياع وجهل الذات إلى أنّ أخذ الله بيدها وانتشلها من قعر الظلمات ليرفعها إلى حيث سناء النور.




مرحلة الضياع الفكري:

كانت الأخت تعيش في أجواء تصفها بنفسها :
" كنّا يومئذ نعيش سوية بعضنا إلى جنب بعض، لكن بحالة لايبالي فيها أحدنا بالآخر، وكان الكل يحيا لنفسه ومن أجل نفسه، إذ كنا نتقاسم سوية الوحدة والعزلة، ولعلّي لا أغالي إن قلت : أنّ أحدنا لم يكن يعيش حتى مع ذاته التي هجرها، ولم نكن نمعن النظر حتى في مستقبلنا! بل لم يجرء أحد على سؤال نفسه: لماذا أحيا؟ ولماذا ولدت؟ ومن أين جئت؟ وإلى أين المصير؟.

فكان الكل يهيم على وجهه في طرقات ومنعطفات مظلمة لايلوي على شئ، وكنّا جميعاً نتسكّع في أزقة الحياة الغوغائية، ولانفكر في مأوى أو دار هنيئة.

و هكذا أمضينا حياتنا في ضياع الغايات، وضياع الأخلاق والعقيدة والمعنويات ".




أسباب ترك الدين في الغرب:

كان هذا الأمر في أوائل ردّة الفعل التي حدثت في الغرب ازاء الدين، نتيجة لتصرفات رجال الكنيسة، ونتيجة وقوع التحريف في الديانة المسيحية التي فشلت في أداء مهامها ودورها في حياة الفرد والمجتمع المسيحي، فإنّ رجال الكنيسة وضعوا لمجتمعاتهم قوانين وتشريعات جعلت ديانة المسيح أكثر الأديان السماوية والوضعية تعقيداً، وعلى خلاف ما جاء به عيسى (عليه السلام) الذي قدمها ببساطة.

وظنّ علماء المسيحيّة أنّهم بذلك قد أسسوا بنياناً فكرياً صالحاً لتنظيم حياة الإنسان الفردية والاجتماعية، لكن بمجرد أنّ وضعت هذه النظريات موضع التنفيذ لم يستقم أمرها فاضطربت وتعثّرت، ولم يكن من الممكن أن تعيش هذه التعاليم والمبادئ في أرض الواقع، وكان ثمرتها حصاد الفشل الذريع والوقوع في الكوارث المريرة، التي أدت إلى نشوء ردود فعل معاكسة ازاءها، بل ازاء الدين بالكامل، مما جعل الغرب يعيش حالات الضياع نتيجة رفضه للدين بصورة عامة.


وتقول الأخت تانيا : " كان يعيش أكثر من 50% من الناس، وأكثر من 60 % من الشباب والشابات في منطقتنا حالة الوحدة، رغم علاقات الصداقة والرفقة والصلات العائلية والأسرية الظاهرية، بل أنّ جميع الصلات الإنسانية في شكلها المادي والظاهري من قبيل الترفيه واللهو واللعب وغيرها، كان لايطيقها هؤلاء إلاّ لبضع ساعات من ليلهم ونهارهم، فيما يمضون ماتبقى من عمرهم في غرفة أو شقة منزوين عن الآخرين ".




بدء الرحلة من الظلمات إلى النور:

عاشت الأخت تانيا عشرين عاماً في مثل هذه الأجواء، حتى عثرت بفضل الإسلام الأصيل المتمثل بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) على ذاتها التي فقدتها طيلة هذه المدّة، فتعرّفت على ربّها بعد أن كانت عنه غريبة.
وكان بدء قصة رحلتها من الظلمات إلى النور: أنّها إلتقت صدفة في سوق مدينة " هامبورغ " بفتاة مسلمة محجبة، وكانت يومذاك في رفقة عدد من أصدقائها، وتصف الأخت تانيا هذه الحادثة بقولها: " إنني كنت ذلك الحين طائشة كما هو ديدن أية فتاة شابة ألمانية، فسخرت من حجاب تلك المرأة وحقّرتها لأجل حجابها، فقلت لتلك الفتاة: أيّ مرض ألّم بك فجعلك تغطين جسدك بهذه الصورة؟.

فردت الفتاة المحجبة عليَّ بهدوء وإتزان موحي بالتأمل العميق الذي يدعو إلى الإيمان الواعي المرتكز على الحجة والبرهان، ودخلت معي في حوار أكّدت لي فيه، أنّ الستر وحفظ حياء وعفة المرأة دليل على سلامة نفسها، وأنّ الحجاب يمنح المرأة حرية معنوية يمكنها من صيانة أمنها الاجتماعي، فيما التعري أمر يخالف الفطرة".


وتقول تانيا: " لكنني رفضت كلامها جملة وتفصيلا!

ثم انطلقت مع رفاقي إلى شؤوني، لكنّني بقيت أفكّر لفترة بمنطق تلك الفتاة المحجبة وثقتها بنفسها، وحرصها على مبادئها، وسعة إطلاعها، حتى سنحت لي فرصة دفعني خلالها حبّ الاستطاع أن أذهب إلى مسجد الإمام عليّ (عليه السلام) في " هامبورغ "، فتحدثت وتحاورت مع عدد من المسلمين الشيعة الذين اجتمعوا هناك وكانوا من شعوب مختلفة، فلاحظت فيهم المنطق وقوّة الدليل، فقوّيت صلتي مع عدد منهم لأتعرف على الحقائق التي كنت أجهلها من قبل، وبالتدريج أخذ عقلي وروحي يستسلمان وينقادان لأفكارهم وعقائدهم، حتى وصلت بي الحالة أن بدأت أشعر كأنني مسلمة مثلهم ولا أختلف عنهم في شي ".




المستشرقون وتشويه الإسلام:

كان من حسن حظ الأخت تانيا أنّها تعرّفت على الإسلام بصورة مباشرة، ولم تتعرّف على الإسلام عبر المسيحية التي حاولت اختراق الفكر الإسلامي بإتخاذ نهج التشكيك والمغالطة وتشويه الحقائق والافتراء، لتحريف التاريخ الإسلامي وتشويه مبادئه وثقافته وإعطاء المعلومات المغلوطة عنه تحت عنوان الاستشراق.
فإنّ ما كتبه المستشرقون من دراسات وما قاموا به من رحلات يحتاج إلى قدر كبير من الحيطة والحذر، فأكثر هذه الإنجازات لم تكن تتسم بصفة الموضوعية، حيث جاء المستشرقون بأفكار مسبّقة وانطباعات ذهنية شاذّة عن الإسلام والمسلمين، فطبقوها بشكل لايخلو من التعسف والتعنت، فضلا عن أنّهم لم يعايشوا ما كتبوه عن المسلمين، ولذا غابت عنهم الحقيقة ووقفوا عند ظواهر الأمور.


والمستشرقون تدخلوا بآرائهم وأهوائهم الخاصة، ففسروا الحوادث وناقشوا النصوص وحلّلوا القضايا على ضوء ذلك، وقد آلوا على الإسلام من نافذتهم، وألقوا عليه ظلالهم لتغيير معالمه الأصيلة، ولذلك خلطوا بين الإسلام كدين قويم وبين الوضع المتردي للمسلمين، فحكم بعضهم ـ مثل كيسلنج ـ على الإسلام بأنّه دين ميّت!.
وإنّ هذا الانطباع الذي حملته ذهنية المستشرقين نابع من التعصب الشديد ضد الإسلام، إذ لايشك المتأمل في الارتباط بين الإستشراق والتنصير هو ارتباط جذري، إلاّ أنّ الفرق بينهما هو أنّ الاستشراق أتخذ صورة البحث والتحقيق العلمي، في حين أنّ التنصير أتخذ المظهر الإنساني المرتبط بالله ـ حسب النظرية المسيحية ـ فمراحل الاستشراق لم تكن خالية من الرهبان والقسس، ولم تكن منفصلة عن رعاية الكنيسة! حيث أنشأوا المراكز والمعاهد لأجل ذلك وفق خطّةٌ منهجية ومبرمجة كان الغرض منها توظيف العقيدة والتاريخ والثقافة و... الإسلامية لخدمة أغراضهم المشبوهة .


فماذا ينتظر من أناس يحملون هذه الأفكار، عندما يعرضون ديننا على العالم!!.

ولكن رغم هذا الكم الهائل من التيارات المعاكسة التي واجهها الإسلام، اخترق الكثير من المسيحيين هذا الحاجز، لأنّهم واجهوا في أذهانهم أسئلة حائرة تحتاج إلى جواب مقنع لم تمنحها النصرانية فصل الخطاب، وكان الإسلام هو المنقذ لمثل هذه النفوس.




القيم الإسلامية الرائعة:

تقول الأخت تانيا: " وممّا استحوذ على إهتمامي في الإسلام، هو العلاقة المعنوية للمسلمين مع ربّهم، وعلاقتهم الصميمية فيما بينهم وأفراد أسرهم وتوادهم، ووجود الهدفية في الحياة عندهم، وتضامنهم الذي لايعرف حدوداً، سواء على الصعيد العنصري أو القومي أو الإنتماء الجغرافي، إضافة إلى تمسكهم بدينهم واعتقادهم الراسخ بالقضايا العقائدية ".
وتضيف الأخت: " إنّ المسلمين أخذوا هذه الأمور من الإسلام نفسه، وهم يمارسون حياتهم اليومية إلى حد ما وفق ذلك، وبالطبع فإنني لو كنت قد إلتقيت بمسلمين غرباء عن دينهم وإسلامهم لما كنت قد ركنت إلى الإسلام ".




دور أهل البيت (عليهم السلام) في صيانة الإسلام:

قد نشأت في نفسية الأُخت تانيا جاذبية فائقة إلى مطالعة الكتب الفكرية والعقائدية للإسلام، فقرأت القرآن أوّلا، ثم أحاديث الرسول وأهل بيته (عليهم السلام) ، وكان في مطالعتها لأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) دوراً كبيراً لتنمية رصيدها الإيماني، واستيقاظ عقلها وقلبها وإشراق وجهها بنور الإيمان، وذلك لما تمثّل هذه الأحاديث من مدرسة فكرية تعتني بالبناء الفكري الذي طرحه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بكل صدّق وإخلاص وعمق ودراية، لمعالجة مشاكل الإنسان وتعميق وعيه الديني.

فكان هدف مدرسة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الفكرية، توعية القاعدة الشعبية بالفكر الإسلامي الأصيل، من أجل تهيئة الفرد المسلم لتحمّل المسؤولية، ومن هنا تصدى أهل البيت (عليهم السلام) لتبيين حقائق القرآن الكريم ونشر علوم الشريعة، فحفظوا بذلك للأُمة الإسلامية تراثها من الضياع، ورسموا معالم المنهج الإلهي الذي أرسى دعائمه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قولا وعملا.

ولولا جهود أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لضاع الكثير من الأحاديث، واندرست معالم جانب كبير ومهم من الشريعة، نتيجة تلاعب أيدي حكام الجور الذين تولّوا الخلافة، ولكن شاءت الحكمة الإلهية أن تضع حفظة للشريعة لصيانة التراث على مرّ العصور وإيصاله إلى الأجيال القادمة، ولتكون الأمة على بيّنة من دينها، ولهذا نجد أنّ التراث الفكري الذي حافظ عليه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ساهم في بناء حضارة فكرية إسلامية متكاملة منسجمة مع فطرة الإنسان، بحيث ارتوت منها النفوس المتعطشة التي تبحث عن السعادة والكمال كما حصل مع الأخت تانيا، فإنّها وجدت في ظل هذه التعاليم الأمن والسكينة الروحية التي كانت تفقدها من قبل، وقد وصفت حالتها بعد إعتناقها لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) قائلة... :

" إنني اكتسبت من القرآن وأحاديث الرسول وأهل البيت (عليهم السلام) كل ما يتمناه المرء في دينه، ولو أنّني فقدت وخسرت كلّ شيء في حالة إسلامي! لكنني في مقابل ذلك وجدت نفسي وكسبت ذاتي، فقد كنت أجد كل شئ إلاّ الله! ومع ذلك كنت أشعر بالضياع والحيرة.
واليوم وبعد أن عثرت على ذاتي التي فقدتها منذ عشرين عاماً وعرفت ربّي الذي كنت عنه غريبة بالمرّة، حصلت على كل شئ، بل وكل ما أريد بفضل الإسلام.
فحصلت على الحرية المعنوية، كما حصلت على اخوة وأخوات في الله في كل مكان، في هامبورغ والمانيا، بل في العالم قاطبة، والأهم من كل ذلك أنني عثرت فيما عثرت عليه رسالة الله إلى الإنسانية، التي بعثها منذ قرون متمادية، وعثرت عليها في خزانة كنوز التاريخ، فأخذتها وكانت أعظم رأس مال في حياتي.
أجل لقد طويت ليل العشرين عاماً من عمري عبر طلوع فجر يوم جديد، بحيث منحتني شمس الإسلام الدفء، وبعثت في نفسي النشاط والحيوية بعد سبات شتائي طويل امتد لسنوات طوال ".

ثم تصف الأخت تانيا حالها مع الآخرين ولاسيما مع عائلتها بعد تشرفها بالإسلام قائلة: " أمّا أنا فعلى الرغم ممّا أعيشه من وحدة ظاهرية ومشاكل كثيرة مع عائلتي بسبب تشرّفي بالإسلام، إلاّ أنني لازلت أعيش مع والدي ووالدتي، وبالطبع كانت فيما بيننا طيلة هذه الفترة مساجلات ونقاشات عديدة، لكنهما أدركا أنني جادة في انتمائي للإسلام، وهو ما قلل إلى حدّ كبير شدّة النزاعات فيما بيننا، وأضحى والدي ووالدتي يستحسنان في واقع الأمر أخلاقي وشخصيتي الإسلامية على نحو هو أفضل مما كانت عليه تصرفاتي في السابق ".

وبهذه العزيمة الراسخة والإرادة المتينه تمكّنت تانيا من إجتياز الكثير من العقبات التي اعترت طريقها إلى الإسلام، وذلك بفضل إرتقاء مستواها الفكري الذي اكتسبته من معارف مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ، فتمكنت من الصمود أمام التيارات المعاكسه، وتثبت جدارتها في ميدان العمل لتكون نموذجاً لكل إنسان حرّ متمسّكاً بمبادئه لاتأخذه في الله لومة لائم.





_____( أنتهى )_____





الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ



_( حيــــــــــــدرة )_

حيــــــــــدرة
09-12-2008, 09:14 PM
http://www.dalilulhaq.com/mostabser/shenasname/img/85.jpg




__( منصف الحامدي )__

البـــــــــــــــــــــــلد : تونـــس
المذهب السابق : مالكي




ولد عام 1966م بمدينة " سيدي خليف " في دولة تونس ، من أسرة تعتنق المذهب المالكي، واصل دراسته الأكاديمية حتى نال شهادة الديبلوم في الهندسة الميكانيكية، ثم شغل منصب رئيس قسم الدراسات لهذا الفرع.
تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1984م في مدينة " سيدي بو زيد " التونسية.




البحث الجاد والمعمّق:

كان دأب الأخ منصف التساؤل والبحث والاستفهام لاسيما في الأمور العقائدية والفكرية، ومن هذا أندفع للبحث الجاد والمعمق حتى آل به الأمر في نهاية المطاف إلى الاستبصار.

فيقول الأخ منصف: " قد لا تحمل قصة استبصاري شيئاً مثيراً ولا تضم في طياتها ما يلفت النظر، ولا سيما أنّها تحمل أموراً شخصية لا أحبذ الخوض فيها، ولكن أكتفي بالاشارة إلى الحركة الفكرية التي دفعتني إلى تغيير ركائزي العقائدية وصياغة مبادئها من جديد وفق الأسس التي توصلت إليها عبر البحث والتحقيق.


كان منشأ هذه الحركة هو مجموعة تأملات ونقاط استفهام طرحت نفسها لتكون دافعاً نحو البحث، وعندها طوّعت نفسي لرحلة استمرت سنوات، قرأت فيها جملة من كتب أبناء العامة المعتبرة عندهم، لأرفع بذلك الاستفهامات العالقة في ذهني، فاكتشفت عبر ذلك الكثير من الحقائق التي لم أكن مطلعاً عليها من قبل ".




البحث عن الفرقة الناجية:

ويقول الأخ منصف: " في الحقيقة كان لاستقامتي في البحث أثر في استبصاري، فكنت كثير التساؤل والاستفسار، وكان من جملة التساؤلات التي كان البحث عنها ذا تأثير كبير في صياغة مرتكزاتي العقائدية الجديدة هو الحديث المشهور المروي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ أمته تفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّهم في النار إلاّ فرقة واحدة .

ومن هذا الحديث أنطلقت نحو البحث والتتبع، لعليّ أصل إلى معرفة هذه الفرقة الناجية، وقد كنت مهتمّاً لإيماني أنّ عدم معرفة هذه الفرقة يعني الهلاك في النار، لذلك انطلقت في البحث بعزيمة قويّة وأصرار لكي أصل إلى النتيجة بعون الله سبحانه وتعالى.

كان لابد لي من معرفة أسباب وتاريخ حدوث الفرقة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنّها تمثّل لي معرفة جذور الانحراف التي منها تتبين معالم الفرق الضالة بعد معرفة أسباب نشأتها ودوافع ظهورها في الساحة الإسلامية ".




أثر رزية الخميس في نشوء الفرق الإسلامية:

يتجلى لكل متصفح في أحداث الصدر الأوّل للإسلام أنّ أهم الأسباب والدوافع التي كان لها الأثر الكبير في إحداث الفرق ونشوء المذاهب هي رزيّة يوم الخميس، وهي الحادثة التي وقعت في أواخر حياة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) التي كان لها بالغ الأثر في نشوء الاختلاف والفرقة بين المسلمين.

وقد ذكر هذه الحادثة كل من كتب التاريخ ودون الحديث كالبخاري ومسلم وأحمد وغيرهم بأحاديث صحيحة:
فأخرج البخاري عن ابن عباس، قال: " لما اشتدّ بالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه، قال: " ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده "، قال عمر: إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا. فاختلفوا وكثر اللغظ، قال: " قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع "، فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وبين كتابه " .

وعنه أيضاً بسنده عن سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس: " يوم الخميس، وما يوم الخميس!! اشتد برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه، فقال: " ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً " ـ فتنازعوا ولا ينبغي عند نبيّ تنازع ـ فقالوا: ما شأنه؟ أهجر؟ استفهموه. فذهبوا يردون عليه، فقال: " دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه "، وأوصاهم بثلاث، قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحوما كنت أجيزهم، وسكت عن الثالثة، أو قال: نسيتها " .

وعنه أيضاً عن ابن عباس قال: " لما حُضِرَ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال ـ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ: " هلّم أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده ". فقال عمر: إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر. فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): قوموا... " الحديث .

وأخرجه البخاري أيضاً في كتاب الاعتصام ، وكتاب الجزية وكتاب الجهاد بألفاظ متقاربة.

وأخرج مسلم في الصحيح عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنّه قال: " يوم الخميس! وما يوم الخميس! ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خدّيه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ". فقالوا: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يهجر ".


وأخرجه أحمد بن حنبل في المسند في مواضع متعددة .




دلالات رزيّة الخميس:

مما يلاحظ في هذا الحديث من قوله(صلى الله عليه وآله وسلم) " أئتوني بكتاب " لم يكن الأمر للإرشاد وإنّما هو دال على الوجوب، وذلك:

أوّلاً: إنّ قول " لا تضلوا " يشير إلى أنّ الكتاب الذي كان يريد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)كتابته إنّما هو يوجب العصمة من الضلال، وهو أمر يجب الحصول عليه امتثالاً لأمر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ولأهمّية مضمونه.

ثانياً: إنّ استياء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من فعلهم، وأمره لهم بالقيام، مع سعة ذرعه وشدّة تحمله وعظيم خلقه، دليل على أنّهم ارتكبوا أمراً عظيماً ما كان لهم أن يقترفوه.

ثالثاً: إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كان في حالة الاحتضار، فهو مشغول بنفسه ويصعب عليه كتابة الكتاب، وهذا يوحي أنّ المقام لم يكن مقام الأوامر الإرشادية، بل أنّه يستوجب الأوامر الالزامية المهمّة.

رابعاً: موقف ابن عباس وتوصيفه للحادثة بالرزية وبكاؤه بعد أنقضاء الحادثة دليل عن أنّ مخالفة أمر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كان فعلاً محرّماً قد فقدت الأمّة خلاله أمراً كان يستهدف عصمتها من الضلال.
ومن هنا فإنّ استصغار البعض للحادثة، إنّما هو محاولة لتبرير موقف عمر ومعارضته لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)!، وهذا التبرير لا يصلح أن يكون قرينة لما يبتغوه، لأنّ عمر كان كثيراً ما يعترض على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في مواقف كثيرة ومشهورة.





مخالفات عمر للسنة:

ذكر البخاري فيما أخرجه عن المسور بن مخرمة ومروان في حديث طويل ساق فيه خبر صلح الحديبية، قال: " فقال عمر بن الخطاب: فأتيت نبيّ الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: ألست نبيّ الله حقاً؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحقّ وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ قال: إنّي رسول الله، ولست أعصيه وهو ناصري، قلت: أو ليس كنت تحدثنا أنّا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى فأخبرتك أنّا نأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنّك آتيه ومطوّف به، قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر... " الحديث .


وفي رواية أخرى أخرجها البخاري أيضاً " أنه قال: فرجع متغيظاً فلم يصبر حتى جاء أبا بكر... " .

وفي رواية مسلم: " فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا، فأتى أبا بكر... ".

وهذا الموقف لعمر دلالة واضحة على مجادلته ومناقشته للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)وأنّه رجع متغيظاً من قول الرسول وغير راض بما سمعه منه (صلى الله عليه وآله وسلم).

كما لا يحق لعمر الاجتهاد في أمر قد قضى الله ورسوله فيه بالصلح، فقد قال الله سبحانه وتعالى: (وَما كانَ لِمُؤْمِن وَلا مُؤْمِنَة إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ
ضَلالاً مُبِيناً) .

ومن معارضات عمر أيضاً جرأته على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته عندما أراد الصلاة على عبد الله بن أبي رأس المنافقين فجاء عمر فجذبه من خلفه، وقال: ألم ينهك الله أن تصلي على المنافقين! فقال: إني خيّرت، فاخترت فقيل لي: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ )(2)، ولو أعلم أني إذا زدت على السبعين غفر له لزدت. ثم صلى عليه، ومشى معه، وقام في قبره، فعجب الناس من جرأة عمر على رسول الله !.

وبهذا يتضح لنا أنّ موقف عمر ازاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في رزيّة الخميس لم يكن مما يبعثنا على الاستغراب أو استبعاد ما صدر منه.

وهذا الأمر لم يتعلق بشخص عمر وحده، إذ لو كان كذلك لأسكته رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، بل استفحل الأمر واستشرى ووجد له أنصاراً قد اتفقت كلمتهم على منع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عن كتابة ذلك الكتاب، وكأنهم نسوا أو تناسوا قول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) .





لماذا لم يكتب الرسول الكتاب:

إنّ سبب عدم كتابة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الكتاب، لأنه وجدهم قد طعنوا به وهو لايزال على قيد الحياة، فإذا كان كذلك فكيف يكون الأمر بعد وفاته!.

والحقيقة أنّ الذين منعوا الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) من كتابة ذلك الكتاب لم يفعلوا ذلك إلاّ لأنّهم علموا أنّ الرسول يريد أن يؤكد استخلاف عليّ بن أبي طالب من بعده. ولأنّه سبق لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أن قال: " إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا "، وقال(صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه: " هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده "، ففهم الحاضرون أنّ الرسول يريد أن يؤكد ماذكره فيما سبق وهو التمسك بالكتاب وعترته، وسيد العترة هو عليّ (عليه السلام) ، وأغلبية قريش لا يرضون بعليّ (عليه السلام) ، فتقدمهم عمر ليصرح برفضه للعترة قائلاً: " حسبنا كتاب الله ".




أثر رزية الخميس بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم):

تعتبر رزية الخميس أوّل بروز رفض خلافة عليّ (عليه السلام) ! حتى ظهر بصورة عملية بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) واتفقت آراء رؤساء القوم على عدم الائتمار بقول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا المجال.

ومن هنا بدأت الفرقة في أوساط الأمة الإسلامية بدأت واتسعت يوماً بعد يوم حتى ظهرت البدع نتيجة الأهواء لفقدان الساحة للخلافة الرشيدة الموجهة للمسلمين، حيث مهّدت الأرضية لوقوع الخلافة بيد بني أميّة أئمة الضلال، ووقع التحريف في شريعة سيد المرسلين، ونشأت الفرق وابتلت الأمة الإسلامية بأئمة الجور والضلال.

وكان سبب وقوع كل هذا الكم الهائل من التشتت والتمزق في الساحة الإسلامية هو عدم تلبية أولئك الصحابة في قبول من يعصم الأمة من الوقوع في الضلال.


البحث لمعرفة الإمام:

يقول الأخ منصف: " وهكذا بدأت تتجلى لي بوضوح أسباب نشأة الفرق في الإسلام، كما عرفت أنّ الخلافة التي أرادها الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لم تكن كما ذهب إليه أبناء العامة، بأنّها مسؤولية إجتماعية ترتبط بحفظ شؤون النظام، بل هي شكلا من الولاية الإلهية وعهد إلهي كالنبوّة لمن يصطفيه الله من عباده، مع التأكيد على فارق هام هو أنّ النبوّة تأسيس للرسالة والإمامة حراسة لها ".
ويضيف الأخ منصف: " خلال مطالعتي للأحاديث النبوية الشريفة قرأت قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية "، فدفعني ذلك لمعرفة إمام زماني، فطالعت جملة من كتب الفريقين حتى تجلّت لي حقيقة وجود الإمام المهدي (عليه السلام) بوضوح، وكنت أنذاك في المرحلة الأولى في معهد الهندسة الميكانيكيّة.

وبمرور الزمان اكتملت صورة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في ذهني، فعرفت أنّ الإمام الذي جعله الله بلطفه حجّة على العباد، كما عرفت أنّ السبب الذي حجبنا عن رؤيته والاتصال به هو الظروف المتردية الحاكمة على المجتمع، وأنّه تعالى قد تمت حجّته على العباد، وأنّه عزّوجلّ حذّر الناس من الوقوع في الفتن التي تمنع وصول ألطافه تعالى إلى العباد، وذلك بقوله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) .




اجتياز بعض العقبات المانعة من الاستبصار:

يقول الأخ منصف: " إنّ من أهم الأسباب الموجبة للاهتداء ومعرفة الحقّ التقوى، وذلك لقوله تعالى: (إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) ، والفرقان هو النور الذي يقذفه الله في قلب الأتقياء فيتمكنوا به أن يميّزوا بين الحقّ والباطل، وبه يكشف الله الحجب عن فطرتهم لتميل قلوبهم وتندفع إلى الحقّ.

والعامل الوحيد الذي يدفع الإنسان للبحث عن الحقيقة بإخلاص ومن دون نيل أغراض أخرى الشعور بالحاجة إلى الهداية، وهو شعور ينطلق من الفطرة السليمة ومن النفس التي هذبها صاحبها لتكون مستعدة لتلقي الحقائق.

ولهذا بذلت غاية جهدي لأعيش حالة الاتصال الدائم بالله، وأظن أن هذا الرصيد المعنوي هو الذي مكنني للاهتداء والاستبصار، والذي جعلني متمكناً من التغلب على جميع الموانع التي اعترتني في هذا الطريق ".
وحيث كان الأخ منصف مجيداً للغة الإنجليزية والفرنسية أتاح له ذلك أن يوسع دائرة عمله التوجيهي في التبليغ والحوار مع الجاليات المختلفة، وهذا الأمر دفعه لمواصلة تتبعه في البحث والتوسع في معارف أهل البيت (عليهم السلام) ومنحه الرؤية الشمولية التي تمكّن بها من مواصلة طريق السمو والكمال في عبودية الله تعالى.







_____( أنتهى )_____





الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ



_( حيــــــــــــدرة )_

سمو العاطفه
11-12-2008, 11:27 PM
يرفع بالصلاة على محمد وآل محمد

ولائي للعتره
27-12-2008, 04:24 PM
اللهم صلٍ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم

بارك الله بيكم مولانا "حيدرهـ" على هالموضوع المهم !!

وحبذا لو كان الموضوع مثبت !! وحبذا لو كان عنوانه يدل على استبصار الاخوة ليكون جاذب للاخوة السنه ليدركو مدى انتشار التشيع وسط الاوساط السنية المثقفة !!

وحبا لو تسمح لي بوضع هذه المشاركة البسيطة والتي وضعتها مرة سابقة في هذا الصرح :

المستشار الدمرداش العقالي "مستشار الرئيس حسني مبارك في فترة من الفترات"

http://site.dalilulhaq.com/aleqali/ (http://site.dalilulhaq.com/aleqali/)

وأيضاً تفضل انظر لهذا الفيديو لأحد المستبصرين الفلسطينين وإستمع لقصته كامله "المستبصر صيدلي وكان يعمل في مدينة الدمام"

http://www.*******.com/watch?v=99vAv4U-trw (http://www.*******.com/watch?v=99vAv4U-trw)

وايضا تفضل هذه صفحة خاصه بمآلفات مجموعة من المستبصرين :

http://www.dalilulhaq.com/mostabser/index.html (http://www.dalilulhaq.com/mostabser/index.html)

وبسبب دراستي بضع سنوات في جده ولولا خوفي على الإخوة المستبصرين لسردت لك قائمة طويلة عريضـة بقائمة المستبصرين وبعضهم على قدر كبير من العلم سواء الاكاديمي او غيره http://www.alawale.net/vb/images/icons/icon7.gif
المستشار الدمرداش العقالي "مستشار الرئيس حسني مبارك في فترة من الفترات"

http://site.dalilulhaq.com/aleqali/ (http://site.dalilulhaq.com/aleqali/)

وأيضاً تفضل انظر لهذا الفيديو لأحد المستبصرين الفلسطينين وإستمع لقصته كامله "المستبصر صيدلي وكان يعمل في مدينة الدمام"

http://www.*******.com/watch?v=99vAv4U-trw (http://www.*******.com/watch?v=99vAv4U-trw)

وايضا تفضل هذه صفحة خاصه بمآلفات مجموعة من المستبصرين :

http://www.dalilulhaq.com/mostabser/index.html (http://www.dalilulhaq.com/mostabser/index.html)

وبسبب دراستي بضع سنوات في جده ولولا خوفي على الإخوة المستبصرين لسردت لك قائمة طويلة عريضـة بقائمة المستبصرين وبعضهم على قدر كبير من العلم سواء الاكاديمي او غيره http://www.alawale.net/vb/images/icons/icon7.gif

..

نســألكمـ الدعـــآآء

ولائي للعتره
27-12-2008, 04:27 PM
اللهم صلٍ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم

بارك الله بيكم مولانا "حيدرهـ" على هالموضوع المهم !!

وحبذا لو كان الموضوع مثبت !! وحبذا لو كان عنوانه يدل على استبصار الاخوة ليكون جاذب للاخوة السنه ليدركو مدى انتشار التشيع وسط الاوساط السنية المثقفة !!

وحبا لو تسمح لي بوضع هذه المشاركة البسيطة والتي وضعتها مرة سابقة في هذا الصرح :

المستشار الدمرداش العقالي "مستشار الرئيس حسني مبارك في فترة من الفترات"

http://site.dalilulhaq.com/aleqali/ (http://site.dalilulhaq.com/aleqali/)

وأيضاً تفضل انظر لهذا الفيديو لأحد المستبصرين الفلسطينين وإستمع لقصته كامله "المستبصر صيدلي وكان يعمل في مدينة الدمام"

(ولمن اراد مشاهدة الفيديدو فليضع بدل النقط كلمة "you tube" ولكن عليه ان يزيل المسافه في الكلمة"

http://www.*******.com/watch?v=99vAv4U-trw (http://www.*******.com/watch?v=99vAv4U-trw)

وايضا تفضل هذه صفحة خاصه بمآلفات مجموعة من المستبصرين :

http://www.dalilulhaq.com/mostabser/index.html (http://www.dalilulhaq.com/mostabser/index.html)

وبسبب دراستي بضع سنوات في جده ولولا خوفي على الإخوة المستبصرين لسردت لك قائمة طويلة عريضـة بقائمة المستبصرين وبعضهم على قدر كبير من العلم سواء الاكاديمي او غيره http://www.alawale.net/vb/images/icons/icon7.gif

..

نســألكمـ الدعـــآآء

عاشق الحسين بن علي الشهيد
08-01-2009, 04:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلى على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن اعدائهم


مستبصرة جديدة تدخل وتتممسك باهل البيت عليهم السلام نقلتها من احدى المنتديات


اترككم مع المستبصرة لقراءة سبب استبصارها

::::::::::::::::::::::::::::::::::

الصلاة والسلام على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها

اولا اقدم لكم نفسي اخوتي الكرام اخواتي الاعزاء انا ( ن ,ل ) من الجزائر تعرفت على موقعكم من خلال كثرة ما يذكرون ويكتبون عن شبكة شيعة الجزائر في الجرائد ومادمت حديثة العهد والنشاة في التشيع احببت ان القي نظرة ولو بسيطة حول ما يدور في الموقع والمنتدى بشكل خاص واروي لكم كيف تشيعت .

ففي بداية الامر حالي كحال كل الجزائريين لا نعرف الكثير عن اهل البيت عليهم السلام لا من حيث فضائلهم ولا حتى اسمائهم الكاملة وبدون خجل فكثير من الجزائريين لا يفقهون حتى المذهب المالكي الذي هو المذهب الرسمي للبلد فما عرفنا الا الحركة السلفية التي تنفر المرء عن الدين وكانوا السبب على حسب ملاحظتي في ابتعاد الكثير عن الالتزام بالدين ولا اكذب عليكم عندما اقول لكم اني كنت واحدة من هؤلاء .

ترجع سبب استبصاري او اعتناقي للمذهب الامامي منذ ما يقارب عامين بعد محنة ومصيبة مرت علي قطعت فلول عظمي قبل ان تمزق الياف كبدي وهي اني تزوجت من شخص هو اعز انسان لي في الحياة واحب الاشخاص لي فكان فارس احلامي الذي كنت ابحث عنه منذ ان عرفت انوثتي فكان كل ما يهمني ان اجعله سعيدا وبل اسعد الناس لكن المكتوب كان يحضر لي في مفاجاة قاسية غيرت الكثير من شؤون حياتي بل حتى جسدي ولون بشرتي بعد زواج دام اكثر من 5 سنوات اكتشفت التحاليل الطبية اني عاقر وكانت النتائج صدمة لي وازداد الحزن اكثر ليس على نفسي فحسب وانما على زوجي الذي عاهدته ان يكون اسعد الرجال ولكن لم يوفقني الله ان اكون سببا في جعله ابا لاطفال يلعب كباقي الرجال مع ابنائهم ويذوق حلاوة البنون وزينتهم .

فعملت كل ما في وسعي بكل جهد وصبر ومشقة لكي اعالج نفسي ولكن دون جدوى وزاد من ارهاق نفسي مساعدة اهلي لي وباعوا كل ما يملكونه من الغالي والنفيس لكي اجري بعض التداوي في خارج الوطن فرحلت الى فرنسا وانا احلم ان يشفيني الله وارجع لرب بيتي لكي انجب مولودا ادخل به السرور على قلب زوجي ولكن بعد كل العطاء والاسراف اللا محدود اكدوا لي البروفيسورات والاطباء ان الامل من الشفاء شئ من الخيال .

فكان زوجي يحفظه الله دائما صابرا ويصبرني ان الامر في يد الله وليس في يد احد بعد كل الشقاء والتعب لان العقم لا يستيطع اي شخص ان يشعر به الا العاقر التي ذاقت جراحا في مشاعرها والاما في نفسيتها فكان يتحسس الامي ويشجعني بالصبر والشئ الذي كان يصب الملح على جرحي هو شعوري بحزني واشعر بعد ملاحظته كيف يكون من شدة الشبق والاشتياق عندما يرفع رضيعا واسمعه ينادي بصوت خفيف اللهم ارزقني بطفل ولا تخيب املي فتبكي عيني دما وقلبي قيحا كلما اسمعه يدعوا في صلاته او مع ابناء اخوته .

والذي زادني هما هو الظلم الذي لحقني من والدة زوجي التي كانت من حين لاخر تجرحني وتقول لي ابني لا يستطيع ان يصبر اكثر مما صبر فالبيت الخالية من الاطفال هي بيت العجائز والمرضى فكلامها جرحني حتى اصبحت اعيش جحيما وكابوسا اثاره مازالت الى يومنا ظاهرة علي، فهنا لم استطع ان اتحمل كل انواع الاهانات والمذلة والسخرية من طرف عائلة زوجي فطلبت من زوجي الطلاق اكثر من مرة فكان يرفض ويحذرني من عدم تكرار ذلك .




في أحد الأيام ركبت حافلة مكتظة بالاطفال في الكراسي الامامية فوجدت مقعدا شاغرا في اخر الحافلة فتوجهت اليه وانا انظر الى الاطفال بنظرة حنان وتسليم وحب وهم يلعبون بعد خروجهم من المدرسة فجلست في مؤخرة الحافلة واذا بي اجد كتابا على المقعد الذي بجانبي وهو مفتوح فتخيلت انه لاحد التلاميذ فسألت الأطفال ان كان الكتاب لأحد منهم فقالو ليس لأحد منا فحملته واخذت اتصفح فيه واذا بعيني تسقط على عنوان لقصيدة التوسل بفاطمة الزهراء عليها السلام للشاعر الخطيب الشيخ محسن الفاضلي وهي كالتالي :

فــجــاء بحمـد الله مــا كـنت ابـتـغي********** فابديت للمعبود خـالقي الشكـرا

اجل هي روح المصطفي كفء حيدر********** وأم أبيها هـل ترى مـثله فـخـرا

حـوت مكرمات قطُّ لم يـحوغـيرهــا ***********فمن بالثنا منها الا قل لنا احرى

وسـيـلـتـنـا والله خــيـر وســيـلــة ******* بحق كما وهي الشفيعة في الاخرى

ايا قـاتـل الله الـذي راعـهـا وقـــد **********عليها قسى ظلما وروعها عصرا

وســـود مـتيـنهـا واحــرق بـابـهـا********* واسقطها ذاك الجنين على الغبرا

أيـا مــن تـوالـيهـا اتنسى مصابها********** وتسلو وقد امست ومقلتها حمرا

من الضرب ضرب الرجس يوم تمانعت *******بان يذهبوا بالمرتضى بعلها قسرا

و عـادت تـعانـي هـظمـهـا ومـصابها ********بفقد ابيها وهي وا لهفتا عـبـرى

الى ان قضت روحي فداها ولا تسل******** عن احوالها والله من كلنا ادرى

فاصبحت اركز على الابيات وانا في حالة من الذهول فاول بيت( فجاء بحمد الله ما كنت ابتغي) اصابني بشئ من الشعور جعلني اقرأه واكرره واقول يا رب يا رب يا رب وبما اني كنت الوحيدة في عائلتي والطفلة الوحيدة لدى اهلي حيث كنت مدللة عند والدي ويفتخر بي في كل مناسبة وانا افتخر به امام اصدقائي فاصبحت اذل الناس واحقرهم سمعة فزادت عيني بكاء حتى بقي كل الاطفال ينظرون الي ويتمتمون فيما بينهم اني ربما مختلة عقليا بمجرد أن امكست الكتاب بدات بالبكاء فرفعت راسي واذا ارى في كل مرة شخص يدير راسه لكي ينظر الي متعجبا , وكلما اقرا بيتا تزداد حالي هولا وهلعا فاذا قرات الوسيلة اتفكر كل الوسائل والسبل التي جربتها واذا وقفت عند الظلم اتذكر الظلم الذي تعرضت له واذا توقفت عند الجنين اقول اصبحت دون حول وقوة كالجنين الذي اكدوا لي الخبراء لا داعي لانتظاره واذا قرأت حرق الباب اتذكر ما قالته لي سلفتي بعد تهديدي بحرق باب داري ان لم اغادر زوجي ومصابها مصيبتي وانا اصلا لم اكن اتمعن في في مفهوم البيت الشعري ولم اكن اعرف حتى انه خصيصا لفاطمة عليها السلام بل تخيلت امراة اسمها فاطمة .

فلم استطع قراءة كل القصيدة حتى أغلقت الكتاب وانا اشهق بالبكاء وفي حالة يرثى لها فبعدما وصلت الى داري دخلت والقيت نفسي في السرير لابكي على حالي والكتاب مشدودة عليه في يدي بكل قوة ولم اكن اعرف لماذا فنمت بعد ان فرغت الدموع وغلبني النعاس واذا بي ارى امراة تتقدم نحوي وانا جالسة على صخرة ساخنة كلما احاول النهوض منها يؤلمني ساقي من شدة الحر ولا ارى الا النور يسطع من وجهها الى درجة لم استطع حتى التأمل في وجهها النوراني فوصلت الي ومسكتني من يدي وقالت لي انا فاطمة ام ابيها اعطني يديك وقد سلمك الله من كل هم وغم فتمكنت بعد مساعدتها لي من النهوض من الصخرة ، وبعدها استيقظت من النوم فزعة وكان وقت العصرقد اقترب .

فسبحان الله وبحمده الذي لا اله الا هو، شعرت بشعور غريب لم اشعربه منذ ان عرفت حالي وكأن اثقالا كانت فوق جسدي تلاشت كليا حتى لم اشعر بها .

فدق الباب ودخل زوجي فرايته ينظر وكانه يبحث عن شئ وقال لي من اين هذه الرائحة الطيبة هل اشتريتي ازهارا او عطرا جديدا فقلت له متعجبة نعم حتى اشم هذه الرائحة لكن قد تكون من النافذة ومصدرها الجيران فنهضت وغسلت وجهي وزوجي ينظر لي في حالة تعجب ويسالني هل انا بخير فرددت عليه نعم، الحمد لله على سلامتك انا بخير ما دمت انت بخير فسالني ما هذا الكتاب هل هو حول الطب فقلت له لا، وجدته في الحافلة وسالت الجميع من هو صاحبه فلم اجده من المفروض اتركه في الحافلة فلا اعرف كيف هو في يدي واتيت به فاستغفرت الله وقلت اصبحت اتصرف بشكل غير واعٍ .

ففي الليل قبل النوم حكيت له المنام فاستبشر خيرا فقال لي اول مرة يسمع باسم ام ابيها فهو غريب عنا فتفكرت الكتاب فرجعت اليه لكي القي نظرة فوجدت الكتاب مجموعة من الاشعار كانت كلها تخص الائمة المعصومين عليهم السلام لكني لم افهم منها الا القليل ظاهرا .

وفي اليوم الثاني اشعر بداخلي احساس غريب يدفعني لكي اعرف من هذه ام ابيها ومن هي فاطمة ام ابيها فسالت جارتنا فاخبرتني انها فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله وبمجرد أن سمعت انها فاطمة بنت محمد صلوات الله عليه واله قلت لها ساعيد لك الكتاب مرة اخرى للاطلاع عليه .

كما ذكرت في المقطع الاول بعد الرؤيا اصبحت اشعر بشعور غريب فبعدما كنت فقدت كل ذوق واعتزلت العالم افكر في كيفية الابتعاد عن زوجي لكي يعيش حياته كباقي الرجال واقنعه بطلاقي اصبحت نشطة بحمد الله وكأن قوة في داخلي تدفعني لاعرف من هذه ام ابيها اللتي اخذت بيدي وساعدتني في التخلص والوقوف من صخرة ساخنة وحارة وتنظر الى الكتاب الذي بيدي .

خرجت في اليوم التالي لاشتري كتاب تفسير الاحلام لابن سيرين فحاولت تفسير الرؤيا ولكن لعدم تجربتني في هذه الامور العرفانية لم افهم الا ان الرؤيا فال حسن وبشارة خير ففرحت واستبشرت خيرا فعزمت على معرفة سيرة فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله لان بعض المصطلحات التي وجدتها في القصيدة اثرت علي وشغلت ذهني حول المصيبة التي حلت بها والجنين الذي اسقط لانه من خلال القصيدة وجدت بعض المصطلحات غريبة وهي التي دفعتني لاعرف تفاصيل اكثر وبالخصوص اني رايتها في منامي فذهبت الى المكتبات العمومية لابحث عن كتب عن فاطمة عليها السلام فلم اجد اي كتاب ماعدى كتاب: (رجال حول رسول الله) فاطلعت على الفهرس ولم اجد شيئا حول فاطمة فقضيت كل اليوم ابحث دون جدوى فخطر ببالي (الإنتر نت) فقلت قد اجد بعض الشئ ولكن كل ما كنت ابحث عنه كان موجودا في (النت) .

كتبت عبارة (التوسل بفاطمة الزهراء عليها السلام) فخرجت العشرات من الصفحات وكانت كلها او أغلبها من مواقع شيعية ، وبدات اطلع على سيرتها منذ الولادة حتى وفاة رسول الله فصدمني خبر او راوية الميراث التي منعت منه وكدت لا اصدق فكيف تمنع فاطمة من ميراثها ويكذبها القوم وتحديدا (ابو بكر وعمر) !!!

هل أن فاطمة طالبت بحقوق ليست لها ؟ وهل فاطمة تكذب عندما تقول أورثني والدي ارض فدك ؟ وهل فاطمة بنت نبي الاسلام تريد أن تغتصب ممتلكات ليس لها ؟

بقيت هذه الاسئلة تراودني وتخطر ببالي حتى قررت ان اتاكد منها بعد تحقيق اجريه واعرف كل ما اجهله عنها سلام الله عليها وكان اول يوم في بحثي بدات فيه بالدعاء واخذت الدعاء او الاستغاثة بها عليها السلام وقد قراتها اكثر من الف مرة حتى شعرت بحالة لم اشعرها في حياتي من قبل وتحسنت حالتي النفسية كانه امل دخل الى قلبي , وواضبت على الدعاء لمدة اسبوعين ولم اتخل عنه في اي صلاة وفي فترة البحث اكتشفت مظلومية الزهراء بعد تاكدي انها احداث تاريخية حقيقية لان جميع المصادر اثبتت ذلك ورسول الله يقول لا تجتمع امتي على ضلالة يعني مادام ان هذه الروايات موجودة في كل الكتب السنية الشيعية فما الداعي لانكارها او التهرب منها و إخفائها عن الاجيال ؟؟؟

هنا صدمتني الصدمة الحقيقية فبدات اكتشف كيف ظلمت ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله وكيف سكتت الامة على ظلمها وكيف تخاذل الصحابة على حرم رسول الله وقبلوا بالامر الواقع لاسباب مادية ومطامع دنيوية وبولاية بلدة كذا وكذا فكان هذا الاكتشاف صدمة قوية على نفسيتي حتى نسيت همي ونسيت حتى ما وقع لي فبقيت حائرة في امري واقول اي ضمير هذا يتجرأ على اتهام سيدة نساء العالمين انها تريد اغتصاب ما ليس هو لها ؟ واي ضمير يقبل ان يعتدى على الزهراء وتتهم وتكذب ؟

فهل نصدق ابا بكر وعمراللذين ولدا في الجاهلية وعاشا معظم عمرهما في الجاهلية أم نصدق بنت رسول الله التي ولدت في عهد الاسلام وتربت في بيت النبوة ورضعت الإيمان وترعرعت في حضن التقوى بين يدي رسول الاسلام .



و من باب مظلومية فاطمة اعلنت اني مع فاطمة وفي صفها وخلفها صدقتها لما ادعت وامنت بما طالبت واستخلصت ان الاخرين اعتدوا عليها وخانوا الامانة التي تركها رسول الله لامته, وبعد هذه المظلومية المؤلمة المؤسفة انتقلت الى مظلومية الامام علي عليه السلام حيث ضحى بميراث فاطمة والنخوة لاجل مصلحة الاسلام ورفع مصلحة الاسلام فوق مصالحه الشخصية عليه السلام بينما الاخرون رفعوا مصالحهم وتشاجروا في بيت سقيفة بن ساعدة ورسول الله لم يدفن بعد !!!

من مظلومية انتقل الى مظلومية ومن مصيبة اسقط في مصيبة وانا اعيش التاريخ بعين باكية وقلب محزن وجلد مقشعر واقول يا ويلي اين نحن من كل هذا ولم نسمع به وبل المصيبة الاعظم علمونا لكي نتربى على حب من اعتدو على اهل البيت واكرهوننا على ناخذ ديننا عنهم منذ نعومة اظفارنا ونحن لا خبر ادى وخبر جاء .....

كانت البداية صعبة والحيلة تدبني من حين لاخر والقلق يسود ذهني في كل فترة واقول ايعقل ان يكون حوالي مليار من المسلمين لا يعرفوا هذه الحقائق !!

فالشئ الوحيد الذي رسخ ايماني وقوى من عزيمتي هي قرائتي لقصص المستبصرين عبر الانترنت والكتاب الوحيد الذي اعجبني كثيرا هو (الزام الناصب بامامة علي ابن ابي طالب) فهذا الكتاب هو كاس الماء الذي اراحني من العطش الشديد حيث قررت نهائيا ان اكون من شيعة فاطمة واكون من شيعة علي وكل الائمة المعصومين الشهداء بدءا من مظلومية سيدة نساء العالمين عليها السلام و لم يمض شهران حتى تنفست..

وقلت الحمد لله الذي لا اله الا هو فاين هي مشكلتي لو قارنتها مع المصائب والمحن التي حلت بأطهر الناس واين انا من الذين لا يقاس بهم احد من فضلهم وعلوهم.

وفي احد الايام وانا ادعوا بالدعاء الذي ساكتبه لكم في المرة القادمة ان شاء الله بدات اشعر باوجاع في معدتي اوجاع ليست كالتي تشبه الم المعدة او المصران كما يقال له بالعامية الجزائرية بل شئ جديد علي فذهبت لزيارة الطبيبة حتى اخبرتني اني حامل في الشهر الثاني فاغمي علي من شدة الفرح حتى كدت لا اصدق واقول الحمد لله على كل نعمة وبلية يا رب اشكرك وانت خير ولي نعمتي وختمت حمدي بالثناء على فاطمة الزهراء صلوات الله عليها واكثرت من الصلاة على محمد واله حتى لم استطع النظر من كثرة البكاء فدخلت الى البيت امشي كالمجنونة من حيث السرعة لاخبر زوجي عن الخبر الذي يفرحه فوجدته قد بدأ الصلاة فانتظرته حتى انتهى من صلاته فقلت له ببركة ام ابيها انا حامل .

لا استطيع ان اصف لكم كيف شعر بالفرح وبالخصوص انا الذي وعدته ان يكون اسعد رجل في الدنيا فحكيت له بالتفاصيل من هي ام ابيها وكيف اصبحت ادعوا للتوسل واستغيث بها ولم اكن قد تشيعت بعد عندما بدات في التوسل فقط من باب نية صادقة وروح طاهرة تؤمن بكل ما هو طاهر وترفض ما عدا ذلك فرزقني الله طفلا اجمل ما يكون وسميته (علي) تيمنا بالامام علي المرتضى .

اخوتي في الله لا تبخلوا بنشر هذه القصة اينما حللتم فبفضل ريحانة المصطفى وزوج المرتضى رزقني الله طفلا بعد ان عانيت العقر والتعب ومن اجل قداستها ومكانتها استجاب لدعائي ودعاء كل من ساعدوني لكي اشفى من مرضى ، فلا تبخلوا ان تنصحوا كل مريضة ومريض ان يتوسل بسيدة نساء العالمين.

احبتي في الله اكتب وعيني تذرف دموعا على ما وفقت له من نعمة الولاية وتعرفي على ام ابيها والبراءة من اعدائها والالتزام بطهارتها والسير على سيرتها الطاهرة المعصومة .

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها .

الحمدلله على نعمة الولاية
نسألكم من فيض دعائكم

::::::::::::::::::::::::::::::::

الرجاء من الجميع اي شخص لديه قصة استبصار شخص يضعها حتى تكون هذي اللوحه لقصص المستبصرين

نسألكم الدعاء

trouble maker
08-01-2009, 05:01 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد وثبتها على ولاية علي ابن ابي طالب عليه السلام
مشكو اخي على النقل والله يثبتها على الحق ان شاء الله.

حيدر القرشي
08-01-2009, 05:05 AM
اللهم صلى على محمد وال محمد
وهذه من بركات سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها
مبروك لاختنا الجزائرية عناية سيدتنا الزهراء بها

عاشق الحسين بن علي الشهيد
08-01-2009, 05:14 AM
اشكر اخواني في ادارة المنتدى على تثبيت الموضوع وجزاكم الله الف خير

عاشق الحسين بن علي الشهيد
08-01-2009, 05:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قصة استبصار كاتبه من علماء السنة قصتها حزينه جدا اترككم مع سبب استبصارها

اسم الاستاذه المستبصره لمياء حماده




مولدها ونشأتها : ولدت في سوريا عام 1965م ، وترعرعت في أجواء عائلة تنتمي إلى المذهب الحنفي ، واصلت دراستها الأكاديمية حتى تخرجت عام 1987 م من كلية الشريعة في جامعة دمشق.

الإنفتاح على الرؤى الجديدة في الجامعة : تقول الأخت لمياء عن فترة دراستها في الجامعة : دخلت علينا ذات يوم طالبة جديدة تتمتع بشخصية متينة ويبدو على سيمائها علامات النبل والخير والصلاح ، فإستفسرنا عنها فتبيّن أنّها عراقية ، كانت تواصل دراستها في كلية الطب في العراق ، لكنها بعد الهجرة إلى سوريا حبذت الدراسة في كلية الشريعة من أجل رفع مستواها العلمي بالأمور الدينية.

وهم نسجناه على منوال أسلافنا : وتقول الأخت لمياء : ثم تبيّن لي ولباقي الطلاب أن الأخت بتول تنتمي إلى مذهب التشيع ، فاصبح ديدننا التحرش بها والسخرية والإستهزاء بها ، لأننا كنا نحسبها وفق ما كنا نعتقد أنها غير مسلمة!! وأنّها ممن يعبدون عليّ بن أبي طالب ، ويتهمون الأمين جبرائيل بالخيانة في تسليمه الرسالة إلى محمد (ص) ، وأنّهم من الغلاة الذين يرفعون منزلة أئمتهم إلى درجة الألوهية ، ويسجدون للحجر من دون الله ، وأنّهم أشدّ على الإسلام من اليهود والنصارى ، ولكن كانت الأخت بتول رغم كلّ الإتهامات الموجهة اليها ، تقابل الجميع بروح طيبة وتتعامل مع الجميع بلين ورفق ، وتحاول أن تتجنب إثارة أية حساسية بينها وبين الآخرين.

اللقاء الأول بالشخصية الشيعية : وإستمر الوضع على هذا المنوال ، حتى صادف ذات يوم أنني تأخرت عن موعد المحاضرة ، فلم أجد مكاناً للجلوس سوى جنب هذه الفتاة الشيعية التي كنت أتجنب من التقرّب اليها فيما سبق ، فجلست بجنبها وأنا مستاءة من الوضع ، لأنني شعرت بحالة من الإشمئزاز تحيط وجودي نتيجة قربي منها ، ولكنني حاولت أن أسيطر على إنفعالاتي ، وقلت في نفسي : مالي وشأنها ، دع كل منّا على دينه ومذهبه ، فكل إنسان يتحمل بنفسه تبعات العقيدة التي يختارها.
وصادف أن كان موضوع محاضرة الأستاذ في ذلك اليوم حول الشيعة والتشيع ، وجعل الأستاذ يطعن بالتشيع ويستهزىء بأفكارهم ، فالتفتُ إلى بتول فرأيتها مستغربة مما يقال عن مذهبهم ، وإستمر الوضع على هذا المنوال حتى إنتهت المحاضرة ، والأخت بتول متذمرة من الوضع وقد بان على وجها عدم الإرتياح من محاضرة الأستاذ ، فالتفتُ اليها قائلة : ما لي أراك مستاءة ، أليس ما قاله الدكتور المحاضر عنكم صحيحاً؟
فإبتسمت بتول وقالت : إذا كان هذا هو مستوى تفكير الأستاذ فلا لوم على الطلاب ، وإذا كان هذا مستوى وعي الطلاب فلا لوم على عامة الناس ، فقلت لها : وما الذي تقصديه؟ ، فقالت : أقصد أن ما ذكره الأستاذ حول الشيعة والتشيع ليس إلاّ مجرد أوهام وإدعاءات كاذبة ، وأنّ التشيع بريء من جميع هذه الأمور التي يتهمه بها من لا يخشى الله فيما يقول ، ثم حاولت الأخت بتول أن تسيطر على زمام إنفعالاتها النفسية ، ثم أبدت إستعدادها للبحث مع لمياء وطلبت منها تمنحها فرصة أكبر لتبيّن لها المزيد من حقائق الأمور ، فقبلت لمياء ذلك وتم الإتفاق أن يذهبا معاً إلى الكافتيريا.

المصادر الحقيقية للتعرف على التشيع : فلما إستقر بهما المكان في الكافتيريا وتوفر الجو المناسب لفتح باب الحديث بعد تناول القهوة.
قالت بتول : هل صادف أن قرأت كتاباً حول التشيع ، ليكون تقييمك لهم عن دليل وبرهان لا عن تبعية وتقليد؟ لمياء : نعم ، قرأت بعض الكتب من قبيل كتب أحمد أمين وغيرها ، بتول: هذه الكتب في الحقيقة لا يصح الإعتماد عليها لمعرفة التشيع ، لأنّ في نفوس مؤلفيها شائبة نحو التشيع وهم ممن ليس بوسعهم أن يكتبوا بموضوعية حول مذهب أهل البيت (ع) ، والحل أن يرفع الإنسان مستواه العلمي في المجال العقائدي ، وأن لا يبادر إلى تقييم أي مذهب إلا بعد التعرف على آرائهم من كتبهم.

المذهب الجعفري والمذاهب الأربعة : قالت لمياء لبتول : إنّ المذاهب الإسلامية أربعة لا غير ، وأن ما سواها فليس من الإسلام في شيء!
بتول : إنّ المذاهب الأربعة قد أخذ بعضهم عن بعض ، فأحمد بن حنبل أخذ عن الشافعي ، والشافعي أخذ عن مالك ، ومالك أخذ عن أبي حنيفة ، وأبو حنيفة أخذ عن جعفر الصادق ، وهو الإمام الذي تتلمذ على يديه أكثر من أربعة آلاف فقيه ومحدث.

بعض الشبهات الواهية ضد الشيعة : ثم حاولت الأخت لمياء أن تطرح على طاولة البحث شبهة كانت عالقة في ذهنها حول الشيعة فقالت لبتول : سمعت إنكم تعبدون عليّاً وتقدسونه ، فهل يسعك ، أن تبيّني لي أسباب ذلك؟! ، بتول : هذا إفتراء بالنسبة إلى أتباع مذهب أهل البيت (ع) ، ونحن إنما نعتقد بإمامة الإمام عليّ (ع) وأنه أحق بالخلافة من غيره بعد رسول الله (ص) ، لمياء : أخبريني عن قولكم بخيانة جبرئيل؟ ، بتول : هذه أيضاً تهمة قد الصقت بنا من قبل المخالفين من أجل تشويه سمعتنا ، وإنّ من له أدنى معرفة بعقائد الشيعة يعلم أنّهم يعتقدون بعصمة الأنبياء والأئمة رغم كونهم من البشر ، وإنّ دلّ هذا على شيء فيدل من باب الأولى على قولهم بعصمة ملك مقرب عند الله وهو جبرئيل.

بوادر نشوء الشكوك والحيرة : تقول الأخت لمياء : ثم تطرقنا إلى مواضيع عديدة ، وبعد إنتهاء الجلسة شعرت بخطئي في مجال تعصبي لمذهب أجهل الكثير من صحة أدلته ومبانيه ، وأحسست أنني بحاجه إلى تخصيص جملة من وقتي للمطالعة والتنقيب حول الأمور العقائدية والدينية ، كما أنني بعد إنتهاء الجلسه شعرت بزوال أي نفور أو كدورة إزاء مذهب التشيع ، ثم أُثير هذا التساؤل في نفسي : يا ترى هل يأتي يوم أجد فيه نفسي منتمية للتشيع ، فإرتعدت فرائصي وأسرعت لامحاء هذه الصورة من ذهني ، وقلت في نفسي ، إستبعد مجيء هكذا يوم ، لانني لا يسعني تصديق كون آبائي وأجدادي كلهّم على ضلال وأن أكون أنا الوحيدة من بين عائلتي على الحق.

طلب المزيد من العلم : وبعد أيام عدة جاءت بتول لزيارة لمياء إلى بيتها ، فإنساق الكلام بينهما حتى دار حول القرآن الكريم ، فقالت لمياء : يُقال أن لكم مصحفاً خاصاً بكم ...؟ ، بتول : هذه مقولة من يريد تمزيق وحدة المسلمين ، وتفريق صفوفهم ، وليس لنا قرآناً غير ما هو متداول بين المسلمين ، لمياء : أرجو أن تبيني لي المزيد من الحقائق حول الشيعة والتشيع ... حدثيني عن أدلتكم في أحقية عليّ بن أبي طالب في الخلافة ، حديثني عن الحسين (ع) ، وعن سبب بكائكم عليه ، حدثيني عن توسلكم وتبرككم بأضرحة أئمتكم ، حدثيني عن سبب إختلافنا معكم في طريقة الوضوء وبعض أجزاء الصلاة و ...

بداية التوجه إلى المطالعة والتحقيق : عندها مدّت الأخت بتول يدها إلى حقيبتها وأخرجت منها مجموعة من الكتب وقالت للمياء : من أهم الاُمور التي دعتني للإعجاب بشخصيتك هي تطلعك نحو العلم والمعرفة ، فلهذا حملت معي عند مجيئي اليك بعض الكتب المؤلفة من قبل المستبصرين الذين كانوا من أهل السنة ، فغيروا إنتماءهم بعد البحث وإعتنقوا مذهب التشيع ثم ألفو حول إستبصارهم ، فأحببت أن أقدّم لك هذه الكتب ، لتتمكني بعد مطالعتها من رفع مستواك العلمي والديني ، بمذهب أهل البيت (ع) ، والحصول على إجابة الأسئلة التي تدور في ذهنك حول الشيعة والتشيع ، ففرحت الأخت لمياء بذلك وتقبلت منها الكتب بشوق ورحابه صدر.

المفاجأة بقضية رزية الخميس : إنكبت لمياء بعد ذلك في فترات فراغها على قراءة هذه الكتب بتأمل وإمعان ، وكانت كلما تقرأ تجد أنها تكتشف الجديد في العلم والمعرفة الدينية ، وتقول الأخت لمياء : كانت أكثر قضية أثارت إهتمامي بعد معرفتها ، هي رزية يوم الخميس وموقف الصحابة عندما طلب منهم النبيّ (ص) وهو على فراش العلة قبل وفاته أن يأتوا له بكتف ودواة ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبدا ، فإستغربتُ من موقف الصحابة حينما إطلعت عليه في كتب المستبصرين ، ولكنني ترويت ، وأحببت أن لا أستعجل في الحكم إلاّ بعد الحصول على اليقين.
فقمت بمراجعة كتب أهل السنة التي ورد أن هذه القضية التاريخية قد وردت فيها من قبيل صحيح البخاري وصحيح مسلم ومسند الإمام أحمد وتاريخ الطبري وتاريخ إبن الأثير ، فتفاجأت بعد التأكد من صحة نقل هذه القضية في كتبنا المعتبرة ، وعرفت أنني بحاجة إلى غربلة الكثير من معتقداتي وتمييز الصحيح والسقيم منها عن طريق البحث والتنقيب.

الإستبصار وإزاحة دواعي الإنحياز الوهمي : واصلت لمياء مطالعتها وبحثها حتى بانت لها الحقيقة ، ووجدت نفسها تقترب بصورة تدريجية من فكر أهل البيت (ع) ، ولم تمض فتره حتى إستقر رأيها على تغيير إنتمائها وإعتناق مذهب أهل البيت (ع) ، فلم تجد أمامها سوى عقبات
نفسية ، فتوجهت إلى بارئها بإخلاص ، وطلبت منه أن يمنحها قوة إجتياز العقبات التي إعترت طريقها ، فاحست بعد ذلك أنّها قادرة على حسم هذا الصراع النفسي الذي عانت منه في الآونة الاخيرة ، فإتخذت قرارها النهائي إعتنقت أخيراً مذهب أهل البيت(ع) ، وتقول الأخت لمياء حول الفترة التي أعقبت إستبصارها : تأسفت كثيراً على الماضي الذي عشته بلا بصيرة ولا وعي ، ثم شكرت الله لتوفيره لي الأجواء المناسبة للإستبصار والإهتداء إلى سبيل الحق.

أول إعلان عن الإستبصار : صادف إستبصار لمياء أيام العشرة الأولى من شهر المحرم ، فلما التقت ببتول رأتها لمياء في رداء الحزن والأسى ، وقد بان الإنكسار على وجهها ، فإستفسرت منها الأمر ، فأخبرتها بتول بملحمة عاشوراء وكيفيه مقتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه بأيدي أهل الجور والظلمة والطغاة ، فتأثرت لمياء بذلك ، وإنحدرت دموعها على خديها وتفاعلت مع المصيبة التي جرت على عترة الرسول (ع) ، ثم أخبرتها بإستبصارها وطلبت منها أن تأخذها معها إلى المآتم المنعقدة لإقامة العزاء على الإمام الحسين(ع) ، فتفاجأت بتول بذلك وجعلت تنظر إليها بإستغراب ، فإحتضنتها لمياء وضمتها إلى صدرها ، ثم قبّلت ما بين عينيها ، وقالت لها : لا يسعني أن أشكرك على ما قمت به من توفير أسباب إستبصاري وهدايتي وإنقاذي من الظلمات والجهل والإنتقال إلى عالم النور والعلم والمعرفة.

مواساة العترة في أحزانهم : ثم ذهبت لمياء مع بتول للمشاركة في المأتم الحسيني ، حيث تقول في هذا المجال لمياء : رأيت الناس في المأتم الحسيني تبكي فتذرف الدموع الغزيرة ، فبكيت معهم وإستلهمت في ذلك المجلس الحسيني الكثير من المعاني النبيلة التي منحتني القوة والشجاعة والتضحية ، وإستنار وجودي بسيرة الإمام الحسين (ع) وشعرت أن الدموع التي أذرفها أنّها تغسل معها جميع الشوائب والأدران العالقة في قلبي ، وشعرت في وجودي بعد إنتهاء المجلس بطهارة القلب ونقاء البصيرة وإستنارة العقل وطمأنينة النفس.

الصمود أزاء التيارات المعاكسة : بادر أهل لمياء وأقاربها وأصدقائها بعد إستبصارها بإستخدام شتى الأساليب لإرجاعها إلى ما كانت عليه ، لكن باءت جميع محاولاتهم بالفشل ، فتركوها لشأنها بعد ما واجهوا صمودها وإستقامتها في الثبات على مبادئها التي إعتنقتها عن دليل وبرهان ، ثم قامت لمياء بدورها لدعوتهم إلى مذهب أهل البيت (ع) ، وبيّنت لهم الأدلة التي إعتمدت عليها في إنتمائها إلى التشيع ، فإقتنع إثنين من أخواتها وإستبصرا على يديها ، فوفرا معاً أجواء تحيطها هالة من المعنوية في ظل حديثهن عن فضائل أهل البيت (ع) ، وغدت كل واحده منهن تشجع الأخرى على تعميق الصلة بتراث أهل البيت (ع) والعمل وفق ما روى عن رسول الله (ص) عن طريق عترته المعصومين والميامين الأبرار.

مؤلفاتها :
1 ـ " أخيراً أشرقت الروح " : صدر عام 1421 هـ ـ 2000 م عن دار الخليج العربي للطباعة والنشر ، طرحت المؤلفة في بداية الكتاب قصة إستبصارها ، ثم تعرضت في بقية الكتاب لحياة عائشة زوجة النبيّ (ص) ، تقول في المقدمة : " إنّ التحليل الموضوعي والدراسة المستوعبة لحياة الجيل الذي عاش مع النبيّ (ص) ـ والذي كان له الدور الأكبر في رسم المستقبل السياسي والثقافي للمسلمين ـ يكشف لنا الواقع الصحيح ، الذي حاولت الحكومات آنذاك تغييره وتزويره ، إلاّ أنّ النور لا يمكن أن تكتم أنفاسه ، فبقي في بطون الكتب ومضات يلمسها كل من تحرر من التقليد الأعمى ، لقد جمعنا الومضات التي تكشف لنا عن سيرة أم المؤمنين عائشة ( الصحيحة ) ، إننا نقدم للأحرار أم المؤمنين عائشة مأخوذة من كتب الحديث والتاريخ ... دون الركون إلى كلام المقدسين لها فتقديس الأشخاص غالباً ما يكبل العقل ويعطل حركته ".
ثم تعرضت الأخت لمياء لحياة عائشة في بابين يضمن كل منهما عدة فصول كما يلي :
الباب الأول : عائشة في حياة النبيّ (ص).
الفصل الأول : زوجات النبيّ (ص) وعائشة.
الفصل الثاني : صفات عائشة.
الفصل الثالث : عبثية منهج عائشة.
الباب الثاني : عائشة ما بعد حياة النبيّ (ص).
الفصل الأول : الفتنة على ظهر الجمل.
الفصل الثاني : أشلاء أخيرة من سيرتها.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::

الرجاء من الجميع اي شخص لديه قصة استبصار شخص يضعها حتى تكون هذي اللوحه لقصص المستبصرين

نسألكم الدعاء

احمدالسماوي
08-01-2009, 11:00 AM
الحمد لله الذي هداها الى ركوب سفينة النجاة .
اللهم صل على محمد وال محمد وبارك لنا بولايتهم ومحبتهم يا الله .

ثأر الزهراء
08-01-2009, 12:06 PM
هنيئاً لها ,, فقد رزقت بولاية الإمام علي عليه السلام
والله يرزق من يشاء بغير حساب
اللهم وفقّ جميع المسلمين و المسلمات لتثبت على الصراط المستقيم

شكراً عالقصة

تحياتي

شيماء محبة الزهراء
08-01-2009, 12:28 PM
اختى
هنيأ لك الفرقه الناجية

سمو العاطفه
08-01-2009, 02:40 PM
وين النواصب يشوفوا ويموتو قهر

لعن الله اعداء اهل البيت عليهم السلام ومنكري فضائلهم

يسموني رافضية
08-01-2009, 03:46 PM
هنـيئاً لمن ركب سفينة عتـرة آل محمد ونجـا

ورزقنـا الله وجميع موالين آل محمد شفاعتهم

احتراامي لكم
موالين آل محمد

العلقمي
08-01-2009, 04:18 PM
الله يكون في عونها

النجف الاشرف
08-01-2009, 08:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

هنئيا لك ركوب سفينه ال محمد ونبذ الاصنام عمر وعتيق وعثمان وعائشه

والسلام عليكم

al-baghdady
08-01-2009, 08:55 PM
اللهم صلي على محمد وآل محمد الأطهار
نورها الله بنور الولايه
بخ ..بخ
للأخت الجزائريه الكريمه
شكرا لك لأخي الكريم على الموضوع
البغدادي

سمو العاطفه
10-01-2009, 02:46 AM
يرفع الى النواصب

عاشق الحسين بن علي الشهيد
13-01-2009, 01:19 AM
يرفع بالصلاة على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

عاشق الحسين بن علي الشهيد
13-01-2009, 02:36 AM
يرفع بالصلاة على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

عاشق الحسين بن علي الشهيد
20-01-2009, 06:25 PM
برفع بالصلاة على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

عاشقة النور الحسيني
20-01-2009, 09:13 PM
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الحمد لله على نعمة الولاية
يعطيك الف الف عافيه موضوع قوي كما عودتنا بارك الله فيك

حيــــــــــدرة
21-01-2009, 08:54 PM
http://www.dalilulhaq.com/mostabser/images/i015.jpg





__( أحمد كواسي حنيف )__

البـــــــــــــــــــــــلد : كـــندا
الديانة السابقة : مسيحي



المولد والنشأة

ولد الاخ احمد كواسي حنيف عام (1956م) في جزيرة ترينيداد الواقعة في البحر الكاريبي.


ولاجل الحصول على الاستقرار يلجأ كثير من ابناء هذه المنطقة الى الهجرة خصوصاً الى الولايات المتحدة وكندا، وقد هاجر الاخ احمد كواسي حنيف الى كندا، فاستغل وجوده هناك في تنمية معلوماته و مواصلة دراساته فحصل على شهاد الليسانس في العلوم السياسية وكذلك على شهادة في علم النفس.



البداية

لا يخفى على احد معاناة السود في القارة الامريكية، فهؤلاء المنحدرون من اصول افريقية إنما جاؤا الى اميركا بعنوان عبيد ورقيق جلبهم التجار الاوربيون ايام الاستعمار البريطاني والفرنسي والبرتغالي و... لأفريقيا ومن حينها بدأت معاناتهم مع البيض شأنهم في ذلك شأن الهنود الحمر وبقية السكان الاصليين في هذه المناطق، وبمرور الزمن اصبحوا جالية كبيرة لا يستهان بها رغم ما تتعرض له من اضطهاد وتمييز و... وهذا ما اثر بالتالي سلباً على الهوية الحقيقة للسود، يقول الاستاذ احمد في هذا الصدد:(ان السود هناك ليسوا مظلومين اقتصادياً فقط بل وثقافياً، فقد اضاعوا انتماءهم الافريقي ولم يجدوا هوية اوربية او امريكية، فكان لابد لهم من البحث عن هوية اخرى)!

وباعتباره اسوداً فقد عانى كغيره من السود، مما حدا به الى تتبع ودراسة الاطروحات السماوية والوضعية- كالشيوعية- وتنقل بين ارجائها علّه يجد ضالته ليعرف بالتالي انتماءه وعلى اي اساس يكون الانتماء؟

الاسلام لا غير ووصل به المطاف في البحث والتحقيق الى ان يعتنق الاسلام فهو المرفأ الذي تؤي اليه السفن وتنجوا بالرسو فيه.

ويذكر الاستاذ أحمد سبب اقبال السود عموماً- وهو على وجه الخصوص - على الاسلام، فيقول:(ان الاسلام اكثر دين ينتشر في اميركا خاصة بين السود... وهذا الانتشار يعود الى ان الاسلام لا يشمل طبقة معينة فهو لكل الطبقات خصوصاً المستضعفين، ولأن السود أضاعوا انتماءهم فإن الاسلام هناك يمثل توازناً لهم مع الهوية المسيحية الغربية، لأن المسيحية تعطي السود هوية غربية [مادية] اما الاسلام فانه يمنحهم شخصية ربانية).

و يضيف سبباً اخر لإقبال السود على الاسلام، ألا وهو الصحافة والاعلام فيقول:(تصوّر الصحافة الاسلام بصورة سيئة، إلا ان السود وغيرهم لا يطالعون الصحف لانهم يعتبرونها عدوة لهم شأنها في ذلك شأن كل ما يرتبط بالدولة)!!


ومع الاسف أثر ضيق الافق الذي يخيم على البعض على مجمل علاقاته عندما هجره وتركه كثير من الاصدقاء بسبب اسلامه، وهذه واحدة من مفارقات ذاك العالم الذي يدّعي اطلاق الحرية ولا سيما في الافكار والمعتقدات!

نقطة التحول ولأجل الصمود وبالتالي الهداية للغير زاد الاستاذ احمد من مطالعته حول الدين الاسلامي، وهنا لمس حقيقة من نوع اخر، هذه الحقيقة التي تمثل الاسلام المحمدي الاصيل فكانت سبباً في تصحيح انتمائه، ولهذا يذكر الاسباب التي دعته الى اعتناق مذهب اهل البيت (عليهم السلام) فيقول:(وجدت ان هذا المذهب ينافس بقية الايديولوجيات المعاصرة في عالم السياسة، كما ان هذا المذهب قادر على الدفاع عن نفسه وذلك بالارتكاز الى مبادئ الاسلام المتينة، كما انه اثبت انه قادر على صنع مجتمع اسلامي في هذا العصر، وخلاصة القول: ان هذا المذهب حقق نجاحاً باهراً في هذا العالم في القرن العشرين).


ويضيف سبباً ثانياً وهو تأثره بعدة كتب منها:
1- تاريخ الشيعة من الامام علي(عليه السلام) الى الامام الصادق (عليه السلام).
2- الشيعة للعلامة الطباطبائي.
3- اصل الشيعة لكاشف الغطاء.
4- الارشاد للشيخ المفيد.
5- المراجعات للسيد شرف الدين.


فوجد أن في التاريخ الاسلامي جناحان:

الاول: جناح اهل البيت (عليهم السلام) واشياعهم وهويمثل جناح الجهاد والرفض للظلم والاستعباد.
الثاني: جناح السلطة واتباعها ومن لا يرى الخروج عليها.


فكانت ثقافة عاشوراء وثقافة الشهادة المتمثلة بأئمة اهل البيت (عليهم السلام) هي الجناح الاقوى الذي يحلّق به الاسلام في سماء هذا الكون.




نشاطاته

1- يمارس التبليغ في كندا احياناً بين المسلمين السود.
2- يلقي محاظرات في الجامعات والمعاهد الدراسية العليا.
3- له حصيلة دراسية حوزوية قوامها الفقه والعقائد والتاريخ.
4- له مقالات اسلامية عامة غيرمختصة بمذهب ما.

دوره في الهداية
تمكن بفضل الله تعالى من هداية اربعة اشخاص (رجلان وامرأتان) هذا بالاضافة الى استبصار اخيه معه في نفس الوقت(عام 1982 في جامعة يورك بمدينة تورنتو الكندية).






_____( أنتهى )_____





الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ



_( حيــــــــــــدرة )_

حيــــــــــدرة
21-01-2009, 09:05 PM
http://www.dalilulhaq.com/mostabser/shenasname/img/76.jpg



__( باسل بن خضراء الحسني )__

البـــــــــــــــــــــــلد : سوريا

المذهب السابق : حنفي



ولد عام 1969م في سوريا بحلب، نشأ في أسرة تعتنق المذهب الحنفي، واصل دراسته الأكاديمية حتى حصل على شهادة معهد متوسط للكهرباء بصفة مساعد مهندس.



تفتح آفاق الرؤية:

يقول السيد باسل حول بداية انفتاحه على الآفاق الواسعة من الوعي والمعرفة: كنت في المرحلة الإعدادية حيث بدأت أعي ما حولي وبدأ معي شعور معرفة من أنا، ثم بدأت بالتدريج نحو اكتشاف الحياة ماضيها وحاضرها، ولم أكن متعصّباً بالمفهوم السائد، وكان دأبي التحسّب لكل خطوة أخطوها أو كل كلمة أقولها.

ويضيف السيد باسل: ومن خلال البحث وجدت نفسي أنني أعيش في أجواء قد هيمن عليها التعتيم والتضليل واحتكار العلم، ورأيت المعتقد الذي أنا عليه لم يصل إليّ إلاّ عن طريق الوراثة والتقليد والتبعية، ورأيت نفسي مصداقاً لقوله تعالى حول التبعية العمياء: (إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّة وَ إِنَّا عَلَى ءَاثَـرِهِم مُّهْتَدُونَ ) ، فرفعت يدي بالدعاء إلى الباري عزّوجلّ لينقذني مما أنا عليه، فسرعان ما جاءت الاجابة، فتوفرت لي ظروف أدخلتني في دائرة البحث والخوض في غمار تاريخنا الاسلامي، فدققت وتابعت وسألت وواجهت حتى انتبهت لأمور كنت بعيداً عنها وغافلا عن عمقها.



معرفة عودة نسبه إلى الشجرة النبوية:

يقول السيد باسل حول كيفية تعرّف عائلته على صلة نسبهم بالشجرة الحسنية المباركة: في سنين مضت ذهبت مع والدي لزيارة أحد أقربائنا العائد من فريضة الحج، فتبيّن لنا أنّه قد اكتشف هناك أن اصولنا تنتهي إلى المغرب وترتبط بالشجرة الحسنية الشريفة ثم ذكر قريبي أنّه قرّر السفر إلى المغرب للاستطلاع حول هذا الأمر، وفعلا سافر قريبي إلى المغرب وغاب مدة شهر، ثم عاد وهو يحمل صكاً بالاعتراف من قبل المملكة المغربية بتابعيتنا لهم.

ويضيف السيد باسل: إن ما شّد انتباهي لهذه القضية أنّه كيف يعود نسبنا إلى الشجرة النبوية الحسنية المباركة! وما علاقة وجودها في المغرب مع علمي أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالمدينة المنوّرة، ولماذا تشتّت هذه العائلة وتفرّقت بين الشرق والغرب؟ فسألت قريبي: فوجدته يتهرّب من الإجابة!

ثم سافر أبي أيضاً إلى المغرب للحصول على صك أخر، أو ما يقال في العرف الحالي "الجنسية"، وكان ذلك عام 1980م، وكنت أنا في الصف الثاني الاعدادي، ودام سفره شهراً إلاّ بضعة أيام، ثم عاد ومعه الجنسية المعترف فيها أننا من أنساب العائلات الحسنية، ففرحت بذلك ولا سيما حينما رأيت اسمي مدوّن معه، ثم تبادر إلى ذهني السؤال القديم، فوجهته إلى والدي ولكنه أيضاً لم يجبني على ذلك.



الاهتمام بالكتب الدينية:

بعد أن تبيّن للسيد باسل أنه من ذرية رسول الله ومن سلالة أهل البيت (عليهم السلام) ، حفّزه هذا الأمر على البحث والاهتمام بما له صلة بالدين، ويقول السيد باسل حول كيفية حصوله على أوّل كتابي اسلامي والنتائج التي اعقبت مطالعة هذا الكتاب: أنه صادف في احدى جولاته في دمشق أن وقع نظره على واجهة احدى المكتبات فرأى كتاب "النهاية في الفتن والملاحم" لابن كثير الدمشقي. فسأل البائع عن مضمون ومحتوى الكتاب، فقال له البائع: إن هذا الكتاب يحتوي على مجموعة من الأحاديث النبوية حول الأحداث التي سوف تحدث بعده إلى قيام الساعة. واضاف له قائلا: إن هذا الكتاب يعدّ من الكتب الموثقة والجيدة والكاتب من المعروفين القدماء.

يقول السيد باسل: وقع حبّ ذلك الكتاب في قلبي، وشعرت أنني لا استطيع الاستغناء عنه، فسألت البائع عن ثمن الكتاب فلما اخبرني بذلك تراجعت قليلا إلى الوراء لعدم وجود ما يكفي لشرائه حيث كنت في فترة لم أعمل بها، فتحيّرت في أمري، وبدأت أفكر عن المصدر الذي يمكّنني من خلاله الحصول على هذا المبلغ. فطلبت من والدي هذا المبلغ لشراء ذلك الكتاب، لكنّه حبّذ أن يكون اهتمامي بشراء الملابس أو بعض الأطعمة الخفيفة التي يفضّلها الشبان.

فلم يجد السيد باسل بُداً سوى البحث عن عمل يوفر له المال الذي يريده، فذهب إلى أحد اقربائه الذي كان له دكان خاص بالاصلاحات الكهربائية، وطرح عليه فكرة العمل عنده، فقبل قريبه ذلك، ومن هنا تمكّن السيد باسل من الحصول على ذلك المبلغ وشراء ذلك الكتاب.

ويقول السيد باسل: اخذت الكتاب وانصرفت إلى المنزل وكانت فرحتني غامرة، حيث أنني كنت لأول مرة أشتري بها كتاباً اسلامياً يحتوي على عدد من أحاديث رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقد كنت بالسابق أقرأ قصص وروايات تعني بالقضايا البوليسية والأمور الصناعية.




أوّل حديث نبوي قرّبني إلى التشيّع:

يقول السيد باسل: إنّ أوّل حديث نبوي لفت انتباهي من الكتاب الذي اشتريته، هو إشارة النبي(صلى الله عليه وآله) إلى أنّ اثني عشر خليفة قرشياً سيلون أمر الأمة الاسلامية، ورغم أنني انهيت قراءة الكتاب ولكنّ هذا الحديث بقي في خاطري وبدأت استفسر: من هم الاثنى عشر خليفة المنصوص عليهم حسب الحديث؟ فتلقيت اجابات عديدة من بعض مشايخ أهل السنة من قبيل مدير معهد شرعي في منطقتي "دوما" حيث أنني خضت معه حواراً حول هذا الحديث وغيره، فلم يفصح لي عن مدى مصداقية الأحاديث أو نفيها، بل صاح بي وطردني من المسجد! وبدأت احث الخطى في مناقشة اعلام السنة مثل الدكتور محمد رمضان البوطي، والشيخ الارناؤوط، والشيخ الالباني عندما اقام في سوريا لفترة، والشيخ محمود الحوت مدير معهد شريعة في حلب، والشيخ زكريا خطيب أحد المساجد في قرى حلب، وجرى الحوار حول الأحاديث الموجودة في صحيح البخاري ومدى مصداقيتها. إلى أن قدّم أحد الأخوة الجزء السادس من كتاب البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي، وتساءلت في نفسي لماذا اختار لي هذا الجزء بالتحديد وعندما قرأته ووصلت إلى حوادث سنة 40هـ و61هـ ومقتل الامام علي (عليه السلام) ومقتل الامام السبط الحسين (عليه السلام) خنقتني العبرة، وذرفت عيناي الدموع، وتبيّن لي أن خلف الستار أموراً كثيرة لم تتضح لنا بعد.




مواصلة البحث:

يقول السيد باسل: واصلت بحثي حول الخلفاء بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)، إلى أن واجهت حديث الثقلين وخطبة الرسول الأعظم يوم غدير خم ورزية الخميس، فدفعتني شكوكي لطلب الاستيضاح من هذه الروايات عند بعض علماء السنة المعاصرين، فمنهم من أثبت، ومنهم من طلب مني عدم الخوض في هذا المجال، لأنّها: أمور جرت في الماضي، ولكن لم أجد من يشكك في مصداقيتها.

ويضيف السيد باسل: بقيت على هذه الحالة إلى أن صادف أن زرت أحد العلماء السادة من معتنقي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وهو السيد عبدالمحسن السراوي، فسألته حول بعض الشبهات التي تلقى حول عقائد الشيعة، فبيّن لي المنهج الصحيح والفكر الرشيد عند أهل البيت (عليهم السلام) ثم قام بدرء الشبهات التي ذكرتها له، فهنالك حصص الحق، وتبين لي الواقع واتضحت لي الأمور، فلم أجد بداً سوى اتخاذ قراري النهائي بشأن المذهب الذي ينبغي لي اتباعه.




اعلان الاستبصار في مقام السيدة زينب:

يقول السيد باسل: بعدما تبيّن لي الحق وعرفت المسلك الصحيح من الخاطىء ذهبت إلى مقام السيدة زينب(عليها السلام) وطلبت الاذن منها للدخول واعلنت ولائي لأهل البيت (عليهم السلام) وبراءتي من أعدائهم والذين ظلموهم، فدمعت عيناي وندمت على ما فاتني، ولكنني فرحت أن هداني الله وأحسن عاقبتي في نهاية أمري.




مؤلفاته:

(1) "ومن النهاية كانت البداية": مخطوط.

سوف يصدر عن مركز الأبحاث العقائدية ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين يذكر المؤلف في هذا الكتاب كيفية رحلته من المذهب الحنفي إلى المذهب الشيعي الاثنى عشري، ويذكر قصة استبصاره من أوّلها إلى آخرها مع تبييّن الأدلة التي اعتمد عليها والبراهين التي أخذت بيده وانتشلته مما كان فيه. ويذكر ما لاقاه في رحلته هذه، ويشرح الحوارات التي جرت بينه وبين مشايخ أهل السنة، والموانع والعقبات التي لاقاها في طريقه إلى الاستبصار، وغير ذلك من الأمور المرتبطة بقصة استبصاره.


وقفة مع كتابه: "ومن النهاية كانت البداية"
يتحدّث المؤلّف عن هذا العنوان، فيقول:
"قد يستغرب البعض من هذه المقولة، أو يجد بها غموضاً لا تفسير له، لكن من يقرأ السطور القادمة يكتشف مدى صدقي فيها، وربما يمر بمثل هذه الحالة مع بعض الفروقات الثانوية.
فالنظرية الحاضرة الآن وفي كل وقت تقول: إنّ كل بداية لا بد لها من نهاية، أو من بدأ عمل لابد أن ينهيه، والنهاية دائماً تكون نتاجاً للبداية، من يزرع قمحاً يرى قمحاً وليس شعيراً، ومن يزرع خيراً يحصد الخير.
الواقع أن ما حدث معي أن من النهاية كانت البداية وانعكست عندي النظرية الشهيرة من البداية تأتي النهاية، إن النهاية فتحت لي آفاقاً واسعة، وكانت صدفة ليس أكثر وضعت أمامي تساؤلات عديدة تكللت فيما بعد بالإجابة بعد بحث وسعي ومتابعة مضنية.
في إحدى جولاتي في "دمشق" صدف أن وقع نظري على كتاب في احدى واجهات المكتبات وهو كتاب "النهاية في الفتن والملاحم" لابن كثير الدمشقي، فدخلت وسألت البائع وهو رجل متوسط في العمر فقلت له: مامعنى الفتن والملاحم؟ فأجاب مع ابتسامة خفيفة تبين مدى جهلي: إنّ هناك أموراً حدّث عنها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ستحدث بعده إلى قيام الساعة، وأضاف البائع أن هذا الكتاب يعد من الكتب الموثقة والجيدة، والكاتب من المعروفين القدماء".


حديث الاثنى عشر خليفة:

يتابع المؤلف كلامه السابق ويقول: "أخذت الكتاب وانصرفت إلى المنزل، فبدأت بأوّل الفهرس وإذا بي أتوقف أمام عنوان شدني إليه، وهو إشارة نبوية إلى أن اثنى عشر خليفه قرشياً سيلون أمر الأمة الإسلامية، وفجأة بدأت أحسب عدد الخلفاء قبل أن أتوجه إلى الصفحة المشار إليها، وقلت: إن الخلفاء أربعة هم: أبو بكر وعمر، وعثمان، وعلي (عليه السلام) فكيف يكونون اثنى عشر خليفة؟! فعدت وجمعت الخلفاء إلى دولة بني أمية، فظهر لي أنهم أكثر من العدد المذكور! وتفحصت أسماء خلفاء بني العباس وجمعتهم ولم أجد حل للحدّ المطلوب، فقلت: ماهذا اللغز المحيّر؟ عليَّ أن أسأل أحد له إطلاع على الأمر، لكن علي أن اقرأ الحديث لعلي أجد مبتغاي، وفتحت الصفحة المطلوبة وانقل لكم ماقرأته حرفيّاً تتميماً للفائدة ["ثبت في الصحيحين من رواية عبدالملك بن عمير عن جابر عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): "لا يزال هذا الدين عزيز أو قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش" .

وهؤلاء المبشر بهم في الحديث ليسوا الاثنى عشر الذين زعم فيهم الروافض] هذا كلّه قول ابن كثير في كتابه النهاية .

ولا اخفي عليكم استوقفتني آخر جملة في الحديث، وهي وجود دلالة ما على أن هناك اثنى عشر خليفة عند الروافض، فسألت نفسي من هم هؤلاء الذين دعوا بهذا الإسم؟ وما هو قولهم في الخلفاء الاثنى عشر لديهم؟! حاولت البحث عن حديث آخر يساعدني على حلّ اللغز لكن دون جدوى.
توجهت إلى أحد أقربائي وهو شيخ العائلة كما يقال ويدعى بالشيخ "أبوفيصل" وطرحت عليه السؤال التالي: من هم الاثنى عشر خليفة المنصوص عليهم حسب الحديث؟ فأجابني: إنّ الخلفاء هم الأربعة الراشدين، والحسن بن علي (عليه السلام) ، وعمر بن عبد العزيز من الدولة الأموية، فقلت له: هؤلاء ستة فأين البقية؟! فقال لي: لم يظهروا بعد مع اختلاف أن هناك من أتمهم إلى الرقم المطلوب، فقلت له: هل الأمر مزاجي أضع من أحب وأحجب من لا أحب؟! وعاد وقال: الثابت عندي أنهم ستة، وهم ما عددتهم لك! فقلت: من أين ثبت لك هذا؟ فأجاب احيلك إلى صحيح البخاري ومسلم ستجد الشرح الوافي، فطرحت عليه سؤالاً آخر: من هم الروافض ومن هم الاثنى عشر خليفة الذي يستندون عليهم؟ وعندها التفت إليّ وقال: هذا الأمر لا علاقة لي به، وأرجو أن لا تخوض بالأمر كذلك، وهذا الحديث مدسوس!!

عندها تيقنت أن اسألتي لم تجد إجابة شافية، وربما سيأتي يوماً أجد لها إجابة!


ثم يذكر المؤلف انه التقى بعد فترة بأحد السادة من علماء الشيعة وجرى بينهما الحوار التالي بشأن هذا الموضوع:
قلت: سيدي وجدت حديث "إثنى عشر خليفة" في كتاب (النهاية) لابن كثير، والحقيقة انني بحثت حسب إمكاناتي وسألت عدداً من الاساتذة ولي قريب خطيب جمعة ولكن لم أجد لهذه إجابة مقنعة، منهم من تهرب من تفسيره، ومنهم من عدَّ لي الخلفاء حتى تجاوزوا الاثنى عشر، ومنهم من التقط اسماء من كل عصر رجل أو اثنين، ولكن لم أقتنع، وهذه الاحاديث وجدت لها مشابه في البخاري ومسلم(1) مع بعض الاختلاف أرجو أن تفيدني.

السيّد: الصحيح ليس فقط البخاري ومسلم وابن كثير الذين ذكروا هذا الحديث، اذكر لك على سبيل المثال الحمويني في كتابه (فرائد السمطين)، والخوارزمي في (المثالب) و(مقتل الحسين)، والثعلبي في تفسيره وغيرهم كلهم قالوا أو نقلوا عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)حديث اثنا عشر خليفه كلهم من قريش، وجاءت روايات اخرى (كلهم من بني هاشم) .

وأذكر لك حديثاً من كتاب ينابيع المودة للقندوزي الحنفي وهو من علماء السنة نقلاً عن الإمام علي (عليه السلام) قال: رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): "لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمتي رجل من ولد الحسين يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً".


وعن عباية بن ربعي عن جابر قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): "انا سيّد النبيين، وعليّ سيد الوصيين، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر، أولهم علي، وآخرهم القائم المهدي".

قلت: لقد قرأت بعض هذه الأحاديث من الكتاب الذي ذكرته في زيارتي للمكتبة، هل معنى هذا أن هناك خلفاء غير الخلفاء الراشدين؟! وهل يدخل أصحاب المذاهب الأربعة في هذا الحديث؟ علماً أنني قرأت أن بعض هؤلاء تتلمذوا على يد أحد أبناء الإمام علي (عليه السلام) .

السيّد: كما قلت لك: إنّ الائمة الاثنى عشر (عليهم السلام) هم أوصياء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد نص عليهم من الله سبحانه، وهم من أبناء الإمام علي (عليه السلام) ، ولادخل لأبي بكر وعمر وعثمان بالموضوع، ولا أئمة المذاهب السنية الأربعة لذلك وإن تتلمذوا عند بعض أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، ولأنهم خرجوا من اطار المدرسة الامامية، وتركوا الأصول الفقهية، وعملوا بالقياس العقلي، والاستحسان النظري، حتى أن بعضهم اجتهد مخالف النصوص الجلية فوقعوا في لبس التضليل.

قلت: فمن هم أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذي يتبعهم الشيعة أرجوا ايضاح اسمائهم إذا تكرمت؟!
السيد: ورد حديث متواتر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لدينا محدداً اسمائهم بل وحتى صفاتهم اذكرهم لك:
1 ـ علي بن ابي طالب (امير المؤمنين) 2 ـ الحسن بن علي (السبط)، 3 ـ الحسين بن عليّ (سيد الشهداء)، 4 ـ علي بن الحسين (زين العابدين)، 5 ـ محمد ابن علي (الباقر)، 6 ـ جعفر بن محمد (الصادق)، 7 ـ موسى بن جعفر (الكاظم)، 8 ـ علي بن موسى (الرضا)، 9 ـ محمد بن علي (الجواد)، 10 ـ علي بن محمد (الهادي)، 11 ـ الحسن بن علي (العسكري)، 12 ـ المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف).




مصداقية صحيح البخاري:
يورد المؤلف في كتابه تجربة مرت به اثناء بحثه عن الحق مع أحد الشيوخ وكان موضوعها صحيح البخاري الذي اعترض المؤلف على بعض احاديثه لمنافاتها العقل وللتناقضات الموجودة في بعضها عندما تقارن بالبعض الآخر فكان هذا الحوار بينهما:
توجهت إلى أحد المشايخ في منطقتي وهو خطيب ومدرس في أحد المعاهد الشرعية.
بدأت أستمع للدرس الذي يلقيه الشيخ وكان حول تفسير سورة "ألم نشرح"، فقال الشيخ: يقول المفسرون أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عندما كان في البادية عند مرضعته حليمة السعدية (رض) اذ جاءه شخصان وطرحاه أرضاً على ظهره، ثم شقا بطنه واستخرجا حظ الشيطان منه، ثم خاطا الجرح وذهبا، صدقاً أنني لم أستسيغ الرواية لأنني أحسست أن بها غلواً وشيئاً لايقبله العقل، فوقفت على الفور طالباً السؤال وسمح لي الشيخ بعد طلبي الملح بالسؤال.
قال الشيخ: مالك يابني هل تريد السؤال عن شيء؟
قلت: هل هذه الرواية موجودة في غير كتب التفسير التي ذكرتها؟
الشيخ: نعم هذه القصة مذكورة في كتب السير مثل سيرة ابن هشام وغيرهما.
قلت: وسند هذه الرواية هل هو صحيح؟!
الشيخ: نعم، وهل تشكك بقول العلماء القدامى الذين هم أفضل مني ومنك؟!
قلت: هناك أحاديث لا يقبلها عقل ولا حتى دين، وهذه الرواية يبدو أنّها من جملة تلك الأحاديث.
قال الشيخ: عليك أن تستمع فقط، وإذا وجدت شيئاً عليك السؤال للاستفسار، ثم يبدو أنك تجهل أموراً كثيرة.
قلت: نعم وللأسف يبدو أنني أجهل حقيقة ديني والدعوة المحمدية، ثم كيف عليَّ الاستماع فقط دون أن أسأل واقدم وجهة نظري! هل هو كأس ماء علي شربه دون أن أعرف ما طبيعة الماء فيه!! أم هو حشو أفكار فقط، وعلينا التصديق والتسليم. كيف أقبل أن استمع لرواية لا أجد فيها إلا طعنا بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وخلقه، ثم أنكم تحدثون هذه القصة، ثم بعد ذلك تقولون أن الشيطان اعترض رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)في صلاته، أو أنه نسي آية من القرآن تذكرها عندما سمع أحد القارئين لها كيف ذلك؟!
الشيخ: هذه أفكار مغلوطة، ويبدو أن أحد مانقل لك أحاديث ملفقة وسمم أفكارك بها، فاحذر يا بنيّ.
نظرت إلى الحاضرين، وقلت له: مارأيك بصحيح البخاري فضيلة الشيخ؟!

الشيخ: لقد قال النووي في كتابه التقريب "ان أول مصنف في الصحيح المجرد: هو صحيح البخاري، ثم صحيح مسلم، وهما أصحّ الكتب بعد القرآن والبخاري أصح كتاب وأكثر فائدة".

ويقول أحدهم: إذا قرىء صحيح البخاري في بيت ثلاثة أيام حفظ أهله من الطاعون، وأنه ما قرى في سفينة إلاّ حفظت من الغرق، ولا مجال للطعن فيه لأن أحدهم رأى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في نومه وقال له أبلغ محمد بن اسماعيل (أي البخاري) مني السلام وذلك في عصر البخاري.

قلت: إذا هذه الأفكار التي قلتها من البخاري والأفكار التي طرحتها أنا أيضا نقلت من البخاري، وها هو معي جزء منه، وتقدمت ووضعته أمامه، وقلت له: هل قرأت صحيح البخاري كاملاً؟
الشيخ: نعم، أنا ماوصلت لهذه المرحله إلاّ وقرأت الصحاح كلها مع السير.
قلت: لم تمر معك رواية سباق الجري بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجته تاركين الجيش يسير وحيداً، ولم يأتك بالحديث أن المغنيات يغنين أمام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وزوجته السيدة عائشه؟ ألم؟! ألم؟!!! طرحت الأحاديث عليه.

وضجّ الحاضرين بالكلام هل هذا معقول ما يرويه؟! هل صحيح ما يقوله هذا الشاب؟؟
نهض الشيخ من كرسيه، وقال للحاضرين: إهدأوا إن هذا الشاب يحمل أفكاراً مسمومة، بها رائحة الفتنة، وربما انه التقى مع هؤلاء الشيعة!!!
فقلت لأحد الشبان الجالسين: أرجو أن تفتح المجلد بباب النكاح واقرأ حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء، وبدأ الشاب يقرأ، قلت له: اقرا بصوت عال حتى يسمع الجميع: "جاء النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل حين بُني عليّ فجلس على فراشي وجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من ابائي يوم بدر، وقالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد".

وقلت للحاضرين: ما رأيكم بهذا الحديث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يحضر حفلة زفاف وغناء! فهل يعقل هذا؟! هل تفعلون انتم ذلك؟!.
قال الشاب: لا نفعل، لا يجوز الاختلاط بنساء أجنبيات!!!
قلت: كيف إذا ينسبون للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك؟!
يافضيلة الشيخ إذا كانت أفكاري مسمومة بردي على هذه الاحاديث، فهو نابع من حرصي على كرامة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وكيف لا أرض ذلك على نفسي وأرضاه للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأمّا الفتنة فهي السكوت على أحاديث باطلة شرعاً وعرفاً، وأمّا ماذكرته أنني ألتقي مع الشيعة، فأنا لم ألتقي مع أحد منهم، وإذا كان هذا رأيهم مثلي فإننا نتفق على ردّ هذه الأحاديث الضعيفة الباطلة.

غبار دخل أنف فرس معاوية!!:


وهذا حوار آخر للمؤلف مع أحد الشيوخ حول "الصحابي" معاوية بن أبي سفيان، يقول:
سمعت يوماً من أحد أبناء "حلب" أن هناك شيخ خطيب فصيح يخطب في كل يوم جمعة بالناس، وأنهم ليتسابقون إلى مسجده وسماع خطبته، فدفعني الفضول لسماع احدى خطبه.

وللصدفة كانت خطبته تتكلم عن صحابي من الصحابة، حيث كان أخذ على عاتقة أن يتحدث كل يوم جمعة عن واحد عن الصحابة، وصحابي اليوم هو معاوية ابن أبي سفيان، فبدأ يسرد قصة اسلام معاوية، وأنّه كان كاتب الوحي عند رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد بشره بالجنة وبالخلافة والملك، وبدأ يعد مناقب مختلفة كثيرة وأنه من الصحابة المجتهدين، وتكلم عن فقهه وعن حربه، وإن كان حارب الإمام علي (عليه السلام) فهو اجتهد وأخطأ وله أجر لأنّ الله سبحانه لا يضيع أجر العاملين!


كل هذا وأنا جالس أستمع اليه وأعد الدقائق لانتهاء خطبته العصماء كي أجد فرصة من لقائه، وانتهت الخطبه وقام للصلاة ووقفت جانباً حتى انتهوا، بدء طلابه الخلصاء بتقبيل يديه، فاقتربت منه وسلمت عليه فرد السلام، فطلبت منه أن أطرح بعض الأسئلة فحاول الاعتذار، ولكن قلت له: إنّ خطبتك أعجبتني كثيراً ولي بعض التعليقات عليها، فدعاني إلى غرفته الجانبية مع بعض الاخوه وجلسنا، ومن ثم قال: لي تفضل إسأل؟
قلت: شيخنا، لقد تحدثتم واستفضتم حول الصحابي معاوية بن أبي سفيان، ولكن لم اقتنع بكلامكم هذا لسببين:
أوّلهما: أنني لم أر فضيلة تذكر له وأن النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يرو له حديث منقبة.
ثانيهما: إنّ الأحاديث التي ذكرتها كل الرواة فيها تابعين ومشكوك بأمرهم وصدقهم، وكلهم يتحدثون وينقلون الأحاديث من بعض، ولم يذكروا رواية من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا يعد اختلاق فضائل له وهو ليس أهلاً لها!
الشيخ: ما هذا الذي تقوله! إنّ ابن المبارك قال: "لغبار دخل أنف فرس معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز" وابن المبارك مشهود له بصدقه.
قلت: أولاً: ابن المبارك هذا تابع التابعين، وهو ليس عندي بمستند.
ثانياً: الفضيلة جاءت لفرس معاوية وليس لمعاوية، فما هو وجه التفاضل فيها؟ ثم إنّ الخليفة عمر بن عبد العزيز قد أجمع عليه العلماء وأنه الخليفة الأموي العادل الأوحد، فلم يكن قبله أحد مثله ولم يأتي أحد بعده في العدل، حتى أن علماء السنة عدّوه الخليفة الراشدي السادس، فأنت تناقض وتضرب بعرض الحائط أقوال جميع العلماء! فهل وجهة نظرك أفضل من هؤلاء الأعلام؟
الشيخ: أنت جئت لتجادل، لم أحسب هذا أبداً.
قلت: ليس الموضوع موضوع جدال، فأنت تذكر أشياء لا يقبلها العقل والناس يستمعون إليك ويأخذون كلامك بجدية، فأنت مسؤول أمام الله على كل كلمة تقولها لأن الناس ستتبع قولك، انت تعرف أن معاوية يعدّ من مسلمة الفتح، وهو آخر من أسلم حتى بعد أبيه خوفاً من القتل، وقد سموا بالطلقاء! فمن أين أتت كل هذه الفضائل له؟! وما كان يوماً كاتباً للوحي، كيف يؤتمن على كتابة الوحي؟! فكل ما كتبه هو رسالة لأحد الولاة في عصر النبوة!

بدأ الشيخ الحوت يتململ ويحاول الخروج، ونهض أحد الحاضرين مخاطباً لي وهو شاب يبدو من تلامذته: أنت كيف تخاطب الشيخ بهذه الطريقه؟ أرجو أن تعتذر وتصحح طريقة كلامك.
قلت: عفواً يا أخي أنا لم أسيء الأدب لشخص الشيخ، وهو يعلم تماماً ذلك، كل ماهنالك هو نقاش فقط.
أحد الحاضرين: هل تقول لنا أنك أعلم من الشيخ؟ أنت لا تعلم من هو.
قلت: أنا لا أقول أنني أعلم منه، ولكن احاول أن اذكره اموراً قد يكون نسيها نظراً للمعلومات الكثيرة التي تمر معه، ثم إنّ الشيخ أشهر من نار على علم ولا حاجه لكم أن تعرفوني عليه ـ حاولت امتصاص غضب الحضور بهذه الكلمات.
الشيخ: يا بني، أرجو أن تكون أقوالك أكثر عقلانية فأنت تسيء لصحابي مجتهد وله باع طويل ومن معه.
قلت: أيّ اجتهاد هذا ياشيخنا الذي تتحدث عنه؟ انهم لم يعرفوا معنى الاجتهاد! لقد سفكت الدماء وابيحت، وغصبت الفروج وانتهكت المحارم، وغيرت الأحكام من جرائه وبدّلت سنن!
فالاجتهاد له شروط وأنت عالم بها! وهي أن يكون موحداً لله سبحانه مؤمناً به، وأن يكون مصدّقاً للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وماجاء به من الشرع، والشرط الثاني أن يكون عالماً عارفاً بمدارك الأحكام الشرعية وأقسامها، وطرق اثباتها ووجوه دلالاتها، وان يعرف الناسخ من المنسوخ وأسباب النزول.
فأين يكون له هذا؟! وهو لم يدخل الاسلام إلاّ متأخراً، ولم يعاشر الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ فترة قصيرة جداً، ثم بدأ بتخطيط لدولته وكيانه بعد وفاة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم).
أي اسلام أو اجتهاد يقول له: إن عاهدت شخصاً عليك بإسقاط عهدك معه، وخروجك على إمام الزمان؟ ألم يكن الإمام علي (عليه السلام) إمام زمانه بإجماع الناس كلهم فخرج عليه، وعبأ الجيوش لقتاله من شذاذ الافاق الموجودين بالشام، ثم أرسل إلى قتله ذلك الشقي ابن ملجم "لعنه الله" وعندما استشهد الإمام شكر الله لهذا!
أيّ اجتهاد مأجور عليه أن يسب الإمام وابنيه سبعين عاماً، ويعاهد الإمام الحسن على ترك الشتم ثم ينقض العهد معه؟
أحد الحاضرين: أيّها الشاب عليك بالصمت، كفى! من أين هذه الافتراءات التي تقولها على أمير المؤمنين؟
قلت: أسألوا شيخكم فهو يعلم من أين هذه الروايات، وأنا لا أفتري على أحد! وإذا كان شيخكم لا يعرف وأنا لا أظن ذلك، فها هي كتب السير والتاريخ والصحاح موجودة، ومن الكتب في هذا المجال التي تعد هامة "ميزان الاعتدال" للذهبي فهو يتحدث عن رواة الفضائل وكذبهم، كما عليكم قراءة كتاب "مروج الذهب" للمسعودي، و"الكامل في التاريخ" لابن الأثير.
أحد الحاضرين: لقد قام معاوية بفتوحات عظيمة سأذكرها لك.
قلت: لا داعي لذكرها فقد بدأ بفتوحاته بقتل الصحابه وتشريدهم وايذاء أهل البيت (عليهم السلام) !
أحد الحاضرين: إنّ الخليفة معاوية كان زاهداً عالماً بالسنن ورعاً، ونظر إلى الشيخ ليأكد له صدقه!
قلت: أي زهد وورع دفعه لقتل ومنع الماء عن الناس؟ وأيّ ورع والخمور تباع وتسقى في عهده؟ وبدأ باعطاء الامارات والولايات لمن لهم عداء لأهل البيت ولا يعرفون من الإسلام إلاّ اسمه! وقد قيل للنسائي: مالك لا تحدث عن فضائل معاوية؟! فقال: "إنّي لا أجد له فضيلة سوى لا أشبع الله بطنك" فكيف سأحدث عنه!!
فضيلة الشيخ، ألا تعلم أن معاوية حين سار بجيشه إلى صفين يوم الاربعاء صلى بالناس الجمعة في هذا اليوم!!
فنهض الشيخ مزمجراً!!!: أنت تقول شيء غير صحيح، ويبدو أنك من هؤلاء.
قاطعته قائلا: هذه الرواية موجودة في "مروج الذهب" ، ثم من قصدك هؤلاء؟
الشيخ: أرجو أن تنصرف قبل أن يحلّ غضبي عليك.
قلت: سأنصرف، ولكن عليك أن تقول كلمة الحق وتذكر الأمور كلها، لا أن تلفق وتأتي بأحاديث الكاذبين والوضاعين للحديث وتجعله سنداً لأقوالك.
أحد الحاضرين: يبدو أنك من هؤلاء الشيعة الذين لا يحترمون الصحابة؟
قلت: نعم أنا منهم والحمد لله، أوالي أهل بيت أذهب عنهم الله الرجس وطهرهم، الذين لا تقبل صلاة لنا إلاّ بالصلاة عليهم، ونحن نحترم الصحابة ولكن المخلصين الذين ما بدلوا تبديلاً، نحن نوالي عمار بن ياسر (رض) الذي بشّره النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه سيقتل وتقتله الفئة الباغية، وهذه الفئة هي معاوية وجنده.
عليك أن تراجع كتب السير لترى موبقات معاوية هذا ولا تكتفي بحديث قال شيخي، إنّ من أهم موبقات معاوية، هو تنصيبه ابنه يزيد الذي جعل عباد الله خولاً وماله دولاً، وقام بختم الصحابة من أعناقهم على أن يصبحوا عبيد وخول له! وقتله للإمام الحسن بدس السمّ له عن طريق زوجته جعدة بنت الأشعث وقد اغراها بالمال وأن يزوجها ابنه يزيد، وعندما فعلت جاءته لتستوفي حقها فأعطاها المال، فقالت له: زوجني يزيد كما وعدتني، قال لها: لم تكوني امينة على ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف أئتمنك على ولدي!
الشيخ: يبدو أنك من الذين خرجوا من السنة والجماعة؟

أحد الحاضرين: أيّها الشاب أرجو أن تخرج حتى لا تفسد جلستنا.
قلت: أودّ تنبيهكم لأمر، وهو أن أوّل لفظ لهذه العبارة السنة والجماعة كان في عهد معاوية بن أبي سفيان، فرغم الحروب السابقة وعهد أبو بكر وعمر وعثمان لم تلفظ هذه العبارة إلاّ بعد أن صالح الإمام الحسن (عليه السلام) معاوية على شروط، أوّلها ترك شتم أهل البيت على المنابر، والسيرة بالناس بسيرة حسنة، وعلى أن تعود الخلافة إلى الإمام الحسن أو أهل البيت بعد وفاة معاوية. لا أن يولي ولده الفاسق يزيد.

ولكن نقض معاوية العهد وخطب بالناس قائلاً:
"أني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا إنكم لتفعلون ذلك وانما قاتلتكم لأتأمر عليكم ألا كل شيء اُعطيته الحسن بن علي (عليه السلام) فتحت قدمي هاتين" ثم اطلق على ذلك العام (عام السنة والجماعة).

روى أبو الحسن علي بن محمد أبي سيف المدائني في كتابه "الأحداث" قال: "كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله "أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب واهل بيته" فقامت الخطباء في كل كورة ومنبر يلعنون الإمام علي (عليه السلام) ويبراؤن منهم ويشتمون أهل البيت! ومن يومها انقسمت الامة إلى فرق كثيرة ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
وعمر بن عبد العزيز هو أوّل من أسقط هذا الشتم وأنزل مكانه إنّ الله يأمر بالعدل وبالاحسان وايتاء ذي القربى حقه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فهل السنة والجماعة تفسيق الناس وتكفيرهم قولوا لي بالله عليكم؟!
الشيخ: كفى وأطلب الانصراف الآن.
قلت: سأخرج لكن ستتحمل المسؤولية يومئذ (يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَ لاَ بَنُونَ ) وخرجت من المسجد، وسمعت الحاضرين يتجادلون مع بعضهم، وقد سمعت أن أحد الحاضرين الذين كانوا موجودين قد انفصل عنهم، ولكن لا أعلم ماذا أصبح حاله.


وهكذا بامثال هذه الحوارات تقدم المؤلف في بحثه الذي جمع فيه الكثير من المسائل الخلافية مهتدياً إلى حلها وجوابها الصحيح، فكان أن تمسك بالحبل المتين مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وركب سفينتهم سفينة النجاة.







_____( أنتهى )_____





الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ



_( حيــــــــــــدرة )

حيــــــــــدرة
21-01-2009, 09:13 PM
http://www.dalilulhaq.com/mostabser/shenasname/img/09.jpg


_( سعيد أيوب )_

البلد : مصر
المذهب : سني


ولد في القاهرة عاصمة دولة مصر عام 1363هـ ونشأ في عائلة سنية المذهب، واصل دراسته إلى مرحلة المتوسطة، ثم خاض في عالم الفكر وأصبح مفكراً ومؤلفاً قديراً بحيث استطاع أن يغني المكتبة الاسلامية بالعديد من مؤلفاته وبحوثه الاسلامية القيمة.

وكان من جملة الأبحاث التي تطرق اليها هو ما يخص الحقبة التاريخية التي تلت وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله).




الانفتاح على آفاق المعرفة:

تبيّن للاستاذ أيوب بعد البحث والتنقيب أن تاريخ الإسلام يختلف عن تاريخ المسلمين، وأن تاريخ الإسلام هو تاريخ الفطرة النقية، أما تاريخ المسلمين فهو شيء آخر وأن ما استقام منه مع حركة الرسول فهو من تاريخ الإسلام، أما الصراعات والأحقاد من أجل الأهواء فهذا لا علاقة للإسلام به، لأنه من تاريخ الناس، ومن الناس من أغواهم الشيطان وزين لهم فانطلقوا مع أمانيه في اتجاه القهقرى والطمس.




التفتح في العقلية:

بهذه العقلية المنفتحه استطاع الأستاذ أيوب أن يخلع عن نفسه رداء التعصب ويجتاز أكبر العقبات التي تحجبت بصيرة الانسان عن الرؤية الموضوعية.

ومن هنا تمكن الأستاذ أيوب أن يرفع الستار عن الحقيقة ليراها بوضوح، لأنه انطلق من هذا المنطلق بأن تاريخ المسلمين قابل للنقد كما أنه معرض أحياناً للرفض إذا تعارض مع القرآن والسنة الصحيحة.




غربلة تاريخ المسلمين:

وبهذه الرؤية الموضوعية سلط الاستاذ أيوب أضواء بحثه على الحقبة التاريخية التي تلت وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) لادراكه بأن أحداث تلك الفترة تركت الأثر المباشر على مسار حركة الأمة الإسلامية وأدّت إلى وقوع انشقاقات عديدة في الوسط الاسلامي، وأن الطريق الوحيد لمعرفة الطريق الصحيح من بينها هو الالمام بجذور تلك الاختلافات والاحاطة العلمية بالأسباب التي أدّت إلى خروج البعض عن دائرة الالتزام بأوامر النبيّ(صلى الله عليه وآله) فيما يخص المنهج الذي اتحذه لمستقبل الأمة من بعده.




الالمام بدعوة الرسول(صلى الله عليه وآله) والتعرف على الحقائق:

كان أول عمل قام به الأستاذ ايوب هو الاحاطة علماً بمنهج الرسول(صلى الله عليه وآله)في الدعوة، والسحب الداكنة التي كانت تحاول أن تحجب بصيرة الناس عن رؤية نور رسالته، والعواصف التي كان تجتهد لتصد الناس عن سبيل الله والتي كان منها نشاط المشركين والكفار والذين في قلوبهم مرض.
ثم عرف الأستاذ أيوب بالمنهج الذي أعده الرسول(صلى الله عليه وآله) لتشكيل القيادة من بعده، بحيث يكفل الاستمرارية والاستقرار على النحو الذي ينشده للمسيرة التي بدأها.

فتبيّن له بوضوح أن الرسول(صلى الله عليه وآله) كان يمهّد السبيل من بعده لأهل بيته (عليهم السلام) وذلك بأمر من الله سبحانه وتعالى، وكان من أبرز تلك المواقف هي حجة الوداع ويوم غدير خم الذي تم فيه إعلان الولاية والنص على من هو الخليفة بعد الرسول(صلى الله عليه وآله).

ولكن ما إن رحل النبيّ(صلى الله عليه وآله) إلاّ وقد رجّح الكثير من الصحابة ترك النص والعمل وفق المصلحة التي يرتؤوها لتحديد الخلافة، وأنّ السياسة كان لها أقوال وأفعال واليها يعود كل اختلافات الأمة، وبهذا اخرج آل محمد من الإمامة وجاءت على قاعدة اختيار الصحابة ومن هذا المنطلق تحولت فيما بعد إلى ملك وجبرية.




اتخاذ القرار النهائي:

وبهذا بدت الصورة واضحة أمام بصيرة الأستاذ أيوب، فلم يجد بداً سوى أن يرحل في عالم الانتماء المذهبي من المذهب السني الذي كان عليه إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) .




مؤلفاته:


(1) "معالم الفتن، نظراتٌ في حركة الاسلام وتاريخ المسلمين":

صدر عام 1416 هـ الناشر: مجمع احياء الثقافة الاسلامية / قم. ترجمه إلى الفارسية سيد حسن اسلامي وصدر عن مركز الغدير سنة 1376 هـ. ش تحت عنوان: از ژرفاى فتنه ها.
دراسة علمية معمقة ومركزة، لمسيرة الاسلام في العصر النبوي وما بعده.

اعتمدت هذه الدراسة النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة المعتمدة لدى الجميع، وميزّت بين حركة الرسالة الإسلامية الربانيّة المعصومة القائمة على شخص الرسول(صلى الله عليه وآله) وأقواله وأفعاله وتقريراته، وبين حركة المسلمين على أرض الواقع التي التي تلوّنت بألوان شتى ودخل فيها ما ليس منها، وأبعد عنها رجال كانوا منها بمنزلة الأمل الذي لا تنهض الامور إلا به، وقد أنار المؤلف بهذه الدراسة واقع المسلمين وشخص الخلل الذي أصاب حياة المسلمين وحتى هذه الساعة.


وقد نشر هذا الكتاب في جزءين يتضمن كل جزء عدة مواضيع، منها:
الجزء الأول: النور الذي جاء به رسول الله(صلى الله عليه وآله) والسحب الداكنة، النور والولاية، تحذير النبيّ(صلى الله عليه وآله) من رموز الفتن، الأحداث التي وقعت بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله)، الطريق إلى الفتن، ظهور الرأى، منع تدوين الحديث، الأمراء والفتن، مجىء بني أمية، حكومة الإمام عليّ (عليه السلام) .
الجزء الثاني: معارك الامام علي (عليه السلام) ، يوم الجمل، ايام صفين، جداول الدماء، استشهاد الامام علي، بيعة الحسن بن علي(عليهما السلام)، مقتل أبي عبد الله الحسين، وجاء الطغاة، الرياح الفرعونية.



(2) "الانحرافات الكبرى، القرى الظالمة في القرآن الكريم":

صدر عام 1412 هـ عن دار الهادي / بيروت.
بحث قام بطرح ما قصه القرآن عن الأمم السابقة وحتى الرسالة الخاتمة.
فتعرض لانحرافات قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب (عليهم السلام) وبني اسرائيل وقوم نبينا محمد(صلى الله عليه وآله)، وعند الحديث عن الرسالة الخاتمة القى بعض الضوء على أحداث ما سمي بـ "الفتنة الكبرى". تلك الأحداث التي يتجنب العديد من الباحثين الخوض فيها.
في حين أنهم أمروا بالنظر في الماضي حتى لا ينطلقوا إلى المستقبل وعلى عقولهم بصمات هذه الفتن وهم لا يعرفون أهي بصمات حق أم بصمات انحراف وعلى هذا يقعون في الفتنة الأشد من التي اجتنبوها.


(3) "ابتلاءات الامم" (تأملات في الطريق إلى المسيح الدجال والمهدي المنتظر في اليهودية والمسيحية والاسلام):
صدر في طبعتة الثانية عن دار الهادي/ بيروت، سنة 1419 هـ.

دراسة عميقة في حركة التاريخ الديني، ومنهج البحث فيها يتخذ من الاخبار بالغيب عموداً فقرياً للوصول إلى الحقيقة التي يجلس على قمتها آخر الزمان "المهدي المنتظر" رمزاً لطائفة الحق. "والمسيح الدجال" رمزاً للانحراف والشذوذ.

وسلط الباحث الأضواء على المسيرة التاريخية لبني اسرائيل من واقع اخبار أنبيائهم بالغيب عن ربهم، وأوضح مدى الانحراف وأين قاد اتباعه بتسليط الاضواء القرآنية على هذه الانحرافات.

وعند البحث عن الخلل في سيرة الأمة الخاتمة انطلق من الأصول ونظر في المسيرة من خلال اخبار النبيّ(صلى الله عليه وآله) بالغيب عن ربه. ومن خلال ذلك كله قدم قراءته لحركة التاريخ.


(4) "الطريق إلى المهدي المنتظر":

صدر 1419هـ عن مركز الغدير / بيروت.

بحث مستلٌ من كتاب "ابتلاءات الامم" السابق. يناقش فيه المؤلف جانباً مهماً من جوانب عقيدة الإمامة وركناً من أركانها الأساسية، وهو عقيدة المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف.

(5) "الرساليون" (قراءة في اصالة الحجة وتأملات في معالم التأويل وحكمة الابتلاء):
صدر عام 1418 هـ عن دار الهادي / بيروت.

في هذا الكتاب القى المؤلف الضوء على الرحلة الانسانية، ابتداءاً من عالم الذر حيث كانت الفطرة في عالم من الغيب المخبوء، ومروراً بالنفس الانسانية ومسالك الفجور والتقوى في الحياة الدنيا حيث عالم المشاهدة المنظور، وانتهاءاً بمسيرة الاجتهاد والتأويل بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله) وما ترتب عليها، وأفرد باباً لقتال عليّ بن أبي طالب والذين معه على تأويل القرآن.


(6) "زوجات النبي(صلى الله عليه وآله)" (قراءة في تراجم أمهات المؤمنين في حركة الدعوة):

صدر عام 1418 هـ عن دار الهادي / بيروت.
دراسة في حياة زوجات النبيّ(صلى الله عليه وآله)، قدم له بمقدمة في حكمة تشريع الزواج من أربع نساء، وحكمة تعدد أزواج النبيّ(صلى الله عليه وآله)، والأوامر الالهية لنساء النبيّ(صلى الله عليه وآله)، والقى الضوء ـ عند دراسة سيرة أمهات المؤمنين ـ على الأحداث المتعلقة بحركة الدعوة.


(7) "عقيدة المسيح الدجّال في الأديان، قراءة في المستقبل":

صدر عام 1411 عن دار الهادي / بيروت، وطبع طبعة اخرى تحت عنوان "المسيح الدجال، قراءة سياسية في اصول الديانات الكبرى" عام 1417 في دار الفتح للاعلام العربي.
دراسة في كل ما يتعلق بالمسيح الدجال من روايات وأدلة اتفقت عليها الكتب الثلاثة في اليهودية والمسيحية والإسلام، مع عرض تفسير أهل الكتاب للنصوص وتفسير الإسلام له، وناقش بعض المسائل مع أهل الكتاب بالاعتماد على مصادرهم المقروءة اليوم.


(8) "في ظلال، أسماء الله الحسنى":

صدر عام 1416 هـ عن دار الفتح للاعلام العربي / القاهرة.

جمع لأسماء الله الحسنى من كتاب الله وسنة رسوله المطهرة. بدأ بمدخل بيّن فيه معنى العبادة وبعض المصطلحات التي لا غنى عنها، ثم قدّم بعض اسماء الله الحسنى في القرآن الكريم والسنة المطهرة، كما قدم الأسماء التي وردت في رواية الترمذي، وفي الخاتمة قدم المختار من أسماء الله الحسنى، وقد شرح كل اسم مستعيناً بالعديد من مجامع اللغة العربية والمصطلحات الإسلامية.


(9) "الظل الممدود، في الصلاة على النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته":

صدر عام 1417 هـ عن دار الهادي / بيروت.

يقول المؤلف عنه في المقدمة: "وفيه تدبرت في العمود الفقري الذي تتجدد عليه النبوة، ابتداءاً من آدم ومروراً بنوح وإبراهيم وانتهاءاً بخاتم النبيين محمد صلوات الله عليهم أجمعين، وتحت هذا الظل الممدود حلقت لاقف على بعض معاني المفردات"، وفي الختام تحدثت عن الصلاة على محمد وآله صلى الله عليه وآله.


(10) "وجاء الحق" صدر عن مركز الغدير سنة 1419هـ.

جاء في كلمة المركز: هذا الكتاب، في الأصل، فصل من فصول كتاب "ابتلاءات الامم" وقد استللناه من ذلك المؤلَّف القيم، ووضعناه تحت عنوانه الاصلي: " وجاء الحق".

والمقصود بالحق، هنا، الدعوة الخاتمة، دعوة النبي محمد(صلى الله عليه وآله) الموجهة إلى البشرية جمعاء، والقائلة لأهل الكتاب: تعالوا إلى كلمة عدل نستوي نحن وأنتم فيها، فنعبد الله وحده، ونتبع تعاليمه... وهذه دعوة جميع الانبياء والرسل منذ خلق الله الخلق.

يبحث المؤلف في القسم الأوّل من بحثه قضية "الدعوة الخاتمة وأهل الكتاب"، ويخلص ـ استناداً الى النصوص التي يستقرئها ـ إلى القول: أنّ الدعوة الخاتمة، في الوقت الذي تفتح فيه ابوابها للباحثين عن الحقيقة، تحذر من اتباع أي مشروع يهدف إلى الصد عن سبيل الله...

ويفضي البحث في هذه القضية إلى بحث القضية الثانية، في القسم الثاني، بالاعتماد على استقراء مجموعة "من وصايا الدعوة الخاتمة". ويفيد هذا الاستقراء أنّ الأمة الخاتمة لم تستثن من الاختيار بالأنبياء والرسل وبأوصيائهم. فقد قابلت دائرة هارون وبنيه في الشريعة الموسوية دائرة الإمام عليّ بن أبي طالب وبنيه (عليهم السلام) في الشريعة المحمدية.

ينطلق المؤلف في بحثه، من النصوص، فيستقرئها ويخلص إلى نتائج لا يلبث ان يؤيدها بالشواهد، ورائده في ذلك ما أمر الله تعالى به رسوله(صلى الله عليه وآله) أن يدعو الخلق إلى الله عزوجل بالحكمة والموعظة الحسنة، وبذلك تشرع ابواب الحق امام الذين يريدون الاستبصار في الدين.


(11) "الأوائل في أحداث الدنيا وأخبار الاخرة":

صدر سنة 1405هـ عن دار الكتب العلمية / القاهرة هذا الكتاب ألفه المؤلف قبل استبصاره.
يقول الناشر: وهذا الكتاب فن جديد. جمعت فيه أحاديث شريفة خاصة بالأوائل، ثم تم ربط كل حديث بموضوع قريب من الحدث يهم المسلمين معرفته فجاء الكتاب يحتوي على كثير من الموضوعات، منها: آداب الزفاف، الاحتفال بالمولود، فقه المرأة، الخشوع، آداب التلاوة، كيفية الحج، أشراط الساعة، عذاب القبر، البعث، الحشر، الحساب، الجنة والنار، وموضوعات اخرى.





وفاته:


فقد العالم الإسلامي هذا المفكر والمؤلف القدير والداعية إلى الحق الذي وافته المنية في القاهرة على أثر مرض عضال فتوفي في الثالث من صفر 1418 هـ. ق. ودفن في قرية كفر الشيخ بمحافظة المنوفية بمصر.








_____( أنتهى )_____





الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ



_( حيــــــــــــدرة )

قلم الولاية الحيدرية
22-01-2009, 12:56 AM
الله يوفقكم اخى حيدرة بارك الله بيكم
واسال الله التوفيق المستمر لكم

حيــــــــــدرة
27-03-2009, 11:34 PM
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ الفـُـلـْـكِ الجَارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الغَامِرَةِ يَأمَنُ مَن رَكِبَهَا وَيَغــْرَقُ مَن تَـرَكَهَا المـُـتـَـقـَدِمُ لَهُمْ مَارِقٌ وَالمُـتـَـأخِرُ عَنـْهُم زَاهِقٌ واللاّزِمُ لَهُمْ لاحِقٌ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ

ملاك القوة
27-03-2009, 11:58 PM
كل الشكر لكم أخي على الموضوع الجميل والمهم كي يعرف السلفيين
ان الشيعة يشيعون علماءهم للحق
وأما هم يستطعون تسنيين جهالنا وضعاف النفوس بالأموال

حيــــــــــدرة
30-03-2009, 11:30 PM
كل الشكر لكم أخي على الموضوع الجميل والمهم كي يعرف السلفيين
ان الشيعة يشيعون علماءهم للحق
وأما هم يستطعون تسنيين جهالنا وضعاف النفوس بالأموال




أخي الكريم ....
الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله


علينا توضيح ما أخفاه عنهم سادتهم الذين علموهم النصب والعداء لآل بيت الرسول صلى الله عليهم أجمعين ...

شكراً على المرور والتعليق

مسلمه
31-03-2009, 12:11 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد

حيــــــــــدرة
31-03-2009, 03:59 PM
__( السيّدة أم محمد علي المعتصم )__

البلد : الســــــــــــودان

المذهب السابق : سنية وهابية



وطرق التشيع بابنا ....

في غمرة تلك الهواجس التي تتزاحم على خاطري كان في بيتنا ازدحاماً من نوع آخر، فقد بدأ الأهل بحزم أغراضهم بقصد السفر إلى قريتنا في شمال السودان، فهناك مناسبة زواج أبن عمي وفي تلك المناسبة تجتمع كل العائلة قادمة من كل مدن السودان، فظروف العمل تفرق البيت الواحد وتفصل الأحبة عن الأحبة، خاصة أن المسافات في السودان بين المدن كبيرة ويتعسر على الأهل مقابلة بعضهم إلا في بعض المناسبات.
ففرحة اللقاء بالأهل والأقارب أسكنت ذلك البركان الذي يتنفس في أعماقي، وازدهرت الحياة من جديد في ناظري، وفي طول الطريق لم أفكر إلا في أخوالي وأعمامي وخالاتي وعماتي..، لعل بين أحضانهم الدافئة اطفي آلام الألم والشك والحيرة، ولعل ذكريات الطفولة بين بيوتات القرية القديمة الواقعة بين ضفاف النيل وخدرة النخيل وبين السلسلة الجبلية كأنه عقد ألتف حول عنقها ليجعل منها عروساً للنيل أو يجعلها آية لسحر الطبيعة الفاتنة التي تجلى الباري في صنعها، فلعل روحي تعشق جمال الخالق وتسرح به بعيداً فتنتابها جذبة صوفي تنكشف معه الحقيقة.

ثم جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وانكسرت تلك الريشة التي كادت أن ترسم لي عطلة بعيدة عن كل ما يهيج نفسي، فصراع الأديان وصراع النفس مع الاختيار لم أكن أتوقع أن يلحقني في تلك القرية النائية ويطرق باب بيتنا، ومن الطارق يا ترى.. شيء غير مألوف.. وشخص غير معروف.. من.. ؟ الشيعة.. نحن في السودان ليس في النجف أو طهران... أم مع تغير الزمان تتغير أيضاً البلدان؟.
لا.. لم تتغير البلدان والطارق من السودان، فهو خالي، ومجموعة أخرى من أقاربي، فقد كان صادق احساسي فالتغير الذي لاحظته في خالي في سلوكه وكلامه لم يكن معهوداً، فقد كان شاباً عصرياً منفتحاً على الحياة كل ما كان يشغله دراسته الجامعية، فتبدلت تلك الصورة بهذه الصورة ناسكاً عابداً لا يتحدث إلا في أمر الدين.
..فقلت أصدقني القول يا خالي أهو الدين الذي غير ذاك الحال؟
قال: الشيعة..
قلت: ماذا؟
قال: الشيعة.
نعم الشيعة.. فكانت تلك الكلمات هي صوت دقات الباب.


___ أنتهى ___


أستمتعوا بقرآءة رحلتها العقائدية بالحبث والتدقيق وعلى لسانها وبما ألفته في كتابها المعروف المسمى " من حقّي أن أكون شيعيّة "

هنـــــــــــــــــــا (http://alkadhum.org/other/mktba/aqaed/men_haghi/index.htm)




والسلام على من أتبع الهدى وآله

_( حيــــــــــــــــــدرة )_

حيــــــــــدرة
31-03-2009, 04:20 PM
__( الباحثة حسينة حسن الدريب )__



البلد : اليمن

المذهب السابق : زيدي



والطـــــامة الكـــبرى ....

بعد وصولي الى ايران بشهر تقريبا اكتشفت ان زوجي جعفري المذهب وكان يشير لي تدريجيا حتى صرح لي بذلك وكانت طامة كبرى وصدمة عظيمة وخاصمته كثيرا وقلت لماذا اخبرتني انك زيدي؟؟ فقال: انا لم اكذب. انني اعتقد ان من يسمون انفسهم زيدية ليسوا الاتباع الحقيقيين لزيد(رضي الله عنه) فما انتسابهم اليه الا لانه يقول بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والعدل والتوحيد, ونحن الجعفرية نقول بذلك فنحن زيدية أو بالاصح زيد(رضي الله عنه) جعفري إذ انه تعلم على يد ابيه واخيه الامام الباقر(عليهما السلام) وما يعتقده الجعفرية هو ما يعتقده زيد واخوه الامام الباقر(عليهما السلام) فنحن اولى به منهم إذ هو لم يخالف الباقروالصادق(عليهما السلام) بينما هم (الزيدية) مخالفان لهما إذ منهم جارودية وهادوية و..... ولم يأخذوا عنه(زيد بن علي رض) الا القليل من الفروع وأما الاصول فلا يجوز التقليد فيها إذ الامام عندهم مجتهد يجوز الاخذ برأيه وتركه فليس تقليده واجبا لا في الاصول ولا في الفروع وهذا ما اقصده من كوني زيدياً) ومع هذا فقد خاصمته لمدة شهر تقريبا واصررت على ان يرجعني الى اهلي ولكنه تعامل معي بكل صبر وتأنٍ وحلم وعقل وهدوء مقابل انفعالي واصراري وحلف لي يمينا انه لم يتبع المذهب الجعفري الا لأدلة وجدها أقنعته وحلف لي أنني اذا رددت عليه بأدلة ثابتة صحيحة فسيرجع الى المذهب الزيدي فصرت على امل ان ارجعه الى الزيدية لاني عرفت انه جاد في كلامه وهو انسان مؤمن وليس من اهل الدنيا وهذا ما جعلني اصدقه, ولكن لم اجد ما اقول له الا ان اوجه له اسئلة مثل: لماذا اتبعتهم وما ادلتهم؟؟ فقال: إن اشد الخلاف بين البشر هو الخلاف على الولاية او العلو في الارض (وهذا كلام ذكره بالتفصيل في كتابه(في ظلال الاسلام, حقيقة النزاع) فراجع ما ذكر لي كاملا عن الولاية تجده في كتابه) وقال لي ان المسلمين مجمعون على ان من صحت اصوله يتبع في فروعه, والخلاف بين الزيدية والجعفرية اكثره واهمه في الامامة,الجعفرية تقول ان الائمةاثنا عشر اماماً. فقلت: وما دليلهم؟
قال: الحديث الموجود في كتب الزيدية والسنة والجعفرية. فقلت ائتني بمصدر واحد يذكر ذلك؟
فقال: بل آتيك بمصادر لا مصدر واحد. فأتى بصحيحي البخاري ومسلم وغيره من الصحاح الستة وانشاء الله سأذكر المصادر بالرقم والصفحة. وعندما قرأتها تحيرت فلأول مرة اعرف ان هذا الحديث موجود في صحاح اهل السنة,لكني كابرت في البداية وقلت اريد مصادر زيدية لا حاجة لي بمصادر اهل السنة, وما كان منه الا ان أتى بكتب أئمة الزيدية وكبار علمائهم مثل: (التحف شرح الزلف) و(لوامع الانوار) للسيد مجد الدين المؤيدي وسير بعض ائمة الزيدية مثل(سيرةالامام المرتضى) وكتاب(الحدائق الوردية في مناقب ائمة الزيدية) و(الشافي) و(البحر الزخار) وغيرها.... وسوف اذكر كل كتاب وما وجدت فيه مفصلاً فتابع طبعا فترة البحث والحيرة استمرت لمدة ثلاث سنوات ولم اكن وصلت الى النتيجة المقنعة قبلها ثم وبحمد الله صرحت بالحق واعلنته وبدات اكتب في كتابي هذا ما وصلت اليه وسبب وصولي اليه.
بالطبع اكثر ما دعاني للشك والبحث هو التناقض بين ائمة الزيدية حول الامامة اذ البعض يقول بإمامة السجاد والبعض لا يقول بذلك وكذا الوصية والنص وغيرها مما سوف يبحث في محله ان شاء الله تعالى.
ومن المهم ذكر احاديث الاخرى كحديث السفينة والثقلين والنجوم وغيرها الكثير, فإن الزيدية تؤمن بها وتعتقدها وتحتج بها على اهل السنة ولكن عندما فكرت في تطبيقها وجدت انه لا يمكن انطباقها الا على اناس معصومين, وهذا ما جعلني اصمم على البحث والمناقشة وتذكرت الاسئلة وحيرتي في جوابها فبدأت اطرح تلك الاسئلة على نفسي ومع الكتب الا انني لم اطلب من السيد أي شي اذ لم يكن عندي ما ارد به او أرده للمذهب الزيدي لكني جعلت في عاتقي امانة البحث بدون ان اقول له شيئا وخلال عده مرات وانا اذهب وارجع الى اليمن والتقيت بأستاذي وخالي ووالدي وحاولت ان استفيد منهم ألا انهم كانوا يتعصبون ويتهمونني بانيي جعفرية فسكت, وبالطبع لم اجرؤ ان اكلم الاستاذ مباشرة الا اني سألته لماذا لم تناقش السيد وقد اتى يناقشك؟ فقال: قولي له يأتي اناقشه وأنت حكم بيننا ولكن للأسف كان يوم الغد هو يوم سفرنا الى ايران, ومن ثم سألته بعض الاسئلة حول الجعفرية وللأسف لم يجبني اجابات علمية فسكت لان الوقت كان ضيق والاخوات اللواتي جئن معي لزيارته كن في عجلة من امرهن فذهبنا.
ايضا قلت لاحدى صديقاتي وزميلاتي التي تقوم بالتدريس بعدي: يا اختي انصحك ان لا ترهقي نفسك بتدريس النحو ونحوه و من الدروس, تريدين بهذا مداراة وجذب الطالبات لكي يدخلن في المذهب, ولكن المرأة غير المخلصة سوف تتعلم ثم تصبح وهابية, بل يجب عليك ان تدرسي العقائد والأحكام بأدلتها وبالنقاش العلمي لكي تكون لهن خبرة بالمذاهب الاخرى ولا تشغلي نفسك بابحاث القضاء والقدر فلن تصلي الى نتيجة فيه(ويشهد الله ان كلامي هذا كان عن حب نابع لها وللمذهب الزيدي الذي ما زلت ولن ازال انصح له). فقالت لي: يا اختي نحن الزيدية ليس عندنا عقائد ولا احكام,انما نأخذ ديننا من هنا وهناك. قالت هذا وهي تبدو جادة في كلامها فسكتُ ولم اجبها وفي الليل سألت والدتها عن الامام في هذا العصر,اذ ان كل الروايات تقول انه لا بد من امام ومن لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية, وان الامام هوالحجة والامان لاهل الارض.. فقالت: سيدي مجد الدين المؤيدي. فقلت لها: ولكنه لم يدع الى نفسه اذ من شروط الإمام عند الزيدية هو الدعوة والقيام. فقالت: أنه قد دعى الى نفسه في عصر آل حميد الدين قبل الثورة في اليمن. فسكت وبقيت افكر كيف يدعو الى نفسه في زمن امامة الامام يحيى اوالامام احمد الذين هم ائمة زيدية وذكرهم في كتابه (التحف), ولا يجوز له ان يدعو الى نفسه في هذه الحال كما ذكر السيد مجد الدين المؤيدي نفسه في كتابه انه اذا دعى امام الى نفسه في وجود امام آخر قتل المتأخر منهما وفي مكان آخر فانه ملعون كما نقلت مصادر ذلك في محله فراجع. وهن عندما يقر أن كلامي هذا لن يكذبنه لانه حقيقة واضحة وان شاء الله يكون فاتحة خير لهن بالبحث والوصول للحق. واذكر مرة في صنعاء دعينا للغداء من قبل احد علماء الزيدية الكبار وكان من خلف الباب يوصيني الا اتأثر بالجعفرية, فقلت له: ما هو عيبهم؟ قال: والله انهم احسن من الزيدية في كل شيء, الا انهم يقولون يا حسين و يا علي و يا فلان... وهذا شرك. فأجابه السيد وقال إنهم يعتقدون أن علي أو الحسين أو حتى رسول الله(ص) لا حول لهم ولا قوة الا بإذن الله إنما هم يتوسلون بهم الى الله ولا تجد جعفري يقول ان اهل البيت لهم حول بدون اذن الله ومن قال بهذا فهو مشرك بالله عندهم وليس بمسلم. فقال: جيد. هذا جيد ثم ذهب ولم يقل شيئاً, ثم سافرنا الى ايران واستمريت في البحث في الكتب ولم استفد من شخصيات علمية في اليمن كنت اظن انها ستفيدني في البحث والنقاش ولم تحن الفرصة الا لبضعة تساؤلات لم تجد لها جواباً مقنعا والتساؤلات والبحث والتحقيق والمقارنة بين كل حديث وآخر استمر سنوات حتى اعلنت لزوجي حقيقة مذهبه وإيماني به رغم أنه لم يشدد علي بل كان يقول لي: ان كان عندك ما يفيدني فسأكون لك شاكرا. لكني صرت في حرب مع نفسي اذ انني لم اجد ما افيد نفسي به الا ان اصرح بالحق ولا اخاف في الله لومة لائم رغم خوفي الشديد من والدي الكريم(حفظه الله) الذي اكن له جل الاحترام والتقدير, وهو يحترمني فوق ما استحق بكثير ولي في قلبه مكانة عالية ولله الحمد وهذا يعود الى اني حينما كنت ادرس المذهب الزيدي كنت اعمل بحركة وجدية وكان يشجعني ويحبني كثير وحتى قبل ذلك طبعا.

وايضا كنت افكر في والدتي وبقية الاقارب والصديقات والزميلات وطالباتي الذين طالما حدثتهم عن الزيدية- ولواني ما كنت اناقش المسائل مناقشة علمية انما كانت اطروحات من قبيل ان عقيدتنا هي الحق لوجود الاحاديث الواردة في وجوب التمسك باهل البيت ولكن من دون تطبيق الاحاديث او مطابقتها على مصاديقها, ومن قبيل ان الوهابية مجسمة ومجبرة و...-

لقد فكرت في هؤلاء جميعا ماذا سيقولون عني, ولكن قلت لنفسي إن كنت انتقد الوهابية وغيرهم من اهل السنة إذ لم يتبعوا الحق ويبحثوا عنه, فهاأنذا ارى الحق ولكني اخشى الناس وتذكرت الآية الكريمة{ وتخشى الناس والله احق ان تخشاه} الاحزاب /37
نعم لابد ان اعلن الحق ولعل الله يهديهم فيصلوا للحق كما وصلت اليه, وكاتم الحق شيطان اخرس.... )

___ أنتهى ___






أستمتعوا بقرآءة قصتها ورحلتها العقائدية بالبحث والتدقيق وعلى لسانها وبما ألفته في كتابها المعروف المسمى " وعرفت من هم أهل البيت (ع) "




هنـــــــــــــــــــا (http://alkadhum.org/other/mktba/aqaed/wa_areft/index.htm)









والسلام على من أتبع الهدى وآله


_( حيــــــــــــــــــدرة )_

علي الفاروق
31-03-2009, 11:39 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجه

بارك الله بك استاذنا الفاضل حيــــــــــــدرة على موضوعكم الرائع ..

المستبصرون : إسم يرتعد الوهابية عند سماعه




........


علوي الصمود ,,

حيــــــــــدرة
20-05-2009, 01:55 AM
__( محمد غانمي ابو عبد الرحمن )__



http://69.13.146.155/nbanews/2009/04/Images/197.jpg


البــــــــــلد : تونس



لقاء صحفي حصري :


تونسي مقيم في هولندا بسبب نشاطه السياسي السابق، كان فيما مضى اسلامي متشدد، منحاز على غير هدى إلى جماعة الأخوان، وبعد التقصي والبحث الدقيق، قذف الله سبحانه وتعالى في قلبه، وميض الحقيقة وبرق الصدق، إذ يعد من الناشطين في مجال التقصي عن الحقيقة الإيمانية، ليصل به الطريق إلى الاستبصار واتِّباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، فحدثنا بدوره قائلا:

" حركة التشيع انطلقت في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، فكان هناك توجه ديني، خاصة بدخول الكثير من الأفكار الثقافية التي كان يتداولها الإخوة المثقفون هناك، بوجود برامج مكثفة لدى الاخوة المؤمنين للإطلاع على هذه الأفكار والعقائد، كما كان في تونس ايام الثورة الاسلامية في ايران، هناك توجه بين المثقفين التونسيين وعلى صعد ومستويات شتى، للبحث الدائم عن الفكر الإسلامي الحقيقي بغض النظر عن هذا الفكر بكونه سنيا او شيعيا، لذلك كانت كتابات السيد الشهيد محمد باقر الصدر موجودة بكثرة في تونس ذلك انها من الكتب القيمة والشيقة، فهو لدينا مفكر كبير للحركة الإسلامية وكما قلت سابقا بغض النظر عن انتمائه المذهبي، اما الجذور الاصلية لشعب تونس تجد فيه حس للتشيع بشكل متجلي، فمثلا مناسبة عاشوراء هناك من يحييها ولكن بطريقة تختلف عما يفعله الشيعة في هذه المنطقة، واحياء عاشوراء لايقتصر هناك على مذهب معين، ذلك ان المسلمين في المغرب العربي غير متعصبين كما هو الحال في بقية الدول العربية التي احتوت الكثير من التطرف خاصة بعد نشوء الحركة الوهابية ونشاط التيار والمد السلفي.


نشهد اليوم في تونس حركة تشيع لامثيل لها في العالم، وهذا يشمل بعض الاخوة من الذين كانوا على مستوى الخط الاول للقيادات في الحركة الاسلامية، واغلب قيادة هذه الحركة هم من الاخوان المسلمين او من لهم توجهات هذه الحركة.


بالنسبة للتحول الذي يطرأ على تغيير المعتقد لأي انسان لابد له من مقدمات، وهناك مقدمات تكون على مستوى اسس ثابتة لايمكن لها التزحزح او يمكن للإنسان التراجع عنها، خاصة وان كانت تلك الأسس مبنية على اسس سليمة متينة وقوية، وبالنسبة للإستبصار تم بعد نقاشات عدة مع بعض الاخوة وهم بدورهم استبصروا، هنالك منهم من درس في الحوزة سنوات عدة في سوريا، وكانت تتم بيننا نقاشات كثيرة على مستوى العقائد والتاريخ الإسلامي، وبالضبط اذكر تاريخ استبصاري، وهو احد الاصدقاء الذين عاشرتهم لفترة طويلة من المذهب المالكي كان يقوم بأبحاث عدة، وقد أخفى عني استبصاره لمدة خمس سنوات، وفي آخر فترة بين 1999 وعام 2000 رجعت علاقتي به، وهي علاقة قائمة على الاخوة، باشر معي ببعض النقاشات وعادة ما تكون هذه النقاشات في بيوتنا، بعد هذا كله وجدت نفسي أمام أدلة موضوعية دامغة لايمكن ان اتجاوزها ابدا، وهي ادلة على المستويين العقلي والنقلي، وبعد هذا وبحمد الله تمت مسألة استبصاري وهو امر ليس بهين ابدا، ولكن الله عز وجل ألقى في نفسي هذه الطمأنينة المباركة، ولايخفى هو تحول كامل في الشخصية والبنية النفسية، إذ تجد نفسك امام دور ومسؤولية مناطة بك تختلف كليا عما كان في السابق، ذلك ان ابناء العامة من المذاهب الاخرى يعتمدون على التسليم دون المناقشة او الحوار او الفحص والبحث، وهذا بعكس ما هو موجود في المذهب الشيعي والمدرسة الجعفرية، إذ يكون اساسها قائم على الدليل والبحث العلمي الدقيق، وهي صفة ايجابية كبيرة عند الشيعة. ولا اعرف كيف اصف حالتي اليوم إذ يعجز اللسان عن وصف ما أشعر به من راحة وأمان، واعتقد ان الاسبتصار وإن كان مجيئه عبر البحث والتقصي، ولكني اقول انما هو نور يقذفه الله تعالى بقلب وصدر من يشاء، وينير دربه به، خاصة وان كان ذلك الانسان مستعدا استعدادا كاملا (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) وما هي إلا نعمة الله سبحانه وتعالى عليّ، ومن هنا ادعو جميع حملة العلوم الدينية ان يدققوا ويتفحصوا ليجدوا ان الطريق الأمثل هو في ركب أهل البيت عليهم السلام وخلاف ذلك لايمكن ان يكون اي طريق حقيقي، فما نفع علمهم بلا عمل يقودهم لمعرفة الأحقية لدى أئمة الهدى من ابناء الرسول الكريم صلى الله عليه وآله.


س : في الفترة التي اعقبت استبصارك، هل تمكنت من ايصال صوتك الى اهلك وذويك في تونس، وتبليغهم بالطريق الصحيح الذي اتبعته، لتمثل قول الله سبحانه وتعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)؟

هذه الحرقة التي تؤرقني، لأني لم استطع الوصول الى بلدي، ولايمكن مناقشة هذا الموضوع أو اقناعهم عن طريق الهاتف او غيره، إذ ان مثل هذه الامور تتم بالنقاش والمواجهة المباشرة، لذلك أسأل الله سبحانه وتعالى ان يسهل رجوعي الى تونس، إذ بوسعي وبمعونة الله سبحانه وتعالى ان اقوم بدعوة واقناع اقاربي واصدقائي ومعارفي وإرشادهم إلى سبيل الحق.


التحول الجذري الذي اصبحت عليه اليوم من الفكر السلفي الوهابي الى سبيل أهل البيت عليهم السلام وطريقهم الامثل، كان لزاما علي ان اقطع علاقاتي السابقة، فهم أدرى بمدى خطورة هذا التحول لما أحمله واعرفه جيدا وعن كثب، ما تتضمنه صفحات كتبهم وطريقة تفكريهم، لذلك اليوم وبحمد الله اذا دخلت اي نقاش فإني عارف تماما بجميع الأولويات التي يحاول الوهابية الإستناد عليها، وبعد تسلحي بعلم أهل البيت عليهم السلام اصبحت قادرا على تفنيدها وارجاعها من الضلالة الى الهدي. ومن الجدير بالذكر ان بعض النقاشات مع الاخوة التونسيين في أوربا قادتهم فيما بعد الى الاستبصار والتشيع، وهذا أيضا بفضل الله ومنته علينا.



س : دخلتم العراق من المنطقة البرية الجنوبية، ثم وصلتم الى كربلاء، حين لاحت لكم منائر كربلاء كيف كانت مشاعركم؟


هنا توقف قليلا... وأشرع الاخ محمد غانمي ابو عبد الرحمن بالبكاء، ونظر صوب القبة العباسية المقدسة ملياً، وعيناه مغرورقتان بالدموع تعبِّران عن الشوق والجوى اللذين يملآن قلبه، وقال:
كيف يمكن لإنسان ان يتمالك نفسه امام هذا الصرح الكبير، واما هذا العطاء المتمثل بأبي عبد الله الحسين وأخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام امنيتي ان يوفقني الله سبحانه وتعالى وان ازور مراقد أهل البيت عليهم السلام سواء في النجف او سامراء او الكاظمية. ان حبنا لأهل البيت عليهم السلام تجاوز الفكر ولايمكن وصف هذه الحالة، فاي انسان توصل إلى معرفة أهل البيت عليهم السلام لايمكن له إلا ان يعشقهم، وبحسب رواية لحديث الرسول صلى الله عليه وآله يقول: (ياعلي لايعرفني إلا الله وانت، ولايعرف الله إلا أنا وأنت، ولايعرفك إلا الله وأنا). هذه المعرفة التي تخص أحقية أهل البيت عليهم السلام والتي نتوق إلى التوصل إليها او جزء منها، كما ندعو الله سبحانه وتعالى ان نكون اهلا لأتباع أهل البيت عليهم السلام والسائرين على خطاهم. كما أود ان اقدم شكري الجزيل لجميع الاخوة في العبتة العباسية المباركة الذين قدموا لنا التسهيلات للوصول اليوم إلى كربلاء الشهادة والقداسة. كما أسأل الله سبحانه وتعالى ان يعم الخير على أهل العراق الذين يمثلون بصدق مذهب أهل البيت عليهم السلام والرسالة المحمدية السمحاء.



___ أنتهى ___